مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سل٧٣ الفصل ٦ ص ٥٨-‏٧١
  • ماذا يفعل اللّٰه؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ماذا يفعل اللّٰه؟‏
  • السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • كيف يعلن اللّٰه نفسه
  • لماذا تعامل خصوصا مع اسرائيل
  • اعداد حكام للجنس البشري
  • فيما يقترب «المنتهى»‏
  • ماذا يفعل اللّٰه؟‏
    السلام والامن الحقيقيان —‏ كيف يمكنكم ايجادهما؟‏
  • الحكومة التي ستجلب الفردوس
    الحكومة التي ستجلب الفردوس
  • ‏«ها انا اصنع كل شيء جديدا»‏
    ‏«ها انا اصنع كل شيء جديدا»‏
السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
سل٧٣ الفصل ٦ ص ٥٨-‏٧١

الفصل ٦

ماذا يفعل اللّٰه؟‏

١ (‏أ)‏ عندما يقول الناس ان «اللّٰه ميت» ماذا يعنون؟‏ (‏ب)‏ هل توافق معهم؟‏

في السنوات الاخيرة يقول بعض الناس،‏ وخاصة القادة الدينيون،‏ ان «اللّٰه ميت.‏» فهل يعنون ان اللّٰه غير موجود؟‏ في اغلب الاحيان،‏ كلا.‏ فعادة يعنون انهم لا يؤمنون بانه يهتم بالارض بنشاط او يفعل شيئا بشأن المشاكل التي تزعج الجنس البشري.‏ ولكنّ الحقيقة هي ان اللّٰه نشيط جدا وانه مهتم.‏ صحيح انه ربما لم يفعل ما يتوقع منه الناس ان يفعل.‏ ولكنّ ذلك لا يعني انه لم يفعل شيئا.‏ فهو في الواقع يعمل لمصلحة الجنس البشري من بداية التاريخ البشري حتى الايام الحاضرة.‏

٢ كيف يمكن لقصر حياة الانسان ان يؤثر في تفكيره في هذا الامر؟‏

٢ وأحد الاسباب لاعتقاد البعض ان «اللّٰه ميت» هو المدى القصير لحياة الانسان.‏ وهذا الامر يجعل الانسان عديم الصبر على انجاز الامور في الوقت القليل الذي تمنحه اياه الحياة.‏ واحيانا تنضج جهوده قبل الاوان فتفشل في انجاز الهدف المقصود.‏ ولكنّ رغبته في رؤية النتائج في مدى حياته تسود تفكيره.‏ فيميل بشكل خاطئ الى الحكم على اللّٰه على اساس مثل هذا الاختبار البشري بكل حدوده.‏

٣ كيف يؤثر طول حياة يهوه في قدرته على معالجة الحالات في افضل وقت ممكن؟‏

٣ ومن جهة اخرى فان يهوه يحيا الى الابد (‏مزمور ١٠٢:‏٢٤؛‏ اشعياء ٤٤:‏٦‏)‏ ولا يلزم ان يصير عديم الصبر.‏ فيمكن ان يتأمل في الحالة ويرى بدقة اين في مجرى الزمن تنجز اعماله اعظم خير لكل ذوي العلاقة وللتطور الفعال لقصده.‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٢٢؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏)‏ وهذا تماما ما فعله اللّٰه.‏

كيف يعلن اللّٰه نفسه

٤ ماذا اعلن يهوه ان قصده هو،‏ ولذلك اية معرفة زوّدها للجنس البشري؟‏

٤ ان قصد يهوه المعلن هو ان يزوّد ادارة بارة لكل الخليقة،‏ ادارة تمكّن الجنس البشري من العيش بسلام ووحدة مع التمتع بالامن الكامل.‏ (‏افسس ١:‏٩،‏ ١٠‏،‏ ع⁠ج؛‏ امثال ١:‏٣٣‏)‏ ولكنّ اللّٰه لا يجبر احدا على خدمته.‏ فهو يجمع تحت ادارته فقط اولئك الذين يعترفون طوعا بمركزه ويحبون حكمه.‏ وبهدف وضع الاساس لعالم بشري كامل يحيا بانسجام مع مطالبه،‏ شرع اللّٰه في تزويد الجنس البشري المعرفة عن مقاييس ومبادئ ادارته البارة وكيف تعمل.‏ وفي الوقت ذاته كان يمكّن الجنس البشري من نيل المعرفة الحيوية عن اللّٰه نفسه وصفاته الشخصية.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

٥ من اعمال الخليقة،‏ ماذا يمكن ان نتعلم عن اللّٰه؟‏

٥ ويهوه،‏ لكونه روحا،‏ غير منظور طبعا للانسان.‏ فكيف يجعل اناسا من لحم ودم يفهمون هذه الامور؟‏ يمكن تعلّم الشيء الكثير عن صفات الخالق من عمل يديه.‏ (‏رومية ١:‏٢٠‏)‏ فالعلاقة المتبادلة البديعة لعمليات الحياة الارضية تشهد لحكمته.‏ والقوة الهائلة الظاهرة في المحيطات والجو والحركة المضبوطة للاجسام السماوية تعطي الدليل على قدرته الكلية.‏ (‏ايوب ٣٨:‏​٨-‏١١،‏ ٢٢-‏٣٣؛‏ ٤٠:‏٢‏)‏ وتنويع الاطعمة التي تنتجها الارض،‏ الى جانب جمال الازهار والطيور وشروق الشمس وغروبها،‏ والحيوانات الغريبة السلوك الكثيرة اللعب،‏ كل ذلك يدل على محبة الخالق للجنس البشري ورغبته في ان نتمتع بالحياة.‏ ومع ذلك فان اعلان اللّٰه نفسه لا يتوقف عند هذه الامور.‏

٦ (‏أ)‏ باية وسيلة زوّد اللّٰه اعلانات خاصة لمشيئته؟‏ (‏ب)‏ باية وسيلة اخرى اعلن اللّٰه للانسان مبادئه وصفاته؟‏

٦ ففي مناسبات مختلفة تكلم ايضا من السموات،‏ شخصيا في بعض الحالات،‏ وفي حالات اخرى بواسطة الملائكة.‏ وهكذا عرّف الانسان تدريجيا بمقاييسه البارة ومشيئته.‏ وفعل ذلك عند جبل سيناء في شبه الجزيرة العربية،‏ حيث تكلم بطريقة توحي بالرهبة،‏ معطيا شريعته للملايين من الاسرائيليين المجتمعين هناك.‏ (‏خروج ١٩:‏​١٦-‏١٩؛‏ ٢٠:‏٢٢‏)‏ ثم،‏ بواسطة انبيائه،‏ اتصل بالبشر على مر القرون وجعلهم يكتبون اعلانات مشيئته.‏ (‏٢ بط ١:‏٢١‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ اختار اللّٰه ان يعلن مبادئه وصفاته بتعاملاته مع شعبه،‏ مضيفا بالتالي دفء الاختبار البشري الى كلمته المسجلة الملهمة.‏ وكم يكون اكثر تعليما واقناعا وتأثيرا،‏ ليس فقط ان نسمع ونقرأ اعلانات قصد اللّٰه،‏ بل ان نستطيع ايضا ان نرى في السجل التاريخي الذي لا يمحى امثلة تمكّننا من فهم مشيئته لاجلنا.‏ (‏١ كو ١٠:‏١١‏)‏ فماذا يعلن هذا السجل؟‏

٧ (‏أ)‏ كيف اظهر اللّٰه انه لا يحتمل الاثم الى الابد؟‏ (‏ب)‏ اذ نعرف كيف ينظر اللّٰه الى مثل هذا السلوك،‏ ماذا يجب ان نفعل؟‏

٧ انه يزوّد الانسان الدليل على ان اللّٰه لا يحتمل الاثم الى الابد.‏ صحيح انه ترك ذرية آدم يذهبون في طريقهم الخاص،‏ بانين السجل الذي لا بد منه لعجز الانسان عن حكم نفسه بنجاح.‏ ولكنّ اللّٰه لم يترك الجنس البشري دون دليل دينونته على طرقهم الاثيمة.‏ وهكذا جلب الطوفان في ايام نوح لان الارض امتلأت عنفا.‏ (‏تكوين ٦:‏​١١-‏١٣‏)‏ وأهلك مدينتي سدوم وعمورة الفاسدتين ادبيا.‏ (‏تكوين ١٩:‏٢٤؛‏ يهوذا ٧‏)‏ وترك امة اسرائيل،‏ التي ادعت خدمته،‏ تذهب الى السبي لسبب ممارسة الكذب.‏ (‏ارميا ١٣:‏١٩،‏ ٢٥‏)‏ واذ نعرف كيف ينظر اللّٰه الى مثل هذا السلوك ننال فرصة صنع التغييرات في حياتنا لنظهر محبتنا للبر.‏ فهل نفعل ذلك؟‏

٨ عندما يجلب اللّٰه الهلاك،‏ هل يكون هنالك ناجون؟‏ اوضح.‏

٨ والنقطة الحيوية الاخرى التي يعلنها السجل للانسان هي ان اللّٰه لا يزيل الابرار مع الاشرار.‏ ففي الطوفان العالمي لم يهلك اللّٰه نوحا،‏ الذي كان «كارزا للبر،‏» بل حفظه وسبعة آخرين.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ وقبل نزول النار والكبريت على سدوم صارت النجاة ممكنة للوط البار واهل بيته.‏ —‏ تكوين ١٩:‏​١٥-‏١٧؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٧‏.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كيف تتجاوبون مع طريقة تعامل يهوه مع اسرائيل،‏ نظرا الى حثهم مرة بعد اخرى على الابتعاد عن الشر؟‏ (‏ب)‏ فضلا عن صبره،‏ اي شيء آخر تعلمنا اياه هذه الروايات عن اللّٰه؟‏

٩ وعندما صار شعب اسرائيل،‏ الذين كانوا في علاقة عهد مع اللّٰه،‏ عديمي الامانة له،‏ ماذا فعل؟‏ لم يرفضهم حالا.‏ فكما قال لهم بواسطة نبيه ارميا:‏ «ارسلت اليكم كل عبيدي الانبياء مبكرا كل يوم ومرسلا.‏» ولكنهم لم يصغوا.‏ (‏ارميا ٧:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وحتى عند اقتراب وقت الحصار والدمار الفعلي لاورشليم تكلم يهوه بواسطة نبيه حزقيال قائلا:‏ «هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب.‏ ألا برجوعه عن طرقه فيحيا.‏ .‏ .‏ فارجعوا واحيوا.‏» —‏ حزقيال ١٨:‏٢٣،‏ ٣٢‏.‏

١٠ اذن،‏ ماذا نرى؟‏ ان يهوه،‏ بطريقة تؤثر عميقا في قلب الاشخاص الميالين الى البر،‏ أوضح صبره العظيم على الجنس البشري.‏ وفي الوقت ذاته،‏ بتعاملاته يشدد لنا ايضا بقوة على محبته للبر وأهمية العيش بانسجام مع مطالبه.‏

١١ (‏أ)‏ اية عبارة قصد تفوه بها يهوه في عدن؟‏ (‏ب)‏ ماذا يفعل اللّٰه منذ ذلك الحين؟‏

١١ وهنالك شيء آخر،‏ اساسي جدا،‏ يصير بارزا.‏ فمن البداية نرى ان اللّٰه له قصد معيّن في كل ما يفعله،‏ ولم يفشل في العمل قط عندما يتطلب انجاز قصده العمل.‏ وقصده الاساسي جرى ذكره،‏ بلغة مجازية،‏ هنالك في عدن.‏ فعندما اصدر يهوه الحكم على الشيطان انبأ بان الشيطان سيحصل على فرصة لاقامة «نسل،‏» اولئك الذين يعربون عن صفاته ويفعلون مشيئته.‏ وانبأ ايضا بانتاج «نسل» آخر،‏ منقذ بار.‏ وهذا الشخص سيوجه ضربة قاضية الى «الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان،‏» وهكذا يحرر الجنس البشري من سيطرته الشريرة.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥؛‏ رؤيا ١٢:‏٩‏)‏ وبعد التفوه بعبارة القصد هذه شرع يهوه في القيام باعدادات معيّنة من اجل الادارة الاخيرة لشؤون الارض برئاسة «نسل» الموعد.‏ وهذا العمل الاعدادي يتطلب الوقت،‏ كما سنرى.‏

لماذا تعامل خصوصا مع اسرائيل

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ لماذا اختار اللّٰه اسرائيل واعطى شرائعه لمجرد امة واحدة؟‏ (‏ب)‏ ولذلك،‏ ماذا يمكن ان نتعلم من تاريخ اسرائيل ومن ذاك الذي للامم الاخرى؟‏

١٢ قبل زمن طويل من مجيء امم وقتنا الحاضر الى الوجود اختار اللّٰه امة واحدة ليكونوا شعبه الخاص طوال مئات السنين.‏ ولماذا؟‏ ليصنع دليلا حيا على عمل مبادئه البارة.‏ وكانت هذه الامة تتألف من ذرية ابرهيم،‏ رجل اظهر ايمانا عظيما بالخالق.‏ قال لهم يهوه:‏ «ليس من كونكم اكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم واختاركم لانكم اقل من سائر الشعوب.‏ بل من محبة الرب اياكم وحفظه القسم الذي اقسم لآبائكم.‏» —‏ تثنية ٧:‏٧،‏ ٨؛‏ ٢ ملوك ١٣:‏٢٣‏.‏

١٣ وبعد انقاذهم من العبودية في مصر جلبهم يهوه الى جبل سيناء وهنالك عرض عليهم ان يدخلوا في علاقة عهد معه.‏ فأجابوا:‏ «كل ما تكلم به الرب نفعل.‏» (‏خروج ١٩:‏٨‏)‏ ثم شرع يهوه في اعطائهم فرائضه وأحكامه.‏ ففرزهم ذلك من كل الامم الاخرى وزوّد الناس معلومات تفصيلية عن مقاييس اللّٰه البارة.‏ (‏تثنية ٤:‏​٥-‏٨‏)‏ ولذلك يزوّد تاريخ الاسرائيليين سجلا لما يحدث عند اطاعة او مخالفة شرائع اللّٰه الحكيمة البارة.‏ وفي الوقت ذاته،‏ يزوّد تاريخ الامم الاخرى تباينا،‏ معلنا العاقبة لاولئك الذين يحيون بلا شريعة اللّٰه.‏

١٤ (‏أ)‏ هل اساء اللّٰه الى الامم غير الاسرائيلية اذ لم يتدخل في شؤونهم؟‏ (‏ب)‏ ومع ذلك،‏ كيف استفادوا من لطف اللّٰه غير المستحق؟‏

١٤ وما القول في تلك الامم الاخرى؟‏ لقد مضوا في طريقهم الخاص،‏ مختارين اشكال حكمهم الخاصة.‏ ولم يكن شعبهم مجردين تماما من كل صلاح في حياتهم.‏ فكانت لا تزال لديهم قوة الضمير،‏ وكانت هذه تدفعهم احيانا الى العمل باهتمام خيري لرفيقهم الانسان.‏ (‏رومية ٢:‏١٤؛‏ اعمال ٢٨:‏١،‏ ٢‏)‏ ولكنّ ميراث خطيتهم ورفضهم الارشاد الالهي جعلهم يتبعون من حيث الاساس مسلكا انانيا.‏ فأدى ذلك الى الحروب العنيفة والممارسات الفاسدة لارضاء رغباتهم الانانية.‏ (‏افسس ٤:‏​١٧-‏١٩‏)‏ ولم يكن اللّٰه مسؤولا عن الويلات التي جلبوها على انفسهم.‏ فكان مسلك حياتهم ما اختاروه هم انفسهم.‏ ولم يتدخل اللّٰه في شؤونهم الا عند اصطدام نشاطاتهم مع اتمام مقاصده.‏ ومع ذلك،‏ بلطفه غير المستحق،‏ سمح لهم بالتمتع بالشمس والمطر وجمال خليقته وثمر الارض.‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

١٥ اية ترتيبات كان اللّٰه يحققها لمباركة شعب هذه الامم اخيرا؟‏

١٥ ولم يمنع يهوه هذه الامم من ان تكون بين اولئك الذين يستطيعون اخيرا ان ينالوا البركات بواسطة نسل الموعد.‏ فقد قيل لابرهيم ان النسل سيأتي من سلالته العائلية،‏ وعن نتائج ذلك قال يهوه:‏ «يتبارك في نسلك جميع امم الارض.‏ من اجل أنك سمعت لقولي.‏» (‏تكوين ٢٢:‏١٨‏)‏ وهكذا نرى ان يهوه فيما كان يتعامل بنوع خاص مع اسرائيل كان يحقق قصده دون محاباة لمباركة الامم الاخرى في ما بعد،‏ رغم جهلهم هذه الحقيقة.‏ —‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

١٦ (‏أ)‏ في خلال كل هذا الوقت،‏ ماذا كان اللّٰه يفعل في ما يتعلق بالوعد بالنسل؟‏ (‏ب)‏ من كان نسل الموعد هذا؟‏

١٦ وفي الوقت الذي كان يهوه يتعامل فيه مع اسرائيل الجسدي زوّد نبوات عديدة تسدّ حاجة حيوية.‏ فكانت تمكّن رجال الايمان من اثبات هوية نسل الموعد،‏ مسيح يهوه،‏ عندما يأتي اخيرا.‏ فسلالته العائلية —‏ من سبط يهوذا وبيت داود —‏ جرى تعيينها (‏تكوين ٤٩:‏١٠؛‏ مزمور ٨٩:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ ومكان ولادته،‏ بيت لحم،‏ جرت تسميته.‏ (‏ميخا ٥:‏٢‏)‏ ووقت مسحه كرجل كامل النمو ليصير المسيّا جرت الدلالة عليه قبل قرون.‏ (‏دانيال ٩:‏​٢٤-‏٢٧‏)‏ وخدماته الكهنوتية لمصلحة الجنس البشري جرى الرمز اليها،‏ كما الى ذبيحة نفسه التي يقدمها ليفسح لشعب جميع الامم مجال الحصول على فرصة الحياة الابدية عند مجيء يوم دينونة اللّٰه.‏ (‏عبرانيين ٩:‏​٢٣-‏٢٨‏)‏ وهكذا،‏ عندما اتى الوقت المعيّن،‏ كان كل شيء بشكل لا يقبل الخطأ يثبت هوية يسوع المسيح بصفته الشخص المرسل من يهوه،‏ نسل الموعد،‏ الذي بواسطته تأتي البركات اخيرا الى كل الجنس البشري.‏ —‏ غلاطية ٣:‏١٦،‏ ٢٤؛‏ ٢ كو ١:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

اعداد حكام للجنس البشري

١٧ بواسطة يسوع ماذا كان اللّٰه سيجلب،‏ وكيف جرى التشديد على ذلك وقت ولادته؟‏

١٧ هذا هو الشخص الذي كان اللّٰه بواسطته سيمنح السلام للجنس البشري.‏ فقبل ولادته قال ملاك اللّٰه لامه مريم ان ابنها سيعطى مملكة ابدية.‏ وجرى اشعار الرعاة قرب بيت لحم بولادته،‏ ثم سمعوا جمهورا من اجناد السماء يسبحون اللّٰه ويقولون:‏ «المجد للّٰه في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.‏» —‏ لوقا ١:‏​٣١-‏٣٣؛‏ ٢:‏​١٠-‏١٤‏.‏

١٨ (‏أ)‏ باية طريقة ساهمت اختباراته على الارض في اعداده لمركز ملك وكاهن؟‏ (‏ب)‏ اي اثر كان لموته في نيل السلام؟‏

١٨ تأملوا في الفوائد الآتية من عيش هذا الملك السماوي المقبل على الارض.‏ فكانسان صار يعرف ويفهم مشاكل الجنس البشري.‏ فقد عاش وعمل معهم،‏ مشتركا في حزنهم ومعانيا المشقة شخصيا.‏ وتحت اقسى الامتحانات برهن على ولائه ليهوه ومحبته للبر.‏ كل ذلك كان جزءا من طريقة اللّٰه لاعداده ليكون ملكا على السماء والارض ورئيس كهنة يقدم الفوائد المانحة الحياة للجنس البشري.‏ (‏عبرانيين ١:‏٩؛‏ ٤:‏١٥؛‏ ٥:‏​٨-‏١٠‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ فان يسوع المسيح اذ بذل حياته ذبيحة فتح الطريق لينال الجنس البشري ثانية علائق سلمية باللّٰه.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٨‏.‏

١٩ (‏أ)‏ كيف نعرف ان يسوع اقيم وصعد الى السماء؟‏ (‏ب)‏ في ما يتعلق بملكيته،‏ ماذا فعل بعد الرجوع الى السماء؟‏

١٩ وبعد موته اقامه اللّٰه الى الحياة ثانية وتأكد من وجود اكثر من خمسمئة شاهد بشري لحقيقة ما حدث فعلا.‏ (‏١ كو ١٥:‏​٣-‏٨‏)‏ ثم بعد اربعين يوما،‏ اذ كان تلاميذه ينظرون صعد نحو السماء واختفى عن اعينهم.‏ (‏اعمال ١:‏٩‏)‏ فشرع من السماء في ممارسة ملكيته نحو اتباعه الامناء،‏ وفوائد حكمه جعلتهم يظهرون في تباين مع باقي الجنس البشري.‏ ولكن،‏ هل كان ذلك هو الوقت الملائم لتسلّم السلطة الملكية على الامم؟‏ كلا،‏ لان امورا اخرى في برنامج اللّٰه العظيم كانت تتطلب الانتباه.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

٢٠ اي عمل جديد بدأه يسوع لتلاميذه على الارض؟‏

٢٠ وكان يجب القيام بعمل رئيسي في كل الارض.‏ فقبل موت يسوع وقيامته لم يخرج الاسرائيليون ككارزين لهداية الامم الاخرى —‏ رغم ان كل من يريد ان يتبنى عبادة يهوه كان يستطيع دائما ان ينال البركات مع اسرائيل.‏ (‏١ ملوك ٨:‏​٤١-‏٤٣‏)‏ ولكن،‏ بابتداء المسيحية،‏ ظهر عمل جديد.‏ ويسوع المسيح نفسه رسم المثال اولا في اسرائيل.‏ ثم عندما كان لا يزال مع تلاميذه،‏ قبل صعوده الى السماء،‏ قال لهم:‏ «وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض.‏» —‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

٢١ عوض هداية العالم،‏ ماذا كان اللّٰه ينجز بتلك الشهادة؟‏

٢١ فهل كان الهدف هداية العالم؟‏ كلا.‏ ولكن،‏ كما اظهر يسوع في احد الامثال عن «ملكوت السموات،‏» فان ما كان سيجري انجازه في خلال الفترة الى «انقضاء الدهر» هو جمع «بني الملكوت.‏» اجل،‏ يجب اختيار الاعضاء الآخرين لحكومة الملكوت القادمة.‏ (‏متى ١٣:‏​٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ وكل من يقرأ الاسفار اليونانية المسيحية يمكن ان يرى سريعا انه،‏ ابتداء من يوم الخمسين سنة ٣٣ ب م،‏ كان الرجاء الموضوع امام المؤمنين الاشتراك مع يسوع المسيح في حكم ملكوته في السماء.‏ —‏ ٢ تي ٢:‏١٢؛‏ عب ٣:‏١؛‏ ١ بطرس ١:‏٣،‏ ٤‏.‏

٢٢ (‏أ)‏ اية صفات تطلّبها اللّٰه في اولئك الورثة المقبلين للملكوت السماوي؟‏ (‏ب)‏ ولذلك،‏ هل جرى الاختيار بسرعة؟‏

٢٢ وكان اختيار اولئك المشتركين المقبلين في الحكم على الجنس البشري يتطلب الوقت ولماذا؟‏ اولا،‏ كان يجب تقديم هذا الرجاء،‏ وهو اثمن من احسن اللآلئ،‏ للناس من جميع الامم.‏ وفيما ادعى كثيرون التمسك به برهن قليلون حقا انهم أتباع امناء لابن اللّٰه.‏ (‏متى ١٣:‏٤٥،‏ ٤٦؛‏ ٢٢:‏١٤‏)‏ فكان يجب بلوغ مقاييس سامية.‏ ولم يعش المسيحيون كفريق قومي معتزل عن الناس الآخرين،‏ كما كان الاسرائيليون بالجسد.‏ ونتيجة ذلك جرى امتحان ايمانهم واحتمالهم بشدة.‏ وكانوا كغرباء في العالم يدافعون عن طريقة حياة اخرى،‏ طريقة حياة تنسجم مع مبادئ اللّٰه البارة.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ ولكي يكونوا مقبولين يجب ان يبقوا نظفاء من ممارسات العالم الفاسقة الفاسدة ادبيا حولهم.‏ (‏١ كو ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ واذا ارادوا ان يصيروا حقا «ابناء اللّٰه» يجب ان يكونوا من «صانعي السلام،‏» غير منهمكين في حروب الامم وغير منتقمين عندما يضطهدون من اجل ايمانهم.‏ (‏متى ٥:‏٩؛‏ ٢٦:‏٥٢؛‏ رومية ١٢:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وكان يلزم ان يظهروا ولاء غير متزعزع لحكم اللّٰه،‏ رافضين ان يكونوا من المدافعين عن الحكومات السياسية للجنس البشري،‏ التي يشير اليها الكتاب المقدس بوحوش.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٤،‏ ٦‏)‏ ولهذا السبب،‏ ومن اجل التصاقهم باسم يسوع المسيح بصفته ملك اللّٰه الممسوح،‏ صاروا «مبغضين من جميع الامم.‏» (‏متى ٢٤:‏٩‏)‏ ولذلك فان الذين سيكونون حكاما سماويين للجنس البشري مع المسيح لا يجري اختيارهم بسرعة.‏

٢٣ (‏أ)‏ كم شخصا سيكونون في هذه الهيئة الادارية السماوية مع المسيح؟‏ (‏ب)‏ من بين من جرى اختيارهم،‏ ولماذا؟‏

٢٣ وطول الوقت اللازم ليس لان عدد المختارين كان كبيرا.‏ فبحسب الاسفار المقدسة حدد اللّٰه عدد هذه الهيئة الادارية المختارة برئاسة يسوع المسيح بـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ شخص.‏ (‏رؤيا ١٤:‏​١-‏٣‏)‏ ولكنّ اللّٰه اختارهم باعتناء.‏ وهم مأخوذون «من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة.‏» (‏رؤيا ٥:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وهنالك بينهم اناس من كل مسالك الحياة،‏ الرجال والنساء،‏ اشخاص اشتركوا في كل المشاكل المتنوعة للجنس البشري.‏ وفي مسلك لبسهم الشخصية المسيحية الجديدة لا توجد مشكلة لم يواجهها ويتغلب عليها بعضهم.‏ (‏افسس ٤:‏​٢٢-‏٢٤؛‏ ١ كو ١٠:‏١٣‏)‏ وكم يسرنا ذلك،‏ اذ يؤكد لنا انهم سيكونون ملوكا وكهنة يظهرون العطف والرحمة ويستطيعون ان يعينوا الرجال والنساء من كل الانواع،‏ مساعدين اياهم على التمسك بتدبير اللّٰه للحياة الابدية.‏

٢٤ ما القول في ملايين الاشخاص الآخرين الذين عاشوا وماتوا في خلال هذا الوقت والذين كان كثيرون منهم يجهلون الكتاب المقدس؟‏

٢٤ وما القول في الجنس البشري خارج هذه الجماعة المسيحية؟‏ في خلال كل هذا الوقت لم يكن اللّٰه يتدخل في شؤون العالم الحكومية.‏ فقد ترك الناس يذهبون في الطريق الذي اختاروه.‏ وطبعا،‏ عاش ومات ملايين من الناس،‏ وكثيرون منهم لم يسمعوا قط عن الكتاب المقدس او ملكوت اللّٰه.‏ ومع ذلك فان اللّٰه لم ينسهم.‏ وكان يهيئ للوقت الذي تكلم عنه الرسول بولس الى الوالي الروماني في ايامه قائلا:‏ «لي رجاء باللّٰه.‏ .‏ .‏ أنه سوف تكون قيامة للاموات الابرار والاثمة.‏» (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ وحينئذ،‏ في الاحوال المؤاتية اكثر،‏ في نظام اللّٰه الجديد،‏ سيمنحون فرصة التعلم عن طرق يهوه وتقرير الموقف الذي يتخذونه شخصيا من قضية السلطان الكوني.‏ واذ يبرهنون على كونهم محبين للبر يستطيعون ان يحيوا الى الابد.‏

فيما يقترب «المنتهى»‏

٢٥،‏ ٢٦ (‏أ)‏ في الوقت المعين اية سلطة اضافية كان المسيح سينالها،‏ وضد من كان سيتخذ الاجراء؟‏ (‏ب)‏ كيف كان ذلك سيؤثر في الاحوال على الارض؟‏

٢٥ وقبل دخول هذا النظام الجديد كانت ستقع حوادث رائعة.‏ وقد انبأ الكتاب المقدس بتغيير خطير في شؤون العالم.‏ فكان سيجري تتويج يسوع المسيح ملكا،‏ لا ليحكم على مجرد تلاميذه،‏ بل بسلطة اتخاذ الاجراء نحو كل العالم.‏ وفي هذا الوقت كانت ستجري المناداة في السماء:‏ «قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك الى ابد الآبدين.‏» (‏رؤيا ١١:‏١٥‏)‏ وبتفويض من اللّٰه للعمل ضد اعدائه كان سيتحرك اولا ضد «رئيس هذا العالم» نفسه،‏ الشيطان ابليس،‏ وابالسته.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٣٠‏)‏ فاجناد الشر هؤلاء كانوا سيطرحون من السموات ويحصرون في جوار الارض.‏ وماذا تكون النتيجة؟‏

٢٦ والوصف النبوي لهذا الحادث،‏ كما نجده في سفر الرؤيا،‏ يسجل صوتا من السماء قائلا:‏ «من اجل هذا افرحي ايتها السموات والساكنون فيها.‏ ويل لساكني الارض والبحر لان ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما أن له زمانا قليلا.‏» (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ فكان سيحدث شغب لم يسبق له مثيل بين الامم،‏ ولكنّ المنتهى لا يأتي حالا.‏

٢٧ (‏أ)‏ فيما يقترب «المنتهى» اي عمل فرز عظيم يجري،‏ وكيف؟‏ (‏ب)‏ كم يكون الدمار العالمي المنبأ به عظيما؟‏

٢٧ ويكون ذلك وقتا يجري فيه عمل فرز عظيم.‏ فبتوجيه يسوع المسيح من عرشه السماوي سيعمل أتباعه الامناء على حمل الكرازة «ببشارة الملكوت هذه» الى كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٥:‏​٣١-‏٣٣‏)‏ والناس في كل مكان سيمنحون الفرصة ليظهروا موقفهم من الحكم الالهي.‏ فيجري انجاز ذلك،‏ كما اوضح يسوع،‏ «ثم يأتي المنتهى.‏» وهو «ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.‏» (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ ولن يسأل الناس ثانية،‏ ماذا يفعل اللّٰه؟‏ فالناجون الوحيدون سيكونون اولئك الذين اهتموا اهتماما كافيا ليعرفوا ما يفعله ويجعلوا حياتهم على انسجام مع مطالبه قبل مجيء الدمار العالمي.‏

٢٨ (‏أ)‏ متى يحدث تتويج المسيح وفرز الناس من جميع الامم؟‏ (‏ب)‏ ولذلك اي شيء من الملح ان نفعله افراديا؟‏

٢٨ ولكن متى تحدث هذه الامور؟‏ ومتى ينال المسيح السلطة ليحكم ملكا ويشرع في فرز الناس من جميع الامم؟‏ تظهر الوقائع ان هذه هي امور يفعلها اللّٰه في القرن العشرين.‏ فالمسيح الآن في عرشه السماوي وعمل الفرز يقترب من نهايته.‏ والوقت الباقي الذي تستطيعون فيه ان تثبتوا هويتكم الى جانب يهوه من قضية السلطان الكوني قصير جدا.‏ و «الضيق العظيم» قريب على الابواب!‏ والفحص الدقيق لنبوة الكتاب المقدس في ضوء التاريخ الحديث يبرهن صحة ذلك.‏ ونحن نحثكم على التأمل في هذا الامر باعتناء.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة