مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٤-١٠ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه | مرقس ١٥–١٦
«يسوع تمَّم النبوات»
(مرقس ١٥:٣-٥) فَأَخَذَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ يَتَّهِمُونَهُ بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ. ٤ وَسَأَلَهُ بِيلَاطُسُ ثَانِيَةً قَائِلًا: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ اُنْظُرْ مَا أَكْثَرَ ٱلشَّكَاوَى ٱلَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَيْكَ». ٥ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ يُجِيبُ بِشَيْءٍ، حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلَاطُسُ.
(مرقس ١٥:٢٤) وَعَلَّقُوهُ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ وَٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ ٱلْخَارِجِيَّةَ، مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا لِيَعْرِفُوا مَا يَأْخُذُ كُلٌّ مِنْهُمْ.
(مرقس ١٥:٢٩، ٣٠) وَكَانَ ٱلْمُجْتَازُونَ يُوَجِّهُونَ إِلَيْهِ كَلَامًا مُهِينًا وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ: «يَا نَاقِضَ ٱلْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، ٣٠ خَلِّصْ نَفْسَكَ وَٱنْزِلْ عَنْ خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ».
عجدر مر ١٥:٢٤، ٢٩، «الملاحظات»
اقتسموا ثيابه الخارجية: تضيف الرواية في يوحنا ١٩:٢٣، ٢٤ تفاصيل تكمِّل روايات متى، مرقس، ولوقا لنصل الى المعلومات التالية: كما يتضح، ألقى الجنود الرومان قرعة على ثياب يسوع الخارجية وقميصه ايضا؛ قسَّموا الثياب الخارجية «اربعة اقسام، لكل جندي قسما»؛ لم يرغبوا ان يقسِّموا قميصه فاقترعوا عليه؛ وإلقاء القرعة على ملابس المسيا تمَّم المزمور ٢٢:١٨. فقد جرت العادة كما يتضح ان يحتفظ منفذو احكام الاعدام بثياب ضحاياهم. لذا كان المجرمون قبل اعدامهم يُجرَّدون من ثيابهم وأغراضهم، ما زاد من ذلِّهم وخزيهم.
يهزون رؤوسهم: ان هذه الاشارة المصحوبة عموما بكلمات مهينة تعبِّر عن السخرية، الاستهزاء، او الاحتقار. وقد تمَّم المارة دون علمهم النبوة المسجلة في المزمور ٢٢:٧.
(مرقس ١٥:٤٣) جَاءَ يُوسُفُ ٱلَّذِي مِنَ ٱلرَّامَةِ، وَهُوَ عُضْوٌ شَرِيفٌ فِي ٱلْمَجْلِسِ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ، فَتَشَجَّعَ وَدَخَلَ أَمَامَ بِيلَاطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ.
(مرقس ١٥:٤٦) فَٱشْتَرَى كَتَّانًا جَيِّدًا وَأَنْزَلَهُ، وَلَفَّهُ فِي ٱلْكَتَّانِ ٱلْجَيِّدِ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ قَدْ نُقِرَ فِي ٱلصَّخْرِ. وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ ٱلْقَبْرِ ٱلتَّذْكَارِيِّ.
عجدر مر ١٥:٤٣، «الملاحظات»
يوسف: تبرز شخصيات كتَّاب الاناجيل من خلال التفاصيل المتنوعة التي يزوِّدونها عن يوسف. فمتى جابي الضرائب يذكر انه «رجل غني». مرقس، الذي كتب انجيله بشكل رئيسي للرومان، يقول انه «عضو شريف في المجلس» كان ينتظر ملكوت اللّٰه. لوقا، الطبيب المتعاطف، يذكر انه «رجل صالح وبار» لم يؤيد مخطط المجلس ضد يسوع. ووحده يوحنا يروي انه كان تلميذا ليسوع «في السر لخوفه من اليهود». — مت ٢٧:٥٧-٦٠؛ مر ١٥:٤٣-٤٦؛ لو ٢٣:٥٠-٥٣؛ يو ١٩:٣٨-٤٢.
البحث عن جواهر روحية
(مرقس ١٥:٢٥) وَكَانَتِ ٱلسَّاعَةُ ٱلثَّالِثَةُ، فَعَلَّقُوهُ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ.
عجدر مر ١٥:٢٥، «الملاحظات»
الساعة الثالثة: اي حوالي ٠٠:٩ صباحا. ظاهريا، يبدو ان هناك تناقضا بين هذه الآية ويوحنا ١٩:١٤-١٦ التي تقول ان بيلاطس سلَّم يسوع «نحو الساعة السادسة» ليعلَّق. صحيح ان الاسفار المقدسة لا تفسِّر كاملا هذا الاختلاف، ولكن هناك عوامل ينبغي اخذها بعين الاعتبار. أولها ان روايات الاناجيل تتوافق عموما احداها مع الاخرى حين تتحدث عن توقيت الاحداث خلال اليوم الاخير من حياة يسوع على الارض. فأربعتها تشير ان الكهنة والشيوخ اجتمعوا بعد بزوغ الفجر ومن ثم ساقوا يسوع الى الحاكم الروماني بنطيوس بيلاطس. (مت ٢٧:١، ٢؛ مر ١٥:١؛ لو ٢٢:٦٦–٢٣:١؛ يو ١٨:٢٨) كما يخبر كلٌّ من متى ومرقس ولوقا ان يسوع كان قد عُلِّق على الخشبة حين حلَّت ظلمة على الارض «من الساعة السادسة . . . حتى الساعة التاسعة». (مت ٢٧:٤٥، ٤٦؛ مر ١٥:٣٣، ٣٤؛ لو ٢٣:٤٤) ايضا، هناك عامل يمكن ان يؤثِّر في توقيت اعدام يسوع وهو ان البعض اعتبروا الجَلد جزءا من عملية الاعدام. فأحيانا، كان المحكوم عليه يُجلد جَلدا فظيعا يؤدي الى موته. وفي حالة يسوع، كان الجَلد وحشيا جدا بحيث لزم ان يحمل رجل آخر خشبة الآلام بعد ان حملها يسوع وحده في البداية. (لو ٢٣:٢٦؛ يو ١٩:١٧) ومن اللافت ان متى ٢٧:٢٦ ومرقس ١٥:١٥ تذكران الجَلد والتعليق على الخشبة معا. فإذا اعتُبر الجَلد بداية عملية الاعدام، فمن الطبيعي ان يكون قد مرَّ بعض الوقت قبل ان يسمَّر يسوع فعليا على خشبة الآلام. لذلك قد يعطي اشخاص مختلفون توقيتا مختلفا للاعدام بناء على متى بدأت العملية في نظرهم. وهذا قد يفسِّر لمَ تعجَّب بيلاطس حين علم ان يسوع مات بسرعة بعد تعليقه على الخشبة. (مر ١٥:٤٤) اضافة الى ذلك، غالبا ما اتَّبع كتَّاب الاسفار المقدسة في كتاباتهم العادة السائدة ان يقسَّم النهار الى اربع فترات طول كل منها ثلاث ساعات، مثلما كان يُجزَّأ الليل ايضا. وهذا يفسِّر لمَ هناك الكثير من الاشارات الى الساعة الثالثة، السادسة، والتاسعة، اعتبارا من شروق الشمس عند ٠٠:٦ صباحا تقريبا. (مت ٢٠:١-٥؛ يو ٤:٦؛ اع ٢:١٥؛ ٣:١؛ ١٠:٣، ٩، ٣٠) لهذا السبب، ولأن الناس عموما لم يمتلكوا ادوات دقيقة لقياس الوقت، كثيرا ما كان الوقت يُوصف بكلمة «نحو»، مثلما نقرأ في يوحنا ١٩:١٤. (مت ٢٧:٤٦؛ لو ٢٣:٤٤؛ يو ٤:٦؛ اع ١٠:٣، ٩) كخلاصة، ربما شمل مرقس كلًّا من الجَلد والتعليق على الخشبة، فيما اشار يوحنا الى التعليق على الخشبة فقط. ولعلَّ كلا الكاتبين قرَّبا الوقت الى اقرب فترة من ثلاث ساعات. هذا وإن يوحنا استخدم «نحو» حين اشار الى الوقت. كل هذه العوامل يمكن ان تفسِّر اختلاف التوقيت بين الروايتين. وأخيرا، بما ان يوحنا، الذي كتب روايته بعد عقود، دوَّن وقتا يبدو في الظاهر مختلفا عن الذي ذكره مرقس، فهذا يدل انه لم ينسخ عن انجيل مرقس.
(مرقس ١٦:٨) فَخَرَجْنَ وَهَرَبْنَ مِنَ ٱلْقَبْرِ، لِأَنَّ ٱلرِّعْدَةَ وَٱلدَّهَشَ ٱسْتَحْوَذَا عَلَيْهِنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لِأَحَدٍ شَيْئًا لِأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.
عجدر مر ١٦:٨، «الملاحظات»
لأنهن كنَّ خائفات: بحسب ابكر المخطوطات المتوفرة للجزء الاخير من مرقس، ينتهي هذا الانجيل بكلمات العدد ٨. لكنَّ البعض يؤكدون ان خاتمة كهذه مفاجئة جدا ولا يمكن ان تكون الخاتمة الاصلية للسفر. إلا ان كلامهم ليس بالضرورة صحيحا نظرا الى ان مرقس يميل عموما الى الاختصار في الكتابة. اضافة الى ذلك، يشير العالِمان جيروم وأوسابيوس، اللذان عاشا في القرن الرابع، ان السجل الصحيح ينتهي بالكلمات «لأنهن كنَّ خائفات».
ولكن هناك عدد من المخطوطات اليونانية والترجمات بلغات اخرى التي تضيف الى العدد ٨ خاتمة طويلة او قصيرة. توجد الخاتمة الطويلة (المؤلفة من ١٢ عددا اضافيا) في المجلد الاسكندري، المجلد الأفرامي السرياني المُعاد كتابته، والمجلد البيزي في كَيمبريدج، وكلها تعود الى القرن الخامس الميلادي. كما ترد هذه الخاتمة في الفولغات اللاتينية، السريانية الكورتونية، والبشيطة السريانية. إلا انها لا تظهر في مخطوطتين يونانيتين باكرتين من القرن الرابع هما المجلد السينائي والمجلد الفاتيكاني، ولا في المجلد السرياني السينائي من القرن الرابع او الخامس، ولا في اقدم مخطوطة قبطية صعيدية لإنجيل مرقس تعود الى القرن الخامس. كما ان اقدم مخطوطات لإنجيل مرقس باللغتين الارمنية والجورجية تنتهي بالعدد ٨.
اما الخاتمة القصيرة (المؤلفة من جملتين فقط) فظهرت لاحقا في عدد من المخطوطات اليونانية والترجمات بلغات اخرى. وجدير بالذكر ان المجلد الملكي من القرن الثامن الميلادي يتضمن الخاتمتين كلتيهما، ذاكرا القصيرة اولا. وهو يستهل كلا الخاتمتين بملاحظة تذكر ان مضمونهما معترف به فقط من قبل بعض مراجع وخبراء القرن الثامن، ما يدل كما يتضح انه لا يعتبر ايا منهما موثوقا به.
الخاتمة القصيرة
ان الخاتمة القصيرة بعد مرقس ١٦:٨ ليست جزءا من الاسفار المقدسة الموحى بها. وهي تقول:
وَكُلُّ مَا أُوصِينَ بِهِ رَوَيْنَهُ بِإِيجَازٍ لِلَّذِينَ كَانُوا حَوْلَ بُطْرُسَ. وَبَعْدَ هٰذَا، جَعَلَهُمْ يَسُوعُ نَفْسُهُ يَحْمِلُونَ مِنَ ٱلشَّرْقِ إِلَى ٱلْغَرْبِ ٱلْمُنَادَاةَ بِٱلْخَلَاصِ ٱلْأَبَدِيِّ، ٱلْمُقَدَّسِ وَغَيْرِ ٱلْقَابِلِ لِلْفَسَادِ.
