مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كيفية مساعدة المكتئبين على استعادة الفرح
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • كيفية مساعدة المكتئبين على استعادة الفرح

      كان أبفرودِتُس،‏ تلميذ مسيحي للقرن الاول،‏ مغموما.‏ فكان قد أُرسل ليخدم حاجات الرسول المسجون بولس ولكنه مرض مرضا خطيرا.‏ ومع ان أبفرودِتُس تعافى،‏ فقد اكتأب لأن جماعته المحلية،‏ التي ارسلته الى رومية،‏ ‹سمعت انه كان مريضا.‏› (‏فيلبي ٢:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وكونه بعيدا جدا ولكنْ راغبا في طمأنتهم من جهة ذلك جلب له الكآ‌بة.‏ وعلى الارجح،‏ شعر ايضا انهم اعتبروه فاشلا.‏ فكيف امكنت مساعدته على استعادة فرحه؟‏

      أُعيد أبفرودِتُس الى بيته في فيلبي حاملا رسالة من الرسول بولس.‏ وفيها ارشد بولس الجماعة:‏ «اقبلوه في الرب بكل فرح وليكن مثله مكرَّما عندكم.‏» (‏فيلبي ٢:‏٢٧-‏٣٠‏)‏ وجرى حثّ المسيحيين الفيلبيين ان يقرِّبوا أبفرودِتُس اليهم بطريقة تليق بالصفة المميِّزة للرفقة النموذجية للجماعة المسيحية.‏ وكلماتهم المعزِّية كانت ستُظهر له انه ذو قيمة على نحو رفيع،‏ نعم،‏ «مكرَّم.‏» وكان هذا الاهتمام المفرح سيقطع شوطا كبيرا في مساعدته على ايجاد الراحة من كآ‌بته العقلية.‏

      يُظهر هذا المثال انه على الرغم من ان المسيحيين ككل ‹يفرحون في الرب،‏› يعاني البعض بينهم أشكالا مختلفة من الكآ‌بة.‏ (‏فيلبي ٤:‏٤‏)‏ والكآ‌بة العقلية الشديدة هي اضطراب عاطفي خطير يقود الى الانتحار ايضا.‏ وأحيانا،‏ تكون كيمياء الدماغ وعوامل جسدية اخرى ذاتَ علاقة.‏ إلاّ انه يمكن غالبا تخفيف الكآ‌بة بالمساعدة الفطينة التي يزوِّدها الآخرون.‏ وهكذا حثّ بولس:‏ «تكلَّموا بمؤاساة الى النفوس الكئيبة.‏» (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج)‏ ولذلك يجب على جماعات شهود يهوه ان تزوِّد بفرح الدعم العاطفي للنفوس الكئيبة.‏ وهذه المسؤولية ادركتها الهيئة المسيحية العصرية منذ زمن بعيد في سنة ١٩٠٣،‏ لأن برج المراقبة قالت آنذاك عن النفوس الكئيبة،‏ او ذوي القلوب الواهنة:‏ «ان ذوي القلوب الواهنة والضعفاء يحتاجون الى العون والدعم والتشجيع.‏» ولكن كيف يمكنكم ان تساعدوا النفوس الكئيبة؟‏

      اولا،‏ بإظهار ‹الحس الواحد› قد تتمكَّنون من مساعدة المكتئب على كشف «الغم» في قلبه.‏ وبعد ذلك فإن «الكلمة الطيبة» منكم قد تساعده ان يفرح.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٨؛‏ امثال ١٢:‏٢٥‏)‏ ومجرد جعله يتكلَّم بحرية ويشعر باهتمامكم قد يجلب الكثير من الراحة.‏ «كانت لي صديقتان يمكنني حقا ان اسكب لهما قلبي،‏» اوضحت ماري،‏ مسيحية عزباء صارعت الكآ‌بة.‏ «كنت احتاج الى احد يصغي.‏» وأن يكون للمرء احد يشاركه في الافكار الاعمق بشأن ضيقات الحياة يمكن ان يعني الكثير جدا.‏

      ولكن،‏ يلزم اكثر من مجرد الاصغاء وإعطاء نصيحة سطحية مثل،‏ «انظرْ الى الجانب المشرق من الحياة» او،‏ «فكِّرْ بطريقة ايجابية.‏» ان عبارات كهذه يمكن ان تنمّ عن نقص في التقمُّص العاطفي وتكون كليا في غير محلها عندما يكون الشخص الآخر مكتئبا،‏ كما تشير ايضا امثال ٢٥:‏٢٠ بالقول:‏ «كنزع الثوب في يوم البرد .‏ .‏ .‏ مَن يغنّي اغاني لقلب كئيب.‏» والملاحظات التفاؤلية على نحو غير واقعي قد تترك الفرد المكتئب يشعر بالانزعاج اكثر ايضا.‏ ولماذا؟‏ لأن جهودا كهذه لا تنصبّ في اسباب كآ‌بته.‏

      شدِّدوا بالكلام

      يشعر الشخص المكتئب اكتئابا شديدا ليس بمجرد الحزن بل على الارجح بعدم الجدارة وأنه بلا رجاء.‏ والكلمة اليونانية المترجمة «النفوس الكئيبة» تعني حرفيا «صغار النفوس.‏» ويعرِّف عالِم يوناني الكلمة بهذه الطريقة:‏ «مَن يرزح تحت مشقَّة كبيرة بحيث يخور قلبه فيه.‏» وهكذا تجفّ موارده العاطفية،‏ ويضعف اعتباره للذات.‏ —‏ قارنوا امثال ١٧:‏٢٢‏.‏

      والأب الجليل ايوب قال:‏ «كنت أُشدِّدكم بفمي.‏» (‏ايوب ١٦:‏٥‏)‏ والكلمة العبرانية التي تقابل «أُشدِّد» تُنقل احيانا الى «أيَّد» او ‹مكَّن.‏› وتُستعمل لتصف كيف ‹ثُبِّت› الهيكل بواسطة ترميمات إنشائية.‏ (‏اشعياء ٤١:‏١٠؛‏ ناحوم ٢:‏١؛‏ ٢ أخبار الايام ٢٤:‏١٣‏)‏ وكلماتكم يجب بمهارة ان تعيد بناء اعتبار الذات لدى الشخص المكتئب،‏ طوبة طوبة،‏ اذا جاز التعبير.‏ وفعل ذلك يتطلَّب مناشدة ‹قوة العقل› لديه.‏ (‏رومية ١٢:‏١‏،‏ ع‌ج)‏ وعدد برج المراقبة لسنة ١٩٠٣ المشار اليه آنفا قال عن المكتئبين:‏ «اذ ينقصهم .‏ .‏ .‏ اعتبار الذات يلزم دفعهم قليلا الى الامام،‏ بغية ابراز اية مواهب يمتلكونها حقا،‏ من اجل تشجُّعهم ومن اجل البركة ايضا لكامل اهل الايمان.‏»‏

      ومثال الكتاب المقدس لألقانة وزوجته المكتئبة حنّة يوضح كيف يمكنكم ان تشدِّدوا بالكلام،‏ كما فعل ايوب.‏ فقد كانت لألقانة زوجتان.‏ وكان لإحداهما،‏ فننّة،‏ عدة اولاد،‏ وأمّا حنّة فكانت عاقرا.‏ وعلى الارجح،‏ اعتبرت حنّة نفسها عديمة الجدارة.‏ (‏قارنوا تكوين ٣٠:‏١‏.‏)‏ وكأنّ هذا العبء لم يكن ثقيلا كفاية،‏ فقد كانت فننّة تغيظها الى حدّ انها انفجرت بالبكاء وفقدت شهيتها.‏ ومع ان ألقانة لم يكن يدرك عمق كربها،‏ فإذ رأى حالتها سأل:‏ «يا حنّة لماذا تبكين ولماذا لا تأكلين ولماذا يكتئب قلبك.‏» —‏ ١ صموئيل ١:‏١-‏٨‏.‏

      ان اسئلة ألقانة اللطيفة غير الاتِّهامية منحت حنّة الفرصة لتعبِّر عن مشاعرها بالكلام.‏ وسواء اجابت او لم تجب،‏ فقد جرت مساعدتها على تحليل سبب شعورها على الارجح بعدم الجدارة.‏ وهكذا،‏ ايضا،‏ قد تقول نفس كئيبة،‏ ‹انني مجرد شخص رديء.‏› فيمكنكم ان تسألوا،‏ ‹لماذا تشعر هكذا؟‏› ثم أصغوا بانتباه فيما يفضي اليكم بما يشعر به في قلبه.‏ —‏ قارنوا امثال ٢٠:‏٥‏.‏

      لقد طرح ألقانة بعدئذ على حنّة هذا السؤال المشدِّد:‏ «أمَا انا خير لك من عشرة بنين»؟‏ فجرى تذكير حنّة بمودَّته لها،‏ على الرغم من عقرها.‏ لقد اعتبرها عزيزة،‏ وكان يمكنها ان تستنتج بالتالي:‏ ‹حسنا،‏ لست عديمة الجدارة الى هذا الحدّ على الرغم من كل شيء.‏ فلديَّ حقا محبة زوجي العميقة!‏› فكلماته مكَّنت حنّة،‏ لأنها بدأت تأكل وذهبت الى الهيكل.‏ —‏ ١ صموئيل ١:‏٨،‏ ٩‏.‏

      وكما اتَّصف ألقانة بالتحديد ولفتَ انتباه زوجته الى سبب منطقي لكي تشعر شعورا افضل ازاء نفسها،‏ كذلك يجب ان يفعل اولئك الذين يرغبون في مساعدة الاشخاص المكتئبين.‏ مثلا،‏ قالت مسيحية اسمها نعمي ما يلي عمّا ساعدها على استعادة فرحها:‏ «بعض الاصدقاء اثنوا على الطريقة التي ربَّيت بها ابني،‏ الطريقة التي كنت بها ادبِّر منزلي،‏ وحتى الطريقة التي حافظت بها على مظهري على الرغم من كآ‌بتي.‏ وهذا التشجيع عنى الكثير جدا!‏» نعم،‏ ان المدح المستحَقّ يساعد النفس الكئيبة على رؤية صفاته او صفاتها الحسنة وصنع التقييم اللائق للقيمة الذاتية.‏

      وإذا كانت زوجتكم مكتئبة فلِمَ لا تسعون الى بنائها انسجاما مع كلمات الامثال ٣١:‏٢٨،‏ ٢٩‏؟‏ هنا نقرأ:‏ «زوجها ايضا فيمدحها،‏ بنات كثيرات عملن فضلا أمّا انت ففقت عليهن جميعا.‏» ومع ذلك،‏ فإن الزوجة المكتئبة ربَّما لا ترضى بتقدير كهذا،‏ لأنها قد تشعر انها فاشلة بسبب كونها عاجزة عن الاعتناء بالواجبات البيتية كما تعتقد انها يجب ان تفعل.‏ ولكن،‏ بتذكيركم اياها بالمرأة التي هي عليها في الداخل،‏ وبما كانت عليه قبل اختبار الكآ‌بة،‏ قد تتمكَّنون من اقناعها بأن مدحكم ليس إطراء فارغا.‏ ويمكن ايضا ان تعترفوا بأن ما تفعله الآن يدل على جهد فائق.‏ ويمكنكم ان تقولوا:‏ ‹أعرف ما تطلَّبه منكِ فعل ذلك.‏ كم تستحقين الثناء لأنك تبذلين مثل هذا الجهد الكبير!‏› فنيل استحسان ومدح رفيق المرء وأولاده،‏ اولئك الذين يعرفون المرء على النحو الافضل،‏ هو حيوي لإعادة بناء اعتبار الذات.‏ —‏ قارنوا ١ كورنثوس ٧:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

      واستعمال امثلة الكتاب المقدس يمكن ان يساعد الشخص المكتئب على رؤية اية تغييرات في التفكير قد تكون ضرورية.‏ مثلا،‏ لربَّما كان الفرد حسّاسا اكثر من اللازم لآراء الآخرين.‏ فيمكن ان تناقشوا مثال أبفرودِتُس وتسألوا:‏ ‹لماذا تعتقد انه صار مغموما عندما علم ان جماعته المحلية سمعت بمرضه؟‏ هل كان فاشلا حقا؟‏ لماذا قال بولس بأن يكرِّموه؟‏ هل كانت قيمة أبفرودِتُس الحقيقية كشخص تعتمد على امتياز الخدمة الذي يملكه؟‏› ان اسئلة كهذه يمكن ان تساعد المسيحي المكتئب على صنع التطبيق الشخصي والادراك انه ليس فاشلا.‏

      ‏«أَسندوا الضعفاء»‏

      يحثّ الكتاب المقدس:‏ «أَسندوا الضعفاء.‏» (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ ان وجود شبكة من الاصدقاء المسيحيين الذين يمكنهم ان يزوِّدوا العناية العملية هو حسنة اخرى للدين الحقيقي.‏ فالاصدقاء الحقيقيون هم اولئك ‹المولودون للشدة،‏› وهم يلتصقون حقا بالشخص المكتئب.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ فعندما شعر الرسول بولس بأنه «(‏مطروح)‏» وكانت لديه «من داخل مخاوف» تعزَّى «بمجيء تيطس.‏» (‏٢ كورنثوس ٧:‏٥،‏ ٦‏)‏ وبشكل مماثل،‏ فإن الزيارات والمكالمات الهاتفية الودية في الاوقات الملائمة تقدِّرها النفوس الكئيبة على الارجح تقديرا عميقا.‏ ويمكن ان تسألوا عمّا اذا كانت هنالك اية طريقة يمكنكم بها ان تقدِّموا المساعدة العملية،‏ كالقيام بالخدمات،‏ انجاز الاعمال المنزلية،‏ او ما شابه ذلك.‏a تقول مسيحية اسمها ماريّا:‏ «عندما كنت مكتئبة كتبت إليَّ صديقة عدة مرات وشملت دائما آيات مشجِّعة.‏ كنت اقرأ الرسالة تكرارا،‏ وأبكي وأنا اقرأها.‏ لقد كانت رسائل كهذه كالذهب بالنسبة إليَّ.‏»‏

      بعد تشجيع الجماعة على مساعدة «النفوس الكئيبة» يقول بولس:‏ «تأنَّوا على الجميع.‏ انظروا ان لا يجازي احد احدا عن شر بشر.‏» (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج،‏ ١٥‏)‏ فالصبر حيوي لأنه بسبب الألم العقلي،‏ التفكير السلبي،‏ والإعياء من قلة النوم،‏ قد يجيب الشخص المكتئب بـ‍ ‹لغو في الكلام،‏› كما فعل ايوب.‏ (‏ايوب ٦:‏٢،‏ ٣‏)‏ وراشيل،‏ مسيحية صارت امها مكتئبة على نحو خطير،‏ صرَّحت:‏ «مرات كثيرة كانت امي تقول شيئا بغيضا جدا.‏ وفي معظم هذه المرات كنت احاول ان اذكِّر نفسي بنوع الشخص الذي امي عليه حقا —‏ مُحِبة،‏ لطيفة،‏ وسخية.‏ وتعلَّمت ان الاشخاص المكتئبين يقولون اشياء كثيرة لا يعنونها.‏ والشيء الأسوأ الذي يمكن ان يفعله المرء هو ان يردّ بكلمات او اعمال شريرة.‏»‏

      ان بعض النساء المسيحيات الناضجات يمكن ان يكنّ على نحو خصوصي في وضع يمكِّنهن من جلب الراحة للنساء الاخريات اللواتي يعانين الكرب العاطفي.‏ (‏قارنوا ١ تيموثاوس ٥:‏٩،‏ ١٠‏.‏)‏ ويمكن لهؤلاء النساء المسيحيات المقتدرات ان يجعلنه هدفا ان يتكلَّمن بمؤاساة الى مثل هؤلاء في مناسبات ملائمة.‏ فأحيانا يكون ملائما اكثر ان تستمر الاخوات المسيحيات الناضجات،‏ لا الاخوة،‏ في مساعدة احدى النساء.‏ وبتنظيم الامور والاشراف عليها بلياقة يمكن للشيوخ المسيحيين ان يتأكَّدوا ان النفس الكئيبة تنال العناية اللازمة.‏

      شيوخ ذوو ألسنة مثقَّفة

      على نحو خصوصي يجب ان يكون لدى الرعاة الروحيين «المعرفة والفهم» حتى ‹يعرفوا كيف يتكلَّمون لتشجيع المرهقين.‏» (‏ارميا ٣:‏١٥؛‏ اشعياء ٥٠:‏٤‏،‏ بيك‏)‏ أمّا اذا لم يكن الشيخ حذرا فيمكن عن غير قصد ان يجعل الشخص المكتئب يشعر انه اسوأ حالا.‏ مثلا،‏ من المفروض ان اصحاب ايوب الثلاثة ذهبوا «ليرْثوا له ويُعزّوه.‏» ولكنّ كلماتهم،‏ اذ دفعتها نظرة خاطئة الى ورطة ايوب،‏ عملت على ‹سحقه› بدلا من تعزيته.‏ —‏ ايوب ٢:‏١١؛‏ ٨:‏١،‏ ٥،‏ ٦؛‏ ١١:‏١،‏ ١٣-‏١٩؛‏ ١٩:‏٢‏.‏

      وقد اوجزت مقالات مختلفة في مطبوعات برج المراقبة المبادئ التي يمكن تطبيقها في تقديم المشورة للافراد.‏b ومعظم الشيوخ طبَّقوا مواد كهذه.‏ ومع ذلك،‏ كانت العبارات العديمة التفكير من قبل الشيوخ في بعض الحالات —‏ إمّا على صعيد شخصي او في الخطابات —‏ مؤذية جدا.‏ فلا «يهذر [الشيوخ] مثل طعن السيف» بل ليتكلَّموا ‹بلسان الحكماء الشافي.‏› (‏امثال ١٢:‏١٨‏)‏ وإذا فكَّر الشيخ في الوقع المحتمل لملاحظاته قبل ان يتكلَّم يمكن ان تكون كلماته ملطِّفة.‏ لذلك،‏ ايها الشيوخ،‏ كونوا مسرعين في الاستماع مبطئين في تكوين الاستنتاجات دون حيازة كامل الصورة.‏ —‏ امثال ١٨:‏١٣‏.‏

      عندما يهتم الشيوخ اهتماما اصيلا بالاشخاص المكتئبين يشعر افراد كهؤلاء بأنهم محبوبون ومقدَّرون.‏ ومثل هذه العناية غير الانانية قد تدفع اولئك الافراد الى التغاضي عن اية ملاحظات مثبِّطة.‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ والاشخاص المكتئبون غالبا ما يغمرهم الشعور بالذنب،‏ ويمكن للشيوخ ان يساعدوهم على نيل نظرة متزنة الى الامور.‏ وحتى عندما تُرتكب خطية خطيرة يمكن للعناية الروحية التي يزوِّدها الشيوخ ان تساعد على ‹شفاء الاعرج.‏› —‏ عبرانيين ١٢:‏١٣‏.‏

      وعندما يشعر الاشخاص المكتئبون بأن صلواتهم عديمة الفعالية يمكن للشيوخ ان يصلّوا معهم ولأجلهم.‏ وإذ يقرأون معهم المقالات المؤسَّسة على الكتاب المقدس التي تعالج الكآ‌بة يمكن للشيوخ ان ‹يدهنوا› هؤلاء الافراد بالكلمات الروحية الملطِّفة.‏ (‏يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ويمكن للشيوخ ايضا ان يساعدوا المكتئب على اتِّخاذ الخطوات المؤسَّسة على الاسفار المقدسة لحلّ اية خلافات شخصية قد تكون لديه او لديها مع شخص ما،‏ اذا كانت هذه مشكلة.‏ (‏قارنوا متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١٨:‏١٥-‏١٧‏.‏)‏ فمثل هذه النزاعات،‏ وخصوصا في العائلة،‏ غالبا ما تكون مصدرا للكآ‌بة.‏

      أدركوا ان التعافي يتطلَّب الوقت.‏ فحتى جهود ألقانة الحبية لم تُرِحْ حنّة فورا من كآ‌بتها.‏ وصلواتها بالاضافة الى طمأنات رئيس الكهنة قادت اخيرا الى الراحة.‏ (‏١ صموئيل ١:‏١٢-‏١٨‏)‏ لذلك،‏ تحلَّوا بالصبر اذا كان هنالك تجاوب بطيء.‏ وطبعا،‏ ان الشيوخ عموما ليسوا اطباء وقد يجدون بالتالي ان جهودهم محدودة في بعض الحالات.‏ ومع اعضاء عائلة الشخص المكتئب قد يلزمهم ان يشجِّعوا ذلك الشخص على طلب المساعدة الاختصاصية.‏ وإذا كان ضروريا،‏ يمكن للشيوخ او اعضاء العائلة ان يشرحوا بوضوح لأي اختصاصي اهمية احترام القناعات الدينية للمكتئب.‏

      وإلى ان يأتي عالم اللّٰه الجديد،‏ لن تكون لأحد صحة جسدية او عقلية او عاطفية كاملة.‏ وفي هذه الاثناء،‏ يمكن للمسيحي الذي يخسر فرحه بسبب الكآ‌بة ان يستمدّ القوة ليس فقط من الجماعة المسيحية بل ايضا من ابينا السماوي «الذي يعزّي المكتئبين.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٧:‏٦‏،‏ الترجمة الاميركية القانونية الجديدة.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظروا المقالة «قهر الكآ‌بة —‏ كيف يمكن للآخرين ان يساعدوا» في استيقظ!‏ عدد ٨ تشرين الثاني ١٩٨٧،‏ الصفحات ١٢-‏١٦،‏ بالانكليزية.‏

      b انظروا المقالتين «لسان مثقف —‏ ‹لتشجيع المرهقين›» في برج المراقبة عدد ١ كانون الثاني ١٩٨٣،‏ و «‹كلمات روحية› للمتألمين عقليا» في عدد ١٥ تشرين الثاني ١٩٨٨.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٩]‏

      كيف تتكلَّمون بمؤاساة

      ◻ أصغوا باعتناء —‏ بأسئلة فطينة ‹استقوا› المشاعر من قلب الشخص.‏ كونوا مسرعين في الاستماع ومبطئين في الوصول الى الاستنتاجات قبل حيازتكم كامل الصورة.‏ —‏ امثال ٢٠:‏٥؛‏ ١٨:‏١٣‏.‏

      ◻ أظهروا التقمُّص العاطفي —‏ ‹الحس الواحد› يجب ان يقترن بكونكم «مشفقين» فيما تحاولون ان تشاركوا المكتئب عاطفيا.‏ ‹ابكوا مع الباكي.‏› —‏ ١ بطرس ٣:‏٨؛‏ رومية ١٢:‏١٥‏.‏

      ◻ تأنَّوا —‏ قد يتطلَّب الامر مناقشات متكرِّرة،‏ لذلك تحلَّوا بالصبر.‏ تغاضوا عن ‹اللغو في الكلام› الذي قد يتكلَّم به المكتئب بسبب الخيبة.‏ —‏ ايوب ٦:‏٣‏.‏

      ◻ شدِّدوا بالكلام —‏ ساعدوا المكتئب على رؤية صفاته او صفاتها الحسنة.‏ قدِّموا ثناء محدَّدا.‏ أظهروا ان المشاكل،‏ الاختبارات الرديئة الماضية،‏ او النقائص لا تحدِّد قيمة المرء الشخصية.‏ اشرحوا لماذا يحبه او يحبها اللّٰه ويهتم به او بها.‏ —‏ ايوب ١٦:‏٥‏.‏

  • نظرة ثاقبة الى الاخبار
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • نظرة ثاقبة الى الاخبار

      دافع اناني

      بعد وقت قصير من تولّيه السلطة في سنة ١٩٣٣ فاوض الزعيم النازي ادولف هتلر الكنيسة الكاثوليكية في اتفاقية.‏ وهذه الاتفاقية اعطت هتلر الحق في نقض تعيين الاساقفة الالمان مقابل امتيازات معيَّنة تُمنح للكنيسة.‏ ولكن ايّ الفئتين كانت ستستفيد اكثر؟‏ تعطي دائرة معارف كاثوليكية فرنسية جديدة جوابا مباشرا عن هذا السؤال.‏

      ‏«ان البابا پيوس الحادي عشر نفسه .‏ .‏ .‏ اعتبر ضمان سلامة الكنيسة الالمانية بواسطة اتفاقية امرا اساسيا على نحو مطلق.‏ وجرى التفاوض في هذا بين نيسان وتموز سنة ١٩٣٣.‏ ومع انها شكليا اعطت الكنيسة الكاثوليكية حظوة فقد كانت هذه الاتفاقية في الواقع نجاحا لهتلر،‏ اذ انها منحت الاعتراف بنظام حكمه.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بما ان هتلر كان ينقضها باستمرار،‏ اتُّهم البابا بتسكين الضمائر الكاثوليكية وتجريد الاساقفة من السلاح بعقد صفقة غبي.‏»‏

      واليوم،‏ وخصوصا في فرنسا وألمانيا،‏ تُنتقد على الكنيسة الكاثوليكية علانية مسايرات هيئتها الكهنوتية خلال نظام الحكم النازي.‏ ان هذه المشاكل تتطوَّر عندما يفشل قادة الكنيسة في الالتفات الى كلمات ومثال يسوع المسيح الذي قال عن أتباعه الحقيقيين:‏ «ليسوا من العالم كما اني انا لست من العالم.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٦‏)‏ صحيح ان مسايرات كهذه من قِبَل قادة الكنيسة تملَّقت العنصر السياسي لنيل الحظوة،‏ ولكن ماذا فعل ذلك بعلاقتهم باللّٰه؟‏ عندما كتب الى الرفقاء المسيحيين حذَّر يعقوبُ تلميذُ يسوع:‏ «(‏صداقة)‏ العالم عداوة للّٰه.‏» —‏ يعقوب ٤:‏٤‏.‏

      خاسرو اليانصيب

      ان ارجحيات ربحكم اليانصيب هي بنسبة واحد الى ١٤ مليونا تقريبا.‏ ومع ذلك،‏ يشترك ملايين الناس قانونيا في ألعاب اليانصيب التي ترعاها الحكومة،‏ تذكر ذا ڠلوب آند ميل،‏ صحيفة كندية.‏ ويُظهر البحث ان ألعاب اليانصيب ليست لها جاذبية سوى أمل ربح الجائزة الكبرى،‏ التي غالبا ما يدعمها الاعلان الذي يركِّز «على الجائزة وعلى مخاطر الفشل في شراء بطاقة.‏» وبما ان هدف اليانصيب هو تحقيق الارباح وإنتاج رابحين قليلين،‏ فإن الذين يجري برعايتهم يصنعون اعلانات يومية «بأمل ان تتأسَّس عادات شراء.‏»‏

      وهل ينجح ذلك؟‏ نعم!‏ وإذ يخبر في مجلة الصحة الاميركية عن زيادة المقامرة بين اليفعة يشير الدكتور ديوراند جاكوبس الى ألعاب اليانصيب بصفتها مقدِّمتهم الى المقامرة «لأنها رخيصة،‏ سهلة المنال وتُروَّج بصفتها مقبولة.‏» ويضيف:‏ «اليانصيب هو الاغواء القوي الذي يقود المراهقين الى اشكال اخرى من مسلك المقامرة الخطير.‏» وأحد المراجع الكندية في المقامرة القَهْرية يذكر:‏ «ان كل مَن يحاول ان يقول لكم ان ألعاب اليانصيب ليست مقامرة إما انه يتظاهر بالغباوة او انه غبي.‏ .‏ .‏ .‏ فنحن ننفق مئات ملايين الدولارات على ألعاب اليانصيب بأمل ربح شيء ما.‏ انها مقامرة.‏»‏

      تروِّج ألعاب اليانصيب محبة المال.‏ والدكتور مارڤين ستينبرڠ،‏ رئيس «مجلس كونكتيكت للمقامرة القَهْرية،‏» لاحظ ان المقامرين اليفعة الذين يعانون المشكلة يستعملون اموال غدائهم،‏ يسرقون المال،‏ وحتى ينشلون من الدكاكين ليدعموا عادتهم في المقامرة.‏ وصحيحة حقا هي كلمات الرسول بولس:‏ «محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم .‏ .‏ .‏ طعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة