الفصل ٢
هَلِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هُوَ مِنَ ٱللّٰهِ؟
١، ٢ لِمَاذَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هَدِيَّةٌ رَائِعَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ؟
كَيْفَ تَشْعُرُ عِنْدَمَا يُفَاجِئُكَ صَدِيقُكَ بِهَدِيَّةٍ؟ طَبْعًا، تَتَشَوَّقُ لِتَفْتَحَهَا وَتَفْرَحُ لِأَنَّهُ فَكَّرَ فِيكَ. وَلَا شَكَّ أَنَّكَ تَشْكُرُهُ عَلَيْهَا أَيْضًا.
٢ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هَدِيَّةٌ رَائِعَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ. فَهُوَ يُعْطِينَا مَعْلُومَاتٍ لَا نَجِدُهَا فِي أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ. مَثَلًا، يُخْبِرُنَا أَنَّ ٱللّٰهَ خَلَقَ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ وَأَوَّلَ رَجُلٍ وَٱمْرَأَةٍ. وَيُقَدِّمُ لَنَا نَصَائِحَ تُسَاعِدُنَا عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمَشَاكِلَ. وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نَتَعَلَّمُ أَنَّ ٱللّٰهَ يُرِيدُ أَنْ يُحَسِّنَ أَحْوَالَ ٱلْأَرْضِ وَنَكْتَشِفُ كَيْفَ سَيَفْعَلُ ذٰلِكَ.
٣ مَاذَا سَتَعْرِفُ عِنْدَمَا تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ؟
٣ فِيمَا تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، سَتَرَى أَنَّ ٱللّٰهَ يُرِيدُ أَنْ تَكُونَ صَدِيقَهُ. وَكُلَّمَا تَعَلَّمْتَ عَنْهُ، قَوِيَتْ صَدَاقَتُكَ مَعَهُ.
٤ مَاذَا يَلْفِتُ نَظَرَكَ بِخُصُوصِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٤ لَقَدْ تُرْجِمَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٨٠٠,٢ لُغَةٍ، وَطُبِعَتْ مِنْهُ بَلَايِينُ ٱلنُّسَخِ. حَتَّى إِنَّ أَكْثَرَ مِنْ ٩٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنْ سُكَّانِ ٱلْعَالَمِ يَقْدِرُونَ أَنْ يَحْصُلُوا عَلَيْهِ بِلُغَتِهِمْ. وَكُلَّ أُسْبُوعٍ، يَحْصُلُ أَكْثَرُ مِنْ مَلْيُونِ شَخْصٍ عَلَى نُسْخَةٍ مِنْهُ. فِعْلًا، لَا يُوجَدُ كِتَابٌ مِثْلُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٥ لِمَاذَا نَقُولُ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ مِنَ ٱللّٰهِ؟
٥ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ‹مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللّٰهِ›. (اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:١٦.) فَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ؟ وَكَيْفَ نَقُولُ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ مِنَ ٱللّٰهِ مَعَ أَنَّ ٱلَّذِينَ كَتَبُوهُ بَشَرٌ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَفْسِهِ: «تَكَلَّمَ أُنَاسٌ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ مَسُوقِينَ بِرُوحٍ قُدُسٍ»، أَيْ إِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ دَفَعَهُمْ أَنْ يَتَكَلَّمُوا. (٢ بطرس ١:٢١) فَكِّرْ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ: إِذَا طَلَبَ رَجُلُ أَعْمَالٍ مِنْ سِكْرِتِيرِهِ أَنْ يَكْتُبَ رِسَالَةً، فَمَنْ يَكُونُ مُؤَلِّفُهَا؟ رَجُلَ ٱلْأَعْمَالِ طَبْعًا، لَا ٱلسِّكْرِتِيرَ. بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ، ٱللّٰهُ هُوَ مَنْ أَلَّفَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، لَا ٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَخْدَمَهُمْ لِيَكْتُبُوهُ. فَٱللّٰهُ وَجَّهَهُمْ لِيَكْتُبُوا أَفْكَارَهُ هُوَ. إِذًا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هُوَ فِعْلًا «كَلِمَةُ ٱللّٰهِ». — ١ تسالونيكي ٢:١٣؛ اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٢.
اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ — تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ مُتَوَفِّرٌ بِلُغَاتٍ عَدِيدَةٍ
اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ دَقِيقٌ
٦، ٧ لِمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَجْزَاءَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَيْسَتْ مُتَنَاقِضَةً؟
٦ كُتِبَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ خِلَالَ فَتْرَةٍ طُولُهَا أَكْثَرُ مِنْ ٦٠٠,١ سَنَةٍ. لِذٰلِكَ لَمْ يَعِشِ ٱلَّذِينَ كَتَبُوهُ فِي ٱلْفَتْرَةِ نَفْسِهَا. وَلَمْ يَكُونُوا كُلُّهُمْ مُتَعَلِّمِينَ. مَثَلًا، كَانَ أَحَدُهُمْ طَبِيبًا. أَمَّا آخَرُونَ فَكَانُوا مُزَارِعِينَ وَصَيَّادِينَ وَرُعَاةً وَأَنْبِيَاءَ وَقُضَاةً وَمُلُوكًا. وَلٰكِنْ مَعَ أَنَّ أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ كَتَبُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، هُنَاكَ ٱنْسِجَامٌ بَيْنَ كُلِّ أَجْزَائِهِ. فَهُوَ لَا يَقُولُ فِكْرَةً فِي أَحَدِ ٱلْإِصْحَاحَاتِ ثُمَّ يَقُولُ عَكْسَهَا فِي إِصْحَاحٍ آخَرَ.a
٧ تُوضِحُ ٱلْإِصْحَاحَاتُ ٱلْأُولَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَيْفَ بَدَأَتْ مَشَاكِلُ ٱلْعَالَمِ. وَتُخْبِرُنَا ٱلْإِصْحَاحَاتُ ٱلْأَخِيرَةُ كَيْفَ سَيَحُلُّ ٱللّٰهُ هٰذِهِ ٱلْمَشَاكِلَ عِنْدَمَا يُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ. وَيَتَكَلَّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا عَنْ آلَافِ ٱلسِّنِينَ مِنْ تَارِيخِ ٱلْإِنْسَانِ. وَيُعَلِّمُنَا أَنَّ ٱللّٰهَ يُحَقِّقُ دَائِمًا مَا يَنْوِي أَنْ يَفْعَلَهُ.
٨ أَعْطِ أَمْثِلَةً تُبَيِّنُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ دَقِيقٌ عِلْمِيًّا.
٨ لَيْسَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كِتَابًا عِلْمِيًّا أَوْ مَدْرَسِيًّا. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا يَتَحَدَّثُ عَنْ مَوَاضِيعَ عِلْمِيَّةٍ، يَذْكُرُ مَعْلُومَاتٍ دَقِيقَةً. وَلَا نَسْتَغْرِبُ ذٰلِكَ لِأَنَّهُ كِتَابٌ مِنَ ٱللّٰهِ. مَثَلًا، نَجِدُ فِي سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ تَعْلِيمَاتٍ أَعْطَاهَا ٱللّٰهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا لِيَتَجَنَّبُوا ٱنْتِشَارَ ٱلْأَمْرَاضِ. إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلسِّفْرَ كُتِبَ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ ٱلنَّاسُ بِوَقْتٍ طَوِيلٍ كَيْفَ تُسَبِّبُ ٱلْبَكْتِيرْيَا وَٱلْفِيرُوسَاتُ ٱلْأَمْرَاضَ. كَمَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْأَرْضَ لَيْسَتْ مُعَلَّقَةً عَلَى شَيْءٍ. وَهٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ صَحِيحَةٌ أَيْضًا. (ايوب ٢٦:٧) حَتَّى عِنْدَمَا كَانَ أَغْلَبُ ٱلنَّاسِ يَظُنُّونَ أَنَّ ٱلْأَرْضَ مُسَطَّحَةٌ، قَالَ عَنْهَا إِنَّهَا كُرَةٌ. — اشعيا ٤٠:٢٢.
٩ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ عِنْدَمَا نُلَاحِظُ صِدْقَ ٱلَّذِينَ كَتَبُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ؟
٩ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ دَقِيقٌ أَيْضًا فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَذْكُرُ مَعْلُومَاتٍ تَارِيخِيَّةً. وَهٰذَا يَخْتَلِفُ عَنِ ٱلْكَثِيرِ مِنْ كُتُبِ ٱلتَّارِيخِ. فَهِيَ لَيْسَتْ دَقِيقَةً مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ لِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَتَبُوهَا لَمْ يَكُونُوا دَائِمًا صَادِقِينَ. فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، لَمْ يَكْتُبُوا عَنِ ٱلْمَعَارِكِ ٱلَّتِي خَسِرَتْهَا شُعُوبُهُمْ. أَمَّا ٱلَّذِينَ كَتَبُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، فَقَالُوا ٱلْحَقِيقَةَ حَتَّى عِنْدَمَا خَسِرُوا ٱلْحُرُوبَ. وَكَتَبُوا أَيْضًا عَنِ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلَّتِي عَمِلُوهَا. مَثَلًا، يُخْبِرُ مُوسَى فِي سِفْرِ ٱلْعَدَدِ أَنَّهُ أَخْطَأَ خَطِيَّةً كَبِيرَةً وَأَنَّ ٱللّٰهَ عَاقَبَهُ عَلَيْهَا. (عدد ٢٠:٢-١٢) وَصِدْقُ هٰؤُلَاءِ ٱلْكُتَّابِ يُظْهِرُ لَنَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ مِنَ ٱللّٰهِ وَيَسْتَحِقُّ ثِقَتَنَا.
كِتَابٌ نَصَائِحُهُ مُفِيدَةٌ
١٠ لِمَاذَا نَصَائِحُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُفِيدَةٌ لَنَا ٱلْيَوْمَ؟
١٠ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ‹مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللّٰهِ وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ، وَٱلتَّوْبِيخِ، وَٱلتَّقْوِيمِ›. (٢ تيموثاوس ٣:١٦) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ نَصَائِحَهُ مُفِيدَةٌ لَنَا ٱلْيَوْمَ. فَيَهْوَهُ يَعْرِفُ طَبِيعَتَنَا، لِذٰلِكَ يَفْهَمُ كَيْفَ نُفَكِّرُ وَبِمَاذَا نَشْعُرُ. وَهُوَ يَعْرِفُنَا أَكْثَرَ مِمَّا نَعْرِفُ أَنْفُسَنَا وَيُحِبُّ أَنْ نَكُونَ سُعَدَاءَ. كَمَا أَنَّهُ يَعْرِفُ مَاذَا يُفِيدُنَا وَمَاذَا يُضِرُّنَا.
١١، ١٢ (أ) أَيُّ نَصَائِحَ جَيِّدَةٍ أَعْطَاهَا يَسُوعُ فِي مَتَّى ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٥ إِلَى ٧؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ أَيْضًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١١ فِي مَتَّى ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٥ إِلَى ٧، يُعْطِي يَسُوعُ نَصَائِحَ جَيِّدَةً تُظْهِرُ كَيْفَ نُصَلِّي، نَكُونُ سُعَدَاءَ، وَنُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ، وَيُعَلِّمُنَا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلْمَالِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ أَعْطَى هٰذِهِ ٱلنَّصَائِحَ مُنْذُ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ، لٰكِنَّهَا لَا تَزَالُ نَافِعَةً وَفَعَّالَةً ٱلْيَوْمَ.
١٢ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ أَيْضًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَبَادِئَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَعِيشَ بِسَلَامٍ مَعَ مَنْ حَوْلَنَا وَنَكُونَ سُعَدَاءَ فِي عَائِلَتِنَا وَنَنْجَحَ فِي عَمَلِنَا. وَهٰذِهِ ٱلْمَبَادِئُ تُفِيدُ ٱلْجَمِيعَ أَيْنَمَا كَانُوا وَمَهْمَا كَانَتْ مَشَاكِلُهُمْ. — اقرأ اشعيا ٤٨:١٧؛ اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٣.
كِتَابٌ نُبُوَّاتُهُ لَا تُخْطِئُ
أَنْبَأَ إِشَعْيَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ بَابِلَ سَتَنْهَزِمُ أَمَامَ أَعْدَائِهَا
١٣ مَاذَا قَالَ إِشَعْيَا إِنَّهُ سَيَحْدُثُ لِمَدِينَةِ بَابِلَ؟
١٣ لَقَدْ تَحَقَّقَتْ نُبُوَّاتٌ كَثِيرَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. مَثَلًا، أَنْبَأَ إِشَعْيَا أَنَّ بَابِلَ سَتُدَمَّرُ. (اشعيا ١٣:١٩) وَوَصَفَ بِٱلضَّبْطِ كَيْفَ سَيَحْتَلُّهَا أَعْدَاؤُهَا. فَبَابِلُ كَانَتْ مَحْمِيَّةً بِبَوَّابَاتٍ ضَخْمَةٍ وَبِنَهْرٍ يُحِيطُ بِهَا. لٰكِنَّ إِشَعْيَا أَنْبَأَ أَنَّ ٱلنَّهْرَ سَيَجِفُّ وَٱلْبَوَّابَاتِ سَتُتْرَكُ مَفْتُوحَةً. قَالَ إِشَعْيَا أَيْضًا إِنَّ ٱلْأَعْدَاءَ سَيَحْتَلُّونَ ٱلْمَدِينَةَ دُونَ مَعْرَكَةٍ. حَتَّى إِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ ٱسْمَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي سَيَحْتَلُّ بَابِلَ هُوَ كُورُشُ. — اقرأ اشعيا ٤٤:٢٧–٤٥:٢؛ اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٤.
١٤، ١٥ كَيْفَ تَحَقَّقَتْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا؟
١٤ بَعْدَ مِئَتَيْ سَنَةٍ مِنْ كِتَابَةِ ٱلنُّبُوَّةِ، وَصَلَ إِلَى بَابِلَ جَيْشٌ مُسْتَعِدٌّ لِلْهُجُومِ عَلَيْهَا. وَمَنْ كَانَ قَائِدُهُ؟ كُورُشَ مَلِكَ فَارِسَ، تَمَامًا كَمَا ذَكَرَتِ ٱلنُّبُوَّةُ. وَلٰكِنْ هَلْ يَتَمَكَّنُ جَيْشُ كُورُشَ أَنْ يَحْتَلَّ بَابِلَ مِثْلَمَا أَنْبَأَ إِشَعْيَا؟
١٥ فِي لَيْلَةِ ٱلْهُجُومِ، صَنَعَ ٱلْبَابِلِيُّونَ وَلِيمَةً كَبِيرَةً. فَقَدْ أَحَسُّوا بِٱلْأَمَانِ بِوُجُودِ أَسْوَارٍ ضَخْمَةٍ وَنَهْرٍ حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ. وَلٰكِنْ فِي ٱلْخَارِجِ، حَفَرَ كُورُشُ وَجَيْشُهُ قَنَاةً لِيَخْفِضُوا مُسْتَوَى ٱلْمِيَاهِ فِي ٱلنَّهْرِ. فَٱنْخَفَضَتِ ٱلْمِيَاهُ لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلْجُنُودَ ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يَمْشُوا فِيهَا. وَلٰكِنْ كَيْفَ سَيَدْخُلُونَ ٱلْمَدِينَةَ وَٱلْأَسْوَارُ ٱلضَّخْمَةُ تُحِيطُ بِهَا؟ مِثْلَمَا قَالَتِ ٱلنُّبُوَّةُ، تُرِكَتْ بَوَّابَاتُ ٱلْمَدِينَةِ مَفْتُوحَةً. وَهٰكَذَا أَخَذَ ٱلْجُنُودُ ٱلْمَدِينَةَ دُونَ مَعْرَكَةٍ.
١٦ (أ) بِمَاذَا أَنْبَأَ إِشَعْيَا عَنْ مُسْتَقْبَلِ مَدِينَةِ بَابِلَ؟ (ب) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ نُبُوَّةَ إِشَعْيَا تَحَقَّقَتْ؟
١٦ أَنْبَأَ إِشَعْيَا بِمَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلنِّهَايَةِ لِبَابِلَ. كَتَبَ: «لَا تُعْمَرُ أَبَدًا، وَلَا تُسْكَنُ إِلَى جِيلٍ فَجِيلٍ». (اشعيا ١٣:٢٠) فَهَلْ تَحَقَّقَتْ كَلِمَاتُهُ؟ لَا نَجِدُ ٱلْيَوْمَ إِلَّا خَرَائِبَ مَكَانَ مَدِينَةِ بَابِلَ ٱلْقَدِيمَةِ جَنُوبَ بَغْدَادَ فِي ٱلْعِرَاقِ. وَمِثْلَمَا ذَكَرَتِ ٱلنُّبُوَّةُ، لَا أَحَدَ يَسْكُنُ هُنَاكَ. فَيَهْوَهُ ‹كَنَسَهَا بِمِكْنَسَةِ ٱلْفَنَاءِ [أَيِ ٱلْهَلَاكِ]›. — اشعيا ١٤:٢٢، ٢٣.b
خَرَائِبُ بَابِلَ
١٧ لِمَاذَا نَقْدِرُ أَنْ نَثِقَ بِكُلِّ وُعُودِ ٱللّٰهِ؟
١٧ بِمَا أَنَّ نُبُوَّاتٍ كَثِيرَةً جِدًّا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَحَقَّقَتْ حَتَّى ٱلْآنَ، فَهٰذَا يَعْنِي أَنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نُصَدِّقَ مَا يَقُولُهُ عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَفِي بِوَعْدِهِ أَنْ يُحَوِّلَ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ. (اقرإ العدد ٢٣:١٩.) لِذٰلِكَ نَنْتَظِرُ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا ٱللّٰهُ، ٱلَّذِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكْذِبَ». — تيطس ١:٢.c
اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ قَادِرٌ أَنْ يُغَيِّرَ حَيَاتَكَ
١٨ مَاذَا يَقُولُ بُولُسُ عَنْ «كَلِمَةِ ٱللّٰهِ»؟
١٨ رَأَيْنَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مُمَيَّزٌ جِدًّا. فَكُلُّ أَجْزَائِهِ مُنْسَجِمَةٌ وَمُتَرَابِطَةٌ. وَهُوَ دَقِيقٌ دَائِمًا حِينَ يَذْكُرُ مَعْلُومَاتٍ عِلْمِيَّةً أَوْ تَارِيخِيَّةً. كَمَا أَنَّهُ يُعْطِينَا نَصَائِحَ جَيِّدَةً وَيَتَضَمَّنُ نُبُوَّاتٍ كَثِيرَةً تَمَّتْ فِي ٱلْمَاضِي. لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ كُلَّ مَا يُمَيِّزُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «كَلِمَةُ ٱللّٰهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ». فَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ؟ — اقرإ العبرانيين ٤:١٢.
١٩، ٢٠ (أ) كَيْفَ يُسَاعِدُكَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ تَعْرِفَ نَفْسَكَ جَيِّدًا؟ (ب) كَيْفَ تَشْكُرُ ٱللّٰهَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٩ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ قَادِرٌ أَنْ يُغَيِّرَ حَيَاتَكَ. فَهُوَ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَعْرِفَ نَفْسَكَ جَيِّدًا. فَمِنْ خِلَالِهِ تَقْدِرُ أَنْ تَفْهَمَ أَفْكَارَكَ وَمَشَاعِرَكَ ٱلْعَمِيقَةَ. مَثَلًا، رُبَّمَا نَظُنُّ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱللّٰهَ. وَلٰكِنْ حِينَ نَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، نَفْهَمُ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ لَا تَشْمُلُ ٱلْمَشَاعِرَ فَقَطْ، بَلِ ٱلْأَعْمَالَ أَيْضًا. وَلِنُبَرْهِنَ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱللّٰهَ، عَلَيْنَا أَنْ نُطَبِّقَ مَا يَقُولُهُ فِي كَلِمَتِهِ.
٢٠ فِعْلًا، إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ مِنَ ٱللّٰهِ. وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ تَقْرَأَ هٰذَا ٱلْكِتَابَ وَتَدْرُسَهُ وَتُحِبَّهُ. فَٱشْكُرْهُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةِ وَٱسْتَمِرَّ فِي ٱلدَّرْسِ. وَهٰكَذَا تَفْهَمُ مَا هُوَ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْبَشَرِ. وَفِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي سَنَعْرِفُ ٱلْمَزِيدَ عَنْ هٰذَا ٱلْقَصْدِ.
a يَقُولُ ٱلْبَعْضُ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ فِيهِ مَعْلُومَاتٌ مُتَنَاقِضَةٌ، لٰكِنَّ ذٰلِكَ غَيْرُ صَحِيحٍ. اُنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٧ مِنْ كِتَابِ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ — كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أَمِ ٱلْإِنْسَانِ؟، إِصْدَارُ شُهُودِ يَهْوَهَ.
b لِتَعْرِفَ أَكْثَرَ عَنْ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱقْرَإِ ٱلصَّفَحَاتِ ٢٧-٢٩ مِنَ ٱلْكُرَّاسَةِ كِتَابٌ لِكُلِّ ٱلنَّاسِ، إِصْدَارُ شُهُودِ يَهْوَهَ.
c إِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ عَنْ دَمَارِ بَابِلَ هِيَ وَاحِدَةٌ مِنْ نُبُوَّاتٍ كَثِيرَةٍ تَمَّتْ. يُمْكِنُكَ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَى نُبُوَّاتٍ عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فِي «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمِ ٥.