-
جعل الحياة العائلية ناجحةيمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض
-
-
معالجة المشاكل العائلية بنجاح
٢٤ لماذا يجب ان يتجاوز كل من رفيقي الزواج عن اخطاء الآخر؟
٢٤ وحتى في العائلات السعيدة عموما تكون هنالك مشاكل من حين الى آخر. ذلك لاننا جميعا ناقصون ونفعل امورا خاطئة. «في اشياء كثيرة نعثر جميعنا،» يقول الكتاب المقدس. (يعقوب ٣:٢) فلا يجب ان يتطلب رفيقا الزواج الكمال احدهما من الآخر. ولكن يجب ان يتجاوز كل منهما عن اخطاء الآخر. ولذلك لا يجب ان يتوقع ايّ من الرفيقين زواجا سعيدا بشكل كامل، لان ذلك يستحيل على الناس الناقصين ان ينجزوه.
٢٥ كيف يلزم حل المشاكل الزوجية بمحبة؟
٢٥ طبعا، يريد الزوج والزوجة ان يعملا على تجنب ما يزعج الرفيق الآخر. ومع ذلك، مهما حاولا بجد، يفعلان احيانا امورا تزعج الآخر. فكيف تلزم معالجة المشاكل؟ مشورة الكتاب المقدس هي: «المحبة تستر كثرة من الخطايا.» (١ بطرس ٤:٨) ويعني ذلك ان الرفيقين اللذين يظهران المحبة لا يستمران في عرض الاخطاء التي ارتكبها الآخر. فالمحبة انما تقول: نعم، انك ارتكبت خطأ٠ ولكنني انا ايضا اخطئ احيانا. ولذلك سأتغاضى عن اخطائك، ويمكنك ان تفعل لي الامر ذاته. — امثال ١٠:١٢؛ ١٩:١١.
٢٦ عندما تنشأ مشكلة ما ماذا يساعد على بتّ القضية؟
٢٦ عندما يكون المتزوجون على استعداد للاعتراف بالاخطاء ويحاولون تقويمها يمكن تجنب كثير من الجدال والاحزان. فيجب ان يكون هدفهم حلّ المشاكل لا ربح الجدال. وحتى اذا كان رفيقكم مخطئا اجعلوا حلّ المشكلة اسهل بكونكم لطفاء. واذا كنتم انتم المذنب اطلبوا الغفران بتواضع. لا تؤجلوا ذلك. عالجوا المشكلة دون تأخير. «لا تغرب الشمس على غيظكم.» — افسس ٤:٢٦.
٢٧ اتّباع اية مشورة للكتاب المقدس يساعد رفقاء الزواج على حل مشاكلهم؟
٢٧ وخصوصا اذا كنتم شخصا متزوجا يلزمكم ان تتبعوا القاعدة القائلة ان «لا تنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه بل كل واحد الى ما هو لآخرين ايضا.» (فيلبي ٢:٤) ويلزمكم ان تطيعوا وصية الكتاب المقدس: «البسوا . . . احشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى. كما غفر لكم (يهوه، عج) هكذا انتم ايضا. وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال.» — كولوسي ٣:١٢-١٤.
٢٨ (أ) هل الطلاق هو الوسيلة لبتّ المشاكل الزوجية؟ (ب) ماذا يقول الكتاب المقدس انه السبب الوحيد للطلاق الذي يحرر الفرد ليتزوج ثانية؟
٢٨ كثيرون من المتزوجين اليوم لا يدعون المشورة من كلمة اللّٰه تساعدهم على حلّ مشاكلهم، فيطلبون الطلاق. وهل يوافق اللّٰه على الطلاق كوسيلة لبتّ المشاكل؟ كلا. (ملاخي ٢:١٥، ١٦) فقد اراد ان يكون الزواج ترتيبا مدى الحياة. (رومية ٧:٢) ويسمح الكتاب المقدس بسبب واحد فقط للحصول على الطلاق الذي يحرر ليتزوج ثانية، وهو العهارة (باليونانية، بورنيا، فساد ادبي جنسي خطير). فاذا جرى ارتكاب العهارة حينئذ يمكن للرفيق البريء ان يقرر ما اذا كان سيحصل على الطلاق ام لا. — متى ٥:٣٢.
٢٩ (أ) ان لم يشترك رفيق زواجكم معكم في العبادة المسيحية ماذا يجب ان تفعلوا؟ (ب) ماذا تكون النتيجة المحتملة؟
٢٩ وما القول اذا كان رفيق زواجكم يرفض ان يدرس معكم كلمة اللّٰه او حتى يقاوم نشاطكم المسيحي؟ مع ذلك يشجعكم الكتاب المقدس على البقاء مع رفيقكم وعدم اعتبار الهجر طريقة سهلة للخروج من مشاكلكم. افعلوا ما تستطيعون شخصيا لتحسين الحالة في بيتكم بتطبيق ما يقوله الكتاب المقدس في ما يتعلق بسلوككم انتم. وعلى مر الوقت، لسبب سلوككم المسيحي، قد تربحون رفيقكم. (١ كورنثوس ٧:١٠-١٦؛ ١ بطرس ٣:١ و ٢) وكم تكون بركتكم عظيمة اذا كوفئت اناتكم الحبية بهذه الطريقة!
٣٠ لماذا من المهم جدا ان يرسم الآباء مثالا حسنا لاولادهم؟
٣٠ والكثير من المشاكل العائلية اليوم يشمل الاولاد. فماذا يمكن فعله اذا كانت هذه هي الحال في عائلتكم؟ اولا، كآباء يلزمكم ان ترسموا مثالا حسنا. ذلك لان الاولاد يميلون الى اتّباع ما تفعلونه اكثر مما تقولونه. وعندما تختلف اعمالكم عن اقوالكم سرعان ما يرى الصغار ذلك. فاذا اردتم ان يحيا اولادكم حياة مسيحية صالحة يجب عليكم انتم ان ترسموا المثال. — رومية ٢:٢١، ٢٢.
٣١ (أ) اي سبب اهم يحتاج اليه الاولاد لاطاعة مشورة آبائهم؟ (ب) كيف يمكنكم ان تُظهروا لحدثكم حكمة اطاعة شريعة اللّٰه التي تنهى عن العهارة؟
٣١ وتحتاجون ايضا الى اقناع اولادكم منطقيا. فلا يكفي مجرد القول للاحداث: «لا اريد ان ترتكب العهارة لان ذلك خاطئ.» فهم يحتاجون ان تُظهروا لهم ان خالقهم، يهوه اللّٰه، هو الذي يقول ان امورا كالعهارة خاطئة. (افسس ٥:٣-٥؛ ١ تسالونيكي ٤:٣-٧) ولكن حتى هذا لا يكفي. فالاولاد يحتاجون ايضا ان تساعدوهم ليروا لماذا يجب ان يطيعوا شرائع اللّٰه وكيف يفيدهم ذلك. مثلا، يمكنكم ان تلفتوا انتباه حدثكم الى الطريقة البديعة التي يتشكل بها الطفل البشري باتحاد خلية الرجل المنوية وبييضة المرأة وأن تسألوا: «ألا تعتقد ان الذي جعل اعجوبة الولادة هذه ممكنة يعرف أحسن كيف يجب ان يستعمل البشر قوى تناسلهم المعطاة من اللّٰه؟» (مزمور ١٣٩:١٣-١٧) او يمكنكم ان تسألوا: «هل تعتقد ان خالقنا العظيم يصنع شريعة تسلبنا المتعة في الحياة؟ أفلا يجب ان نكون أسعد اذا اطعنا شرائعه؟»
٣٢ (أ) ماذا يجب ان يكون موقفكم اذا كانت آراء ولدكم لا تتفق مع تلك التي للّٰه؟ (ب) كيف تستطيعون مساعدة ولدكم ليرى حكمة ما يقوله الكتاب المقدس؟
٣٢ يمكن لاسئلة كهذه ان تجعل ولدكم يبتدئ بالتفكير في شريعة اللّٰه التي تسود استعمال الاعضاء التناسلية. فرحبوا بآرائه. وان لم تكن ما تريدون ان تكون لا تغضبوا. حاولوا ان تفهموا ان جيل ولدكم قد انحرف بعيدا عن التعاليم البارة في الكتاب المقدس، ثم حاولوا ان تُظهروا له لماذا ممارسات جيله الفاسدة ادبيا غير حكيمة. وربما استطعتم ان تلفتوا انتباه ولدكم الى امثلة معيَّنة ادى فيها الفساد الادبي الجنسي الى الولادات غير الشرعية او الامراض التناسلية او المشاكل الاخرى. وبهذه الطريقة تجري مساعدته ليرى صواب وصحة ما يقوله الكتاب المقدس.
٣٣ لماذا يمكن للرجاء المؤسس على الكتاب المقدس للحياة الى الابد في الفردوس على الارض ان يساعدنا على جعل الحياة العائلية ناجحة؟
٣٣ وخصوصا يمكن للرجاء المؤسس على الكتاب المقدس للحياة الى الابد في الفردوس على الارض ان يساعدنا على جعل الحياة العائلية ناجحة. ولماذا؟ لاننا اذا كنا حقا نريد ان نحيا في نظام اللّٰه الجديد نحاول بجد ان نحيا الآن كما نرجو ان نحيا آنذاك. ويعني ذلك اننا سنتبع بشكل لصيق ارشادات يهوه اللّٰه وتوجيهه. ونتيجة ذلك سيتوّج اللّٰه سعادتنا الحاضرة بمتعة الحياة الابدية والسعادة الوافرة طوال الابدية التي تكمن امامنا. — امثال ٣:١١-١٨.
-
-
ما يجب ان تفعلوه لتحيوا الى الابديمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض
-
-
الفصل ٣٠
ما يجب ان تفعلوه لتحيوا الى الابد
١ (أ) اي مسلكين مفتوحان لكم؟ (ب) كيف يمكنكم ان تختاروا المسلك الصائب؟
يهوه اللّٰه يقدم لكم شيئا رائعا — حياة ابدية في نظامه الجديد البار. (٢ بطرس ٣:١٣) ولكنّ الحياة آنذاك تتوقف على صنعكم مشيئة اللّٰه الآن. فالعالم الشرير الحاضر، بمن فيه جميع الذين يبقون جزءا منه، على وشك الزوال، «وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.» (١ يوحنا ٢:١٧) ولذلك يجب ان تختاروا بين مسلكين. الواحد يؤدي الى الموت والآخر الى الحياة الابدية. (تثنية ٣٠:١٩ و ٢٠) فأيّ مسلك تتخذون؟
٢ (أ) اذا كنتم تملكون الايمان الحقيقي بماذا تكونون مقتنعين؟ (ب) كيف تساعدكم الثقة باللّٰه كما يثق الولد بأب محب على خدمته؟
٢ وكيف تظهرون انكم تختارون الحياة؟ اولا، يجب ان تملكوا الايمان بيهوه ومواعده. فهل انتم مقتنعون بثبات بأن اللّٰه موجود «وأنه يجازي الذين يطلبونه»؟ (عبرانيين ١١:٦) وأنتم تحتاجون الى الثقة باللّٰه كما يثق الابن او الابنة بأب محب ورحيم. (مزمور ١٠٣:١٣، ١٤، امثال ٣:١١، ١٢) واذ تملكون ايمانا كهذا لا تشكّون في حكمة مشورته او صواب طرقه حتى ولو كنتم احيانا لا تفهمون الامور كاملا.
