-
داوموا على بناء احدكم الآخربرج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ آب (اغسطس)
-
-
اللّٰه التي بينهم› يريدون ان يفعلوا كما اوجز بطرس، اي ان لا ‹يسودوا على الانصبة.› (١ بطرس ٥:٢، ٣) وفي اثناء عملهم الحبي، قد تنشأ اسئلة حول امور يمكن ان تكون هنالك فيها تفضيلات مختلفة. فربما يكون عادةً محليةً الوقوفُ لقراءة الفقرات خلال درس برج المراقبة. وربما تعالَج ترتيبات الفرق لخدمة الحقل وتفاصيل اخرى كثيرة تتعلق بالخدمة نفسها وفقا لعادة معيَّنة. ولكن هل هي كارثة اذا كانت لدى الشخص طريقة مختلفة قليلا؟ يرغب النظار المحبُّون ان تكون ‹الاشياء بلياقة وبحسب ترتيب،› التعبير الذي استعمله بولس في ما يتعلق بالمواهب العجائبية. ولكنَّ القرينة تظهر ان اهتمام بولس الرئيسي كان «بنيان الجماعة.» (١ كورنثوس ١٤:١٢، عج، ٤٠) ولم يُظهر ايّ ميل الى وضع عدد لامتناهٍ من القواعد، كما لو كان التماثل المطلق او الفعالية التامة هدفه الرئيسي. لقد كتب: «اعطانا اياه [السلطان] الرب لبنيانكم لا لهدمكم.» — ٢ كورنثوس ١٠:٨.
٢٣ ما هي بعض الطرائق التي بها يمكن ان نقتدي بمثال بولس لبنيان الآخرين؟
٢٣ عمل بولس دون شك على بناء الآخرين بالكلام الايجابي والمشجع. وعوضا عن مرافقة مجرد فئة صغيرة من الاصدقاء، بذل جهدا اضافيا لزيارة اخوة واخوات كثيرين، الاقوياء روحيا واولئك الذين احتاجوا خصوصا الى ان يُبنَوا. وشدَّد على المحبة — بدلا من القواعد — لأن «المحبة تبني.» — ١ كورنثوس ٨:١.
-
-
التسلية الاجتماعية — تمتعوا بالفوائد، تجنبوا الاشراكبرج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ آب (اغسطس)
-
-
التسلية الاجتماعية — تمتعوا بالفوائد، تجنبوا الاشراك
«ليس للانسان خير من ان يأكل ويشرب ويُري نفسه خيرا في تعبه.» — جامعة ٢:٢٤.
١ بأية طرائق يساعد ارشاد اللّٰه شعبه في ما يتعلق بالتسلية؟
يجلب ارشاد يهوه لخدامه منافع كثيرة. ويمكننا ان نرى ذلك في عالم التسلية. فتوجيهه يساعد المسيحيين على تجنب حالات التطرف في ايٍّ من طرفَي وجهات النظر. وبعض المتديِّنين، الذين يصرُّون على التزمُّت في اللباس والسلوك، يعتبرون تقريبا اية متعة خاطئةً. ومن ناحية اخرى، يتَّبع معظم الناس الملذَّات حتى وإن تعارضت هذه مع شرائع يهوه ومبادئه. — رومية ١:٢٤-٢٧؛ ١٣:١٣، ١٤؛ افسس ٤:١٧-١٩.
٢ ماذا اعطى الدلالة الباكرة على نظرة اللّٰه الى التسلية؟
٢ ولكن، ماذا عن شعب اللّٰه؟ ان كثيرين ممن يبدأون بدرس الكتاب المقدس يدهشهم ان يعلموا ان اللّٰه في الواقع خلق البشر بالقدرة على التمتع بالحياة. وقد اعطى ابوينا الاولين عملا للقيام به — ولكن ليس الكدح المسبِّب للكآبة الذي يسم حياة معظم البشر الناقصين. (تكوين ١:٢٨-٣٠) فكروا في الطرائق المفيدة الكثيرة التي بها يمكن لجميع الذين يعيشون في فردوس ارضي ان يجدوا المتعة. وتصوَّروا فرحهم في مراقبة الحيوانات البرية التي لا تقدِّم ايَّ تهديد وتنوُّع الحيوانات الاليفة التي يمكن ان تكون جزءا من الحياة اليومية! ويا للوجبات التي يحصلون عليها من «كل شجرة شهية للنظر وجيدة للاكل»! — تكوين ٢:٩؛ جامعة ٢:٢٤.
٣-٥ (أ) اي قصد يجب ان تخدمه التسلية؟ (ب) لماذا يمكننا ان نكون على يقين من ان اللّٰه لم يمنع الاسرائيليين من ان يجدوا المتعة؟
٣ ان هذه النشاطات، في الواقع، يمكن ان يُنظر اليها كتسلية، يكون القصد منها في الفردوس كما هو الآن: انعاش وتجديد المرء حيويته من اجل نشاطات (عمل) مثمرة اضافية. وعندما تنجز التسلية ذلك، تكون مفيدة. فهل يعني ذلك ان العبَّاد الحقيقيين يمكن ان يفسحوا المجال في حياتهم للتسلية حتى وإن كانوا غير عائشين بعدُ في الفردوس؟ نعم. يقول بصيرة في الاسفار المقدسة عن التسلية بين شعب يهوه القديم:
٤ «ان وسائل تسلية ولهو الاسرائيليين ليست موصوفة بشكل بارز في سجل الكتاب المقدس. غير انه يُظهر انها كانت تُعتبر لائقة ومرغوبا فيها على السواء عندما تكون منسجمة مع المبادئ الدينية للامة. وكانت اشكالُ الاستجمام الرئيسية العزفَ على الآلات الموسيقية، الغناء، الرقص، المحادثة، بالاضافة الى بعض الالعاب. وكان طرح الاحاجي والاسئلة الصعبة يُمنح اعتبارا كبيرا. — قضاة ١٤:١٢.» — المجلد ١، الصفحة ١٠٢.
٥ وعندما رجع داود منتصرا، استخدمت النساء العبرانيات مثلَّثات ودفوفا فيما كنَّ يحتفلن (بالعبرانية، ساحَق). (١ صموئيل ١٨:٦، ٧، عج) والكلمة العبرانية تعني من حيث الاساس «يضحك،» وتتكلم بعض الترجمات عن ‹نساء مبتهجات.› (باينتون، رذرهام، الترجمة الانكليزية الجديدة) وفيما كان تابوت العهد يُنقل، كان «داود وكل بيت اسرائيل (يحتفلون) امام الرب بكل انواع الآلات.» وكانت لدى ميكال، زوجة داود، نظرة غير متزنة، لأنها عارضت اشتراك داود في النشاطات المسلِّية. (٢ صموئيل ٦:٥، ١٤-٢٠) وأنبأ اللّٰه مسبقا بأن المسبيين الراجعين من بابل سيشتركون في نشاطات مفرحة مماثلة. — ارميا ٣٠:١٨، ١٩؛ ٣١:٤؛ قارنوا مزمور ١٢٦:٢.
٦ كيف تساعدنا الاسفار اليونانية المسيحية في نظرتنا الى التسلية؟
٦ ونحن ايضا يجب ان نسعى الى الكينونة متَّزنين بشأن التسلية. فهل ندرك، مثلا، ان يسوع لم يكن زاهدا؟ لقد خصَّص الوقت للوجبات المنعشة، مثل ‹الضيافة الكبيرة› التي صنعها لاوي. وعندما انتقد عليه ذوو البر الذاتي الاكلَ والشربَ، رفض يسوع آراءهم وطرائقهم. (لوقا ٥:٢٩-٣١؛ ٧:٣٣-٣٦) وتذكَّروا ايضا انه حضر عرسا وساهم في الاحتفالات على السواء. (يوحنا ٢:١-١٠) ويهوذا اخو يسوع من امه يذكر ان المسيحيين كانت لديهم ‹ولائم مَحَبيَّة،› وهي كما يَظهر وجبات امكن فيها للمعوِزين ان يتمتعوا بالطعام والرفقة الهادئة المسرة. — يهوذا ١٢.
التسلية الاجتماعية في وقتها ومكانها
٧ كيف تشجع كلمة اللّٰه على الاتزان في ما يختص بالتسلية؟
٧ تتكلم الجامعة ١٠:١٩ بطريقة مؤاتية عن ‹وليمة ضحك العمَّال والخمر التي تفرِّح العيش.› لا يبدو ذلك كما لو ان التسلية خطأ او انها ردية على نحو ملازم، أليس كذلك؟ ومع ذلك، يقول السفر عينه: «لكل شيء زمان . . . للبكاء وقت وللضحك وقت. للنوح وقت وللرقص وقت.» (جامعة ٣:١، ٤) نعم، فيما لا يدين التسلية الملائمة، يقدِّم لنا الكتاب المقدس تحذيرات. وتشمل هذه المشورة لابقاء التسلية الاجتماعية في مكانها في ما يتعلق بالوقت والكمية. ويحذرنا ايضا من الفخاخ التي تحدث تكرارا في التجمعات الاجتماعية الكبيرة. — ٢ تيموثاوس ٣:٤.
٨، ٩ لماذا يجب ان تكون للوقت الذي نعيش فيه وتعييننا المعطى من اللّٰه علاقة بالتسلية؟
٨ لاحظنا ان اليهود الراجعين من بابل — الذين كان لديهم الكثير من العمل الشاق للقيام به — كانوا سيشتركون في الاستجمام المفرح. ومع ذلك، قال ارميا في وقت ابكر انه لم ‹يجلس في محفل المازحين مبتهجا.› (ارميا ١٥:١٧) فقد عُيِّن بطريقة الهية لنقل رسالة عقاب وشيك، ولذلك لم يكن ذلك الوقتَ المعيَّن ليبتهج.
٩ والمسيحيون اليوم معيَّنون للمناداة برسالة الرجاء التي للّٰه بالاضافة الى اعلان احكامه على نظام الشيطان الشرير. (اشعياء ٦١:١-٣؛ اعمال ١٧:٣٠، ٣١) وهكذا يتبيَّن انه لا ينبغي لنا ان نسمح للتسلية بأن تصير بارزة في حياتنا. ويمكننا ان نوضح النقطة بمقدار ضئيل من الملح او تابل خصوصي يحسِّن نكهة الطعام. فهل تصبُّون التابل بكميات كبيرة بحيث يطغى ايضا على الطعام؟ في الحقيقة، لا. وانسجاما مع كلمات يسوع في يوحنا ٤:٣٤ ومتى ٦:٣٣، يجب ان يكون اهتمامنا الرئيسي — طعامنا — فعل مشيئة اللّٰه. وهكذا يصير استجمامنا كالتابل. يجب ان ينعش ويحسِّن، لا ان ينهك ويهدّ.
١٠ لماذا يجب علينا جميعا ان نعيد فحص تسليتنا في ما يتعلق بالوقت؟
١٠ ولكن، توقفوا وتأملوا: ألا يقول معظم الناس ان الوقت والانتباه اللذين يعطونهما للتسلية هما معتدلان؟ فلو شعروا بخلاف ذلك، لصنعوا تعديلا. ألا يقترح ذلك ان كلًّا منا يجب ان يتوقف قليلا ويحلِّل جدِّيا، وباخلاص، ايّ مكان تشغله التسلية فعليا في حياتنا؟ هل صارت ربما على نحو خفي بارزة الى حد ما؟ مثلا، هل ندير آليا التلفزيون كلما عدنا الى البيت؟ وهل اتخذنا نمط تخصيص مقدار وافر من الوقت للتسلية كل اسبوع، مثلا، كل جمعة ليلا او سبت ليلا؟ وهل نشعر بأننا مثبَّطون اذا اتى ذلك الوقت وكنا في البيت بدون ايّ استجمام مخطَّط له؟ سؤالان اضافيان: في اليوم الذي يلي تجمُّعا ما او حدثا مماثلا آخر، هل نجد اننا بقينا خارجا حتى وقت متأخر او سافرنا بعيدا بحيث انهكنا التعب، ربما بطاقة مستنزَفة اكثر من ان نشترك في الخدمة المسيحية او ان نعطي مستخدِمنا يوم عمل جيدا؟ اذا كان لتسليتنا احيانا، او في الاغلب، هذا التأثير، فهل تكون حقا لهوا لائقا ومتَّزنا؟ — قارنوا امثال ٢٦:١٧-١٩.
١١ لماذا من الملائم مراجعة طبيعة تسليتنا؟
١١ وقد يكون مستحسنا ايضا ان نراجع طبيعة تسليتنا. فكوننا خداما للّٰه ليس ضمانا ان تسليتنا ملائمة. تأملوا في ما كتبه الرسول بطرس الى المسيحيين الممسوحين: «زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا ارادة الامم سالكين في الدعارة والشهوات وادمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الاوثان المحرَّمة.» (١ بطرس ٤:٣) ولم يكن يهز اصبعه، اذا جاز القول، متَّهما اخوته بالاقتداء بما يفعله الذين هم في العالم. ولكنَّ التيقظ حيوي للمسيحيين (آنذاك والآن) لأن المرء يمكن ان يقع بسهولة فريسة التسلية المؤذية. — ١ بطرس ١:٢؛ ٢:١؛ ٤:٧؛ ٢ بطرس ٢:١٣.
كونوا متيقظين للاشراك
١٢ تبرز بطرس الاولى ٤:٣ اي نوع من الاشراك؟
١٢ لأيّ نوع من الاشراك يجب ان نكون متيقظين؟ حسنا، ذكر بطرس «ادمان الخمر والبطر والمنادمات.» وأوضح معلِّق الماني ان الكلمات اليونانية المستعملة «كانت تنطبق بشكل رئيسي على الشرب الاجتماعي في المأدبة.» وكتب پروفسور سويسري ان هذه الممارسات كانت شائعة في ذلك الوقت: «لا بد ان يلائم الوصف التجمعات المنظَّمة او حتى النوادي المألوفة التي كانت تمارَس فيها النشاطات المخزية.»
١٣ كيف كان استعمال الكحول في التجمعات شركا؟ (اشعياء ٥:١١، ١٢)
١٣ وحيازة المشروبات الكحولية في التجمعات الاجتماعية الكبيرة اوقعت كثيرين في الشرك. وليس الامر كما لو ان الكتاب المقدس يمنع الاستعمال المعتدل لمشروبات كهذه، لأنه لا يفعل ذلك. وكدليل على ذلك، صنع يسوع خمرا في وليمة عرس في قانا. ولا بد انه لم يكن هنالك افراط في الشرب، لأن يسوع يؤيد مشورة اللّٰه لتجنب الكينونة بين شرِّيبي الخمر. (امثال ٢٣:٢٠، ٢١) ولكن تأملوا في هذا التفصيل: قال رئيس الوليمة انه في ولائم اخرى كانت الخمر الجيدة تُقدَّم اولا ‹ومتى سكر الناس، فحينئذ الدُّون.› (يوحنا ٢:١٠) ولذلك كان شائعا ان يسكر اليهود في الاعراس حيث كانت الخمر متوافرة للجميع.
١٤ بأية طرائق يمكن للمضيف المسيحي ان يتغلب على الشرك الذي يمكن ان تقدِّمه المشروبات الكحولية؟
١٤ ووفقا لذلك، قرَّر بعض المضيفين المسيحيين ان يزوِّدوا الخمر، الجعة، والمشروبات الكحولية الاخرى فقط اذا كانوا قادرين ان يشرفوا شخصيا على ما يجري تقديمه للضيوف او استهلاكه من الضيوف. واذا كان الجمع اكبر مما يمكن ان يشرف عليه المضيفُ مباشرة، كالاعراس اليهودية المذكورة، يمكن ان تكون كمية الكحول شركا خطرا. فقد يوجد شخص حارب وتغلب على مشكلة الشرب. ويمكنكم ان تدركوا ان سهولة الحصول العامة غير المضبوطة على الكحول يمكن ان تغريه بالانهماك في الشرب وافساد المناسبة للجميع. وعلَّق ناظر وأب في المانيا ان عائلته تستفيد من المعاشرة المُسرَّة في التجمعات الاجتماعية مع الرفقاء المؤمنين. ولكنه اضاف ان الامكانية للمشاكل صارت اكبر بالتأكيد عندما صارت الجعة متوافرة بسهولة.
١٥ كيف يمكن ان ينجَز الارشاد اللائق في التجمعات الاجتماعية؟
١٥ وكان للعرس في قانا ‹رئيس وليمة.› (يوحنا ٢:٨، تفسيرية) ولا يعني ذلك انه يجب على العائلة التي تدعو جمعا الى بيتها للمشاركة في وجبة طعام او فترة معاشرة ان تعيِّن مشرفا. فالزوج سيكون مسؤولا عن الاشراف على الحدث. ولكن سواء كان الجمع مجرد عائلتين او اكبر الى حد ما، يجب ان يكون واضحا ان شخصا ما مسؤول عما يحدث. ووالدون كثيرون يتحققون ذلك عندما تجري دعوة ابنهم او ابنتهم الى تجمع اجتماعي. فيتصلون بالمضيف ليسألوه عمن سيشرف على المناسبة بأكملها، بما في ذلك الكينونة حاضرا الى نهايتها. والوالدون المسيحيون يعدِّلون ايضا برنامجهم الخاص ليكونوا حاضرين لكي يتمكن الاكبر سنا والاصغر سنا من التمتع بالرفقة المتبادلة.
١٦ ما هي الاعتبارات الملائمة في ما يتعلق بحجم التجمعات؟
١٦ يكتب فرع جمعية برج المراقبة في كندا: «فهم عدد من الشيوخ ان المشورة المتعلقة بتحديد حجم التجمعات الاجتماعية تعني ان التجمعات الكبيرة في استقبالات الاعراس هي انتهاك للمشورة. واستنتجوا انه اذا جرى نصحنا ان نُبقي تجمعاتنا الاجتماعية بحجم صغير سهل الضبط، فمن الخطإ حيازة ٢٠٠ او ٣٠٠ شخص في استقبال العرس.»a وبدلا من الافراط في التشديد على حجم اعتباطي، يجب منح الانتباه الرئيسي للاشراف اللائق، مهما يكن عدد الحضور. وتدل كمية الخمر التي زوَّدها يسوع على ان جمعا كبيرا حضر العرس في قانا، ولكن من الواضح انه جرى الاشراف عليه بصورة ملائمة. ولم تكن الحال هكذا في ولائم اخرى آنذاك؛ فربما كان حجمها عاملا يؤدي الى اشراف غير ملائم. وكلما كان التجمع اكبر كان التحدي اعظم، لأنه يكون اسهل ان يصرَّ الاشخاص الاضعف، الذين يميلون الى الافراط، على ما يطلبون. وفي التجمعات التي لا يجري الاشراف عليها يمكن ان يروِّجوا نشاطات مشكوكا فيها. — ١ كورنثوس ١٠:٦-٨.
١٧ كيف يمكن اظهار الاتزان المسيحي عندما يجري التخطيط لتجمع؟
١٧ ويشمل الاشراف الحسن على التجمع الاجتماعي التخطيط والاستعداد له. ولا يتطلب ذلك ابتكار فكرة جذابة لجعله فريدا او جديرا بالذكر ولكن يقتدي بالحفلات العالمية، كالحفلات الراقصة بملابس متميزة او الحفلات التنكرية. هل يمكنكم ان تتصوَّروا الاسرائيليين الامناء في ارض الموعد يخططون لحفلة حيث يجب على الجميع ان يلبسوا كالوثنيين في مصر او بلد آخر؟ هل كانوا سيخططون لرقص مثير او موسيقى صاخبة ربما كانت شائعة بين الوثنيين؟ وقديما في جبل سيناء، وقعوا في شرك موسيقى ورقص كذاك الذي ربما كان سائدا وشائعا في مصر. ونحن نعرف كيف نظر اللّٰه وخادمه الناضج موسى الى هذه التسلية. (خروج ٣٢:٥، ٦، ١٧-١٩) ولذلك يجب ان يتأمل المضيف او المشرف على حدث اجتماعي في ما اذا كان هنالك ايّ غناء او رقص؛ واذا كان الامر كذلك، يجب ان يتأكد انه منسجم مع المبادئ المسيحية. — ٢ كورنثوس ٦:٣.
١٨، ١٩ اية بصيرة يمكن ان ننالها من دعوة يسوع الى عرس، وكيف يمكن ان نطبق ذلك؟
١٨ وأخيرا، نتذكر ان ‹يسوع وتلاميذه دُعوا الى وليمة العرس.› (يوحنا ٢:٢) ومن المسلَّم به ان الفرد او العائلة المسيحية يمكن ان تزور الآخرين لقضاء وقت مسرّ بناء. ولكن في ما يتعلق بالاحداث الاجتماعية المخطط لها، يظهر الاختبار ان التحديد مقدَّما مَن سيكون هنالك يساعد على تجنب المشاكل. وشدَّد على اهمية ذلك شيخ في تنيسي، الولايات المتحدة الاميركية، ربَّى بنين وبنات هم في الخدمة كامل الوقت. فقبل ان يقبل هو او زوجته الدعوة، او يمنح اولاده اذنا في الحضور، كان يتصل بالمضيف للتأكد من ان الحاضرين محدَّدون مسبقا. فجرت حماية عائلته من الاشراك التي تصيب البعض في التجمعات المفتوحة للجميع، سواء كان ذلك لوجبة، نزهة، او تمرين، كاللعب بالكرة.
١٩ لم يشجع يسوع على دعوة مجرد الاقرباء، الاصدقاء القدماء، او الاشخاص من عمر او وضع اقتصادي مشابه الى التجمع. (لوقا ١٤:١٢-١٤؛ قارنوا ايوب ٣١:١٦-١٩؛ اعمال ٢٠:٧-٩.) فاذا اخترتم بعناية مَن ستدعون، يكون اسهل ان تشملوا مسيحيين بتنوع في الاعمار والظروف المختلفة. (رومية ١٢:١٣؛ عبرانيين ١٣:٢) ويمكن ان يكون قليلون منهم ضعفاء روحيا او جددا يستفيدون من معاشرة المسيحيين الناضجين. — امثال ٢٧:١٧.
التسلية في مكانها
٢٠، ٢١ لماذا يمكن ان يكون للتسلية بشكل ملائم مكان في حياتنا؟
٢٠ يليق بنا كشعب خائف اللّٰه ان نكون مهتمين بتسليتنا ومهتمين بأن يكون ذلك ملائما وأن نكون متَّزنين في مقدار الوقت الذي نستخدمه من اجل ذلك. (افسس ٢:١-٤؛ ٥:١٥-٢٠) وشعر كاتب الجامعة الملهم بهذه الطريقة: «مدحت الفرح لأنه ليس للانسان خير تحت الشمس الا ان يأكل ويشرب ويفرح وهذا يبقى له في تعبه مدة ايام حياته التي يعطيه اللّٰه اياها تحت الشمس.» (جامعة ٨:١٥) ومتع متَّزنة كهذه يمكن ان تنعش الجسم وتساعد على تلافي المشاكل والخيبات التي هي شائعة في النظام الحاضر.
٢١ وللايضاح، كتبت فاتحة نمساوية الى صديقة قديمة: «قمنا بنزهة سارة جدا منذ بضعة ايام. نحو ٥٠ منا انطلقوا الى بحيرة صغيرة قرب فِرْلاخ. قاد الاخ ب — الموكب في شاحنته المقفلة، حاملا ثلاث شوَّايات، كراسي قابلة للطي، طاولات، وطاولة پنڠ پونڠ. لقد تمتعنا بها للغاية. وكان مع احدى الاخوات أكورديون، وكذلك كان هنالك عدد وافر من ترانيم الملكوت. والاخوة، صغارا وكبارا، تمتعوا بالرفقة.» لقد كانت لديها ذكريات عزيزة لاستجمام جرى الاشراف عليه جيدا أُبقي خاليا من الاشراك كالافراط في الشرب او الانحلال الخلقي. — يعقوب ٣:١٧، ١٨.
٢٢ فيما نتمتع بالتسلية الاجتماعية، اي تحذير يجب ان يبقيه كلٌّ منا في مقدِّمة تفكيرنا؟
٢٢ حثَّنا بولس ان نكون منتبهين لئلا نستسلم لرغبات الجسد الناقص، غير صانعين ايضا الخطط التي تعرِّضنا للتجارب. (رومية ١٣:١١-١٤) ويشمل ذلك الخطط للتسلية الاجتماعية. وعندما نطبِّق نصيحته على امر كهذا، نكون قادرين على تجنب الظروف التي قادت البعض الى انكسار السفينة الروحي. (لوقا ٢١:٣٤-٣٦؛ ١ تيموثاوس ١:١٩) وبدلا من ذلك، سنختار بحكمة الاستجمام المفيد الذي يساعدنا على المحافظة على علاقتنا باللّٰه. وهكذا نستفيد من التسلية الاجتماعية التي يمكن ان تُعتبر احدى عطايا اللّٰه الجيدة. — جامعة ٥:١٨.
[الحاشية]
a تضمَّن عدد ١٥ تشرين الثاني ١٩٨٤ من برج المراقبة مشورة متَّزنة في الاعراس وولائم الاعراس. ويمكن للعريس والعروس المقبلَين، والآخرين الذين يساعدونهما ان يراجعوا بشكل مفيد هذه المواد قبل صنع خططهم للعرس.
ماذا تعلَّمنا؟
◻ اية نظرة متَّزنة نجدها في الكتاب المقدس بشأن التمتع بالتسلية الاجتماعية؟
◻ لماذا يجب منح الاعتبار لناحية الوقت وطبيعة التسلية؟
◻ ما هي بعض الامور التي يمكن للمضيف المسيحي ان يفعلها للاحتراز من الاشراك؟
◻ اذا كانت لائقة ومتَّزنة، فماذا يمكن للتسلية ان تنجزه بالنسبة الى المسيحيين؟
[الصورة في الصفحة ١٨]
المضيف او المشرف على التجمع مسؤول ان يتأكد ان الضيوف لا يقعون في شرك
-