كَيْفَ تُحَافِظُ عَلَى رُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ؟
«إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ كُلِّيًّا». — مت ١٦:٢٤.
١ كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا كَامِلًا فِي إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ؟
حِينَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، رَسَمَ مِثَالًا كَامِلًا فِي إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ. فَقَدْ وَضَعَ رَفَاهِيَتَهُ وَرَغَبَاتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةَ جَانِبًا بِهَدَفِ فِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ. (يو ٥:٣٠) وَإِذْ بَقِيَ أَمِينًا لِدَرَجَةِ ٱلْمَوْتِ عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ، بَرْهَنَ أَنْ لَا حُدُودَ لِرُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ ٱلَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا. — في ٢:٨.
٢ مَاذَا يَعْنِي ٱلتَّحَلِّي بِرُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ، وَلِمَ يَجِبُ أَنْ نُعْرِبَ عَنْهَا؟
٢ كَأَتْبَاعٍ لِيَسُوعَ، عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُعْرِبَ عَنْ رُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ. وَمَاذَا يَعْنِي ٱلتَّحَلِّي بِهٰذِهِ ٱلرُّوحِ؟ بِبَسِيطِ ٱلْعِبَارَةِ، يَعْنِي ذٰلِكَ أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِلتَّخَلِّي عَنْ رَغَبَاتِهِ وَأَذْوَاقِهِ مِنْ أَجْلِ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ. لِذَا، يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ رُوحَ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ تَتَنَافَى مَعَ صِفَاتٍ كَتَرْفِيعِ ٱلذَّاتِ وَٱلْأَنَانِيَّةِ. (اقرأ متى ١٦:٢٤.) فَهِيَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَضَعَ مَشَاعِرَنَا وَتَفْضِيلَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةَ فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلثَّانِيَةِ بَعْدَ مَشَاعِرِ وَتَفْضِيلَاتِ ٱلْآخَرِينَ. (في ٢:٣، ٤) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، عَلَّمَ يَسُوعُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلرُّوحَ هِيَ جَوْهَرُ عِبَادَتِنَا. كَيْفَ؟ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ، ٱلَّتِي هِيَ جُزْءٌ مِنَ ٱلدَّافِعِ وَرَاءَ إِنْكَارِ ذَاتِنَا، هِيَ ٱلسِّمَةُ ٱلْمُمَيِّزَةُ لِتَلَامِيذِ يَسُوعَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. (يو ١٣:٣٤، ٣٥) وَمَا أَجْمَلَ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَحْصُدُهَا لِأَنَّنَا جُزْءٌ مِنْ مَعْشَرِ إِخْوَةٍ عَالَمِيٍّ يُعْرِبُ عَنْ رُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ!
٣ مَا ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَقْضِيَ عَلَى رُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ ٱلَّتِي نَمْلِكُهَا؟
٣ وَلٰكِنْ رَغْمَ أَنَّنَا نَتَحَلَّى بِإِنْكَارِ ٱلذَّاتِ، نَحْنُ نُوَاجِهُ عَدُوًّا فِي وِسْعِهِ أَنْ يَقْضِيَ عَلَى هٰذِهِ ٱلرُّوحِ دُونَ أَنْ نَشْعُرَ. وَهٰذَا ٱلْعَدُوُّ هُوَ مَيْلُنَا إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ وَٱلْمَصَالِحِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. تَذَكَّرْ كَيْفَ أَعْرَبَ آدَمُ وَحَوَّاءُ عَنْ تَفْكِيرٍ كَهٰذَا. فَقَدْ تَمَلَّكَتْ حَوَّاءَ رَغْبَةٌ فِي تَرْفِيعِ نَفْسِهَا لِتَكُونَ فِي مَصَافِّ ٱللّٰهِ. كَمَا فَضَّلَ آدَمُ إِرْضَاءَ زَوْجَتِهِ عَلَى إِرْضَاءِ يَهْوَهَ. (تك ٣:٥، ٦) وَبَعْدَمَا حَوَّلَهُمَا إِبْلِيسُ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، لَمْ يَنْفَكَّ عَنْ إِغْوَاءِ ٱلنَّاسِ لِيُفَكِّرُوا بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا. حَتَّى إِنَّهُ حَاوَلَ فِعْلَ ذٰلِكَ حِينَ جَرَّبَ يَسُوعَ. (مت ٤:١-٩) وَفِي أَيَّامِنَا هٰذِهِ، يَنْجَحُ ٱلشَّيْطَانُ فِي تَضْلِيلِ مُعْظَمِ ٱلنَّاسِ، دَافِعًا إِيَّاهُمْ إِلَى وَضْعِ أَنْفُسِهِمْ وَمَصَالِحِهِمْ أَوَّلًا. وَيَسْتَحِقُّ هٰذَا ٱلْأَمْرُ ٱهْتِمَامَنَا لِمَا هُنَاكَ مِنْ خَطَرٍ أَنْ تَنْتَقِلَ إِلَيْنَا هٰذِهِ ٱلْعَدْوَى. — اف ٢:٢.
٤ (أ) هَلْ نَسْتَطِيعُ ٱلتَّخَلُّصَ حَالِيًّا مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ؟ أَعْطِ مَثَلًا. (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنَتَأَمَّلُ فِيهِمَا؟
٤ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ بِٱلصَّدَإِ ٱلَّذِي يَعْلُو ٱلْحَدِيدَ. فَحِينَ يَتَعَرَّضُ غَرَضٌ مِنْ حَدِيدٍ لِعَوَامِلِ ٱلطَّبِيعَةِ، قَدْ يَبْدَأُ ٱلصَّدَأُ فِي ٱلتَّشَكُّلِ عَلَيْهِ. لٰكِنَّ ٱلْخَطَرَ ٱلْحَقِيقِيَّ يَكْمُنُ فِي تَجَاهُلِ ٱلصَّدَإِ، سَامِحِينَ لَهُ بِٱلتَّشَكُّلِ لِدَرَجَةِ ٱلتَّسَبُّبِ فِي تَفَتُّتِ ٱلْغَرَضِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، مَعَ أَنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ ٱلتَّخَلُّصَ حَالِيًّا مِنْ نَقَائِصِنَا وَتَفْكِيرِنَا ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ، عَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُنْتَبِهِينَ لِلْمَخَاطِرِ ٱلْمُحْتَمَلَةِ وَنَسْتَمِرَّ فِي مُحَارَبَةِ هٰذَا ٱلتَّفْكِيرِ. (١ كو ٩:٢٦، ٢٧) فَكَيْفَ نُمَيِّزُ ٱلْعَلَامَاتِ ٱلَّتِي تَدُلُّ أَنَّ لَدَيْنَا تَفْكِيرًا مُتَمَحْوِرًا حَوْلَ ٱلذَّاتِ؟ وَكَيْفَ نُنَمِّي أَكْثَرَ رُوحَ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ؟
اِسْتَخْدِمِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِفَحْصِ ٱلذَّاتِ
٥ (أ) كَيْفَ يُشْبِهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْمِرْآةَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَجَنَّبَ حِينَ نَفْحَصُ ذَاتَنَا؟
٥ تَمَامًا كَمَا نَسْتَعْمِلُ ٱلْمِرْآةَ لِنَتَفَقَّدَ مَظْهَرَنَا ٱلْخَارِجِيَّ، بِمَقْدُورِنَا ٱسْتِخْدَامُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِنَفْحَصَ إِنْسَانَنَا ٱلدَّاخِلِيَّ وَنُصَحِّحَ أَيَّةَ عُيُوبٍ قَدْ نَجِدُهَا. (اقرأ يعقوب ١:٢٢-٢٥.) غَيْرَ أَنَّ ٱلْمِرْآةَ لَنْ تُفِيدَنَا إِلَّا إِذَا ٱسْتَعْمَلْنَاهَا بِٱلشَّكْلِ ٱلصَّحِيحِ. فَإِذَا أَلْقَيْنَا مَثَلًا نَظْرَةً سَرِيعَةً عَلَى مَظْهَرِنَا فِي ٱلْمِرْآةِ، فَقَدْ نَعْجَزُ عَنْ مُلَاحَظَةِ عَيْبٍ صَغِيرٍ وَلٰكِنْ هَامٌّ. أَوْ إِنْ نَظَرْنَا فِي ٱلْمِرْآةِ مِنْ زَاوِيَةٍ مُعَيَّنَةٍ، فَقَدْ نَرَى صُورَةَ شَخْصٍ آخَرَ. كَذٰلِكَ، إِذَا أَرَدْنَا أَنْ يُسَاعِدَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ٱكْتِشَافِ عَيْبٍ مَا فِي شَخْصِيَّتِنَا، يَنْبَغِي أَلَّا نَكْتَفِيَ بِقِرَاءَتِهِ بَيْنَ حِينٍ وَآخَرَ وَأَلَّا نَسْتَخْدِمَهُ لِنَرَى عُيُوبَ ٱلْآخَرِينَ.
٦ كَيْفَ ‹نُدَاوِمُ› عَلَى ٱلِٱطِّلَاعِ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ؟
٦ لَعَلَّنَا نَقْرَأُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِٱنْتِظَامٍ، أَوْ حَتَّى يَوْمِيًّا، وَمَعَ ذٰلِكَ لَا نَرَى أَيَّ أَثَرٍ لِلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ ٱلَّذِي يَكُونُ فِي ٱلْحَقِيقَةِ مَوْجُودًا لَدَيْنَا. كَيْفَ يَكُونُ ذٰلِكَ مُمْكِنًا؟ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: فِي مَثَلِ يَعْقُوبَ عَنِ ٱلْمِرْآةِ، لَمْ تَكُنِ ٱلْمُشْكِلَةُ أَنَّ ٱلرَّجُلَ أَخْفَقَ فِي ٱلنَّظَرِ بِٱنْتِبَاهٍ فِي ٱلْمِرْآةِ. فَحِينَ كَتَبَ يَعْقُوبُ أَنَّ ٱلرَّجُلَ كَانَ «يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ»، ٱسْتَخْدَمَ كَلِمَةً يُونَانِيَّةً تُعْطِي مَعْنَى ٱلتَّدْقِيقِ وَإِنْعَامِ ٱلنَّظَرِ. إِذًا، مَاذَا كَانَتْ مُشْكِلَةُ ٱلرَّجُلِ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ؟ تَابَعَ يَعْقُوبُ قَائِلًا إِنَّهُ كَانَ «يَمْضِي وَفِي ٱلْحَالِ يَنْسَى مَا هُوَ عَلَيْهِ». نَعَمْ، تَحَوَّلَ ٱلرَّجُلُ عَنِ ٱلْمِرْآةِ دُونَ أَنْ يُصَحِّحَ ٱلْعَيْبَ ٱلَّذِي رَآهُ. بِٱلْمُقَابِلِ، إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلنَّاجِحَ لَا «يَطَّلِعُ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ» فَحَسْبُ، بَلْ «يُدَاوِمُ عَلَى ذٰلِكَ» أَيْضًا. فَبَدَلَ أَنْ يُدِيرَ ظَهْرَهُ لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَةِ، يَسْتَمِرُّ فِي ٱتِّبَاعِ تَعَالِيمِهَا. وَقَدْ أَبْرَزَ يَسُوعُ فِكْرَةً مُشَابِهَةً حِينَ قَالَ: «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلِمَتِي، تَكُونُونَ حَقًّا تَلَامِيذِي». — يو ٨:٣١.
٧ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِٱكْتِشَافِ أَيِّ أَثَرٍ لِلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ؟
٧ لِذٰلِكَ، إِنْ أَرَدْتَ ٱلنَّجَاحَ فِي مُحَارَبَةِ آثَارِ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ، فَعَلَيْكَ أَوَّلًا قِرَاءَةُ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِٱعْتِنَاءٍ. فَقَدْ يُسَاعِدُكَ ذٰلِكَ عَلَى تَحْدِيدِ بَعْضِ ٱلنَّوَاحِي ٱلَّتِي تَحْتَاجُ إِلَى ٱلِٱنْتِبَاهِ. لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَكْفِي. فَيَجِبُ أَنْ تَتَعَمَّقَ أَكْثَرَ بِٱلْقِيَامِ بِٱلْبَحْثِ وَتَتَخَيَّلَ نَفْسَكَ فِي رِوَايَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تَقْرَأُهَا بِطَرْحِ أَسْئِلَةٍ مِثْلِ: ‹كَيْفَ كُنْتُ سَأَتَصَرَّفُ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ؟ هَلْ كُنْتُ سَأَتَصَرَّفُ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلصَّحِيحَةِ؟›. وَأَهَمُّ مِنْ ذٰلِكَ هُوَ أَنْ تُجَاهِدَ لِتَطْبِيقِ مَا قَرَأْتَهُ بَعْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِيهِ. (مت ٧:٢٤، ٢٥) فَلْنَرَ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ رِوَايَتَيِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ وَٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ لِمُسَاعَدَتِنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى رُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ.
تَعَلَّمْ مِنْ مِثَالِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ ٱلتَّحْذِيرِيِّ
٨ أَيَّةُ نَظْرَةٍ ٱسْتَهَلَّ شَاوُلُ بِهَا مُلْكَهُ، وَكَيْفَ تَجَلَّتْ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةُ؟
٨ تَصْلُحُ رِوَايَةُ شَاوُلَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ كَتَحْذِيرٍ لَنَا، إِذْ تُخْبِرُنَا كَيْفَ يَقْضِي ٱلتَّفْكِيرُ ٱلْمُتَمَحْوِرُ حَوْلَ ٱلذَّاتِ تَدْرِيجِيًّا عَلَى رُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ. فَقَدِ ٱسْتَهَلَّ شَاوُلُ مُلْكَهُ بِنَظْرَةٍ مُتَوَاضِعَةٍ وَمُحْتَشِمَةٍ إِلَى نَفْسِهِ. (١ صم ٩:٢١) فَرَفَضَ مُعَاقَبَةَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِٱلسُّوءِ عَلَى مُلْكِهِ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ بِإِمْكَانِهِ ٱعْتِبَارُ دِفَاعِهِ عَنْ مَرْكَزِهِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ٱللّٰهُ عَمَلًا مُبَرَّرًا. (١ صم ١٠:٢٧) كَمَا أَنَّهُ قَبِلَ إِرْشَادَ رُوحِ ٱللّٰهِ بِقِيَادَةِ إِسْرَائِيلَ فِي مَعْرَكَةٍ نَاجِحَةٍ ضِدَّ ٱلْعَمُّونِيِّينَ. بَعْدَ ذٰلِكَ، أَرْجَعَ ٱلْفَضْلَ إِلَى يَهْوَهَ فِي ٱلِٱنْتِصَارِ، مُعْرِبًا عَنْ رُوحٍ مُتَوَاضِعَةٍ. — ١ صم ١١:٦، ١١-١٣.
٩ كَيْفَ سَمَحَ شَاوُلُ لِلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ أَنْ يَنْمُوَ؟
٩ فِي مَا بَعْدُ، سَمَحَ شَاوُلُ لِلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ أَنْ يَنْمُوَ، مِثْلَمَا يَتَشَكَّلُ ٱلصَّدَأُ ٱلْأَكَّالُ. فَعِنْدَمَا قَهَرَ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ، وَضَعَ رَغَبَاتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةَ قَبْلَ طَاعَتِهِ لِيَهْوَهَ. ذٰلِكَ أَنَّهُ أَخَذَ بِجَشَعٍ ٱلْغَنِيمَةَ بَدَلًا مِنْ تَحْرِيمِهَا لِلْهَلَاكِ كَمَا أَمَرَهُ ٱللّٰهُ. ثُمَّ نَصَبَ لِنَفْسِهِ بِدَافِعِ ٱلْغَطْرَسَةِ نَصَبًا تَذْكَارِيًّا. (١ صم ١٥:٣، ٩، ١٢) وَحِينَ أَعْلَمَهُ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ رَاضٍ عَلَيْهِ، حَاوَلَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ بِٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلَّذِي أَطَاعَ فِيهِ أَمْرَ ٱللّٰهِ وَبِلَوْمِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى خَطَئِهِ. (١ صم ١٥:١٦-٢١) أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ غُرُورَ شَاوُلَ جَعَلَهُ يَهْتَمُّ بِحِفْظِ مَاءِ ٱلْوَجْهِ أَمَامَ ٱلشَّعْبِ أَكْثَرَ مِنْ إِرْضَاءِ ٱللّٰهِ. (١ صم ١٥:٣٠) فَكَيْفَ نَسْتَخْدِمُ رِوَايَةَ شَاوُلَ كَمِرْآةٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى رُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ؟
١٠، ١١ (أ) مَاذَا يُعَلِّمُنَا ٱخْتِبَارُ شَاوُلَ عَنِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى رُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ؟ (ب) كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱتِّبَاعَ مَسْلَكِ شَاوُلَ ٱلرَّدِيءِ؟
١٠ أَوَّلًا، يُظْهِرُ ٱخْتِبَارُ شَاوُلَ أَنَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ نَمْتَلِكَ ثِقَةً مُفْرِطَةً بِٱلنَّفْسِ، مُدَّعِينَ أَنَّنَا إِذَا أَظْهَرْنَا سَابِقًا رُوحَ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ، فَسَنَسْتَمِرُّ فِي إِظْهَارِهَا تِلْقَائِيًّا. (١ تي ٤:١٠) أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ شَاوُلَ أَحْسَنَ صُنْعًا فِي ٱلْبِدَايَةِ وَحَظِيَ بِرِضَى ٱللّٰهِ لِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ، إِلَّا أَنَّهُ فَشِلَ فِي ٱسْتِئْصَالِ ٱلْكِبْرِيَاءِ ٱلَّتِي أَخَذَتْ تَسْتَحْوِذُ عَلَيْهِ. فَرَفَضَهُ يَهْوَهُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ بِسَبَبِ عِصْيَانِهِ.
١١ وَثَانِيًا، يَلْزَمُ أَنْ نَحْذَرَ مِنَ ٱلتَّرْكِيزِ فَقَطْ عَلَى نَوَاحِي حَيَاتِنَا ٱلَّتِي نُحْسِنُ صُنْعًا فِيهَا، مُتَجَاهِلِينَ ٱلنَّوَاحِيَ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْعَمَلِ عَلَيْهَا. فَذٰلِكَ يُشْبِهُ ٱسْتِخْدَامَ مِرْآةٍ لِنَتَأَمَّلَ فِي مَلَابِسِنَا ٱلْجَدِيدَةِ بِإِعْجَابٍ دُونَ أَنْ نُلَاحِظَ بَعْضَ ٱلْقَذَرِ ٱلْمَوْجُودِ عَلَى وَجْهِنَا. حَتَّى لَوْ لَمْ نَكُنْ وَاثِقِينَ بِإِفْرَاطٍ بِأَنْفُسِنَا بِقَدْرِ مَا كَانَ شَاوُلُ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ، فَعَلَيْنَا حَتْمًا ٱلْعَمَلُ عَلَى تَجَنُّبِ أَيِّ مَيْلٍ قَدْ يَقُودُ إِلَى ٱلْمَسْلَكِ ٱلْخَاطِئِ نَفْسِهِ. فَعِنْدَمَا نَنَالُ ٱلْمَشُورَةَ، لِنَحْذَرْ لِئَلَّا نَكُونَ مِثْلَ شَاوُلَ ٱلَّذِي بَرَّرَ أَفْعَالَهُ، قَلَّلَ مِنْ أَهَمِّيَّةِ ٱلْمُشْكِلَةِ، وَلَامَ ٱلْآخَرِينَ. بِٱلْأَحْرَى، لِنَقْبَلِ ٱلْمَشُورَةَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ. — اقرإ المزمور ١٤١:٥.
١٢ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رُوحُ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ إِذَا ٱقْتَرَفْنَا خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟
١٢ وَلٰكِنْ، مَاذَا لَوِ ٱقْتَرَفْنَا خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟ بِسَبَبِ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ، حَاوَلَ شَاوُلُ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى سُمْعَتِهِ، فَحَالَ ذٰلِكَ دُونَ تَعَافِيهِ رُوحِيًّا. بِٱلتَّبَايُنِ، تُسَاعِدُنَا رُوحُ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ أَلَّا نُفَكِّرَ فِي أَنْفُسِنَا أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ، وَبِٱلتَّالِي أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلشُّعُورِ بِٱلْإِحْرَاجِ وَنَنَالَ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱللَّازِمَةَ. (ام ٢٨:١٣؛ يع ٥:١٤-١٦) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَدَأَ أَخٌ يُشَاهِدُ ٱلْفَنَّ ٱلإِبَاحِيَّ بِعُمْرِ ١٢ سَنَةً وَعَكَفَ عَلَى ذٰلِكَ سِرًّا لِأَكْثَرَ مِنْ عَقْدٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ. يَرْوِي: «اِسْتَصْعَبْتُ جِدًّا ٱلِٱعْتِرَافَ لِزَوْجَتِي وَلِلشُّيُوخِ بِٱلْأَمْرِ. وَٱلْآنَ، بَعْدَمَا ٱعْتَرَفْتُ، أَشْعُرُ أَنَّ حِمْلًا ثَقِيلًا أُزِيحَ عَنْ كَتِفَيَّ. لَقَدْ حَزِنَ بَعْضُ أَصْدِقَائِي حِينَ نُحِّيتُ عَنْ مَسْؤُولِيَّتِي كَخَادِمٍ مُسَاعِدٍ، كَمَا لَوْ أَنِّي خَيَّبْتُ آمَالَهُمْ. لٰكِنَّنِي أَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى ٱلْآنَ عَنْ خِدْمَتِي فِي حِينِ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَقْبُولَةً فِي نَظَرِهِ عِنْدَمَا كُنْتُ أُشَاهِدُ ٱلْفَنَّ ٱلْإِبَاحِيَّ، وَنَظْرَتُهُ هِيَ ٱلْأَهَمُّ حَقًّا».
تَغَلَّبَ بُطْرُسُ عَلَى مَيْلِهِ إِلَى تَرْفِيعِ ٱلذَّاتِ
١٣، ١٤ كَيْفَ أَظْهَرَ بُطْرُسُ أَنَّهُ يَمْتَلِكُ نَظْرَةً خَاطِئَةً إِلَى نَفْسِهِ؟
١٣ أَعْرَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنْ رُوحِ ٱلتَّوَاضُعِ وَإِنْكَارِ ٱلذَّاتِ حِينَ كَانَ يَتَلَقَّى ٱلتَّدْرِيبَ مِنْ يَسُوعَ. (لو ٥:٣-١١) إِلَّا أَنَّهُ وَجَبَ عَلَيْهِ أَحْيَانًا مُحَارَبَةُ مَيْلِهِ إِلَى تَرْفِيعِ ٱلذَّاتِ. مَثَلًا، ٱغْتَاظَ عِنْدَمَا خَطَّطَ ٱلرَّسُولَانِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا لِنَيْلِ مَرْكَزَيْنِ بَارِزَيْنِ إِلَى جَانِبِ يَسُوعَ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. فَلَرُبَّمَا ٱعْتَقَدَ أَنَّ مِنْ حَقِّهِ ٱلْحُصُولَ عَلَى أَحَدِ هٰذَيْنِ ٱلْمَرْكَزَيْنِ لِأَنَّ يَسُوعَ كَانَ قَدْ قَالَ إِنَّ بُطْرُسَ سَيَحْظَى بِدَوْرٍ مُمَيَّزٍ. (مت ١٦:١٨، ١٩) لٰكِنَّ يَسُوعَ حَذَّرَ يَعْقُوبَ، يُوحَنَّا، بُطْرُسَ، وَسَائِرَ ٱلرُّسُلِ مِنَ ٱلسَّعْيِ إِلَى ‹ٱلسِّيَادَةِ عَلَى› إِخْوَتِهِمْ. — مر ١٠:٣٥-٤٥.
١٤ حَتَّى بَعْدَمَا حَاوَلَ يَسُوعُ تَصْحِيحَ تَفْكِيرِ بُطْرُسَ، ٱسْتَمَرَّ هٰذَا ٱلْأَخِيرُ يَمْتَلِكُ نَظْرَةً خَاطِئَةً إِلَى نَفْسِهِ. فَحِينَمَا أَخْبَرَ يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنَّهُمْ سَيَتَخَلَّوْنَ عَنْهُ وَقْتِيًّا، قَلَّلَ بُطْرُسُ مِنْ شَأْنِ ٱلْآخَرِينَ وَرَفَّعَ نَفْسَهُ، مُدَّعِيًا أَنَّهُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي سَيَبْقَى أَمِينًا بَيْنَهُمْ. (مت ٢٦:٣١-٣٣) غَيْرَ أَنَّ ثِقَتَهُ بِنَفْسِهِ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَيُّ أَسَاسٍ، ذٰلِكَ أَنَّهُ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ عَيْنِهَا فَشِلَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ. فَفِي مُحَاوَلَةٍ لِحِمَايَةِ نَفْسِهِ، أَنْكَرَ يَسُوعَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. — مت ٢٦:٦٩-٧٥.
١٥ لِمَ نَقُولُ إِنَّ مِثَالَ بُطْرُسَ بِٱلْإِجْمَالِ مِثَالٌ مُشَجِّعٌ؟
١٥ رَغْمَ ضَعَفَاتِ بُطْرُسَ وَإِخْفَاقَاتِهِ، تَبْقَى حَيَاتُهُ مِثَالًا مُشَجِّعًا لَنَا. فَإِذْ بَذَلَ جُهْدًا وَنَالَ مُسَاعَدَةَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ، تَمَكَّنَ مِنَ ٱلتَّغَلُّبِ عَلَى مَيْلِهِ إِلَى تَرْفِيعِ نَفْسِهِ وَٱلْإِعْرَابِ عَنْ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلتَّوَاضُعِ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) فَقَدِ ٱحْتَمَلَ تَجَارِبَ بَدَتْ أَكْثَرَ صُعُوبَةً مِنْ تِلْكَ ٱلَّتِي عَثَرَ فِيهَا سَابِقًا. مَثَلًا، أَظْهَرَ بِطَرِيقَةِ تَجَاوُبِهِ مَعَ تَأْنِيبِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلْعَلَنِيِّ أَنَّهُ شَخْصٌ مُتَوَاضِعٌ. (غل ٢:١١-١٤) هٰذَا وَإِنَّهُ لَمْ يُضْمِرِ ٱلضَّغِينَةَ بَعْدَ أَنْ وُبِّخَ، شَاعِرًا أَنَّ تَأْنِيبَ بُولُسَ أَفْقَدَهُ ٱعْتِبَارَهُ. بَلِ ٱسْتَمَرَّ فِي إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لَهُ. (٢ بط ٣:١٥) حَقًّا، يُسَاعِدُنَا مِثَالُ بُطْرُسَ أَنْ نُنَمِّيَ رُوحَ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ.
كَيْفَ تَصَرَّفَ بُطْرُسُ بَعْدَمَا صَحَّحَ بُولُسُ تَفْكِيرَهُ؟ وَهَلْ نَتَصَرَّفُ بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.)
١٦ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا لَا نُفَكِّرُ فِي أَنْفُسِنَا أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ أَثْنَاءَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ؟
١٦ فَكِّرْ كَيْفَ تَتَصَرَّفُ أَثْنَاءَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ. فَعِنْدَمَا سُجِنَ بُطْرُسُ وَٱلرُّسُلُ وَجُلِدُوا مِنْ أَجْلِ ٱلْبِشَارَةِ، فَرِحُوا «لِأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَحِقِّينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ [يَسُوعَ]». (اع ٥:٤١) وَبِإِمْكَانِكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَعْتَبِرَ ٱلِٱضْطِهَادَ فُرْصَةً لِتَقْتَدِيَ بِبُطْرُسَ وَيَسُوعَ وَتُظْهِرَ أَنَّكَ لَا تُفَكِّرُ فِي نَفْسِكَ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ، بَلْ تَتَحَلَّى بِرُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ. (اقرأ ١ بطرس ٢:٢٠، ٢١.) كَمَا تُسَاعِدُكَ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةُ أَيْضًا فِي حَالِ نِلْتَ تَأْدِيبًا مِنَ ٱلشُّيُوخِ. فَحَاوِلْ أَنْ تَتْبَعَ مِثَالَ بُطْرُسَ عِوَضَ أَنْ تَمْتَلِئَ غَيْظًا. — جا ٧:٩.
١٧، ١٨ (أ) مَاذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا بِشَأْنِ ٱلْأَهْدَافِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟ (ب) مَاذَا نَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ إِذَا لَاحَظْنَا مِقْدَارًا مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ؟
١٧ يُمْكِنُكَ أَيْضًا ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْ مِثَالِ بُطْرُسَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْأَهْدَافِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَسْعَى وَرَاءَهَا بِدَافِعِ ٱلْبُرُوزِ أَوْ تَرْفِيعِ ٱلذَّاتِ. لِذَا، سَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَكُونَ ٱلدَّافِعُ وَرَاءَ رَغْبَتِي فِي زِيَادَةِ أَوْ تَحْسِينِ خِدْمَتِي لِيَهْوَهَ هُوَ ٱلْحُصُولَ عَلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلتَّقْدِيرِ أَوِ ٱلسُّلْطَةِ، كَمَا كَانَ عَلَى مَا يَظْهَرُ ٱلدَّافِعُ وَرَاءَ طَلَبِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا؟›.
١٨ فَإِذَا لَاحَظْتَ مِقْدَارًا مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ، فَٱطْلُبِ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ يَهْوَهَ عَلَى تَصْحِيحِ تَفْكِيرِكَ وَمَشَاعِرِكَ؛ ثُمَّ كَثِّفْ جُهُودَكَ لِتُرَكِّزَ عَلَى جَلْبِ ٱلْمَجْدِ لَهُ وَلَيْسَ لَكَ. (مز ٨٦:١١) وَفِي وِسْعِكَ أَيْضًا ٱلسَّعْيُ وَرَاءَ أَهْدَافٍ لَا تَضَعُكَ تَحْتَ ٱلْأَضْوَاءِ. مَثَلًا، قَدْ تُنَمِّي إِلَى حَدٍّ أَكْبَرَ بَعْضَ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ ٱلَّتِي تَعْتَبِرُهَا تَحَدِّيًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْكَ. أَوْ إِذَا كُنْتَ تَسْتَعِدُّ جَيِّدًا لِمَوَادِّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَلٰكِنَّكَ لَا تَهْتَمُّ كَثِيرًا بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي تَنْظِيفِ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، فَضَعْ هَدَفًا أَنْ تُطَبِّقَ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي رُومَا ١٢:١٦. — اقرأها.
١٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ لَا نَتَثَبَّطَ بِسَبَبِ مَا نَرَاهُ فِي مِرْآةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٩ حِينَ نَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى أَنْفُسِنَا فِي مِرْآةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَنَرَى ٱلشَّوَائِبَ — اَلَّتِي قَدْ تَشْمُلُ ٱلتَّفْكِيرَ ٱلْمُتَمَحْوِرَ حَوْلَ ٱلذَّاتِ وَٱلْمَصَالِحِ ٱلشَّخْصِيَّةِ — رُبَّمَا نَشْعُرُ بِٱلتَّثَبُّطِ. فَإِذَا حَصَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرُ مَعَكَ، فَفَكِّرْ فِي ٱلرَّجُلِ ٱلنَّاجِحِ فِي إِيضَاحِ ٱلتِّلْمِيذِ يَعْقُوبَ. فَيَعْقُوبُ لَمْ يُشَدِّدْ عَلَى ٱلسُّرْعَةِ ٱلَّتِي صَحَّحَ بِهَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْمَوْجُودَةَ فِيهِ وَلَا عَلَى تَمَكُّنِهِ مِنْ تَصْحِيحِ كُلِّ عَيْبٍ وَجَدَهُ، بَلْ قَالَ إِنَّهُ ‹دَاوَمَ عَلَى ٱلِٱطِّلَاعِ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ›. (يع ١:٢٥) فَقَدْ تَذَكَّرَ ٱلرَّجُلُ مَا رَآهُ فِي ٱلْمِرْآةِ وَٱسْتَمَرَّ فِي إِجْرَاءِ ٱلتَّحْسِينَاتِ. وَعَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ إِلَى نَفْسِكَ وَنَظْرَةٍ مُتَّزِنَةٍ إِلَى نَقَائِصِكَ. (اقرإ الجامعة ٧:٢٠.) دَاوِمْ عَلَى ٱلتَّعَمُّقِ فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ وَٱعْمَلْ عَلَى ٱلتَّخَلُّصِ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُتَمَحْوِرِ حَوْلَ ٱلذَّاتِ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى رُوحِ إِنْكَارِ ٱلذَّاتِ. فَيَهْوَهُ يَرْغَبُ فِي مُسَاعَدَتِكَ كَمَا يُسَاعِدُ ٱلْعَدِيدَ مِنْ إِخْوَتِكَ ٱلَّذِينَ يَحْظَوْنَ بِرِضَاهُ وَبَرَكَتِهِ مَعَ أَنَّهُمْ نَاقِصُونَ.