اِرْفَعِ ٱلشُّكْرَ لِيَهْوَهَ وَتَنَعَّمْ بِٱلْبَرَكَاتِ
«اِرْفَعُوا ٱلشُّكْرَ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ صَالِحٌ». — مز ١٠٦:١.
١ لِمَ يَسْتَأْهِلُ يَهْوَهُ شُكْرَنَا؟
لَا شَكَّ أَنَّ مَانِحَ «كُلِّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلِّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ» يَهْوَهَ ٱللّٰهَ يَسْتَأْهِلُ شُكْرَنَا. (يع ١:١٧) فَهٰذَا ٱلرَّاعِي ٱلْمُحِبُّ يُعَامِلُنَا بِحَنَانٍ وَيَعْتَنِي بِكُلِّ حَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ. (مز ٢٣:١-٣) وَقَدْ بَرْهَنَ أَنَّهُ ‹مَلْجَأٌ لَنَا وَقُوَّةٌ›، لَا سِيَّمَا فِي أَوْقَاتِ ٱلشَّدَائِدِ. (مز ٤٦:١) مِنْ هُنَا، لَدَيْنَا أَلْفُ سَبَبٍ وَسَبَبٌ لِنُؤَيِّدَ صَاحِبَ ٱلْمَزْمُورِ فِي قَوْلِهِ: «اِرْفَعُوا ٱلشُّكْرَ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ صَالِحٌ، لِأَنَّ لُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ إِلَى ٱلدَّهْرِ». — مز ١٠٦:١.
آيَتُنَا ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٥: «اِرْفَعُوا ٱلشُّكْرَ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ صَالِحٌ». — مزمور ١٠٦:١.
٢، ٣ (أ) مَا خُطُورَةُ أَنْ نَعْتَبِرَ بَرَكَاتِنَا تَحْصِيلَ حَاصِلٍ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنَتَأَمَّلُ فِيهِمَا خِلَالَ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ وَلٰكِنْ لِمَ تَحُثُّنَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ أَنْ نَظَلَّ شَاكِرِينَ لِلّٰهِ؟ لِأَنَّ ٱلنَّاسَ عُمُومًا أَصْبَحُوا غَيْرَ شَاكِرِينَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، تَمَامًا كَمَا تُنْبِئُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ. (٢ تي ٣:٢) فَكَثِيرُونَ يَعْتَبِرُونَ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَنْعَمُونَ بِهَا تَحْصِيلَ حَاصِلٍ. كَمَا يَتَأَثَّرُ ٱلْمَلَايِينُ بِٱلدِّعَايَةِ ٱلتِّجَارِيَّةِ، فَيُجَاهِدُونَ لِلْحُصُولِ عَلَى ٱلْمَزِيدِ وَٱلْمَزِيدِ بَدَلَ أَنْ يَقْنَعُوا بِمَا يَمْلِكُونَ. وَنَحْنُ أَيْضًا، يُمْكِنُ أَنْ نَنْجَرِفَ بِرُوحِ ٱلْعَالَمِ هٰذِهِ، فَلَا نَعُودُ نُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ. فَنَصِيرُ جَاحِدِينَ مِثْلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا وَنَخْسَرُ تَقْدِيرَنَا لِعَلَاقَتِنَا ٱلثَّمِينَةِ بِيَهْوَهَ وَلِلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَمُنُّ بِهَا عَلَيْنَا. — مز ١٠٦:٧، ١١-١٣.
٣ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، حِينَ نُقَاسِي مِحَنًا عَصِيبَةً مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَرْزَحَ تَحْتَهَا وَتَغِيبَ عَنْ بَالِنَا ٱلْبَرَكَاتُ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا. (مز ١١٦:٣) وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ نَسْأَلُ: كَيْفَ نُنَمِّي مَوْقِفَ ٱلِٱمْتِنَانِ وَنُحَافِظُ عَلَيْهِ؟ وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى إِيجَابِيِّينَ حَتَّى فِي خِضَمِّ ٱلْمِحَنِ ٱلْمُؤْلِمَةِ؟ فَلْنَرَ سَوِيًّا.
«مَا أَكْثَرَ صَنَائِعَكَ يَا يَهْوَهُ»
٤ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى مَوْقِفِ ٱلِٱمْتِنَانِ؟
٤ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُنَمِّيَ مَوْقِفَ ٱلِٱمْتِنَانِ وَنُحَافِظَ عَلَيْهِ، يَلْزَمُ أَنْ نَتَفَكَّرَ دَائِمًا فِي أَلْطَافِ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيَّةِ وَلَا نَغْفُلَ عَنِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يُغْدِقُهَا عَلَيْنَا. هٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا فَعَلَهُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، صَارَ مَأْخُوذًا بِرَوْعَةِ صَنَائِعِ يَهْوَهَ ٱلْكَثِيرَةِ. — اقرإ المزمور ٤٠:٥؛ ١٠٧:٤٣.
٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ عَنْ تَنْمِيَةِ مَوْقِفِ ٱلِٱمْتِنَانِ؟
٥ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا تَرَكَ لَنَا مِثَالًا رَائِعًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَهُوَ عَلَى مَا يَبْدُو ٱعْتَادَ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِي نِعَمِ ٱللّٰهِ عَلَيْهِ، بِدَلِيلِ أَنَّهُ شَكَرَهُ مِرَارًا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. مَثَلًا كَانَ ٱلرَّسُولُ مُمْتَنًّا لِلّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ إِذْ أَظْهَرَا لَهُ ٱلرَّحْمَةَ وَٱئْتَمَنَاهُ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ، رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ فِي ٱلْمَاضِي «مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدًا وَوَقِحًا». (اقرأ ١ تيموثاوس ١:١٢-١٤.) هٰذَا وَقَدْ قَدَّرَ رُفَقَاءَهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ، وَغَالِبًا مَا شَكَرَ يَهْوَهَ عَلَى صِفَاتِهِمِ ٱلْحَسَنَةِ وَخِدْمَتِهِمِ ٱلْأَمِينَةِ. (في ١:٣-٥، ٧؛ ١ تس ١:٢، ٣) وَحِينَ وَاجَهَ مِحَنًا مُتَنَوِّعَةً، لَمْ يَتَوَانَ عَنْ شُكْرِ يَهْوَهَ عَلَى ٱلدَّعْمِ ٱلَّذِي تَلَقَّاهُ مِنْ إِخْوَتِهِ ٱلرُّوحِيِّينَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. (اع ٢٨:١٥؛ ٢ كو ٧:٥-٧) فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يَحُضَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كِتَابَاتِهِ قَائِلًا: «أَظْهِرُوا أَنَّكُمْ شَاكِرُونَ . . . مُنَبِّهِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ، وَتَسَابِيحَ لِلّٰهِ، وَتَرَانِيمَ رُوحِيَّةٍ بِنِعْمَةٍ». — كو ٣:١٥-١٧.
اَلتَّأَمُّلُ وَٱلصَّلَاةُ شَرْطَانِ لِنَظَلَّ شَاكِرِينَ
٦ عَلَامَ أَنْتَ شَاكِرٌ لِيَهْوَهَ؟
٦ كَمَا رَأَيْنَا، نَمَّى بُولُسُ مَوْقِفَ ٱلِٱمْتِنَانِ وَعَبَّرَ عَنْهُ فِي حَيَاتِهِ. فَكَيْفَ عَسَانَا نَقْتَدِي بِمِثَالِهِ ٱلْحَسَنِ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا. (مز ١١٦:١٢) فَإِذَا سَأَلَكَ أَحَدُهُمْ: ‹عَلَامَ أَنْتَ شَاكِرٌ لِيَهْوَهَ؟›، فَبِمَ تُجِيبُ؟ هَلْ تُخْبِرُهُ بِعَلَاقَتِكَ ٱلثَّمِينَةِ بِإِلٰهِكَ؟ هَلْ تَتَكَلَّمُ عَنِ ٱلْغُفْرَانِ ٱلَّذِي نِلْتَهُ نَتِيجَةَ إِيمَانِكَ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ؟ هَلْ تُحَدِّثُهُ عَنْ إِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلَّذِينَ وَقَفُوا إِلَى جَانِبِكَ خِلَالَ ٱلْمِحَنِ؟ هَلْ تَذْكُرُ لَهُ شَرِيكَ حَيَاتِكَ وَأَوْلَادَكَ ٱلْأَعِزَّاءَ؟ إِنَّ تَخْصِيصَ ٱلْوَقْتِ لِلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا بِفَضْلِ أَبِينَا ٱلْمُحِبِّ سَيَمْلَأُ قَلْبَنَا ٱمْتِنَانًا وَيَدْفَعُنَا أَنْ نَشْكُرَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ. — اقرإ المزمور ٩٢:١، ٢.
٧ (أ) لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَرْفَعَ صَلَوَاتِ شُكْرٍ لِيَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ تَسْتَفِيدُ حِينَ تُعَبِّرُ عَنِ ٱلِٱمْتِنَانِ فِي صَلَوَاتِكَ؟
٧ وَحِينَ تُصْبِحُ ٱلْبَرَكَاتُ رَاسِخَةً تَمَامًا فِي ذِهْنِنَا وَقَلْبِنَا، نُمْسِي مُسْتَعِدِّينَ أَنْ نُصَلِّيَ لِيَهْوَهَ وَنَشْكُرَهُ. (مز ٩٥:٢؛ ١٠٠:٤، ٥) فَمَعَ أَنَّ كَثِيرِينَ يَعْتَبِرُونَ ٱلصَّلَاةَ مُجَرَّدَ وَسِيلَةٍ يَطْلُبُونَ خِلَالَهَا مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ، نَحْنُ نُدْرِكُ أَنَّ يَهْوَهَ يُسَرُّ عِنْدَمَا نَشْكُرُهُ عَلَى بَرَكَاتِهِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُورِدُ ٱلْعَدِيدَ مِنْ صَلَوَاتِ ٱلشُّكْرِ ٱلصَّادِقَةِ، بِمَا فِيهَا صَلَاتَا حَنَّةَ وَحَزَقِيَّا. (١ صم ٢:١-١٠؛ اش ٣٨:٩-٢٠) فَلِمَ لَا تُصَلِّي لِيَهْوَهَ وَتَشْكُرُهُ عَلَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي تَنْعَمُ بِهَا تَمَثُّلًا بِهٰذَيْنِ ٱلْخَادِمَيْنِ ٱلْأَمِينَيْنِ؟ (١ تس ٥:١٧، ١٨) إِذَّاكَ سَتَحْصُدُ فَوَائِدَ عَدِيدَةً: سَيَزْدَادُ فَرَحُكَ، سَتَنْمُو مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَهَ، وَسَتَصِيرُ أَقْرَبَ إِلَيْهِ. — يع ٤:٨.
أَيُّ بَرَكَاتٍ مِنْ يَهْوَهَ أَنْتَ شَاكِرٌ عَلَيْهَا؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٦، ٧.)
٨ لِمَ قَدْ نَخْسَرُ تَقْدِيرَنَا لِمَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِنَا؟
٨ إِلَّا أَنَّ ٱلْيَقَظَةَ مَطْلُوبَةٌ لِئَلَّا نَخْسَرَ تَقْدِيرَنَا لِصَلَاحِ يَهْوَهَ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّنَا وَرِثْنَا مَيْلًا يَدْفَعُنَا أَنْ لَا نَكُونَ شَاكِرِينَ. فَٱللّٰهُ وَضَعَ أَبَوَيْنَا ٱلْأَوَّلَيْنِ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي جَنَّةٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ وَأَمَّنَ لَهُمَا كُلَّ حَاجَاتِهِمَا. كَمَا مَنَحَهُمَا رَجَاءَ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ بِسَلَامٍ. (تك ١:٢٨) إِلَّا أَنَّهُمَا لَمْ يُقَدِّرَا هٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ، بَلْ طَمِعَا بِٱلْمَزِيدِ. فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُمَا خَسِرَا كُلَّ شَيْءٍ. (تك ٣:٦، ٧، ١٧-١٩) وَبِمَا أَنَّنَا ٱلْيَوْمَ مُحَاطُونَ بِعَالَمٍ «غَيْرِ شَاكِرٍ»، فَقَدْ نَغْفُلُ نَحْنُ أَيْضًا عَنِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا. وَهٰكَذَا، شَيْئًا فَشَيْئًا، لَا نَعُودُ نُقِيمُ وَزْنًا لِصَدَاقَتِنَا مَعَ ٱللّٰهِ. أَوْ لَعَلَّنَا نَخْسَرُ تَقْدِيرَنَا لِمَعْشَرِ إِخْوَتِنَا ٱلْعَالَمِيِّ، أَوْ نَنْغَمِسُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِي سَيَزُولُ قَرِيبًا. (١ يو ٢:١٥-١٧) وَكَيْ لَا نَغْرَقَ فِي هٰذِهِ ٱلدَّوَّامَةِ، يَنْبَغِي أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي بَرَكَاتِ يَهْوَهَ عَلَيْنَا وَنَشْكُرَهُ دَائِمًا عَلَى ٱمْتِيَازِنَا أَنْ نَكُونَ جُزْءًا مِنْ شَعْبِهِ. — اقرإ المزمور ٢٧:٤.
حِينَ تُصِيبُنَا ٱلْمِحَنُ
٩ مَا أَهَمِّيَّةُ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي ٱلْبَرَكَاتِ حِينَ نُوَاجِهُ مِحَنًا أَلِيمَةً؟
٩ يُسَاعِدُنَا ٱلْقَلْبُ ٱلْمُمْتَنُّ أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ ٱلْأَلِيمَةَ. فَعِنْدَمَا نُفَاجَأُ بِظُرُوفٍ تَقْلِبُ حَيَاتَنَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، نَشْعُرُ وَكَأَنَّنَا مَشْلُولُونَ. مَثَلًا هَلْ خَانَكَ شَرِيكُ حَيَاتِكَ، أَوْ أُصِبْتَ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ، أَوْ مَاتَ شَخْصٌ عَزِيزٌ عَلَى قَلْبِكَ، أَوْ عَانَيْتَ ٱلْكَثِيرَ نَتِيجَةَ كَارِثَةٍ طَبِيعِيَّةٍ؟ فِي أَوْقَاتٍ كَهٰذِهِ، نَتَعَزَّى وَنَتَقَوَّى إِذَا تَأَمَّلْنَا فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.
١٠ كَيْفَ ٱسْتَفَادَتْ إِيرِينَا مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي بَرَكَاتِهَا؟
١٠ إِيرِينَاa فَاتِحَةٌ عَادِيَّةٌ مِنْ أَمِيرْكَا ٱلشَّمَالِيَّةِ. كَانَتْ مُتَزَوِّجَةً مِنْ شَيْخٍ خَانَهَا فِي مَا بَعْدُ وَهَجَرَهَا هِيَ وَأَوْلَادَهُمَا. فَمَاذَا سَاعَدَهَا أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ؟ تَقُولُ: «أَنَا مُمْتَنَّةٌ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِي. فَحِينَ أَذْكُرُ نِعَمَهُ كُلَّ يَوْمٍ، أَرَى بِوُضُوحٍ كَمْ عَظِيمٌ ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلَّذِي أَحْظَى بِهِ أَنْ أَكُونَ مَعْرُوفَةً عِنْدَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُحِبِّ وَأَنْ أَنْعَمَ بِحِمَايَتِهِ. وَأَنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنِّي أَبَدًا». وَرَغْمَ أَنَّ إِيرِينَا وَاجَهَتِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ، لَا تَزَالُ رُوحُهَا ٱلْحُلْوَةُ تُسَاعِدُهَا أَنْ تَتَقَوَّى وَتُشْجِّعَ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا.
١١ مَاذَا سَاعَدَ كْيُونْغْ سُوك عَلَى مُوَاجَهَةِ مَرَضٍ عُضَالٍ؟
١١ تَعِيشُ كْيُونْغْ سُوك فِي آسِيَا، وَقَدْ خَدَمَتْ فَاتِحَةً هِيَ وَزَوْجُهَا طَوَالَ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ سَنَةً. لٰكِنَّ نُقْطَةَ ٱلتَّحَوُّلِ فِي حَيَاتِهَا كَانَتْ حِينَ شَخَّصَ ٱلْأَطِبَّاءُ أَنَّهَا مُصَابَةٌ بِسَرَطَانِ ٱلرِّئَةِ بِمَرَاحِلِهِ ٱلْمُتَقَدِّمَةِ وَأَنَّهَا لَنْ تَعِيشَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ إِلَى سِتَّةِ أَشْهُرٍ. وَمَعَ أَنَّهَا هِيَ وَزَوْجَهَا وَاجَهَا فِي مَا مَضَى شَدَائِدَ مُتَنَوِّعَةً، لَمْ يَحْمِلَا يَوْمًا هَمَّ صِحَّتِهِمَا. تَذْكُرُ ٱلْأُخْتُ: «شَكَّلَ خَبَرُ مَرَضِي صَفْعَةً قَوِيَّةً لِي. فَقَدْ خِفْتُ كَثِيرًا وَأَحْسَسْتُ أَنَّنِي خَسِرْتُ كُلَّ شَيْءٍ». فَمَاذَا سَاعَدَهَا عَلَى تَحَمُّلِ مِحْنَتِهَا؟ تُخْبِرُ: «كُلَّ لَيْلَةٍ، قَبْلَ أَنْ آوِيَ إِلَى ٱلْفِرَاشِ، كُنْتُ أَصْعَدُ إِلَى سَطْحِ ٱلْبَيْتِ وَأَشْكُرُ يَهْوَهَ بِصَوْتٍ عَالٍ عَلَى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ حَصَلَتْ خِلَالَ ٱلنَّهَارِ. فَأَشْعُرُ عِنْدَئِذٍ بِٱلرَّاحَةِ وَأُعَبِّرُ لِيَهْوَهَ عَنْ مَحَبَّتِي». وَكَيْفَ ٱسْتَفَادَتْ كْيُونْغْ سُوك مِنْ هٰذِهِ ٱلصَّلَوَاتِ؟ تَقُولُ: «لَمَسْتُ لَمْسَ ٱلْيَدِ كَيْفَ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ خِلَالَ أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ، وَأَدْرَكْتُ أَنَّنَا نَنْعَمُ بِبَرَكَاتٍ تَفُوقُ كَثِيرًا مَا نُعَانِيهِ مِنْ مَصَائِبَ».
مَعَ أَخِيها جُونَ ٱلَّذِي نَجَا مِنَ ٱلْكَارِثَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.)
١٢ كَيْفَ تَعَزَّى جَايْسُون بَعْدَ فِقْدَانِ زَوْجَتِهِ؟
١٢ يَخْدُمُ جَايْسُون فِي أَحَدِ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ بِإِفْرِيقْيَا، وَهُوَ خَادِمٌ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً. يُخْبِرُ قَائِلًا: «فَارَقَتْ زَوْجَتِي ٱلْحَيَاةَ مُنْذُ سَبْعِ سَنَوَاتٍ. وَهٰذِهِ ٱلْمِحْنَةُ تَرَكَتْ فِي نَفْسِي أَلَمًا كَبِيرًا كَادَ أَنْ يَسْحَقَنِي. وَلَوِ ٱسْتَرْسَلْتُ فِي ٱلتَّفْكِيرِ بِمَا عَانَتْهُ بِسَبَبِ ٱلسَّرَطَانِ، لَغَرِقْتُ فِي ٱلْكَآبَةِ». فَمَاذَا فَعَلَ جَايْسُون كَيْ يَتَحَمَّلَ مِحْنَتَهُ؟ يَقُولُ: «فِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، كُنْتُ أَتَذَكَّرُ أَوْقَاتًا حُلْوَةً قَضَيْتُهَا مَعَ زَوْجَتِي، فَصَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ وَشَكَرْتُهُ عَلَى هٰذِهِ ٱلذِّكْرَى. فَشَعَرْتُ عَلَى ٱلْأَثَرِ بِنَوْعٍ مِنَ ٱلرَّاحَةِ، وَصِرْتُ أَشْكُرُ يَهْوَهَ دَائِمًا عَلَى هٰذِهِ ٱلذِّكْرَيَاتِ ٱلسَّعِيدَةِ. فَٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلِٱمْتِنَانِ غَيَّرَ مَوْقِفِي كَثِيرًا. صَحِيحٌ أَنَّنِي لَا أَزَالُ حَزِينًا عَلَى زَوْجَتِي، لٰكِنَّ نَظْرَتِي أَصْبَحَتْ أَكْثَرَ إِيجَابِيَّةً مُنْذُ بَدَأْتُ أَشْكُرُ يَهْوَهَ أَنَّنِي عِشْتُ حَيَاةً زَوْجِيَّةً سَعِيدَةً وَخَدَمْتُهُ مَعَ شَخْصٍ أَحَبَّهُ كَثِيرًا».
«أَنَا مُمْتَنَّةٌ لِلْغَايَةِ لِأَنَّ إِلٰهِي هُوَ يَهْوَهُ». — شِيرِيل
١٣ مَاذَا سَاعَدَ شِيرِيل أَنْ تَتَحَمَّلَ فِقْدَانَ مُعْظَمِ أَفْرَادِ عَائِلَتِهَا؟
١٣ أَوَاخِرَ عَامِ ٢٠١٣، ضَرَبَ إِعْصَارٌ مَدَارِيٌّ مُدَمِّرٌ وَسَطَ ٱلْفِيلِيبِّين يُدْعَى إِعْصَارَ هَايَان. آنَذَاكَ كَانَتْ شِيرِيل تَبْلُغُ ١٣ عَامًا فَقَطْ، وَقَدْ خَسِرَتِ ٱلْكَثِيرَ ٱلْكَثِيرَ بِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلْكَارِثَةِ. تَقُولُ: «فَقَدْتُ مَنْزِلِي وَفَقَدْتُ مُعْظَمَ أَفْرَادِ عَائِلَتِي». فَٱلْعَاصِفَةُ قَضَتْ عَلَى حَيَاةِ أَبِيهَا وَأُمِّهَا وَثَلَاثَةٍ مِنْ أَشِقَّائِهَا. فَمَاذَا سَاعَدَهَا أَنْ تُوَاجِهَ هٰذِهِ ٱلْفَاجِعَةَ دُونَ أَنْ يَبْتَلِعَهَا ٱلْحُزْنُ؟ تَحَلَّتْ شِيرِيل بِقَلْبٍ مُمْتَنٍّ وَظَلَّتْ تُفَكِّرُ بِٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي لَا تَزَالُ تَتَمَتَّعُ بِهَا. تَذْكُرُ: «رَأَيْتُ بِأُمِّ عَيْنِي مَا فَعَلَهُ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ لِتَعْزِيَةِ ٱلْمَنْكُوبِينَ وَتَشْجِيعِهِمْ. وَعَرَفْتُ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ ٱلْعَالَمِ يُصَلُّونَ مِنْ أَجْلِي . . . أَنَا مُمْتَنَّةٌ لِلْغَايَةِ لِأَنَّ إِلٰهِي هُوَ يَهْوَهُ. فَهُوَ دَائِمًا يَمْنَحُنَا مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ». إِذًا إِنَّ تَفْكِيرَنَا فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا خَيْرُ مُسَاعِدٍ لِئَلَّا يَسْحَقَنَا ٱلْحُزْنُ. فَٱلْقَلْبُ ٱلْمُفْعَمُ بِٱلتَّقْدِيرِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَمْضِيَ قُدُمًا مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ مَصَاعِبَ. — اف ٥:٢٠؛ اقرأ فيلبي ٤:٦، ٧.
«إِنِّي أَبْتَهِجُ بِيَهْوَهَ»
١٤ أَيُّ رَجَاءٍ رَائِعٍ يَنْتَظِرُنَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٤ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ، ٱبْتَهَجَ شَعْبُ يَهْوَهَ بِٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي تَنَعَّمُوا بِهَا. مَثَلًا، بَعْدَمَا تَحَرَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ فِرْعَوْنَ وَجُيُوشِهِ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ، عَبَّرُوا عَنْ فَرَحِهِمْ إِذْ رَنَّمُوا لِلّٰهِ تَرَانِيمَ تَسْبِيحٍ وَشُكْرٍ. (خر ١٥:١-٢١) وَٱلْيَوْمَ نَحْنُ عَلَى يَقِينٍ أَنَّنَا سَنَتَحَرَّرُ عَمَّا قَرِيبٍ مِنْ كُلِّ آلَامِنَا، وَهٰذَا ٱلرَّجَاءُ هُوَ أَحَدُ أَثْمَنِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا. (مز ٣٧:٩-١١؛ اش ٢٥:٨؛ ٣٣:٢٤) تَخَيَّلْ شُعُورَكَ حِينَ يَسْحَقُ يَهْوَهُ كُلَّ أَعْدَائِهِ وَيَسْتَقْبِلُنَا فِي عَالَمٍ جَدِيدٍ، عَالَمٍ يَعُمُّهُ ٱلسَّلَامُ وَٱلْبِرُّ. أَوَلَنْ تَفِيضَ قُلُوبُنَا شُكْرًا آنَذَاكَ؟! — رؤ ٢٠:١-٣؛ ٢١:٣، ٤.
١٥ مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ خِلَالَ عَامِ ٢٠١٥؟
١٥ خِتَامًا، نَحْنُ مُتَشَوِّقُونَ إِلَى رُؤْيَةِ مَا سَيُغْدِقُهُ يَهْوَهُ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتٍ رُوحِيَّةٍ وَافِرَةٍ خِلَالَ عَامِ ٢٠١٥. صَحِيحٌ أَنَّنَا قَدْ نُوَاجِهُ بَعْضَ ٱلْمِحَنِ، لٰكِنَّنَا وَاثِقُونَ أَنَّهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنَّا أَبَدًا. (تث ٣١:٨؛ مز ٩:٩، ١٠) وَسَيَمُدُّنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ بِمَا يَلْزَمُ لِكَيْ نَخْدُمَهُ بِأَمَانَةٍ. فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نُعْرِبَ عَنْ مَوْقِفِ ٱلنَّبِيِّ حَبَقُّوقَ ٱلَّذِي قَالَ: «مَعَ أَنَّهُ لَا يُزْهِرُ ٱلتِّينُ، وَلَا تَكُونُ غَلَّةٌ فِي ٱلْكَرْمِ، وَيَبُورُ عَمَلُ ٱلزَّيْتُونَةِ، وَٱلْجِلَالُ لَا تَصْنَعُ طَعَامًا؛ يَنْقَطِعُ ٱلْغَنَمُ مِنَ ٱلصِّيرَةِ، وَلَا بَقَرَ فِي ٱلزَّرَائِبِ؛ فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِيَهْوَهَ، وَأَفْرَحُ بِإِلٰهِ خَلَاصِي». (حب ٣:١٧، ١٨) خِلَالَ هٰذِهِ ٱلسَّنَةِ، لِنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ أَنْ نَتَأَمَّلَ بِفَرَحٍ فِي مَا نَنْعَمُ بِهِ مِنْ بَرَكَاتٍ وَلْنَنْدَفِعْ إِلَى ٱتِّبَاعِ حَضِّ آيَتِنَا ٱلسَّنَوِيَّةِ لِعَامِ ٢٠١٥: «اِرْفَعُوا ٱلشُّكْرَ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ صَالِحٌ». — مز ١٠٦:١.
a بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَةٌ.