مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تطهير الهيكل ثانية
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • يسوع يقلب موائد الصيارفة

      اَلْفَصْلُ ١٠٣

      تَطْهِيرُ ٱلْهَيْكَلِ ثَانِيَةً

      متى ٢١:‏​١٢،‏ ١٣،‏ ١٨،‏ ١٩ مرقس ١١:‏​١٢-‏١٨ لوقا ١٩:‏​٤٥-‏٤٨ يوحنا ١٢:‏​٢٠-‏٢٧

      • يَسُوعُ يَلْعَنُ شَجَرَةَ تِينٍ وَيُطَهِّرُ ٱلْهَيْكَلَ

      • لَا بُدَّ لِلْمَسِيحِ أَنْ يَمُوتَ لِيَهَبَ ٱلْحَيَاةَ لِكَثِيرِينَ

      يُمْضِي يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ فِي بَيْتَ عَنْيَا مُنْذُ وَصَلُوهَا آتِينَ مِنْ أَرِيحَا.‏ اَلْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ ٱلْإِثْنَيْنِ ١٠ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ.‏ وَمَعَ طُلُوعِ ٱلْفَجْرِ،‏ يَتَوَجَّهُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ وَفِي ٱلطَّرِيقِ يَشْعُرُ يَسُوعُ بِٱلْجُوعِ.‏ لِذَا مَا إِنْ يَرَى شَجَرَةَ تِينٍ حَتَّى يَذْهَبَ صَوْبَهَا.‏ وَلٰكِنْ هَلْ يَجِدُ فِيهَا ثَمَرًا؟‏

      صَحِيحٌ أَنَّنَا ٱلْآنَ فِي أَوَاخِرِ آذَارَ (‏مَارِس)‏ وَمَوْسِمَ ٱلتِّينِ لَا يَبْدَأُ عَادَةً قَبْلَ حَزِيرَانَ (‏يُونْيُو)‏،‏ إِلَّا أَنَّ هٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ أَوْرَقَتْ بَاكِرًا.‏ لِذَا يَتَوَقَّعُ يَسُوعُ أَنْ يَجِدَ تِينًا قَبْلَ أَوَانِهِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَا يَجِدُ حَبَّةً وَاحِدَةً.‏ فَمَنْظَرُ ٱلشَّجَرَةِ يَغُشُّ لِأَنَّهَا مُورِقَةٌ.‏ لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ يَلْعَنُهَا قَائِلًا:‏ «لَا يَأْكُلْ أَحَدٌ ثَمَرًا مِنْكِ بَعْدُ إِلَى ٱلْأَبَدِ».‏ (‏مرقس ١١:‏١٤‏)‏ وَفِي ٱلْحَالِ تَرُوحُ تَيْبَسُ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ عِبْرَةٌ سَيُكْشَفُ عَنْهَا فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلتَّالِي.‏

      ثُمَّ سُرْعَانَ مَا يَصِلُ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ فَيَتَوَجَّهُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ تَفَقَّدَهُ بَعْدَ ظُهْرِ ٱلْيَوْمِ ٱلْفَائِتِ.‏ لٰكِنَّ زِيَارَتَهُ ٱلْيَوْمَ مُخْتَلِفَةٌ.‏ فَهُوَ لَنْ يَبْقَى مُتَفَرِّجًا.‏ وَمَا يَفْعَلُهُ شَبِيهٌ بِمَا فَعَلَهُ مُنْذُ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ،‏ تَحْدِيدًا خِلَالَ فِصْحِ سَنَةِ ٣٠ ب‌م.‏ (‏يوحنا ٢:‏​١٤-‏١٦‏)‏ فَهُوَ يَطْرُدُ «ٱلَّذِينَ يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ»،‏ وَيَقْلِبُ أَيْضًا «مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ».‏ (‏مرقس ١١:‏١٥‏)‏ وَلَا يَسْمَحُ لِأَيِّ شَخْصٍ يَحْمِلُ أَغْرَاضًا وَيُرِيدُ ٱلِٱجْتِيَازَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ بِأَنْ يَخْتَصِرَ ٱلطَّرِيقَ عَلَى نَفْسِهِ وَيَمُرَّ بِفِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏

      وَلِمَ يَتَّخِذُ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءَ ٱلْحَاسِمَ بِحَقِّ ٱلصَّيَارِفَةِ وَبَاعَةِ ٱلْحَيَوَانَاتِ فِي ٱلْهَيْكَلِ؟‏ يَقُولُ:‏ «أَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:‏ ‹سَيُدْعَى بَيْتِي بَيْتَ صَلَاةٍ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›؟‏ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».‏ (‏مرقس ١١:‏١٧‏)‏ يَدْعُو ٱلْمَسِيحُ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ لُصُوصًا لِأَنَّهُمْ يَبِيعُونَ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّتِي تُقَدَّمُ ذَبَائِحَ بِأَسْعَارٍ خَيَالِيَّةٍ.‏ وَهُوَ يَعْتَبِرُ هٰذِهِ ٱلصَّفَقَاتِ ٱسْتِغْلَالًا فَاضِحًا أَوْ سَرِقَةً.‏

      يَعْرِفُ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ وَأَعْيَانُ ٱلشَّعْبِ بِمَا فَعَلَهُ يَسُوعُ.‏ فَمَا رَدَّةُ فِعْلِهِمْ؟‏ يَعْقِدُونَ ٱلْعَزْمَ مِنْ جَدِيدٍ أَنْ يَقْتُلُوهُ.‏ لٰكِنَّ ٱلْأَمْرَ لَيْسَ بِهٰذِهِ ٱلسُّهُولَةِ.‏ فَكَيْفَ عَسَاهُمْ يَتَخَلَّصُونَ مِنْهُ وَٱلنَّاسُ يَأْتُونَ أَفْوَاجًا أَفْوَاجًا لِيَسْمَعُوا أَقْوَالَهُ؟‏!‏

      فَعَدَا عَنِ ٱلْيَهُودِ بِٱلْوِلَادَةِ يَأْتِي أَيْضًا مُتَهَوِّدُونَ،‏ أَيْ أَشْخَاصٌ صَارُوا يَهُودًا،‏ لِيَحْتَفِلُوا بِعِيدِ ٱلْفِصْحِ.‏ وَمِنْ بَيْنِهِمْ هُنَاكَ يُونَانِيُّونَ جَاءُوا لِلْعِبَادَةِ فِي ٱلْعِيدِ.‏ فَيَقْتَرِبُ هٰؤُلَاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَرَوْا يَسُوعَ.‏ وَلَرُبَّمَا يَرْتَاحُونَ لِهٰذَا ٱلرَّسُولِ بِٱلذَّاتِ لِأَنَّ ٱسْمَهُ يُونَانِيٌّ.‏ وَلَعَلَّهُ لَا يُدْرِكُ هَلْ طَلَبُهُمْ فِي مَحَلِّهِ،‏ فَيَسْتَشِيرُ أَنْدَرَاوُسَ.‏ فَيَرُوحُ ٱلِٱثْنَانِ إِلَى يَسُوعَ لِيَسْأَلَاهُ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ،‏ وَهُوَ عَلَى مَا يَظْهَرُ لَا يَزَالُ فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏

      يَعْرِفُ يَسُوعُ أَنَّ أَيَّامَهُ بَاتَتْ مَعْدُودَةً.‏ وَعَلَيْهِ،‏ لَيْسَ ٱلْوَقْتُ مُلَائِمًا لِيُشْبِعَ فُضُولَ ٱلنَّاسِ أَوْ لِيُحَقِّقَ ٱلشُّهْرَةَ.‏ لِذَا يُجِيبُ ٱلرَّسُولَيْنِ بِمَثَلٍ قَائِلًا:‏ «قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ لِيُمَجَّدَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ.‏ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ مَا لَمْ تَسْقُطْ حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلْأَرْضِ وَتَمُتْ،‏ فَهِيَ تَبْقَى حَبَّةً وَاحِدَةً.‏ وَلٰكِنْ إِنْ مَاتَتْ،‏ فَإِنَّهَا تَحْمِلُ ثَمَرًا كَثِيرًا».‏ —‏ يوحنا ١٢:‏​٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      فِي ٱلظَّاهِرِ،‏ تَبْدُو حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ ٱلْوَاحِدَةُ لَا قِيمَةَ لَهَا.‏ وَلٰكِنْ حِينَ تَسْقُطُ فِي ٱلتُّرْبَةِ ‹وَتَمُوتُ›،‏ تَنْمُو مَعَ ٱلْوَقْتِ وَتَكْبُرُ وَتُصْبِحُ سُنْبُلَةً تَحْمِلُ حُبُوبًا كَثِيرَةً.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ حَافَظَ رَجُلٌ كَامِلٌ وَاحِدٌ هُوَ يَسُوعُ عَلَى أَمَانَتِهِ لِلّٰهِ حَتَّى ٱلْمَوْتِ.‏ وَبِوَاسِطَتِهِ سَيَنْعَمُ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ كَثِيرُونَ أَعْرَبُوا مِثْلَهُ عَنْ رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏ لِذٰلِكَ يَقُولُ:‏ «مَنْ أَعَزَّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا،‏ وَمَنْ أَبْغَضَ نَفْسَهُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ يَصُونُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».‏ —‏ يوحنا ١٢:‏٢٥‏.‏

      غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ لَا يُفَكِّرُ فِي نَفْسِهِ فَقَطْ.‏ فَهُوَ يَقُولُ:‏ «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَخْدُمَنِي،‏ فَلْيَتْبَعْنِي.‏ وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا فَهُنَاكَ يَكُونُ خَادِمِي أَيْضًا.‏ إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَخْدُمَنِي،‏ يُكْرِمْهُ ٱلْآبُ».‏ (‏يوحنا ١٢:‏٢٦‏)‏ أَوَلَيْسَتْ هٰذِهِ مُكَافَأَةً رَائِعَةً؟‏!‏ فَٱلَّذِينَ يُكْرِمُهُمُ ٱلْآبُ سَيَكُونُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ!‏

      وَمَعَ ٱقْتِرَابِ مَوْتِ يَسُوعَ،‏ يَرُوحُ يُفَكِّرُ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ ٱلَّذِي سَيَذُوقُهُ وَٱلْمِيتَةِ ٱلْمُرِيعَةِ ٱلَّتِي سَيَلْقَاهَا.‏ لِذٰلِكَ يَقُولُ:‏ «اَلْآنَ نَفْسِي مُضْطَرِبَةٌ،‏ فَمَاذَا أَقُولُ؟‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ خَلِّصْنِي مِنْ هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ».‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ هُوَ لَا يَتَهَرَّبُ مِنْ إِتْمَامِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ.‏ فَيُضِيفُ:‏ «وَلٰكِنْ لِأَجْلِ هٰذَا أَتَيْتُ إِلَى هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ».‏ (‏يوحنا ١٢:‏٢٧‏)‏ فَيَسُوعُ يُؤَيِّدُ ٱلْقَصْدَ ٱلْإِلٰهِيَّ بِٱلْكَامِلِ ٱلَّذِي يَشْمُلُ مَوْتَهُ مِيتَةً فِدَائِيَّةً‏.‏

      • لِمَ يَتَوَقَّعُ يَسُوعُ أَنْ يَجِدَ تِينًا مَعَ أَنَّ مَوْسِمَهُ لَمْ يَبْدَأْ بَعْدُ؟‏

      • لِمَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يَدْعُوَ يَسُوعُ ٱلْبَاعَةَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ‹لُصُوصًا›؟‏

      • مَا وَجْهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ يَسُوعَ وَحَبَّةِ ٱلْحِنْطَةِ،‏ وَمَا نَظْرَتُهُ إِلَى ٱلْعَذَابِ وَٱلْمَوْتِ ٱللَّذَيْنِ يَنْتَظِرَانِهِ؟‏

  • صوت اللّٰه يُسمَع .‏ .‏ .‏ فهل مَن يؤمن؟‏
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • يسوع يقول:‏ «ايها الآب،‏ مجِّد اسمك» ويهود واقفون يسمعون صوت اللّٰه

      اَلْفَصْلُ ١٠٤

      صَوْتُ ٱللّٰهِ يُسْمَعُ .‏ .‏ .‏ فَهَلْ مَنْ يُؤْمِنُ؟‏

      يوحنا ١٢:‏​٢٨-‏٥٠

      • كَثِيرُونَ يَسْمَعُونَ صَوْتَ ٱللّٰهِ

      • أَسَاسُ ٱلدَّيْنُونَةِ

      يَتَحَدَّثُ يَسُوعُ عَنْ مَوْتِهِ ٱلْوَشِيكِ فِيمَا لَا يَزَالُ فِي ٱلْهَيْكَلِ يَوْمَ ٱلْإِثْنَيْنِ ١٠ مِنْ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ.‏ هُوَ مَشْغُولُ ٱلْبَالِ لَا يَنْفَكُّ يَفْتَكِرُ كَيْفَ سَتُؤَثِّرُ مِيتَتُهُ فِي سُمْعَةِ ٱللّٰهِ.‏ فَيُصَلِّي قَائِلًا:‏ «أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ مَجِّدِ ٱسْمَكَ».‏ فَيُجِيبُهُ صَوْتٌ مُدَوٍّ مِنَ ٱلسَّمَاءِ:‏ «مَجَّدْتُهُ وَسَأُمَجِّدُهُ أَيْضًا».‏ —‏ يوحنا ١٢:‏​٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      اَلْجَمْعُ ٱلْوَاقِفُ حَائِرٌ وَمَذْهُولٌ.‏ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ:‏ «قَدْ أَرْعَدَتْ»،‏ وَآخَرُونَ يَقُولُونَ:‏ «قَدْ كَلَّمَهُ مَلَاكٌ».‏ (‏يوحنا ١٢:‏٢٩‏)‏ لٰكِنَّ ٱلصَّوْتَ هُوَ صَوْتُ يَهْوَهَ!‏ وَقَدْ سَبَقَ لِلْبَشَرِ أَنْ سَمِعُوا صَوْتَ ٱللّٰهِ مُنْذُ ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ خِدْمَتَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

      فَمُنْذُ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ وَنِصْفٍ،‏ سَمِعَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ صَوْتَ ٱللّٰهِ يَقُولُ عَنْ يَسُوعَ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ‏:‏ «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ».‏ وَلَاحِقًا،‏ بَعْدَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ عَامَ ٣٢ ب‌م،‏ تَجَلَّى يَسُوعُ أَمَامَ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَبُطْرُسَ.‏ وَقَدْ سَمِعَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱللّٰهَ يَقُولُ:‏ «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ.‏ لَهُ ٱسْمَعُوا».‏ (‏متى ٣:‏١٧؛‏ ١٧:‏٥‏)‏ وَلٰكِنِ ٱلْآنَ يَتَكَلَّمُ يَهْوَهُ لِلْمَرَّةِ ٱلثَّالِثَةِ،‏ وَكَثِيرُونَ قَادِرُونَ أَنْ يَسْمَعُوا صَوْتَهُ.‏

      فَيَذْكُرُ يَسُوعُ:‏ «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هٰذَا ٱلصَّوْتُ،‏ بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ».‏ (‏يوحنا ١٢:‏٣٠‏)‏ فَهٰذَا ٱلصَّوْتُ دَلِيلٌ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ حَقًّا ٱبْنُ ٱللّٰهِ،‏ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمُنْبَأُ بِهِ.‏

      إِنَّ حَيَاةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَمِينَةَ تَرَكَتْ نَمُوذَجًا يُظْهِرُ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَعِيشَ ٱلْبَشَرُ.‏ وَبَرْهَنَتْ أَيْضًا بِمَا لَا يَقْبَلُ ٱلشَّكَّ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ،‏ حَاكِمَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ،‏ مُسْتَوْجِبٌ ٱلْمَوْتَ.‏ فَيَقُولُ يَسُوعُ:‏ «اَلْآنَ دَيْنُونَةُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏ اَلْآنَ يُطْرَحُ حَاكِمُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ خَارِجًا».‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ سَيَمُوتُ عَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيُشَكِّلُ مَوْتُهُ هٰذَا نَصْرًا لَا هَزِيمَةً.‏ كَيْفَ؟‏ يَشْرَحُ قَائِلًا:‏ «أَنَا مَتَى رُفِعْتُ مِنَ ٱلْأَرْضِ،‏ أَجْتَذِبُ إِلَيَّ شَتَّى ٱلنَّاسِ».‏ (‏يوحنا ١٢:‏​٣١،‏ ٣٢‏)‏ فَبِمَوْتِهِ عَلَى خَشَبَةٍ سَيَجْتَذِبُ إِلَيْهِ أَشْخَاصًا آخَرِينَ،‏ فَاتِحًا أَمَامَهُمُ ٱلطَّرِيقَ لِيَحْيَوْا حَيَاةً أَبَدِيَّةً.‏

      بَعْدَمَا يَسْمَعُ ٱلْجَمْعُ يَسُوعَ يَقُولُ بِأَنَّهُ ‹سَيُرْفَعُ›،‏ يَسْأَلُونَهُ:‏ «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَا بُدَّ أَنْ يُرْفَعَ؟‏ مَنْ هُوَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ هٰذَا؟‏».‏ (‏يوحنا ١٢:‏٣٤‏)‏ فَرَغْمَ ٱلْأَدِلَّةِ كُلِّهَا،‏ حَتَّى صَوْتِ ٱللّٰهِ نَفْسِهِ،‏ لَا يُؤْمِنُ مُعْظَمُهُمْ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ بِٱلْفِعْلِ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ،‏ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودُ بِهِ.‏

      وَمِنْ ثُمَّ يَحُضُّ يَسُوعُ ٱلْجَمْعَ قَائِلًا:‏ «سَيَكُونُ ٱلنُّورُ بَيْنَكُمْ زَمَانًا يَسِيرًا بَعْدُ.‏ فَٱمْشُوا مَا دَامَ لَكُمُ ٱلنُّورُ،‏ لِئَلَّا يَقْوَى عَلَيْكُمُ ٱلظَّلَامُ .‏ .‏ .‏ مَا دَامَ لَكُمُ ٱلنُّورُ،‏ مَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِٱلنُّورِ،‏ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ نُورٍ».‏ (‏يوحنا ١٢:‏​٣٥،‏ ٣٦‏)‏ وَهٰذِهِ لَيْسَتِ ٱلْمَرَّةَ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي يُشِيرُ فِيهَا إِلَى نَفْسِهِ ‹بِٱلنُّورِ›.‏ (‏يوحنا ٨:‏١٢؛‏ ٩:‏٥‏)‏ وَبَعْدَمَا يَقُولُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ يَنْسَحِبُ.‏ فَهُوَ لَا يُفْتَرَضُ أَنْ يَمُوتَ فِي ١٠ مِنْ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ بَلْ فِي ١٤ مِنْهُ خِلَالَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ.‏ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ ‹سَيُرْفَعُ› ٱلْمَسِيحُ مُعَلَّقًا عَلَى خَشَبَةٍ.‏ —‏ غلاطية ٣:‏١٣‏.‏

      كَمَا نَعْرِفُ،‏ لَمْ يُؤْمِنِ ٱلْيَهُودُ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ طَوَالَ خِدْمَتِهِ.‏ وَلَا عَجَبَ فِي ذٰلِكَ.‏ فَقَدْ سَبَقَ أَنْ أُنْبِئَ بِهٰذَا ٱلْأَمْرِ.‏ فَإِشَعْيَا أَخْبَرَ عَنْ شَعْبٍ سَتُعْمَى عُيُونُهُمْ وَتُقَسَّى قُلُوبُهُمْ،‏ فَلَا يَرْجِعُونَ وَيُشْفَوْنَ.‏ (‏اشعيا ٦:‏١٠؛‏ يوحنا ١٢:‏٤٠‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ عَانَدَ مُعْظَمُ ٱلْيَهُودِ وَرَفَضُوا ٱلدَّلِيلَ عَلَى أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمُخَلِّصُ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ،‏ ٱلطَّرِيقُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏

      صَحِيحٌ أَنَّ رُؤَسَاءَ كَثِيرِينَ كَنِيقُودِيمُوسَ وَيُوسُفَ ٱلَّذِي مِنَ ٱلرَّامَةِ «آمَنُوا» بِيَسُوعَ،‏ وَلٰكِنْ هَلْ قَرَنُوا إِيمَانَهُمْ بِٱلْأَعْمَالِ أَمْ سَتَرُوهُ لِأَنَّهُمْ خَافُوا أَنْ يُطْرَدُوا مِنَ ٱلْمَجْمَعِ أَوْ لِأَنَّهُمْ «أَحَبُّوا مَجْدَ ٱلنَّاسِ»؟‏ —‏ يوحنا ١٢:‏​٤٢،‏ ٤٣‏.‏

      يُكْمِلُ ٱلْمَسِيحُ حَدِيثَهُ وَيَشْرَحُ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ بِهِ.‏ فَيَقُولُ:‏ «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِي،‏ لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي فَقَطْ،‏ بَلْ بِٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا».‏ وَٱلْحَقَائِقُ ٱلَّتِي وَاظَبَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْمُنَادَاةِ بِهَا بِأَمْرٍ مِنَ ٱللّٰهِ هِيَ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ يَقُولُ:‏ «مَنْ يَتَجَاهَلُنِي وَلَا يَقْبَلُ كَلَامِي لَهُ مَنْ يَدِينُهُ.‏ اَلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي تَكَلَّمْتُ بِهَا هِيَ تَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ».‏ —‏ يوحنا ١٢:‏​٤٤،‏ ٤٥،‏ ٤٨‏.‏

      بَعْدَئِذٍ يَخْتَتِمُ قَائِلًا:‏ «لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي،‏ لٰكِنَّ ٱلْآبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ تَعْنِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً».‏ (‏يوحنا ١٢:‏​٤٩،‏ ٥٠‏)‏ وَلَا يَخْفَى عَلَى يَسُوعَ أَنَّهُ عَمَّا قَرِيبٍ سَيَسْكُبُ دَمَهُ ذَبِيحَةً عَنِ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ.‏ —‏ روما ٥:‏​٨،‏ ٩‏.‏

      • فِي أَيِّ مُنَاسَبَاتٍ ثَلَاثٍ يُسْمَعُ صَوْتُ ٱللّٰهِ؟‏

      • مَنْ مِنَ ٱلرُّؤَسَاءِ آمَنَ بِيَسُوعَ،‏ وَلِمَ رُبَّمَا لَمْ يُجَاهِرُوا بِإِيمَانِهِمْ؟‏

      • عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يُدَانُ ٱلنَّاسُ «فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ»؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة