-
كيفية مساعدة المكتئبين على استعادة الفرحبرج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
كيفية مساعدة المكتئبين على استعادة الفرح
كان أبفرودِتُس، تلميذ مسيحي للقرن الاول، مغموما. فكان قد أُرسل ليخدم حاجات الرسول المسجون بولس ولكنه مرض مرضا خطيرا. ومع ان أبفرودِتُس تعافى، فقد اكتأب لأن جماعته المحلية، التي ارسلته الى رومية، ‹سمعت انه كان مريضا.› (فيلبي ٢:٢٥، ٢٦) وكونه بعيدا جدا ولكنْ راغبا في طمأنتهم من جهة ذلك جلب له الكآبة. وعلى الارجح، شعر ايضا انهم اعتبروه فاشلا. فكيف امكنت مساعدته على استعادة فرحه؟
أُعيد أبفرودِتُس الى بيته في فيلبي حاملا رسالة من الرسول بولس. وفيها ارشد بولس الجماعة: «اقبلوه في الرب بكل فرح وليكن مثله مكرَّما عندكم.» (فيلبي ٢:٢٧-٣٠) وجرى حثّ المسيحيين الفيلبيين ان يقرِّبوا أبفرودِتُس اليهم بطريقة تليق بالصفة المميِّزة للرفقة النموذجية للجماعة المسيحية. وكلماتهم المعزِّية كانت ستُظهر له انه ذو قيمة على نحو رفيع، نعم، «مكرَّم.» وكان هذا الاهتمام المفرح سيقطع شوطا كبيرا في مساعدته على ايجاد الراحة من كآبته العقلية.
يُظهر هذا المثال انه على الرغم من ان المسيحيين ككل ‹يفرحون في الرب،› يعاني البعض بينهم أشكالا مختلفة من الكآبة. (فيلبي ٤:٤) والكآبة العقلية الشديدة هي اضطراب عاطفي خطير يقود الى الانتحار ايضا. وأحيانا، تكون كيمياء الدماغ وعوامل جسدية اخرى ذاتَ علاقة. إلاّ انه يمكن غالبا تخفيف الكآبة بالمساعدة الفطينة التي يزوِّدها الآخرون. وهكذا حثّ بولس: «تكلَّموا بمؤاساة الى النفوس الكئيبة.» (١ تسالونيكي ٥:١٤، عج) ولذلك يجب على جماعات شهود يهوه ان تزوِّد بفرح الدعم العاطفي للنفوس الكئيبة. وهذه المسؤولية ادركتها الهيئة المسيحية العصرية منذ زمن بعيد في سنة ١٩٠٣، لأن برج المراقبة قالت آنذاك عن النفوس الكئيبة، او ذوي القلوب الواهنة: «ان ذوي القلوب الواهنة والضعفاء يحتاجون الى العون والدعم والتشجيع.» ولكن كيف يمكنكم ان تساعدوا النفوس الكئيبة؟
اولا، بإظهار ‹الحس الواحد› قد تتمكَّنون من مساعدة المكتئب على كشف «الغم» في قلبه. وبعد ذلك فإن «الكلمة الطيبة» منكم قد تساعده ان يفرح. (١ بطرس ٣:٨؛ امثال ١٢:٢٥) ومجرد جعله يتكلَّم بحرية ويشعر باهتمامكم قد يجلب الكثير من الراحة. «كانت لي صديقتان يمكنني حقا ان اسكب لهما قلبي،» اوضحت ماري، مسيحية عزباء صارعت الكآبة. «كنت احتاج الى احد يصغي.» وأن يكون للمرء احد يشاركه في الافكار الاعمق بشأن ضيقات الحياة يمكن ان يعني الكثير جدا.
ولكن، يلزم اكثر من مجرد الاصغاء وإعطاء نصيحة سطحية مثل، «انظرْ الى الجانب المشرق من الحياة» او، «فكِّرْ بطريقة ايجابية.» ان عبارات كهذه يمكن ان تنمّ عن نقص في التقمُّص العاطفي وتكون كليا في غير محلها عندما يكون الشخص الآخر مكتئبا، كما تشير ايضا امثال ٢٥:٢٠ بالقول: «كنزع الثوب في يوم البرد . . . مَن يغنّي اغاني لقلب كئيب.» والملاحظات التفاؤلية على نحو غير واقعي قد تترك الفرد المكتئب يشعر بالانزعاج اكثر ايضا. ولماذا؟ لأن جهودا كهذه لا تنصبّ في اسباب كآبته.
شدِّدوا بالكلام
يشعر الشخص المكتئب اكتئابا شديدا ليس بمجرد الحزن بل على الارجح بعدم الجدارة وأنه بلا رجاء. والكلمة اليونانية المترجمة «النفوس الكئيبة» تعني حرفيا «صغار النفوس.» ويعرِّف عالِم يوناني الكلمة بهذه الطريقة: «مَن يرزح تحت مشقَّة كبيرة بحيث يخور قلبه فيه.» وهكذا تجفّ موارده العاطفية، ويضعف اعتباره للذات. — قارنوا امثال ١٧:٢٢.
والأب الجليل ايوب قال: «كنت أُشدِّدكم بفمي.» (ايوب ١٦:٥) والكلمة العبرانية التي تقابل «أُشدِّد» تُنقل احيانا الى «أيَّد» او ‹مكَّن.› وتُستعمل لتصف كيف ‹ثُبِّت› الهيكل بواسطة ترميمات إنشائية. (اشعياء ٤١:١٠؛ ناحوم ٢:١؛ ٢ أخبار الايام ٢٤:١٣) وكلماتكم يجب بمهارة ان تعيد بناء اعتبار الذات لدى الشخص المكتئب، طوبة طوبة، اذا جاز التعبير. وفعل ذلك يتطلَّب مناشدة ‹قوة العقل› لديه. (رومية ١٢:١، عج) وعدد برج المراقبة لسنة ١٩٠٣ المشار اليه آنفا قال عن المكتئبين: «اذ ينقصهم . . . اعتبار الذات يلزم دفعهم قليلا الى الامام، بغية ابراز اية مواهب يمتلكونها حقا، من اجل تشجُّعهم ومن اجل البركة ايضا لكامل اهل الايمان.»
ومثال الكتاب المقدس لألقانة وزوجته المكتئبة حنّة يوضح كيف يمكنكم ان تشدِّدوا بالكلام، كما فعل ايوب. فقد كانت لألقانة زوجتان. وكان لإحداهما، فننّة، عدة اولاد، وأمّا حنّة فكانت عاقرا. وعلى الارجح، اعتبرت حنّة نفسها عديمة الجدارة. (قارنوا تكوين ٣٠:١.) وكأنّ هذا العبء لم يكن ثقيلا كفاية، فقد كانت فننّة تغيظها الى حدّ انها انفجرت بالبكاء وفقدت شهيتها. ومع ان ألقانة لم يكن يدرك عمق كربها، فإذ رأى حالتها سأل: «يا حنّة لماذا تبكين ولماذا لا تأكلين ولماذا يكتئب قلبك.» — ١ صموئيل ١:١-٨.
ان اسئلة ألقانة اللطيفة غير الاتِّهامية منحت حنّة الفرصة لتعبِّر عن مشاعرها بالكلام. وسواء اجابت او لم تجب، فقد جرت مساعدتها على تحليل سبب شعورها على الارجح بعدم الجدارة. وهكذا، ايضا، قد تقول نفس كئيبة، ‹انني مجرد شخص رديء.› فيمكنكم ان تسألوا، ‹لماذا تشعر هكذا؟› ثم أصغوا بانتباه فيما يفضي اليكم بما يشعر به في قلبه. — قارنوا امثال ٢٠:٥.
لقد طرح ألقانة بعدئذ على حنّة هذا السؤال المشدِّد: «أمَا انا خير لك من عشرة بنين»؟ فجرى تذكير حنّة بمودَّته لها، على الرغم من عقرها. لقد اعتبرها عزيزة، وكان يمكنها ان تستنتج بالتالي: ‹حسنا، لست عديمة الجدارة الى هذا الحدّ على الرغم من كل شيء. فلديَّ حقا محبة زوجي العميقة!› فكلماته مكَّنت حنّة، لأنها بدأت تأكل وذهبت الى الهيكل. — ١ صموئيل ١:٨، ٩.
وكما اتَّصف ألقانة بالتحديد ولفتَ انتباه زوجته الى سبب منطقي لكي تشعر شعورا افضل ازاء نفسها، كذلك يجب ان يفعل اولئك الذين يرغبون في مساعدة الاشخاص المكتئبين. مثلا، قالت مسيحية اسمها نعمي ما يلي عمّا ساعدها على استعادة فرحها: «بعض الاصدقاء اثنوا على الطريقة التي ربَّيت بها ابني، الطريقة التي كنت بها ادبِّر منزلي، وحتى الطريقة التي حافظت بها على مظهري على الرغم من كآبتي. وهذا التشجيع عنى الكثير جدا!» نعم، ان المدح المستحَقّ يساعد النفس الكئيبة على رؤية صفاته او صفاتها الحسنة وصنع التقييم اللائق للقيمة الذاتية.
وإذا كانت زوجتكم مكتئبة فلِمَ لا تسعون الى بنائها انسجاما مع كلمات الامثال ٣١:٢٨، ٢٩؟ هنا نقرأ: «زوجها ايضا فيمدحها، بنات كثيرات عملن فضلا أمّا انت ففقت عليهن جميعا.» ومع ذلك، فإن الزوجة المكتئبة ربَّما لا ترضى بتقدير كهذا، لأنها قد تشعر انها فاشلة بسبب كونها عاجزة عن الاعتناء بالواجبات البيتية كما تعتقد انها يجب ان تفعل. ولكن، بتذكيركم اياها بالمرأة التي هي عليها في الداخل، وبما كانت عليه قبل اختبار الكآبة، قد تتمكَّنون من اقناعها بأن مدحكم ليس إطراء فارغا. ويمكن ايضا ان تعترفوا بأن ما تفعله الآن يدل على جهد فائق. ويمكنكم ان تقولوا: ‹أعرف ما تطلَّبه منكِ فعل ذلك. كم تستحقين الثناء لأنك تبذلين مثل هذا الجهد الكبير!› فنيل استحسان ومدح رفيق المرء وأولاده، اولئك الذين يعرفون المرء على النحو الافضل، هو حيوي لإعادة بناء اعتبار الذات. — قارنوا ١ كورنثوس ٧:٣٣، ٣٤.
واستعمال امثلة الكتاب المقدس يمكن ان يساعد الشخص المكتئب على رؤية اية تغييرات في التفكير قد تكون ضرورية. مثلا، لربَّما كان الفرد حسّاسا اكثر من اللازم لآراء الآخرين. فيمكن ان تناقشوا مثال أبفرودِتُس وتسألوا: ‹لماذا تعتقد انه صار مغموما عندما علم ان جماعته المحلية سمعت بمرضه؟ هل كان فاشلا حقا؟ لماذا قال بولس بأن يكرِّموه؟ هل كانت قيمة أبفرودِتُس الحقيقية كشخص تعتمد على امتياز الخدمة الذي يملكه؟› ان اسئلة كهذه يمكن ان تساعد المسيحي المكتئب على صنع التطبيق الشخصي والادراك انه ليس فاشلا.
«أَسندوا الضعفاء»
يحثّ الكتاب المقدس: «أَسندوا الضعفاء.» (١ تسالونيكي ٥:١٤) ان وجود شبكة من الاصدقاء المسيحيين الذين يمكنهم ان يزوِّدوا العناية العملية هو حسنة اخرى للدين الحقيقي. فالاصدقاء الحقيقيون هم اولئك ‹المولودون للشدة،› وهم يلتصقون حقا بالشخص المكتئب. (امثال ١٧:١٧) فعندما شعر الرسول بولس بأنه «(مطروح)» وكانت لديه «من داخل مخاوف» تعزَّى «بمجيء تيطس.» (٢ كورنثوس ٧:٥، ٦) وبشكل مماثل، فإن الزيارات والمكالمات الهاتفية الودية في الاوقات الملائمة تقدِّرها النفوس الكئيبة على الارجح تقديرا عميقا. ويمكن ان تسألوا عمّا اذا كانت هنالك اية طريقة يمكنكم بها ان تقدِّموا المساعدة العملية، كالقيام بالخدمات، انجاز الاعمال المنزلية، او ما شابه ذلك.a تقول مسيحية اسمها ماريّا: «عندما كنت مكتئبة كتبت إليَّ صديقة عدة مرات وشملت دائما آيات مشجِّعة. كنت اقرأ الرسالة تكرارا، وأبكي وأنا اقرأها. لقد كانت رسائل كهذه كالذهب بالنسبة إليَّ.»
بعد تشجيع الجماعة على مساعدة «النفوس الكئيبة» يقول بولس: «تأنَّوا على الجميع. انظروا ان لا يجازي احد احدا عن شر بشر.» (١ تسالونيكي ٥:١٤، عج، ١٥) فالصبر حيوي لأنه بسبب الألم العقلي، التفكير السلبي، والإعياء من قلة النوم، قد يجيب الشخص المكتئب بـ ‹لغو في الكلام،› كما فعل ايوب. (ايوب ٦:٢، ٣) وراشيل، مسيحية صارت امها مكتئبة على نحو خطير، صرَّحت: «مرات كثيرة كانت امي تقول شيئا بغيضا جدا. وفي معظم هذه المرات كنت احاول ان اذكِّر نفسي بنوع الشخص الذي امي عليه حقا — مُحِبة، لطيفة، وسخية. وتعلَّمت ان الاشخاص المكتئبين يقولون اشياء كثيرة لا يعنونها. والشيء الأسوأ الذي يمكن ان يفعله المرء هو ان يردّ بكلمات او اعمال شريرة.»
ان بعض النساء المسيحيات الناضجات يمكن ان يكنّ على نحو خصوصي في وضع يمكِّنهن من جلب الراحة للنساء الاخريات اللواتي يعانين الكرب العاطفي. (قارنوا ١ تيموثاوس ٥:٩، ١٠.) ويمكن لهؤلاء النساء المسيحيات المقتدرات ان يجعلنه هدفا ان يتكلَّمن بمؤاساة الى مثل هؤلاء في مناسبات ملائمة. فأحيانا يكون ملائما اكثر ان تستمر الاخوات المسيحيات الناضجات، لا الاخوة، في مساعدة احدى النساء. وبتنظيم الامور والاشراف عليها بلياقة يمكن للشيوخ المسيحيين ان يتأكَّدوا ان النفس الكئيبة تنال العناية اللازمة.
شيوخ ذوو ألسنة مثقَّفة
على نحو خصوصي يجب ان يكون لدى الرعاة الروحيين «المعرفة والفهم» حتى ‹يعرفوا كيف يتكلَّمون لتشجيع المرهقين.» (ارميا ٣:١٥؛ اشعياء ٥٠:٤، بيك) أمّا اذا لم يكن الشيخ حذرا فيمكن عن غير قصد ان يجعل الشخص المكتئب يشعر انه اسوأ حالا. مثلا، من المفروض ان اصحاب ايوب الثلاثة ذهبوا «ليرْثوا له ويُعزّوه.» ولكنّ كلماتهم، اذ دفعتها نظرة خاطئة الى ورطة ايوب، عملت على ‹سحقه› بدلا من تعزيته. — ايوب ٢:١١؛ ٨:١، ٥، ٦؛ ١١:١، ١٣-١٩؛ ١٩:٢.
وقد اوجزت مقالات مختلفة في مطبوعات برج المراقبة المبادئ التي يمكن تطبيقها في تقديم المشورة للافراد.b ومعظم الشيوخ طبَّقوا مواد كهذه. ومع ذلك، كانت العبارات العديمة التفكير من قبل الشيوخ في بعض الحالات — إمّا على صعيد شخصي او في الخطابات — مؤذية جدا. فلا «يهذر [الشيوخ] مثل طعن السيف» بل ليتكلَّموا ‹بلسان الحكماء الشافي.› (امثال ١٢:١٨) وإذا فكَّر الشيخ في الوقع المحتمل لملاحظاته قبل ان يتكلَّم يمكن ان تكون كلماته ملطِّفة. لذلك، ايها الشيوخ، كونوا مسرعين في الاستماع مبطئين في تكوين الاستنتاجات دون حيازة كامل الصورة. — امثال ١٨:١٣.
عندما يهتم الشيوخ اهتماما اصيلا بالاشخاص المكتئبين يشعر افراد كهؤلاء بأنهم محبوبون ومقدَّرون. ومثل هذه العناية غير الانانية قد تدفع اولئك الافراد الى التغاضي عن اية ملاحظات مثبِّطة. (يعقوب ٣:٢) والاشخاص المكتئبون غالبا ما يغمرهم الشعور بالذنب، ويمكن للشيوخ ان يساعدوهم على نيل نظرة متزنة الى الامور. وحتى عندما تُرتكب خطية خطيرة يمكن للعناية الروحية التي يزوِّدها الشيوخ ان تساعد على ‹شفاء الاعرج.› — عبرانيين ١٢:١٣.
وعندما يشعر الاشخاص المكتئبون بأن صلواتهم عديمة الفعالية يمكن للشيوخ ان يصلّوا معهم ولأجلهم. وإذ يقرأون معهم المقالات المؤسَّسة على الكتاب المقدس التي تعالج الكآبة يمكن للشيوخ ان ‹يدهنوا› هؤلاء الافراد بالكلمات الروحية الملطِّفة. (يعقوب ٥:١٤، ١٥) ويمكن للشيوخ ايضا ان يساعدوا المكتئب على اتِّخاذ الخطوات المؤسَّسة على الاسفار المقدسة لحلّ اية خلافات شخصية قد تكون لديه او لديها مع شخص ما، اذا كانت هذه مشكلة. (قارنوا متى ٥:٢٣، ٢٤؛ ١٨:١٥-١٧.) فمثل هذه النزاعات، وخصوصا في العائلة، غالبا ما تكون مصدرا للكآبة.
أدركوا ان التعافي يتطلَّب الوقت. فحتى جهود ألقانة الحبية لم تُرِحْ حنّة فورا من كآبتها. وصلواتها بالاضافة الى طمأنات رئيس الكهنة قادت اخيرا الى الراحة. (١ صموئيل ١:١٢-١٨) لذلك، تحلَّوا بالصبر اذا كان هنالك تجاوب بطيء. وطبعا، ان الشيوخ عموما ليسوا اطباء وقد يجدون بالتالي ان جهودهم محدودة في بعض الحالات. ومع اعضاء عائلة الشخص المكتئب قد يلزمهم ان يشجِّعوا ذلك الشخص على طلب المساعدة الاختصاصية. وإذا كان ضروريا، يمكن للشيوخ او اعضاء العائلة ان يشرحوا بوضوح لأي اختصاصي اهمية احترام القناعات الدينية للمكتئب.
وإلى ان يأتي عالم اللّٰه الجديد، لن تكون لأحد صحة جسدية او عقلية او عاطفية كاملة. وفي هذه الاثناء، يمكن للمسيحي الذي يخسر فرحه بسبب الكآبة ان يستمدّ القوة ليس فقط من الجماعة المسيحية بل ايضا من ابينا السماوي «الذي يعزّي المكتئبين.» — ٢ كورنثوس ٧:٦، الترجمة الاميركية القانونية الجديدة.
[الحاشيتان]
a انظروا المقالة «قهر الكآبة — كيف يمكن للآخرين ان يساعدوا» في استيقظ! عدد ٨ تشرين الثاني ١٩٨٧، الصفحات ١٢-١٦، بالانكليزية.
b انظروا المقالتين «لسان مثقف — ‹لتشجيع المرهقين›» في برج المراقبة عدد ١ كانون الثاني ١٩٨٣، و «‹كلمات روحية› للمتألمين عقليا» في عدد ١٥ تشرين الثاني ١٩٨٨.
[الاطار في الصفحة ٢٩]
كيف تتكلَّمون بمؤاساة
◻ أصغوا باعتناء — بأسئلة فطينة ‹استقوا› المشاعر من قلب الشخص. كونوا مسرعين في الاستماع ومبطئين في الوصول الى الاستنتاجات قبل حيازتكم كامل الصورة. — امثال ٢٠:٥؛ ١٨:١٣.
◻ أظهروا التقمُّص العاطفي — ‹الحس الواحد› يجب ان يقترن بكونكم «مشفقين» فيما تحاولون ان تشاركوا المكتئب عاطفيا. ‹ابكوا مع الباكي.› — ١ بطرس ٣:٨؛ رومية ١٢:١٥.
◻ تأنَّوا — قد يتطلَّب الامر مناقشات متكرِّرة، لذلك تحلَّوا بالصبر. تغاضوا عن ‹اللغو في الكلام› الذي قد يتكلَّم به المكتئب بسبب الخيبة. — ايوب ٦:٣.
◻ شدِّدوا بالكلام — ساعدوا المكتئب على رؤية صفاته او صفاتها الحسنة. قدِّموا ثناء محدَّدا. أظهروا ان المشاكل، الاختبارات الرديئة الماضية، او النقائص لا تحدِّد قيمة المرء الشخصية. اشرحوا لماذا يحبه او يحبها اللّٰه ويهتم به او بها. — ايوب ١٦:٥.
-
-
نظرة ثاقبة الى الاخباربرج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
نظرة ثاقبة الى الاخبار
دافع اناني
بعد وقت قصير من تولّيه السلطة في سنة ١٩٣٣ فاوض الزعيم النازي ادولف هتلر الكنيسة الكاثوليكية في اتفاقية. وهذه الاتفاقية اعطت هتلر الحق في نقض تعيين الاساقفة الالمان مقابل امتيازات معيَّنة تُمنح للكنيسة. ولكن ايّ الفئتين كانت ستستفيد اكثر؟ تعطي دائرة معارف كاثوليكية فرنسية جديدة جوابا مباشرا عن هذا السؤال.
«ان البابا پيوس الحادي عشر نفسه . . . اعتبر ضمان سلامة الكنيسة الالمانية بواسطة اتفاقية امرا اساسيا على نحو مطلق. وجرى التفاوض في هذا بين نيسان وتموز سنة ١٩٣٣. ومع انها شكليا اعطت الكنيسة الكاثوليكية حظوة فقد كانت هذه الاتفاقية في الواقع نجاحا لهتلر، اذ انها منحت الاعتراف بنظام حكمه. وفضلا عن ذلك، بما ان هتلر كان ينقضها باستمرار، اتُّهم البابا بتسكين الضمائر الكاثوليكية وتجريد الاساقفة من السلاح بعقد صفقة غبي.»
واليوم، وخصوصا في فرنسا وألمانيا، تُنتقد على الكنيسة الكاثوليكية علانية مسايرات هيئتها الكهنوتية خلال نظام الحكم النازي. ان هذه المشاكل تتطوَّر عندما يفشل قادة الكنيسة في الالتفات الى كلمات ومثال يسوع المسيح الذي قال عن أتباعه الحقيقيين: «ليسوا من العالم كما اني انا لست من العالم.» (يوحنا ١٧:١٦) صحيح ان مسايرات كهذه من قِبَل قادة الكنيسة تملَّقت العنصر السياسي لنيل الحظوة، ولكن ماذا فعل ذلك بعلاقتهم باللّٰه؟ عندما كتب الى الرفقاء المسيحيين حذَّر يعقوبُ تلميذُ يسوع: «(صداقة) العالم عداوة للّٰه.» — يعقوب ٤:٤.
خاسرو اليانصيب
ان ارجحيات ربحكم اليانصيب هي بنسبة واحد الى ١٤ مليونا تقريبا. ومع ذلك، يشترك ملايين الناس قانونيا في ألعاب اليانصيب التي ترعاها الحكومة، تذكر ذا ڠلوب آند ميل، صحيفة كندية. ويُظهر البحث ان ألعاب اليانصيب ليست لها جاذبية سوى أمل ربح الجائزة الكبرى، التي غالبا ما يدعمها الاعلان الذي يركِّز «على الجائزة وعلى مخاطر الفشل في شراء بطاقة.» وبما ان هدف اليانصيب هو تحقيق الارباح وإنتاج رابحين قليلين، فإن الذين يجري برعايتهم يصنعون اعلانات يومية «بأمل ان تتأسَّس عادات شراء.»
وهل ينجح ذلك؟ نعم! وإذ يخبر في مجلة الصحة الاميركية عن زيادة المقامرة بين اليفعة يشير الدكتور ديوراند جاكوبس الى ألعاب اليانصيب بصفتها مقدِّمتهم الى المقامرة «لأنها رخيصة، سهلة المنال وتُروَّج بصفتها مقبولة.» ويضيف: «اليانصيب هو الاغواء القوي الذي يقود المراهقين الى اشكال اخرى من مسلك المقامرة الخطير.» وأحد المراجع الكندية في المقامرة القَهْرية يذكر: «ان كل مَن يحاول ان يقول لكم ان ألعاب اليانصيب ليست مقامرة إما انه يتظاهر بالغباوة او انه غبي. . . . فنحن ننفق مئات ملايين الدولارات على ألعاب اليانصيب بأمل ربح شيء ما. انها مقامرة.»
تروِّج ألعاب اليانصيب محبة المال. والدكتور مارڤين ستينبرڠ، رئيس «مجلس كونكتيكت للمقامرة القَهْرية،» لاحظ ان المقامرين اليفعة الذين يعانون المشكلة يستعملون اموال غدائهم، يسرقون المال، وحتى ينشلون من الدكاكين ليدعموا عادتهم في المقامرة. وصحيحة حقا هي كلمات الرسول بولس: «محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم . . . طعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة.» — ١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠.
-