مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٩ ١/‏٤ ص ٩-‏١٤
  • ماذا يؤمن الناس بشأن الحياة بعد الموت؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ماذا يؤمن الناس بشأن الحياة بعد الموت؟‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • اجوبة كثيرة تنقل فكرة مشتركة
  • ولادة العقيدة
  • الامبراطورية العالمية للدين الباطل تتوسع شرقا
  • ماذا عن اليهودية،‏ العالم المسيحي،‏ والاسلام؟‏
  • الفكرة تدخل الى اليهودية،‏ العالم المسيحي،‏ والاسلام
    ماذا يحدث لنا عندما نموت؟‏
  • هل هنالك حياة بعد الموت؟‏
    ماذا يحدث لنا عندما نموت؟‏
  • خلود النفس ولادة عقيدة
    ماذا يحدث لنا عندما نموت؟‏
  • هل تبقى النفس حية بعد الموت؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
ب٩٩ ١/‏٤ ص ٩-‏١٤

ماذا يؤمن الناس بشأن الحياة بعد الموت؟‏

‏«إنْ مات رجل أفيحيا».‏ —‏ ايوب ١٤:‏١٤‏.‏

١،‏ ٢ بأية طريقة ينشد كثيرون التعزية عندما يفقدون شخصا يحبونه؟‏

في احدى قاعات المآ‌تم في مدينة نيويورك،‏ يصطف الاصدقاء والعائلة بهدوء قرب التابوت المفتوح لشاب حصد السرطان حياته وهو في الـ‍ ١٧ من العمر.‏ وتردِّد الام المنسحقة القلب مرارا وتكرارا،‏ والدموع تملأ عينيها:‏ «تومي سعيد اكثر الآن.‏ لقد اراد اللّٰه ان يكون تومي معه في السماء».‏ فهذا ما تعلمت ان تؤمن به.‏

٢ وعلى بعد حوالي ٠٠٠‏,١١ كيلومتر (‏٠٠٠‏,٧ ميل)‏،‏ في جمناڠر،‏ الهند،‏ يضرم الابن الاكبر من ثلاثة ابناء النار في الحطب في محرقة ابيهم الميت.‏ وعلى صوت فرقعة النار،‏ ينشد البراهمان المانترا السَّنسكريتية:‏ «لتجاهد الروح التي لا تموت ابدا في سعيها ان تصبح والحقيقة المطلقة واحدا».‏

٣ اية اسئلة تأمل فيها مليًّا الناس على مرّ العصور؟‏

٣ ان واقع الموت يحيط بنا.‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ ومن الطبيعي ان نتساءل هل الموت نهاية كل شيء.‏ فقد لاحظ ايوب،‏ خادم امين ليهوه اللّٰه في الماضي،‏ وهو يتأمل في الدورة الطبيعية للنباتات:‏ «للشجرة رجاء.‏ إنْ قُطعت تُخلِف ايضا ولا تُعدَم خراعيبها».‏ ولكن ماذا عن البشر؟‏ سأل ايوب:‏ «إنْ مات رجل أفيحيا».‏ (‏ايوب ١٤:‏٧،‏ ١٤‏)‏ وعلى مرّ العصور،‏ تأمل الناس في كل المجتمعات مليًّا في الاسئلة:‏ هل هنالك حياة بعد الموت؟‏ اذا كان ذلك صحيحا،‏ فأية حياة هي؟‏ ماذا يؤمن الناس؟‏ ولماذا؟‏

اجوبة كثيرة تنقل فكرة مشتركة

٤ ماذا يؤمن الناس من مختلف الاديان بشأن الحياة بعد الموت؟‏

٤ يؤمن كثيرون من المسيحيين الاسميين بأن الناس يذهبون بعد الموت إما الى السماء او الى الهاوية.‏ ومن جهة اخرى،‏ يؤمن الهندوس بالتقمص.‏ ووفقا للمعتقد الاسلامي،‏ سيكون هنالك يوم حساب بعد الموت،‏ حين يقيِّم اللّٰه مسلك حياة كل فرد،‏ مرسلا اياه إما الى الجنة او الى جهنم.‏ وفي بعض البلدان،‏ تكون المعتقدات المتعلقة بالاموات مزيجا غريبا من التقليد المحلي والمسيحية الاسمية.‏ ففي سري لانكا،‏ يفتح البوذيون والكاثوليك على السواء الابواب والنوافذ على مصراعيها حين تدرك المنيّة فردا من اسرتهم،‏ ويوضع التابوت بحيث تكون قدما الميت باتجاه باب مدخل البيت.‏ فهم يؤمنون بأن هذه الاجراءات تسهِّل خروج روح او نفس الميت.‏ ومن الشائع عند كثيرين من الكاثوليك والپروتستانت في افريقيا الغربية ان تُغطّى المرايا حين يموت احد حتى لا ينظر فيها ناظر ويرى روح الميت.‏ ثم بعد ٤٠ يوما،‏ تحتفل العائلة والاصدقاء بصعود النفس الى السماء.‏

٥ ما هي العقيدة المركزية التي توافق عليها معظم الاديان؟‏

٥ ورغم هذا الاختلاف،‏ يبدو ان غالبية الاديان توافق على الاقل على نقطة واحدة.‏ فهي تعتقد ان ثمة شيئا داخل الشخص —‏ سواء كان يُدعى نفسا،‏ روحا او شبحا —‏ خالدا ويستمر في العيش بعد موت الجسد.‏ وتؤيد كل اديان وشِيَع العالم المسيحي تقريبا،‏ والتي تُعَدّ بالمئات،‏ الايمان بخلود النفس.‏ وهذا المعتقد هو عقيدة رسمية في الديانة اليهودية ايضا.‏ وهو الركيزة الاساسية لتعليم التقمص الهندوسي.‏ ويؤمن المسلمون بأن النفس تستمر في العيش بعد موت الجسد.‏ ويعلِّم كلٌّ من سكان أوستراليا الاصليين،‏ أتباع مذهب الروحانية الافريقي،‏ الشنتويين،‏ حتى البوذيين هذه الفكرة نفسها بأشكال مختلفة.‏

٦ كيف ينظر بعض العلماء الى فكرة خلود النفس؟‏

٦ ومن جهة اخرى،‏ هنالك الذين يعتبرون ان الحياة الواعية تنتهي عند الموت.‏ ففي نظرهم،‏ يبدو بعيدا كليًّا عن المنطق الاعتقاد بالفكرة ان الحياة العاطفية والفكرية تستمر على شكل نفس منفصلة عن الجسد غير مادية ولا تملك صفات الشخصية.‏ يكتب ميڠل دي اونامونو،‏ العالِم الاسپاني للقرن الـ‍ ٢٠:‏ «الايمان بخلود النفس يعني التمني ان تكون النفس خالدة،‏ ولكن تمني ذلك الى حد ان هذه الرغبة تدوس المنطق وتتخطاه».‏ والذين يشاركون هذا العالم الاسپاني في اعتقاده هم اشخاص من مختلف الخلفيات مثل الفيلسوفَين القديمَين المشهورَين أرسطو وأبيقور،‏ الطبيب أبُقراط،‏ الفيلسوف الاسكتلندي دايڤيد هيوم،‏ العلَّامة العربي ابن رشد،‏ وأول رئيس وزراء في الهند بعد الاستقلال،‏ جواهَرلال نهرو.‏

٧ اية اسئلة مهمة عن الايمان بخلود النفس يجب ان نعالجها الآن؟‏

٧ وبوجه هذه الآراء والافكار المتناقضة،‏ لا بد لنا من السؤال:‏ هل نملك حقا نفسا خالدة؟‏ وإذا لم تكن النفس خالدة حقا،‏ فكيف يكون هذا التعليم الباطل جزءا لا يتجزأ من غالبية الاديان اليوم؟‏ وأين نشأت الفكرة؟‏ فمن الملحّ ان نجد اجوبة صحيحة وتجلب الاكتفاء على هذه الاسئلة لأن مستقبلنا يعتمد عليها.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١٩‏)‏ ولكن لنفحص اولا كيف نشأت عقيدة خلود النفس.‏

ولادة العقيدة

٨ ايّ دور لعبه سقراط وأفلاطون في تطور الفكرة ان النفس خالدة؟‏

٨ يُنسَب الى الفيلسوفَين اليونانيَّين للقرن الخامس قبل الميلاد،‏ سقراط وأفلاطون،‏ انهما من اوائل الذين طرحوا الفكرة ان النفس خالدة.‏ ولكنهما ليسا مَن ابتكر هذه الفكرة،‏ بل مَن صقلها وحوَّلها الى تعليم فلسفي،‏ جاعلَينها بالتالي اكثر جاذبية للطبقات المثقفة في ايامهما وفي العصور التي تلت.‏ فقد كان الزرادشتيون في فارس القديمة والمصريون قبلهم يؤمنون ايضا بخلود النفس.‏ لذلك ينشأ السؤال:‏ ما هو مصدر هذا التعليم؟‏

٩ ايّ تأثير مشترك كان هنالك على حضارات مصر وفارس واليونان؟‏

٩ يقول كتاب ديانة بابل وأشور (‏بالانكليزية)‏:‏ «في العالم القديم،‏ تأثرت مصر،‏ فارس،‏ واليونان بالديانة البابلية».‏ وفي ما يتعلق بالمعتقدات الدينية المصرية،‏ يتابع هذا الكتاب موضحا:‏ «نظرا الى الاحتكاك الباكر بين مصر وبابل،‏ كما تُبيّنه ألواح تل العمارنة،‏ فقد توافرت دون شك فرص تغلغل المعتقدات والعادات البابلية في العبادات المصرية».‏a ويمكن ان يُقال الامر عينه عن الحضارتين الفارسية واليونانية القديمتين.‏

١٠ ماذا كانت نظرة البابليين الى الحياة بعد الموت؟‏

١٠ ولكن هل آمن البابليون القدماء بخلود النفس؟‏ في هذا الصدد،‏ كتب الپروفسور موريس جاسترو الاصغر،‏ من جامعة پنسلڤانيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية:‏ «ان الشعب [في بابل] وقادة الفكر الديني فيها لم يتوقعوا على الاطلاق امكانية الابادة الكاملة لما هو حي.‏ فالموت [في نظرهم] كان ممرًّا يؤدي الى نوع آخر من الحياة،‏ وإنكار الخلود [في الحياة الحاضرة] شدَّد على ان المرء لا يستطيع ان يتفادى الانتقال الى شكل آخر من الوجود عند الموت».‏ نعم،‏ لقد آمن البابليون ايضا بأن الحياة تستمر بشكل او بآ‌خر بعد الموت.‏ وقد عبّروا عن ذلك بدفن اشياء مع الموتى ليستعملوها في الآخرة.‏

١١،‏ ١٢ اين كان مكان ولادة تعليم خلود النفس بعد الطوفان؟‏

١١ من الواضح ان تعليم خلود النفس يعود الى بابل القديمة.‏ فهل هذا مهمّ؟‏ نعم،‏ لأن الكتاب المقدس يقول ان الذي اسّس مدينة بابل هو نمرود،‏ ابن حفيد نوح.‏ فبعد الطوفان العالمي في ايام نوح،‏ كان جميع الناس يتكلمون لغة واحدة ولهم دين واحد.‏ ولم يكن نمرود ‹مقاوما ليهوه› فحسب ولكنه اراد هو وأتباعه ان ‹يصنعوا لأنفسهم اسما›.‏ وهكذا بتأسيس المدينة وبناء برج فيها،‏ انشأ نمرود دينا مختلفا.‏ —‏ تكوين ١٠:‏١،‏ ٦،‏ ٨-‏١٠‏،‏ ع‌ج‏؛‏ ١١:‏١-‏٤ ‏.‏

١٢ ويقول التقليد ان نمرود لقيَ حتفه بطريقة عنيفة.‏ وبعد موته،‏ من المنطقي ان يكون البابليون قد بجَّلوه على الارجح،‏ بصفته مؤسسا،‏ مشيّدا،‏ وأول ملك لمدينتهم.‏ ويقترح بعض العلماء ان مردوخ يمثّل نمرود المؤلَّه لأن الاله مردوخ (‏مرودخ)‏ كان يُعتبر مؤسس بابل،‏ ولأن عددا من الملوك البابليين سُمّوا على اسمه.‏ (‏٢ ملوك ٢٥:‏٢٧؛‏ اشعياء ٣٩:‏١؛‏ ارميا ٥٠:‏٢‏)‏ وإذا كان الامر كذلك،‏ فلا بد ان فكرة حيازة الشخص نفسا تبقى حية بعد الموت كانت سائدة على الاقل بحلول موت نمرود.‏ وفي جميع الاحوال،‏ تُظهر صفحات التاريخ ان مكان ولادة تعليم خلود النفس،‏ بعد الطوفان،‏ كان بابل.‏

١٣ كيف انتشر تعليم خلود النفس على وجه الارض،‏ وماذا كانت النتيجة؟‏

١٣ يُظهِر الكتاب المقدس ايضا ان اللّٰه شلّ جهود بنائي البرج في بابل ببلبلة لسانهم.‏ وإذ لم يعد بإمكانهم التحدث واحدهم الى الآخر،‏ اوقفوا مشروعهم وتبددوا «من هناك على وجه كل الارض».‏ (‏تكوين ١١:‏٥-‏٩‏)‏ ولا يجب ان يغيب عن بالنا انه رغم ان لغة الذين كان في نيتهم بناء البرج قد تغيرت،‏ إلا ان تفكيرهم ومفاهيمهم لم تتغير.‏ فأخذوا افكارهم الدينية معهم حيثما ذهبوا.‏ وبهذه الطريقة انتشرت التعاليم الدينية البابلية،‏ بما في ذلك تعليم خلود النفس،‏ على وجه الارض وصارت اساس اديان العالم الرئيسية.‏ وهكذا تأسست امبراطورية عالمية للدين الباطل،‏ موصوفة بالصواب في الكتاب المقدس انها «بابل العظيمة،‏ امّ العاهرات وأرجاس الارض».‏ —‏ كشف ١٧:‏٥‏.‏

الامبراطورية العالمية للدين الباطل تتوسع شرقا

١٤ كيف انتشرت المعتقدات الدينية البابلية الى شبه القارة الهندية؟‏

١٤ يقول بعض المؤرخين انه قبل اكثر من ٥٠٠‏,٣ سنة،‏ جلبت موجة هجرة شعبا آريا شاحب البشرة من الشمال الغربي الى وادي نهر السند،‏ الذي يقع الآن معظمه في پاكستان والهند.‏ ومن هناك انتشروا في سهول نهر الغانج وعبر الهند.‏ ويقول بعض الخبراء ان الافكار الدينية للمهاجرين كانت مؤسسة على تعاليم ايرانية وبابلية قديمة.‏ فشكَّلت هذه الافكار الدينية جذور الهندوسية.‏

١٥ كيف اثَّرت فكرة خلود النفس في الهندوسية في يومنا الحاضر؟‏

١٥ في الهند،‏ اتَّخذت فكرة خلود النفس شكل عقيدة التقمص.‏ والحكماء الهندوس،‏ الذين كانوا يجاهدون لإيجاد حل للمشكلة الكونية للشر والمعاناة عند البشر،‏ توصَّلوا الى ما يُدعى قانون الكَرْما،‏ قانون السبب والنتيجة.‏ وبإدماج هذا القانون في الايمان بخلود النفس،‏ توصَّلوا الى تعليم التقمص،‏ الذي يقول ان الشخص يُكافَأ او يُعاقَب على حسنات او سيئات احدى حيواته في الحياة التالية.‏ والهدف الذي يطمح اليه المؤمنون هو التحرر من دورة الولادات المتكررة والاتحاد بما يسمى الحقيقة المطلقة،‏ او النِّرڤانا.‏ وعلى مر القرون،‏ انتشر تعليم التقمص بانتشار الهندوسية.‏ وصارت هذه العقيدة الدعامة الاساسية للهندوسية في يومنا الحاضر.‏

١٦ ايّ اعتقاد عن الآخرة ساد التفكير والممارسات الدينية لغالبية سكان شرق آسيا؟‏

١٦ ومن الهندوسية،‏ انبثقت ديانات اخرى كالبوذية،‏ اليانية،‏ والسيخية.‏ وقد آمنت هذه ايضا بالتقمص.‏ وإضافة الى ذلك،‏ فيما كانت البوذية تتغلغل في شرق آسيا بمعظمه —‏ الصين،‏ كوريا،‏ واليابان وغيرها —‏ اثَّرت عميقا في حضارة وديانة المنطقة بكاملها.‏ فأدَّى هذا الى نشوء ديانات عكست مزيجا من المعتقدات تتضمن معتقدات من البوذية،‏ الارواحية،‏ وعبادة الاسلاف.‏ والاكثر تأثيرا بين هذه هي الطاوية،‏ الكونفوشيوسية،‏ والشنتوية.‏ وهكذا فإن الاعتقاد ان الحياة تستمر بعد موت الجسد ساد التفكير والممارسات الدينية لمعظم الناس في ذلك الجزء من العالم.‏

ماذا عن اليهودية،‏ العالم المسيحي،‏ والاسلام؟‏

١٧ ماذا آمن اليهود القدماء بشأن الحياة بعد الموت؟‏

١٧ وماذا يؤمن أتباع اديان اليهودية،‏ العالم المسيحي،‏ والاسلام بشأن الحياة بعد الموت؟‏ بين هذه الاديان،‏ اليهودية هي الاقدم.‏ فجذورها تمتد الى ايام ابراهيم،‏ قبل حوالي ٠٠٠‏,٤ سنة،‏ اي قبل ان طوَّر سقراط وأفلاطون نظرية خلود النفس بوقت طويل.‏ لقد آمن اليهود القدماء بقيامة الموتى لا بالخلود الملازم للبشر.‏ (‏متى ٢٢:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ عبرانيين ١١:‏١٩‏)‏ فكيف دخلت عقيدة خلود النفس الى اليهودية؟‏ يزوِّدنا التاريخ بالجواب.‏

١٨،‏ ١٩ كيف دخلت عقيدة خلود النفس الى اليهودية؟‏

١٨ في سنة ٣٣٢ ق‌م،‏ استولى الاسكندر الكبير على الشرق الاوسط،‏ بما فيه اورشليم.‏ وفيما كان خلفاء الاسكندر يتابعون خطته لجعل الناس يصطبغون بالصبغة الهلينستية،‏ امتزجت ثقافتان،‏ الثقافة اليونانية واليهودية.‏ وصار اليهود بمرور الوقت متضلِّعين من الفكر اليوناني،‏ حتى ان البعض صاروا فلاسفة.‏

١٩ وأحد هؤلاء الفلاسفة اليهود كان فيلون الاسكندري،‏ من القرن الاول للميلاد.‏ فقد كان يوقِّر أفلاطون ويسعى الى تفسير اليهودية على اساس الفلسفة اليونانية،‏ ممهِّدا بالتالي السبيل للمفكرين اليهود لاحقا.‏ والتلمود،‏ وهو تعليقات على الشريعة الشفهية كتبها الربَّانيون،‏ تأثر ايضا بالفكر اليوناني.‏ تقول دائرة المعارف اليهودية (‏بالانكليزية)‏:‏ «آمن ربَّانيو التلمود بالوجود المستمر للنفس بعد الموت».‏ حتى ان الادب الصوفي اليهودي اللاحق،‏ مثل القابالا،‏ يصل الى حدّ تعليم التقمص.‏ وهكذا دخلت فكرة خلود النفس الى اليهودية بطريقة غير مباشرة من خلال الفلسفة اليونانية.‏ وماذا يمكن ان يقال عن دخول هذا التعليم الى العالم المسيحي؟‏

٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ ماذا كان موقف المسيحيين الاولين من الفلسفة الأفلاطونية،‏ او اليونانية؟‏ (‏ب)‏ ماذا ادَّى الى إدماج افكار أفلاطون في التعاليم المسيحية؟‏

٢٠ بدأت المسيحية الحقَّة مع يسوع المسيح.‏ كتب ميڠل دي اونامونو،‏ المقتبس منه آنفا،‏ عن يسوع:‏ «آمن بالحري بقيامة الجسد،‏ بحسب الطريقة اليهودية،‏ لا بخلود النفس بحسب الطريقة الأفلاطونية [اليونانية]».‏ واستنتج قائلا:‏ «ان خلود النفس.‏ .‏ .‏ عقيدة فلسفية وثنية».‏ نظرا الى ذلك،‏ يمكننا ان ندرك لماذا حذَّر الرسول بولس بشدة مسيحيي القرن الاول من «الفلسفة والخداع الفارغ حسب تقليد الناس،‏ حسب مبادئ العالم الاولية وليس حسب المسيح».‏ —‏ كولوسي ٢:‏٨‏.‏

٢١ ولكن متى وكيف تسرَّبت هذه ‹العقيدة الفلسفية الوثنية› الى المسيحية؟‏ توضح دائرة المعارف البريطانية الجديدة (‏بالانكليزية)‏:‏ «منذ اواسط القرن الـ‍ ٢ ب‌م،‏ ابتدأ المسيحيون الذين نالوا بعض التدريب في الفلسفة اليونانية يشعرون بالحاجة الى التعبير عن ايمانهم من خلالها،‏ من اجل اكتفائهم الفكري وهداية الوثنيين المثقفين على حد سواء.‏ والفلسفة التي لاءمتهم اكثر كانت الأفلاطونية».‏ وكان اثنان من هؤلاء الفلاسفة الاولين الذين اثَّروا كثيرا في عقائد العالم المسيحي اوريجانس الاسكندري وأوغسطين الذي من هيپّو.‏ فقد كان هذان الاثنان متأثِّرَين كثيرا بأفكار أفلاطون وكانا وسيلة لإدماج هذه الافكار في التعاليم المسيحية.‏

٢٢ كيف بقي تعليم خلود النفس جزءا مهمًّا من الاسلام؟‏

٢٢ وفي حين ان فكرة خلود النفس في اليهودية والعالم المسيحي هي نتيجة التأثير الأفلاطوني،‏ فإن هذا المفهوم كان منذ البداية جزءا لا يتجزأ من الاسلام.‏ فالقرآن،‏ كتاب المسلمين المقدس،‏ يعلِّم ان الانسان يملك نفسا تستمر في الحياة بعد الموت.‏ ويقول ان المصير النهائي للنفس هو إما الحياة في جنة فردوس سماوية او العقاب في جهنم مشتعلة.‏ وهذا لا يعني ان العلماء العرب لم يحاولوا ان يمزجوا بين التعاليم الاسلامية والفلسفة اليونانية.‏ وفي الواقع،‏ كان العالم العربي متأثرا الى حدّ ما بعمل ارسطو.‏ ولكن لا يزال المسلمون يؤمنون بخلود النفس.‏

٢٣ اية اسئلة لا يسعنا إلا ان نسألها عن الحياة بعد الموت ستُعالج في المقالة التالية؟‏

٢٣ من الواضح ان الاديان حول العالم طوَّرت عددا كبيرا من المعتقدات المحيِّرة حول الآخرة،‏ وهي مؤسسة على تعليم خلود النفس.‏ وقد اثَّرت هذه المعتقدات في بلايين البشر،‏ حتى انها سيطرت عليهم واستعبدتهم.‏ وعندما تواجهنا كل هذه المعتقدات،‏ لا يسعنا إلا ان نسأل:‏ هل يمكن ان نعرف حقيقة ما يحدث لنا عندما نموت؟‏ هل هنالك حياة بعد الموت؟‏ ماذا يقول الكتاب المقدس عن ذلك؟‏ هذا ما سنعالجه في المقالة التالية.‏

‏[الحاشية]‏

a تل العمارنة هو موقع خرائب المدينة المصرية أختاتون،‏ ويُقال انها شُيّدت في القرن الـ‍ ١٤ ق‌م.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

◻ ما هي الفكرة المشتركة بين معظم المعتقدات الدينية بشأن الحياة بعد الموت؟‏

◻ كيف يشير التاريخ والكتاب المقدس الى بابل القديمة انها مكان ولادة عقيدة خلود النفس؟‏

◻ كيف تأثرت الاديان الشرقية بالاعتقاد البابلي بوجود نفس خالدة؟‏

◻ كيف تسلل تعليم خلود النفس الى اليهودية،‏ العالم المسيحي،‏ والاسلام؟‏

‏[الصورتان في الصفحتين ١٢ و ١٣]‏

ادَّى فتح الاسكندر الكبير الى امتزاج الثقافة اليونانية واليهودية

حاول اوغسطين إدماج الفلسفة الأفلاطونية في المسيحية

‏[مصدر الصورة]‏

Great Men and Famous Women Alexander: Musei Capitolini,‎ Roma; Augustine: From the book

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة