-
اسئلة من القراءبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
اسئلة من القراء
◼ بما ان دانيال سبق وقال انه لن يقبل العطايا من الملك بيلشاصر لقاء تفسيره كتابة اليد على الحائط، لماذا وُجد مرتديا اللباس والقلادة في ما بعد؟
قبيل قلب الماديين والفرس لبابل كان الملك بيلشاصر وحاشيته وكبار رجاله في وسط وليمة. وفي اثناء الوليمة اخذ الآنية التي كانت من هيكل يهوه واستعملها لشرب الخمر، مسبِّحا الآلهة البابلية. لكنّ الحفلة قوطعت فجأة عندما كتبت يد فوق الطبيعة البشرية اشياء غريبة على الحائط. — دانيال ٥:١-٥.
لم يتمكن حكماء بابل ومنجموها من تفسير الكتابة، رغم ان بيلشاصر وعد باعطاء قلادة من ذهب ومقام حكومي رفيع لمن يستطيع ان يقرأ كتابة اليد الغريبة ويفسِّرها. — دانيال ٥:٧-٩.
وعندما أُدخل اخيرا العبراني المدعو دانيال كرَّر الملك عرضه — ان يُلبِس دانيال الارجوان، ويضع قلادة من ذهب في عنقه، ويجعله متسلِّطا ثالثا في المملكة. فأجاب النبي باحترام: «لتكن عطاياك لنفسك وهب هباتك لغيري. لكني اقرأ الكتابة للملك واعرّفه بالتفسير.» — دانيال ٥:١٧.
وهكذا لم يكن دانيال محتاجا الى قبول رشوة او اخذ اجرة لتزويد التفسير. فيمكن للملك ان يحتفظ بعطاياه او يهبها لشخص آخر. وكان دانيال سيزوّد التفسير، ليس من اجل مكافأة، بل لانه ممنوح سلطة فعل ذلك من يهوه، الاله الحقيقي، الذي كانت دينونته على بابل وشيكة الحدوث.
وكما نقرأ في دانيال ٥:٢٩، بعدما قرأ دانيال الكلمات وفسرها كما وعد، امر الملك ان يعطى دانيال المكافآت على اية حال. ودانيال نفسه لم يلبس اللباس والقلادة. فقد أُلبس بأمر من الحاكم المطلق، الملك بيلشاصر. ولكنّ ذلك لا يتعارض مع دانيال ٥:١٧، حيث اوضح النبي ان دافعه لم يكن انانيا.
قال يسوع في ما بعد ان «مَن يقبل نبيا باسم نبي فأجر نبي يأخذ.» (متى ١٠:٤١) ولا ينطبق ذلك على بيلشاصر، اذ لم يكن يعامل دانيال بلطف او احترام لانه يحترم هذا الرجل الامين كنبي للاله الحقيقي. فكان الملك بيلشاصر مستعدا لمنح العطايا نفسها لكل مَن يستطيع ان يحلّ لغز كتابة اليد حتى ولو كان منجما وثنيا. وقد نال الملك الجزاء الملائم، ذاك الذي كان منسجما مع الكتابة النبوية على الحائط: «في تلك الليلة قُتل بيلشاصر ملك الكلدانيين فأخذ المملكة داريوس المادي.» — دانيال ٥:٣٠ و ٣١.
-
-
نظرة الى اليونانبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
نظرة الى اليونان
دعي سكان اليونان المعروفون الابكر بالأيونيين. ويُعتقد ان هذا الاسم اتى من سلفهم جافان (بالعبرانية، ياوان)، ابن يافث وبالتالي حفيد نوح. (تكوين ١٠:١، ٢) وفي الاسفار اليونانية المسيحية للكتاب المقدس تدعى اليونان هلَّاس. وهي ارض وعرة وصخرية، مع بعض الجبال المحرَّجة بشكل كثيف. ومنذ عهد بعيد صار اليونانيون ملاحين مهرة.
كانت لليونانيين القدماء آلهة عديدة، موصوفة بأن لها شكلا بشريا وجمالا فائقا. وهذه الآلهة كما جرى تصوُّرها كانت تأكل وتشرب وتنام؛ ورغم اعتبارها مقدسة وخالدة فقد كانت ايضا تغوي وتَغتصب وكانت قادرة على الخداع وارتكاب الجريمة. ومثل هذه الخرافات قد تكون في الواقع ذكريات مشوَّهة لزمن ما قبل الطوفان حين جاء ابناء اللّٰه الملائكيون بتمرد الى الارض، وساكنوا النساء، وأنجبوا ذرية قوية دعيت بالنفيليم، وملأوا الارض عنفا. — تكوين ٦:١-٨، ١٣.
وفي القرن الرابع قم شرع فيليب المكدوني، ابو الاسكندر الكبير، في توحيد دول المدن اليونانية المستقلة سابقا، جاعلا اياها تحت السيطرة المكدونية. وفي القرن الثاني قم صارت اليونان مقاطعة رومانية، وامتدت الثقافة اليونانية الى روما.
والاستعمال الواسع الانتشار للغة اليونانية الكينية ساهم في التوسع السريع للبشارة المسيحية في كل مكان من منطقة البحر الابيض المتوسط.
وقد زار الرسول بولس مكدونية واليونان في اثناء جولتيه التبشيريتين الثانية والثالثة. وشكَّل جماعات مسيحية في فيلبي، تسالونيكي، كورنثوس، وبيرية. وسيلا، تيموثاوس، تيطس، وغيرهم من المسيحيين الاولين علَّموا ايضا هناك. واليوم لدى اليونان اكثر من ٣٢٠ جماعة لشهود يهوه وما يزيد على ٠٠٠,٢٣ منادٍ بملكوت اللّٰه.
-