٣ (أ) فضلا عن الايمان اي شيء آخر ضروري؟ (ب) اية اعمال تلزم لتظهر انكم تختارون الحياة؟
٣ ولكن يلزم اكثر من الايمان. ويجب ان تكون هنالك ايضا اعمال تعرب عن مشاعركم الحقيقية نحو يهوه. (يعقوب ٢:٢٠، ٢٦) فهل فعلتم امورا تظهر أسفكم على ايّ فشل في الماضي في فعل ما هو صواب؟ وهل اندفعتم الى التوبة او صنع التغييرات لجعل مسلك حياتكم على انسجام مع مشيئة يهوه؟ هل رجعتم، اي رفضتم ايّ مسلك خاطئ ربما كنتم تتبعونه، وهل ابتدأتم بفعل ما يتطلبه اللّٰه؟ (اعمال ٣:١٩؛ ١٧:٣٠) ان مثل هذه الاعمال تظهر انكم تختارون الحياة.
الانتذار والمعمودية
٤ (أ) ماذا يجب ان يدفعكم الى فعل مشيئة اللّٰه؟ (ب) عندما تقررون انكم تريدون ان تخدموا اللّٰه ماذا يليق بكم ان تفعلوا؟
٤ وماذا يجب ان يدفعكم الى اختيار الحياة بفعل مشيئة اللّٰه؟ يجب ان يدفعكم التقدير. فتأملوا: لقد جعل يهوه الراحة ممكنة لكم من كل المرض والالم وحتى الموت! فبالهبة الثمينة لابنه فتح لكم الطريق الى حياة لا نهاية لها في ارض فردوسية. (١ كورنثوس ٦:١٩ و ٢٠؛ ٧:٢٣، يوحنا ٣:١٦) وعندما تدفعكم محبة يهوه الى ان تحبوه مقابل ذلك ماذا يجب ان تفعلوا؟ (١ يوحنا ٤:٩ و ١٠؛ ٥:٢ و ٣) يجب ان تقتربوا الى اللّٰه باسم يسوع وتقولوا له في الصلاة انكم تريدون ان تكونوا خادما له، انكم تريدون ان تنتموا اليه. وبهذه الطريقة تنذرون نفسكم للّٰه. هذه هي قضية شخصية خاصة. ولا يمكن لاحد غيركم ان يفعل ذلك عنكم.
٥ (أ) بعد ان تصنعوا انتذاركم للّٰه ماذا يتوقع منكم ان تفعلوا؟ (ب) اي عون يتوافر لكم اذ تحيون بموجب انتذاركم؟
٥ وبعد ان تصنعوا انتذاركم للّٰه يتوقع منكم ان تحيوا بموجبه. فبرهنوا انكم شخص يحافظ على كلمته بالتصاقكم بهذا القرار، او الانتذار، طوال حياتكم. (مزمور ٥٠:١٤) واذا بقيتم قريبين من هيئة اللّٰه المنظورة يمكنكم ان تنالوا العون من الرفقاء المسيحيين الذين يسرهم ان يمنحوكم التشجيع والتأييد الحبي. — ١ تسالونيكي ٥:١١.
٦ (أ) عندما تنذرون حياتكم للّٰه اية خطوة تكون حينئذ ضرورية؟ (ب) ما هو معنى المعمودية؟
٦ ولكن يجب ان تفعلوا اكثر من ان تقولوا ليهوه على انفراد انكم تريدون ان تنتموا اليه. فيلزمكم ان تُظهروا امام الآخرين انكم صنعتم انتذارا لتخدموا اللّٰه. وكيف تفعلون ذلك؟ بالاعتماد في الماء. ومعمودية الماء هذه انما هي اعراب جهري ان الشخص قد نذر حياته ليهوه وهو يقدم نفسه لفعل مشيئته.
٧ (أ) اي مثال زوّده يسوع للمسيحيين؟ (ب) لماذا المعمودية التي امر بها يسوع ليست للاطفال؟
٧ أما ان معمودية الماء مطلب مهم فيظهره مثال يسوع المسيح. ويسوع لم يقل فقط لابيه انه جاء ليفعل مشيئته. (عبرانيين ١٠:٧) فعندما كان على وشك الابتداء بخدمته ككارز بملكوت اللّٰه قدم يسوع نفسه ليهوه واعتمد في الماء. (متى ٣:١٣-١٧) وبما ان يسوع رسم المثال فان الذين ينذرون اليوم انفسهم ليهوه ليفعلوا مشيئته يجب ان يعتمدوا. (١ بطرس ٢:٢١؛ ٣:٢١) وفي الواقع، امر يسوع أتباعه بأن يتلمذوا اناسا من جميع الامم ثم يعمدوا هؤلاء التلاميذ الجدد. وليس ذلك تعميد اطفال. فهو معمودية اشخاص صاروا مؤمنين وقد صمموا على خدمة يهوه. — متى ٢٨:١٩، اعمال ٨:١٢.
٨ اذا اردتم ان تعتمدوا لدى من في الجماعة يجب ان تجعلوا ذلك معروفا، ولماذا؟
٨ واذا صممتم على خدمة يهوه وأردتم ان تعتمدوا ماذا يجب ان تفعلوا؟ يجب ان تجعلوا رغبتكم معروفة لدى الناظر المشرف لجماعة شهود يهوه التي تعاشرونها. فسيسره، مع الشيوخ الآخرين في الجماعة، ان يراجع معكم المعلومات التي تحتاجون الى معرفتها لتخدموا اللّٰه بطريقة مقبولة. وبعدئذ يمكن ترتيب الامور لتعتمدوا.
مشيئة اللّٰه لاجلكم اليوم
٩ بماذا قام نوح قبل الطوفان مما هو مشيئة اللّٰه لاجلكم لتقوموا به الآن؟
٩ قبل الطوفان استخدم يهوه نوحا، «كارزا للبر،» للتحذير من الهلاك الآتي وللاشارة الى مكان الامان الوحيد، الفلك. (متى ٢٤:٣٧-٣٩؛ ٢ بطرس ٢:٥، عبرانيين ١١:٧) ومشيئة اللّٰه هي ان تقوموا الآن بعمل كرازي مماثل. انبأ يسوع في ما يتعلق بوقتنا: «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» (متى ٢٤:١٤) فيجب ان يعرف الآخرون الامور التي تعلمتموها عن مقاصد اللّٰه اذا كانوا سينجون من نهاية هذا النظام ويحيون الى الابد. (يوحنا ١٧:٣) ألا يندفع قلبكم الى الاشتراك في اعطاء هذه المعرفة المانحة الحياة للآخرين؟
١٠ (أ) اي مثال ليسوع يجب ان تدفعنا المحبة للناس الى اتّباعه؟ (ب) كيف يجري الكثير من العمل الكرازي؟
١٠ اتّبعوا مثال المسيح. فهو لم ينتظر ان يأتي الناس اليه، ولكنه ذهب يفتش عن الذين يصغون الى رسالة الملكوت. وأوصى أتباعه — جميعهم — بفعل الامر ذاته. (متى ٢٨:١٩، اعمال ٤:١٣، رومية ١٠:١٠-١٥) وفي اتّباع وصية المسيح ومثاله زار المسيحيون الاولون الناس في بيوتهم. وذهبوا «من بيت الى بيت» برسالة الملكوت. (لوقا ١٠:١-٦، اعمال ٢٠:٢٠، عج) ولا تزال هذه هي الطريقة الرئيسية التي يداوم بها المسيحيون الحقيقيون على خدمتهم في ايامنا.
١١ (أ) لماذا تلزم الشجاعة للكرازة بملكوت اللّٰه، ولكن لماذا لا يلزمنا ان نخاف؟ (ب) كيف ينظر يهوه الى العمل الذي نقوم به؟
١١ تلزم الشجاعة للقيام بهذا العمل. فالشيطان وعالمه لا بد ان يحاولا منعكم، تماما كما حاولا منع أتباع المسيح الاولين عن الكرازة. (اعمال ٤:١٧-٢١؛ ٥:٢٧-٢٩ و ٤٠-٤٢) ولكن لا يلزمكم ان تخافوا. فكما ايَّد وقوَّى يهوه اولئك المسيحيين الاولين سيفعل الامر ذاته لكم اليوم. (٢ تيموثاوس ٤:١٧) ولذلك تشجعوا! برهنوا انكم تحبون حقا يهوه ورفقاءكم البشر بالاشتراك كاملا في عمل الكرازة والتعليم المنقذ الحياة. (١ كورنثوس ٩:١٦؛ ١ تيموثاوس ٤:١٦) ويهوه لن ينسى عملكم بل سيكافئكم بسخاء. — عبرانيين ٦:١٠-١٢، تيطس ١:٢.
١٢ ماذا يمكننا ان نتعلم من مثال امرأة لوط؟
١٢ لا يوجد شيء ذو قيمة حقيقية يقدمه هذا النظام القديم، ولذلك لا تظنوا ابدا انكم تخسرون شيئا اذ تتحولون عنه. «اذكروا امرأة لوط،» قال يسوع. (لوقا ١٧:٣٢) فبعد ان نجت هي وعائلتها من سدوم نظرت بشوق الى الاشياء التي تركوها وراءهم. ورأى اللّٰه اين كان قلبها، فصارت عمود ملح. (تكوين ١٩:٢٦) فلا تكونوا كامرأة لوط! داوموا على النظر الى الامام، الى «الحياة الحقيقية» في نظام اللّٰه الجديد البار. — ١ تيموثاوس ٦:١٩، عج.
اختاروا الحياة الابدية في الفردوس على الارض
١٣ كيف عرض يسوع الاختيار الذي يجب علينا جميعا ان نصنعه؟
١٣ حقا، هنالك مجرد اختيارين. وشبَّه المسيح ذلك باختيار واحد من طريقين. فالطريق الواحد، كما قال، «واسع» ورحب. وفيه يُسمح للمسافرين بحرية ارضاء انفسهم. أما الطريق الآخر «فضيّق.» اجل، يلزم الذين في هذا الطريق ان يطيعوا ارشادات اللّٰه وشرائعه. والاغلبية، كما ذكر يسوع، يتخذون الطريق الواسع، وقليلون فقط الطريق الضيّق. فأيّ طريق ستختارون؟ في صنع اختياركم اذكروا هذا الامر: الطريق الواسع سينتهي فجأة الى طرف مسدود — الهلاك! والطريق الضيّق، من جهة اخرى، سيؤدي بكم الى نظام اللّٰه الجديد. وهنالك يمكنكم ان تشتركوا في جعل الارض فردوسا مجيدا حيث يمكنكم ان تحيوا الى الابد بسعادة. — متى ٧:١٣، ١٤.
١٤ جزءا من اي شيء يجب ان تكونوا لتنجوا الى نظام اللّٰه الجديد؟
١٤ لا تستنتجوا ان هنالك طرقا او سبلا مختلفة يمكنكم ان تتبعوها لنيل الحياة في نظام اللّٰه الجديد. فهنالك طريق واحد فقط. وقد كان هنالك مجرد فلك واحد نجا من الطوفان، لا عدد من السفن. وستكون هنالك هيئة واحدة فقط — هيئة اللّٰه المنظورة — تنجو من «الضيق العظيم» الذي يقترب بسرعة. حقا، ليس صحيحا ان كل الاديان تؤدي الى الهدف ذاته. (متى ٧:٢١-٢٣؛ ٢٤:٢١) فيجب ان تكونوا جزءا من هيئة يهوه، فاعلين مشيئة اللّٰه، لتنالوا بركته للحياة الابدية. — مزمور ١٣٣:١-٣.
١٥ (أ) ماذا يلزمنا ان نفعل كل يوم؟ (ب) اي رجاء هو اكثر بكثير من حلم؟
١٥ فأبقوا صورة نظام اللّٰه الجديد الموعود به ساطعة في عقلكم وقلبكم. وفكروا كل يوم في الجائزة العظمى التي يقدمها لكم يهوه اللّٰه — الحياة الى الابد في الفردوس على الارض. وليس ذلك حلما. فهو حقيقي! لان وعد الكتاب المقدس لا بد ان يتم: «الصدّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد . . . الى انقراض الاشرار تنظر.» — مزمور ٣٧:٢٩، ٣٤.
-