الخاتمة الطويلة
ان الخاتمة الطويلة بعد مرقس ١٦:٨ ليست جزءا من الاسفار المقدسة الموحى بها. وهي تقول:
٩ وَقَامَ بَاكِرًا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلْأُسْبُوعِ فَتَرَاءَى أَوَّلًا لِمَرْيَمَ ٱلْمَجْدَلِيَّةِ، ٱلَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. ١٠ فَذَهَبَتْ وَأَخْبَرَتِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وَكَانُوا يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. ١١ فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ عَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَأَنَّهَا شَاهَدَتْهُ لَمْ يُصَدِّقُوا. ١٢ وَتَرَاءَى بَعْدَ ذٰلِكَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى لِٱثْنَيْنِ مِنْهُمْ وَهُمَا يَمْشِيَانِ، ذَاهِبَيْنِ إِلَى ٱلرِّيفِ. ١٣ فَرَجَعَا وَأَخْبَرَا ٱلْبَاقِينَ. فَلَمْ يُصَدِّقُوهُمَا أَيْضًا. ١٤ وَلَاحِقًا تَرَاءَى لِلْأَحَدَ عَشَرَ أَنْفُسِهِمْ فِيمَا كَانُوا مُتَّكِئِينَ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ، وَعَيَّرَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا ٱلَّذِينَ رَأَوْهُ قَدْ قَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ. ١٥ وَقَالَ لَهُمْ: «اِذْهَبُوا إِلَى ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ وَٱكْرِزُوا بِٱلْبِشَارَةِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. ١٦ مَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُحْكَمْ عَلَيْهِ. ١٧ وَهٰذِهِ ٱلْآيَاتُ تُرَافِقُ ٱلْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ ٱلشَّيَاطِينَ بِٱسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، ١٨ وَيَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ بِأَيْدِيهِمْ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا فَلَا يُؤْذِيهِمْ أَبَدًا. وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى ٱلْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».
١٩ ثُمَّ إِنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمْ، رُفِعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ. ٢٠ وَهٰكَذَا، خَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَٱلرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيَدْعَمُ ٱلرِّسَالَةَ بِٱلْآيَاتِ ٱلْمُرَافِقَةِ.
قراءة الكتاب المقدس
(مرقس ١٥:١-١٥) وَفِي ٱلْحَالِ عِنْدَ ٱلْفَجْرِ عَقَدَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ مَعَ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْكَتَبَةِ، أَيْ كُلُّ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ، ٱجْتِمَاعًا لِلتَّشَاوُرِ، فَقَيَّدُوا يَسُوعَ وَسَاقُوهُ وَسَلَّمُوهُ إِلَى بِيلَاطُسَ. ٢ فَسَأَلَهُ بِيلَاطُسُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟». أَجَابَ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ نَفْسُكَ تَقُولُ». ٣ فَأَخَذَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ يَتَّهِمُونَهُ بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ. ٤ وَسَأَلَهُ بِيلَاطُسُ ثَانِيَةً قَائِلًا: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ اُنْظُرْ مَا أَكْثَرَ ٱلشَّكَاوَى ٱلَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَيْكَ». ٥ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ يُجِيبُ بِشَيْءٍ، حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلَاطُسُ. ٦ وَكَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ سَجِينًا، مَنْ طَلَبُوا. ٧ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ كَانَ ٱلْمَدْعُوُّ بَارَابَاسَ مُقَيَّدًا مَعَ أَهْلِ ٱلْفِتْنَةِ، ٱلَّذِينَ ٱرْتَكَبُوا ٱلْقَتْلَ فِي فِتْنَتِهِمْ. ٨ فَصَعِدَ ٱلْجَمْعُ وَأَخَذُوا يَطْلُبُونَ مَا كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَفْعَلَ لَهُمْ. ٩ فَأَجَابَهُمْ بِيلَاطُسُ قَائِلًا: «أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ؟». ١٠ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ سَلَّمُوهُ حَسَدًا. ١١ لٰكِنَّ كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ أَثَارُوا ٱلْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ عِوَضًا عَنْهُ. ١٢ فَأَجَابَهُمْ بِيلَاطُسُ ثَانِيَةً قَائِلًا: «فَمَاذَا أَفْعَلُ إِذًا بِٱلَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ؟». ١٣ فَصَرَخُوا مَرَّةً أُخْرَى: «عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!». ١٤ فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: «وَأَيَّ أَمْرٍ رَدِيءٍ فَعَلَ؟». فَٱزْدَادَ صُرَاخُهُمْ: «عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!». ١٥ وَإِذْ كَانَ بِيلَاطُسُ يُرِيدُ تَلْبِيَةَ رَغْبَةِ ٱلْجَمْعِ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَبَعْدَمَا جَلَدَ يَسُوعَ بِٱلسَّوْطِ، سَلَّمَهُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.
١١-١٧ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ١
«تمثَّل بتواضع مريم»
(لوقا ١:٣٨) فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَمَةُ يَهْوَهَ! لِيَكُنْ لِي كَمَا أَعْلَنْتَ». فَٱنْصَرَفَ عَنْهَا ٱلْمَلَاكُ.
«هوذا أَمَة يهوه!»
١٢ لَا تَزَالُ كَلِمَاتُ هٰذِهِ ٱلشَّابَّةِ ٱلْأَمِينَةِ تَتْرُكُ أَثَرًا عَمِيقًا فِي كُلِّ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِمَا فِيهَا مِنْ تَوَاضُعٍ وَطَاعَةٍ. قَالَتْ لِجِبْرَائِيلَ: «هُوَذَا أَمَةُ يَهْوَهَ! لِيَكُنْ لِي كَمَا أَعْلَنْتَ». (لو ١:٣٨) كَانَتِ ٱلْأَمَةُ أَدْنَى ٱلْخَدَمِ وَحَيَاتُهَا مُلْكًا لِسَيِّدِهَا. هٰكَذَا شَعَرَتْ مَرْيَمُ حِيَالَ سَيِّدِهَا يَهْوَهَ. فَقَدْ عَلِمَتْ أَنَّهَا فِي أَمَانٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَنَّهُ يَعْمَلُ بِوَلَاءٍ مَعَ ٱلْأَوْلِيَاءِ وَسَيُبَارِكُهَا إِذَا سَعَتْ جَاهِدَةً لِإِتْمَامِ مَسْؤُولِيَّتِهَا ٱلثَّقِيلَةِ. — مز ١٨:٢٥.
(لوقا ١:٤٦-٥٥) فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي يَهْوَهَ، ٤٧ وَبِٱللّٰهِ مُخَلِّصِي تَتَهَلَّلُ رُوحِي، ٤٨ لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى ضِعَةِ أَمَتِهِ. فَهَا إِنَّ جَمِيعَ ٱلْأَجْيَالِ مُنْذُ ٱلْآنَ تَغْبِطُنِي، ٤٩ لِأَنَّ ٱلْقَدِيرَ صَنَعَ لِي عَظَائِمَ، مُقَدَّسٌ ٱسْمُهُ، ٥٠ وَرَحْمَتُهُ إِلَى أَجْيَالٍ فَأَجْيَالٍ عَلَى ٱلَّذِينَ يَخَافُونَهُ. ٥١ صَنَعَ عِزًّا بِذِرَاعِهِ، بَدَّدَ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ بِنِيَّةِ قُلُوبِهِمْ. ٥٢ أَنْزَلَ ذَوِي ٱلنُّفُوذِ عَنِ ٱلْعُرُوشِ وَرَفَعَ ٱلْمَسَاكِينَ، ٥٣ أَشْبَعَ ٱلْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ ٱلْأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. ٥٤ سَاعَدَ إِسْرَائِيلَ خَادِمَهُ، لِيَتَذَكَّرَ ٱلرَّحْمَةَ، ٥٥ كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا، إِبْرَاهِيمَ وَنَسْلَهُ، إِلَى ٱلْأَبَدِ».
«هوذا أَمَة يهوه!»
١٥ تَفَوَّهَتْ مَرْيَمُ بِدَوْرِهَا بِكَلِمَاتٍ حَرِصَ يَهْوَهُ عَلَى حِفْظِهَا فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (اقرأ لوقا ١:٤٦-٥٥.) وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ هِيَ أَطْوَلُ أَقْوَالِهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَكْشِفُ لَنَا ٱلْكَثِيرَ عَنْهَا. فَقَدْ أَظْهَرَتْ مَرْيَمُ رُوحَ ٱلشُّكْرِ وَٱلتَّقْدِيرِ لِيَهْوَهَ حِينَ سَبَّحَتْهُ عَلَى ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهَا أَنْ تَكُونَ أُمًّا لِلْمَسِيَّا. وَبَرْهَنَتْ عَنْ عُمْقِ إِيمَانِهَا عِنْدَمَا قَالَتْ إِنَّ يَهْوَهَ يَحُطُّ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ وَذَوِي ٱلنُّفُوذِ وَيُسَاعِدُ ٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْفُقَرَاءَ ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى خِدْمَتِهِ. كَمَا دَلَّتْ كَلِمَاتُهَا عَلَى مَعْرِفَتِهَا ٱلْوَاسِعَةِ. فَبِحَسَبِ أَحَدِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ، أَشَارَتْ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ مَرَّةً إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.
١٦ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ مَرْيَمَ ٱعْتَادَتِ ٱلتَّأَمُّلَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. مَعَ ذٰلِكَ، بَقِيَتْ مُتَوَاضِعَةً وَفَضَّلَتْ أَنْ تَدَعَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تَتَكَلَّمُ عَنْهَا عِوَضَ أَنْ تَأْتِيَ هِيَ بِأَفْكَارِهَا ٱلْخَاصَّةِ. وَٱلْوَلَدُ ٱلَّذِي كَانَ يَنْمُو فِي أَحْشَائِهَا آنَذَاكَ تَحَلَّى لَاحِقًا بِهٰذِهِ ٱلرُّوحِ. فَقَدْ قَالَ: «مَا أُعَلِّمُهُ لَيْسَ لِي، بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي». (يو ٧:١٦) لِذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أُظْهِرُ مِثْلَ هٰذَا ٱلِٱحْتِرَامِ وَٱلتَّقْدِيرِ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَمْ أُفَضِّلُ أَفْكَارِي وَتَعَالِيمِي ٱلْخَاصَّةَ؟›. إِنَّ مَوْقِفَ مَرْيَمَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ وَاضِحٌ جِدًّا.
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ١:٦٩) وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلَاصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ خَادِمِهِ،
عجدر لو ١:٦٩، «الملاحظات»
قرن خلاص: او «مخلِّص قدير». في الكتاب المقدس، غالبا ما تمثِّل قرون الحيوانات القوة، الغلبة، والنصر. (١ صم ٢:١؛ مز ٧٥:٤، ٥، ١٠؛ ١٤٨:١٤) كما تُستخدم القرون رمزا الى الحكام والسلالات الحاكمة، الصالحين والاشرار على السواء، ويُشبَّه احرازهم الانتصارات بالنطح بالقرون. (تث ٣٣:١٧؛ دا ٧:٢٤؛ ٨:٢-١٠، ٢٠-٢٤) وفي هذا السياق، تشير عبارة «قرن خلاص» الى المسيا بصفته مخلِّصا جبارا لديه القدرة ان يخلِّص.
(لوقا ١:٧٦) أَمَّا أَنْتَ، أَيُّهَا ٱلصَّغِيرُ، فَسَتُدْعَى نَبِيًّا لِلْعَلِيِّ، لِأَنَّكَ سَتَتَقَدَّمُ أَمَامَ يَهْوَهَ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ،
عجدر لو ١:٧٦، «الملاحظات»
ستتقدم امام يهوه: كان يوحنا المعمدان ‹سيتقدم امام يهوه› بمعنى انه سيهيِّئ الطريق ليسوع الذي سيمثِّل اباه ويأتي باسم ابيه. — يو ٥:٤٣؛ ٨:٢٩.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ١:٤٦-٦٦) فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي يَهْوَهَ، ٤٧ وَبِٱللّٰهِ مُخَلِّصِي تَتَهَلَّلُ رُوحِي، ٤٨ لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى ضِعَةِ أَمَتِهِ. فَهَا إِنَّ جَمِيعَ ٱلْأَجْيَالِ مُنْذُ ٱلْآنَ تَغْبِطُنِي، ٤٩ لِأَنَّ ٱلْقَدِيرَ صَنَعَ لِي عَظَائِمَ، مُقَدَّسٌ ٱسْمُهُ، ٥٠ وَرَحْمَتُهُ إِلَى أَجْيَالٍ فَأَجْيَالٍ عَلَى ٱلَّذِينَ يَخَافُونَهُ. ٥١ صَنَعَ عِزًّا بِذِرَاعِهِ، بَدَّدَ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ بِنِيَّةِ قُلُوبِهِمْ. ٥٢ أَنْزَلَ ذَوِي ٱلنُّفُوذِ عَنِ ٱلْعُرُوشِ وَرَفَعَ ٱلْمَسَاكِينَ، ٥٣ أَشْبَعَ ٱلْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ ٱلْأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. ٥٤ سَاعَدَ إِسْرَائِيلَ خَادِمَهُ، لِيَتَذَكَّرَ ٱلرَّحْمَةَ، ٥٥ كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا، إِبْرَاهِيمَ وَنَسْلَهُ، إِلَى ٱلْأَبَدِ». ٥٦ وَبَقِيَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، ثُمَّ عَادَتْ إِلَى بَيْتِهَا. ٥٧ وَحَانَ وَقْتُ أَلِيصَابَاتَ لِتَلِدَ، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا. ٥٨ وَسَمِعَ ٱلْجِيرَانُ وَأَنْسِبَاؤُهَا أَنَّ يَهْوَهَ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا. ٥٩ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا ٱلصَّغِيرَ، وَكَانُوا سَيَدْعُونَهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ، زَكَرِيَّا. ٦٠ فَأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقَالَتْ: «كَلَّا! بَلْ يُدْعَى يُوحَنَّا». ٦١ عِنْدَئِذٍ قَالُوا لَهَا: «لَا أَحَدَ مِنْ أَنْسِبَائِكِ يُدْعَى بِهٰذَا ٱلِٱسْمِ». ٦٢ ثُمَّ رَاحُوا يُومِئُونَ إِلَى أَبِيهِ، مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُدْعَى. ٦٣ فَطَلَبَ لَوْحًا وَكَتَبَ: «يُوحَنَّا ٱسْمُهُ». فَتَعَجَّبُوا كُلُّهُمْ. ٦٤ وَفِي ٱلْحَالِ ٱنْفَتَحَ فَمُهُ وَٱنْطَلَقَ لِسَانُهُ وَصَارَ يَتَكَلَّمُ، مُبَارِكًا ٱللّٰهَ. ٦٥ فَحَلَّ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي جِوَارِهِمْ. وَسَرَى ٱلْحَدِيثُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ ٱلْكُورَةِ ٱلْجَبَلِيَّةِ لِلْيَهُودِيَّةِ، ٦٦ فَحَفِظَهَا جَمِيعُ ٱلسَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلصَّغِيرُ؟». فَقَدْ كَانَتْ يَدُ يَهْوَهَ مَعَهُ.
١٨-٢٤ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ٢–٣
«ايها الاولاد، هل تبذلون الجهد لتنموا روحيا؟»
(لوقا ٢:٤١، ٤٢) وَكَانَ وَالِدَاهُ مُعْتَادَيْنِ أَنْ يَذْهَبَا كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِأَجْلِ عِيدِ ٱلْفِصْحِ. ٤٢ فَلَمَّا بَلَغَ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، صَعِدُوا إِلَيْهَا كَعَادَةِ ٱلْعِيدِ
عجدر لو ٢:٤١، «الملاحظات»
كان والداه معتادَين: لم تتطلب الشريعة من النساء حضور الاحتفال بالفصح. إلا ان مريم اعتادت ان ترافق يوسف في الرحلة السنوية الى اورشليم للاحتفال بهذا العيد. (خر ٢٣:١٧؛ ٣٤:٢٣) فكل سنة، كانا يقطعان مسافة ٣٠٠ كلم تقريبا ذهابا وإيابا مع عائلتهما التي كانت تكبر بمرور السنوات.
(لوقا ٢:٤٦، ٤٧) وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي ٱلْهَيْكَلِ، جَالِسًا وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. ٤٧ وَكَانَ كُلُّ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَهُ مَبْهُوتِينَ مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ.
عجدر لو ٢:٤٦، ٤٧، «الملاحظات»
يسألهم: حسبما تدل ردة فعل الذين استمعوا الى يسوع، لم تكن اسئلته مجرد اسئلة صبي يريد ان يُشبع فضوله. (لو ٢:٤٧) فالكلمة اليونانية المنقولة الى «يسأل» يمكن ان تشير في بعض السياقات الى اسلوب طرح الاسئلة المستخدم في الاستجواب والاستنطاق. (مت ٢٧:١١؛ مر ١٤:٦٠، ٦١؛ ١٥:٢، ٤؛ اع ٥:٢٧) ويقول المؤرخون ان بعضا من ابرز القادة الدينيين كانوا يبقون عادة في الهيكل بعد الاعياد ويعلِّمون في احد الاروقة الفسيحة هناك، فيما جلس الناس عند اقدامهم للاستماع وطرح الاسئلة.
مبهوتين: ان صيغة الفعل اليوناني المنقول الى «بُهت» قد تشير هنا الى دهشة مستمرة او متكررة.
(لوقا ٢:٥١، ٥٢) وَنَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى ٱلنَّاصِرَةِ، وَبَقِيَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ بِٱعْتِنَاءٍ كُلَّ هٰذَا ٱلْكَلَامِ فِي قَلْبِهَا. ٥٢ وَكَانَ يَسُوعُ يَتَقَدَّمُ فِي ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْقَامَةِ وَٱلْحُظْوَةِ عِنْدَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ.
عجدر لو ٢:٥١، ٥٢، «الملاحظات»
بقي خاضعا: او «ظل طائعا». ان صيغة الفعل اليوناني تدل على الاستمرارية وتشير ان يسوع، بعد ان اذهل المعلمين في الهيكل بمعرفته لكلمة اللّٰه، رجع مع والديه واستمر خاضعا لهما بتواضع. وهذه الطاعة لم تكن طاعة عادية كالتي يقدِّمها اي ولد؛ فهو بذلك كان يطبِّق الشريعة الموسوية بأدق التفاصيل. — خر ٢٠:١٢؛ غل ٤:٤.
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ٢:١٤) «اَلْمَجْدُ لِلّٰهِ فِي ٱلْأَعَالِي، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلسَّلَامُ بَيْنَ أُنَاسِ ٱلرِّضَى».
عجدر لو ٢:١٤، «الملاحظات»
وعلى الارض السلام بين اناس الرضى: ان نص هذه العبارة في بعض المخطوطات يمكن ان يُنقل الى «وعلى الارض السلام وبالناس المسرة»، وهذا ما يتبناه عدد من ترجمات الكتاب المقدس. لكنَّ الطريقة التي تنقل بها ترجمة العالم الجديد هذه العبارة مؤسسة على ادلة من مخطوطات اقدم وأكثر مصداقية. فهذا الاعلان الملائكي لم يُشِر الى تعبير اللّٰه عن رضاه على كل البشر بغض النظر عن مواقفهم وتصرفاتهم. بالاحرى، انه يشير الى الذين ينالون رضى اللّٰه لأنهم يؤمنون به ايمانا حقيقيا ويتبعون ابنه. — انظر «الملاحظات» حول اناس الرضى في هذه الآية.
اناس الرضى: ان «الرضى» المشار اليه في هذا الاعلان الملائكي هو كما يتضح الرضى الذي يعرب عنه اللّٰه لا الناس. فالكلمة اليونانية إِفدوكيا يمكن ان تُنقل ايضا الى «استحسان، مسرة، قبول»، والفعل المرتبط بها إِفدوكِيو استُعمل عندما خاطب اللّٰه ابنه مباشرة بعد معموديته في متى ٣:١٧، مرقس ١:١١، ولوقا ٣:٢٢ (انظر عجدر مر ١:١١، «الملاحظات»). وهو ينقل هذه المعاني الاساسية: «يقبل، يُسر جدا، ينظر باستحسان، يبتهج». انسجاما مع ذلك، تشير العبارة «اناس الرضى» (أَنثروپويس إِفدوكياس) الى الذين يحظون بقبول اللّٰه ورضاه، ويمكن ان تُنقل ايضا الى «اناس يقبلهم، اناس يُسر جدا بهم». اذًا، اشار هذا الاعلان الملائكي الى رضى اللّٰه، لا على البشر عموما، بل على الذين يسرُّونه لأنهم يؤمنون به ايمانا حقيقيا ويتبعون ابنه. ورغم ان الكلمة اليونانية إِفدوكيا يمكن ان تشير في بعض السياقات الى رضى البشر (رو ١٠:١)، فهي غالبا ما تُستعمل عند الحديث عن مسرة اللّٰه او ما هو مرضي عنده. (مت ١١:٢٦؛ لو ١٠:٢١؛ اف ١:٥، ٩؛ في ٢:١٣) وفي الترجمة السبعينية، تُستخدم هذه الكلمة في المزمور ٥١:١٨ [٥٠:٢٠، سبع] للاشارة الى «رضى» اللّٰه.
(لوقا ٣:٢٣) وَلَمَّا ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ عَمَلَهُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَهُوَ، عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ، ٱبْنُ يُوسُفَ، ٱبْنِ هَالِي،
هل تعلم؟
مَن كان والد يوسف؟
كان يوسف النجار ابا يسوع بالتبني. ولكن مَن كان والده؟ تذكر سلسلة النسب في انجيل متى ان يوسف هو ابن شخص يدعى يعقوب. اما تلك التي في لوقا فتقول انه «ابن هالي». فلمَ هذا التناقض الظاهري؟ — لوقا ٣:٢٣؛ متى ١:١٦.
يذكر انجيل متى ان «يعقوب ولد يوسف»، مستعملا تعبيرا يونانيا يدل بوضوح ان يعقوب هو والد يوسف الحقيقي. فمن الواضح ان متى تتبَّع سلسلة النسب الطبيعية، ألا وهي سلالة داود الملكية. وبواسطتها انتقل الحق الشرعي في الحكم الى يسوع، ابن يوسف بالتبني.
من جهة اخرى، يقول انجيل لوقا عن يوسف انه «ابن هالي». وكلمة «ابن» يمكن ان تشير الى «صهر». كيف نعرف ذلك؟ نجد حالة مماثلة في لوقا ٣:٢٧ حيث يُذكر ان شألتيئيل هو «ابن نيري»، مع ان اباه الحقيقي هو يكنيا. (١ اخبار الايام ٣:١٧؛ متى ١:١٢) فعلى الارجح اصبح شألتيئيل صهر نيري حين تزوَّج من ابنته المجهولة الاسم. وفي سياق مماثل، اعتُبر يوسف «ابن» هالي لأنه تزوَّج من ابنته مريم. اذًا تتبَّع لوقا سلسلة نسب يسوع «بحسب الجسد» من خلال مريم، امه البيولوجية. (روما ١:٣) وهكذا يعطينا الكتاب المقدس سلسلتي نسب مختلفتين تغنيان معرفتنا.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ٢:١-٢٠) وَفِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ صَدَرَ مَرْسُومٌ مِنَ ٱلْقَيْصَرِ أُوغُسْطُسَ بِأَنْ يَكْتَتِبَ كُلُّ ٱلْمَسْكُونَةِ ٢ (جَرَى هٰذَا ٱلِٱكْتِتَابُ ٱلْأَوَّلُ عِنْدَمَا كَانَ كِيرِينِيُوسُ حَاكِمَ سُورِيَّةَ). ٣ فَسَافَرَ ٱلْجَمِيعُ لِيَكْتَتِبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. ٤ فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ ٱلْجَلِيلِ، مِنْ مَدِينَةِ ٱلنَّاصِرَةِ، إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ ٱلَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمَ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَائِلَتِهِ، ٥ لِيَكْتَتِبَ مَعَ مَرْيَمَ خَطِيبَتِهِ ٱلَّتِي تَزَوَّجَهَا، وَقَدْ ثَقُلَ حَمْلُهَا. ٦ وَبَيْنَمَا كَانَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. ٧ فَوَلَدَتِ ٱبْنَهَا ٱلْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي مِذْوَدٍ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي ٱلنُّزُلِ. ٨ وَكَانَ فِي تِلْكَ ٱلْكُورَةِ عَيْنِهَا رُعَاةٌ يَعِيشُونَ فِي ٱلْعَرَاءِ وَيَسْهَرُونَ فِي هُزُعِ ٱللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ. ٩ وَإِذَا مَلَاكُ يَهْوَهَ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ يَهْوَهَ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا جِدًّا. ١٠ فَقَالَ لَهُمُ ٱلْمَلَاكُ: «لَا تَخَافُوا، فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ، ١١ لِأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مُخَلِّصٌ، هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ، فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ. ١٢ وَهٰذِهِ عَلَامَةٌ لَكُمْ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا وَمُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». ١٣ وَٱنْضَمَّ فَجْأَةً إِلَى ٱلْمَلَاكِ جُمْهُورٌ مِنَ ٱلْجُنْدِ ٱلسَّمَاوِيِّ، يُسَبِّحُونَ ٱللّٰهَ وَيَقُولُونَ: ١٤ «اَلْمَجْدُ لِلّٰهِ فِي ٱلْأَعَالِي، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلسَّلَامُ بَيْنَ أُنَاسِ ٱلرِّضَى». ١٥ فَلَمَّا ٱنْصَرَفَتْ عَنْهُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، قَالَ ٱلرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ ٱلْآنَ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ وَنَنْظُرْ هٰذَا ٱلْأَمْرَ ٱلَّذِي حَدَثَ، وَقَدْ أَعْلَمَنَا بِهِ يَهْوَهُ». ١٦ فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ، وَٱلطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي ٱلْمِذْوَدِ. ١٧ وَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هٰذَا ٱلصَّغِيرِ. ١٨ وَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قَالَهُ لَهُمُ ٱلرُّعَاةُ، ١٩ وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ كُلَّ هٰذَا ٱلْكَلَامِ، مُتَفَكِّرَةً فِيهِ فِي قَلْبِهَا. ٢٠ ثُمَّ عَادَ ٱلرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ، كَمَا قِيلَ لَهُمْ.
٢٥ حزيران (يونيو)–١ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ٤–٥
«تمثَّل بيسوع في مقاومة التجارب»
(لوقا ٤:١-٤) وَٱنْصَرَفَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْأُرْدُنِّ مَلْآنًا رُوحًا قُدُسًا، فَٱقْتَادَهُ ٱلرُّوحُ فِي أَرْجَاءِ ٱلْبَرِّيَّةِ ٢ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَهُوَ يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ، فَلَمَّا تَمَّتْ شَعَرَ بِٱلْجُوعِ. ٣ فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ، فَقُلْ لِهٰذَا ٱلْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ رَغِيفَ خُبْزٍ». ٤ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ: ‹لَا يَحْيَ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ›».
اي نوع من الاشخاص يجب ان نكون؟
٨ اِسْتَخْدَمَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْمُخَطَّطَ نَفْسَهُ حِينَ حَاوَلَ أَنْ يُجَرِّبَ يَسُوعَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. فَبَعْدَ أَنْ صَامَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، حَاوَلَ أَنْ يَسْتَغِلَّ رَغْبَتَهُ فِي ٱلطَّعَامِ قَائِلًا لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ، فَقُلْ لِهٰذَا ٱلْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ رَغِيفَ خُبْزٍ». (لو ٤:١-٣) فَكَانَ أَمَامَ يَسُوعَ خِيَارَانِ: إِمَّا أَنْ يَسْتَعْمِلَ قُدْرَتَهُ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ لِإِشْبَاعِ حَاجَتِهِ إِلَى ٱلطَّعَامِ أَوْ أَلَّا يَسْتَعْمِلَهَا. وَبِمَا أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَجِبُ أَنْ يَسْتَخْدِمَ قِوَاهُ لِأَغْرَاضٍ أَنَانِيَّةٍ، فَهُوَ لَمْ يَعْتَبِرْ سَدَّ جُوعِهِ أَهَمَّ مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ. فَأَجَابَ ٱلشَّيْطَانَ قَائِلًا: «مَكْتُوبٌ: ‹لَا يَحْيَ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ›». — لو ٤:٤.
(لوقا ٤:٥-٨) فَصَعِدَ بِهِ إِبْلِيسُ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ. ٦ وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هٰذَا ٱلسُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ، لِأَنَّهُ قَدْ سُلِّمَ إِلَيَّ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. ٧ فَإِنْ أَنْتَ قُمْتَ بِعَمَلِ عِبَادَةٍ أَمَامِي، يَكُونُ لَكَ كُلُّهُ». ٨ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «مَكْتُوبٌ: ‹يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَعْبُدُ، وَلَهُ وَحْدَهُ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً›».
اي نوع من الاشخاص يجب ان نكون؟
١٠ وَمَاذَا عَنْ يَسُوعَ؟ لَقَدْ «أَرَاهُ [ٱلشَّيْطَانُ] جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ. وَقَالَ لَهُ: ‹أُعْطِيكَ هٰذَا ٱلسُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ›». (لو ٤:٥، ٦) طَبْعًا، لَمْ يَرَ يَسُوعُ بِعَيْنَيْهِ ٱلْحَرْفِيَّتَيْنِ جَمِيعَ ٱلْمَمَالِكِ فِي لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ. وَلٰكِنْ لَا بُدَّ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ شَعَرَ أَنَّ مُشَاهَدَةَ مَجْدِ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ فِي رُؤْيَا سَتَجْذِبُ يَسُوعَ بَعْضَ ٱلشَّيْءِ. وَبِكُلِّ وَقَاحَةٍ، قَدَّمَ لَهُ ٱلْعَرْضَ ٱلتَّالِيَ: «إِنْ أَنْتَ قُمْتَ بِعَمَلِ عِبَادَةٍ أَمَامِي، يَكُونُ لَكَ كُلُّهُ». (لو ٤:٧) فَأَبَى يَسُوعُ بِأَيِّ شَكْلٍ مِنَ ٱلْأَشْكَالِ أَنْ يَكُونَ مِنْ نَوْعِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِي أَرَادَهُ ٱلشَّيْطَانُ. فَرَدَّ عَلَيْهِ فَوْرًا: «مَكْتُوبٌ: ‹يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَعْبُدُ، وَلَهُ وَحْدَهُ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً›». — لو ٤:٨.
(لوقا ٤:٩-١٢) وَٱقْتَادَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى شَرَفَاتِ ٱلْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ، فَٱطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلُ، ١٠ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹يُوَصِّي مَلَائِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ›، ١١ وَأَيْضًا: ‹يَحْمِلُونَكَ عَلَى أَيْدِيهِمْ، لِئَلَّا تَصْدِمَ قَدَمَكَ بِحَجَرٍ›». ١٢ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «قَدْ قِيلَ: ‹لَا تَمْتَحِنْ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ›».
عجدر «الصور والفيديوات»
شرفات الهيكل
هناك احتمال ان يكون الشيطان قد اقام يسوع حرفيا «على شرفات الهيكل [او اعلى نقطة فيه]» وقال له ان يطرح نفسه الى اسفل. لكنَّ الموقع الذي ربما وقف فيه يسوع ليس معروفا بالتحديد. فبما ان التعبير الذي يُنقل هنا الى «هيكل» قد يشير الى مجمَّع الهيكل بكامله، فلعلَّ يسوع وقف في الزاوية الجنوبية الشرقية (١) من المجمَّع، او في زاوية اخرى منه. في كل الاحوال، لو سقط يسوع من اي من هذه المواقع، لكان سيموت بالتأكيد إلا اذا تدخَّل يهوه.
اي نوع من الاشخاص يجب ان نكون؟
١٢ بِٱلتَّبَايُنِ، يَا لَلْمِثَالِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي ٱلتَّوَاضُعِ! فَقَدْ حَاوَلَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُغْرِيَهُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى. إِلَّا أَنَّهُ رَفَضَ حَتَّى فِكْرَةَ ٱلْقِيَامِ بِأَمْرٍ قَدْ يَمْتَحِنُ بِهِ ٱللّٰهَ، إِذْ عَرَفَ أَنَّ ذٰلِكَ يَكُونُ عَمَلًا يَنِمُّ عَنِ ٱلْكِبْرِيَاءِ. بِٱلْأَحْرَى، كَانَ جَوَابُهُ وَاضِحًا وَمُبَاشِرًا: «قَدْ قِيلَ: ‹لَا تَمْتَحِنْ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ›». — اقرأ لوقا ٤:٩-١٢.
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ٤:١٧) فَأُعْطِيَ دَرْجَ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا، فَفَتَحَ ٱلدَّرْجَ وَوَجَدَ ٱلْمَكَانَ ٱلْمَكْتُوبَ فِيهِ:
عجدر لو ٤:١٧، «الملاحظات»
دَرج النبي اشعيا: يتألف دَرج البحر الميت لسفر اشعيا من ١٧ رقعة جلدية تتصل الواحدة بالاخرى، مشكِّلة لفافة طولها ٣,٧ امتار ومقسَّمة الى ٥٤ عمودا. ودَرج اشعيا الذي استُعمل في المجمع بالناصرة ربما كان بنفس الطول تقريبا. وبما ان الاسفار في القرن الاول لم تكن مقسَّمة الى اصحاحات وأعداد، فقد كان على يسوع ان يفتش عن المقطع الذي اراد قراءته. لكنه في الواقع وجد المكان حيث كُتبت الكلمات النبوية، ما يُظهر معرفته العميقة بكلمة اللّٰه.
(لوقا ٤:٢٥) وَبِٱلْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: أَرَامِلُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا، حِينَ أُغْلِقَتِ ٱلسَّمَاءُ ثَلَاثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَحَلَّتْ مَجَاعَةٌ عَظِيمَةٌ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا،
عجدر لو ٤:٢٥، «الملاحظات»
ثلاث سنين وستة اشهر: بحسب ١ ملوك ١٨:١، اعلن ايليا نهاية الجفاف «في السنة الثالثة». لذا يدَّعي البعض ان كلام يسوع يتناقض مع ما ذُكر في ١ ملوك. لكنَّ الرواية في الاسفار العبرانية لا تشير ان الجفاف دام اقل من ثلاث سنوات. فالعبارة «في السنة الثالثة» حُسبت كما يتضح انطلاقا من اليوم الذي اتى فيه ايليا الى اخآب اول مرة ليعلن الجفاف. (١ مل ١٧:١) فعلى الارجح، قال ايليا هذا الاعلان حين كان فصل الجفاف قد سبق ان بدأ، وهو يدوم عادة فترة تصل الى ستة اشهر لكنه ربما دام آنذاك اطول من المعتاد. اضافة الى ذلك، لم ينتهِ الجفاف فورا بعد ان اتى ايليا مجددا الى اخآب «في السنة الثالثة»، بل بعد الامتحان الذي حصل لاحقا على جبل الكرمل حين سقطت نار من السماء. (١ مل ١٨:١٨-٤٥) وبالتالي، فإن كلمات يسوع المسجلة هنا، اضافة الى الكلمات المشابهة التي دوَّنها اخوه من امه في يعقوب ٥:١٧، تتوافق تماما مع الفترة الزمنية في ١ ملوك ١٨:١.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ٤:٣١-٤٤) وَنَزَلَ إِلَى كَفَرْنَاحُومَ، مَدِينَةٍ فِي ٱلْجَلِيلِ. وَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي ٱلسَّبْتِ، ٣٢ فَذَهِلُوا مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ، لِأَنَّ كَلَامَهُ كَانَ بِسُلْطَةٍ. ٣٣ وَكَانَ فِي ٱلْمَجْمَعِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ، شَيْطَانٌ نَجِسٌ، فَصَاحَ بِصَوْتٍ عَالٍ: ٣٤ «آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ؟ أَجِئْتَ لِتُهْلِكَنَا؟ أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ، قُدُّوسُ ٱللّٰهِ». ٣٥ فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلًا: «اُسْكُتْ، وَٱخْرُجْ مِنْهُ». فَطَرَحَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِنْسَانَ أَرْضًا فِي وَسْطِهِمْ، وَخَرَجَ مِنْهُ دُونَ أَنْ يُؤْذِيَهُ. ٣٦ عِنْدَئِذٍ وَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى ٱلْجَمِيعِ، وَأَخَذُوا يَتَحَدَّثُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَائِلِينَ: «مَا هٰذَا ٱلْكَلَامُ، لِأَنَّهُ بِسُلْطَةٍ وَقُدْرَةٍ يَأْمُرُ ٱلْأَرْوَاحَ ٱلنَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ؟». ٣٧ فَخَرَجَتْ أَخْبَارُهُ إِلَى كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنَ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ. ٣٨ وَقَامَ مِنَ ٱلْمَجْمَعِ ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَ سِمْعَانَ. وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ تُعَانِي حُمَّى شَدِيدَةً، فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا. ٣٩ فَوَقَفَ فَوْقَهَا وَٱنْتَهَرَ ٱلْحُمَّى فَتَرَكَتْهَا. وَفِي ٱلْحَالِ قَامَتْ وَأَخَذَتْ تَخْدُمُهُمْ. ٤٠ وَعِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ، جَمِيعُ ٱلَّذِينَ كَانَ عِنْدَهُمْ مَرْضَى بِعِلَلٍ مُخْتَلِفَةٍ أَتَوْا بِهِمْ إِلَيْهِ. وَبِوَضْعِ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ كَانَ يَشْفِيهِمْ. ٤١ وَكَانَ ٱلشَّيَاطِينُ أَيْضًا يَخْرُجُونَ مِنْ كَثِيرِينَ، وَهُمْ يَصْرُخُونَ وَيَقُولُونَ: «أَنْتَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ». أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَنْتَهِرُهُمْ وَلَا يَسْمَحُ لَهُمْ بِأَنْ يَتَكَلَّمُوا، لِأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ. ٤٢ وَلَمَّا صَارَ ٱلنَّهَارُ، خَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْجُمُوعَ أَخَذُوا يَبْحَثُونَ عَنْهُ فَوَصَلُوا إِلَيْهِ، وَحَاوَلُوا أَنْ يُعِيقُوهُ لِئَلَّا يَنْصَرِفَ عَنْهُمْ. ٤٣ وَلٰكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْمُدُنَ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ». ٤٤ فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ ٱلْيَهُودِيَّةِ.