مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «داوُد»‏
  • داوُد

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • داوُد
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • سفر الكتاب المقدس رقم ١٠:‏ ٢ صموئيل
    ‏«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»‏
  • اتَّكل على روح اللّٰه للتكيُّف مع ظروف الحياة المتغيِّرة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
  • ‏«علّمني ان افعل مشيئتك»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
  • شاوُل
    بصيرة في الاسفار المقدسة
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «داوُد»‏

داوُد

‏[معناه على الارجح:‏ محبوب]:‏

في نصوص الكتاب المقدس باللغة الاصلية،‏ يرد الاسم داود ٠٧٨‏,١ مرة في الاسفار العبرانية —‏ بما فيها ٧٥ مرة في عناوين ٧٣ مزمورا —‏ و ٥٩ مرة في الاسفار اليونانية المسيحية.‏ ومن بين كل شخصيات الاسفار العبرانية،‏ لا يفوقه ذكرا على لسان كتبة الكتاب المقدس المسيحيين سوى موسى وإبراهيم.‏ وفي الـ‍ ١٣٧‏,١ مرة التي يرد فيها الاسم داود،‏ يُشار الى شخص واحد هو الملك الثاني لإسرائيل او الى الشخص الذي مثّله داود احيانا:‏ «يسوع المسيح،‏ ابن داود».‏ —‏ مت ١:‏١‏.‏

كان هذا الراعي والموسيقي والشاعر،‏ الذي لعب ايضا دورا كجندي وسياسي ونبي وملك،‏ شخصا بارزا جدا في الاسفار العبرانية.‏ فقد كان محاربا جبارا في ساحة المعركة واجه الشدائد باحتمال،‏ وكذلك قائدا وآمرا قويا لم تخنه شجاعته قط.‏ لكنه في الوقت نفسه تحلى بقدر كاف من التواضع جعله يعترف بأخطائه ويتوب عن خطاياه الجسيمة.‏ علاوة على ذلك،‏ كان رجلا قادرا على اظهار الحنان والرحمة،‏ احب الحق والبر،‏ والاهم انه امتلك ثقة مطلقة بإلهه يهوه واتكل عليه اتكالا تاما.‏

تحدر داود من بوعز وراعوث،‏ وتعود سلسلة نسبه الى يهوذا عبر فارص.‏ (‏را ٤:‏​١٨-‏٢٢؛‏ مت ١:‏​٣-‏٦‏)‏ وهو اصغر ابناء يسى الثمانية ولديه شقيقتان،‏ او اختان من امه.‏ (‏١ صم ١٦:‏​١٠،‏ ١١؛‏ ١٧:‏١٢؛‏ ١ اخ ٢:‏١٦‏)‏ ويبدو ان احد اخوة داود مات قبل ان ينجب اولادا،‏ لذلك حُذف اسمه من سجلات سلاسل النسب اللاحقة.‏ (‏١ اخ ٢:‏​١٣-‏١٦‏)‏ لا يأتي السجل على ذكر اسم ام داود.‏ ورغم اعتقاد البعض ان امه هي ناحاش،‏ من المرجح اكثر ان ناحاش هو والد اختي داود من امه.‏ —‏ ٢ صم ١٧:‏٢٥‏؛‏ انظر «‏ناحاش‏» رقم ٢.‏

وُلد داود في بيت لحم التي تقع على بعد نحو ٩ كلم (‏٥‏,٥ اميال)‏ جنوب-‏جنوب غرب اورشليم.‏ وهي البلدة التي عاش فيها اسلافه يسى وعوبيد وبوعز.‏ وقد دُعيت هذه البلدة احيانا «مدينة داود» (‏لو ٢:‏​٤،‏ ١١؛‏ يو ٧:‏٤٢‏)‏،‏ غير انها تختلف عن «مدينة داود» التي يُقصد بها صهيون في اورشليم.‏ —‏ ٢ صم ٥:‏٧‏.‏

حين كان شابا:‏ نقرأ عن داود لأول مرة وهو يرعى خراف ابيه في حقل قرب بيت لحم.‏ ويذكرنا هذا بما حدث بعد اكثر من الف سنة.‏ فالرعاة الذين شعروا بالرهبة عندما اختيروا ليسمعوا ملاك يهوه يعلن ولادة يسوع كانوا هم ايضا في حقل قرب بيت لحم.‏ (‏لو ٢:‏​٨-‏١٤‏)‏ لقد ارسل اللّٰه صموئيل الى بيت يسى ليمسح واحدا من ابنائه ملكا مستقبليا.‏ لكن صموئيل رفض اخوة داود السبعة الاكبر منه سنا قائلا:‏ «لم يختر يهوه هؤلاء».‏ فأُحضر داود من الحقل.‏ ولدى دخول هذا ‹الفتى الاصهب،‏ الجميل العينين والوسيم المنظر›،‏ ساد جو من الترقب اذ لم يكن احد يعرف حتى ذلك الوقت سبب مجيء صموئيل.‏ عندئذ امر يهوه صموئيل:‏ «قم امسحه،‏ لأن هذا هو!‏».‏ وهذا الشخص هو مَن يقول عنه يهوه:‏ «وجدت داود بن يسى رجلا يوافق قلبي،‏ الذي سيفعل كل ما ارغب فيه».‏ —‏ ١ صم ١٦:‏​١-‏١٣؛‏ ١٣:‏١٤؛‏ اع ١٣:‏٢٢‏.‏

كان للسنوات التي امضاها داود في صغره راعيا للغنم تأثير عميق في بقية حياته.‏ فعيشه في العراء جهزه ليحيا كهارب حين فرّ في وقت لاحق من وجه شاول الحانق.‏ كما اصبح ماهرا في رمي حجارة المقلاع،‏ نمّى الاحتمال والشجاعة،‏ وبات مستعدا لملاحقة وإنقاذ الخروف الذي يبتعد عن القطيع غير متردد في قتل اسد او دب اذا لزم الامر.‏ —‏ ١ صم ١٧:‏​٣٤-‏٣٦‏.‏

ولكن الى جانب شجاعته كمحارب،‏ تنطبع صورة داود في الذاكرة ايضا كشخص ماهر في العزف على القيثارة وكذلك كناظم وملحن للترانيم،‏ مواهب ربما نماها خلال الساعات الطويلة التي قضاها في رعاية الخراف.‏ كما اشتُهر بصنع آلات موسيقية جديدة.‏ (‏٢ اخ ٧:‏٦؛‏ ٢٩:‏​٢٦،‏ ٢٧؛‏ عا ٦:‏٥‏)‏ ومحبة داود ليهوه جعلت قصائده الغنائية اسمى بكثير من ان تُنشد لمجرد التسلية،‏ فقد اصبحت من ابهى الروائع المخصصة لعبادة يهوه وتسبيحه.‏ وفي حين تشير عناوين ٧٣ مزمورا الى ان المؤلف هو داود،‏ تُنسب اليه ايضا مزامير اضافية في اماكن اخرى.‏ (‏قارن مز ٢:‏١ بـ‍ اع ٤:‏٢٥؛‏ مز ٩٥:‏​٧،‏ ٨ بـ‍ عب ٤:‏٧‏.‏)‏ ومن المرجح جدا ان بعض المزامير،‏ مثل المزمور ٨ و ١٩ و ٢٣ و ٢٩‏،‏ تصوّر اختبارات داود حين كان راعيا.‏

كل هذا التدريب الذي ناله داود اثناء اعتنائه بالخراف جهزه للقيام بدور اعظم:‏ رعاية شعب يهوه.‏ فكما هو مكتوب:‏ «اختار [يهوه] داود خادمه وأخذه من صِير الغنم.‏ من خلف المرضعات اتى به ليرعى يعقوب شعبه وإسرائيل ميراثه».‏ (‏مز ٧٨:‏​٧٠،‏ ٧١؛‏ ٢ صم ٧:‏٨‏)‏ لكن داود لم يتولّ الملك حين ترك خراف ابيه لأول مرة.‏ بل صار موسيقي البلاط عملا بتوصية احد مشيري شاول،‏ الذي لم يصفه فقط بأنه ‹ماهر في العزف› بل ايضا بأنه «باسل وجبار،‏ رجل حرب،‏ ومتكلم بارع ورجل حسن الصورة،‏ ويهوه معه».‏ (‏١ صم ١٦:‏١٨‏)‏ وهكذا بات داود يعزف لشاول على القيثارة حين يكون هذا الاخير مضطربا،‏ كما اصبح حامل سلاحه.‏ —‏ ١ صم ١٦:‏​١٩-‏٢٣‏.‏

في وقت لاحق ولأسباب لم يُفصح عنها،‏ عاد داود الى بيت ابيه فترة غير محددة.‏ ولما اخذ زادا لإخوته الملتحقين بجيش شاول،‏ الذي كان مصطفا قبالة جيش الفلسطيين استعدادا للقتال،‏ ثار غضبه لدى رؤيته وسماعه جليات يعيّر يهوه.‏ فسأل:‏ «من هو هذا الفلسطي الاغلف حتى يعيّر صفوف اللّٰه الحي؟‏».‏ (‏١ صم ١٧:‏٢٦‏)‏ وأضاف قائلا:‏ «ان يهوه،‏ الذي انقذني من يد الاسد ومن يد الدب،‏ هو ينقذني من يد هذا الفلسطي».‏ (‏١ صم ١٧:‏٣٧‏)‏ وبعد ان مُنح الاذن،‏ اقترب داود الذي قتل اسدا ودبا في ما مضى من جليات وقال له:‏ ‹انا آتيك باسم يهوه الجنود،‏ اله صفوف اسرائيل،‏ الذي عيّرته›.‏ وقذف داود الحجر بمقلاعه على نحو مفاجئ،‏ فسقط بطل العدو الى الارض.‏ ثم اخذ داود سيف جليات وقطع به رأسه،‏ وعاد الى المعسكر حاملا غنائم الحرب:‏ رأس العملاق وسيفه.‏ —‏ ١ صم ١٧:‏​٤٥-‏٥٤‏؛‏ الصورة في المجلد ١،‏ ص X‏.‏

من الجدير بالملاحظة ان الترجمة السبعينية،‏ كما ترد في المخطوطة الفاتيكانية ١٢٠٩ باليونانية والتي تعود الى القرن الرابع،‏ تحذف الاعداد من ١ صموئيل ١٧:‏٥٥ حتى كلمة «الفلسطيين» في ١٨:‏٦أ‏.‏ لذلك يضع موفات كل هذه الاعداد،‏ باستثناء العدد الاخير،‏ ضمن معقوفين مزدوجين ويدعوها «إما اضافات تعبّر عن افكار الكتبة او اقحامات لاحقة».‏ لكن ثمة ادلة ترجح قراءة النص الماسوري.‏ —‏ انظر «صموئيل،‏ سفرا» (‏مقاطع مفقودة من الترجمة السبعينية اليونانية)‏.‏

حين كان هاربا:‏ (‏الخريطة في المجلد ١،‏ ص ٧٤٦ [بالانكليزية])‏ ان هذه الاحداث التي جرت بسرعة اطلقت داود من العيش كفتى مغمور في البرية ليصبح شخصا معروفا امام اعين كل اسرائيل.‏ فقد جُعل على رجال الحرب،‏ وكان يُستقبل بالرقص والابتهاج حين يعود ظافرا من حملة على الفلسطيين؛‏ وكانت الترنيمة الرائجة آنذاك:‏ «ضرب شاول ألوفه،‏ وداود عشرات ألوفه».‏ (‏١ صم ١٨:‏​٥-‏٧‏)‏ «وأحب جميع اسرائيل ويهوذا داود»،‏ حتى ان يوناثان بن شاول قطع معه عهدا ابديا قائما على المحبة والصداقة المتبادَلتين.‏ وقد امتدت فوائد هذا العهد الى ابن يوناثان،‏ مفيبوشث،‏ وحفيده ميكا.‏ —‏ ١ صم ١٨:‏​١-‏٤،‏ ١٦؛‏ ٢٠:‏​١-‏٤٢؛‏ ٢٣:‏١٨؛‏ ٢ صم ٩:‏​١-‏١٣‏.‏

اثارت شعبية داود هذه غيرة شاول الذي ما انفك «ينظر بارتياب الى داود من ذلك اليوم فصاعدا».‏ وخلال مناسبتين،‏ فيما كان داود يعزف كعادته،‏ رماه بالرمح وفي نيته ان يسمره الى الحائط.‏ غير ان يهوه انقذ داود في كلتا المرتين.‏ وكان شاول قد وعد ان يزوج ابنته لمن يقتل جليات،‏ لكنه تردد في اعطائها لداود.‏ ثم وافق اخيرا ان يزوجه ابنة اخرى له شريطة ان يجلب له داود «مئة غلفة من الفلسطيين»،‏ طلب غير منطقي ظن شاول انه سيودي بحياة داود.‏ غير ان داود الشجاع ضاعف المهر وجلب لشاول ٢٠٠ غلفة،‏ فأُعطيت ميكال زوجة له.‏ وهكذا،‏ دخل اثنان من اولاد شاول في عهد مع داود بدافع المحبة،‏ الامر الذي جعل شاول يكرهه اكثر من اي وقت مضى.‏ (‏١ صم ١٨:‏​٩-‏٢٩‏)‏ فحاول للمرة الثالثة ان يسمره الى الحائط فيما كان يعزف امامه.‏ فهرب داود تحت جنح الليل ولم يرَ شاول مجددا إلا في ظل ظروف مختلفة وغريبة للغاية.‏ —‏ ١ صم ١٩:‏١٠‏.‏

طوال سنوات عديدة عاش داود كهارب،‏ متنقلا باستمرار من مكان الى آخر ومطاردا بلا هوادة من قِبل ملك عنيد وشرير عاقد العزم على قتله.‏ فلجأ في البداية الى النبي صموئيل في الرامة (‏١ صم ١٩:‏​١٨-‏٢٤‏)‏؛‏ ولكن عندما لم يعد بإمكانه الاختباء هناك،‏ اتجه الى مدينة جت الفلسطية وعرّج على نوب ليرى رئيس الكهنة اخيمالك وأخذ من هناك سيف جليات.‏ (‏١ صم ٢١:‏​١-‏٩؛‏ ٢٢:‏​٩-‏٢٣؛‏ مت ١٢:‏​٣،‏ ٤‏)‏ ولم يتمكن من الهرب من جت إلا حين غيّر عقله وأخذ يخربش على باب المدينة مثل الاولاد تاركا ريقه يسيل على لحيته.‏ (‏١ صم ٢١:‏​١٠-‏١٥‏)‏ وقد ألّف داود المزمورين ٣٤ و ٥٦ من وحي هذه التجربة.‏ ثم هرب الى مغارة عدلام حيث انضمت اليه عائلته ونحو ٤٠٠ رجل بائس وفي شدة.‏ وربما تُحفظ ذكرى اقامته في هذا الكهف في المزمور ٥٧ او المزمور ١٤٢ او فيهما كليهما.‏ بعد ذلك واصل داود تنقله،‏ فذهب الى مِصفة في موآب ثم عاد الى غابة حارث في ارض يهوذا.‏ (‏١ صم ٢٢:‏​١-‏٥‏)‏ وأثناء اقامته في قعيلة علم ان شاول يعد العدة للهجوم،‏ فهرب الى برية زيف مع رجاله الذين بلغ عددهم آنذاك نحو ٦٠٠.‏ لكن شاول استمر يطارده من مكان الى آخر،‏ متعقبا اياه من برية زيف في حرشة الى برية معون.‏ ولما اوشك شاول على الامساك بفريسته،‏ جاءه خبر ان الفلسطيين اغاروا على الارض.‏ فأقلع فترة من الوقت عن تعقب داود الهارب،‏ مما مكّن هذا الاخير من الفرار الى عين جدي.‏ (‏١ صم ٢٣:‏​١-‏٢٩‏)‏ وقد نظم داود،‏ نتيجة اختبارات مشابهة،‏ مزامير جميلة تسبّح يهوه على تزويده انقاذا عجائبيا.‏ —‏ مز ١٨،‏ ٥٩،‏ ٦٣،‏ ٧٠‏.‏

في عين جدي،‏ دخل شاول مغارة ليقضي حاجته.‏ فزحف داود،‏ الذي كان مختبئا في باطن المغارة،‏ وقطع ذيل ثوب شاول.‏ لكنه ابقى على حياته قائلا انه يستحيل عليه ان يؤذي الملك «لأنه مسيح يهوه».‏ —‏ ١ صم ٢٤:‏​١-‏٢٢‏.‏

بعد موت صموئيل:‏ بعد موت صموئيل سكن داود،‏ الذي كان لا يزال هاربا،‏ في برية فاران.‏ (‏انظر «‏فاران‏».‏)‏ وأظهر داود ورجاله لطفا لنابال،‏ مربي ماشية ميسور يعمل في الكرمل جنوب حبرون،‏ انما ليردهم هذا الجاحد لاحقا خائبين.‏ وقد منعت سرعة البديهة التي تحلت بها ابيجايل،‏ زوجة نابال،‏ يد داود من اهلاك ذكور البيت.‏ أما نابال فضربه يهوه ومات.‏ عندئذ تزوج داود بهذه الارملة،‏ وبذلك اصبح عنده زوجتان:‏ اخينوعم من يزرعيل وأبيجايل من الكرمل.‏ أما ميكال فقد اعطاها شاول لرجل آخر خلال فترة غياب داود الطويلة.‏ —‏ ١ صم ٢٥:‏​١-‏٤٤؛‏ ٢٧:‏٣‏.‏

لجأ داود مرة ثانية الى برية زيف،‏ وابتدأت المطاردة من جديد.‏ وقد شبّه داود شاول والـ‍ ٠٠٠‏,٣ رجل الذين معه بمن يطلبون «برغوثا واحدا،‏ كما يطارَد الحجل في الجبال».‏ وذات ليلة،‏ تسلل داود وأبيشاي الى معسكر شاول ورجاله فيما هم نائمون،‏ وأخذا رمح شاول وكوز الماء الذي له.‏ اراد ابيشاي ان يقتل شاول،‏ لكن داود ابقى على حياته للمرة الثانية قائلا انه يستحيل عليه من قبل يهوه ان يمد يده الى مسيح اللّٰه.‏ (‏١ صم ٢٦:‏​١-‏٢٥‏)‏ وكانت هذه هي المرة الاخيرة التي رأى فيها داود خصمه.‏

استقر داود طوال ١٦ شهرا في صقلغ بأرض الفلسطيين حيث تعذّر على شاول الوصول اليه.‏ كما ترك عدد من الجبابرة جيش شاول وانضموا الى الهاربين في صقلغ،‏ مما مكّن داود من الاغارة على البلدات التي يقيم فيها اعداء اسرائيل في الجنوب.‏ وهكذا،‏ حمى تخوم يهوذا وعزّز مركزه كملك في المستقبل.‏ (‏١ صم ٢٧:‏​١-‏١٢؛‏ ١ اخ ١٢:‏​١-‏٧،‏ ١٩-‏٢٢‏)‏ وحين جهّز الفلسطيون انفسهم لمهاجمة قوات شاول،‏ دعا الملك اخيش داود الى مرافقته معتقدا ان ‹رائحته انتنت بين شعبه اسرائيل›.‏ غير ان اقطاب الفلسطيين الآخرين رفضوا ذهاب داود معتبرينه تهديدا لأمنهم.‏ (‏١ صم ٢٩:‏​١-‏١١‏)‏ وفي المعركة التي بلغت ذروتها في جبل جلبوع،‏ قُتل شاول وثلاثة من بنيه بمن فيهم يوناثان.‏ —‏ ١ صم ٣١:‏​١-‏٧‏.‏

في تلك الاثناء،‏ نهب العماليقيون صقلغ وأحرقوها وأسروا جميع نسائها وأطفالها.‏ فتعقب جيش داود الغزاة على الفور،‏ باغتهم،‏ واسترجع الزوجات والاولاد وكل ما كانوا قد اخذوه.‏ (‏١ صم ٣٠:‏​١-‏٣١‏)‏ وبعد ثلاثة ايام،‏ احضر عماليقي اكليل شاول وسواره وادعى بتفاخر انه هو مَن قتل الملك الجريح آملا الحصول على مكافأة.‏ فأمر داود بقتله،‏ لا بسبب كذبه،‏ بل لادعائه انه ‹قتل مسيح يهوه›.‏ —‏ ٢ صم ١:‏​١-‏١٦؛‏ ١ صم ٣١:‏​٤،‏ ٥‏.‏

حين كان ملكا:‏ (‏الخريطة في المجلد ١،‏ ص X‏)‏ حزن داود كثيرا لدى سماعه الخبر المأساوي عن موت شاول.‏ وهو لم يهتم بموت عدوه الرئيسي بقدر ما اهتم بسقوط مسيح يهوه.‏ وقد نظم مرثاة عنوانها «القوس» ناح فيها على سقوط عدوه اللدود وصديقه الحميم قتيلين في نفس المعركة.‏ قال:‏ «شاول ويوناثان محبوبان وحلوان في حياتهما،‏ وفي موتهما لم يفترقا».‏ —‏ ٢ صم ١:‏​١٧-‏٢٧‏.‏

انتقل داود بعد ذلك الى حبرون حيث مسحه شيوخ يهوذا سنة ١٠٧٧ ق‌م ملكا على سبطهم وهو بعمر ٣٠ سنة.‏ ونُصِّب ايشبوشث بن شاول ملكا على الاسباط الاخرى.‏ لكن بعد نحو سنتين،‏ اغتيل ايشبوشث وجاء قاتلوه برأسه الى داود آملين الحصول على مكافأة.‏ فقُتلوا هم ايضا كذاك الذي زعم انه قتل شاول.‏ (‏٢ صم ٢:‏​١-‏٤،‏ ٨-‏١٠؛‏ ٤:‏​٥-‏١٢‏)‏ وقد فتح ذلك الطريق امام الاسباط التي كانت تؤيد ابن شاول حتى ذلك الوقت لتنضم الى يهوذا.‏ ومع الوقت احتشد حول داود جيش مؤلف من ٨٢٢‏,٣٤٠ رجلا وملّكوه على كل اسرائيل.‏ —‏ ٢ صم ٥:‏​١-‏٣؛‏ ١ اخ ١١:‏​١-‏٣؛‏ ١٢:‏​٢٣-‏٤٠‏.‏

ملكه في اورشليم:‏ ملك داود في حبرون سبع سنوات ونصفا،‏ ثم نقل عاصمته بأمر من يهوه الى اورشليم،‏ معقل اليبوسيين الذي جرى الاستيلاء عليه.‏ وبنى هناك مدينة داود على جبل صهيون حيث واصل الحكم ٣٣ سنة اخرى.‏ (‏٢ صم ٥:‏​٤-‏١٠؛‏ ١ اخ ١١:‏​٤-‏٩؛‏ ٢ اخ ٦:‏٦‏)‏ خلال اقامة داود في حبرون تزوج بنساء اخريات،‏ اعاد ميكال،‏ وأنجب عددا من البنين والبنات.‏ (‏٢ صم ٣:‏​٢-‏٥،‏ ١٣-‏١٦؛‏ ١ اخ ٣:‏​١-‏٤‏)‏ وبعد الانتقال الى اورشليم،‏ اتخذ مزيدا من النساء والسراري اللواتي انجبن له اولادا آخرين.‏ —‏ ٢ صم ٥:‏​١٣-‏١٦؛‏ ١ اخ ٣:‏​٥-‏٩؛‏ ١٤:‏​٣-‏٧‏.‏

سمع الفلسطيون ان داود مُلّك على كل اسرائيل،‏ فجاءوا للاطاحة به.‏ وكما في المرات السابقة (‏١ صم ٢٣:‏​٢،‏ ٤،‏ ١٠-‏١٢؛‏ ٣٠:‏٨‏)‏،‏ سأل داود يهوه هل يصعد على الفلسطيين او لا.‏ فكان الجواب:‏ «اصعد».‏ وألحق يهوه دمارا ساحقا بالعدو،‏ حتى ان داود دعا المكان بعل فراصيم الذي يعني «سيد الاقتحامات».‏ وفي مواجهة اخرى،‏ غيّر يهوه الخطة وأمر داود ان يلتف على الفلسطيين ويضربهم من الخلف.‏ —‏ ٢ صم ٥:‏​١٧-‏٢٥؛‏ ١ اخ ١٤:‏​٨-‏١٧‏.‏

حاول داود احضار تابوت العهد الى اورشليم،‏ لكن هذه المحاولة اخفقت حين لمس عزة التابوت ومات.‏ (‏٢ صم ٦:‏​٢-‏١٠؛‏ ١ اخ ١٣:‏​١-‏١٤‏)‏ وبعد نحو ثلاثة اشهر،‏ ولدى اجراء الاستعدادات اللازمة بعناية كتقديس الكهنة واللاويين والحرص على حملهم التابوت على اكتافهم عوض وضعه على عجلة كما في المرة الاولى،‏ أُحضر التابوت الى اورشليم.‏ فأخذ داود،‏ الذي كان يلبس ثيابا بسيطة،‏ «يطفر ويدور راقصا امام يهوه» تعبيرا عن فرحه وتحمسه لهذه المناسبة العظيمة.‏ غير ان زوجته ميكال عيَّرته قائلة انه تصرف ‹كأحد السفهاء›.‏ وبسبب تأففها غير المبرر هذا،‏ «لم تلد .‏ .‏ .‏ ولدا الى يوم موتها».‏ —‏ ٢ صم ٦:‏​١١-‏٢٣؛‏ ١ اخ ١٥:‏​١-‏٢٩‏.‏

رتب داود ايضا ان يتم توسيع عبادة يهوه في موقع التابوت الجديد بحيث تشمل اوجها اضافية.‏ فعيّن بوابين وموسيقيين وحرص على وجود «محرقات .‏ .‏ .‏ دائما صباحا ومساء».‏ (‏١ اخ ١٦:‏​١-‏٦،‏ ٣٧-‏٤٣‏)‏ كما فكّر في بناء هيكل فخم جدا من الارز ليحل محل الخيمة التي وُضع فيها التابوت.‏ ولكن لم يُسمح له ببناء البيت لأن اللّٰه قال له:‏ «قد ارقت دما كثيرا،‏ وخضت حروبا عظيمة.‏ فلا تبني بيتا لاسمي،‏ لأنك قد ارقت دما كثيرا على الارض امامي».‏ (‏١ اخ ٢٢:‏٨؛‏ ٢٨:‏٣‏)‏ مع ذلك،‏ قطع يهوه معه عهدا وعده فيه بأن نسله سيتولى الملك الى الابد.‏ وفي ما يتعلق بهذا العهد،‏ أكد له ان ابنه سليمان،‏ الذي يُشتق اسمه من جذر معناه «سلام»،‏ هو مَن سيبني الهيكل.‏ —‏ ٢ صم ٧:‏​١-‏١٦،‏ ٢٥-‏٢٩؛‏ ١ اخ ١٧:‏​١-‏٢٧؛‏ ٢ اخ ٦:‏​٧-‏٩؛‏ مز ٨٩:‏​٣،‏ ٤،‏ ٣٥،‏ ٣٦‏.‏

وهكذا،‏ انسجاما مع عهد الملكوت (‏المملكة)‏ هذا،‏ سمح يهوه لداود ان يوسع نطاق حكمه ليشمل الاراضي الممتدة من نهر مصر الى الفرات،‏ مؤمنا الحماية لحدوده،‏ محافظا على السلام مع ملك صور،‏ ومحاربا ومخضعا مقاوميه المحيطين به من كل الجهات —‏ الفلسطيين،‏ الاراميين،‏ الموآبيين،‏ الادوميين،‏ العماليقيين،‏ والعمونيين.‏ (‏٢ صم ٨:‏​١-‏١٤؛‏ ١٠:‏​٦-‏١٩؛‏ ١ مل ٥:‏٣؛‏ ١ اخ ١٣:‏٥؛‏ ١٤:‏​١،‏ ٢؛‏ ١٨:‏١–‏٢٠:‏٨‏)‏ وبفضل هذه الانتصارات التي اسبغها عليه اللّٰه،‏ صار داود حاكما قويا جدا.‏ (‏١ اخ ١٤:‏١٧‏)‏ لكنه كان يعي دائما انه لم يحظَ بهذا المركز بالوراثة او نتيجة فتوحاته.‏ فهذا المركز هو من يهوه الذي وضعه على عرش هذه المملكة الثيوقراطية النموذجية.‏ —‏ ١ اخ ١٠:‏١٤؛‏ ٢٩:‏​١٠-‏١٣‏.‏

خطايا جلبت البلية:‏ خلال الحملة المستمرة على العمونيين،‏ وقعت واحدة من اسوإ الحوادث في حياة داود.‏ ابتدأ الامر حين رأى الملك من على سطح بيته بثشبع الجميلة وهي تستحم،‏ فاستغرق في التفكير في شهوات خاطئة.‏ (‏يع ١:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ وبعدما علم ان زوجها اوريا كان في الحرب،‏ احضرها الى قصره ودخل عليها.‏ ثم أُبلغ بعد فترة بأنها حامل.‏ ولأنه خاف دون شك ان يُشهر ببثشبع علنا وأن تُقتل لارتكابها الفساد الادبي،‏ ارسل على الفور خبرا الى الجيش ليحضر اوريا اليه في اورشليم،‏ آملا ان يقضي اوريا الليل مع زوجته.‏ ولكن رغم ان داود اسكر اوريا،‏ رفض هذا الاخير ان يضطجع مع بثشبع.‏ فأعاده داود في غمرة يأسه الى موقع القتال وأوعز سرا الى القائد يوآب ان يضع اوريا في الصفوف الامامية حيث كان سيُقتل لا محالة.‏ فنجحت الخطة وقُتل اوريا في المعركة.‏ وبعدما راعت ارملته فترة النوح المعتادة،‏ تزوجها داود قبل ان يعرف اهل البلدة بحملها.‏ —‏ ٢ صم ١١:‏​١-‏٢٧‏.‏

لكن يهوه كان يراقب ما حدث،‏ فكشف النقاب عن هذه الفعلة التي تستوجب التوبيخ.‏ ولو سمح يهوه لقضاة بشر ان يحكموا في قضية داود وبثشبع وفقا للشريعة الموسوية،‏ لقُتِل الخاطئان كلاهما ولَكان الجنين الذي حُبل به نتيجة ارتكابهما الزنى سيموت مع امه دون شك.‏ (‏تث ٥:‏١٨؛‏ ٢٢:‏٢٢‏)‏ غير ان يهوه تولى القضية شخصيا وأظهر الرحمة لداود بسبب عهد الملكوت (‏٢ صم ٧:‏​١١-‏١٦‏)‏،‏ ولأن داود نفسه كان شخصا رحيما (‏١ صم ٢٤:‏​٤-‏٧‏؛‏ قارن يع ٢:‏١٣‏)‏،‏ وأيضا لأن اللّٰه رأى ان الخاطئَين اعربا عن التوبة.‏ (‏مز ٥١:‏​١-‏٤‏)‏ مع ذلك،‏ لم يفلت داود وبثشبع تماما من العقاب.‏ فقد اعلن يهوه بفم النبي ناثان:‏ «هأنذا اقيم عليك البلية من بيتك».‏ —‏ ٢ صم ١٢:‏​١-‏١٢‏.‏

وهذا ما حصل فعلا.‏ فسرعان ما مات الطفل غير الشرعي الذي ولدته بثشبع،‏ مع ان داود صام وناح على الطفل المريض سبعة ايام.‏ (‏٢ صم ١٢:‏​١٥-‏٢٣‏)‏ كما ان ابن داود البكر امنون اغتصب اخته من ابيه ثامار ثم قُتل على يد شقيقها،‏ مما سبب حزنا كبيرا لأبيه.‏ (‏٢ صم ١٣:‏​١-‏٣٣‏)‏ وفي وقت لاحق،‏ لم يحاول ابشالوم ثالث ابناء داود والمحبب لديه اغتصاب العرش وحسب،‏ بل دخل ايضا على سراري ابيه محتقرا اياه علنا ومسببا له الخزي على مرأى من الجميع.‏ (‏٢ صم ١٥:‏١–‏١٦:‏٢٢‏)‏ وأخيرا،‏ بلغ الذل ذروته حين غرقت البلاد في حرب اهلية نشبت بين الابن وأبيه وانتهت بموت ابشالوم،‏ امر لم يتمن داود حدوثه قط وسبّب له الكثير من الاسى.‏ (‏٢ صم ١٧:‏١–‏١٨:‏٣٣‏)‏ وأثناء هروب داود من وجه ابشالوم،‏ ألّف المزمور ٣ الذي يقول فيه:‏ «ليهوه الخلاص».‏ —‏ مز ٣:‏٨‏.‏

ولكن على الرغم من كل نقائص داود وخطاياه الجسيمة،‏ اعرب دائما عن موقف قلبي صائب بتوبته والتماسه الغفران من يهوه.‏ وتجلّى ذلك في الحادثة التي تتعلق ببثشبع والتي ألّف على اثرها المزمور ٥١‏،‏ قائلا:‏ «بالإثم ولدت،‏ وبالخطية حبلت بي أمي».‏ (‏مز ٥١:‏٥‏)‏ والحادثة الاخرى التي اعترف فيها بتواضع بخطاياه كانت حين حرضه الشيطان على احصاء الرجال المؤهلين للانخراط في الجيش.‏ —‏ ٢ صم ٢٤:‏​١-‏١٧؛‏ ١ اخ ٢١:‏​١-‏١٧؛‏ ٢٧:‏٢٤‏؛‏ انظر «الاكتِتاب».‏

شراء موقع الهيكل:‏ لما توقف الوبأ الناجم عن الخطية التي ارتكبها الملك بإحصائه الشعب،‏ اشترى داود بيدر ارنان وقرّب البقر ذبيحة ليهوه مستخدما النورج الذي يُستعمل للدرس.‏ وقد بنى سليمان لاحقا الهيكل العظيم في موقع هذا البيدر.‏ (‏٢ صم ٢٤:‏​١٨-‏٢٥؛‏ ١ اخ ٢١:‏​١٨-‏٣٠؛‏ ٢ اخ ٣:‏١‏)‏ لطالما امتلك داود رغبة قلبية في بناء هذا الهيكل.‏ ورغم ان اللّٰه لم يدعه يحقق ذلك،‏ سُمح له بتنظيم فريق ضخم من العمال لنحت الحجارة وتجميع المواد التي اشتملت على ٠٠٠‏,١٠٠ وزنة من الذهب (‏٠٠٠‏,٠٠٠‏,٥٣٥‏,٣٨ دولار)‏ و ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١ وزنة من الفضة (‏٠٠٠‏,٠٠٠‏,٦٠٦‏,٦ دولار)‏ فضلا عن كميات لا تحصى من النحاس والحديد.‏ (‏١ اخ ٢٢:‏​٢-‏١٦‏)‏ كما تبرع داود من ثروته الشخصية بذهب اوفير وفضة ممحصة تزيد قيمتها عن ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢٠٢‏,١ دولار.‏ علاوة على ذلك،‏ زود داود التصاميم التي اتته بالوحي ونظّم عشرات ألوف اللاويين في فرق عديدة للخدمة تضمنت جوقة كبيرة من المرنمين والموسيقيين.‏ —‏ ١ اخ ٢٣:‏١–‏٢٩:‏١٩؛‏ ٢ اخ ٨:‏١٤؛‏ ٢٣:‏١٨؛‏ ٢٩:‏٢٥؛‏ عز ٣:‏١٠‏.‏

نهاية حكمه:‏ في آخر ايام داود،‏ استمر هذا الملك الذي اصبح يلازم فراشه بعد ان بلغ الـ‍ ٧٠ من العمر يعاني البلية في عائلته.‏ فابنه الرابع ادونيا حاول ان ينصِّب نفسه ملكا دون ان يحيط اباه علما بذلك او يأخذ موافقته،‏ والاخطر ايضا انه لم يحظَ برضى يهوه.‏ وعندما بلغ هذا النبأ مسامع داود اتخذ اجراء فوريا لكي يُملَّك ابنه سليمان،‏ الذي اختاره يهوه،‏ بشكل رسمي ويجلس على العرش.‏ (‏١ مل ١:‏​٥-‏٤٨؛‏ ١ اخ ٢٨:‏٥؛‏ ٢٩:‏​٢٠-‏٢٥؛‏ ٢ اخ ١:‏٨‏)‏ ثم اشار داود على سليمان ان يسير في طرق يهوه،‏ يحفظ سننه ووصاياه،‏ ويحسن التدبر في كل شيء لكي ينعم بالازدهار.‏ —‏ ١ مل ٢:‏​١-‏٩‏.‏

مات داود بعد حكم دام ٤٠ سنة ودُفن في «مدينة داود»،‏ واستحق ان يُدرج اسمه في لائحة الشرف التي ادرج فيها بولس شهودا بارزين في الايمان.‏ (‏١ مل ٢:‏​١٠،‏ ١١؛‏ ١ اخ ٢٩:‏​٢٦-‏٣٠؛‏ اع ١٣:‏٣٦؛‏ عب ١١:‏٣٢‏)‏ وحين اقتبس يسوع المزمور ١١٠ قال ان داود كتبه «بالوحي».‏ (‏مت ٢٢:‏​٤٣،‏ ٤٤؛‏ مر ١٢:‏٣٦‏)‏ كما ان الرسل وآخرين من كتبة الكتاب المقدس اعترفوا في مناسبات كثيرة ان داود هو احد انبياء اللّٰه الملهمين.‏ —‏ قارن مز ١٦:‏٨ بـ‍ اع ٢:‏٢٥؛‏ مز ٣٢:‏​١،‏ ٢ بـ‍ رو ٤:‏​٦-‏٨؛‏ مز ٤١:‏٩ بـ‍ يو ١٣:‏١٨؛‏ مز ٦٩:‏​٢٢،‏ ٢٣ بـ‍ رو ١١:‏​٩،‏ ١٠؛‏ مز ٦٩:‏٢٥ و ١٠٩:‏٨ بـ‍ اع ١:‏​١٦،‏ ٢٠‏.‏

الاستعمال الرمزي:‏ لطالما اتى الانبياء على ذكر داود وبيته الملكي،‏ فأشاروا اليهما احيانا عند الحديث عن آخر ملوك اسرائيل الذين جلسوا على «عرش داود» (‏ار ١٣:‏١٣؛‏ ٢٢:‏​٢،‏ ٣٠؛‏ ٢٩:‏١٦؛‏ ٣٦:‏٣٠‏)‏،‏ وأحيانا اخرى بمعنى نبوي.‏ (‏ار ١٧:‏٢٥؛‏ ٢٢:‏٤؛‏ عا ٩:‏١١؛‏ زك ١٢:‏​٧-‏١٢‏)‏ وفي بعض النبوات المسيانية،‏ يجري التركيز على عهد الملكوت الذي قطعه يهوه مع داود.‏ مثلا،‏ يقول اشعيا ان مَن يُدعى اسمه «مشيرا عجيبا،‏ الها قديرا،‏ ابا ابديا،‏ رئيس السلام» سيثبت على «عرش داود» الى الدهر.‏ (‏اش ٩:‏​٦،‏ ٧‏؛‏ قارن ايضا ١٦:‏٥‏.‏)‏ ويشبه ارميا المسيا ‹بفرخ بار يقيمه يهوه لداود›.‏ (‏ار ٢٣:‏​٥،‏ ٦؛‏ ٣٣:‏​١٥-‏١٧‏)‏ وعلى لسان حزقيال،‏ يتحدث يهوه عن الراعي المسياني قائلا:‏ «خادمي داود».‏ —‏ حز ٣٤:‏​٢٣،‏ ٢٤؛‏ ٣٧:‏​٢٤،‏ ٢٥‏.‏

حين اخبر الملاك مريم انها ستلد ابنا يُدعى يسوع،‏ اعلن قائلا:‏ «يعطيه يهوه اللّٰه عرش داود ابيه».‏ (‏لو ١:‏٣٢‏)‏ فالابن الطبيعي والوريث الشرعي لعرش داود هو «يسوع المسيح،‏ ابن داود».‏ (‏مت ١:‏​١،‏ ١٧؛‏ لو ٣:‏​٢٣-‏٣١‏)‏ وذكر بولس ان يسوع كان ذرية داود بحسب الجسد.‏ (‏رو ١:‏٣؛‏ ٢ تي ٢:‏٨‏)‏ كما ان عامة الشعب اشارت الى يسوع بأنه «ابن داود».‏ (‏مت ٩:‏٢٧؛‏ ١٢:‏٢٣؛‏ ١٥:‏٢٢؛‏ ٢١:‏​٩،‏ ١٥؛‏ مر ١٠:‏​٤٧،‏ ٤٨؛‏ لو ١٨:‏​٣٨،‏ ٣٩‏)‏ وقد كان من المهم برهان ذلك لأن المسيا،‏ كما اعترف الفريسيون،‏ سيكون ابن داود.‏ (‏مت ٢٢:‏٤٢‏)‏ ويسوع المقام نفسه شهد قائلا:‏ «انا يسوع .‏ .‏ .‏ اصل داود ونسله».‏ —‏ رؤ ٢٢:‏١٦‏؛‏ ايضا رؤ ٣:‏٧؛‏ ٥:‏٥‏.‏

‏[الرسم]‏

سلسلة نسب داود

(‏اسماء الذكور مكتوبة بحرف اسود ثخين)‏

بوعز و راعوث (‏زوجته)‏

عوبيد

يسى

عائلة يسى ابناء اخوة وأخوات داود

أليآ‌ب (‏أليهو)‏

ابيناداب

شمة (‏شمعا،‏ شمعة،‏ شمعي)‏

يهوناداب

نثنئيل

رداي

اوصم

صروية

ابيشاي

يوآب

عسائيل

مجهول الاسم

ابيجايل

عماسا

داود

زوجات داود اولاد داود

ميكال

اخينوعم

امنون

ابيجايل

دانيال (‏كيلآب)‏

معكة

ابشالوم

ثامار

حجيث

ادونيا

ابيطال

شفطيا

عجلة

يثرعام

زوجات وسراريّ اسماؤهن مجهولة

يبحار

أليشوع (‏أليشاماع)‏

نوجه

أليفالط (‏ألفالط)‏

نافج

يافيع

أليشاماع

بعلياداع (‏ألياداع)‏

أليفالط

يريموث

بثشبع

اسماؤهم مجهولة

شمعا (‏شموع)‏

شوباب

ناثان

مريم

سليمان (‏يديديا)‏

يوسف

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة