مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «يُوسُف» رقم ١ ف ١-‏رقم ١٢ ف ١
  • يُوسُف

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يُوسُف
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • ‏«هل انا مكان اللّٰه؟‏»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٥
  • ‏«اسمعوا هذا الحلم»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٤
  • يهوه لم ينسَ يوسف
    دروس من قصص الكتاب المقدس
  • حمى عائلته،‏ أعالها،‏ وحفِظ الامانة
    اقتد بإيمانهم
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «يُوسُف» رقم ١ ف ١-‏رقم ١٢ ف ١

يُوسُف

‏[اختصار يوشفيا،‏ ومعناه «ليضف (‏ليزد)‏ ياه،‏ ياه يضيف (‏يزيد)‏»]:‏

١-‏ الابن الاكبر بين ابني يعقوب اللذين ولدتهما زوجته المحبوبة راحيل.‏ (‏تك ٣٥:‏٢٤‏)‏ كانت راحيل عاقرا،‏ لذلك هتفت عند ولادته قائلة:‏ «قد نزع اللّٰه عاري!‏».‏ وبعد ان دعت اسمه يوسف قالت:‏ «يزيدني يهوه ابنا آخر»،‏ اي غير دان ونفتالي اللذين اعتبرتهما ابنيها رغم انهما من جاريتها بلهة.‏ (‏تك ٣٠:‏​٣-‏٨،‏ ٢٢-‏٢٤‏)‏ وقد كان عمر يعقوب آنذاك ٩١ سنة كما يبدو.‏ —‏ قارن تك ٤١:‏​٤٦،‏ ٤٧،‏ ٥٣،‏ ٥٤؛‏ ٤٥:‏١١؛‏ ٤٧:‏٩‏.‏

بعد نحو ست سنوات ترك يعقوب فدان ارام هو وكل عائلته وعاد الى ارض كنعان.‏ (‏تك ٣١:‏​١٧،‏ ١٨،‏ ٤١‏)‏ وعندما علم ان اخاه عيسو آت لملاقاته ومعه ٤٠٠ رجل،‏ قسم اولاده ونساءه وجاريتيه واضعا راحيل ويوسف في المؤخرة،‏ في الموقع الاكثر امانا.‏ (‏تك ٣٣:‏​١-‏٣‏)‏ فكان يوسف وأمه آخر من سجد امام عيسو.‏ —‏ تك ٣٣:‏​٤-‏٧‏.‏

وبعد ذلك اقام يوسف مع عائلته في كل من سكوت وشكيم (‏تك ٣٣:‏​١٧-‏١٩‏)‏ وبيت ايل.‏ (‏تك ٣٥:‏​١،‏ ٥،‏ ٦‏)‏ وفي وقت لاحق،‏ عندما كانت العائلة تنتقل من بيت ايل الى افرات (‏بيت لحم)‏،‏ ماتت راحيل ام يوسف اثر ولادتها بنيامين.‏ —‏ تك ٣٥:‏​١٦-‏١٩‏.‏

اخوته من ابيه يبغضونه:‏ حين كان يوسف في الـ‍ ١٧ من عمره،‏ ذهب يرعى الغنم مع ابناء يعقوب من بلهة وزلفة.‏ ومع انه اصغرهم،‏ لم يشترك معهم في عمل سيئ قاموا به،‏ وشعر ان من واجبه ان يخبر اباه بعملهم الذميم.‏ —‏ تك ٣٧:‏٢‏.‏

احب يعقوب يوسف اكثر من سائر بنيه لأنه كان ابن شيخوخته.‏ كما ان التصاق يوسف بما هو صائب ربما ساهم ايضا في جعل يعقوب يكن له مودة خصوصية.‏ وقد صنع له قميصا طويلا مخططا،‏ ربما كالقمصان التي كان يلبسها ذوو المنزلة الرفيعة.‏ فما كان من اخوته الا ان ابغضوه.‏ وازدادوا ايضا بغضا له حين قصّ عليهم حلما يدل على انه سيسمو عليهم.‏ كما انه رأى حلما آخر يدل ان اباه وأمه ايضا (‏ليس راحيل على ما يبدو لأنها كانت قد ماتت،‏ بل ربما اهل بيته او زوجة يعقوب الرئيسية التي كانت لا تزال حية)‏،‏ وليس اخوته فقط،‏ سيسجدان له.‏ وعندما قصّ هذا الحلم انتهره ابوه،‏ اما اخوته فاتقدت غيرتهم اكثر.‏ ولا يعني تكلم يوسف عن حلميه انه كان لديه شعور بالتفوق.‏ فكل ما فعله هو اخبارهم بما كشفه له اللّٰه.‏ وربما ادرك يعقوب ان الحلمين لهما طابع نبوي لأنه «حفظ هذا الكلام».‏ —‏ تك ٣٧:‏​٣-‏١١‏.‏

وفي مناسبة اخرى،‏ حين كان يعقوب في حبرون،‏ طلب من يوسف ان يتحقق من سلامة الغنم وإخوته فيما كانوا بالقرب من شكيم.‏ ولم يكن ذلك بالامر المسر ليوسف،‏ نظرا الى الحقد الذي كانوا يضمرونه له.‏ لكنه قال دون تردد:‏ «هأنذا!‏» وانطلق من منخفض وادي حبرون الى شكيم،‏ ثم تابع طريقه الى دوثان بعد ان اخبره رجل ان اخوته ارتحلوا الى هناك.‏ وعندما ابصره اخوته من بعيد ابتدأوا يتآ‌مرون عليه قائلين:‏ «هوذا هذا صاحب الاحلام آت.‏ فالآن تعالوا نقتله ونرميه في احد الاجباب .‏ .‏ .‏ فنرى ما يكون من احلامه».‏ (‏تك ٣٧:‏​١٢-‏٢٠‏)‏ لكن رأوبين اخاهم البكر اراد ان يحبط المؤامرة الهادفة الى قتل يوسف،‏ فألح عليهم الا يقتلوه بل ان يرموه في جب لا ماء فيه.‏ وعندما وصل يوسف نزعوا عنه قميصه الطويل المخطط وعملوا بنصيحة رأوبين.‏ ولكن في ما بعد رأوا قافلة اسماعيليين آتية،‏ فأقنع يهوذا،‏ في غياب رأوبين،‏ اخوته الآخرين انه من الافضل ان يبيعوا يوسف للتجار العابرين بدلا من ان يقتلوه.‏ —‏ تك ٣٧:‏​٢١-‏٢٧‏.‏

يُباع للعبودية:‏ استرأف يوسف اخوته،‏ لكنهم رغم ذلك باعوه بـ‍ ٢٠ من الفضة.‏ (‏تك ٣٧:‏٢٨؛‏ ٤٢:‏٢١‏)‏ ثم خدعوا اباهم يعقوب المسن وحملوه على الاعتقاد ان وحشا افترس يوسف،‏ فحزن جدا على فقدان ابنه حتى انه ابى ان يتعزى.‏ —‏ تك ٣٧:‏​٣١-‏٣٥‏.‏

اخيرا،‏ جلب التجار يوسف الى مصر وباعوه لفوطيفار،‏ رئيس الحرس الخاص عند فرعون.‏ (‏تك ٣٧:‏​٢٨،‏ ٣٦؛‏ ٣٩:‏١‏)‏ ولم يكن غريبا ان يشتري فوطيفار المصري يوسف،‏ فوثائق البردي القديمة تشير الى ان العبيد الاراميين (‏كان يوسف نصف ارامي [‏تك ٢٩:‏١٠؛‏ ٣١:‏٢٠‏])‏ كانت لهم قيمة كبيرة في تلك البلاد.‏

وكما كان يوسف دؤوبا في دعم مصالح ابيه،‏ برهن ايضا انه مجتهد وجدير بالثقة حين كان عبدا.‏ وقد نجح في كل ما فعله لأن يهوه باركه.‏ فما كان من فوطيفار الا ان ائتمنه على كل شؤون بيته.‏ وهكذا اصبح يوسف مديرا كما يبدو،‏ وهو مركز تأتي السجلات المصرية على ذكره في الحديث عن البيوت الكبيرة للمصريين ذوي النفوذ.‏ —‏ تك ٣٩:‏​٢-‏٦‏.‏

يقاوم الاغراء:‏ في هذه الاثناء،‏ اصبح يوسف شابا وسيما جدا.‏ ففُتنت به زوجة فوطيفار،‏ وكانت مرة بعد اخرى تطلب منه ان يقيم علاقة جنسية معها.‏ لكن يوسف،‏ المتدرب في طريق البر،‏ رفض وقال:‏ «كيف ارتكب هذا الشر العظيم وأخطئ الى اللّٰه؟‏».‏ ورغم ذلك،‏ بقي الخطر يتهدده.‏ تشير الادلة الاثرية ان البيوت المصرية كانت على ما يبدو مصممة بحيث ان الشخص الذي يريد ان يصل الى المخازن كان عليه ان يمر عبر الجزء الرئيسي من البيت.‏ وإذا كان بيت فوطيفار مصمما بهذه الطريقة،‏ فلا بد انه لم يكن باستطاعة يوسف ان يتفادى كليا الاحتكاك بزوجة فوطيفار.‏ —‏ تك ٣٩:‏​٦-‏١٠‏.‏

اخيرا،‏ انتهزت زوجة فوطيفار ما اعتبرته الفرصة المناسبة.‏ ففيما كان يوسف يهتم بشؤون المنزل،‏ استغلت عدم وجود رجال آخرين في البيت وأمسكته بثوبه قائلة:‏ «اضطجع معي!‏».‏ لكن يوسف ترك ثوبه في يدها وهرب.‏ عندئذ ابتدأت تصرخ،‏ وجعلت الامر يبدو وكأن يوسف تحرّش بها.‏ وعندما اخبرت زوجها بذلك ثار غضبه ورمى يوسف في بيت السجن حيث يُلقى سجناء الملك.‏ —‏ تك ٣٩:‏​١١-‏٢٠‏.‏

في السجن:‏ يبدو ان يوسف لقي في البداية معاملة قاسية في السجن.‏ «بالأكبال ضايقوا رجليه،‏ في الحديد دخلت نفسه».‏ (‏مز ١٠٥:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ لكن مأمور بيت السجن جعله لاحقا مسؤولا عن كل السجناء بسبب سلوكه المثالي في الظروف القاسية وبركة يهوه ايضا.‏ ومن جديد اظهر يوسف السجين في توليه هذه المسؤولية انه مدير مقتدر،‏ اذ حرص على اتمام كل العمل.‏ —‏ تك ٣٩:‏​٢١-‏٢٣‏.‏

وحدث بعد ذلك ان اثنين من موظفي فرعون،‏ رئيس السقاة ورئيس الخبازين،‏ زُجا في السجن نفسه،‏ وأوكل الى يوسف القيام بخدمتهما.‏ وبعد مدة حلم كل منهما حلما،‏ فقام يوسف بتفسير هذين الحلمين لهما بعد ان نسب التفاسير الى اللّٰه.‏ وقد دل حلم الساقي على عودته الى مركزه بعد ثلاثة ايام.‏ لذلك طلب يوسف منه ان يتذكره ويذكره لدى فرعون لكي يُطلق سراحه من السجن.‏ وقال له انه خُطف من «ارض العبرانيين» وإنه لم يفعل شيئا يستحق من اجله السجن.‏ ولكيلا يترك على الارجح انطباعا سيئا عن عائلته لم يشأ ان يحدد هوية خاطفيه.‏ وبعد ذلك،‏ فسّر حلم الخباز قائلا انه سيُعدم بعد ثلاثة ايام.‏ وقد تحقق الحلمان بعد ثلاثة ايام،‏ يوم ميلاد فرعون.‏ ولا شك ان ذلك عزز ثقة يوسف ان احلامه ستتحقق لا محالة وساعده ان يداوم على الاحتمال.‏ بحلول ذلك الوقت كانت قد مرت ١١ سنة على بيع اخوته له.‏ —‏ تك ٤٠:‏​١-‏٢٢‏؛‏ قارن تك ٣٧:‏٢؛‏ ٤١:‏​١،‏ ٤٦‏.‏

امام فرعون:‏ حين أُعيد الساقي الى مركزه نسي كل ما له علاقة بيوسف.‏ (‏تك ٤٠:‏٢٣‏)‏ ولكن بعد انتهاء سنتين كاملتين حلم فرعون حلمين لم يستطع كل كهنة مصر الذين يتعاطون السحر وكل حكمائها ان يفسروهما.‏ عندئذ اخبر الساقي فرعون عن يوسف،‏ فأرسل فورا في طلبه.‏ فحلق يوسف وغير رداءه قبل ان يمثل امام فرعون،‏ التزاما بالعادات المصرية.‏ وفي هذه المناسبة ايضا لم ينسب لنفسه اي فضل بل قال ان التفاسير هي للّٰه.‏ ثم اوضح ان حلمي فرعون يشيران الى مجيء سبع سنوات شبع يليها سبع سنوات جوع.‏ كما انه اوصى باتخاذ اجراءات تخفف من وطأة المجاعة التي ستحدث.‏ —‏ تك ٤١:‏​١-‏٣٦‏.‏

يُجعل حاكما ثانيا في مصر:‏ وجد فرعون في يوسف البالغ ٣٠ سنة من العمر رجلا يملك من الحكمة ما يكفي ليتولى الامور خلال فترة الشبع وفترة الجوع.‏ لذلك نصبه حاكما ثانيا في مصر،‏ واضعا خاتمه في يده وملبسا اياه ثياب كتان جيد وقلادة من ذهب.‏ (‏تك ٤١:‏​٣٧-‏٤٤،‏ ٤٦‏؛‏ قارن مز ١٠٥:‏​١٧،‏ ٢٠-‏٢٢‏.‏)‏ وتشهد النقوش والرسوم الجدارية المصرية على عادة تقليد المناصب هذه.‏ ومن المثير للاهتمام ايضا ان السجلات المصرية القديمة تظهر ان العديد من الكنعانيين مُنحوا مناصب رفيعة في مصر وأن تغيير اسم يوسف الى صفنات فعنيح لم يكن امرا فريدا.‏ وأعطي يوسف ايضا اسنات بنت فوطيفارع (‏اسم من اصل مصري،‏ ومعناه «هو الذي يعطيه رع»)‏ كاهن اون زوجة.‏ —‏ تك ٤١:‏٤٥‏.‏

بعد ذلك،‏ جال يوسف في كل ارض مصر وهيّأ نفسه لإدارة شؤون البلاد.‏ وفي وقت لاحق قام بتخزين كميات كبيرة جدا من الطعام خلال سنين الشبع.‏ وقبل ان تحل المجاعة انجبت له زوجته اسنات ابنين:‏ منسى وأفرايم.‏ —‏ تك ٤١:‏​٤٦-‏٥٢‏.‏

اخوته يأتون لشراء الطعام:‏ حلت المجاعة متجاوزة حدود مصر،‏ لذلك جاء الناس من البلاد المجاورة ليشتروا الطعام من يوسف.‏ وجاء ايضا اخوته العشرة وسجدوا له،‏ متممين جزئيا حلميه السابقين.‏ (‏تك ٤١:‏٥٣–‏٤٢:‏٧‏)‏ لكنهم لم يعرفوه لأنه كان يرتدي لباسا ملكيا ويتكلم معهم بواسطة ترجمان.‏ (‏تك ٤٢:‏​٨،‏ ٢٣‏)‏ وإذ تظاهر بأنه لا يعرفهم،‏ اتهمهم بأنهم جواسيس.‏ فأكدوا له انهم عشرة اخوة وأنهم تركوا في البيت اباهم وأخاهم الصغير وأن اخا آخر غير موجود.‏ لكن يوسف اصر على انهم جواسيس وجعلهم في الحبس.‏ وفي اليوم الثالث قال لهم:‏ «افعلوا هذا واحيوا.‏ فأنا اخاف اللّٰه.‏ ان كنتم مستقيمين،‏ فليقيد واحد من إخوتكم في بيت حبسكم [يبدو انه الحبس الذي كان فيه العشرة كلهم]،‏ اما البقية منكم فيذهبون ويأخذون الحبوب لمجاعة بيوتكم.‏ ثم تحضرون اخاكم الاصغر الي ليكون كلامكم صادقا ولا تموتوا».‏ —‏ تك ٤٢:‏​٩-‏٢٠‏.‏

جعلت هذه التطورات اخوة يوسف يشعرون بأن اللّٰه يعاقبهم لأنهم باعوه للعبودية قبل عدة سنوات.‏ وأمام اخيهم الذي لم يكونوا قد عرفوه بعد،‏ تبادلوا الحديث بشأن الذنب الذي اقترفوه.‏ عندما سمع يوسف كلامهم،‏ الذي يدل على توبتهم،‏ لم يقوَ على ضبط مشاعره وخرج من عندهم وأخذ يبكي.‏ ثم رجع وقيّد شمعون،‏ مبقيا اياه في الحبس حتى يعودوا ومعهم اخوهم الاصغر.‏ —‏ تك ٤٢:‏​٢١-‏٢٤‏.‏

اخوته يأتون مع بنيامين:‏ جاء اخوة يوسف التسعة الى يعقوب وأخبروه بما حدث في مصر،‏ ثم اكتشفوا ان مال كل واحد قد أُعيد الى عدله،‏ فأُصيبوا جميعا بخوف كبير،‏ وراح ابوهم يعبر عن اساه.‏ ولم يكن ليسمح لهم بأن يأخذوا ابنه الاصغر الى مصر لولا شدة المجاعة وتأكيد يهوذا انه سيعيد بنيامين سالما.‏ —‏ تك ٤٢:‏٢٩–‏٤٣:‏١٤‏.‏

لدى وصولهم الى مصر اجتمعوا من جديد بشمعون،‏ وتفاجأوا كثيرا عندما جرت دعوتهم لتناول الغداء مع المسؤول عن الاغذية.‏ وعندما اتى يوسف قدموا له هدية وسجدوا له،‏ وبعد ان اجابوا عن اسئلته بشأن ابيهم عادوا وخرّوا له من جديد.‏ وما ان رأى يوسف شقيقه بنيامين حتى تأججت مشاعره،‏ فخرج من امامهم وراح يبكي.‏ ثم تمالك نفسه وأمر بتقديم طعام الغداء.‏ فأُجلس الاخوة الـ‍ ١١ حسب اعمارهم من الاكبر الى الاصغر على طاولة خاصة بهم،‏ وأُعطي بنيامين حصة اكبر بخمسة اضعاف من حصة كل واحد منهم.‏ وعلى الارجح فعل يوسف ذلك ليمتحن اخوته ويرى هل لديهم بعد شعور بالحسد.‏ لكنهم لم يُظهِروا اي دليل على ذلك.‏ —‏ تك ٤٣:‏​١٥-‏٣٤‏.‏

كما في المرة السابقة،‏ امر يوسف ان يُعاد مال كل واحد الى كيسه (‏تك ٤٢:‏٢٥‏)‏،‏ وطلب ايضا ان يوضع كأس الفضة الخاص به في كيس بنيامين.‏ وبعد ان انطلقوا امر الرجل الذي على بيته ان يسعى وراءهم ويتهمهم بسرقة كأسه الفضية قائلا:‏ «أليست هذه هي التي يشرب فيها سيدي ويتفاءل بها؟‏».‏ ربما اراد يوسف بذلك ان يريهم قيمة الكأس الكبيرة لديه وخطورة جرمهم المزعوم.‏ (‏تك ٤٤:‏​١-‏٥‏)‏ ولكن بما ان كل ذلك كان جزءا من حيلة،‏ فليس هنالك طبعا اي اساس للاعتقاد ان يوسف كان فعلا يستعمل الكأس الفضية ليتفاءل بها.‏ فعلى ما يبدو اراد يوسف ان يظهر كشخص يدير شؤون بلاد لا تعرف شيئا عن العبادة الحقة.‏

يا للذعر الذي اصاب اخوته عندما وُجدت الكأس في كيس بنيامين!‏ فمزقوا ارديتهم ورجعوا الى بيت يوسف وسجدوا امامه.‏ فقال لهم انهم جميعا احرار ليذهبوا ما عدا بنيامين.‏ لكنهم ابوا ان يذهبوا مظهرين ان روح الحسد التي دفعتهم الى بيع اخيهم قبل نحو ٢٢ سنة لم تعد في داخلهم.‏ وراح يهوذا يتوسل من اجلهم بطريقة مؤثرة وعرض ان يبقى هو مكان بنيامين لئلا يموت ابوهم من الحزن عليه إن لم يعد.‏ —‏ تك ٤٤:‏​٦-‏٣٤‏.‏

يكشف عن هويته:‏ تأثر يوسف كثيرا عندما توسل يهوذا اليه بحيث لم يعد في وسعه ان يتمالك نفسه.‏ لذلك،‏ بعد ان طلب من كل الغرباء ان ينصرفوا،‏ كشف عن هويته لإخوته.‏ ولم يكن يضمر اي حقد لهم رغم انهم عاملوه معاملة سيئة جدا في السابق.‏ وقد عبر لهم قائلا:‏ «والآن لا تحزنوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني الى هنا؛‏ لأنه لاستبقاء حياة ارسلني اللّٰه قدامكم.‏ فقد صار للجوع في وسط الأرض سنتان،‏ وهنالك خمس سنين بعد لا يكون فيها حرث ولا حصاد.‏ فأرسلني اللّٰه قدامكم ليجعل لكم بقية في الارض وليحييكم بنجاة عظيمة.‏ فالآن ليس انتم ارسلتموني الى هنا بل اللّٰه».‏ (‏تك ٤٥:‏​١-‏٨‏)‏ كان غفران يوسف لإخوته حقيقيا،‏ لأنه بكى على اعناقهم وقبّلهم جميعا.‏ —‏ تك ٤٥:‏​١٤،‏ ١٥‏.‏

بعد ذلك اعطاهم يوسف عجلات،‏ بحسب اوامر فرعون،‏ لكي يأتوا بيعقوب وكل اهل بيته الى مصر.‏ كما انه اعطاهم هدايا وزادا للسفر.‏ ثم ودعهم وحثهم الا ‹يتغاضبوا في الطريق›.‏ —‏ تك ٤٥:‏​١٦-‏٢٤‏.‏

ابوه يأتي الى مصر:‏ لأول وهلة،‏ لم يصدق يعقوب البالغ من العمر ١٣٠ سنة ان ابنه يوسف لا يزال حيا.‏ لكنه عندما تأكّد اخيرا صرخ قائلا:‏ «اذهب وأراه قبل ان اموت!‏».‏ وفي ما بعد،‏ حين اتى يعقوب الى بئر سبع وهو في طريقه مع كل اهل بيته الى مصر،‏ اكد له اللّٰه في رؤيا انه راضٍ على انتقاله الى مصر وقال له ايضا ان ‹يوسف سيغمض عينيه› عند موته.‏ وبما ان الابن البكر هو الذي يفعل ذلك عادة،‏ فقد اظهر يهوه بقوله هذا ان يوسف هو الذي سينال حق البكورية.‏ —‏ تك ٤٥:‏٢٥–‏٤٦:‏٤‏.‏

ارسل يعقوب يهوذا قدامه ليبلغ يوسف بقدومه،‏ فأعد يوسف مركبته وصعد لملاقاة ابيه في جاسان.‏ ثم اتى الى فرعون ومعه خمسة من اخوته.‏ فقالوا لفرعون انهم رعيان غنم،‏ كما اوعز اليهم يوسف،‏ وطلبوا منه ان يتغربوا في ارض جاسان،‏ فلبى طلبهم.‏ وبعد ان قدم يوسف اباه الى فرعون اسكنه هو وأهل بيته في افضل الارض.‏ (‏تك ٤٦:‏٢٨–‏٤٧:‏١١‏)‏ وهكذا،‏ بحكمة وبدافع المحبة،‏ استفاد يوسف الى اقصى حد من تحامل المصريين على الرعاة.‏ وقد حال ذلك دون ان يُفسد تأثير المصريين عائلة يعقوب وأزال خطر اندماجهم الكلي بالمصريين من خلال الزواج.‏ ومن ذلك الوقت فصاعدا صار يعقوب وكل اهل بيته يعتمدون على يوسف لإعالتهم.‏ (‏تك ٤٧:‏١٢‏)‏ وفي الواقع،‏ لقد سجدوا جميعا ليوسف بصفته كبير وزراء فرعون،‏ متممين بطريقة لافتة حلمي يوسف النبويين.‏

تأثير المجاعة في المصريين:‏ باستمرار المجاعة،‏ استنفد المصريون شيئا فشيئا كل مالهم ومواشيهم لقاء الحصول على الطعام،‏ حتى انهم باعوا اخيرا ارضهم وأنفسهم عبيدا لفرعون.‏ عندئذ نقلهم يوسف وأسكنهم في المدن ليسهّل دون شك عمل توزيع الحبوب،‏ ولكن يبدو ان اعادة توزيع السكان هذه كانت اجراء مؤقتا.‏ فلا بد ان المصريين عادوا الى بيوتهم السابقة،‏ اذ كان عليهم ان يرجعوا الى حقولهم ليزرعوها.‏ وحالما يحصدون الارض،‏ كان عليهم بحسب فريضة يوسف ان يعطوا فرعون خُمس غلتها مقابل استخدامهم لها.‏ اما الكهنة فقد اعفوا من ذلك.‏ —‏ تك ٤٧:‏​١٣-‏٢٦‏.‏

يعقوب يبارك ابنَي يوسف:‏ بعد ١٢ سنة تقريبا من انتهاء المجاعة،‏ اتى يوسف بابنيه،‏ منسى وأفرايم،‏ الى يعقوب.‏ فأظهر يعقوب آنذاك ان حق البكورية سيكون ليوسف،‏ معتبرا افرايم ومنسى مساويين لأولاده الذين خرجوا من صلبه.‏ وهكذا كان سيخرج من يوسف سبطان مختلفان،‏ ولكل سبط ميراث مستقل.‏ وعند مباركة يعقوب لأفرايم ومنسى ابقى يمينه على رأس الاصغر،‏ اي افرايم،‏ رغم ان ذلك ساء في عيني يوسف.‏ وبإعطائه الاولوية لأفرايم،‏ كان يشير نبويا الى ان الاصغر سيكون الاعظم.‏ —‏ تك ٤٧:‏​٢٨،‏ ٢٩؛‏ ٤٨:‏​١-‏٢٢‏؛‏ انظر ايضا تث ٢١:‏١٧؛‏ يش ١٤:‏٤؛‏ ١ اخ ٥:‏١‏.‏

يعقوب يبارك يوسف وإخوته:‏ لاحقا،‏ دعا يعقوب وهو على فراش الموت كل بنيه وباركهم فردا فردا.‏ وقد شبّه يوسف بـ‍ «فرع شجرة مثمرة».‏ كانت هذه ‹الشجرة المثمرة› رأس العائلة يعقوب،‏ وقد صار يوسف فرعا بارزا من فروعها.‏ (‏تك ٤٩:‏٢٢‏)‏ ومع ان رماة السهام ضايقوه وأضمروا له الحقد ‹بقيت قوسه ثابتة،‏ وقوة يديه كانت طيعة›.‏ (‏تك ٤٩:‏​٢٣،‏ ٢٤‏)‏ يمكن ان ينطبق هذا القول على يوسف شخصيا.‏ فقد اضمر له اخوته الحقد،‏ وبطريقة مجازية رموه بالسهام ليقضوا عليه.‏ لكن يوسف بادلهم بالرحمة واللطف الحبي،‏ فكانت هاتان الصفتان كسهام قتلت حقدهم.‏ ولم ينجح رماة السهام الاعداء في قتل يوسف ولا في اضعاف ولائه للبر ومودته الاخوية.‏

لكن كلمات يعقوب يمكن ان تنطبق نبويا على السبطين اللذين كانا سيخرجان من ابنَي يوسف،‏ افرايم ومنسى،‏ وعلى الحروب التي سيخوضانها في المستقبل.‏ (‏قارن تث ٣٣:‏​١٣،‏ ١٧؛‏ قض ١:‏​٢٣-‏٢٥،‏ ٣٥‏.‏)‏ ومن المثير للاهتمام ان يشوع (‏هوشِع؛‏ يهوشوع)‏،‏ خلف موسى وقائد الحرب على الكنعانيين،‏ خرج من سبط افرايم.‏ (‏عد ١٣:‏​٨،‏ ١٦؛‏ يش ١:‏​١-‏٦‏)‏ وهنالك متحدر آخر من يوسف هزم المديانيين بمساعدة يهوه وهو جدعون من سبط منسى.‏ (‏قض ٦:‏​١٣-‏١٥؛‏ ٨:‏٢٢‏)‏ ويفتاح،‏ الذي هو ايضا من سبط منسى كما يتضح،‏ اخضع العمونيين.‏ —‏ قض ١١:‏​١،‏ ٣٢،‏ ٣٣‏؛‏ قارن قض ١٢:‏٤؛‏ عد ٢٦:‏٢٩‏.‏

هنالك اوجه اخرى لبركة يعقوب النبوية تتطابق ايضا مع الامور التي حدثت مع يوسف.‏ فعندما اعال يوسف كل بيت يعقوب او اسرائيل،‏ بدل ان ينتقم منهم،‏ كان راعيا وحجر دعم لإسرائيل.‏ ولأن يهوه هو من وجه الامور لكي يخدم بهذه الصفة،‏ فقد اتى من يدي «قدير يعقوب».‏ وإذ اتى يوسف من اللّٰه،‏ نال المساعدة منه.‏ وقد كان مع القادر على كل شيء،‏ اي انه الى جانب يهوه وبالتالي حائز على بركته.‏ —‏ تك ٤٩:‏​٢٤،‏ ٢٥‏.‏

وكان السبطان المتحدران من يوسف عبر افرايم ومنسى سيختبران ايضا بركة يهوه.‏ فقد قال يعقوب:‏ «يباركك [القادر على كل شيء] ببركات السماء من فوق،‏ ببركات الغمر الرابض تحت،‏ ببركات الثديين والرحم».‏ (‏تك ٤٩:‏٢٥‏)‏ وضمن ذلك للمتحدرين من يوسف ان ما يحتاجون اليه من ماء سيحصلون عليه من السماء ومن تحت الارض،‏ بالاضافة الى الصيرورة شعبا كثيرا.‏ —‏ قارن تث ٣٣:‏​١٣-‏١٦؛‏ يش ١٧:‏​١٤-‏١٨‏.‏

كانت البركات التي بارك بها يعقوب ابنه الحبيب يوسف ستصير زينة للسبطين اللذين سيخرجان منه.‏ كما انها كانت ستصير زينة تفوق البركات (‏الغابات والينابيع)‏ التي تزين الجبال الابدية والآكام الدهرية.‏ فستدوم البركة على رأس يوسف والمتحدرين منه تماما كما تدوم الجبال والآكام.‏ —‏ تك ٤٩:‏٢٦؛‏ تث ٣٣:‏١٦‏.‏

‏‹فُرز يوسف من اخوته› لأن اللّٰه اختاره ليقوم بدور خصوصي.‏ (‏تك ٤٩:‏٢٦‏)‏ فقد تميّز بسمو الروح والقدرة على الاشراف والتنظيم.‏ لذلك كان من الملائم ان تحل على هامته بركات خصوصية.‏

مات يعقوب بعد ان انتهى من مباركة بنيه.‏ فوقع يوسف على وجه ابيه وقبله.‏ ونزولا عند رغبة يعقوب ان يُدفن في مغارة المكفيلة،‏ امر يوسف الاطباء المصريين ان يحنطوا اباه استعدادا للرحلة الى كنعان.‏ —‏ تك ٤٩:‏٢٩–‏٥٠:‏١٣‏.‏

موقفه من اخوته:‏ بعد العودة من دفن يعقوب كان اخوة يوسف،‏ الذين لا يزالون يعانون من عذاب الضمير،‏ يخشون ان ينتقم منهم.‏ لذلك توسلوا اليه ان يغفر لهم.‏ فبكى يوسف وعزاهم وطمأنهم انه لا داعي الى الخوف،‏ قائلا:‏ «لا تخافوا،‏ لأنه هل انا مكان اللّٰه؟‏ انتم نويتم علي سوءا،‏ واللّٰه نوى به خيرا لكي يفعل كما اليوم،‏ لاستحياء شعب كثير.‏ فالآن لا تخافوا.‏ انا ازودكم وأطفالكم بالطعام».‏ —‏ تك ٥٠:‏​١٤-‏٢١‏.‏

موته:‏ بقي يوسف حيا بعد موت ابيه نحو ٥٤ سنة،‏ وهكذا عاش ١١٠ سنين.‏ وكان لديه امتياز رؤية بعض ابناء احفاده.‏ وقبل ان يموت،‏ طلب بإيمان ان يأخذ الاسرائيليون عظامه الى كنعان عند خروجهم من مصر.‏ وبعد ان مات حنطوه ووُضع في تابوت.‏ —‏ تك ٥٠:‏​٢٢-‏٢٦؛‏ يش ٢٤:‏٣٢؛‏ عب ١١:‏٢٢‏.‏

اسم يوسف يبرز:‏ نظرا الى مركز يوسف البارز بين ابناء يعقوب،‏ كان من الملائم جدا ان يُستخدم اسمه احيانا ليشير الى كل اسباط اسرائيل (‏مز ٨٠:‏١‏)‏ او الى الذين اصبحوا يشكلون المملكة الشمالية.‏ (‏مز ٧٨:‏٦٧؛‏ عا ٥:‏​٦،‏ ١٥؛‏ ٦:‏٦‏)‏ وتتضمن نبوات الكتاب المقدس ايضا اسمه.‏ ففي رؤيا حزقيال النبوية،‏ كان ليوسف نصيبان من الميراث (‏حز ٤٧:‏١٣‏)‏،‏ وحمل احد ابواب مدينة «يهوه هناك» اسم يوسف (‏حز ٤٨:‏​٣٢،‏ ٣٥‏)‏،‏ وفي الاشارة الى اعادة توحيد شعب يهوه،‏ قيل عن يوسف انه رئيس قسم من الامة ويهوذا رئيس القسم الآخر.‏ (‏حز ٣٧:‏​١٥-‏٢٦‏)‏ وتشير نبوة عوبديا ان «بيت يوسف» سيشترك في تدمير «بيت عيسو» (‏عو ١٨‏)‏،‏ اما نبوة زكريا فتشير الى ان يهوه سيخلص «بيت يوسف».‏ (‏زك ١٠:‏٦‏)‏ وعوضا عن افرايم يرد يوسف كأحد اسباط اسرائيل الروحي.‏ —‏ رؤ ٧:‏٨‏.‏

يشير إدراج اسم يوسف في الرؤيا ٧:‏٨ الى ان نبوة يعقوب التي تفوه بها وهو على فراش الموت تنطبق على اسرائيل الروحي.‏ لذلك،‏ من الجدير بالملاحظة ان قدير يعقوب،‏ يهوه اللّٰه،‏ زود المسيح يسوع كراع فاضل،‏ راعٍ ضحّى بحياته من اجل «الخراف».‏ (‏يو ١٠:‏​١١-‏١٦‏)‏ والمسيح يسوع هو حجر الزاوية الاساسي الذي عليه يقوم هيكل اللّٰه المؤلف من الاسرائيليين الروحيين.‏ (‏اف ٢:‏​٢٠-‏٢٢؛‏ ١ بط ٢:‏​٤-‏٦‏)‏ وهذا الراعي والحجر هو عند اللّٰه القادر على كل شيء.‏ —‏ يو ١:‏​١-‏٣؛‏ اع ٧:‏٥٦؛‏ عب ١٠:‏١٢‏؛‏ قارن تك ٤٩:‏​٢٤،‏ ٢٥‏.‏

اوجه الشبه بين يوسف والمسيح:‏ يمكن ملاحظة اوجه شبه عديدة بين حياة يوسف والمسيح يسوع.‏ فقد فُرز يوسف ونال مودة خصوصية عند ابيه،‏ وكذلك يسوع ايضا.‏ (‏قارن مت ٣:‏١٧؛‏ عب ١:‏​١-‏٦‏.‏)‏ وإخوة يوسف من ابيه كانوا عدائيين نحوه،‏ ويسوع ايضا رفضته خاصته،‏ اي اليهود (‏يو ١:‏١١‏)‏،‏ كما ان اخوته من امه الجسديين لم يكونوا يمارسون الايمان به في البداية.‏ (‏يو ٧:‏٥‏)‏ وتماثل طاعة يوسف الفورية في اتمام مشيئة ابيه والذهاب الى تفقد اخوته مجيء يسوع الطوعي الى الارض.‏ (‏في ٢:‏​٥-‏٨‏)‏ كما ان الاختبارت المرة التي عاناها يوسف نتيجة ارساله في هذه المهمة تشبه ما حدث ليسوع،‏ وخصوصا عندما أُسيئت معاملته ونُفذ فيه اخيرا حكم الموت على خشبة الآلام.‏ (‏مت ٢٧:‏​٢٧-‏٤٦‏)‏ بالاضافة الى ذلك،‏ قام إخوة يوسف ببيعه للقافلة المديانية-‏الاسماعيلية،‏ وكذلك سلم اليهود يسوع الى السلطات الرومانية لإعدامه.‏ (‏يو ١٨:‏٣٥‏)‏ وقد جرى تمحيص يوسف ويسوع كليهما وإعدادهما للدورين المنقذين للحياة من خلال معاناتهما الالم.‏ (‏مز ١٠٥:‏​١٧-‏١٩؛‏ عب ٥:‏​٧-‏١٠‏)‏ وهنالك وجه شبه بين ترفيع يوسف الى مركز المسؤول عن الاغذية في مصر وإنقاذ حياة الناس الذي نجم عن ذلك وبين ترفيع يسوع وصيرورته مخلصا لليهود ولغير اليهود على السواء.‏ (‏يو ٣:‏​١٦،‏ ١٧؛‏ اع ٥:‏٣١‏)‏ وكما كانت المؤامرة التي دبرها اخوة يوسف لإيذائه وسيلة اللّٰه لإنقاذهم من الموت جوعا،‏ كذلك زود موت يسوع الاساس للخلاص.‏ —‏ يو ٦:‏٥١؛‏ ١ كو ١:‏١٨‏.‏

٢-‏ هو والد يجآ‌ل.‏ ويجآ‌ل هو الجاسوس من سبط يساكر الذي ارسله موسى من برية فاران.‏ —‏ عد ١٣:‏​٢،‏ ٣،‏ ٧‏.‏

٣-‏ لاوي «من بني آساف» عُيّن بالقرعة في اول فرقة من فرق الموسيقيين الـ‍ ٢٤ التي خدمت خلال حكم داود.‏ —‏ ١ اخ ٢٥:‏​١،‏ ٢،‏ ٩‏.‏

٤-‏ «ابن يونام»؛‏ وهو احد اسلاف المسيح يسوع في سلسلة نسب امه الارضية مريم.‏ (‏لو ٣:‏٣٠‏)‏ كان يوسف هذا متحدرا من داود وعاش قبل ان يدمر البابليون اورشليم.‏

٥-‏ احد الذين صرفوا زوجاتهم الغريبات وبنيهم بحض من عزرا.‏ —‏ عز ١٠:‏​١٠-‏١٢،‏ ٤٢،‏ ٤٤‏.‏

٦-‏ كاهن في بيت الاب شبنيا في ايام يوياقيم رئيس الكهنة ونحميا الوالي وعزرا الكاهن.‏ —‏ نح ١٢:‏​١٢،‏ ١٤،‏ ٢٦‏.‏

٧-‏ «ابن متاثيا» وأحد اسلاف يسوع المسيح من جهة امه.‏ (‏لو ٣:‏​٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وقد عاش يوسف هذا بعد وقت طويل من السبي البابلي.‏

٨-‏ ابن شخص يُدعى يعقوب،‏ وهو ابو المسيح يسوع بالتبني وزوج مريم.‏ وفي وقت لاحق،‏ صار الاب الفعلي لعدة بنات ولأربعة بنين على الاقل هم:‏ يعقوب،‏ يوسف،‏ سمعان،‏ ويهوذا.‏ (‏مت ١:‏١٦؛‏ ١٣:‏​٥٥،‏ ٥٦؛‏ لو ٤:‏٢٢؛‏ يو ١:‏٤٥؛‏ ٦:‏٤٢‏)‏ ويُدعى يوسف ايضا ابن هالي (‏لو ٣:‏٢٣‏)‏،‏ وهو اسم حميه على ما يتضح.‏ ولأن يوسف البار كان دائما طائعا للارشاد الالهي التصق بدقة بالشريعة الموسوية وأذعن لأوامر قيصر.‏

كان يوسف نجارا يقيم في الناصرة وكانت موارده المالية محدودة نوعا ما.‏ (‏مت ١٣:‏٥٥؛‏ لو ٢:‏٤‏؛‏ قارن لو ٢:‏٢٤ بـ‍ لا ١٢:‏٨‏.‏)‏ وقد خطب العذراء مريم (‏لو ١:‏​٢٦،‏ ٢٧‏)‏،‏ الا انها اصبحت حبلى من روح قدس قبل ان يتحدا في الزواج.‏ وإذ لم يرد ان يشهرها،‏ نوى ان يطلقها سرّا.‏ (‏انظر «الطّلاق».‏)‏ ولكن،‏ بعد ان نال تفسيرا من ملاك يهوه في حلم،‏ اخذها الى بيته كزوجة شرعية له.‏ ولم يقم معها اية علاقة زوجية الا بعد ان ولدت ابنها الذي حبلت به بطريقة عجائبية.‏ —‏ مت ١:‏​١٨-‏٢١،‏ ٢٤،‏ ٢٥‏.‏

سافر يوسف المتحدر من الملك داود مع مريم الى بيت لحم التي في اليهودية،‏ وذلك اطاعة للمرسوم الذي اصدره اوغسطس قيصر بأن يُكتتب كلٌّ في مدينته.‏ وهناك ولدت مريم يسوع وأضجعته في مذود بسبب عدم توفّر اماكن اخرى للإقامة.‏ ولما اخبر الملاك الرعاة بذلك اتوا في تلك الليلة ليروا الطفل المولود حديثا.‏ وبعد نحو ٤٠ يوما،‏ قرّب يوسف ومريم يسوع في الهيكل في اورشليم وقرّبوا ذبيحة،‏ كما هو مطلوب في الشريعة الموسوية.‏ وقد تعجبا كلاهما عندما سمعا الكلمات النبوية التي تفوه بها سمعان المسن عن الامور العظيمة التي سيفعلها يسوع.‏ —‏ لو ٢:‏​١-‏٣٣‏؛‏ قارن لا ١٢:‏​٢-‏٤،‏ ٦-‏٨‏.‏

ويبدو انه في وقت ما بعد ذلك،‏ فيما كانوا يسكنون في بيت لحم،‏ زار بعض المنجمين من الشرق مريم وابنها الصغير.‏ (‏ربما يظهر ان الآية في لوقا ٢:‏٣٩ تشير الى ان يوسف ومريم رجعا الى الناصرة فور تقريبهم يسوع في الهيكل،‏ ولكن لا بد من التذكر ان هذه الآية هي جزء من رواية موجزة جدا.‏)‏ وقد حال التدخل الالهي دون ان تتسبب زيارتهم بموت يسوع.‏ وإذ أُعطي يوسف تحذيرا في حلم ان هيرودس يبحث عن الولد ليهلكه،‏ اصغى الى التوجيهات الالهية وهرب هو وعائلته الى مصر.‏ —‏ مت ٢:‏​١-‏١٥‏.‏

بعد موت هيرودس،‏ تراءى من جديد ملاك يهوه ليوسف في حلم وقال له:‏ «قم وخذ الصغير وأمه واذهب الى ارض اسرائيل».‏ لكنه سمع ان ارخيلاوس يملك على اليهودية عوضا عن ابيه هيرودس،‏ فخاف ان يرجع الى هناك.‏ «وإذ أُعطي تحذيرا الهيا في حلم،‏ انصرف الى مقاطعة الجليل،‏ وأتى وسكن في مدينة اسمها الناصرة».‏ —‏ مت ٢:‏​١٩-‏٢٣‏.‏

كان يوسف يأخذ كل سنة كامل عائلته معه لحضور الاحتفال بالفصح في اورشليم.‏ وفي احدى المناسبات،‏ حين كانوا عائدين الى الناصرة،‏ اكتشف يوسف ومريم بعدما سارا من اورشليم مسيرة يوم ان يسوع البالغ ١٢ سنة من العمر مفقود.‏ فراحا يبحثان عنه بدأب حتى وجداه اخيرا في الهيكل في اورشليم يسمع ويسأل المعلمين هناك.‏ —‏ لو ٢:‏​٤١-‏٥٠‏.‏

لا يذكر سجل الاسفار المقدسة الى اي مدى منح يوسف يسوع التدريب.‏ ولكنه ساهم دون شك في تقدم يسوع في الحكمة.‏ (‏لو ٢:‏​٥١،‏ ٥٢‏)‏ كما انه علمه مهنة النجارة لأن يسوع كان معروفا بـ‍ «ابن النجار» (‏مت ١٣:‏٥٥‏)‏ و «النجار».‏ —‏ مر ٦:‏٣‏.‏

لا تذكر الاسفار المقدسة بالتحديد في اي وقت مات يوسف.‏ ولكن يبدو انه مات قبل موت يسوع.‏ فلو انه بقي حيا الى ما بعد فصح سنة ٣٣ ب‌م لما عهد يسوع الى الرسول يوحنا بمسؤولية العناية بمريم عندما كان معلقا.‏ —‏ يو ١٩:‏​٢٦،‏ ٢٧‏.‏

٩-‏ اخو يسوع المسيح من امه.‏ (‏مت ١٣:‏٥٥؛‏ مر ٦:‏٣‏)‏ في بادئ الامر لم يكن يوسف هذا يمارس الايمان بيسوع،‏ مثله مثل اخوته الآخرين.‏ (‏يو ٧:‏٥‏)‏ ولكن لا شك انه هو وإخوته صاروا لاحقا مؤمنين.‏ ويذكر السجل انهم كانوا مع الرسل والآخرين بعد صعود يسوع الى السماء،‏ لذلك كانوا على الارجح بين التلاميذ الـ‍ ١٢٠ تقريبا الذين اجتمعوا في علية في اورشليم عندما اختير متياس بالقرعة مكان يهوذا الاسخريوطي الخائن.‏ ويبدو ان هذا الفريق نفسه المؤلف من ١٢٠ شخصا تقريبا نال روح اللّٰه يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م.‏ —‏ اع ١:‏٩–‏٢:‏٤‏.‏

١٠-‏ رجل ثري من الرامة،‏ احدى مدن اليهودية،‏ وعضو شريف في السنهدريم اليهودي.‏ مع ان يوسف هذا كان رجلا صالحا وبارا ينتظر ملكوت اللّٰه،‏ لم يصرّح علنا انه تلميذ ليسوع المسيح خوفا من اليهود غير المؤمنين.‏ ولكنه لم يكن مؤيدا للاجراء الظالم الذي اتخذه السنهدريم بحق المسيح يسوع.‏ وقد تشجع لاحقا وطلب من بيلاطس جسد يسوع وهيّأه هو ونيقوديموس للدفن،‏ ثم وضعاه في قبر محفور في الصخر.‏ وكان هذا القبر يقع في بستان بالقرب من مكان تعليق يسوع على الخشبة،‏ وهو ملك ليوسف هذا الذي من الرامة.‏ —‏ مت ٢٧:‏​٥٧-‏٦٠؛‏ مر ١٥:‏​٤٣-‏٤٦؛‏ لو ٢٣:‏​٥٠-‏٥٣؛‏ يو ١٩:‏​٣٨-‏٤٢‏.‏

١١-‏ احد الذين رُشحوا مع متياس لمركز الاشراف الذي كان يشغله يهوذا الاسخريوطي الخائن.‏ ويوسف هذا المدعو برسابا ايضا (‏ربما اسم العائلة او مجرد اسم اضافي)‏،‏ والملقب يوستس،‏ كان شاهدا لعمل يسوع المسيح وعجائبه وقيامته.‏ ولكن متياس،‏ لا يوسف،‏ هو مَن اختير بالقرعة ليحل محل يهوذا الاسخريوطي قبل يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ «فحُسب مع الرسل الاحد عشر».‏ —‏ اع ١:‏١٥–‏٢:‏١‏.‏

١٢-‏ لاوي قبرصي الأصل لقّب ببرنابا.‏ (‏اع ٤:‏​٣٦،‏ ٣٧‏)‏ وكان عشيرا لصيقا للرسول بولس.‏ —‏ انظر «‏بَرْنابا‏».‏

‏[الصورة]‏

انسجاما مع قول الكتاب المقدس انه كان لدى فرعون رئيس سقاة،‏ يوجد في قبر في طيبة رسم يصور جني العنب وصنع الخمر

‏[الصورة]‏

حصاد القمح وخزنه كما هو مصور في قبر مصري.‏ ويشير التكوين الى حصاد القمح الوافر في مصر

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة