مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لمَ الذعر من الرؤى المتعلقة بنهاية العالم؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • هرمجدون،‏ سيُدمَّر فيها الاشرار،‏ وتتبعها فترة من ألف سنة (‏تُدعى احيانا العصر الالفي)‏ يكون خلالها الشيطان في المهواة ويحكم المسيح الجنس البشري.‏ (‏كشف ١٦:‏١٤،‏ ١٦؛‏ ٢٠:‏١-‏٤‏)‏ في القرون الوسطى،‏ اساء البعض فهم هذه النبوات لأن «القديس» الكاثوليكي اوغسطين (‏٣٥٤-‏٤٣٠ ب‌م)‏ قال ان العصر الالفي ابتدأ عند ولادة المسيح وستليه الدينونة الاخيرة.‏ وكما يظهر لم يُعِر اوغسطين الانتباه للترتيب التاريخي،‏ ولكن عندما اقتربت سنة ١٠٠٠،‏ تعاظم الخوف.‏ يختلف المؤرخون في الرأي حول مدى انتشار هذا الذعر من نهاية العالم في القرون الوسطى.‏ ولكن مهما كان مدى انتشاره،‏ فقد تبيَّن في النهاية طبعا انه ما من مبرِّر له.‏

      على نحو مماثل اليوم،‏ هنالك مخاوف دينية وعلمانية من ان تجلب سنة ٢٠٠٠ او ٢٠٠١ نهاية مروِّعة للعالم.‏ ولكن هل من مبرِّر لهذه المخاوف؟‏ وهل ينبغي ان نخاف ام نرجو الرسالة الموجودة في سفر الكشف،‏ او الأپوكاليپس،‏ للكتاب المقدس؟‏ من فضلكم تابعوا القراءة.‏

  • رؤى سفر الكشف —‏ هل ينبغي ان نخافها ام نرجوها؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • رؤى سفر الكشف —‏ هل ينبغي ان نخافها ام نرجوها؟‏

      ‏«ليست الأپوكاليپس [نهاية العالم] اليوم مجرد وصف مأخوذ من الكتاب المقدس بل صارت امرا يمكن حدوثه».‏ —‏ هاڤيير پيريز دي كويار،‏ الامين العام السابق للامم المتحدة.‏

      ان هذا الاستعمال للكلمة «أپوكاليپس» من قِبَل شخصية بارزة في العالم يعكس كيف يفهمها معظم الناس وكيف يرونها تُستعمل في عناوين الكتب والافلام السينمائية،‏ مقالات المجلات،‏ وتقارير الصحف.‏ وهي تثير في الذهن تصوُّرات عن جائحة كونية.‏ ولكن ماذا تعني حقا كلمة «أپوكاليپس»؟‏ والأهم ايضا،‏ ما هي الرسالة الموجودة في سفر الكتاب المقدس المسمَّى الكشف،‏ او الأپوكاليپس؟‏

      تأتي الكلمة «أپوكاليپس» من التعبير اليوناني الذي يعني «كشف الستار»،‏ او «رفع الحجاب».‏ فما الذي رُفع او كُشف في سفر الكشف للكتاب المقدس؟‏ هل كان حصريا رسالة هلاك،‏ نذيرا بابادة دون ناجين؟‏ سُئل المؤرخ جان ديلومو،‏ وهو عضو في المعهد الفرنسي،‏ عن رأيه في سفر الكشف،‏ فأجاب:‏ «انه سفر تعزية ورجاء.‏ لكنَّ الناس ضخَّموا مضمونه بالتركيز على حوادثه المأساوية».‏

      الكنيسة الباكرة وسفر الكشف

      كيف نظر «المسيحيون» الاولون الى سفر الكشف وإلى الرجاء الذي يوضحه عن حكم المسيح الالفي ‏(‏العصر الالفي)‏ الذي سيسود الارض؟‏ ذكر المؤرِّخ نفسه:‏ «يبدو لي ان مسيحيي القرون القليلة الاولى عامة تبنوا عقيدة العصر الالفي.‏ .‏ .‏ .‏ وبين مسيحيي القرون الاولى الذين آمنوا بالعصر الالفي برز پاپياس،‏ اسقف هيرابوليس في آسيا الصغرى،‏ .‏ .‏ .‏ القديس يوستينوس،‏ الذي وُلد في فلسطين واستُشهد في روما نحو سنة ١٦٥،‏ القديس ايريناوس،‏ اسقف ليون الذي مات سنة ٢٠٢،‏ ترتليانوس الذي مات سنة ٢٢٢،‏ و .‏ .‏ .‏ الكاتب الكبير لَكتنتيوس».‏

      في ما يتعلق بپاپياس،‏ الذي استُشهد كما يُقال في برغامس سنة ١٦١ او ١٦٥ ب‌م،‏ تقول دائرة المعارف الكاثوليكية (‏بالانكليزية)‏:‏ «بدا الاسقف پاپياس من هيرابوليس،‏ وهو تلميذ للقديس يوحنا،‏ مؤيِّدا لعقيدة العصر الالفي.‏ وادَّعى انه حصل على تعاليمه من المعاصرين للرسل،‏ ويروي ايريناوس ان ‹شيوخا› آخرين،‏ كانوا قد رأوا وسمعوا التلميذ يوحنا،‏ تعلَّموا منه الايمان بالعصر الالفي كجزء من تعليم الرب.‏ وعلى حد قول اوسابيوس .‏ .‏ .‏ اكَّد پاپياس في كتابه ان قيامة الموتى ستتبعها الف سنة من ملكوت المسيح الارضي المنظور والمجيد».‏

      ماذا يخبرنا ذلك عن تأثير سفر الكشف،‏ او الأپوكاليپس،‏ في المؤمنين الاولين؟‏ هل اوحى بالخوف ام بالرجاء؟‏ من المثير للاهتمام ان المؤرخين يدعون المسيحيين الاولين بالألفيين،‏ من الكلمتين اليونانيتين خيليا إتِه (‏الف سنة)‏.‏ نعم،‏ عُرف كثيرون منهم بأنهم مؤمنون بحكم المسيح لالف سنة الذي سيجلب احوالا فردوسية على الارض.‏ والمكان الوحيد في الكتاب المقدس الذي يُذكَر فيه الرجاء الالفي بشكل خصوصي هو سفر الكشف،‏ او الأپوكاليپس.‏ (‏٢٠:‏١-‏٧‏)‏ لذلك،‏ بدل ان يخيف سفر الكشف المؤمنين،‏ اعطاهم رجاء رائعا.‏ يكتب سيسيل كادو،‏ پروفسور في تاريخ الكنيسة في أوكسفورد،‏ في كتابه الكنيسة الباكرة والعالم (‏بالانكليزية)‏:‏ «مع ان الافكار الألفية رُفضت اخيرا،‏ فقد أومن بها على نحو واسع في الكنيسة لفترة طويلة،‏ وعلَّمها بعض اكبر الكتَّاب المحترَمين».‏

      لماذا رُفض الرجاء الموجود في سفر الكشف

      نظرا الى الواقع التاريخي الذي لا يُدحَض ان كثيرين من المسيحيين الاوائل،‏ إن لم يكن معظمهم،‏ رجوا حكم المسيح الالفي على ارض فردوسية،‏ كيف ‹رُفضت اخيرا هذه الافكار الألفية›؟‏ كما اشار العالِم روبرت ماونس،‏ جرى بعض النقد المبرَّر لأنه «مع الاسف،‏ سمح كثيرون من المؤمنين بالعصر الالفي لمخيِّلاتهم ان تجمح وفسَّروا فترة الالف سنة تفسيرا فيه كل انواع المغالاة من الناحية المادية والحسية».‏ لكن كان يمكن تصحيح هذه الافكار المتطرِّفة دون رفض الرجاء الحقيقي بالعصر الالفي.‏

      وما يدهش حقا هو الوسائل التي استعملها الخصوم لوضع حد لعقيدة العصر الالفي.‏ يقول ديكسيونير دو تيولوجي كاتوليك (‏بالفرنسية)‏ عن الكاهن الروماني كايوس (‏نهاية القرن الثاني،‏ بداية الثالث)‏ انه «لكي يهزم عقيدة العصر الالفي انكر انكارا تاما صحة سفر الكشف وإنجيل القديس يوحنا».‏ ويذكر ايضا هذا القاموس ان ديونيسيوس،‏ اسقف الاسكندرية في القرن الثالث،‏ كتب مقالة مناهضة لعقيدة العصر الالفي حتى انه،‏ «لكي يمنع المتمسِّكين بهذا الاعتقاد من تأسيس ايمانهم على سفر الكشف للقديس يوحنا،‏ لم يتردَّد في انكار صحته».‏ ان هذه المعارضة الخبيثة لرجاء البركات الالفية على الارض تُظهر بوضوح التأثير الماكر للاهوتيين في ذلك الوقت.‏

      يكتب الپروفسور نورمن كون في كتابه مطاردة العصر الالفي (‏بالانكليزية)‏:‏ «شهد القرن الثالث اول محاولة لرفض الايمان بالعصر الالفي حين بدأ اوريجانس،‏ ربما اكثر لاهوتيي الكنيسة القديمة تأثيرا،‏ يفسِّر الملكوت بصفته حدثا لن يحصل في اي مكان وزمان بل في نفوس المؤمنين فقط».‏ وباعتماد اوريجانس على الفلسفة اليونانية بدل الكتاب المقدس،‏ اضعف الرجاء الرائع ببركات ارضية في ظل الملكوت المسياني جاعلا اياه «حدثا [مبهما].‏ .‏ .‏ في نفوس المؤمنين».‏ كتب الكاتب الكاثوليكي ليون ڠري:‏ «ان التأثير المسيطر للفلسفة اليونانية .‏ .‏ .‏ سبَّب تدريجيا انهيار الافكار الالفية».‏

      ‏«خسرت الكنيسة رسالة رجائها»‏

      كان اوغسطين دون شك ابا الكنيسة الذي بذل قصارى جهده لصهر الفلسفة اليونانية في ما كان في زمنه مجرد مظهر للمسيحية.‏ كان في البداية مؤيِّدا غيورا لعقيدة العصر الالفي،‏ لكنه في النهاية رفض اية فكرة عن حكم الفي مستقبلي للمسيح سيسود الارض.‏ وأعطى سفر الكشف الاصحاح ٢٠ معنى مجازيا محرَّفا.‏

      تقول دائرة المعارف الكاثوليكية‏:‏ «تمسَّك اوغسطين اخيرا بالاعتقاد انه لن يكون هنالك عصر الفي.‏ .‏ .‏ .‏ وهو يقول لنا ان القيامة الاولى،‏ التي يعالجها هذا الاصحاح،‏ تشير الى الولادة الجديدة الروحية بالمعمودية؛‏ وسبت الالف سنة بعد الستة آلاف سنة من التاريخ يشير الى الحياة الابدية بكاملها».‏ وتذكر دائرة المعارف البريطانية الجديدة (‏بالانكليزية)‏:‏ «صارت عقيدة العصر الالفي المجازي التي وضعها اوغسطين العقيدة الرسمية للكنيسة .‏ .‏ .‏ والمُصلِحون الپروتستانت اصحاب التقاليد اللوثرية،‏ الكالڤينية،‏ والانڠليكانية .‏ .‏ .‏ بقوا متمسِّكين بثبات بأفكار اوغسطين».‏ وهكذا حُرم اعضاء كنائس العالم المسيحي من الرجاء الالفي.‏

      وعلاوة على ذلك،‏ بحسب اللاهوتي السويسري فريدريك دي روجمون،‏ «ألحق [اوغسطين] ضررا جسيما بالكنيسة،‏ بإنكار ايمانه الاولي بالحكم الالفي.‏ وبالسلطة الممنوحة له،‏ اباح خطأ حرَمَ الكنيسة من هدفها الارضي».‏ ووافق اللاهوتي الالماني ادولف هارناك على ان رفض الايمان بالعصر الالفي حرم عامة الشعب من «الدين الذي يفهمونه»،‏ مستبدلين «الدين القديم والرجاء القديم» بـ‍ «دين لا يمكنهم ان يفهموه».‏ والكنائس الفارغة في بلدان كثيرة اليوم هي اكبر دليل على ان الناس بحاجة الى دين ورجاء يمكنهم ان يفهموهما.‏

      كتب عالِم الكتاب المقدس جورج بيزلي-‏موري في كتابه نقاط بارزة من سفر الكشف (‏بالانكليزية)‏:‏ «يتحد الكاثوليك والپروتستانت برفض الايمان بالعصر الالفي،‏ وذلك عائد الى حد كبير الى تأثير اوغسطين الهائل من جهة وإلى تبني بدع هذا الايمان من جهة اخرى.‏ وعندما يُسألون ايّ رجاء بديل لديهم للانسان في هذا العالم،‏ يكون الجواب الرسمي:‏ لا رجاء على الاطلاق.‏ فالعالم سيُدمَّر عند مجيء المسيح ليفسح المجال لسماء وهاوية ابديتين حيث يُنسى التاريخ.‏ .‏ .‏ .‏ لقد خسرت الكنيسة رسالة الرجاء التي لها».‏

      الرجاء البديع الموجود في سفر الكشف لا يزال حيا!‏

      ان شهود يهوه مقتنعون من جهتهم بأن الوعود البديعة المتعلقة بالعصر الالفي ستتم.‏ ذكر المؤرِّخ الفرنسي جان دولومو في مقابلة له في برنامج تلفزيوني فرنسي حول موضوع «العام ٢٠٠٠:‏ الخوف من الأپوكاليپس»:‏ «شهود يهوه يتبعون تماما مسلك الايمان بالعصر الالفي،‏ لأنهم يقولون انه قريبا .‏ .‏ .‏ سندخل —‏ طبعا،‏ بعد حدوث جوائح —‏ فترة ٠٠٠‏,١ سنة من السعادة».‏

      هذا تماما ما رآه الرسول يوحنا في رؤيا ووصفه في سفره الكشف،‏ او الأپوكاليپس.‏ لقد كتب:‏ «رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة .‏ .‏ .‏ وسمعت صوتا عاليا من العرش يقول:‏ ‹ها خيمة اللّٰه مع الناس،‏ فسيسكن معهم،‏ وهم يكونون شعوبا له.‏ واللّٰه نفسه يكون معهم.‏ وسيمسح كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏ فالامور السابقة قد زالت›».‏ —‏ كشف ٢١:‏١،‏ ٣،‏ ٤‏.‏

      ينهمك شهود يهوه في عمل تعليمي للكتاب المقدس حول العالم ليمكِّنوا اكبر عدد ممكن من الناس ان يعتنقوا هذا الرجاء.‏ ويُسعدهم ان يساعدوكم على تعلُّم المزيد عنه.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      ادَّعى پاپياس انه حصل على عقيدة العصر الالفي من المعاصرين للرسل مباشرة

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      كان ترتليانوس يؤمن بحكم المسيح الالفي

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Cliché Bibliothèque Nationale de France,‎ Paris ©

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      ‏«ألحق [اوغسطين] ضررا جسيما بالكنيسة بإنكار ايمانه الاولي بالحكم الالفي»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      الارض الفردوسية الموعود بها في سفر الكشف هي شيء يلزم ان نرجوه بشوق

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة