مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سل٧٣ الفصل ١٥ ص ١٦٥-‏١٧٦
  • لماذا يلزم الاهتمام بما يحدث للآخرين

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لماذا يلزم الاهتمام بما يحدث للآخرين
  • السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الاحترام للآخرين وممتلكاتهم
  • متغلبين على التعصب العنصري والقومي والاجتماعي
  • الاهتمام الحبي بالخير الابدي للآخرين
  • الاهتمام بما يحدث لعائلتكم
  • لماذا يلزم الاهتمام بالآخرين؟‏
    السلام والامن الحقيقيان —‏ كيف يمكنكم ايجادهما؟‏
  • ‏«قبل كل شيء،‏ لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة»‏
    داوم على السهر!‏
  • المحبة
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • احبب الاله الذي يحبك
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
المزيد
السلام والامن الحقيقيان —‏ من اي مصدر؟‏
سل٧٣ الفصل ١٥ ص ١٦٥-‏١٧٦

الفصل ١٥

لماذا يلزم الاهتمام بما يحدث للآخرين

١ (‏أ)‏ ماذا يجعل الكثيرين يستنتجون انه ينبغي لهم ان ينتبهوا لانفسهم لا ان يهتموا بالآخرين اكثر من اللازم؟‏ (‏ب)‏ ما هي النتيجة؟‏

الاهتمام غير الاناني بخير الآخرين نادر اليوم.‏ صحيح اننا جميعا مولودون بالقدرة على المحبة.‏ ولكن عندما يجد المرء ان الآخرين يحاولون استغلاله بشكل غير عادل،‏ او يسيئون فهم جهوده لاظهار المحبة،‏ قد يستنتج ان المسلك الافضل هو ان ينتبه لنفسه.‏ واذ يرى الآخرون ان الذين يستغلون رفيقهم الانسان لمنفعة انانية كثيرا ما يزدهرون ماديا قد يعتقدون ان هذه هي الطريقة للنجاح.‏ والنتيجة هي ان اغلب الناس اذا كان لديهم اصدقاء حقيقيون فهم قليلون جدا.‏ وهنالك روح عدم الثقة والارتياب.‏ فما هو سبب هذه الحالة الكئيبة؟‏

٢ (‏أ)‏ كيف يظهر الكتاب المقدس اصل المشكلة؟‏ (‏ب)‏ ماذا تعني «معرفة» اللّٰه؟‏

٢ الشيء الناقص هو المحبة،‏ نوع المحبة التي هي الاهتمام المخلص بالخير الدائم للآخرين.‏ ولماذا هي ناقصة؟‏ يقول الكتاب المقدس اذ يصل الى اصل المشكلة:‏ «من لا يحب لم يعرف اللّٰه لان اللّٰه محبة.‏» (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ صحيح انه يوجد اناس انانيون يدّعون الايمان باللّٰه،‏ ويذهبون ايضا الى الكنيسة.‏ ولكنّ الواقع هو انهم لا يعرفون اللّٰه حقا.‏ «فمعرفة» اللّٰه تعني التعرف جيدا بشخصيته،‏ والاعتراف بسلطته،‏ ثم العمل بموجب ذلك.‏ (‏ارميا ٢٢:‏١٦؛‏ تيطس ١:‏١٦‏)‏ ولذلك،‏ لكي نحصل على متعة الحياة الحقيقية،‏ التي تكون ممكنة فقط عندما يعبّر المرء عن المحبة بوفرة وينالها من الآخرين،‏ يجب ان نعرف اللّٰه جيدا ونطبق ما نتعلمه.‏

٣ باية طريقة اظهر اللّٰه بشكل بارز محبته للجنس البشري؟‏

٣ «بهذا اظهرت محبة اللّٰه فينا ان اللّٰه قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به،‏» كتب الرسول يوحنا.‏ «في هذا هي المحبة ليس أننا نحن احببنا اللّٰه (‏اولا)‏ بل أنه هو احبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا.‏ ايها الاحباء ان كان اللّٰه قد احبنا هكذا ينبغي لنا ايضا ان يحب بعضنا بعضا.‏» (‏١ يوحنا ٤:‏​٩-‏١١‏)‏ فلم يحجم اللّٰه،‏ جاعلا مسلك الجنس البشري غير الحبي يخنق محبته.‏ وكما ورد في رومية ٥:‏٨‏:‏ «اللّٰه بيّن محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا.‏»‏

٤ كيف يجعلكم ذلك شخصيا تشعرون نحو اللّٰه؟‏

٤ وكم شخصا هنالك تحبونهم كثيرا لتكونوا على استعداد لبذل حياتكم لاجلهم —‏ وهم لم يفعلوا قط شيئا لاجلكم؟‏ واذا كنتم آباء،‏ تدفعكم العاطفة الطبيعية الى وقاية حياة ولدكم على حساب حياتكم،‏ فمن هنالك تكونون على استعداد لجعل ولدكم يموت لاجله؟‏ هذا هو نوع المحبة التي اظهرها اللّٰه لنا.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ فكيف يجعلكم ذلك تشعرون نحو اللّٰه؟‏ اذا كنا حقا نقدّر ما فعله نجد ان اطاعة وصاياه ليست ثقيلة.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

٥ (‏أ)‏ ما هي «الوصية الجديدة» التي اعطاها يسوع لتلاميذه؟‏ (‏ب)‏ كيف يتعلق ولاؤنا للّٰه كحاكم بهذا الامر؟‏ (‏ج)‏ اذن،‏ ما هي بعض الامور التي يجب ان نفعلها لرفقائنا من خدام اللّٰه؟‏

٥ ويسوع،‏ في الليلة التي سبقت موته،‏ اعطى تلاميذه احدى هذه الوصايا.‏ وهي تثبت هويتهم كاشخاص مختلفين عن باقي العالم.‏ قال:‏ «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.‏» وكانت الوصية «جديدة» اذ قيل لهم ان يحبوا الآخرين،‏ ليس فقط كما يحبون انفسهم،‏ بل قال يسوع «كما احببتكم انا.‏» ويعني ذلك استعدادهم ايضا لبذل حياتهم بعضهم لاجل بعض.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ واذ نعرب عن هذا النوع من المحبة نظهر ايضا ولاءنا للّٰه.‏ كيف؟‏ لاننا نبرهن على كذب ابليس في الادعاء انه لا يستمر انسان في اطاعة اللّٰه اذا تعرضت حياته،‏ نفسه،‏ للخطر.‏ (‏ايوب ٢:‏​١-‏١٠‏)‏ فمن الواضح ان الطاعة لهذه «الوصية الجديدة» تتطلب الاهتمام العميق بعضنا ببعض.‏ وتعني عدم توفير الجهد،‏ حتى ولا حياتنا،‏ لتزويد المساعدة الروحية والمادية لخدام اللّٰه الآخرين حيثما توجد حاجة.‏ —‏ يعقوب ١:‏٢٧؛‏ ٢:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ١ تس ٢:‏٨‏.‏

٦ لمن ايضا يجب اظهار المحبة،‏ ولماذا؟‏

٦ ولكن لا يجب ان تقتصر الاعمال الحبية على الرفقاء المؤمنين.‏ فقد مات المسيح عن العالم البشري،‏ وليس فقط عن الذين صاروا تلاميذه اثناء خدمته الارضية.‏ وهكذا تحثنا الاسفار المقدسة:‏ «حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لاهل الايمان.‏» (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ وهنالك فرص كثيرة لفعل ذلك كل يوم من ايام حياتنا.‏ وعندما لا نكون بخلاء،‏ بل كرماء واسخياء في اظهار المحبة للآخرين،‏ نعطي الدليل على اننا حقا ابناء ابينا الذي في السموات اذ يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.‏ —‏ متى ٥:‏​٤٣-‏٤٨‏.‏

الاحترام للآخرين وممتلكاتهم

٧ ماذا يمكن ان يؤثر بسهولة في معاملتنا الآخرين وممتلكاتهم؟‏

٧ نعيش في وسط عالم غير محب.‏ وربما ادركتم انكم لم تكونوا دائما مراعين للآخرين كما يمكن ان تكونوا.‏ وحتى الذين يعرفون ما هو صواب يلتقطون العادات الردية من العشراء بسهولة.‏ (‏١ كو ١٥:‏٣٣‏)‏ ولذلك،‏ اذا اراد المرء ان يخدم اللّٰه،‏ يحتاج الى بذل الجهد بضمير حي لتجديد ذهنه.‏ (‏رومية ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ ويحتاج الى تغيير موقفه من الآخرين وممتلكاتهم.‏

٨ (‏أ)‏ ماذا يظهر الاحتقار الواسع لممتلكات الآخرين؟‏ (‏ب)‏ اي شيء في الكتاب المقدس اذا جرى تطبيقه يمنع المرء من فعل امثال هذه الامور؟‏

٨ هنالك في بعض المناطق احتقار مريع لممتلكات الآخرين.‏ فلمجرد اللهو يدمر الاحداث الممتلكات الخاصة والعامة او يشوّهون الاشياء التي عمل الآخرون بجد لاقتنائها.‏ والآخرون،‏ الذين قد يعبّرون عن الخوف من مثل هذا التخريب،‏ يساهمون فيه بالقاء النفاية في الحدائق او الشوارع او الابنية العامة حيثما كانوا.‏ فهل هذه هي امور حبية لفعلها؟‏ وهل تنسجم مع نصح يسوع:‏ «فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم»؟‏ (‏مت ٧:‏١٢‏)‏ وهل يظهر مثل هذا المسلك ان المرء على وفاق تام مع قصد اللّٰه ان تصير هذه الارض فردوسا؟‏

٩ (‏أ)‏ كيف تؤثر السرقة في حياة كل فرد؟‏ (‏ب)‏ لماذا السرقة خاطئة في عيني اللّٰه؟‏

٩ واهتمام المرء بحياته وممتلكاته يضطره في اماكن كثيرة الى اقفال الابواب او اغلاق النوافذ او امتلاك كلب للحراسة.‏ ويلزم المخازن ان ترفع الاسعار للتعويض عما يسرق.‏ فالسرقة شائعة،‏ ولكن ليس لها مكان في حياة الذين يستعدون للحياة في نظام اللّٰه الجديد.‏ فيجب ان يتعلموا التصرف بطريقة تساهم في امن رفقائهم البشر.‏ ويظهر الكتاب المقدس انه «عطية اللّٰه» ان يتمكن الانسان من ان «يرى خيرا من كل تعبه.‏» ولذلك من الخطأ محاولة حرمانه نتائج عمله.‏ (‏جامعة ٣:‏١٣؛‏ ٥:‏١٨‏)‏ وهنالك كثيرون من الذين كانوا في الماضي غير مستقيمين،‏ ولكنهم تغيّروا.‏ فهم لا يمتنعون فقط عن السرقة،‏ بل تعلّموا فرح العطاء للآخرين.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ وبرغبة في ارضاء اللّٰه أصغوا الى ما هو مكتوب في افسس ٤:‏٢٨‏:‏ «لا يسرق السارق في ما بعد بل بالحري يتعب عاملا الصالح بيديه ليكون له ان يعطي من له احتياج.‏»‏

١٠ (‏أ)‏ كيف يمكن بطريقة التكلم الى الآخرين ان نظهر لهم الاعتبار؟‏ (‏ب)‏ ماذا يساعد المرء ليتعلم اظهار المحبة بهذه الطريقة؟‏

١٠ وكثيرا ما تكون حاجة الآخرين،‏ لا الى شيء مادي،‏ بل الى اظهار اللطف لهم كأفراد،‏ وخاصة عندما يكون هنالك خطأ.‏ ومع ذلك،‏ عندما يظهر فشل المرء او غلطه،‏ ماذا يحدث غالبا؟‏ ليس غير عادي ان نسمع انفجار الغضب او الصياح او الكلام البذيء او الملاحظات الجارحة.‏ وحتى بعض الذين يعترفون بخطأ ذلك يفشلون في ضبط لسانهم.‏ فماذا يمكن ان يساعد المرء على التغلب على مثل هذه العادة؟‏ الشيء الناقص من حيث الاساس هو المحبة،‏ ويدل ذلك على وجود حاجة الى معرفة اللّٰه.‏ فعندما يقدّر المرء حقا مدى تعامل اللّٰه معه برحمة لا يصعب عليه كثيرا ان يسامح الآخرين.‏ وفضلا عن ذلك،‏ تمثلا باللّٰه،‏ قد يبدأ ايضا برؤية طرائق لمساعدة المسيء،‏ مقدما العون اللطيف بهدف التحسين.‏ —‏ متى ١٨:‏​٢١-‏٣٥؛‏ افسس ٤:‏​٣١–‏٥:‏٢‏.‏

١١ لماذا لا يجب ان نستعمل الكلام الرديء حتى عندما لا يظهر الآخرون لنا اللطف؟‏

١١ صحيح ان الآخرين ربما لا يطبقون هذه المشورة الجيدة من كلمة اللّٰه في تعاملاتهم معنا.‏ ورغم دوافعنا المخلصة قد نجد احيانا اننا عرضة لاساءتهم القاسية.‏ فماذا نفعل حينئذ؟‏ ينصح الكتاب المقدس قائلا:‏ «لا يغلبنّك الشر بل اغلب الشر بالخير.‏» (‏رومية ١٢:‏​١٧-‏٢١؛‏ ١ بطرس ٢:‏​٢١-‏٢٣‏)‏ فاللطف غير المتوقع من جهتنا قد يلطّف موقفهم ويظهر صفاتهم الافضل.‏ ومهما كان تجاوبهم يمكن ان نتأكد اننا اذ نعمل بموجب طريقة اللّٰه نعطي الدليل اننا نؤيد طريقة حكمه،‏ المؤسسة على المحبة.‏

متغلبين على التعصب العنصري والقومي والاجتماعي

١٢،‏ ١٣ كيف يساعد الكتاب المقدس المرء على ازالة مشاعر التعصب العنصري او القومي او الاجتماعي؟‏

١٢ ان من يملك المحبة الحقيقية لا يتأثر بالعرق او لون الجلد او القومية او الحالة الاجتماعية.‏ ولماذا؟‏ لانه يقدّر الحقيقة التي يذكرها الكتاب المقدس:‏ «وصنع (‏اللّٰه)‏ من (‏انسان،‏ ع⁠ج)‏ واحد كل امة من الناس.‏» (‏اعمال ١٧:‏٢٦‏)‏ ولذلك فجميع البشر اقرباء.‏ ولا يوجد عرق اسمى من غيره بالطبيعة.‏

١٣ وليس لاحد سبب ليفتخر بنسبه او عرقه او لونه او قوميته او وضعه في الحياة.‏ «الجميع اخطأوا واعوزهم مجد اللّٰه.‏» (‏رومية ٣:‏٢٣‏)‏ ويجب على الجميع،‏ لكي ينالوا البر،‏ ان يعتمدوا على ذبيحة المسيح الفدائية.‏ ويظهر الكتاب المقدس ان الذين يفعلون ذلك،‏ والذين سيجري حفظهم عبر «الضيقة العظيمة» القادمة،‏ مأخوذون من «كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة.‏» —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤-‏١٧‏.‏

١٤ لماذا ليس الاختبار الشخصي الرديء اساسا صحيحا للمشاعر غير الودية نحو الناس من عرق او قومية معيّنة؟‏

١٤ واذ يحاول المرء تبرير تعصبه قد يذكر اختبارا رديئا له مع شخص من عرق او قومية معيّنة.‏ ولكن يحسن بنا ان نذكر انه لم يشترك كل فرد من هذا العرق او القومية في الخطأ.‏ وفضلا عن ذلك،‏ فان الناس من عرق المرء او قوميته يرتكبون دون شك نفس الاخطاء.‏ فاذا كنا نرجو الحياة في نظام اللّٰه الجديد السلمي يلزم ان نزيل من قلوبنا اية كبرياء تميل الى ابعادنا عن الآخرين.‏

١٥ اذا كانت تعليقات المرء على العرق او القومية ستعثر احد الرفقاء المؤمنين،‏ كيف يؤثر ذلك في موقفه امام اللّٰه والمسيح؟‏

١٥ وما يوجد في قلوبنا يظهر،‏ عاجلا ام آجلا،‏ في كلامنا.‏ وكما قال المسيح يسوع:‏ «من فضلة القلب يتكلم (‏الفم)‏.‏» (‏لوقا ٦:‏٤٥‏)‏ فما القول اذا كان الكلام،‏ الذي يعكس التعصب على الناس من عرق او قومية اخرى،‏ سيعثر شخصا يظهر الاهتمام بتدبير اللّٰه للخلاص؟‏ يمكن ان يؤدي ذلك الى عواقب خطيرة لمن يتكلم بطريقة غير حبية.‏ حذر المسيح يسوع قائلا:‏ «من اعثر احد الصغار المؤمنين بي فخير له لو طوّق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر.‏» —‏ مرقس ٩:‏٤٢‏.‏

١٦ كيف دل يسوع على عدم المحاباة التي بها يجب ان نظهر اهتمامنا بالآخرين؟‏

١٦ وبصرف النظر عن العرق او القومية او الوضع في الحياة فان المسيحي ملزم بالاهتمام بالآخرين.‏ (‏يعقوب ٢:‏​١-‏٩‏)‏ وقد عبّر يسوع جيدا عن هذا الامر اذ قال:‏ «اذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجدع العرج العمي.‏ فيكون لك الطوبى اذ ليس لهم حتى يكافوك.‏» (‏لوقا ١٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وعندما نظهر على هذا النحو اهتمامنا العميق بالآخرين ندل اننا حقا نعكس صفات اللّٰه.‏

الاهتمام الحبي بالخير الابدي للآخرين

١٧ (‏أ)‏ ما هو اثمن شيء يمكن ان نعطيه للآخرين؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان نندفع الى فعل ذلك؟‏

١٧ وطبعا،‏ لا يجب ان يقتصر اهتمامنا بالآخرين على حاجاتهم الجسدية الحاضرة.‏ ولا تكون محبتنا كاملة لمجرد اتصافنا باللطف في تعاملاتنا مع الناس من كل العروق والقوميات والمراكز في الحياة.‏ فلكي يكون للحياة معنى حقيقي يحتاج هؤلاء الى معرفة يهوه اللّٰه ومقاصده.‏ قال يسوع المسيح في الصلاة الى ابيه:‏ «هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.‏» (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ فاذا قرأتم هذا الكتاب من البداية تعرفون كيف تمسكون بهذه الجائزة.‏ وقد رأيتم لانفسكم ما تقوله الاسفار المقدسة عن «الضيقة العظيمة» المنبأ بها والادلة المادية التي تثبت اقترابها.‏ وتعرفون ان ملكوت اللّٰه هو الرجاء الوحيد للجنس البشري.‏ والآخرون ايضا يحتاجون الى هذه المعرفة الحيوية.‏ فهل تدفعكم المحبة ليهوه ورفيقكم الانسان الى الرغبة في اعطائها لهم؟‏

١٨ (‏أ)‏ في متى ٢٤:‏١٤‏،‏ اي عمل انبأ به يسوع لايامنا؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان ننظر الى المساهمة فيه؟‏

١٨ وعندما تحدث يسوع عن «انقضاء الدهر» انبأ قائلا:‏ «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ ثم يأتي المنتهى.‏» (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فيا له من امتياز ان يمثل المرء حاكم الكون المتسلط،‏ يهوه نفسه،‏ كواحد من شهوده!‏ وفرصة الاشتراك في هذا العمل الخصوصي الذي انبأ به ابن اللّٰه لا تزال سانحة،‏ ولكن ليس لفترة اطول بكثير.‏

١٩ لماذا لا يجب ان ندع اي شعور بالنقص في القدرة الشخصية يمنعنا من الاشتراك في هذا العمل؟‏

١٩ واذ تفكرون في قضية الاشتراك في هذا العمل كواحد من شهود يهوه المسيحيين يحسن بكم ان تدركوا ان اللّٰه،‏ لا القدرة الشخصية على التكلم،‏ هو الذي يفتح قلوب اولئك الذين يصغون بشكل مؤات الى البشارة.‏ (‏اعمال ١٦:‏١٤‏)‏ واذا اندفعتم طوعا من القلب يستطيع يهوه ان يستخدمكم لانجاز مشيئته.‏ فالرسالة رسالته وهو الذي يجعلها تعطي النتائج.‏ (‏١ كو ٣:‏٦‏)‏ لاحظوا ما قاله الرسول بولس في حالته:‏ «ولكن لنا ثقة مثل هذه بالمسيح لدى اللّٰه.‏ ليس أننا كفاة من انفسنا ان نفتكر شيئا كأنه من انفسنا بل كفايتنا من اللّٰه.‏» —‏ ٢ كو ٣:‏​٤-‏٦‏.‏

٢٠ (‏أ)‏ هل يتجاوب كل فرد بشكل مؤات مع البشارة؟‏ (‏ب)‏ اي شيء صالح يجري انجازه بالكرازة للناس الذين لا يكترثون او حتى يقاومون؟‏

٢٠ وطبعا،‏ لا يجب ان نتوقع تجاوب كل فرد بشكل مؤات مع البشارة.‏ فكثيرون سيظهرون عدم الاكتراث،‏ والبعض سيقاومون.‏ ومع ذلك يمكن ان يغيّروا.‏ فشاول الطرسوسي،‏ الذي كان سابقا مضطهدا للمسيحيين،‏ صار رسولا غيورا ليسوع المسيح.‏ (‏١ تي ١:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وسواء عرف الآخرون ام لا،‏ فهم يحتاجون الى رسالة الملكوت،‏ ولذلك يجب ان نقدمها باجتهاد.‏ فهنالك حاجة الى الاهتمام العميق بخيرهم،‏ لا بمجرد خيرنا.‏ ومثل هذا الاهتمام يتطلب جهدا قلبيا لاجلهم،‏ رغبة في بذل انفسنا لخيرهم الدائم.‏ (‏١ تس ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ وحتى اذا كانوا لا يريدون رسالة الملكوت يجري انجاز شيء صالح.‏ فيجري اعطاء الشهادة،‏ وتعظيم اسم يهوه،‏ وعمل فرز الناس.‏ —‏ مت ٢٥:‏​٣١-‏٣٣‏.‏

الاهتمام بما يحدث لعائلتكم

٢١ اية مسؤولية تقع على رأس العائلة في ما يتعلق بالخير الروحي لاهل بيته؟‏

٢١ ولكنّ الجهد الذي تبذلونه في سبيل مساعدة الآخرين على الاستفادة من تدابير يهوه الحبية لا يجب توجيهه فقط الى الذين هم خارج عائلتكم.‏ فرأس العائلة،‏ مثلا،‏ مسؤول بصورة رئيسية عن اهل بيته.‏ ونموهم الروحي يتأثر مباشرة بانتظامه في الترتيب للعائلة ان تناقش وتدرس معا كلمة اللّٰه.‏ وعندما تظهر صلوات الاب لاجل العائلة عمق الولاء والامتنان يمكن ان يكيّف ذلك موقف كامل العائلة.‏

٢٢ لماذا من المهم ان يؤدب الاب اولاده،‏ وماذا يجب ان يدفعه الى ذلك؟‏

٢٢ ومسؤوليته تشمل ايضا منح التأديب.‏ فعندما تنشأ المشاكل قد يظهر اسهل ان يتجاهلها.‏ ولكن اذا منح التأديب فقط عندما يغضب الاب،‏ او اذا عولجت المشاكل فقط عندما تصير خطيرة،‏ يكون هنالك شيء ناقص.‏ تقول الامثال ١٣:‏٢٤‏:‏ الاب الذي يحب ابنه يطلب له التأديب.‏ فالاب المحب حقا هو الذي،‏ حتى عندما يكون تعبا في نهاية النهار،‏ يبقى ثابتا في منح التأديب.‏ ويدل على المحبة اكثر اذا اوضح الامور لاولاده بصبر واذا اخذ بعين الاعتبار الحدود العقلية والعاطفية والجسدية لكل فرد.‏ (‏افسس ٦:‏٤؛‏ كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ فاذا كنتم أبا،‏ هل تملكون هذا النوع من المحبة لاولادكم؟‏ ورغبة المرء في تحمل هذه المسؤولية تظهر انه ينظر،‏ لا الى مجرد الخير الحاضر،‏ بل ايضا الى الخير المقبل لعائلته.‏ —‏ امثال ٢٣:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ٢٩:‏١٧‏.‏

٢٣ كيف يمكن للام ان تظهر اهتمامها العميق بالخير الروحي لعائلتها؟‏

٢٣ واذ تتعاون الزوجة مع زوجها في الاعتناء بالحالة الروحية للعائلة تساهم هي ايضا كثيرا في خيرهم.‏ وعندما تهتم بالاولاد بعمق وتستعمل وقتها جيدا لتكييف حياتهم بطريقة الهية ينعكس ذلك عادة في تصرفهم وموقفهم منها.‏ (‏امثال ٢٩:‏١٥‏)‏ وحتى في الاحوال التي لا يوجد فيها أب في البيت فان التعليم الجيد من الكتاب المقدس،‏ الى جانب المثال الحسن،‏ يعطي نتائج ممتازة.‏

٢٤ (‏أ)‏ عند مواجهة المقاومة من رفيق الزواج،‏ اية قضية يجب ان يذكرها المؤمن؟‏ (‏ب)‏ في ظروف كهذه،‏ كيف تظهر المحبة الحقيقية للرفيق غير المؤمن؟‏

٢٤ ولكن ما القول اذا كان الاب الموجود في البيت لا يقبل كلمة اللّٰه؟‏ حتى انه قد يخضع زوجته للاضطهاد.‏ فماذا يلزم ان تفعل؟‏ اذا كانت تحب يهوه فانها لا تتحول عن اللّٰه.‏ فالشيطان هو الذي ادّعى ان البشر يتركون اللّٰه اذا اخضعوا للمشقة الشخصية،‏ ولا شك انها لا تريد ان تجد نفسها تفعل ارادة الشيطان.‏ (‏ايوب ٢:‏​١-‏٥؛‏ امثال ٢٧:‏١١‏)‏ وفي الوقت ذاته يحثها الكتاب المقدس على الاهتمام بزوجها بعمق وطلب خيره الدائم.‏ فترك ما تعرف انه الحق لا يظهر مثل هذه المحبة.‏ وتكون النتيجة خسارة الحياة الابدية لكليهما.‏ أما اذا بقيت ثابتة في ايمانها فقد تساعده على نيل الخلاص.‏ (‏١ كو ٧:‏​١٠-‏١٦؛‏ ١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ اذ تستمر في تكريم نذور زواجها حتى تحت الصعوبة تظهر احترامها العميق لصانع الزواج،‏ يهوه اللّٰه.‏

٢٥ كيف يؤثر قرار الاب او الام في آمال حياة الاولاد؟‏

٢٥ وهنالك سبب قوي آخر ليحافظ الاب او الام المؤمن على الامانة للّٰه رغم مواجهة المقاومة،‏ وهو الاولاد.‏ فاللّٰه ينظر برضى الى الاولاد الصغار لخدامه المنتذرين ويؤكد ان هؤلاء الاولاد،‏ اذا كانوا طائعين،‏ يحفظون عبر «الضيقة العظيمة» القادمة.‏ وحتى اذا كان واحد من الابوين فقط خادما ليهوه يعتبر اللّٰه بلطفه امثال هؤلاء الاولاد الصغار «مقدسين.‏» (‏١ كو ٧:‏١٤‏)‏ ولكن ما القول اذا «استعفى» الاب او الام من فعل مشيئة اللّٰه؟‏ ان مثل هذا الاب او الام يتخلى بذلك،‏ ليس فقط لنفسه او نفسها،‏ بل ايضا للاولاد الصغار،‏ عن موقف الرضى امام اللّٰه.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢٥‏)‏ فيا لها من خسارة محزنة!‏

٢٦ لكي نعمل بفائدة حقيقية لنا وللآخرين،‏ ماذا يلزمنا؟‏

٢٦ اذن،‏ مهما كان وجه الحياة الذي ننظر اليه فمن الواضح ان هنالك حاجة الى اعتبار،‏ لا مجرد انفسنا،‏ بل الآخرين ايضا.‏ ونحن انفسنا ننال المحبة اذا اعتدنا العمل باهتمام غير اناني بالآخرين.‏ (‏لوقا ٦:‏٣٨‏)‏ ولكن،‏ لكي نعرب عن المحبة الاصيلة ولا نضل بالتفكير البشري القصير النظر،‏ يلزم ان نعرف يهوه اللّٰه ونتمتع بعلاقة جيدة به.‏ ولكنّ فعلنا ذلك يشمل اختيارا يجب ان نقوم به شخصيا.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة