مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ارم الفصل ٥ ص ٥٤-‏٦٦
  • مَن هم اصدقاؤك؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مَن هم اصدقاؤك؟‏
  • رسالة من اللّٰه بفم ارميا
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مع مَن تبني صداقاتك؟‏
  • هل تعاشر الذين يستخفون بكلمة اللّٰه؟‏
  • مَن كان اصدقاء ارميا؟‏
  • انتقِ اصدقاءك بحكمة
  • ‏«لا استطيع السكوت»‏
    رسالة من اللّٰه بفم ارميا
  • ‏«سأروي النفس المتعبة»‏
    رسالة من اللّٰه بفم ارميا
  • ‏«جعلتُ كلامي في فمك»‏
    رسالة من اللّٰه بفم ارميا
  • يهوه يرسل ارميا لينبِّه الشعب
    دروس من قصص الكتاب المقدس
المزيد
رسالة من اللّٰه بفم ارميا
ارم الفصل ٥ ص ٥٤-‏٦٦

الفصل الخامس

مَن هم اصدقاؤك؟‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية تحديات يواجهها المسيحيون خلال تعاملهم مع مَن حولهم؟‏ (‏ب)‏ كيف نستفيد من اختيار ارميا للاصدقاء؟‏

ماذا تفعل اذا دعاك احد الجيران او الزملاء في العمل او المدرسة الى حضور حفلة عيد ميلاد؟‏ كيف تتصرف إن سألك رب عملك ان تكذب او ترتكب فعلة مخالفة للقانون؟‏ وماذا لو طلبت منك السلطات الحكومية تأدية نشاطات سياسية او عسكرية؟‏ يُرجح ان ضميرك سيثنيك عن القيام بأي من هذه الامور حتى لو عرّضك ذلك للهزء او المعاملة السيئة.‏

٢ سنرى في هذا الفصل ان ارميا غالبا ما وجد نفسه امام تحديات مماثلة.‏ لذا سينفعك دون شك ان تعرف بمَن احتكّ النبي خلال سنوات خدمته.‏ فالبعض حاولوا تثبيط عزيمته لئلا يتمّم تعيينه.‏ ومع انه اضطر الى التواصل معهم بعض الشيء،‏ فهو حتما لم يخترهم اصدقاء له.‏ بالمقابل،‏ من المفيد ان تتعرف بأصدقائه الحقيقيين الذين امدوه بالدعم وقووا تصميمه على البقاء امينا.‏ نعم،‏ بإمكاننا ان نتعلم الكثير من ارميا عن اختيار العشراء.‏

مع مَن تبني صداقاتك؟‏

٣ ماذا اراد صدقيا من ارميا،‏ وكيف تصرف النبي؟‏

٣ طلب الملك صدقيا مشورة ارميا في اكثر من مناسبة قبل دمار اورشليم،‏ آملا بالحصول على رسائل تبشر بالخير حول مستقبل مملكته.‏ فهو اراد ان يسمع من النبي ان اللّٰه سيتدخل وينقذ يهوذا من اعدائها.‏ لذا توسل اليه من خلال مبعوثَيه:‏ «من فضلك،‏ اسأل يهوه من اجلنا؛‏ لأن نبوخذرصر ملك بابل يحاربنا.‏ لعلّ يهوه يصنع معنا بحسب جميع اعماله العجيبة،‏ فينصرف عنا».‏ (‏ار ٢١:‏٢‏)‏ غير ان الملك لم يشإ اتباع ارشاد اللّٰه بالاستسلام لبابل.‏ وقد شبّهه احد العلماء «بمريض يزور الطبيب مرة بعد مرة اطمئنانا على صحته،‏ لكنه ليس مستعدا لتناول الدواء الموصوف له».‏ وماذا فعل ارميا؟‏ كان بإمكانه الفوز باستحسان صدقيا لو تملّقه وأسمعه ما يريد.‏ فلمَ اذًا لم يغيّر رسالته ويهوّن الامر على نفسه؟‏ لأن يهوه سبق فأمره ان ينادي بسقوط اورشليم.‏ —‏ اقرأ ارميا ٣٢:‏​١-‏٥‏.‏

الصورتان في الصفحتين ٥٤،‏ ٥٥

حين تقرأ عن ارميا وعبد ملك،‏ هل انت متأكد انهما كانا شخصيتين حقيقيتين؟‏ في الآونة الاخيرة،‏ زود اكتشافان في مدينة داود القديمة دليلا اضافيا على صحة اسماء اوردها ارميا في الاصحاح الـ‍ ٣٨ من سفره.‏

فقد تحدثت عالمة الآثار إيلات مازار عن نبش دمغة ختم صغيرة من الطين.‏ (‏في الاسفل يسارا)‏ ووُجدت هذه الدمغة سنة ٢٠٠٥ حين كشف احد فرق التنقيب عن طبقة في الموقع الاثري يرقى تاريخها الى وقت دمار اورشليم عام ٦٠٧ ق‌م.‏ ويرد على الدمغة الاسم العبراني القديم «يهوخَل بن شَلَمْياهو» الذي هو «يوخل بن شلميا».‏

وفي وقت لاحق،‏ عُثر على دمغة ختم اخرى في طبقة مماثلة تقع على بعد بضعة امتار.‏ (‏في الاسفل يمينا)‏ وقد نُقش عليها الاسم «جَدَلْياهو [اي جَدَلْيا] بن فشحور».‏

افتح الآن الى ارميا ٣٨:‏١ فتجد ان هذين الاسمين حملهما رئيسان حرّضا الملك صدقيا على قتل ارميا،‏ وهي خطة احبطها عبد ملك.‏ نعم،‏ ان الاسماء المدونة في ارميا الاصحاح ٣٨ كانت لأشخاص حقيقيين.‏

٤ اي قرار نواجهه بشأن بناء الصداقات مع الآخرين،‏ مثل زملاء العمل؟‏

٤ انت تشبه ارميا من بعض النواحي.‏ فلا ريب انك تحتكّ بالجيران ورفقاء العمل او المدرسة.‏ ولكن هل تذهب الى ابعد من ذلك وتبني معهم صداقات حتى لو اظهروا عدم اهتمام بسماع واتباع وصايا اللّٰه؟‏ لم يكن في وسع ارميا ان يتجنب صدقيا تماما،‏ فهو كان الملك حتى لو رفض الاصغاء لمشورة اللّٰه.‏ غير انه ما كان ملزما بمجاراة طريقة تفكيره الخاطئة او كسب رضاه.‏ طبعا،‏ لو لبّى ارميا رغبات صدقيا لأمطره بالهدايا والامتيازات الاخرى.‏ الا انه رفض الانقياد لأي ضغط او اغراء بهدف التقرب اليه.‏ ولماذا؟‏ لأنه كان مصمما كل التصميم ان يظل على موقفه الذي اوصاه يهوه باتخاذه.‏ من هنا،‏ ليسأل كل منا نفسه على ضوء مثال ارميا:‏ ‹هل أنتقي اصدقاء يشجعونني على البقاء وليا للّٰه؟‏›.‏ لا شك انك لا تستطيع قطع كل علاقاتك بالذين لا يخدمون اللّٰه،‏ مثل الجيران او الزملاء في العمل او المدرسة.‏ (‏١ كو ٥:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ لكنك تدرك ان مخالطتهم اكثر من اللازم تدفعك لا محالة الى المسايرة على حساب صداقتك مع اللّٰه.‏

الصورة في الصفحة ٥٧

هل تعاشر الذين يستخفون بكلمة اللّٰه؟‏

٥،‏ ٦ ماذا فعل البعض لإسكات ارميا؟‏

٥ ليس صدقيا الوحيد الذي حاول الضغط على ارميا.‏ فثمة كاهن يدعى فشحور «ضرب» النبي ربما ٣٩ جلدة.‏ (‏ار ٢٠:‏٢؛‏ تث ٢٥:‏٣‏)‏ ولقي ارميا المعاملة عينها على يد عدد من رؤساء يهوذا الذين ضربوه ثم وضعوه في «بيت القيود».‏ فاحتُجز في زنزانة اياما كثيرة وعاش اوضاعا مزرية للغاية حتى انه خشي الموت هناك.‏ (‏اقرأ ارميا ٣٧:‏​٣،‏ ١٥،‏ ١٦‏.‏‏)‏ وبعدما أُطلق سراحه فترة من الوقت،‏ حرّض رؤساء آخرون صدقيا على قتله زاعمين انه يضعف معنويات جيوش يهوذا،‏ ما ادى الى رميه في جبّ موحل.‏ (‏ار ٣٨:‏​١-‏٤‏)‏ صحيح انه أُنقذ من تلك الميتة الفظيعة،‏ لكنّ هذه الاحداث تُظهر كيف شكك الكثيرون في كلام نبي اللّٰه وانقلبوا عليه،‏ هم الذين يُفترض ان يميّزوا هويته ويدركوا خطأ تصرفاتهم.‏

٦ ولم يقتصر اعداء ارميا على السلطات الرسمية.‏ ففي احدى المناسبات،‏ انزعج من كلامه رجال من اهل مدينته عناثوث —‏ ربما كانوا جيرانه —‏ وتوعدوا بقتله إن لم يتوقف عن التنبؤ.‏ (‏ار ١١:‏٢١‏)‏ لكنه لم يكترث بهم لأنه اختار مصادقة يهوه لا الجيران.‏ وثمة معاصرون آخرون له لم يكتفوا بالتهديد الشفهي.‏ فذات مرة،‏ وضع النبي نيرا على عنقه،‏ كمثال حي،‏ ليحث اليهود ان يجعلوا اعناقهم تحت نير ملك بابل ويبقوا بالتالي احياء.‏ فما كان من النبي الدجال حننيا الا ان نزع النير الخشبي عن عنق ارميا وكسره،‏ مدعيا ان يهوه قال:‏ «سأكسر نير ملك بابل».‏ غير انه مات في السنة عينها،‏ وأنت تعرف اي نبي تبيّن انه الاصدق.‏ (‏ار ٢٨:‏​١-‏١١،‏ ١٧‏)‏ وبعدما دُمرت اورشليم كما سبق وحذّر ارميا،‏ رفض يوحانان وقادة في الجيش اطاعة وصية اللّٰه بالبقاء في ارض يهوذا قائلين للنبي:‏ «انت متكلم بالكذب.‏ لم يرسلك يهوه إلهنا قائلا:‏ ‹لا تدخلوا الى مصر›».‏ حتى انهم تحدوا يهوه واصطحبوا معهم ارميا وباروخ الى مصر.‏ —‏ ار ٤٢:‏١–‏٤٣:‏٧‏.‏

الصورة في الصفحة ٥٨

اي نوع من الاشخاص اضطر ارميا الى التعامل معهم؟‏ وماذا نتعلم من مثاله؟‏

٧ اي تحدٍّ قد يؤثّر على امانتنا ليهوه؟‏

٧ سنوات مرّت وإرميا محاط بأشخاص مقاومين استخفوا بكلمة اللّٰه.‏ فماذا فعل؟‏ كان من السهل ان يتقبل معاشرة الذين لم يحترموا اللّٰه وكلمته،‏ فهو عاش في وسطهم والتقاهم في كل مكان.‏ وماذا عنك؟‏ لا بد انك تتواصل الى حد ما مع اشخاص يشبهونهم.‏ فهل تتخذهم اصدقاء لك سواء قاوموك انت وإلهك بضراوة او بدوا في غاية اللطف والتهذيب؟‏ أمن الحكمة ان تمضي الوقت مع اناس لا يحملون نبوات اللّٰه محمل الجد؟‏ لو كان ارميا مكانك،‏ أفيُعقل ان يصادق الذين ينكرون بنمط حياتهم حق كلمة اللّٰه او يجعلون البشر متّكَلهم؟‏ (‏٢ اخ ١٩:‏٢‏)‏ لقد بيّن اللّٰه لإرميا بكل وضوح عواقب الاتكال على الانسان لا عليه.‏ (‏اقرأ ارميا ١٧:‏​٥،‏ ٦‏.‏‏)‏ فهل تراه صائبا ان تتبع هذا المسلك؟‏

الصورة في الصفحة ٦٣

٨ اية تحديات يواجهها المسيحيون في بلدكم؟‏

٨ يشعر بعض المسيحيين ان دعوة زبائنهم الى الولائم او الاستجمام معهم يفتح لهم بابا لترويج اعمالهم او بضائعهم.‏ ولكن ألا يعرّضهم ذلك لمعاشرات فاسدة ومخاطر اخرى مثل الكلام البذيء والاسراف في الشرب؟‏ هذا يفسّر لمَ يفضّل مسيحيون كثيرون يواجهون هذه الحالة ان يتجنبوا المعاشرات الرديئة،‏ حتى لو فوّتوا على انفسهم ارباحا او نجاحات محتملة في نظر العالم.‏ من جهة اخرى،‏ قد لا يتردد رب العمل او الموظفون في غش الزبائن والاحتيال عليهم،‏ اما المسيحيون الحقيقيون فلا يتأثرون بمَن حولهم ولا يتصرفون مثلهم.‏ صحيح ان تبنّي موقف ثابت في مسائل كهذه ليس سهلا في بعض الاحيان،‏ ولكن كم نحن شاكرون ليهوه على امثلة كالنبي ارميا الذي التصق بمسلك منحه ضميرا صالحا،‏ والاهم علاقة جيدة باللّٰه!‏

٩ اي خطر يكمن في اتباع المسلك الذي درج عليه الناس؟‏

٩ ان مواقف ارميا وقناعاته جعلته هدفا لسخرية عدد من رفقائه اليهود.‏ (‏ار ١٨:‏١٨‏)‏ مع ذلك،‏ كان مستعدا ان يبدو مختلفا عمّن اتبعوا «المسلك الذي درج عليه الناس».‏ (‏ار ٨:‏​٥،‏ ٦‏)‏ حتى انه آثر احيانا ‹الجلوس وحده› على التعرض لمعاشرات سيئة ومصادقة اشخاص يضعفون روحياته.‏ (‏اقرأ ارميا ٩:‏​٤،‏ ٥؛‏ ١٥:‏١٧‏.‏‏)‏ وماذا عنك؟‏ ان المسلك الدارج اليوم،‏ كما في زمن ارميا،‏ هو عدم الامانة للّٰه.‏ لذا يجب على خدام يهوه توخي الحذر دوما في مسألة اختيار الاصدقاء.‏ وهذا ما فعله ارميا الذي حظي بعشراء جيدين دافعوا عنه وزودوه بالدعم.‏ فمَن كان هؤلاء العشراء؟‏ ستفيدك كثيرا معرفة الجواب عن هذا السؤال.‏

مَن كان اصدقاء ارميا؟‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ على اي اساس اختار ارميا اصدقاءه؟‏ (‏ب)‏ مَن كان اصدقاء ارميا،‏ وأية اسئلة تنشأ بخصوصهم؟‏

١٠ مع مَن كان ارميا سينمّي الصداقات؟‏ بتوجيه من يهوه،‏ ادان النبي مرارا وتكرارا الاشرار،‏ المخادعين،‏ الظالمين،‏ العنفاء،‏ غير المبالين،‏ والفاسدين ادبيا،‏ اي كل الذين تخلوا عن العبادة النقية وانغمسوا في الصنمية مرتكبين بذلك الزنى الروحي.‏ لذا حث ارميا ابناء شعبه:‏ «ارجعوا كل واحد عن طريقه الرديء،‏ وأصلحوا طرقكم وأعمالكم».‏ (‏ار ١٨:‏١١‏)‏ حتى بعد دمار اورشليم،‏ لم يغيّر ارميا مقياسه في اختيار الاصدقاء بل انتقى الذين قدّروا «ألطاف يهوه الحبية» و «مراحمه» و ‹أمانته›.‏ (‏مرا ٣:‏​٢٢-‏٢٤‏)‏ فهو لم يُرد ان يصاحب سوى خدام امناء ليهوه.‏ —‏ اقرأ ارميا ١٧:‏٧‏.‏

١١ ونحن نعرف عددا من اصدقاء ارميا وعشرائه اللصيقين الذين ناصروه ودافعوا عنه،‏ امثال عبد ملك،‏ باروخ،‏ سرايا،‏ وأبناء شافان.‏ لذا قد نتساءل:‏ ‹اية شخصيات تحلى بها هؤلاء الرجال؟‏ اية علاقة جمعتهم بإرميا؟‏ كيف كانوا اصدقاء صالحين؟‏ وكيف ساعدوا النبي ان يحافظ على استقامته؟‏›.‏ لنتأمل في اجوبة هذه الاسئلة ونرَ ما نتعلمه منها.‏

١٢ (‏أ)‏ اية قواسم مشتركة جمعت بين ارميا وباروخ وفقا للصورة في الصفحة ٥٨؟‏ (‏ب)‏ مَن كان سرايا،‏ وماذا نعرف عنه؟‏

١٢ كان باروخ بن نيريا كما يتضح صديق ارميا الاحم.‏ فقد املى عليه النبي اعلانات يهوه موكلا اليه بثقة مسؤولية تدوينها،‏ ثم كلّفه قراءة الدرج الذي كتبه،‏ بداية امام الشعب ثم على مسامع رؤساء يهوذا.‏ (‏ار ٣٦:‏​٤-‏٨،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ فلا شك ان باروخ شاطر ارميا ايمانه واقتناعه بتحقق كلمات اللّٰه النبوية.‏ كما جمعت بين هذين الرجلين قواسم مشتركة اخرى خلال سنوات يهوذا الـ‍ ١٨ الاخيرة المليئة بالاضطرابات.‏ فهما امضيا وقتا طويلا يعملان جنبا الى جنب على التعيين الالهي نفسه،‏ واجها كلاهما الصعوبات واضطرا الى الاختباء من اعدائهما،‏ ونالا تشجيعا شخصيا من يهوه.‏ ويبدو ان باروخ وُلد في عائلة بارزة من عائلات الكتبة في يهوذا.‏ فالاسفار المقدسة تدعوه «كاتب الديوان»،‏ وأخوه سرايا كان رسميا رفيع المقام.‏ وعلى غرار باروخ،‏ عاون سرايا لاحقا ارميا في ايصال احكام يهوه النبوية.‏ (‏ار ٣٦:‏٣٢؛‏ ٥١:‏​٥٩-‏٦٤‏)‏ ولا بد ان النبي تقوّى وتشجع بابنَي نيريا هذين اللذين اظهرا استعدادا للعمل معه يدا بيد خلال تلك الاوقات العصيبة.‏ انت ايضا يمكنك ان تستمد القوة والتشجيع من الذين يعملون الى جانبك بأمانة في خدمة يهوه.‏

ماذا نتعلم من قرارات ارميا بشأن اختيار الاصدقاء؟‏

١٣ كيف برهن عبد ملك انه صديق ارميا بكل معنى الكلمة،‏ بناء على الصورة في الصفحة ٦٣؟‏

١٣ حظي ارميا بصديق مميز آخر هو عبد ملك.‏ فحين اراد الرؤساء الحانقون قتله برميه في جب فارغ،‏ لم يجسر احد على الدفاع عنه سوى شخص اجنبي هو عبد ملك الحبشي الذي كان خصيّا،‏ اي رسميا،‏ في بيت الملك صدقيا.‏ ففيما كان هذا الملك جالسا في باب بنيامين،‏ اقترب منه عبد ملك علنا واستأذنه بشجاعة في انقاذ النبي من الجب الموحل.‏ ثم اخذ معه ٣٠ رجلا،‏ متوقعا ربما ان يعرقل اعداء ارميا مهمته.‏ (‏ار ٣٨:‏​٧-‏١٣‏)‏ صحيح اننا لا نعرف الى اي حد عاشر عبد ملك وإرميا واحدهما الآخر،‏ ولكن بما ان كليهما كانا صديقَي يهوه،‏ فمن المنطقي الاستنتاج ان علاقة متينة ربطت بينهما.‏ وقد ادرك عبد ملك ان ارميا كان نبي يهوه.‏ كما تجرأ وقال ان الرؤساء ‹اساءوا› الى النبي،‏ وأعرب ايضا عن استعداد للمجازفة بمنصبه في سبيل فعل الصواب.‏ نعم،‏ كان عبد ملك رجلا صالحا.‏ حتى ان يهوه نفسه اكد له:‏ «اني انقذك في [يوم بلية اورشليم] .‏ .‏ .‏ لأنك اتكلت عليّ».‏ (‏اقرأ ارميا ٣٩:‏​١٥-‏١٨‏.‏‏)‏ فما اروع هذا التأكيد الذي ناله عبد ملك!‏ أفلا تود مصادقة شخص كهذا؟‏!‏

١٤ ماذا نعرف عن عائلة شافان وعلاقتها بإرميا؟‏

١٤ ومن اصدقاء ارميا ايضا ثلاثة من ابناء شافان وأحد احفاده.‏ وقد انتمى هؤلاء الى عائلة رفيعة المقام اذ ان شافان شغل سابقا منصب كاتب الملك يوشيا.‏ ففي اول مرة حاول فيها اعداء ارميا قتله،‏ «كانت يد اخيقام بن شافان مع ارميا،‏ لئلا يُسلم الى ايدي الشعب».‏ (‏ار ٢٦:‏٢٤‏)‏ وكان لأخيقام اخ اسمه جمريا.‏ وبينما قرأ باروخ احكام اللّٰه علانية،‏ سمعه ميخايا بن جمريا ونقل كلامه الى ابيه وسائر الرؤساء.‏ فما كان منهم الا ان نصحوا ارميا وباروخ بالاختباء خوفا من رد فعل يهوياقيم.‏ ولما رفض هذا الملك الرسالة الالهية،‏ كان جمريا بين الذين توسلوا اليه لئلا يُحرق الدرج.‏ (‏ار ٣٦:‏​٩-‏٢٥‏)‏ كما عهد ارميا الى ابن آخر لشافان،‏ ألعاسة،‏ بنقل رسالة نبوية الى اليهود المسبيين في بابل.‏ (‏ار ٢٩:‏​١-‏٣‏)‏ وهكذا،‏ نعِم ارميا بصداقة اربعة اشخاص من عائلة واحدة بسطوا له جميعا يد المساعدة.‏ فكّر كم قدّر النبي دون شك هؤلاء الرجال.‏ فصداقته معهم لم تقم على اساس تشابه اذواقهم في الطعام والشراب او استمتاعهم بنفس الهوايات وأشكال الاستجمام،‏ بل استندت الى شيء اهم بكثير.‏

انتقِ اصدقاءك بحكمة

١٥ اي مثال جيد رسمه ارميا في اختيار الاصدقاء؟‏

١٥ ماذا نتعلم من تعاملات ارميا مع معاصريه الاشرار والصالحين على السواء؟‏ رأينا ان الملك ورؤساء عديدين وأنبياء دجالين وقادة في الجيش ضغطوا عليه كي يغيّر رسالته،‏ لكنه ابى ان يداريهم.‏ وموقفه هذا لم يحببه اليهم،‏ غير انه لم يعبأ بمصادقتهم.‏ فيهوه ظل على الدوام صديقه الالصق.‏ حتى لو كانت امانته للّٰه ستكلفه عداوة عدد من الاشخاص،‏ فقد اعرب عن استعداده لدفع هذا الثمن.‏ (‏اقرإ المراثي ٣:‏​٥٢-‏٥٩‏.‏‏)‏ ولكن كما تبيّن معنا،‏ ليس ارميا الشخص الوحيد الذي صمم على خدمة يهوه.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ اية مساعدة ينالها خادم يهوه من صديق جيد؟‏ (‏ب)‏ اين نجد افضل الاصدقاء ايًّا كان البلد الذي نعيش فيه؟‏

١٦ اعتُبر عبد ملك صديقا جيدا لأنه آمن بيهوه واتكل عليه.‏ وهو تحلى بشجاعة كبيرة بحيث تصرّف بحزم وأنقذ حياة ارميا.‏ باروخ ايضا امضى عن طيب خاطر وقتا طويلا مع النبي وساعده على نقل رسائل يهوه.‏ واليوم،‏ تضم الجماعة المسيحية اصدقاء محبين وداعمين على غرار عبد ملك وباروخ.‏ على سبيل المثال،‏ تقدّر كاميرون،‏ فاتحة عادية عمرها ٢٠ سنة،‏ التأثير الايجابي الذي تركته فيها فاتحة اخرى اسمها كارا.‏ تقول كاميرون:‏ «شجعتني كارا بمثالها وكلامها على ابقاء يهوه اولا في حياتي».‏ ومع انهما كانتا تعيشان بعيدتين احداهما عن الاخرى،‏ ظلت كارا تتصل بكاميرون او تراسلها بانتظام لتطمئن على احوالها وتتبادل معها التشجيع.‏ تتذكر كاميرون:‏ «كانت كارا على علم بكافة ظروفنا العائلية.‏ فهي عرفت ما حدث مع اختي وكم آلمني تمردها وتخليها عن الحق.‏ لذا وقفت الى جانبي طوال تلك الفترة العصيبة.‏ وأنا لا اعرف ما كان سيحلّ بي لولا مساعدتها وتأثيرها الايجابي.‏ فعلا،‏ كانت كارا عونا رائعا لي».‏

الصورة في الصفحة ٦٤

١٧ انت كذلك يمكنك ايجاد اصدقاء جيدين في الجماعة المسيحية،‏ سواء كانوا في مثل سنك او لا.‏ فإخوتك وأخواتك يشاطرونك ايمانك،‏ قيمك،‏ محبتك ليهوه،‏ ورجاءك للمستقبل،‏ ويمرّون على الارجح بنفس محنك وشدائدك.‏ وهم يعملون معك كتفا الى كتف في الخدمة المسيحية.‏ ويبعثون فيك القوة والامل حين تكابد المشقات مثلما تفعل معهم انت ايضا.‏ كما انهم يفرحون لفرحك في خدمة يهوه.‏ ولا شك ان صداقات كهذه تدوم الى ابد الآبدين.‏ —‏ ام ١٧:‏١٧؛‏ ١٨:‏٢٤؛‏ ٢٧:‏٩‏.‏

١٨ ماذا نتعلم من اختيار ارميا للاصدقاء؟‏

١٨ ان الدرس الذي نستمده من اختيار ارميا للاصدقاء واضح وضوح الشمس:‏ لا يمكننا ان نعاشر اشخاصا تتعارض معتقداتهم مع تعاليم الكتاب المقدس دون ان نساير في قناعاتنا.‏ والعمل بانسجام مع هذه الحقيقة التي يستحيل انكارها لا يقلّ اهمية اليوم عما كان عليه زمن ارميا.‏ فكي يتمّم النبي تعيينه بأمانة مظلَّلا ببركة يهوه،‏ كان مستعدا ان يتميّز عن غالبية معاصريه.‏ أفلا يصح ذلك في حالتك انت ايضا؟‏ فإرميا انتقى عشراء آمنوا ايمانه وأعانوه على انجاز تفويضه.‏ نعم،‏ في وسع كل المسيحيين الامناء التعلم من ارميا عن اختيار الاصدقاء بحكمة.‏ —‏ ام ١٣:‏٢٠؛‏ ٢٢:‏١٧‏.‏

كيف نتبع مثال ارميا في تحديد مَن نختارهم او لا نختارهم اصدقاء لنا؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة