مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سل٧٣ الفصل ٥ ص ٤٦-‏٥٧
  • قضية تشملكم

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • قضية تشملكم
  • السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • اصل المقاومة للحكم الالهي
  • القضية الناشئة
  • ماذا اوضح مرور الوقت
  • قضية تشملكم
    السلام والامن الحقيقيان —‏ كيف يمكنكم ايجادهما؟‏
  • لماذا يستمر الشر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • الالم البشري —‏ لماذا يسمح به اللّٰه؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • لماذا سمح اللّٰه بالشر؟‏
    يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض
المزيد
السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
سل٧٣ الفصل ٥ ص ٤٦-‏٥٧

الفصل ٥

قضية تشملكم

١ لماذا يصعب على الناس فهم سبب سماح اللّٰه بالامور الرديئة بين الجنس البشري؟‏

رغم الرغبة المشتركة في السلام والامن يجري تشويه تاريخ الانسان من بدايته تقريبا بسفك الدم والامور الرديئة الاخرى.‏ وبما ان الكتاب المقدس يظهر ان اللّٰه يكره امثال هذه الامور،‏ لماذا لم يضع حدا لهذه الاحوال قبل الآن؟‏ لا يمكن ان يكون ذلك دون شك لعدم الاهتمام.‏ فالكتاب المقدس وجمال خليقة اللّٰه الارضية يعطيان الدليل الوافر على محبته واهتمامه بالجنس البشري.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ والشيء الاهم هو ان ذلك يشمل كرامة اسم اللّٰه،‏ لان هذه الاحوال تجعل الناس يعيّرونه.‏ فأي سبب يمكن ان يكون هنالك لاحتماله آلاف السنين من الشغب والعنف؟‏

٢ (‏أ)‏ اين نجد في الكتاب المقدس سبب سماح اللّٰه بالاحوال الرديئة كل هذا الوقت الطويل؟‏ (‏ب)‏ ماذا يدل ان رواية الكتاب المقدس عن آدم وحواء حقيقة تاريخية؟‏

٢ الجواب موجود في السفر الافتتاحي للكتاب المقدس في ما يقوله عن آدم وحواء.‏ وهذه الرواية ليست مجرد قصة رمزية.‏ فهي حقيقة تاريخية.‏ ويزوّد الكتاب المقدس سجلا خطيا كاملا لسلسلة نسب من القرن الاول للميلاد رجوعا الى الانسان الاول.‏ (‏لوقا ٣:‏​٢٣-‏٣٨؛‏ تكوين ٥:‏​١-‏٣٢؛‏ ١١:‏​١٠-‏٣٢‏)‏ وآدم،‏ كأب لنا،‏ كان له أثر فينا.‏ وما يخبرنا به الكتاب المقدس عنه يساعدنا على فهم الظروف التي تؤثر في حياتنا اليوم.‏

٣ اية تدابير صنعها اللّٰه للجنس البشري في البداية؟‏

٣ يوضح الكتاب المقدس ان كل تدابير اللّٰه للزوجين البشريين الاولين كانت حسنة جدا.‏ فكان لديهما كل شيء لحياة سعيدة —‏ موطن فردوسي في المنطقة المدعوة عدن،‏ وانواع وافرة من الطعام،‏ وعمل يمنح الاكتفاء،‏ ورجاء رؤية عائلتهما تنمو وتملأ الارض،‏ وبركة خالقهما.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ٢:‏٨،‏ ٩،‏ ١٥‏)‏ فمن يمكن منطقيا ان يطلب المزيد؟‏

٤ (‏أ)‏ بأية طرائق كان الانسان عند خلقه يختلف عن المخلوقات الارضية الاخرى؟‏ (‏ب)‏ باية طريقة جرى تزويد الارشاد اللازم لآدم؟‏

٤ والسجل الملهم في التكوين يوضح ان الانسان كان يشغل مركزا فريدا على الارض.‏ فقد صنع الانسان وحده «على صورة اللّٰه.‏» (‏تكوين ١:‏٢٧‏)‏ وبخلاف الحيوانات،‏ كان له قلب يملك الشعور الادبي وقد وهب الارادة الحرة.‏ ولذلك كانت لديه قوى الادراك والتمييز.‏ ولارشاد الانسان غرس اللّٰه في آدم قوة الضمير لكي تتجه ميوله الادبية،‏ كانسان كامل على «صورة» خالقه،‏ نحو الخير.‏ (‏رومية ٢:‏١٥‏)‏ والى جانب كل ذلك كلّم اللّٰه ابنه الارضي مخبرا اياه لماذا كان حيا،‏ وماذا كان عليه ان يفعل،‏ ومن زوّد كل الاشياء البديعة حوله.‏ (‏تكوين ١:‏​٢٨-‏٣٠‏)‏ اذن،‏ كيف نشرح الاحوال الرديئة الموجودة الآن؟‏

٥ (‏أ)‏ اي مطلب بسيط فرضه اللّٰه على الانسان،‏ ولاي سبب؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان الامر بالصواب يشمل آمال حياة الانسان للمستقبل؟‏

٥ يظهر سجل الاسفار المقدسة نشوء قضية —‏ قضية تشمل كل فرد منا اليوم.‏ وقد اوجدتها الظروف التي تطورت بعد وقت غير طويل من خلق الزوجين البشريين الاولين.‏ فقد اعطى اللّٰه الانسان فرصة الاعراب عن التقدير الحبي لخالقه بالطاعة لمطلب بسيط.‏ ولم يكن المطلب شيئا يدل على امتلاك الانسان ميولا طائشة او حتى فاسدة يلزم ردعها.‏ ولكنه شمل شيئا كان بحد ذاته طبيعيا ولائقا —‏ الاكل من الطعام.‏ وكما قال اللّٰه للانسان:‏ «من جميع شجر الجنة تأكل اكلا.‏ وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.‏ لانك يوم تأكل منها موتا تموت.‏» (‏تكوين ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وهذا المطلب لم يحرم الانسان شيئا ضروريا للحياة.‏ فكان يستطيع ان يأكل من جميع الاشجار الاخرى في الجنة.‏ ومع ذلك فقد كان الامر بالصواب يشمل آمال حياته للمستقبل.‏ ولماذا؟‏ لان الذي ذكر هذه الوصية هو نفسه مصدر وداعم حياة الانسان.‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ كان ابوانا الاولان يستطيعان العيش الى الابد لو عملا بانسجام مع اية حقيقة اساسية تتعلق بالحكم؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان على آدم ان يندفع الى اطاعة اللّٰه؟‏

٦ لم يكن قصد اللّٰه ان يموت الانسان.‏ فلم يجر ذكر الموت لآدم الا على سبيل العقاب على العصيان.‏ وكان امام ابوينا الاولين الرجاء البديع للحياة الى الابد في موطنهما السلمي الفردوسي.‏ ولبلوغ ذلك،‏ ماذا كان يلزمهما؟‏ ان يعترفا بان الارض التي يعيشان عليها هي للّٰه الذي صنعها،‏ وان اللّٰه كخالق هو الحاكم الشرعي لخليقته.‏ (‏مزمور ٢٤:‏١،‏ ١٠‏)‏ ولا شك ان ذاك الذي اعطى الانسان كل ما لديه،‏ وحتى الحياة ذاتها،‏ يستحق اطاعة التقدير لايّ مطلب قد يفرضه على الانسان.‏ ولكنّ هذه الطاعة لم تكن لتصير اجبارية.‏ فيجب ان تكون بدافع المحبة.‏ —‏ ١ يو ٥:‏٣‏.‏

٧ وفشل آدم في اظهار محبة كهذه.‏ فكيف حدث ذلك؟‏

اصل المقاومة للحكم الالهي

٨ (‏أ)‏ اين يظهر الكتاب المقدس ابتداء المقاومة لحكم اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ لماذا من المنطقي الايمان بالحيّز الروحي؟‏

٨ يظهر الكتاب المقدس ان المقاومة لحكم اللّٰه بدأت اولا،‏ لا على الارض،‏ بل في الحيّز الروحي،‏ الحيّز غير المنظور للاعين البشرية.‏ فهل يلزم كالكثيرين ان نشك في وجود هذا الحيّز لمجرد كونه غير منظور لنا؟‏ كلا.‏ لا يكون ذلك منطقيا.‏ فالجاذبية لا يمكن رؤيتها،‏ ولا الريح.‏ ومع ذلك يمكن رؤية آثارهما.‏ وكذلك ايضا يمكن ملاحظة آثار الحيّز الروحي.‏ و «اللّٰه روح،‏» واعمال خلقه كلها حولنا.‏ فاذا آمنا به يلزم ان نؤمن بالحيّز الروحي.‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٤؛‏ رومية ١:‏٢٠‏)‏ ولكن،‏ من ايضا يسكن هذا الحيّز؟‏

٩ اي نوع من الاشخاص هم الملائكة؟‏

٩ اتى ملايين من الاشخاص الروحانيين،‏ الملائكة،‏ الى الوجود قبل الانسان.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏٢٠‏)‏ وجميع هؤلاء خلقوا كاملين.‏ ولم يخلق ايّ منهم بميول شريرة.‏ ولكنهم،‏ كالانسان خليقة اللّٰه في ما بعد،‏ منحوا ارادة حرة.‏ ولذلك كانوا يستطيعون اختيار مسلك الامانة او عدم الامانة للّٰه.‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كيف يمكن لمخلوق روحاني كامل ان يشعر بالميل الى ارتكاب الخطأ؟‏ (‏ب)‏ ولذلك كيف صار احد الملائكة شيطانا؟‏

١٠ ولكنّ السؤال الذي يطرحه كثيرون من الناس هو:‏ كخلائق كاملة،‏ كيف يمكن لايّ منهم حتى ان يشعر بالميل الى ارتكاب الخطأ؟‏ نحن انفسنا نعرف كيف يمكن ان ينشأ في حياتنا ظرف يجعلنا نواجه امكانات متنوعة —‏ بعضها جيد،‏ وبعضها رديء.‏ وامتلاكنا الذكاء لرؤية الامكانات الرديئة لا يجعلنا اردياء آليا.‏ والسؤال الحقيقي هو:‏ في اي مسلك سنركز عقلنا وقلبنا؟‏ فاذا داومنا على التفكير في ما هو رديء يجذبنا ذلك الى تطوير الرغبة الخاطئة في قلوبنا،‏ وهذه الرغبة تدفعنا اخيرا الى ارتكاب الاعمال الخاطئة.‏ هكذا يشرح يعقوب،‏ احد كتبة الكتاب المقدس،‏ ولادة الخطية.‏ «كل واحد يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته.‏ ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا.‏» —‏ يع ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

١١ وتوضح الاسفار المقدسة ان احد ابناء اللّٰه الروحانيين سمح للرغبة الخاطئة بان تتطور فيه.‏ فقد رأى امكانية اذعان خليقة اللّٰه البشرية له عوض اللّٰه،‏ ويظهر انه بدأ يشتهي على الاقل شيئا من العبادة المقدمة للّٰه.‏ (‏لوقا ٤:‏​٥-‏٨‏)‏ واذ عمل بانسجام مع رغبته صار مقاوما للّٰه.‏ ولذلك يشار اليه في الكتاب المقدس بالشيطان،‏ الذي يعني مقاوما.‏ —‏ ايوب ١:‏٦‏.‏

١٢ اي اساس سليم هنالك للاعتقاد ان الشيطان موجود حقا؟‏

١٢ صحيح انه في هذا القرن العشرين المادي،‏ ليس الاعتقاد ان هنالك شخصا روحانيا كالشيطان شيئا شائعا.‏ ولكنّ الشيوع لم يكن قط دليلا اكيدا على الحق.‏ فبين الذين يدرسون المرض لم يكن شائعا الاعتقاد ان الجراثيم غير المنظورة عامل يجب اعتباره،‏ ولكنّ اثرها الآن معروف جيدا.‏ ولو كان الشيء الشائع دائما دليلا حقيقيا للعيش بموجبه لكان هذا العالم في حالة مختلفة جدا عما هو عليه الآن.‏ ويسوع المسيح،‏ الذي اتى هو نفسه من الحيّز الروحي،‏ استطاع ان يتكلم بسلطان عن الحياة هناك.‏ وقد اشار الى الشيطان كشخص روحاني يمكن لاثره ان ينتج تجارب قاسية في حياة الناس.‏ (‏يوحنا ٨:‏٢٣؛‏ لوقا ١٣:‏١٦؛‏ ٢٢:‏٣١‏)‏ فبأخذ وجود هذا الخصم الروحاني بعين الاعتبار،‏ بذلك فقط يمكن ان نفهم كيف بدأت الاحوال الرديئة على هذه الارض.‏

١٣ كيف اتصل الشيطان بالمرأة حواء،‏ ولماذا بهذه الطريقة؟‏

١٣ والسجل الملهم،‏ في التكوين الاصحاح ٣‏،‏ يصف كيف شرع في محاولة لارضاء رغبته الخاطئة.‏ ففي جنة عدن اقترب من المرأة حواء،‏ ولكنه فعل ذلك بطريقة خداعة ليخفي هويته الحقيقية.‏ وكان غير منظور لعينيها،‏ وفي ذلك الحين لم يكن لديه عميل بشري ليتمكن من العمل بواسطته.‏ ولذلك يظهر السجل انه استخدم حيوانا كثيرا ما يراه الزوجان البشريان —‏ حية.‏ واذ استعمل كما يظهر ما ندعوه التكلم باقصى الحلق جعل كلماته تبدو وكأنها تصدر عن هذا المخلوق،‏ الذي تلائم جيدا طريقته الحذرة طبيعيا الانطباع الذي اراد ان يتركه.‏ —‏ تكوين ٣:‏١؛‏ رؤيا ١٢:‏٩‏.‏

١٤ ماذا قال الشيطان لحواء،‏ وبأي قصد واضح؟‏

١٤ والشيطان،‏ عوض ان يعرض على المرأة مباشرة ان تعتبره حاكما لها،‏ اراد اولا ان يغرس الشك في ذهنها فسأل:‏ «أحقا قال اللّٰه لا تأكلا من كل شجر الجنة.‏» فكان في الواقع يقول:‏ من المؤسف ان يقول اللّٰه لا يمكن ان تأكلا من جميع الاشجار في الجنة.‏ وكان بذلك يدل ان اللّٰه ربما كان يمنع شيئا حسنا.‏ فاجابت حواء مقتبسة تحريم اللّٰه،‏ الذي يشمل شجرة واحدة فقط،‏ وذاكرة عقاب الموت الذي يجلبه العصيان.‏ وحينئذ حاول الشيطان هدم الاحترام لشريعة اللّٰه قائلا:‏ «لن تموتا.‏ بل اللّٰه عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كاللّٰه عارفين الخير والشر.‏» (‏تكوين ٣:‏​١-‏٥‏)‏ فبمواجهة حالة كهذه،‏ ماذا كنتم تفعلون؟‏

١٥ (‏أ)‏ لماذا وقعت حواء فريسة للشيطان؟‏ (‏ب)‏ ماذا فعل آدم؟‏

١٥ يظهر سجل الكتاب المقدس ان حواء سمحت لنفسها بالانجذاب بالرغبة الانانية فأكلت مما حرمه اللّٰه.‏ وبعد ذلك،‏ بتحريض منها،‏ اكل زوجها آدم ايضا فاختار نصيبه معها عوض خالقه.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ —‏ تكوين ٣:‏٦؛‏ ١ تي ٢:‏١٤‏.‏

١٦ اذن،‏ ما هو سبب الجريمة والعنف والمرض والموت الذي يسم الوجود البشري منذ زمن آدم؟‏

١٦ غرقت العائلة البشرية كلها في الخطية والنقص.‏ فلا يستطيع آدم الآن ان يمنح ذريته الكمال الذي لم يعد يملكه.‏ وكما في صنع نسخ لشيء ما من قالب او نموذج به عيب —‏ سيكون لكل النسخ نفس العيب.‏ ولذلك ولد جميع ذرية آدم في الخطية بميل موروث الى الانانية.‏ (‏تكوين ٨:‏٢١‏)‏ وهذا الميل،‏ اذ يترك بلا رادع،‏ هو الذي يؤدي الى السرقة والاغتصاب والقتل وكل الشرور الاخرى التي تسلب الجنس البشري السلام والامن.‏ وميراث الخطية هذا هو الذي ينتج ايضا المرض والموت.‏ —‏ رومية ٥:‏١٢‏.‏

القضية الناشئة

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ لنفهم لماذا احتمل اللّٰه هذه الحالة كل هذا الوقت الطويل،‏ اية قضية مهمة يجب ان نقدرها؟‏ (‏ب)‏ ما هي بالحقيقة القضية الناشئة؟‏

١٧ في ضوء هذه الوقائع يخطر ببالنا السؤال الذي نشأ سابقا:‏ لماذا احتمل اللّٰه هذه الحالة،‏ سامحا بان تتطور الى هذا الحد؟‏ لسبب القضية الناشئة واثرها في الكون كله.‏ كيف؟‏

١٨ ان الشيطان،‏ بادعائه ان شريعة اللّٰه لآدم لم تكن لخير الانسان،‏ وتحدية ما قاله اللّٰه عن نتيجة العصيان،‏ كان يظهر الشك في حكم اللّٰه.‏ فلم يشك في حقيقة كون اللّٰه حاكما.‏ ولكنّ القضية التي انشأها الشيطان تركزت في صواب حكم يهوه وبر طرقه.‏ فبشكل خداع،‏ احتج الشيطان بان الانسان ينجح اكثر اذا عمل باستقلال،‏ متخذا قراراته الخاصة عوض الاذعان لتوجيه اللّٰه.‏ (‏تكوين ٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ ولكنّ الانسان،‏ في الواقع،‏ اذ يفعل ذلك يتبع قيادة خصم اللّٰه.‏

١٩ (‏أ)‏ اي شيء آخر شملته القضية،‏ واين يظهر ذلك في الكتاب المقدس؟‏ (‏ب)‏ كيف تشملنا هذه القضية؟‏

١٩ وشمل ذلك أمرا آخر.‏ فبما ان مخلوقي اللّٰه هذين انقلبا عليه هنالك في عدن،‏ ماذا كان الآخرون سيفعلون؟‏ في ما بعد في ايام الرجل ايوب ادعى الشيطان علنا ان الذين يخدمون يهوه يفعلون ذلك،‏ لا لسبب اية محبة للّٰه وحكمه،‏ بل بأنانية،‏ لان اللّٰه يزوّدهم كل شيء.‏ واستنتج الشيطان انه تحت الضغط لا يحافظ احد على ولاء تأييده لسلطان يهوه.‏ فأظهر الشك في ولاء واستقامة كل مخوق ذكي في السماء وعلى الارض.‏ وهكذا فان القضية تشملكم.‏ —‏ ايوب ١:‏​٨-‏١٢؛‏ ٢:‏٤،‏ ٥‏.‏

٢٠،‏ ٢١ بتأجيل اهلاك المتمردين،‏ اية فرصة منحها يهوه لخلائقه الملائكة والبشر؟‏

٢٠ واذ جوبه يهوه بمثل هذا التحدي،‏ ماذا كان سيفعل؟‏ كان يستطيع بسهولة وحق ان يهلك الشيطان وآدم وحواء وقت العصيان في عدن.‏ وكان ذلك يعرب عن قوة سلطان يهوه.‏ ولكن،‏ هل كان يجيب عن الاسئلة الناشئة الآن في اذهان جميع خلائق اللّٰه الذين يلاحظون هذه التطورات؟‏ ان السلام والامن الابديين في الكون تطلّبا بتّ هذه الاسئلة كاملا،‏ مرة والى الابد.‏ وفضلا عن ذلك،‏ جرى اظهار الشك في استقامة وأمانة كل خليقة اللّٰه العاقلة.‏ فاذا كانوا يحبونه حقا فانهم يريدون ان يجيبوا عن هذه التهمة الباطلة شخصيا.‏ وقد صمم يهوه على منحهم فرصة فعل ذلك واظهار موقفهم القلبي الحقيقي من حكم سلطانه.‏ وايضا،‏ اذ يسمح اللّٰه لآدم وحواء بانجاب ذرية (‏رغم النقص)‏،‏ يمنع انقراض العائلة البشرية قبل ولادتها —‏ العائلة التي صارت تشملنا جميعا نحن الاحياء اليوم.‏ وكان ذلك سيعطي هؤلاء المتحدرين الفرصة ليختاروا لانفسهم ما اذا كانوا سيطيعون الحكم الالهي.‏ وهذا الاختيار هو ما يواجهكم الآن!‏

٢١ ولذلك،‏ عوض تنفيذ عقاب الموت حالا في عدن،‏ سمح يهوه للمتمردين بالبقاء مدة من الوقت.‏ فطرد آدم وحواء من الجنة ليموتا قبل انقضاء ألف سنة.‏ (‏تكوين ٥:‏٥‏؛‏ قارن تكوين ٢:‏١٧ ب‍ ٢ بطرس ٣:‏٨‏.‏)‏ وكان يجب اهلاك الشيطان ايضا في حينه،‏ كما لو كان حية يجري سحق رأسها.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٥؛‏ رومية ١٦:‏٢٠‏.‏

ماذا اوضح مرور الوقت

٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ في ما يتعلق بالحكم،‏ ماذا فعل الشيطان والجنس البشري في خلال الوقت الذي سمح به اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يظهر التاريخ البشري للستة آلاف سنة الماضية في ما يتعلق بالحكم الذي يحاول تجاهل اللّٰه؟‏

٢٢ فماذا نتج من قبول اللّٰه التحدي في ما يتعلق بصواب سلطانه؟‏ وهل استفاد الانسان من الاصغاء الى خصم اللّٰه ومحاولة ادارة شؤونه الخاصة؟‏ لقد سمح للشيطان ببناء «اجناد الشر الروحية،‏» منظما اياهم في حكومات وسلطات وحكام للعالم.‏ (‏افسس ٦:‏١١،‏ ١٢‏)‏ واعطي الجنس البشري الفرصة ليختبر كل انواع الحكم التي يمكن تصورها.‏ فلم يسمح يهوه لمجرد اجيال قليلة بان تأتي وتذهب ثم وضع حدا لجهود الانسان قبل امكان رؤية النتائج كاملة.‏ وحتى قبل قرن يكون ذلك اسرع من اللازم.‏ فقد كان الانسان آنذاك يدخل «عصر التقنية،‏» وكان يبدأ بصنع ادعاءات كبرى عما سينجزه الآن.‏

٢٣ أما الآن فهل يلزم قرن آخر لرؤية ما ستكون عليه نتيجة مسلك استقلال الانسان عن اللّٰه؟‏ فحتى البارزون في حقل الحكم والعلم يعترفون بان الارض والحياة عليها،‏ حسب الاتجاهات الحاضرة،‏ تواجه خطر الدمار الجسيم.‏ ولا شك ان اللّٰه لا يلزم ان يسمح بالدمار الكامل ليبرهن على الفشل التام لحكم الانسان المستقل.‏ فبشهادة ستة آلاف سنة تدل على نتائج الحكم الذي يحاول تجاهل اللّٰه لا يستطيع البشر ابدا —‏ ولا المتمردون الروحانيون —‏ ان يقولوا انه لم يكن لديهم وقت كاف للبرهان على تحديهم.‏ والوقائع تظهر انه لا يمكن للحكم المستقل عن اللّٰه ان يجلب سلاما وأمنا حقيقيين لكل الجنس البشري.‏

٢٤ ماذا سيحدث قريبا ليفسح المجال للحكم البار في الارض بواسطة ابن اللّٰه؟‏

٢٤ وكما سنرى في ما بعد،‏ فان يهوه اللّٰه قبل زمن بعيد وبتوقيت كامل وسم هذا الجيل بصفته الجيل الذي سيطهر فيه الكون من كل تمرد على حكمه الالهي.‏ فلن يجري فقط اهلاك البشر الاشرار الى الابد،‏ ولكنّ الشيطان وابالسته سيجري حجزهم في المهواة دون ان يتمكنوا من التأثير في شؤون البشر او الملائكة.‏ وسيفسح ذلك المجال للحكم البار في الارض بواسطة حكومة ابن اللّٰه.‏ وفي خلال فترة ألف سنة ستبطل هذه الحكومة كل ضرر الذي جلبته آلاف السنين من حكم الانسان الاناني.‏ وستردّ هذه الارض الى جمال فردوسي،‏ وتعيد البشر الطائعين الى الكمال الذي جرى التمتع به في عدن.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏١،‏ ٢؛‏ ٢١:‏​١-‏٥؛‏ ١ كو ١٥:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

٢٥ (‏أ)‏ لماذا سيجري اطلاق الشيطان وابالسته عند انتهاء الالف السنة؟‏ (‏ب)‏ ماذا ستكون النتيجة؟‏

٢٥ وعند انتهاء هذا الحكم الالفي يذكر الكتاب المقدس ان خصم اللّٰه وابالسته سيجري اطلاقهم من سجنهم لفترة قصيرة.‏ ولماذا؟‏ ليحصل جميع الاحياء آنذاك على فرصة وامتياز اعطاء جواب نهائي واضح عن قضية التحدي الناشئة،‏ مظهرين موقفهم وولاءهم القلبي لحكم سلطان يهوه اللّٰه.‏ فهنالك اعداد لا تحصى من الناس سيكونون قد خرجوا في القيامة.‏ وبالنسبة الى كثيرين منهم سيكون ذلك فرصتهم الاولى للاعراب تحت الامتحان عن ولائهم ومحبتهم لمانح الحياة،‏ يهوه اللّٰه.‏ وحتى الذين ثبتوا في الماضي تحت الامتحانات في حالة النقص،‏ وفي وسط الاحوال الرديئة لهذا النظام الحاضر،‏ سيتمكنون آنذاك من فعل ذلك في الكمال البشري وفي بيئة مماثلة لتلك التي في عدن.‏ وستكون القضية نفس القضية الناشئة هنالك في عدن —‏ ما اذا كانوا كأفراد سيؤيدون سلطان يهوه بالطاعة الامينة والاستقامة التي لا تنثلم لمشيئته المعلنة.‏ فيهوه اللّٰه يريد كرعايا له فقط اولئك الذين يملكون المحبة التي تدفع مثل هذا الولاء.‏ واولئك الذين يريدون ان يقفوا الى جانب خصم اللّٰه وابالسته في المحاولات الباطلة التي يقوم بها هؤلاء لتعكير السلام من جديد في كون اللّٰه سيكونون احرارا ليختاروا ذلك.‏ ولكنهم اذ يزدرون على هذا النحو بحكومة اللّٰه سيستحقون الهلاك،‏ وفي هذه المرة سيأتي ذلك بسرعة،‏ كما بنار من السماء.‏ وجميع المتمردين،‏ الارواح والبشر،‏ سيهلكون آنذاك الى الابد.‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏​٧-‏١٠‏.‏

٢٦،‏ ٢٧ كيف تنتج حقا معالجة يهوه للامور الفائدة لكل منا؟‏

٢٦ صحيح ان الجنس البشري لآلاف السنين عانى كثيرا من المشقة.‏ ولكنّ ذلك كان نتيجة اختيار الانسان الاول لا اللّٰه.‏ وقد احتمل اللّٰه العار وصبر على امور كريهة لديه كل هذا الوقت.‏ ولكنّ اللّٰه الذي ألف سنة عنده كيوم واحد يستطيع ان ينظر الى الامور نظرة طويلة المدى فينتج ذلك الخير لخلائقه.‏ وكما يكتب الرسول الملهم:‏ «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ فلولا صبر اللّٰه وطول اناته،‏ اية فرصة للخلاص تكون هنالك لايّ منا اليوم؟‏

٢٧ ولكن لا يجب ان نستنتج ان دور اللّٰه في خلال الستة آلاف سنة الماضية كان مجرد دور سلبي،‏ انه كان يحتمل الشر الذي تطور دون ان يتخذ شخصيا اي اجراء.‏ فكما سنرى،‏ تظهر الوقائع عكس ذلك.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة