مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سل٧٣ الفصل ١١ ص ١٢٠-‏١٣٠
  • الناجون لا يجب ان يكونوا «من العالم»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الناجون لا يجب ان يكونوا «من العالم»‏
  • السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ما هي المحبة اللائقة لاهل العالم؟‏
  • التحرر من سيطرة «رئيس هذا العالم»‏
  • اصدقاء العالم ام اصدقاء اللّٰه؟‏
  • لا فائدة من اعطاء الحياة والطاقات لعالم زائل
  • الناجون لا يجب ان يكونوا «من العالم»‏
    السلام والامن الحقيقيان —‏ كيف يمكنكم ايجادهما؟‏
  • أمع عالم الشيطان،‏ ام مع نظام اللّٰه الجديد؟‏
    يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض
  • العالم
    المباحثة من الاسفار المقدسة
  • المسيحيون المحايدون في الايام الاخيرة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
المزيد
السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
سل٧٣ الفصل ١١ ص ١٢٠-‏١٣٠

الفصل ١١

الناجون لا يجب ان يكونوا «من العالم»‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا قال يسوع عن علاقة تلاميذه بالعالم؟‏ (‏ب)‏ ماذا لا يعني ذلك،‏ ولماذا؟‏

نحن البشر جميعا «في العالم،‏» اي اننا نعيش بين العالم البشري.‏ ومع ذلك قال يسوع المسيح ان أتباعه لا يجب ان يكونوا «من العالم.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١١،‏ ١٤‏)‏ فماذا عنى؟‏ اذا كنا نرجو ان نوجد بين الذين ينجون الى الحياة في نظام اللّٰه الجديد يلزم ان نفهم ذلك.‏

٢ تأملوا اولا في ما لا يعنيه عدم كون المرء «من العالم.‏» فهو لا يعني ان نعتزل عن الناس.‏ ولا يعني ان نعيش كنسّاك في كهف او ننسحب الى دير او مكان بعيد آخر.‏ وعلى الضد من ذلك،‏ فان يسوع في الليلة التي سبقت موته صلى الى ابيه لاجل تلاميذه قائلا:‏ «لست اسأل ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير.‏ ليسوا من العالم كما أني انا لست من العالم.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ في اية نشاطات يلزم المسيحيين ان يتصلوا بأهل العالم؟‏ (‏ب)‏ ولكن ماذا يجب ان يتجنبوا؟‏

٣ وتلاميذ يسوع،‏ عوض ان يختبئوا من الناس،‏ أرسلوا الى العالم ليعرفوا بالحق.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٨‏)‏ فكان عليهم ان يخدموا بصفتهم «نور العالم،‏» جاعلين نور الحق يضيء قدام الناس لكي يرى هؤلاء كيف يؤثر حق اللّٰه في حياة الناس للخير.‏ —‏ متى ٥:‏​١٤-‏١٦‏.‏

٤ ويلزم المسيحيين ان يتصلوا بكثيرين من الناس اذ يعملون لاعالة انفسهم وعائلاتهم ويعلنون بشارة ملكوت اللّٰه للجنس البشري.‏ ولذلك،‏ كما يظهر الرسول بولس،‏ لا ينتظر منهم ان يخرجوا «من العالم» جسديا.‏ ولا يمكنهم ان يتوقفوا عن «مخالطة» اهل العالم كليا.‏ ولكنهم يستطيعون ويجب عليهم ان لا يدعوا الطرق الخاطئة التي تمارسها غالبية الجنس البشري تؤثر فيهم وفي الجماعة المسيحية.‏ —‏ ١ كو ٥:‏​٩-‏١١‏.‏

٥ كيف يتضح الاعتزال اللازم عن العالم في قضية نوح وعائلته؟‏

٥ ولذلك يجب ان يكونوا كنوح وعائلته.‏ ففي ايام نوح «كان كل بشر قد أفسد طريقه على الارض.‏» (‏تكوين ٦:‏١٢‏)‏ ولكنّ نوحا وعائلته كانوا مختلفين.‏ واذ رفض نوح ان يشترك مع باقي الجنس البشري في مسلك فجورهم وكرز للبر «دان العالم،‏» اظهر انه بلا عذر في عدم انسجامه مع مشيئة اللّٰه.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٧؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ ولهذا السبب،‏ عندما أنهى الطوفان العالمي عالم الفجار،‏ نجا هو وعائلته.‏ فقد كانوا «في العالم،‏» ولكنهم في الوقت ذاته لم يكونوا «من العالم» —‏ تكوين ٦:‏​٩-‏١٣؛‏ ٧:‏١؛‏ متى ٢٤:‏٣٨،‏ ٣٩‏.‏

ما هي المحبة اللائقة لاهل العالم؟‏

٦ هل يليق اظهار المحبة لاهل العالم؟‏

٦ وهل يعني عدم صيرورتكم «من العالم» ان تصيروا مبغضين للجنس البشري؟‏ كلا،‏ ابدا.‏ فيجب ان تتمثلوا بيهوه اللّٰه.‏ وكما هو مسجل في يوحنا ٣:‏١٦‏،‏ يخبرنا يسوع المسيح:‏ «هكذا احب اللّٰه العالم (‏البشري)‏ حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» فلطف اللّٰه ورأفته بكل انواع الناس يرسم لنا المثال لنتبعه.‏ —‏ متى ٥:‏​٤٤-‏٤٨‏.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ماذا قال الرسول يوحنا عن محبة العالم؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني ذلك،‏ وكيف تظهر ذلك تعليقات يوحنا الاضافية؟‏

٧ ولكن ألا يأمرنا الرسول يوحنا،‏ «لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم.‏ ان احب احد العالم فليست فيه محبة الآب»؟‏ فاذا كان اللّٰه يحب العالم،‏ لماذا قال الرسول ذلك؟‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥‏.‏

٨ يظهر الكتاب المقدس ان اللّٰه احب العالم البشري كبشر،‏ كأناس في حالة النقص والموت وفي حاجة ماسة الى المساعدة،‏ سواء قدروا ذلك ام لا.‏ ولكنه لم يحب صفات الفجور التي لهم والتي تعرب عن نفسها بالرغبات الخاطئة.‏ ولم يحب اعمال الفجور التي يرتكبونها.‏ وقد حذر الرسول يوحنا من محبة الرغبات والاعمال الخاطئة للعالم البشري قائلا:‏ «لان كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم.‏ والعالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.‏» —‏ ١ يوحنا ٢:‏​١٥-‏١٧‏.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كيف يمكن القول ان هذه الرغبات هي من العالم؟‏ (‏ب)‏ اي اثر كان لهذه الرغبات في الجنس البشري؟‏

٩ اجل،‏ ان رغبات الجسد والعيون والرغبة في العظمة الشخصية هي من العالم —‏ فقد تطورت في الابوين البشريين الاولين وقادتهما في مسلك التمرد.‏ (‏تكوين ٣:‏​١-‏٦،‏ ١٧‏)‏ والرغبة الخاطئة جعلتهما يطلبان الاستقلال عن اللّٰه ليتمكنا من اتباع المصالح الانانية غير المنسجمة مع مشيئته.‏ واتباع هذه الرغبات الانانية أدى الى كسر شرائع اللّٰه.‏

١٠ تأملوا في ما ترونه حولكم في وقتنا.‏ ألا يبني اغلب الناس اليوم حياتهم حول رغبات الجسد والعيون و «تعظم المعيشة»؟‏ أليست هذه الامور هي التي تكيف آمال واهتمامات غالبية الجنس البشري،‏ ضابطة طريقة تصرفهم وتعاملاتهم بعضهم مع بعض؟‏ بلى،‏ وقد أدى ذلك الى كسرهم شرائع اللّٰه.‏ ولذلك فان تاريخ الجنس البشري سجل طويل من عدم الوحدة والحرب،‏ والفساد الادبي والجريمة،‏ والجشع التجاري والظلم،‏ وطموح الكبرياء،‏ وطلب الشهرة والسلطة.‏

١١ اذن،‏ لماذا لا تتناقض محبة اللّٰه للعالم مع ما يدينه الرسول يوحنا؟‏

١١ اذن،‏ يمكن ان نرى الفرق بين محبة العالم،‏ كما فعل اللّٰه،‏ ومحبة رغباته وممارساته الخاطئة التي يدينها الرسول.‏ فمحبة اللّٰه للعالم البشري جرى التعبير عنها بهدف فسح المجال لهم ليتحرروا من هذه الرغبات الخاطئة ونتائجها الرديئة،‏ بما فيها الموت ذاته.‏ وقد كلّفه التعبير عن هذه المحبة كثيرا،‏ اذ قدم ابنه ذبيحة لفداء الجنس البشري.‏ أما الذي يرفض هذه الذبيحة ويستمر عمدا في العصيان فيقول الكتاب المقدس انه «يمكث عليه غضب اللّٰه.‏» —‏ يوحنا ٣:‏١٦،‏ ٣٦؛‏ رومية ٥:‏​٦-‏٨‏.‏

١٢ كيف يمكن ان نحلل ما اذا كانت محبتنا لاهل العالم ترضي اللّٰه ام لا؟‏

١٢ فما القول فينا؟‏ هل نحب اهل العالم لسبب الاهتمام المخلص بهم بصفتهم رفقاءنا البشر،‏ اناسا يحتاجون الى المساعدة ليجدوا الطريق الى الحياة في رضى اللّٰه؟‏ ام نحب ذات الامور التي تمنعهم من الصيرورة خدام اللّٰه —‏ طريق الاستقلال الذي يكسرون فيه شرائع اللّٰه لارضاء اهتماماتهم الجسدية الانانية ورغبتهم في اهميتهم ومجدهم الخاص عوض ذاك الذي للّٰه؟‏ فاذا كنا ننجذب الى الناس ونحب ان نكون معهم من اجل هذه الصفات الرديئة فاننا نحب العالم بالطريقة التي حذر منها الرسول.‏

١٣ كيف يمكن لمحبة العالم ان تمنع المرء من خدمة اللّٰه؟‏

١٣ واذ احب كثيرون من الناس في ايام يسوع طرق العالم الرديئة لم يتخذوا الموقف الجريء كتلاميذ يسوع.‏ ولم يريدوا ان يخسروا شهرتهم ومركزهم بين الناس في دائرتهم الاجتماعية والدينية.‏ فقد احبوا مدح الناس اكثر من رضى اللّٰه.‏ (‏يوحنا ١٢:‏٤٢،‏ ٤٣‏)‏ وقد صنع البعض صدقات واعمالا دينية اخرى —‏ ولكن بصورة رئيسية لانهم ارادوا ان ينظرهم الناس،‏ اجل،‏ العالم البشري.‏ (‏متى ٦:‏​١-‏٦؛‏ ٢٣:‏​٥-‏٧؛‏ مرقس ١٢:‏​٣٨-‏٤٠‏)‏ أفلا ترون اناسا،‏ وحتى اعدادا كبيرة من اولئك الذين في العالم المسيحي،‏ يظهرون هذه المحبة ذاتها لمسلك العالم الخاطئ اليوم؟‏ ومع ذلك يظهر الكتاب المقدس ان هذا المسلك ليس ذاك الذي يقود الى النجاة.‏

التحرر من سيطرة «رئيس هذا العالم»‏

١٤ من عرّض يسوع للتجربة عندما كان على الارض،‏ وبأية نتيجة؟‏

١٤ تعرض ابن اللّٰه للتجربة من هذا القبيل.‏ فقد بذلت الجهود لاثارة الرغبة الانانية للجسد والعيون فيه ولحمله على التعظم بغية التأثير في الناس —‏ ليصير كالعالم.‏ وقد عرض عليه كذلك الحكم على جميع ممالك العالم ومجدهن.‏ فرفض هذه الدعوة رفضا باتّا.‏ وعرف كيف يظهر المحبة للعالم انسجاما مع مشيئة ابيه.‏ ولكن ممن اتت هذه الدعوة الى الانانية؟‏ من الشخص الذي تحدّى اولا سلطان يهوه اللّٰه،‏ ذات الشخص الذي حرض ابوينا الاولين على انكار خالقهما،‏ اي الشيطان ابليس.‏ (‏لوقا ٤:‏​٥-‏٨‏)‏ هذه هي نقطة حيوية لندركها.‏ ولماذا؟‏

١٥ أظهر من كتابك المقدس من هو «رئيس هذا العالم.‏»‏

١٥ لانها تظهر عن العالم البشري عموما،‏ بما فيه ممالكه العالمية ورياساته الاخرى،‏ ان خصم اللّٰه هو رئيسه غير المنظور.‏ وقد تكلم يسوع نفسه عن مقاوم اللّٰه الرئيسي هذا بصفته «رئيس هذا العالم.‏» (‏يوحنا ١٢:‏٣١؛‏ ١٤:‏٣٠؛‏ ٢ كو ٤:‏٤‏)‏ واشار الرسول بولس ايضا الى «اجناد الشر الروحية،‏» اي الابالسة تحت سيطرة الشيطان،‏ الذين يؤلفون الرؤساء والسلاطين وولاة العالم غير المنظورين على هذه الظلمة والذين يحتاج المسيحيون الى الدفاع ضدهم بالسلاح الروحي.‏ —‏ افسس ٦:‏​١٠-‏١٣‏.‏

١٦ كم من العالم أضلّه الشيطان وهو في قبضته؟‏

١٦ وقد بقيت اقلية فقط بعيدة عن سيطرة هذا الرئيس واجناده غير المنظورين.‏ أما «العالم،‏» اي الجمع البشري عموما،‏ فقد «وضع في الشرير.‏» فبتأثير ابليسي يضلّ المسكونة كلها،‏ بمن فيها الحكام الارضيون،‏ اذ يقودهم الى مسلك الاصطدام مع اللّٰه وملكوته برئاسة المسيح يسوع.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩؛‏ رؤيا ١٢:‏٩؛‏ ١٦:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ١٩:‏​١١-‏١٨‏.‏

١٧ (‏أ)‏ لاي شيء يشهد «الروح» الذي يعرب عنه العالم في ما يتعلق بالشخص الذي يقود الجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ هل يرضي الخالق ان نعرب عن مثل هذا الروح؟‏

١٧ فهل يبدو ذلك صعب التصديق؟‏ ومع ذلك ألا يعرب اغلب الناس في هذا العالم بوضوح عن «الروح» —‏ الموقف السائد والقوة الدافعة —‏ والاعمال التي تميز خصم اللّٰه؟‏ ففي كل العالم نرى الكذب والخداع والبغض والعنف والقتل الذي يقول الكتاب المقدس انه يثبت ان الاشخاص هم من ابليس،‏ اي انه «أب» روحي لهم.‏ (‏افسس ٢:‏٢،‏ ٣؛‏ يوحنا ٨:‏٤٤؛‏ ١ يوحنا ٣:‏​٨-‏١٢‏)‏ ولا شك ان روح العالم هذا لا يأتي من أب محب.‏

١٨ كيف يظهر موقفنا من الحكم ما اذا كنا احرارا من سيطرة «رئيس هذا العالم»؟‏

١٨ ألا نرى ايضا ان الغالبية العظمى من الناس يتكلون على الخطط والمشاريع البشرية لتجلب لهم السلام والامن على الارض؟‏ فكم شخصا تعرفون انهم ينظرون حقا الى اللّٰه وملكوت ابنه لحل مشاكل الارض عوض النظر الى الانظمة السياسية البشرية؟‏ ومع ذلك قال يسوع:‏ «مملكتي ليست من هذا العالم.‏» فملكوته ليس من مصدر عالمي،‏ لان البشر لا يعطونه سلطانه او يقيمونه او يبقونه في السلطة.‏ فهو تدبير اللّٰه.‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٦؛‏ اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ ولذلك،‏ لكي نكون بين الذين يرجون النجاة عندما يأتي هذا الملكوت على جميع مناوئيه،‏ يلزم ان نعترف بالحقيقة القاسية لسيادة الشيطان على هذا العالم وأنظمته.‏ ويلزم ان نحافظ على التحرر من ذلك بوقوفنا ثابتين الى جانب حكومة يهوه البارة برئاسة المسيح يسوع.‏ —‏ متى ٦:‏١٠،‏ ٢٤،‏ ٣١-‏٣٣‏.‏

١٩ كما يشهد التاريخ،‏ باية طرائق اظهر المسيحيون الاولون انهم لم يكونوا «من العالم»؟‏

١٩ ويظهر التاريخ كيف كان المسيحيون الاولون،‏ رغم كونهم مواطنين يتصفون بالاحترام ويخضعون للقانون،‏ مصممين ان لا يكونوا «من العالم،‏» رغم ان ذلك جلب عليهم الاضطهاد الشديد.‏ نقرأ عبارات كهذه:‏

‏«لم تكن المسيحية الاولى مفهومة ولم يكن ينظر اليها برضى من اولئك الذين يسودون العالم الوثني.‏ .‏ .‏ فقد رفض المسيحيون الاشتراك في بعض واجبات المواطنين الرومانيين.‏ .‏ .‏ وكانوا لا يشغلون الوظائف السياسية.‏» —‏ «في الطريق الى المدنية،‏ تاريخ العالم،‏» بواسطة هكل وسيغمن،‏ الصفحتان ٢٣٧،‏ ٢٣٨.‏

‏«كانوا يرفضون القيام بأيّ دور فعال في الادارة المدنية للحكم او الدفاع العسكري عن الامبراطورية.‏ .‏ .‏ وكان يستحيل على المسيحيين ان يصيروا جنودا او قضاة او ولاة دون ان ينكروا واجبا اقدس.‏» —‏ «تاريخ المسيحية،‏» ادوار غيبون،‏ الصفحتان ١٦٢،‏ ١٦٣.‏

‏«ان اوريجينس (‏الذي عاش في القرنين الثاني والثالث للميلاد)‏.‏ .‏ .‏ يقول ان الكنيسة المسيحية لا تستطيع ان تشتبك في الحرب مع اية امة،‏ فقد تعلّموا من قائدهم انهم اولاد السلام.‏ في تلك الفترة استشهد كثيرون من المسيحيين لرفضهم الخدمة العسكرية.‏ وفي ١٢ آذار ٢٩٥ دعي مكسيميليان،‏ ابن محارب روماني شهير،‏ ليخدم في الجيش الروماني فرفض مكتفيا بالقول:‏ انا مسيحي.‏» —‏ ه.‏ انغلي جيمس،‏ مقتبسة في «كنز الايمان المسيحي،‏» أعدّه للطبع والنشر أ.‏ غوردون ناسبي،‏ الصفحة ٣٦٩.‏

٢٠ لكي يبقى خدام يهوه احرارا من سيطرة «رئيس هذا العالم،‏» عن اية نشاطات مقسّمة للعالم يمتنعون؟‏

٢٠ واذ يحافظ خدام يهوه على هذا التحرر من التورط في شؤون العالم لا يساهمون في خصامه،‏ وقوميته او عنصريته المقسمة،‏ ومنازعاته الاجتماعية.‏ فموقفهم الموجّه من اللّٰه يساهم في السلام والامن بين كل انواع الناس.‏ (‏اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ والناجون من «الضيقة العظيمة» القادمة سيأتون،‏ في الواقع،‏ «من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة.‏» —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

اصدقاء العالم ام اصدقاء اللّٰه؟‏

٢١ لماذا لا يمكن لمن يتبع الكتاب المقدس ان يتوقع ايضا ان يحبه العالم؟‏

٢١ قال يسوع لتلاميذه:‏ «لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته.‏ ولكن لانكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم.‏ .‏ .‏ ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم.‏» (‏يوحنا ١٥:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ والحقيقة البسيطة هي ان الطريقة الوحيدة لنيل صداقة العالم هي ان يصير المرء على مثاله،‏ ان يشترك في رغباته وطموحه وتعصبه،‏ ان يستحسن تفكيره وفلسفاته،‏ ان يتبنى ممارساته وطرقه.‏ ولكنّ مؤيدي هذا العالم يستاءون من تشهير اخطائهم او تحذيرهم من الاخطار التي يؤيدي اليها مسلكهم.‏ ولذلك،‏ اذا اتبع المرء الكتاب المقدس،‏ وأيّد تعاليمه في السلوك وطريقة الحياة،‏ وتكلم لمصلحته،‏ لا يمكن ان ينجو من بغض العالم.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏١٤؛‏ ٢ تي ٣:‏١٢‏.‏

٢٢ اي اختيار في ما يتعلق بالصداقة يواجه كلّا منا؟‏

٢٢ ولذلك يظهر الكتاب المقدس ان لدينا اختيارا واضحا.‏ ففي يعقوب ٤:‏٤ نقرأ:‏ «أما تعلمون أن (‏صداقة،‏ ع⁠ج)‏ العالم عداوة للّٰه.‏ فمن اراد ان يكون (‏صديقا،‏ ع⁠ج)‏ للعالم فقد صار عدوا للّٰه.‏» وللّٰه ايضا مقاييسه للصداقة،‏ وهي لا تنسجم مع تلك التي للعالم البشري الخاطئ.‏ —‏ مزمور ١٥:‏​١-‏٥‏.‏

٢٣ (‏أ)‏ ماذا يظهر ان المرء صديق العالم؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نظهر اننا اصدقاء اللّٰه؟‏

٢٣ ونيلنا صداقة اللّٰه،‏ التي تؤدي الى النجاة الى نظامه الجديد،‏ يتوقف على اكثر بكثير من انتمائنا او عدم انتمائنا الى احدى هيئات هذا العالم.‏ فاذا اعربنا عن روح العالم،‏ اذا اشتركنا في وجهة نظره العالمية من الحياة،‏ نثبت اننا اصدقاء العالم لا اللّٰه.‏ وروح العالم ينتج «اعمال الجسد،‏» التي هي «زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر وأمثال هذه.‏» ويقول الكتاب المقدس بوضوح ان «الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت اللّٰه.‏» وعلى الضد من ذلك تماما،‏ اذا كنا اصدقاء اللّٰه نملك روحه بثمره الذي هو «محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف.‏» —‏ غلاطية ٥:‏​١٩-‏٢٣‏.‏

٢٤ (‏أ)‏ لماذا ليس من الحكمة ان نتمثل بالاشخاص الذين يعطيهم العالم الكرامة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن لموقفنا من الممتلكات المادية ان يظهر صداقة من نطلب حقا؟‏

٢٤ اذن،‏ روح من نعكس؟‏ فسيساعدنا ذلك لنقرر اصدقاء من نحن حقا.‏ واذ نعيش في هذا العالم الشرير الحاضر،‏ ونخضع لتأثيراته،‏ لا يجب ان نستغرب اذا وجدنا الحاجة الى صنع التغييرات في حياتنا لنرضي اللّٰه.‏ فأهل العالم،‏ مثلا،‏ يعطون الكرامة والمجد للاشخاص الذين يقودهم دافع طموحهم الى الغنى العظيم او السلطة او الشهرة.‏ والناس يقتدون بامثال هؤلاء الابطال والاصنام،‏ متمثلين بهم في الكلام والسلوك والمظهر واللباس.‏ فهل تريدون ان تكونوا بين المعجبين بأمثال هؤلاء؟‏ فمنجزاتهم تخالف تماما ما تحثنا كلمة اللّٰه على جعله هدفنا في الحياة.‏ والكتاب المقدس يوجهنا الى الغنى والقوة الروحيين والى شرف الخدمة كممثلين للّٰه ومتكلمين عنه على الارض.‏ (‏١ تي ٦:‏​١٧-‏١٩؛‏ ٢ تي ١:‏٧،‏ ٨؛‏ ارميا ٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ ودعاية العالم التجارية تحوّل الناس الى المادية.‏ فيعتقدون ان سعادتهم كلها مرتبطة في الممتلكات المادية،‏ فيعطون هذه الاشياء اهمية اعظم بكثير من كلمة اللّٰه او الامور ذات القيمة الروحية.‏ وامثال هذه الاشياء ستمنحكم صداقة العالم،‏ ولكنها تحرمكم صداقة اللّٰه.‏ فايهما يعني لكم اكثر؟‏ وايهما سيؤدي الى سعادة اعظم ودائمة اكثر؟‏

٢٥ (‏أ)‏ ماذا يجب ان نتوقع من العالم عندما نترك طرقه وراءنا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكّننا حقا من تجديد اذهاننا لنرى الامور كما يراها اللّٰه؟‏

٢٥ من السهل الاستسلام لمثال العالم.‏ ومؤيدو هذا العالم،‏ لسبب روحه الرديء،‏ يستاءون اذا اتخذتم مسلكا منفصلا.‏ (‏١ بطرس ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ فسيجري جلب الضغوط عليكم لتوافقوا،‏ لتدعوا المجتمع البشري العالمي يكيّفكم على مثاله.‏ وحكمة العالم —‏ فلسفاته في ما يتعلق بما يجلب النجاح في الحياة —‏ سيجري استعمالها في محاولة للسيطرة على تفكيركم.‏ ولذلك يلزم جهد وايمان حقيقي لتجديد ذهنكم لتروا الامور من وجهة نظر اللّٰه وتروا لماذا حكمة هذا العالم هي جهالة عند اللّٰه.‏ (‏١ كو ١:‏​١٨-‏٢٠؛‏ ٢:‏​١٤-‏١٦؛‏ ٣:‏​١٨-‏٢٠‏)‏ واذ ندرس كلمة اللّٰه باجتهاد يمكن ان نرى ما وراء حكمة العالم الباطلة،‏ ان نرى النتائج الرديئة التي تجلبها والنهاية الرهيبة التي لا بد ان تؤدي اليها.‏ وحينئذ يمكن ان نقدّر ايضا كاملا حكمة طريق اللّٰه ويقين البركات التي تضمنها.‏

لا فائدة من اعطاء الحياة والطاقات لعالم زائل

٢٦ هل من الحكمة التورط في عمل هيئات العالم الخيرية بهدف تحسين الاحوال؟‏

٢٦ قد يعترض البعض قائلين:‏ «ولكن ألا تصنع كثير من هيئات العالم الخير،‏ عاملة لحماية وصحة وتعليم وحرية الناس؟‏» صحيح ان بعض الهيئات تمنح شيئا من الراحة الوقتية من قليل من مشاكل الناس.‏ ولكنها جميعا جزء من العالم البعيد عن اللّٰه،‏ وهي تلفت انتباه الناس الى ادامة نظام الاشياء الحاضر هذا.‏ ولا تدافع اية منها عن حكومة اللّٰه للارض،‏ ملكوته بواسطة ابنه.‏ وفضلا عن ذلك،‏ فحتى بعض المجرمين الذين ينهمكون في نشاطات اثيمة مؤذية قد يربّون العائلات ويعولونها ويصنعون ايضا اعمالا خيرية للمجتمع.‏ ولكن هل تبرر هذه الامور منح تأييدنا لهيئات مجرمة بطريقة ما؟‏ —‏ قارن ٢ كو ٦:‏​١٤-‏١٦‏.‏

٢٧ ما هي الطريقة الوحيدة لنتمكن من مساعدة الناس في هذا العالم ليكونوا بين الناجين الى نظام اللّٰه الجديد؟‏

٢٧ وهل يمكن ان نظهر المحبة الحقيقية للجنس البشري بالاقتران بأيّ من مشاريع العالم،‏ مخصصين الوقت والطاقة لجعل هذه المشاريع ناجحة؟‏ فاذا اردتم مساعدة اشخاص مرضى وسقماء،‏ هل تفعلون ذلك بالاقتران بهم بحيث تصابون بذات امراضهم وعللهم؟‏ ألا تكونون عونا اكبر لهم اذا بقيتم اصحاء شخصيا وحاولتم مساعدتهم ليجدوا الطريق الى الصحة؟‏ والمجتمع البشري الحاضر مريض وعليل روحيا.‏ ولا يستطيع ايّ منا ان ينقذه،‏ لان كلمة اللّٰه تظهر ان مرضه يؤدي الى موته.‏ (‏قارن اشعياء ١:‏​٤-‏٩‏.‏)‏ ولكننا نستطيع ان نساعد الافراد في العالم ليجدوا الطريق الى الصحة الروحية والى النجاة الى نظام جديد بار —‏ شرط ان نحافظ شخصيا على الاعتزال عن العالم.‏ (‏٢ كو ٦:‏١٧‏)‏ اذن،‏ ابتعدوا بحكمة عن التورط في مشاريع العالم واجتهدوا لئلا تصابوا بروح العالم وتتمثلوا بطرقه الاثيمة.‏ لا تنسوا ابدا ان «العالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.‏» —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة