-
هل انتم صديق اللّٰه؟ — ما تكشفه صلواتكمبرج المراقبة ١٩٩٧ | ١ تموز (يوليو)
-
-
قدامه. لأنه ان لامتنا قلوبنا فاللّٰه اعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء.»
ولكن لا داعي الى ان نكون يائسين حتى نتمتع بعناية اللّٰه الحبية. فيهوه يهتم بكل ما قد يؤثر في خيرنا الروحي والعاطفي. اجل، لا داعي ابدا الى ان نظن ان مشاعرنا وأفكارنا وهمومنا هي اتفه من ان تُذكَر في الصلاة. (فيلبي ٤:٦) فعندما تكونون مع صديق حميم، هل تناقشون فقط اهم الحوادث في حياتكم؟ ألا تطلعونه ايضا على الاهتمامات البسيطة نسبيا؟ وبطريقة مماثلة، يمكن ان تشعروا بحرية التكلّم الى يهوه عن ايّ وجه من اوجه حياتكم، عالمين انه «يعتني بكم.» — ١ بطرس ٥:٧.
طبعا، لا يُرجَّح ان تدوم الصداقة كثيرا اذا كنتم لا تتكلمون إلا عن نفسكم. وبطريقة مماثلة، لا ينبغي ان تتمحور صلواتنا حول انفسنا. فينبغي ان نعبِّر ايضا عن محبتنا واهتمامنا بيهوه ومصالحه. (متى ٦:٩، ١٠) وليست الصلاة فرصة فقط لطلب المساعدة من اللّٰه بل ايضا للشكر والتسبيح. (مزمور ٣٤:١؛ ٩٥:٢) و‹اخذ المعرفة› بواسطة الدرس الشخصي القانوني سيساعدنا في هذا الصدد، اذ يساهم في تعرُّفنا بيهوه وطرقه بشكل افضل. (يوحنا ١٧:٣، عج) وقد تجدون انه من المساعد خصوصا ان تقرأوا سفر المزامير وتلاحظوا كيف عبَّر خدام امناء آخرون عما في نفسهم ليهوه.
ان صداقة يهوه هبة ثمينة حقا. فلنظهر تقديرنا لها بجعل صلواتنا حميمة، قلبية، وشخصية اكثر. وعندئذٍ سنتمتع بالسعادة التي عبَّر عنها المرنم الملهم، الذي قال: «طوبى للذي تختاره وتقرِّبه.» — مزمور ٦٥:٤.
-
-
اسئلة من القراءبرج المراقبة ١٩٩٧ | ١ تموز (يوليو)
-
-
اسئلة من القراء
فرحنا بدرسنا لمثل يسوع عن الخراف والجداء. وبالنظر الى الفهم الجديد المقدَّم في «برج المراقبة» عدد ١٥ تشرين الاول ١٩٩٥، هل لا يزال بإمكاننا القول ان شهود يهوه يشاركون اليوم في عمل فرز؟
نعم. من الطبيعي ان يتساءل كثيرون عن ذلك لأن متى ٢٥:٣١، ٣٢ تقول: «متى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء.» وقد اظهرت برج المراقبة عدد ١٥ تشرين الاول ١٩٩٥ لماذا تنطبق هاتان الآيتان بعد ابتداء الضيق العظيم. فسيجيء يسوع في مجده مع ملائكته ويجلس على كرسيّ الدينونة. وعندئذ سيفرز الناس. بأيّ معنى؟ بمعنى انه سيصدر احكاما مؤسسة على ما فعله الناس او لم يفعلوه في وقت ابكر.
يمكن ان نشبِّه ذلك بسير اجراء قانوني يمهّد لدعوى قضائية. فالادلّة تتجمَّع خلال فترة طويلة قبل ان تحكم المحكمة وتصدر الحكم. والادلّة المتعلقة بما اذا كان الناس العائشون الآن سيتبيَّن انهم خراف او جداء تتجمَّع منذ وقت طويل. ولا يزال المزيد يتجمَّع. ولكن عندما يجلس يسوع على كرسيّه، ستكون الدعوى كاملة. وسيكون مستعدا لاصدار الحكم. وسيفرَز الناس إما للقطع الابدي او للحياة الابدية.
ولكنَّ الواقع ان فرز الناس للحياة او للموت المذكور في متى ٢٥:٣٢ لا يزال في المستقبل لا يعني انه لا يحدث فرز، او تمييز، قبل ذلك. يذكر الكتاب المقدس في متى الاصحاح ١٣ عملية فرز تحدث في وقت ابكر. ومن المثير للاهتمام ان كتاب متحدين في عبادة الاله الحقيقي الوحيد، الصفحتين ١٧٩-١٨٠، يعالج ذلك تحت عنوان «فرز الناس».a يقول الكتاب: «هنالك ايضا حوادث اخرى ذات مغزى قرنها يسوع بشكل بارز باختتام نظام الاشياء. وأحدها هو فرز ‹بني الملكوت› من ‹بني الشرير.› وتكلم يسوع عن ذلك في مثله عن حقل الحنطة الذي زرعه العدو زوانا مرة اخرى.»
كان الكتاب يشير الى مثل يسوع الموجود في متى ١٣:٢٤-٣٠ والموضَّح في الاعداد ٣٦-٤٣ . لاحظوا في العدد ٣٨ ان بذار الحنطة الجيدة تمثّل بني الملكوت، لكنَّ الزوان يرمز الى بني الشرير. ويظهر العددان ٣٩ و ٤٠ بحسب ترجمة العالم الجديد ان الزوان يُجمع في ‹اختتام نظام الاشياء› — خلال الوقت الذي نعيش فيه الآن. فهم يُفرَزون وأخيرا يُحرَقون، ويُهلَكون.
يتعلق الايضاح بالمسيحيين الممسوحين (الذين في مثل الخراف والجداء يُدعون اخوة يسوع). ومع ذلك، فالنقطة الاساسية واضحة وهي ان فرزا مهما يحدث بالتأكيد خلال وقتنا، اذ يتميز الممسوحون عن المدَّعين المسيحية الذين يتبيَّن انهم «بنو الشرير.»
زوَّد يسوع امثلة اخرى لتمييز او فرز الناس. تذكروا انه قال عن الطريق الواسع الذي يؤدي الى الهلاك: «كثيرون هم الذين يدخلون منه.» (متى ٧:١٣) لم يكن ذلك تعليقا على مجرد النتيجة النهائية. لقد كان تعليقا على تطور مستمر، تماما كما يصحّ الآن في القليلين الذين يجدون الطريق الضيق الذي يؤدي الى الحياة. وتذكروا ايضا انه عندما ارسل يسوع الرسل، قال انهم سيجدون البعض ممن يكونون مستحقين. والآخرون لن يكونوا مستحقين، وكان على الرسل ان ينفضوا غبار ارجلهم ‹شهادة على› اشخاص كهؤلاء. (لوقا ٩:٥) ألا يصحّ ان امرا مماثلا يحدث اليوم فيما ينجز المسيحيون خدمتهم العلنية؟ يتجاوب البعض بشكل جيد، في حين ان آخرين يرفضون الرسالة الالهية التي نحملها.
ذكرت المقالتان في برج المراقبة اللتان تعالجان موضوع الخراف والجداء: «في حين ان الدينونة الموصوفة في المثل هي في المستقبل القريب، يحدث الآن ايضا امر حيوي. فنحن المسيحيين ننهمك في عمل منقذ للحياة، عمل المناداة برسالة تسبِّب تقسيما بين الناس. (متى ١٠:٣٢-٣٩).» في هذا المقطع في متى الاصحاح ١٠، نقرأ قول يسوع ان الصيرورة من أتباعه ستُسبِّب تقسيما — الاب ضدَّ ابنه والابنة ضدَّ امِّها.
اخيرا، يتولى اخوة المسيح الممسوحون بالروح القيادة في الكرازة العالمية برسالة الملكوت. والناس الذين يسمعونها يثبتون ما هم عليه حسب تجاوبهم، بشكل مؤات او غير مؤات. ونحن البشر لا نستطيع، ولا يجب، ان نقول، ‹هذا الشخص خروف؛ ذاك جدي،› بالمعنى المنقول في متى الاصحاح ٢٥. لكنَّ إيصالنا البشارة الى الناس يفسح لهم المجال ليظهروا موقفهم — ما هم عليه وكيف يتجاوبون مع اخوة يسوع. لذلك، كالادلّة المتراكمة لدعوى قضائية، فإن التمييز بين الذين يدعمون اخوة يسوع والذين يرفضون دعمهم يصير واضحا. (ملاخي ٣:١٨) وكما اظهرت برج المراقبة سيجلس يسوع قريبا على كرسيّه ويصدر حكمه، اذ يفرز الناس قضائيا بمعنى نهائي إما للحياة او للقطع.
[الحاشية]
a اصدرته جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك سنة ١٩٨٣.
-