مقالة الدرس ١٢
مَتَى مُنَاسِبٌ أَنْ نَتَكَلَّمَ؟
«لِلصَّمْتِ وَقْتٌ، وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ». — جا ٣:٧.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٢٤ أَوْلِيَاءُ كُلَّ حِينٍ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١ مَاذَا تُعَلِّمُنَا ٱلْجَامِعَة ٣:٧؟
اَلْبَعْضُ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا كَثِيرًا، فِي حِينِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ ٱلْآخَرَ قَلِيلُ ٱلْكَلَامِ. وَحَسَبَ ٱلْآيَةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، يُوجَدُ وَقْتٌ لِلتَّكَلُّمِ وَوَقْتٌ لِلسُّكُوتِ. (اقرإ الجامعة ٣:٧.) رَغْمَ ذٰلِكَ، قَدْ نَتَمَنَّى لَوْ يَتَكَلَّمُ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ أَكْثَرَ وَٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ أَقَلَّ.
٢ مَنْ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يُحَدِّدَ لَنَا مَتَى نَتَكَلَّمُ وَكَيْفَ؟
٢ اَلْقُدْرَةُ عَلَى ٱلْكَلَامِ هِيَ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ. (خر ٤:١٠، ١١؛ رؤ ٤:١١) وَفِي كَلِمَتِهِ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَسْتَعْمِلُهَا بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ أَمْثِلَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَتَى نَتَكَلَّمُ وَمَتَى نَسْكُتُ. وَسَنَرَى أَيْضًا كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ تِجَاهَ مَا نَقُولُهُ لِلْآخَرِينَ. فَلْنَرَ فِي ٱلْبِدَايَةِ مَتَى يَلْزَمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ.
مَتَى يَلْزَمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ؟
٣ حَسَبَ رُومَا ١٠:١٤، مَتَى يَلْزَمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ وَمَمْلَكَتِهِ؟
٣ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِنَتَكَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ وَمَمْلَكَتِهِ. (مت ٢٤:١٤؛ اقرأ روما ١٠:١٤.) وَبِذٰلِكَ، نَحْنُ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ. فَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِمَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ هُوَ لِيُعَلِّمَ ٱلْحَقِيقَةَ عَنْ أَبِيهِ. (يو ١٨:٣٧) لٰكِنْ لَا نَنْسَ أَنَّ أُسْلُوبَ كَلَامِنَا مُهِمٌّ أَيْضًا. فَيَجِبُ أَنْ نُخْبِرَ ٱلنَّاسَ عَنْ يَهْوَهَ «بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ»، وَأَنْ نَأْخُذَ مَشَاعِرَهُمْ وَمُعْتَقَدَاتِهِمْ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ. (١ بط ٣:١٥) وَهٰكَذَا لَا يَعُودُ مَا نَقُولُهُ لَهُمْ مُجَرَّدَ أَحَادِيثَ، بَلْ نَتَمَكَّنُ مِنْ أَنْ نُعَلِّمَهُمُ ٱلْحَقَّ وَرُبَّمَا نَصِلُ إِلَى قَلْبِهِمْ أَيْضًا.
٤ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ٩:٩، كَيْفَ يُسَاعِدُ كَلَامُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْآخَرِينَ؟
٤ وَٱلشُّيُوخُ يَلْزَمُ أَنْ يَتَكَلَّمُوا إِذَا رَأَوْا أَنَّ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ بِحَاجَةٍ إِلَى نَصِيحَةٍ. وَهُمْ بِٱلطَّبْعِ يَخْتَارُونَ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُنَاسِبَ كَيْ لَا يُحْرِجُوهُ. فَيَنْتَظِرُونَ لِيَكُونُوا مَعَهُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ. وَيُحَاوِلُونَ دَائِمًا أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِأُسْلُوبٍ يُحَافِظُ عَلَى كَرَامَتِهِ. كَمَا يَلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلَى مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُهُ أَنْ يَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ. (اقرإ الامثال ٩:٩.) لٰكِنْ لِمَ ٱلشَّجَاعَةُ مُهِمَّةٌ لِنَتَكَلَّمَ عِنْدَ ٱللُّزُومِ؟ سَنُنَاقِشُ مِثَالَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ. فِي ٱلْأَوَّلِ، سَنَتَحَدَّثُ عَنْ رَجُلٍ لَزِمَ أَنْ يُؤَدِّبَ ٱبْنَيْهِ. وَفِي ٱلثَّانِي، سَنَتَحَدَّثُ عَنِ ٱمْرَأَةٍ قَالَتْ لِرَجُلٍ كَانَ سَيَصِيرُ مَلِكًا إِنَّهُ عَلَى خَطَإٍ.
٥ مَتَى كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَكَلَّمَ عَالِي؟
٥ كَانَ لِرَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ عَالِي ٱبْنَانِ يُحِبُّهُمَا كَثِيرًا. لٰكِنَّهُمَا لَمْ يَحْتَرِمَا يَهْوَهَ أَبَدًا. وَكَانَ لَدَيْهِمَا مَسْؤُولِيَّةٌ مُهِمَّةٌ أَنْ يَخْدُمَا كَاهِنَيْنِ فِي ٱلْمَسْكَنِ. لٰكِنَّهُمَا ٱسْتَغَلَّا سُلْطَتَهُمَا، لَمْ يُظْهِرَا أَيَّ ٱحْتِرَامٍ لِلذَّبَائِحِ ٱلْمُقَدَّمَةِ لِيَهْوَهَ، وَمَارَسَا ٱلْعَهَارَةَ بِكُلِّ وَقَاحَةٍ. (١ صم ٢:١٢-١٧، ٢٢) وَحَسَبَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، ٱسْتَحَقَّا ٱلْمَوْتَ. لٰكِنَّ عَالِيَ كَانَ مُتَسَاهِلًا مَعَهُمَا وَلَمْ يُوَبِّخْهُمَا بِحَزْمٍ. كَمَا سَمَحَ لَهُمَا أَنْ يَسْتَمِرَّا فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْمَسْكَنِ. (تث ٢١:١٨-٢١) فَمَاذَا كَانَ رَأْيُ يَهْوَهَ فِي مَا فَعَلَهُ عَالِي؟ قَالَ لَهُ: «لِمَاذَا أَكْرَمْتَ ٱبْنَيْكَ عَلَيَّ؟»، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يَقْتُلَهُمَا بِسَبَبِ شَرِّهِمَا. — ١ صم ٢:٢٩، ٣٤.
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ عَالِي؟
٦ نَتَعَلَّمُ دَرْسًا مُهِمًّا مِنْ عَالِي. إِذَا عَرَفْنَا أَنَّ أَحَدَ أَصْدِقَائِنَا أَوْ أَقَارِبِنَا ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً، فَلَا يَلْزَمُ أَنْ نَسْكُتَ بَلْ أَنْ نُذَكِّرَهُ بِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ. ثُمَّ عَلَيْنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ أَنْ يَنَالَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنَ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ يَهْوَهُ كَمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (يع ٥:١٤) فَلَا يَجِبُ أَنْ نَكُونَ مِثْلَ عَالِي وَنُكْرِمَ صَدِيقًا أَوْ قَرِيبًا أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ. وَصَحِيحٌ أَنَّ مُوَاجَهَةَ شَخْصٍ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّأْدِيبِ تَتَطَلَّبُ ٱلشَّجَاعَةَ، لٰكِنَّ ٱلنَّتِيجَةَ تَسْتَاهِلُ ٱلْجُهْدَ. لَاحِظِ ٱلْآنَ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ عَالِي وَٱمْرَأَةٍ إِسْرَائِيلِيَّةٍ ٱسْمُهَا أَبِيجَايِلُ.
أَبِيجَايِلُ مِثَالٌ جَيِّدٌ لِأَنَّهَا تَكَلَّمَتْ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٧-٨.)d
٧ لِمَ ذَهَبَتْ أَبِيجَايِلُ لِتَتَكَلَّمَ مَعْ دَاوُدَ؟
٧ كَانَتْ أَبِيجَايِلُ زَوْجَةَ رَجُلٍ غَنِيٍّ يَمْلِكُ أَرَاضِيَ كَثِيرَةً ٱسْمُهُ نَابَالُ. وَعِنْدَمَا كَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ هَارِبِينَ مِنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ، قَضَوْا بَعْضَ ٱلْوَقْتِ مَعْ رُعَاةِ نَابَالَ وَحَمَوْا قُطْعَانَهُ مِنَ ٱللُّصُوصِ. فَهَلْ كَانَ نَابَالُ شَاكِرًا لَهُمْ؟ كَلَّا. فَعِنْدَمَا طَلَبَ مِنْهُ دَاوُدُ أَنْ يُعْطِيَهُ وَرِجَالَهُ بَعْضَ ٱلطَّعَامِ وَٱلْمَاءِ، غَضِبَ نَابَالُ وَصَارَ يَصْرُخُ عَلَيْهِمْ وَيُهِينُهُمْ. (١ صم ٢٥:٥-٨، ١٠-١٢، ١٤) وَبِٱلنَّتِيجَةِ، قَرَّرَ دَاوُدُ أَنْ يَقْتُلَ كُلَّ رَجُلٍ فِي بَيْتِ نَابَالَ. (١ صم ٢٥:١٣، ٢٢) فَكَيْفَ يُمْكِنُ تَجَنُّبُ هٰذِهِ ٱلْكَارِثَةِ؟ عَرَفَتْ أَبِيجَايِلُ أَنَّ عَلَيْهَا ٱلتَّكَلُّمَ. لِذَا ذَهَبَتْ بِشَجَاعَةٍ لِلتَّكَلُّمِ مَعْ دَاوُدَ، وَلَمْ تَخَفْ مِنْهُ وَمِنْ رِجَالِهِ ٱلْـ ٤٠٠ ٱلْغَاضِبِينَ وَٱلْمُسَلَّحِينَ وَٱلْجَائِعِينَ.
٨ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أَبِيجَايِلَ؟
٨ عِنْدَمَا ٱلْتَقَتْ أَبِيجَايِلُ بِدَاوُدَ، تَكَلَّمَتْ مَعَهُ بِشَجَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ وَإِقْنَاعٍ. وَمَعْ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ سَبَبَ ٱلْمُشْكِلَةِ، ٱعْتَذَرَتْ مِنْهُ. ثُمَّ عَبَّرَتْ لَهُ عَنْ ثِقَتِهَا بِأَنَّهُ سَيَأْخُذُ ٱلْقَرَارَ ٱلصَّحِيحَ لِأَنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَٱتَّكَلَتْ عَلَى مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ. (١ صم ٢٥:٢٤، ٢٦، ٢٨، ٣٣، ٣٤) مِثْلَ أَبِيجَايِلَ، نَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ كَيْ نُحَذِّرَ شَخْصًا يَسِيرُ فِي طَرِيقٍ يُؤَدِّي بِهِ إِلَى ٱرْتِكَابِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ. (مز ١٤١:٥) وَيَلْزَمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِٱحْتِرَامٍ وَجُرْأَةٍ. وَحِينَ نُعْطِي ٱلنَّصِيحَةَ بِمَحَبَّةٍ، نُظْهِرُ أَنَّنَا أَصْدِقَاءُ حَقِيقِيُّونَ. — ام ٢٧:١٧.
٩-١٠ مَاذَا يُبْقِي ٱلشُّيُوخُ فِي بَالِهِمْ عِنْدَ تَقْدِيمِ ٱلنَّصِيحَةِ؟
٩ وَٱلشُّيُوخُ خُصُوصًا يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ كَيْ يَتَكَلَّمُوا مَعَ ٱلَّذِينَ ٱرْتَكَبُوا خَطَأً خَطِيرًا. (غل ٦:١) وَمَعْ أَنَّهُمْ يَعْتَرِفُونَ بِتَوَاضُعٍ أَنَّهُمْ نَاقِصُونَ وَبِحَاجَةٍ أَحْيَانًا إِلَى نَصِيحَةٍ، فَهٰذَا لَا يَمْنَعُهُمْ مِنْ إِعْطَاءِ ٱلتَّأْدِيبِ لِمَنْ يَحْتَاجُهُ. (٢ تي ٤:٢؛ تي ١:٩) وَعِنْدَمَا يُقَدِّمُونَ لَهُ ٱلنَّصِيحَةَ، يُحَاوِلُونَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا مَعَهُ وَيُعَلِّمُوهُ بِٱحْتِرَامٍ وَصَبْرٍ. فَهُمْ يُسَاعِدُونَ أَخَاهُمْ لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَهُ. (ام ١٣:٢٤) لٰكِنَّ هَدَفَهُمُ ٱلرَّئِيسِيَّ هُوَ أَنْ يُكْرِمُوا يَهْوَهَ بِٱلْحِفَاظِ عَلَى مَقَايِيسِهِ وَحِمَايَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. — اع ٢٠:٢٨.
١٠ نَاقَشْنَا حَتَّى ٱلْآنَ مَتَى يَلْزَمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ. لٰكِنْ أَحْيَانًا يَكُونُ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ لَا نَقُولَ شَيْئًا. فَمَتَى يَكُونُ ٱلسُّكُوتُ تَحَدِّيًا لَنَا؟
مَتَى يَلْزَمُ أَنْ نَسْكُتَ؟
١١ أَيُّ إِيضَاحٍ ٱسْتَعْمَلَهُ يَعْقُوبُ، وَلِمَ هُوَ مُلَائِمٌ؟
١١ لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَضْبُطَ كَلَامَنَا. وَقَدْ أَعْطَى يَعْقُوبُ إِيضَاحًا مُلَائِمًا يَصِفُ صُعُوبَةَ ٱلْأَمْرِ. قَالَ: «إِذَا كَانَ أَحَدٌ لَا يُخْطِئُ فِي ٱلْكَلَامِ، فَهُوَ إِنْسَانٌ كَامِلٌ يَقْدِرُ أَنْ يُلْجِمَ أَيْضًا جَسَدَهُ كُلَّهُ». (يع ٣:٢، ٣، الحاشية) اَللِّجَامُ يُوضَعُ عَلَى رَأْسِ ٱلْحِصَانِ وَفِي فَمِهِ. وَيَشُدُّهُ ٱلرَّاكِبُ لِيَقُودَ ٱلْحِصَانَ أَوْ يُوقِفَهُ. وَإِذَا لَمْ يُمْسِكْ بِهِ جَيِّدًا، فَقَدْ يَفْقِدُ ٱلسَّيْطَرَةَ عَلَى ٱلْحِصَانِ. وَهٰذَا يُؤْذِيهِ هُوَ وَٱلْحِصَانَ. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، إِذَا لَمْ نُلْجِمْ أَوْ نَضْبُطْ كَلَامَنَا، نُسَبِّبُ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً. فَلْنُنَاقِشْ حَالَاتٍ يَلْزَمُ أَنْ نَضْبُطَ فِيهَا لِسَانَنَا وَنَسْكُتَ.
١٢ مَتَى يَلْزَمُ أَنْ نَضْبُطَ لِسَانَنَا وَنَسْكُتَ؟
١٢ كَيْفَ تَتَصَرَّفُ إِذَا عَرَفْتَ أَنَّ أَخًا لَدَيْهِ مَعْلُومَاتٌ سِرِّيَّةٌ؟ مَثَلًا، مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا ٱلْتَقَيْتَ بِأَخٍ يَعِيشُ فِي بَلَدٍ عَمَلُنَا فِيهِ مَحْظُورٌ؟ هَلْ تَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُخْبِرَكَ تَفَاصِيلَ كَيْفَ يَجْرِي عَمَلُنَا هُنَاكَ؟ لَا شَكَّ أَنَّ نِيَّتَكَ حَسَنَةٌ. فَنَحْنُ نُحِبُّ إِخْوَتَنَا وَيَهُمُّنَا أَنْ نَعْرِفَ مَاذَا يَحْصُلُ مَعَهُمْ. كَمَا نُرِيدُ أَنْ نَذْكُرَ أُمُورًا مُحَدَّدَةً حِينَ نُصَلِّي لِأَجْلِهِمْ. لٰكِنْ هٰذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنَضْبُطَ لِسَانَنَا وَنَسْكُتَ. فَٱلْمَحَبَّةُ لَهُ وَلِلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ لِيُحَافِظَ عَلَى ٱلسِّرِّيَّةِ تَمْنَعُنَا مِنْ أَنْ نَضْغَطَ عَلَيْهِ لِيُخْبِرَنَا مَعْلُومَاتٍ سِرِّيَّةً. بِٱلتَّأْكِيدِ، لَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ يُصَعِّبَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي بُلْدَانٍ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ. أَيْضًا لَا يُرِيدُ مَنْ يَعِيشُ فِي بُلْدَانٍ كَهٰذِهِ أَنْ يَكْشِفَ مَعْلُومَاتٍ سِرِّيَّةً عَنْ عَمَلِ ٱلشُّهُودِ هُنَاكَ.
١٣ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ١١:١٣، مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلشُّيُوخُ، وَلِمَاذَا؟
١٣ اَلشُّيُوخُ خُصُوصًا عَلَيْهِمْ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى ٱلسِّرِّيَّةِ وَيُطَبِّقُوا ٱلْمَبْدَأَ فِي ٱلْأَمْثَال ١١:١٣. (اقرأها.) وَهٰذَا لَيْسَ سَهْلًا عَلَى ٱلشَّيْخِ، خَاصَّةً إِذَا كَانَ مُتَزَوِّجًا. فَٱلزَّوْجَانِ يُحَافِظَانِ عَلَى عَلَاقَتِهِمَا قَوِيَّةً حِينَ يَتَحَدَّثَانِ وَيُخْبِرَانِ وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ أَسْرَارَهُمَا وَمَشَاعِرَهُمَا وَمَخَاوِفَهُمَا. لٰكِنَّ ٱلشَّيْخَ لَا يَجِبُ أَنْ يُخْبِرَ ‹أَسْرَارَ› ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَذٰلِكَ سَيُخَسِّرُهُ ثِقَتَهُمْ وَيُؤْذِي سُمْعَتَهُ. فَٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّاتٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا «ذَوِي لِسَانَيْنِ»، أَوْ مُخَادِعِينَ. (١ تي ٣:٨) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ أَنْ يَغُشُّوا ٱلْآخَرِينَ أَوْ يُحِبُّوا ٱلثَّرْثَرَةَ. وَإِذَا كَانَ ٱلشَّيْخُ يُحِبُّ زَوْجَتَهُ، فَلَنْ يُخْبِرَهَا مَعْلُومَاتٍ لَا لُزُومَ أَنْ تَعْرِفَهَا.
١٤ كَيْفَ تُسَاعِدُ ٱلزَّوْجَةُ زَوْجَهَا ٱلشَّيْخَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى سُمْعَتِهِ ٱلْجَيِّدَةِ؟
١٤ تُسَاعِدُ ٱلزَّوْجَةُ زَوْجَهَا أَنْ يُحَافِظَ عَلَى سُمْعَةٍ جَيِّدَةٍ حِينَ لَا تَضْغَطُ عَلَيْهِ لِيُخْبِرَهَا أُمُورًا سِرِّيَّةً. وَهٰكَذَا تُظْهِرُ أَنَّهَا زَوْجَةٌ دَاعِمَةٌ وَأَنَّهَا تَحْتَرِمُ ٱلَّذِينَ ٱئْتَمَنُوهُ عَلَى أَسْرَارِهِمْ. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهَا تُفَرِّحُ يَهْوَهَ لِأَنَّهَا تُسَاهِمُ فِي سَلَامِ وَوَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. — رو ١٤:١٩.
كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ تِجَاهَ مَا نَقُولُهُ؟
١٥ كَيْفَ شَعَرَ يَهْوَهُ تِجَاهَ ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِ أَيُّوبَ، وَلِمَاذَا؟
١٥ نَجِدُ فِي سِفْرِ أَيُّوبَ دُرُوسًا تُعَلِّمُنَا كَيْفَ وَمَتَى نَتَكَلَّمُ. بَعْدَ أَنْ وَاجَهَ أَيُّوبُ عِدَّةَ مَصَائِبَ، حَاوَلَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ أَنْ يُعَزُّوهُ وَيُعْطُوهُ ٱلنَّصَائِحَ. وَقَدْ بَقُوا سَاكِتِينَ وَقْتًا طَوِيلًا. لٰكِنَّ ٱلْعِبَارَاتِ ٱلَّتِي قَالَهَا لَاحِقًا ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ، أَلِيفَازُ وَبِلْدَدُ وَصُوفَرُ، تُظْهِرُ أَنَّهُمْ لَمْ يَقْضُوا هٰذَا ٱلْوَقْتَ يُفَكِّرُونَ كَيْفَ يُسَاعِدُونَ أَيُّوبَ. بَلْ كُلُّ مَا فَكَّرُوا فِيهِ هُوَ أَنْ يُبَرْهِنُوا أَنَّ أَيُّوبَ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً مَا. وَمَعْ أَنَّ بَعْضَ كَلَامِهِمْ صَحِيحٌ، كَانَ مُعْظَمُ مَا قَالُوهُ عَنْ أَيُّوبَ وَيَهْوَهَ قَاسِيًا وَخَطَأً. فَهُمْ أَدَانُوا أَيُّوبَ بِقَسْوَةٍ. (اي ٣٢:١-٣) فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَهْوَهَ؟ غَضِبَ كَثِيرًا عَلَى هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلثَّلَاثَةِ وَقَالَ إِنَّ كَلَامَهُمْ خَطَأٌ. كَمَا أَمَرَهُمْ أَنْ يَطْلُبُوا مِنْ أَيُّوبَ أَنْ يُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ. — اي ٤٢:٧-٩.
١٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلسَّيِّئَةِ لِأَلِيفَازَ وَبِلْدَدَ وَصُوفَرَ؟
١٦ نَتَعَلَّمُ عِدَّةَ دُرُوسٍ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلسَّيِّئَةِ لِأَلِيفَازَ وَبِلْدَدَ وَصُوفَرَ. أَوَّلًا، لَا يَجِبُ أَنْ نَحْكُمَ عَلَى إِخْوَتِنَا. (مت ٧:١-٥) بَلْ يَجِبُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَيْهِمْ جَيِّدًا قَبْلَ أَنْ نَتَكَلَّمَ. وَهٰكَذَا نَقْدِرُ أَنْ نَتَفَهَّمَ مَا يَمُرُّونَ بِهِ. (١ بط ٣:٨) ثَانِيًا، عِنْدَمَا نَتَكَلَّمُ، يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ كَلَامُنَا لَطِيفًا وَصَحِيحًا. (اف ٤:٢٥) وَثَالِثًا، يَهْوَهُ يَهْتَمُّ كَثِيرًا بِمَا نَقُولُهُ وَاحِدُنَا لِلْآخَرِ.
١٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أَلِيهُو؟
١٧ أَمَّا ٱلرَّجُلُ ٱلرَّابِعُ ٱلَّذِي زَارَ أَيُّوبَ فَكَانَ أَلِيهُو، أَحَدَ أَقْرِبَاءِ إِبْرَاهِيمَ. فَقَدِ ٱسْتَمَعَ لِأَيُّوبَ وَٱلرِّجَالِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلْآخَرِينَ. وَوَاضِحٌ مِمَّا قَالَهُ لَاحِقًا أَنَّهُ أَصْغَى بِٱنْتِبَاهٍ. فَهُوَ تَعَاطَفَ مَعْ أَيُّوبَ، لٰكِنَّهُ أَعْطَاهُ نَصِيحَةً مُحَدَّدَةً وَصَرِيحَةً سَاعَدَتْهُ أَنْ يُصَحِّحَ تَفْكِيرَهُ. (اي ٣٣:١، ٦، ١٧) وَكَانَ ٱلْأَهَمَّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ تَرْفِيعُ يَهْوَهَ لَا نَفْسِهُ أَوْ أَيِّ شَخْصٍ آخَرَ. (اي ٣٢:٢١، ٢٢؛ ٣٧:٢٣، ٢٤) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ؟ أَوَّلًا، إِنَّ هُنَاكَ وَقْتًا لِلسُّكُوتِ وَٱلِٱسْتِمَاعِ. (يع ١:١٩) ثَانِيًا، حِينَ نُعْطِي نَصِيحَةً لِأَحَدٍ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُنَا ٱلرَّئِيسِيُّ إِكْرَامَ يَهْوَهَ لَا أَنْفُسِنَا.
١٨ كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِيَهْوَهَ عَلَى هَدِيَّتِهِ؟
١٨ كَمَا رَأَيْنَا، ٱلْقُدْرَةُ عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ هِيَ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ. وَنُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُهَا حِينَ نُطَبِّقُ نَصِيحَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ مَتَى نَتَكَلَّمُ وَكَيْفَ. قَالَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ بِوَحْيٍ مِنَ ٱللّٰهِ: «تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ، كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي حِينِهَا». (ام ٢٥:١١) فَعِنْدَمَا نَسْتَمِعُ جَيِّدًا لِمَا يَقُولُهُ ٱلْآخَرُونَ وَنُفَكِّرُ قَبْلَ أَنْ نَتَكَلَّمَ، تَكُونُ كَلِمَاتُنَا جَمِيلَةً وَقَيِّمَةً مِثْلَ ٱلتُّفَّاحِ مِنْ ذَهَبٍ. وَسَوَاءٌ كُنَّا نَتَكَلَّمُ كَثِيرًا أَوْ قَلِيلًا، سَيَبْنِي كَلَامُنَا ٱلْآخَرِينَ وَنُفَرِّحُ يَهْوَهَ. (ام ٢٣:١٥؛ اف ٤:٢٩) فَمَا مِنْ طَرِيقَةٍ أَفْضَلَ لِنُظْهِرَ تَقْدِيرَنَا لِيَهْوَهَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةِ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٨٢ «لِيُضِئْ نُورُكُمْ»
a نَجِدُ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ مَبَادِئَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُمَيِّزَ مَتَى نَتَكَلَّمُ وَمَتَى نَسْكُتُ. وَحِينَ نَتَعَلَّمُ هٰذِهِ ٱلْمَبَادِئَ وَنُطَبِّقُهَا، نُرْضِي يَهْوَهَ بِكَلَامِنَا.
b وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أُخْتٌ تُعْطِي نَصِيحَةً لِأُخْتٍ أُخْرَى.
c وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أَخٌ يُقَدِّمُ بَعْضَ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ عَنِ ٱلنَّظَافَةِ.
d وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: تكَلَّمَتْ أَبِيجَايِلُ مَعْ دَاوُدَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ، وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ جَيِّدَةً.
e وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: زَوْجَانِ لَا يُخْبِرَانِ تَفَاصِيلَ عَنْ عَمَلِنَا فِي بَلَدٍ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ.
f وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: شَيْخٌ يَنْتَبِهُ أَنْ لَا يَسْمَعَهُ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ أُمُورٍ سِرِّيَّةٍ خَاصَّةٍ بِٱلْجَمَاعَةِ.