مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٢٢ تموز (‏يوليو)‏ ص ٢٦-‏٣٠
  • سلَّمتُ طريقي ليهوه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • سلَّمتُ طريقي ليهوه
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مِنَ «الرِّيفِ الأسوَدِ» إلى «قَلبِ إفْرِيقْيَا الدَّافِئ»‏
  • الخِدمَةُ خِلالَ وَقتٍ صَعبٍ في مَلَاوِي
  • تَعيينٌ جَديدٌ لِلاهتِمامِ بِمَلَاوِي مِن زِمْبَابْوِي
  • العَودَةُ إلى مَلَاوِي
  • يَهْوَه يُنَمِّي العَمَل
  • لا أندَمُ أبَدًا على قَراراتي
  • يهوه يهتم بنا دائما
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٣
  • باركنا اللّٰه «في وقت مؤات وفي وقت محفوف بالمتاعب»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٥
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٢
ب٢٢ تموز (‏يوليو)‏ ص ٢٦-‏٣٠

قصة حياة

سلَّمتُ طَريقي لِيَهْوَه

كما رواها كِيث إيتُن

كيث إيتُن في شبابه

حينَ كُنتُ مُراهِقًا،‏ اختَرتُ لِنَفْسي طَريقًا:‏ وَظيفَةً أحبَبتُها كَثيرًا.‏ لكنَّ يَهْوَه دعاني أن أمشِيَ في طَريقٍ مُختَلِف.‏ فكما لَو أنَّهُ قالَ لي:‏ «سأُعْطيكَ فَهمًا وأُعَلِّمُكَ عنِ الطَّريقِ الصَّحيح».‏ (‏مز ٣٢:‏٨‏)‏ فسلَّمتُ طَريقي لِيَهْوَه.‏ وهكَذا عِشتُ في خِدمَتِهِ حَياةً مَليئَة بِالفُرَصِ والبَرَكاتِ الرَّائِعَة،‏ قضَيتُ ٥٢ سَنَةً مِنها في الخِدمَةِ بِإفْرِيقْيَا.‏

مِنَ «الرِّيفِ الأسوَدِ» إلى «قَلبِ إفْرِيقْيَا الدَّافِئ»‏

وُلِدتُ سَنَةَ ١٩٣٥ بِمَدينَةِ دَارْلَاسْتُون في إنْكِلْتَرَا.‏ وهي تقَعُ في مِنطَقَةٍ سُمِّيَت بْلَاك كَنْتْرِي،‏ أيِ «الرِّيفَ الأسوَد»،‏ بِسَبَبِ الدُّخانِ الأسوَدِ لِلمَصانِعِ المُنتَشِرَة فيها.‏ حينَ كُنتُ بِعُمرِ أربَعِ سِنين،‏ ابتَدَأَ والِدايَ يدرُسانِ الكِتابَ المُقَدَّسَ مع شُهودِ يَهْوَه.‏ وبِعُمرِ ١٤ سَنَةً تَقريبًا،‏ اقتَنَعتُ أنَّ هذا هوَ الحَقّ.‏ واعتَمَدتُ سَنَةَ ١٩٥٢ وأنا في الـ‍ ١٦.‏

في ذلِكَ الوَقت،‏ بدَأتُ أعمَلُ كسِكرِتيرٍ تَحتَ التَّدريبِ في مَصنَعٍ كَبيرٍ لِأدَواتِ وقِطَعِ غِيارِ المَركَباتِ الآلِيَّة.‏ وقدْ أحبَبتُ كَثيرًا هذِهِ الوَظيفَة.‏

لكنِّي واجَهتُ قَرارًا صَعبًا.‏ فقدْ طلَبَ مِنِّي ناظِرٌ جائِلٌ أن أُديرَ دَرسَ الكِتابِ في جَماعَتي في وِيلِّنْهُول.‏ وماذا كانَتِ المُشكِلَة؟‏ في ذلِكَ الوَقت،‏ كُنتُ أحضُرُ الاجتِماعاتِ في جَماعَتَين.‏ فقدْ عِشتُ مع والِدَيَّ في وِيلِّنْهُول،‏ وحضَرتُ اجتِماعَ نِهايَةِ الأُسبوعِ في الجَماعَةِ هُناك.‏ أمَّا خِلالَ الأُسبوع،‏ فكُنتُ أحضُرُ في جَماعَةٍ قُربَ عَمَلي في بْرُومْزْجُرُوف،‏ مَدينَةٍ تبعُدُ ٣٢ كلم تَقريبًا عنِ البَيت.‏

أرَدتُ أن أدعَمَ هَيئَةَ يَهْوَه.‏ فقبِلتُ دَعوَةَ النَّاظِرِ الجائِل.‏ لكنِّي اضطُرِرتُ أن أترُكَ وَظيفَتي الَّتي أحبَبتُها كَثيرًا.‏ وهكَذا،‏ سلَّمتُ طَريقي لِيَهْوَه،‏ وبدَأتُ حَياةً لم أندَمْ علَيها أبَدًا.‏

في جَماعَةِ بْرُومْزْجُرُوف،‏ تعَرَّفتُ على أُختٍ روحِيَّة وجَميلَة اسْمُها آن.‏ فتزَوَّجنا سَنَةَ ١٩٥٧.‏ وتمَتَّعنا معًا بِالفَتحِ العادِيّ،‏ الفَتحِ الخُصوصِيّ،‏ العَمَلِ الجائِل،‏ والخِدمَةِ في بَيْت إيل.‏ وآن دعَمَتني كَثيرًا على مَرِّ السِّنين.‏

سَنَةَ ١٩٦٦،‏ فرِحنا جِدًّا بِحُضورِ الصَّفِّ الـ‍ ٤٢ مِن مَدرَسَةِ جِلْعَاد.‏ ثُمَّ تعَيَّنَّا في مَلَاوِي،‏ الَّتي تُعرَفُ بِأنَّها «قَلبُ إفْرِيقْيَا الدَّافِئُ» بِسَبَبِ طيبَةِ شَعبِها وتَرحابِهِم.‏ لكنَّنا لم نكُنْ نعرِفُ أنَّنا لن نلقى فيها التَّرحابَ لِوَقتٍ طَويل.‏

الخِدمَةُ خِلالَ وَقتٍ صَعبٍ في مَلَاوِي

استعملنا جيب قيصر في العمل الجائل بملاوي

وصَلنا إلى مَلَاوِي في ١ شُبَاط (‏فِبْرَايِر)‏ ١٩٦٧.‏ وبَعدَما درَسنا لُغَةَ التِّشِيتْشَايْوَا بِشَكلٍ مُكَثَّفٍ لِشَهرٍ واحِد،‏ بدَأنا العَمَلَ الجائِل.‏ كُنَّا نقودُ جِيب قَيْصَر،‏ سَيَّارَةً اعتَقَدَ البَعضُ أنَّها خارِقَةٌ وتقطَعُ حتَّى الأنهار.‏ لكنَّها لم تكُنْ تقطَعُ إلَّا البِرَكَ غَيرَ العَميقَة.‏ وأحيانًا،‏ كُنَّا ننامُ في أكواخٍ حيطانُها مِن طينٍ وسَقفُها مِن قَشّ.‏ وبِالتَّالي،‏ لزِمَ أن نضَعَ مُشَمَّعًا تَحتَ السَّقفِ خِلالَ فَصلِ الأمطار.‏ هكَذا بدَأَ عَمَلُنا الإرسالِيّ.‏ ولكنْ رَغمَ كُلِّ الصُّعوبات،‏ أحبَبنا خِدمَتَنا.‏

في نَيْسَان (‏أبْرِيل)‏،‏ أدرَكتُ أنَّنا سنُواجِهُ مَشاكِلَ مِنَ الدَّولَة.‏ فقدْ سمِعتُ على الرَّادِيو خِطابًا لِرَئيسِ مَلَاوِي،‏ د.‏ هَاسْتِينْغْس بَانْدَا.‏ وهوَ ادَّعى فيهِ أنَّ شُهودَ يَهْوَه لا يدفَعونَ الضَّرائِب،‏ ويَتَدَخَّلونَ في السِّياسَة.‏ ولكنْ في الواقِع،‏ كانَتِ الدَّولَةُ مُستاءَةً بِسَبَبِ حِيادِنا،‏ وخُصوصًا لِأنَّنا لم نشتَرِ بِطاقاتِ العُضوِيَّةِ في الحِزب.‏

في أيْلُول (‏سِبْتَمْبِر)‏،‏ قرَأنا في الجَريدَةِ أنَّ الرَّئيسَ اتَّهَمَ الإخوَةَ بِأنَّهُم يُسَبِّبونَ المَشاكِلَ في كُلِّ مَكان.‏ كما أعلَنَ الرَّئيسُ في مُؤتَمَرٍ سِياسِيٍّ أنَّ حُكومَتَهُ ستتَحَرَّكُ سَريعًا لِتحظُرَ شُهودَ يَهْوَه.‏ وهذا ما حصَلَ في ٢٠ تِشْرِين الأوَّل (‏أُكْتُوبَر)‏ ١٩٦٧.‏ وفي الشَّهرِ التَّالي،‏ أتى ضُبَّاطُ شُرطَةٍ إلى مَكتَبِ الفَرعِ لِيُغلِقوهُ ويُرَحِّلوا المُرسَلين.‏

مع المرسلَين جاك وليندا يوهانسن حين اعتقلتنا الشرطة ورحَّلتنا من ملاوي سنة ١٩٦٧

أبقَونا في الحَبسِ ثَلاثَةَ أيَّام،‏ ثُمَّ رحَّلونا إلى مُورِيشْيُوس الَّتي كانَت تَحتَ الحُكمِ البَرِيطَانِيّ.‏ لكنَّ السُّلُطاتِ هُناك لم تسمَحْ لنا أن نبقى في البَلَدِ كَمُرسَلَين.‏ لِذا تعَيَّنَّا في رُودِيسْيَا (‏الآنَ زِمْبَابْوِي)‏.‏ ولكنْ عِندَما وصَلنا إلَيها،‏ رفَضَ ضابِطٌ فَظٌّ أن يسمَحَ لنا بِالدُّخول،‏ وقال:‏ «لقدْ رحَّلوكُما مِن مَلَاوِي.‏ ولم يسمَحوا لكُما بِالبَقاءِ في مُورِيشْيُوس.‏ والآن،‏ تُريدانِ أن تأتِيا هُنا؟‏!‏».‏ فشعَرنا أن لا أحَدَ يُريدُنا،‏ وبدَأَت آن تبكي.‏ في تِلكَ اللَّحظَة،‏ أرَدتُ أن أعودَ فَورًا إلى إنْكِلْتَرَا.‏ ولكنْ في النِّهايَة،‏ سمَحَت لنا سُلُطاتُ الهِجرَةِ أن نبيتَ في مَكتَبِ الفَرع،‏ بِشَرطِ أن نذهَبَ إلى مَقَرِّهِمِ الرَّئيسِيِّ في اليَومِ التَّالي.‏ كُنَّا مُرهَقَين،‏ لكنَّنا ترَكنا المَسألَةَ بَينَ يَدَي يَهْوَه.‏ وفي اليَومِ التَّالي بَعدَ الظُّهر،‏ تفاجَأنا كَثيرًا حينَ سمَحَت لنا السُّلُطاتُ أن نبقى كَزائِرَينِ في زِمْبَابْوِي.‏ لا أنسى أبَدًا كَيفَ شعَرتُ ذلِكَ اليَوم.‏ فقدْ لمَستُ أنَّ يَهْوَه يدُلُّنا على الطَّريقِ الصَّحيح.‏

تَعيينٌ جَديدٌ لِلاهتِمامِ بِمَلَاوِي مِن زِمْبَابْوِي

كيث وآن يعملان معًا في مكتب

مع آن في بيت إيل بزمبابوي،‏ ١٩٦٨

في مَكتَبِ فَرعِ زِمْبَابْوِي،‏ تعَيَّنتُ في قِسمِ الخِدمَةِ الَّذي اهتَمَّ أيضًا بِمَلَاوِي ومُوزَمْبِيق.‏ وشمَلَ تَعييني أن أُتَرجِمَ التَّقاريرَ الَّتي يُرسِلُها نُظَّارُ الدَّوائِرِ مِن مَلَاوِي.‏ في إحدى الأُمسِيات،‏ بقيتُ حتَّى وَقتٍ مُتَأخِّرٍ أُتَرجِمُ أحَدَ التَّقارير.‏ وحينَ رأيْتُ الاضطِهادَ العَنيفَ الَّذي يتَعَرَّضُ لهُ الإخوَةُ في مَلَاوِي،‏ تأثَّرتُ كَثيرًا وبكَيت.‏a ولكنْ في الوَقتِ نَفْسِه،‏ تشَجَّعتُ جِدًّا بِوَلائِهِم وإيمانِهِم واحتِمالِهِم.‏ —‏ ٢ كو ٦:‏٤،‏ ٥‏.‏

بذَلنا كُلَّ جُهدِنا لِنُؤَمِّنَ الطَّعامَ الرُّوحِيَّ لِلإخوَةِ الَّذينَ بقوا في مَلَاوِي،‏ وأيضًا لِلإخوَةِ الَّذينَ هرَبوا بِسَبَبِ العُنفِ إلى مُوزَمْبِيق.‏ وفَريقُ التَّرجَمَةِ إلى التِّشِيتْشَايْوَا،‏ اللُّغَةِ الأكثَرِ انتِشارًا في مَلَاوِي،‏ انتَقَلَ إلى مَزرَعَةٍ كَبيرَة يملِكُها أخٌ في زِمْبَابْوِي.‏ فبنى لهُمُ الأخُ فيها مَكتَبًا وبُيوتًا.‏ وهكَذا،‏ استَطاعوا أن يُواصِلوا عَمَلَهُم.‏

رتَّبنا أن يأتِيَ نُظَّارُ الدَّوائِرِ كُلَّ سَنَةٍ مِن مَلَاوِي إلى زِمْبَابْوِي،‏ كَي يحضُروا الاجتِماعَ السَّنَوِيَّ بِالتِّشِيتْشَايْوَا.‏ وكانوا يأخُذونَ معهُم مَجامِلَ خِطاباتِ الاجتِماعِ السَّنَوِيّ،‏ ويَستَعمِلونَها لِيُقَدِّموا خِطاباتٍ مُشَجِّعَة لِلإخوَةِ في مَلَاوِي.‏ وفي إحدى السِّنين،‏ رتَّبنا أن يحضُروا أيضًا مَدرَسَةَ خِدمَةِ المَلَكوت.‏ وهكَذا،‏ نالَ نُظَّارُ الدَّوائِرِ الشُّجعانُ هؤُلاءِ التَّشجيعَ الَّذي يحتاجونَه.‏

أقدِّم خطابًا بالتشيتشايوا في اجتماع سنوي بالتشيتشايوا/‏الشونية في زمبابوي

في شُبَاط (‏فِبْرَايِر)‏ ١٩٧٥،‏ سافَرتُ لِأزورَ الإخوَةَ الَّذينَ هرَبوا مِن مَلَاوِي إلى مُعَسكَراتٍ في مُوزَمْبِيق.‏ وهؤُلاءِ الإخوَةُ كانوا يتبَعونَ آخِرَ تَرتيباتٍ وضَعَتها هَيئَةُ يَهْوَه،‏ بما فيها تَرتيبُ الشُّيوخ.‏ والشُّيوخُ الجُدُدُ نظَّموا الكَثيرَ مِنَ النَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة مِثلِ تَقديمِ الخِطاباتِ العامَّة،‏ مُناقَشَةِ الآيَةِ اليَومِيَّة،‏ دَرسِ بُرجِ المُراقَبَة،‏ وحتَّى تَنظيمِ الاجتِماعاتِ الدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة.‏ كما جعَلوا في المُعَسكَراتِ أقسامًا لِلتَّنظيفاتِ وتَوزيعِ الطَّعامِ والأمان،‏ كتِلكَ المَوجودَةِ في الاجتِماعاتِ السَّنَوِيَّة.‏ لقدْ أنجَزَ هؤُلاءِ الإخوَةُ الكَثيرَ بِفَضلِ بَرَكَةِ يَهْوَه.‏ فتشَجَّعتُ جِدًّا بِزِيارَتي لهُم.‏

حَوالَي سَنَةِ ١٩٧٩،‏ صارَ مَكتَبُ فَرعِ زَامْبِيَا يهتَمُّ بِمَلَاوِي.‏ لكنِّي بقيتُ أُفَكِّرُ في الإخوَةِ بِمَلَاوِي وأُصَلِّي مِن أجلِهِم،‏ تَمامًا مِثلَما فعَلَ إخوَةٌ كَثيرونَ حَولَ العالَم.‏ وكَعُضوٍ في لَجنَةِ فَرعِ زِمْبَابْوِي،‏ اجتَمَعتُ في مُناسَباتٍ عَديدَة مع مُمَثِّلينَ عنِ المَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيّ،‏ ومع إخوَةٍ مَسؤولينَ مِن جَنُوب إفْرِيقْيَا وزَامْبِيَا ومَلَاوِي.‏ وفي كُلِّ مَرَّة،‏ كُنَّا نُناقِشُ كَيفَ نُساعِدُ أكثَرَ الإخوَةَ في مَلَاوِي.‏

معَ الوَقت،‏ خفَّ الاضطِهادُ في مَلَاوِي.‏ فارتاحَ الإخوَةُ تَدريجِيًّا مِنَ العُنفِ الَّذي كانوا يتَعَرَّضونَ له.‏ وابتَدَأَ الإخوَةُ الَّذينَ هرَبوا مِن مَلَاوِي بِالعَودَةِ إلَيها.‏ كما بدَأتِ البُلدانُ المُجاوِرَة تعتَرِفُ بِشُهودِ يَهْوَه وترفَعُ الحَظرَ عنهُم.‏ وهذا ما حدَثَ أيضًا في مُوزَمْبِيق سَنَةَ ١٩٩١.‏ فكُنَّا نتَساءَل:‏ ‹متى سيَنالُ شُهودُ يَهْوَه الحُرِّيَّةَ في مَلَاوِي؟‏›.‏

العَودَةُ إلى مَلَاوِي

تغَيَّرَ الوَضعُ السِّياسِيُّ في مَلَاوِي.‏ وسَنَةَ ١٩٩٣،‏ رفَعَتِ الدَّولَةُ الحَظرَ عن شُهودِ يَهْوَه.‏ لِذلِك فيما كُنتُ أتَحَدَّثُ مع أحَدِ المُرسَلين،‏ سألَني:‏ «هل ستعودُ إلى مَلَاوِي؟‏».‏ كانَ عُمري ٥٩ سَنَة.‏ فقُلتُ له:‏ «لا،‏ فأنا لم أعُدْ شابًّا».‏ ولكنْ في نَفْسِ اليَوم،‏ وصَلَتنا رِسالَةٌ مِنَ الهَيئَةِ الحاكِمَة تدعونا أن نعودَ إلى مَلَاوِي.‏

لم يكُنْ هذا القَرارُ سَهلًا علَينا.‏ فقدْ أحبَبنا تَعيينَنا في زِمْبَابْوِي،‏ وكانَ لَدَينا أصدِقاءُ أعِزَّاءُ هُناك.‏ ترَكَتِ الهَيئَةُ الحاكِمَةُ القَرارَ لنا.‏ فكُنَّا نقدِرُ أن نبقى في زِمْبَابْوِي.‏ لكنَّنا تذَكَّرنا مِثالَ إبْرَاهِيم وسَارَة.‏ فمع أنَّهُما كانا كَبيرَينِ في العُمر،‏ أطاعا يَهْوَه وترَكا بَيتَهُما المُريح.‏ —‏ تك ١٢:‏١-‏٥‏.‏

لِذا قرَّرنا أن نتبَعَ تَوجيهَ هَيئَةِ يَهْوَه.‏ فعُدنا إلى مَلَاوِي في ١ شُبَاط (‏فِبْرَايِر)‏ ١٩٩٥،‏ أي في نَفْسِ تاريخِ وُصولِنا إلَيها قَبلَ ٢٨ سَنَة.‏ ثُمَّ تأسَّسَت لَجنَةُ فَرع،‏ وخدَمتُ فيها مع أخَينِ آخَرَين.‏ وانشَغَلنا بِتَنظيمِ النَّشاطاتِ الثِّيوقراطِيَّة.‏

يَهْوَه يُنَمِّي العَمَل

كانَت بَرَكَةٌ كَبيرَة أن أرى كَيفَ يُنَمِّي يَهْوَه العَمَلَ بِسُرعَة.‏ فعَدَدُ النَّاشِرينَ في مَلَاوِي قفَزَ مِن حَوالَي ٠٠٠‏,٣٠ في سَنَةِ ١٩٩٣ إلى أكثَرَ مِن ٠٠٠‏,٤٢ في سَنَةِ ١٩٩٨.‏b لِذلِك وافَقَتِ الهَيئَةُ الحاكِمَة على بِناءِ مَكتَبِ فَرعٍ جَديد.‏ فاشتَرَينا قِطعَةَ أرضٍ مِساحَتُها ١٢ هِكتارًا في لِيلُونْغْوَاي،‏ وتعَيَّنتُ في لَجنَةِ البِناء.‏

والأخ غَاي بِيرْس مِنَ الهَيئَةِ الحاكِمَة قدَّمَ خِطابَ التَّدشينِ في أيَّار (‏مَايُو)‏ ٢٠٠١.‏ وقدْ حضَرَهُ أكثَرُ مِن ٠٠٠‏,٢ أخٍ مَحَلِّيّ،‏ أغلَبُهُمُ اعتَمَدوا قَبلَ أكثَرَ مِن ٤٠ سَنَة.‏ تحَمَّلَ هؤُلاءِ الإخوَةُ الأُمَناءُ صُعوباتٍ هائِلَة خِلالَ سَنَواتِ الحَظر.‏ وهُم أغنِياءُ جِدًّا روحِيًّا رَغمَ فَقرِهِمِ المادِّيّ.‏ وقدْ فرِحوا جِدًّا بِجَولَتِهِم في الفَرعِ الجَديد،‏ وظلُّوا يُرَنِّمونَ خِلالَها على الطَّريقَةِ الإفْرِيقِيَّة.‏ كانَ هذا أكثَرَ اختِبارٍ مُؤَثِّرٍ شاهَدتُهُ في حَياتي.‏ فقدْ أكَّدَ لي أنَّ يَهْوَه يُبارِكُ كَثيرًا الَّذينَ يتَحَمَّلونَ الصُّعوباتِ بِأمانَة.‏

بَعدَ ذلِك،‏ فرِحتُ بِأن أنالَ تَعييناتٍ لِتَدشينِ قاعاتِ المَلَكوت.‏ فالجَماعاتُ في مَلَاوِي استَفادَت مِن بَرنامَجِ الهَيئَةِ لِبِناءِ قاعاتِ المَلَكوتِ في البُلدانِ الفَقيرَة.‏ فقَبلًا،‏ كانَتِ الجَماعاتُ تجتَمِعُ في أماكِنَ جُدرانُها مِن أشجارِ الأُوكَالِبْتُوس،‏ سَقفُها مِن حَصائِرِ القَصَب،‏ ومَقاعِدُها الطَّويلَة مِنَ الطِّين.‏ أمَّا الآن،‏ فصارَ الإخوَةُ يشوونَ الطُّوبَ (‏القِرميدَ)‏ في أفران،‏ ويَبنونَ بِحَماسَةٍ قاعاتِ مَلَكوتٍ جَميلَة.‏ لكنَّهُم لا يزالونَ يُفَضِّلونَ المَقاعِدَ الطَّويلَة.‏ فكما يقولون،‏ تتَّسِعُ هذِهِ المَقاعِدُ دائِمًا لِشَخصٍ إضافِيّ.‏

فرِحتُ أيضًا حينَ رأيتُ كَيفَ يُساعِدُ يَهْوَه شَعبَهُ أن يتَقَدَّموا روحِيًّا.‏ وأُعجِبتُ خُصوصًا بِالإخوَةِ الأفارِقَةِ الشُّبَّان.‏ فهُم يتَطَوَّعونَ ويَتَعَلَّمونَ بِسُرعَة،‏ مُستَفيدينَ مِن تَدريبِ هَيئَةِ يَهْوَه ثُمَّ القِيامِ بِالعَمَلِ هُم بِأنفُسِهِم.‏ وهكَذا،‏ ينالونَ مَسؤولِيَّاتٍ إضافِيَّة في بَيْت إيل وفي الجَماعات.‏ كما تقَوَّتِ الجَماعاتُ حينَ تعَيَّنَ نُظَّارُ دَوائِرَ مَحَلِّيُّون،‏ أغلَبُهُم مُتَزَوِّجون.‏ فرَغمَ ضَغطِ المُجتَمَع،‏ والعائِلَةِ أحيانًا،‏ يُؤَجِّلُ هؤُلاءِ الإخوَةُ إنجابَ الأولادِ كَي يخدُموا يَهْوَه كامِلًا.‏

لا أندَمُ أبَدًا على قَراراتي

مع آن في بيت إيل ببريطانيا

بَعدَما قضَينا ٥٢ سَنَةً في إفْرِيقْيَا،‏ بدَأتُ أُعاني مَشاكِلَ صِحِّيَّة.‏ فوافَقَتِ الهَيئَةُ الحاكِمَة على تَوصِيَةِ لَجنَةِ الفَرعِ بِأن نتَعَيَّنَ في بَرِيطَانِيَا.‏ حَزِنَّا كَثيرًا حينَ ترَكنا التَّعيينَ الَّذي نُحِبُّه،‏ لكنَّنا نُقَدِّرُ العِنايَةَ الجَيِّدَة الَّتي تُقَدِّمُها لنا عائِلَةُ بَيْت إيل في بَرِيطَانِيَا.‏

أفضَلُ قَرارٍ أخَذتُهُ في حَياتي هو أن أُسَلِّمَ طَريقي لِيَهْوَه.‏ فلَوِ اعتَمَدتُ على فَهمي وبقيتُ في تِلكَ الوَظيفَة،‏ مَن يعلَمُ كَيفَ كانَت حَياتي اليَوم؟‏!‏ أنا سَعيدٌ جِدًّا لِأنَّ يَهْوَه أظهَرَ لي كَيفَ ‹أُقَوِّمُ سُبُلي›.‏ (‏أم ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ فكشابّ،‏ فرِحتُ بِتَعَلُّمِ تَفاصيلِ العَمَلِ في شَرِكَةٍ كَبيرَة.‏ لكنَّ الخِدمَةَ في هَيئَةِ يَهْوَه فرَّحَتني أكثَرَ بِكَثير.‏ فقدْ عِشتُ أحلى حَياةٍ في خِدمَةِ يَهْوَه.‏

a تاريخُ شُهودِ يَهْوَه في مَلَاوِي يرِدُ في الكِتابِ السَّنَوِيِّ لِشُهودِ يَهْوَه ١٩٩٩،‏ الصَّفَحات ١٤٨-‏٢٢٣‏.‏

b يوجَدُ في مَلَاوِي الآنَ أكثَرُ مِن ٠٠٠‏,١٠٠ ناشِر.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة