مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«كل ما يصل إليه النهر سيعيش»‏
    يهوه يردُّ العبادة النقية!‏
    • حزقيال يمشي في نهر،‏ ورجل يبدو كأنه من نحاس يراقبه من الضفة

      الدرس ١٩

      ‏«كل ما يصل إليه النهر سيعيش»‏

      حزقيال ٤٧:‏٩

      فكرة الدرس الرئيسية:‏ يرى حزقيال نهرًا يجري من الهيكل.‏ وهذا الدرس سيُناقش كيف تمت هذه الرؤيا قديمًا،‏ كيف تتم في أيامنا،‏ وكيف ستتم في المستقبل

      ١،‏ ٢ بحسب حزقيال ٤٧:‏١-‏١٢‏،‏ أي تفاصيل يكتشفها حزقيال؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏

      لا يزال النبي مدهوشًا من ما رآه في الهيكل.‏ لكن المفاجآ‌ت لم تنتهِ بعد.‏ فهو الآن يرى مياهًا صافية تجري من المكان المقدس.‏ ‏(‏إقرأ حزقيال ٤٧:‏١-‏١٢‏.‏)‏ تخيَّله يتبع بفضول مجرى هذه المياه.‏ فيجد أنها تنبع من الفُسحة الموجودة في المكان المقدس،‏ ثم تنزل من مبنى الهيكل قرب البوابة الشرقية.‏ فيقود الملاك حزقيال على طول المجرى.‏ وكلما قطعا مسافة محددة،‏ كان يطلب منه أن يدوس في الماء ليرى عُمقها.‏ ولكن سرعان ما صارت المياه نهرًا عميقًا جدًّا،‏ لا يمكن عبوره إلا سباحة.‏

      ٢ أخبَر الملاك حزقيال أن النهر يصبُّ في البحر الميت.‏ وحين تصل مياه هذا النهر إلى المياه المالحة،‏ تتحول هذه المياه إلى مياه عذبة مليئة بالأسماك.‏ وعلى طول ضفتَي النهر،‏ يرى حزقيال كل أنواع الأشجار المثمرة.‏ وهذه الأشجار تُنتج كل شهر ثمرًا مغذِّيًا،‏ وتُعطي أوراقًا تُستعمل للشفاء.‏ لا بد أن حزقيال تشجَّع وأحسَّ بسلام داخلي بعدما رأى هذا المشهد.‏ فماذا عنى له ولباقي الأسرى اليهود هذا الجزء من الرؤيا؟‏ وماذا يعني لنا اليوم؟‏

      الرؤيا عن النهر تحمل رسالة أمل

      ٣ لماذا نقول إن شعب اللّٰه عرفوا أن النهر الذي رآه حزقيال لم يكن نهرًا حرفيًّا؟‏

      ٣ لا شك أن شعب اللّٰه قديمًا فهموا أن النهر الذي رآه حزقيال ليس نهرًا حرفيًّا.‏ وعلى الأرجح،‏ ذكَّرتهم هذه الرؤيا بنبوة أخرى عن الرد كتبها النبي يوئيل منذ أكثر من ٢٠٠ سنة.‏ ‏(‏إقرأ يوئيل ٣:‏١٨‏.‏)‏ ففي هذه النبوة،‏ وعد يهوه أن «تُنقِّط الجبال نبيذًا حلوًا»،‏ و «تفيض التلال بالحليب»،‏ و «يخرج نبع من بيت يهوه».‏ وبالطبع،‏ لم يتوقع اليهود الأسرى أن تتم هذه النبوة إتمامًا حرفيًّا.‏ بطريقة مشابهة،‏ لا بد أن اليهود الأسرى عرفوا أن رؤيا حزقيال لم تكن تتحدث عن نهر حرفي.‏a فأي رسالة أراد يهوه أن ينقلها لشعبه؟‏ يُساعدنا الكتاب المقدس أن نفهم بعض أجزاء هذه النبوة.‏ لكننا لن ندخل الآن بتفاصيل كثيرة،‏ بل سنركز على ثلاثة أفكار تُظهر بوضوح محبة يهوه لشعبه.‏

      نهر

      الإطار ١٩أ:‏ أنهار من البركات

      ٤ (‏أ)‏ أي بركات توقَّع اليهود أن يحصلوا عليها بعدما سمعوا عن النهر في رؤيا حزقيال؟‏ (‏ب)‏ كيف يؤكِّد لنا استعمال التعبيرَين «نهر» و «ماء» في الكتاب المقدس أن يهوه سيُبارك شعبه؟‏ (‏أُنظر الإطار «‏أنهار من البركات‏».‏)‏

      ٤ نهر من البركات.‏ غالبًا ما يستعمل الكتاب المقدس الأنهار والماء ليصف البركات الروحية التي تتدفَّق من يهوه اللّٰه.‏ وهذا بالضبط ما رآه حزقيال.‏ فقد رأى نهرًا ينبع من الهيكل.‏ لذلك من المنطقي أن يستنتج شعب اللّٰه أن البركات الروحية ستفيض عليهم ما داموا يعبدون يهوه عبادة نقية.‏ فشعب اللّٰه كانوا سينالون مجددًا إرشادات روحية من الكهنة.‏ والذبائح التي ستُقدَّم في الهيكل كانت ستؤكد لهم أن يهوه سيغفر خطاياهم.‏ (‏حز ٤٤:‏١٥،‏ ٢٣؛‏ ٤٥:‏١٧‏)‏ وهكذا سيرجع عباد يهوه طاهرين من جديد،‏ كأنهم غسلوا أنفسهم بالمياه النقية التي تخرج من الهيكل.‏

      ٥ هل ستظل بركات يهوه تكفي الجميع؟‏ أوضح.‏

      ٥ وهل ستظل بركات يهوه تكفي الجميع؟‏ نعم،‏ وهذا ما تؤكده رؤيا حزقيال.‏ فالمياه القليلة التي رآها حزقيال في البداية تحوَّلت إلى نهر غزير بعد نحو كيلومترين فقط!‏ (‏حز ٤٧:‏٣-‏٥‏)‏ إذًا مهما تزايد عدد السكان اليهود بعد عودتهم إلى موطنهم،‏ فستظل بركات يهوه تزداد وتزداد حتى تكفيهم جميعًا.‏ فما أجمل الصورة التي رسمها يهوه ليُظهر كم سيُبارك شعبه!‏

      ٦ (‏أ)‏ أي وعد رائع تضمَّنته رؤيا حزقيال؟‏ (‏ب)‏ أي تحذير حملته هذه الرؤيا؟‏ (‏أُنظر أيضًا الحاشية.‏)‏

      ٦ مياه تردُّ الحياة.‏ النهر الذي رآه حزقيال صبَّ في البحر الميت وأعاد الحياة إلى جزء كبير منه.‏ قال الملاك:‏ «كل ما يصل إليه النهر سيعيش».‏ فصار السمك كثيرًا جدًّا وعلى أنواعه تمامًا مثل سمك البحر الكبير،‏ أي البحر الأبيض المتوسط.‏ وأكثر من ذلك،‏ صار هناك صيادون كثيرون واقفين على طول شاطئ البحر الميت،‏ بين مدينتَي عين جدي وعين عِجلايم ليصطادوا السمك.‏ وعلى ما يبدو كانت هاتان المدينتان بعيدتَين الواحدة عن الأخرى.‏ ولكن هل المياه التي تخرج من بيت يهوه ستصل إلى كامل البحر الميت؟‏ كلا.‏ فقد أخبر الملاك حزقيال أن «البِرَك التابعة للبحر» سوف «يبقى فيها الملح» لأن المياه التي تَردُّ الحياة لن تصل إليها.‏b (‏حز ٤٧:‏٨-‏١١‏)‏ إذًا تضمنت هذه الرؤيا وعدًا رائعًا بأن العبادة النقية ستُحيي الشعب من جديد وتجعلهم يزدهرون.‏ لكنها حملت أيضًا تحذيرًا مهمًّا:‏ البعض سيرفضون بركات يهوه،‏ لذلك لن يُشفوا.‏

      ٧ أي رسالة أراد يهوه أن يوصلها لليهود من خلال الأشجار على ضفتَي النهر؟‏

      ٧ أشجار ثمرها للأكل وورقها للشفاء.‏ لا شك أن الأشجار على طول ضفتَي النهر زادت جمال المشهد.‏ ولا بد أن حزقيال وباقي اليهود راحوا يتخيَّلون ثمرها اللذيذ الذي ستُنتجه كل شهر.‏ لكن هذه الأشجار حملت أيضًا رسالة مهمة.‏ فهذه الصورة المعبِّرة أكَّدت لليهود أن يهوه سيؤمِّن لهم طعامهم الروحي.‏ لاحظ أيضًا أن أوراق هذه الأشجار تُستعمل «للشفاء».‏ (‏حز ٤٧:‏١٢‏)‏ فقد عرف يهوه أن أكثر ما يحتاج إليه اليهود العائدون هو الشفاء الروحي.‏ لذلك وعدهم أن يشفيهم روحيًّا،‏ ونفَّذ وعده.‏ وهذا ما تُظهره نبوات أخرى عن الرد سبق أن ناقشناها في الدرس ٩‏.‏

      ٨ ماذا يُظهر أن رؤيا حزقيال لها إتمام أعظم؟‏

      ٨ ولكن مثلما رأينا في الدرس ٩‏،‏ تمَّت نبوات كهذه إتمامًا محدودًا أيام اليهود.‏ لماذا؟‏ بسبب الشعب.‏ فكيف يُعقل أن يُباركهم يهوه وقد عاد أكثريتهم إلى عاداتهم القديمة وتمرَّدوا عليه وتجاهلوا العبادة النقية؟‏!‏ لقد حزن اليهود الأمناء وخاب أملهم عندما رأوا سلوك اليهود الباقين.‏ لكنهم عرفوا أن وعود يهوه لا تفشل،‏ بل تتحقق دائمًا.‏ ‏(‏إقرأ يشوع ٢٣:‏١٤‏.‏)‏ فلا بد إذًا أن تتم نبوة حزقيال إتمامًا أعظم.‏ ولكن متى؟‏

      النهر يتدفق في أيامنا

      ٩ متى تتم رؤيا حزقيال عن الهيكل إتمامًا أعظم؟‏

      ٩ مثلما رأينا في الدرس ١٤‏،‏ تتم رؤيا حزقيال عن الهيكل إتمامًا أعظم «في آخر الأيام» حين تكون العبادة النقية مرفَّعة أكثر من أي وقت آخر.‏ (‏إش ٢:‏٢‏)‏ فكيف يتم هذا الجزء من رؤيا حزقيال في أيامنا؟‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ حين نقرأ عن النهر الذي رآه حزقيال،‏ ماذا يخطر في بالنا؟‏ (‏ب)‏ هل ظلَّت مياه الحق النقية تكفي العدد المتزايد من خدام يهوه؟‏ أوضح.‏

      ١٠ نهر من البركات.‏ حين نقرأ عن المياه التي تخرج من بيت يهوه،‏ ماذا يخطر في بالنا؟‏ ألا نتذكَّر البركات الروحية الكثيرة التي تُساهم في تقوية صحتنا الروحية؟‏ وأهم هذه البركات هي فدية المسيح القادرة أن تغسلنا من خطايانا.‏ إضافة إلى ذلك،‏ يُشبِّه الكتاب المقدس الحقائق الثمينة التي نتمتع بها بمياه حياة تُطهِّرنا أخلاقيًّا وروحيًّا.‏ (‏أف ٥:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ ولكن كيف ازدادت بركات يهوه حتى صارت مثل نهر غزير في أيامنا؟‏

      ١١ سنة ١٩١٩،‏ كان عدد خدام يهوه لا يتجاوز بضعة آلاف،‏ وكانوا فرحين بالطعام الروحي الذي يحصلون عليه.‏ وطوال عشرات السنين ظلَّ عددهم يزداد.‏ واليوم،‏ تجاوز عدد خدام يهوه الثمانية ملايين.‏ فهل ظلت مياه الحق النقية تكفي هذا العدد الكبير؟‏ بكل تأكيد!‏ ولا نبالغ إنْ قلنا إنَّ لدينا طعامًا روحيًّا يكفينا وأكثر.‏ فطوال القرن الماضي،‏ ظلَّ الطعام الروحي يتدفق على شعب يهوه.‏ فقد طُبعت مليارات الكتب المقدسة،‏ إضافة إلى الكتب والمجلات والكراسات والنشرات المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ وظلَّ هذا النهر يكبر ويكبر ليسقي ملايين الناس العطشانين روحيًّا في هذا العالم.‏ في البداية،‏ كانت المواد المطبوعة هي الطريقة الأساسية لإيصال الطعام الروحي.‏ أما الآن،‏ فقد صار هذا الطعام متوفرًا إلكترونيًّا بأكثر من ٠٠٠‏,١ لغة على موقعنا (jw.‎org).‏ وكيف تؤثر مياه الحق هذه في الناس الطيبين؟‏

      ١٢ (‏أ)‏ كيف تؤثِّر مياه الحق في الناس؟‏ (‏ب)‏ أي تحذير مهم تنقله لنا هذه الرؤيا اليوم؟‏ (‏أُنظر أيضًا الحاشية.‏)‏

      ١٢ مياه تردُّ الحياة.‏ قال الملاك لحزقيال:‏ «كل ما يصل إليه النهر سيعيش».‏ في أيامنا،‏ يأتي ملايين الأشخاص إلى الأرض الروحية المُستردَّة.‏ فكِّر قليلًا كيف أثَّرت فيهم مياه الحق وجذبتهم إلى يهوه.‏ فكِّر في حقائق الكتاب المقدس التي ردَّت إليهم الحياة والصحة الروحية.‏ ولكن من ناحية أخرى،‏ نقلت هذه الرؤيا تحذيرًا مهمًّا لأيامنا:‏ الحق ليس للجميع.‏ فمثل المستنقعات والبِرَك التابعة للبحر الميت في رؤيا حزقيال،‏ يرفض البعض الحق ويتخلون عن اللّٰه.‏c فكم مهم أن ينتبه كل واحد منا لنفسه كي لا يبتعد عن يهوه!‏ —‏ إقرإ التثنية ١٠:‏١٦-‏١٨‏.‏

      ١٣ ماذا نتعلم من الأشجار التي رآها حزقيال؟‏

      ١٣ أشجار ثمرها للأكل وورقها للشفاء.‏ أي دروس مشجعة نتعلمها من الأشجار التي رآها حزقيال؟‏ كانت هذه الأشجار تُنتج ثمرًا لذيذًا كل شهر،‏ وورقها يُستخدم للشفاء.‏ (‏حز ٤٧:‏١٢‏)‏ وهذه الفكرة تُذكِّرنا أننا نخدم إلهًا كريمًا يوفِّر لنا الطعام والشفاء الروحيين.‏ فالعالم اليوم مريض ويُعاني من أخطر أنواع الجوع،‏ الجوع الروحي.‏ أما إلهنا فلا يبخل علينا بشيء.‏ فكم مرة قرأتَ مقالة،‏ أو رنَّمت الترنيمة الختامية خلال اجتماع دائري أو سنوي،‏ أو حضرت فيديو أو برنامجًا شهريًّا ثم شكرت يهوه على هذا الطعام الروحي؟‏ فعلًا يهوه يُهيِّئ لنا ولائم روحية.‏ (‏إش ٦٥:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وهل يُحسِّن هذا الطعام صحتنا الروحية؟‏ طبعًا.‏ فالإرشادات التي ننالها،‏ المؤسسة كاملًا على كلمة اللّٰه،‏ تُعطينا الطاقة اللازمة لنُحارب أعداءً خطيرين كالعهارة والطمع وقلة الإيمان.‏ أيضًا،‏ لم ينسَ يهوه المسيحيين الذين أخطأوا خطية خطيرة وصاروا ضعيفين روحيًّا،‏ وقد جهَّز ترتيبًا ليُساعدهم.‏ ‏(‏إقرأ يعقوب ٥:‏١٤‏.‏)‏ لا شك إذًا أن يهوه يُباركنا بكرَم مثلما تُظهر الأشجار في نبوة حزقيال.‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ أي درس نتعلمه من البِرَك في رؤيا حزقيال؟‏ (‏ب)‏ كيف نستفيد اليوم من النهر الذي رآه حزقيال؟‏

      ١٤ البِرَك أيضًا تُعلِّمنا درسًا مهمًّا:‏ علينا أن نظل منتبهين كي لا نمنع بركات يهوه أن تصل إلينا.‏ فمَن منا يُريد أن يبقى مريضًا روحيًّا مثل كثيرين في هذا العالم؟‏!‏ (‏مت ١٣:‏١٥‏)‏ مَن منا يُريد أن يحرم نفسه من نهر البركات الروحية؟‏!‏ إذًا كلما شربنا بلهفة من مياه الحق النقية الموجودة في كلمة اللّٰه،‏ لنتذكَّر النهر الذي رآه حزقيال؛‏ كلما أخبرْنا الآخرين عن الحقائق الروحية،‏ لنتذكَّر النهر الذي رآه حزقيال؛‏ كلما ساعدَنا الشيوخ الذين درَّبهم العبد الأمين أو شجَّعونا أو أرشدونا بمحبة،‏ لنتذكَّر النهر الذي رآه حزقيال.‏ فعلًا،‏ أينما يمر هذا النهر يترك وراءه الحياة والشفاء.‏

      ١٥ وكيف ستتم هذه الرؤيا في المستقبل؟‏ لنرَ معًا كيف سيتدفق هذا النهر بطريقة أعظم بعد في الفردوس.‏

      إتمام هذه الرؤيا في الفردوس

      ١٦،‏ ١٧ كيف سنستفيد من نهر البركات في الفردوس؟‏ أعطِ أمثلة.‏

      ١٦ هل تتخيل نفسك في الفردوس مع عائلتك وأصدقائك؟‏ هل تتخيل كم ستكونون سعداء؟‏ ستساعدك رؤيا حزقيال أن تتخيل هذه اللحظات بأجمل تفاصيلها.‏ كيف؟‏ لنتأمل مجددًا في الأفكار الثلاثة التي تُظهر بوضوح محبة يهوه لشعبه.‏

      ١٧ نهر من البركات.‏ النهر الذي رآه حزقيال سيتدفق بقوة أكبر في الفردوس.‏ فالبركات آنذاك لن تكون روحية فقط بل جسدية أيضًا.‏ فخلال حكم المسيح الألفي،‏ ستُساعد مملكة اللّٰه البشر الأمناء أن يستفيدوا كاملًا من فدية يسوع،‏ ويعودوا تدريجيًّا إلى الكمال.‏ هل تتخيل؟‏ لا أمراض،‏ لا أطباء،‏ لا ممرضين،‏ لا مستشفيات،‏ لا تأمينات صحية .‏ .‏ .‏ فمياه الحياة ستتدفق بغزارة بعد نهاية «الضيق العظيم»،‏ وستشفي «جمعًا كثيرًا» يُعدُّ بالملايين.‏ (‏رؤ ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ لكن نهر البركات هذا،‏ رغم ضخامته،‏ سيبدو كمجرى ماء صغير.‏ فمثلما تُخبرنا رؤيا حزقيال،‏ سيظل هذا النهر يتوسَّع أكثر فأكثر حتى يكفي البشر جميعًا.‏

      شباب بصحة جيدة يعملون في الفردوس ويستمتعون بوقتهم.‏ وفي الخلف،‏ هناك نهر يجري

      في الفردوس،‏ سيُعيد نهر البركات الصحة والشباب للجميع (‏أُنظر الفقرة ١٧)‏

      ١٨ كيف سيتدفق «نهر ماء الحياة» بقوة كبيرة خلال الحكم الألفي؟‏

      ١٨ مياه تردُّ الحياة.‏ خلال الحكم الألفي،‏ سيتدفق «نهر ماء الحياة» بقوة كبيرة.‏ (‏رؤ ٢٢:‏١‏)‏ فملايين،‏ بل مليارات الأموات،‏ سيقومون من الموت وينالون الفرصة أن يعيشوا إلى الأبد في الفردوس.‏ ومن ضمن الأموات الذين ستُقيمهم مملكة يهوه،‏ هناك أشخاص ماتوا منذ زمن بعيد جدًّا وما عاد أحد يتذكرهم!‏ (‏إش ٢٦:‏١٩‏)‏ لكن السؤال المهم هو:‏ ‹هل سيستغل المقامون الفرصة ويعيشون إلى الأبد؟‏›.‏

      ١٩ (‏أ)‏ ماذا يدل أن مياه الحق ستتضمن حقائق جديدة في الفردوس؟‏ (‏ب)‏ بأي معنى سيكون البعض في المستقبل مثل البِرَك التي «يبقى فيها الملح»؟‏

      ١٩ القرار بيدهم.‏ فآ‌نذاك ستنفتح كتب جديدة.‏ وبالتالي ستتضمن مياه الحق المنعشة حقائق وإرشادات روحية جديدة.‏ مع ذلك،‏ سيرفض البعض هذه البركة ويتمردون على يهوه بإرادتهم خلال الحكم الألفي.‏ لكن يهوه لن يسمح لهم بأن يدمِّروا السلام في الفردوس.‏ (‏إش ٦٥:‏٢٠‏)‏ ألا يُذكِّرنا هؤلاء الأشخاص بالبِرَك التي ‹بقي فيها الملح›؟‏ فما أغبى الذين يرفضون بعناد أن يشربوا من مياه الحق الثمينة!‏ وحتى بعد نهاية الحكم الألفي،‏ سيختار فريق من المتمردين أن يتبعوا الشيطان.‏ ولكن كل مَن يرفض حكم يهوه العادل سيواجه المصير نفسه:‏ الموت الأبدي.‏ —‏ رؤ ٢٠:‏٧-‏١٢‏.‏

      ٢٠ أي ترتيب سيُجهِّزه يهوه خلال الحكم الألفي يُذكِّرنا بالأشجار في رؤيا حزقيال؟‏

      ٢٠ أشجار ثمرها للأكل وورقها للشفاء.‏ لا يريد يهوه لأي واحد منا أن يخسر الحياة الأبدية.‏ لذلك جهَّز خلال الحكم الألفي ترتيبًا يُشبه الأشجار التي رآها حزقيال.‏ فالبركات في الفردوس لن تكون روحية فقط،‏ بل جسدية أيضًا.‏ فمثلما نعرف،‏ سيحكم يسوع المسيح والـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ من السماء لمدة ٠٠٠‏,١ سنة.‏ ولكن لا ننسَ أن الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ هم أيضًا كهنة.‏ لذلك سيُساعدون البشر الأولياء كي يستفيدوا من فدية المسيح ويصلوا إلى الكمال.‏ (‏رؤ ٢٠:‏٦‏)‏ لكن حزقيال ليس الوحيد الذي رأى أشجارًا تشفي البشر جسديًّا وروحيًّا.‏ فالرسول يوحنا أيضًا رأى في رؤيا أشجارًا تُنتج ثمارًا للأكل ويُستخدَم ورقها «لشفاء الأمم».‏ ‏(‏إقرإ الرؤيا ٢٢:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ إذًا ملايين البشر الأمناء سيستفيدون من الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الذين سيخدمون ككهنة.‏

      مجرى ماء يصير نهرًا مثلما رأى حزقيال

      الإطار ١٩ب:‏ مجرى ماء يصير نهرًا غزيرًا

      ٢١ كيف تشعر بعدما تأملنا في النهر الذي رآه حزقيال،‏ وماذا سنرى لاحقًا؟‏ (‏أُنظر الإطار «‏مجرى ماء يصير نهرًا غزيرًا‏».‏)‏

      ٢١ كيف تشعر الآن بعدما تأمَّلنا في هذا الجزء من حزقيال؟‏ ألا تُحسُّ بالسلام والتشجيع؟‏ لا شك في ذلك،‏ فهناك حياة رائعة بانتظارنا.‏ فكِّر في هذه النقطة:‏ لقد أعطى يهوه هذه النبوة بكل تفاصيلها الجميلة قبل آلاف السنين.‏ وهو،‏ حتى هذه اللحظة،‏ لم يُغلق الباب في وجه أحد.‏ فهو يُريد لأكبر عدد من الناس أن يروا هذه الوعود تتحقق أمام عيونهم.‏ فماذا عنك؟‏ ربما تتساءل:‏ ‹هل سأرى وعود يهوه تتم وأعيش في الفردوس؟‏›.‏ لنرَ معًا كيف يُعطينا الفصلان الأخيران من سفر حزقيال جوابًا مشجِّعًا.‏

      a أيضًا،‏ لا شك أن بعض اليهود الأسرى تذكَّروا جغرافية موطنهم.‏ وهم عرفوا على الأرجح أن النهر لا يمكن أن يكون نهرًا حرفيًّا.‏ فبحسب رؤيا حزقيال،‏ كان النهر ينبع من هيكل يقع على جبل عالٍ جدًّا.‏ لكن أساسًا لم يكن هناك هيكل على جبلٍ عالٍ جدًّا في أرضهم.‏ إضافة إلى ذلك،‏ توحي هذه الرؤيا للقارئ أن النهر كان يجري بشكل مستقيم دون أن يعترض أي شيء طريقه إلى البحر الميت؛‏ وهذا أيضًا مستحيل بسبب جغرافية الأرض.‏

      b يعتبر بعض المعلِّقين أن هذه العبارة ليست سلبية.‏ فتجارة الملح في منطقة البحر الميت كانت مزدهرة،‏ وقد استُعمل كثيرًا كمادة حافظة.‏ ولكن لاحظ أن هذه الرؤيا تقول عن البِرَك إنها «لن تُشفى».‏ فهي ستبقى مريضة وميتة،‏ لأن المياه التي تخرج من بيت يهوه وتردُّ الحياة لا تصل إليها.‏ يبدو إذًا أن نبوة حزقيال تُشير بطريقة سلبية إلى المياه المالحة في هذه البِرَك.‏ —‏ مز ١٠٧:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ إر ١٧:‏٦‏.‏

      c نجد فكرة مشابهة في مثَل يسوع عن الشبكة.‏ فمع أن الصيادين أمسكوا بعدد كبير من الأسماك،‏ فهي لم تكن كلها من النوع «الجيد».‏ لذلك لزم أن يرموها.‏ وهكذا حذَّرَنا يسوع أن عددًا كبيرًا من الذين يتعرَّفون على هيئة يهوه قد يصيرون مع الوقت غير أمناء.‏ —‏ مت ١٣:‏٤٧-‏٥٠؛‏ ٢ تي ٢:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ماذا تعلَّمتَ عن العبادة النقية؟‏

      1. ١-‏ كيف تمَّت رؤيا حزقيال عن النهر قديمًا؟‏

      2. ٢-‏ كيف يتم هذا الجزء من الرؤيا في أيامنا؟‏

      3. ٣-‏ كيف سيتدفق النهر الذي رآه حزقيال بطريقة أعظم خلال الحكم الألفي؟‏

  • ‏«تُقسِّمون الأرض كميراث»‏
    يهوه يردُّ العبادة النقية!‏
    • جزء من الأرض التي رآها حزقيال في رؤيا

      الدرس ٢٠

      ‏«تُقسِّمون الأرض كميراث»‏

      حزقيال ٤٥:‏١

      فكرة الدرس الرئيسية:‏ ماذا يعني تقسيم الأرض؟‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا طلب يهوه من حزقيال؟‏ (‏ب)‏ أي أسئلة سنناقشها؟‏

      لا بد أن الرؤيا التي رآها حزقيال ذكَّرته بما حصل من ٩٠٠ سنة تقريبًا،‏ تحديدًا في أيام موسى ويشوع.‏ آنذاك أخبر يهوه موسى عن حدود أرض الموعد،‏ ثم أخبر يشوع كيف ستُقسَّم هذه الأرض بين أسباط إسرائيل.‏ (‏عد ٣٤:‏١-‏١٥؛‏ يش ١٣:‏٧؛‏ ٢٢:‏٤،‏ ٩‏)‏ ولكن الآن،‏ سنة ٥٩٣ ق‌م،‏ يطلب يهوه من حزقيال وباقي الأسرى أن يُقسِّموا أرض الموعد من جديد بين أسباط إسرائيل.‏ —‏ حز ٤٥:‏١؛‏ ٤٧:‏١٤؛‏ ٤٨:‏٢٩‏.‏

      ٢ فأي رسالة حملتها هذه الرؤيا لحزقيال وباقي الأسرى؟‏ كيف تُشجِّع شعب اللّٰه اليوم؟‏ وهل ستتم إتمامًا أعظم في المستقبل؟‏

      رؤيا تُعطي أربع ضمانات

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ ما الوعود الأربعة التي حملَتها رؤيا حزقيال الأخيرة؟‏ (‏ب)‏ أي وعد سنناقشه في هذا الدرس؟‏

      ٣ تملأ الرؤيا الأخيرة لحزقيال تسعة فصول من سفره.‏ (‏حز ٤٠:‏١–‏٤٨:‏٣٥‏)‏ هذه الرؤيا أعطت الأسرى أربعة وعود مشجعة تتعلق بشعب إسرائيل المُسترَد.‏ فما هي هذه الوعود؟‏ أولًا،‏ العبادة النقية ستُرَد في هيكل اللّٰه.‏ ثانيًا،‏ الكهنة والرعاة الصالحون سيقودون الشعب الذي ردَّه يهوه.‏ ثالثًا،‏ ستُعطى أرض لكل الذين سيعودون إلى إسرائيل.‏ ورابعًا،‏ سيكون يهوه معهم ويسكن بينهم من جديد.‏

      ٤ لقد ناقشنا في الدرسَين ١٣ و ١٤ كيف سيتحقق أول وعدَين.‏ فرأينا كيف ستُرَد العبادة النقية،‏ وكيف سيأخذ رعاة صالحون القيادة بين شعب يهوه.‏ أما الآن فسنُركِّز على الوعد الثالث ونرى كيف ستُعطى الأرض كميراث لشعب اللّٰه.‏ وفي الدرس التالي،‏ سنتأمل في الوعد الأخير المتعلِّق بحضور يهوه.‏ —‏ حز ٤٧:‏١٣-‏٢١؛‏ ٤٨:‏١-‏٧،‏ ٢٣-‏٢٩‏.‏

      ‏«هذه الأرض .‏ .‏ .‏ مُعيَّنة لكم كميراث»‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ عن أي منطقة كان يهوه يتكلم في رؤيا حزقيال؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏ (‏ب)‏ ما الهدف من الرؤيا عن تقسيم الأرض؟‏

      ٥ إقرأ حزقيال ٤٧:‏١٤‏.‏ في إحدى الرؤى،‏ لفت يهوه نظر حزقيال إلى قطعة أرض ستصير قريبًا «مثل جنة عدن».‏ (‏حز ٣٦:‏٣٥‏)‏ ثم في رؤيا أخرى تحدَّث عن «منطقة» معيَّنة وقال:‏ «ستُعيِّنون أرضها كميراث لأسباط إسرائيل الـ‍ ١٢».‏ (‏حز ٤٧:‏١٣‏)‏ فعن أي «منطقة» كان يتكلم؟‏ إنها أرض إسرائيل المُسترَدة التي سيُعيد اللّٰه إليها الأسرى من جديد.‏ وقد شُبِّهت بجنة عدن لأنها ستكون جميلة جدًّا ومثمرة.‏ وفي حزقيال ٤٧:‏١٥-‏٢١ رسم يهوه بالتفصيل حدود هذه الأرض.‏

      ٦ وما الهدف من الرؤيا عن تقسيم الأرض؟‏ إن الوصف الدقيق للحدود أكَّد لحزقيال وباقي الأسرى أن موطنهم الحبيب سيُسترَد.‏ تخيَّل كم تشجع الأسرى وارتفعت معنوياتهم بعدما نقل إليهم حزقيال هذا الوصف المفصَّل،‏ وصفًا يُقدِّم ضمانة أكيدة من يهوه اللّٰه شخصيًّا.‏ وبالفعل عاش شعب اللّٰه في هذه الأرض التي قُسِّمَت لهم كميراث.‏

      جزء من الأرض التي رآها حزقيال في رؤيا

      ٧ (‏أ)‏ ماذا حدث منذ سنة ٥٣٧ ق‌م،‏ وبماذا يُذكِّرنا ذلك؟‏ (‏ب)‏ أي سؤال سنُجيب عنه أولًا؟‏

      ٧ سنة ٥٣٧ ق‌م،‏ أي بعدما رأى حزقيال هذه الرؤيا بـ‍ ٥٦ سنة،‏ بدأ آلاف الأسرى يعودون إلى أرض إسرائيل ويستقرون فيها.‏ وما حصل قديمًا يُذكِّرنا بأحداث مشابهة تحصل اليوم بين شعب اللّٰه.‏ فقد سمح يهوه لخدامه أن يدخلوا أرضًا روحية وينالوا حصة فيها.‏ لذلك سنستفيد كثيرًا حين نتأمل في التفاصيل المتعلقة بردِّ أرض الموعد قديمًا.‏ فهذا يُعلِّمنا دروسًا تنطبق على ردِّ الأرض الروحية اليوم بين شعب اللّٰه.‏ ولكن قبل أن نتأمل في هذه الدروس،‏ سنُجيب أولًا عن السؤال:‏ ماذا يؤكد لنا أن هناك أرضًا روحية اليوم؟‏

      ٨ (‏أ)‏ أي أمة تبناها يهوه بدل أمة إسرائيل الحرفية؟‏ (‏ب)‏ ما هي الأرض الروحية؟‏ (‏ج)‏ متى وُجدَت هذه الأرض،‏ ومَن يدخلون إليها؟‏

      ٨ في رؤيا سابقة لحزقيال،‏ تحدَّث يهوه عن ردِّ إسرائيل.‏ فأشار أن النبوات عن الرد ستتم إتمامًا أعظم بعدما يبدأ ‹خادمه داود›،‏ أي يسوع المسيح،‏ بالحُكم كملك.‏ (‏حز ٣٧:‏٢٤‏)‏ وقد حدث هذا الأمر سنة ١٩١٤ ب‌م.‏ ولكن قبل هذه السنة بفترة طويلة،‏ كان يهوه قد رفض أمة إسرائيل الحرفية،‏ وتبنَّى بدلًا منها أمة إسرائيل الروحية المؤلفة من مسيحيين مختارين بالروح.‏ ‏(‏إقرأ متى ٢١:‏٤٣؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏.‏)‏ لكن يهوه لم يكتفِ بأمة روحية جديدة،‏ بل جهَّز أيضًا أرضًا روحية،‏ أي فردوسًا روحيًّا،‏ بدل أرض إسرائيل الحرفية.‏ (‏إش ٦٦:‏٨‏)‏ ومثلما رأينا في الدرس ١٧‏،‏ هذه الأرض الروحية هي حالة روحية مميزة يعيشها شعب اللّٰه ويتمتع فيها بالأمان والازدهار الروحي.‏ وقد بدأ المختارون الباقون على الأرض يعبدون يهوه في هذا الفردوس منذ سنة ١٩١٩.‏ (‏أُنظر الإطار ٩ب «‏ما المميَّز في سنة ١٩١٩؟‏‏».‏)‏ ومع الوقت،‏ بدأ أشخاص من ‹الخراف الآخرين› يدخلون هذه الأرض الروحية.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ ومع أن هذا الفردوس الروحي يتوسع اليوم،‏ فلن نستفيد من بركاته كاملًا إلا بعد هرمجدون.‏

      تقسيم الأرض بمساواة ودقة

      ٩ أي إرشادات مفصَّلة أعطاها يهوه عن تقسيم الأرض؟‏

      ٩ إقرأ حزقيال ٤٨:‏١،‏ ٢٨‏.‏ بعدما رسم يهوه حدود الأرض،‏ شرح لحزقيال بالتفصيل كيف ستُقسَّم.‏ فهو أمر بأن يُقسَّم الميراث بمساواة ودقة بين الأسباط الـ‍ ١٢،‏ من سبط دان شمالًا إلى سبط جاد جنوبًا.‏ وكانت كل حصة من حصص الأسباط الـ‍ ١٢ تتألف من قطعة أرض أفقية،‏ تمتد من حدود أرض الموعد شرقًا إلى البحر الكبير غربًا،‏ أي البحر الأبيض المتوسط.‏ —‏ حز ٤٧:‏٢٠‏؛‏ أُنظر الخريطة في الإطار «تقسيم الأرض».‏

      ١٠ ماذا تعلَّم الأسرى على الأرجح من هذا الجزء من الرؤيا؟‏

      ١٠ وهل تشجَّع الأسرى حين سمعوا هذا الجزء من الرؤيا؟‏ لا بد أن هذا الوصف الدقيق أظهر لهم بوضوح أن الأرض مقسَّمة بطريقة منظَّمة جدًّا.‏ وأكثر من ذلك،‏ أظهر هذا التقسيم بين الأسباط الـ‍ ١٢ أن يهوه لن ينسى أحدًا.‏ فكل شخص يعود إلى هذه الأرض المسترَدة سيرث بالتأكيد حصة منها.‏ فلن يكون هناك أشخاص مشردون بلا أرض أو بيت.‏

      رجل يبدو كأنه من نحاس يدلُّ حزقيال على الأرض التي سيرثها شعب اللّٰه

      الإطار ٢٠أ:‏ تقسيم الأرض

      ١١ ماذا نتعلم من الرؤيا عن تقسيم الأرض؟‏ (‏أُنظر الإطار «‏تقسيم الأرض‏».‏)‏

      ١١ أي دروس مشجعة نتعلمها اليوم من هذه الرؤيا؟‏ لم يردَّ يهوه أرض الموعد فقط للكهنة واللاويين والرؤساء،‏ بل لكل شخص من الأسباط الـ‍ ١٢.‏ (‏حز ٤٥:‏٤،‏ ٥،‏ ٧،‏ ٨‏)‏ واليوم أيضًا،‏ لم يُخصِّص يهوه الفردوس الروحي للمختارين الباقين على الأرض وللذين يأخذون القيادة من ‹الجمع الكثير› فقط،‏ بل لكل شهوده الأمناء دون استثناء.‏a (‏رؤ ٧:‏٩‏)‏ لذلك نحن مُطمئنون أن لدينا مكانًا وعملًا مهمًّا في الأرض الروحية،‏ سواء كان دورنا صغيرًا أم كبيرًا في هيئة يهوه.‏

      شعب اللّٰه اليوم:‏ ١-‏ أخت تُساعد أمها الكبيرة في العمر لتأخذ أدويتها.‏ ٢-‏ أخت مرسَلة تُدرِّب أختًا أصغر منها فيما تُبشِّران على الشاطئ.‏ ٣-‏ أُم تُربِّي ولدَيها وحدها وتدرس معهما الكتاب المقدس.‏ ٤-‏ غريت لوش يُدير عبادة صباحية في بيت إيل.‏ ٥-‏ أخت كبيرة في العمر تُصلِّي،‏ وأمامها كتاب مقدس ولائحة بأسماء الإخوة المسجونين.‏ ٦-‏ أخ يُنظِّف الحمام في قاعة ملكوت.‏ ٧-‏ أخ يُنظِّم السير أمام قاعة اجتماعات.‏ ٨-‏ أخَوان يُسجِّلان في الأستديو في مكتب ترجمة عن بُعد

      يُقدِّر يهوه كل جهد نبذله،‏ بغضِّ النظر عن مسؤوليتنا في هيئته (‏أُنظر الفقرة ١١)‏

      اختلافان يُعلِّماننا الكثير

      ١٢،‏ ١٣ كيف أمر يهوه أن تُقسَّم الأرض بين الأسباط؟‏

      ١٢ ربما تفاجأ حزقيال ببعض التعليمات التي أعطاها يهوه بخصوص تقسيم الأرض.‏ فهي كانت مختلفة جدًّا عن ما قاله لموسى قديمًا.‏ لنناقش معًا اثنين منها:‏ الأول يتعلق بالأرض،‏ والثاني بالسكان.‏

      ١٣ الاختلاف الأول:‏ الأرض.‏ طلب يهوه من موسى أن يُعطي كل سبط أرضًا تُناسب حجمه.‏ (‏عد ٢٦:‏٥٢-‏٥٤‏)‏ ولكن في رؤيا حزقيال،‏ أمر يهوه أن تُعطى الأسباط «حصصًا متساوية»،‏ «كل واحد مثل أخيه».‏ (‏حز ٤٧:‏١٤‏،‏ الحاشية)‏ إذًا كانت الأرض،‏ من الشمال إلى الجنوب،‏ ستُقسَّم إلى أجزاء متساوية بين الأسباط الـ‍ ١٢.‏ وهكذا يستفيد كل الإسرائيليين بطريقة متساوية من خيرات أرض الموعد ومن مياهها الكثيرة.‏

      ١٤ كيف اختلفت تعليمات يهوه في هذه الرؤيا عن تعليماته في الشريعة الموسوية؟‏

      ١٤ الاختلاف الثاني:‏ السكان.‏ كانت الشريعة الموسوية تحمي الأجانب وتسمح لهم أن يعبدوا يهوه مع شعبه،‏ مع أنها لم تُخصِّص لهم أي حصة في الأرض.‏ (‏لا ١٩:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ لكن توجيهات يهوه هذه المرة كانت مفاجِئة.‏ قال لحزقيال:‏ «تُعطون الأجنبي ميراثًا في منطقة السبط التي يسكن فيها».‏ وبهذا التوجيه الجديد،‏ أزال يهوه فَرقًا كبيرًا بين «الذين يولَدون إسرائيليين» والأجانب الذين يسكنون في الأرض.‏ (‏حز ٤٧:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ إذًا كان واضحًا لحزقيال أن سكان الأرض المُسترَدة سيكونون جميعًا متساوين وموحَّدين في عبادة يهوه.‏ —‏ لا ٢٥:‏٢٣‏.‏

      ١٥ أي حقيقة لا تتغير عن يهوه نتعلمها من التفصيلَين عن الأرض والسكان؟‏

      ١٥ لا بد أن هذين التوجيهين المميزين أراحا الأسرى كثيرًا.‏ فهم تأكَّدوا أن يهوه سيُعطيهم جميعًا حصصًا متساوية،‏ سواء وُلِدوا إسرائيليين أو كانوا أجانب يعبدون يهوه.‏ (‏عز ٨:‏٢٠؛‏ نح ٣:‏٢٦؛‏ ٧:‏٦،‏ ٢٥؛‏ إش ٥٦:‏٣،‏ ٨‏)‏ كما شدَّد هذان التوجيهان على حقيقة رائعة لا تتغير:‏ كل خدام يهوه ثمينون في نظره.‏ ‏(‏إقرأ حجاي ٢:‏٧‏.‏)‏ وهذه الحقيقة تُفرحِّنا جميعًا،‏ سواء كنا من المختارين أو الخراف الآخرين.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ كيف نستفيد من التأمل في إرشادات يهوه عن الأرض والسكان؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنرى في الدرس التالي؟‏

      ١٦ كيف نستفيد اليوم من التأمل في إرشادات يهوه عن الأرض والسكان؟‏ تُذكِّرنا هذه المعلومات كم مهم أن تكون المساواة والوحدة بارزتَين ضمن عائلتنا الروحية العالمية.‏ فأبونا السماوي يهوه لا يتحيَّز أبدًا.‏ لذلك مهم أن نسأل أنفسنا:‏ ‹هل أتمثل بيهوه في هذا المجال؟‏ هل أُعامل كل الإخوة باحترام،‏ بغض النظر عن خلفيتهم وظروفهم في الحياة؟‏›.‏ (‏رو ١٢:‏١٠‏)‏ فإلهنا فتح الباب أمامنا جميعًا كي ندخل إلى الفردوس الروحي ونتمتع ببركاته ونقدِّم له خدمة مقدسة من كل النفس.‏ فعلًا،‏ أليست هذه بركة رائعة نشكر يهوه عليها؟‏ —‏ غل ٣:‏٢٦-‏٢٩؛‏ رؤ ٧:‏٩‏.‏

      أخوات من مختلف الجنسيات والأعمار يعقدن عبادة عائلية في بيت أخت مُقعدة

      هل نحترم الجميع ولا نتحيَّز تمثلًا بإلهنا يهوه؟‏ (‏أُنظر الفقرتين ١٥ و ١٦)‏

      ١٧ كما ذكرنا سابقًا،‏ حملت رؤيا حزقيال أربعة وعود.‏ وفي الدرس التالي،‏ سنُناقش الوعد الأخير:‏ يهوه اللّٰه سيسكن مع الأسرى.‏ لنرَ معًا ماذا نتعلم من هذا الوعد.‏

      a لتعرف أكثر عن المكان المميَّز والعمل الذي عيَّنه يهوه للكهنة والرئيس في الأرض الروحية،‏ أُنظر الدرس ١٤‏.‏

      ماذا تعلَّمتَ عن العبادة النقية؟‏

      1. ١-‏ لماذا نقول إن هناك فردوسًا روحيًّا اليوم؟‏

      2. ٢-‏ ماذا يؤكِّد أن هناك مكانًا وعملًا مهمًّا لك في الفردوس الروحي؟‏

      3. ٣-‏ ماذا تعلَّمت عن يهوه من الرؤيا عن تقسيم الأرض؟‏

  • ‏«سيكون اسم المدينة:‏ يهوه هناك»‏
    يهوه يردُّ العبادة النقية!‏
    • صورة للمدينة ‹يهوه هناك›‏

      الدرس ٢١

      ‏«سيكون اسم المدينة:‏ يهوه هناك»‏

      حزقيال ٤٨:‏٣٥

      فكرة الدرس الرئيسية:‏ إلامَ تُشير المدينة والتقدمة؟‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ما المميَّز في قطعة الأرض التي رآها حزقيال؟‏ (‏أُنظر صورة الغلاف الخلفي.‏)‏ (‏ب)‏ ماذا أكَّدَت هذه الرؤيا للأسرى؟‏

      في رؤيا حزقيال الأخيرة،‏ يكشف له يهوه عن قطعة أرض مميزة.‏ قطعة الأرض هذه لن تكون ميراثًا لأحد الأسباط،‏ بل ستكون «تقدمةً» ليهوه.‏ إضافة إلى ذلك،‏ تكشف هذه الرؤيا عن مدينة رائعة تحمل اسمًا فريدًا من نوعه.‏ وهذه الرؤيا شجَّعت الأسرى اليهود وأكَّدت لهم أن يهوه سيكون معهم عندما يعودون إلى أرضهم الحبيبة.‏

      ٢ فلنرَ معًا الآن كيف وصف حزقيال بالتفصيل قطعة الأرض التي كانت تقدمة ليهوه.‏ فهناك دروس كثيرة يتعلمها خدام اللّٰه من هذا الجزء من الرؤيا.‏

      صورة لقطعة أرض اسمها ‹التقدمة الكاملة› والمدينة التي اسمها ‹يهوه هناك›.‏ هيكل حزقيال يلمع بسبب مجد يهوه وهو موجود على جبل عالٍ،‏ وهناك نهر يخرج من هذا الهيكل

      ‏‹التقدمة المقدسة والمدينة›‏

      خريطة الأرض التي فرزها يهوه ودعاها ‹التقدمة› وصورة مفصَّلة لجزء من هذه الأرض يُدعى ‹التقدمة الكاملة›‏

      الإطار ٢١أ:‏ «التقدمة التي تفرزونها»‏

      ٣ ما الأقسام الخمسة التي تألفت منها المنطقة المخصَّصة ليهوه،‏ وما الهدف من كل قسم؟‏ (‏أُنظر الإطار «‏التقدمة التي تفرزونها‏».‏)‏

      ٣ في المنطقة المخصصة ليهوه (‏الإطار ٢١أ،‏ [أ])‏،‏ كان هناك قطعة أرض مربَّعة دُعيَت «التقدمة الكاملة»‏ [ب]،‏ طولها ٠٠٠‏,٢٥ ذراع (‏١٣ كلم)‏ وعرضها ٠٠٠‏,٢٥ ذراع.‏ وقد قُسِّمت إلى ثلاثة أقسام أفقية.‏ القسم الأعلى مخصَّص للاويين،‏ والقسم الأوسط مخصَّص للهيكل والكهنة.‏ وهذان القسمان شكَّلا «التقدمة المقدسة»‏ [د].‏ أما القسم الأخير من الأسفل،‏ أي «المساحة الباقية» [ه‍]،‏ فكان «لاستعمال المدينة العام».‏ —‏ حز ٤٨:‏١٥،‏ ٢٠‏.‏

      ٤ أي درس نتعلمه عن الأولويات في الحياة؟‏

      ٤ لاحِظ أن يهوه فرز أولًا قطعة الأرض هذه كتقدمة مميزة،‏ بعد ذلك فرز باقي الأرض للأسباط.‏ (‏حز ٤٥:‏١‏)‏ وهكذا أظهر أن أهم جزء في كل الأرض هو مركزها الروحي.‏ ولا شك أن هذا التفصيل في الرؤيا علَّم الأسرى درسًا مهمًّا عن الأولويات في الحياة.‏ فكان عليهم أن يضعوا عبادة يهوه في المرتبة الأولى في حياتهم.‏ بطريقة مشابهة،‏ يُعطي شعب يهوه اليوم الأولوية للنشاطات الروحية،‏ مثل درس الكتاب المقدس وحضور الاجتماعات المسيحية والتبشير.‏ فهم يتمثَّلون بيهوه ويحدِّدون أولوياتهم بالطريقة الصحيحة.‏ لذلك يجعلون كل حياتهم تدور حول العبادة النقية.‏

      ‏«تكون المدينة في وسطها»‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ماذا نعرف عن «المدينة» والمساحة حولها؟‏ (‏ب)‏ إلى أية أشياء لا يمكن أن تُشير المدينة؟‏ أوضح.‏

      ٥ إقرأ حزقيال ٤٨:‏١٥‏.‏ ماذا نعرف عن «المدينة» والمساحة حولها؟‏ (‏حز ٤٨:‏١٦-‏١٨‏)‏ قال يهوه لحزقيال:‏ «تُخصِّصون كمِلك للمدينة مساحة .‏ .‏ .‏ تكون لكل بيت إسرائيل».‏ (‏حز ٤٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ إذًا،‏ لم تكن المدينة والمساحة حولها جزءًا من «التقدمة المقدسة» التي كانت ‹مفروزة ليهوه›.‏ (‏حز ٤٨:‏٩‏)‏ لنُبقِ هذا التفصيل في بالنا ولنرَ ماذا نتعلم من هذه المدينة.‏

      ٦ في البداية،‏ سنجيب عن السؤال:‏ إلامَ تُشير المدينة؟‏ هل تُشير إلى مدينة أورشليم وهيكلها اللذين أُعيد بناؤهما؟‏ كلا؛‏ فالمدينة التي رآها حزقيال لم يكن فيها هيكل.‏ هل تُشير إلى مدينة أخرى في أرض إسرائيل المستردة؟‏ كلا؛‏ فلا الأسرى ولا أولادهم بنوا مدينة بهذه المواصفات.‏ هل تُشير إلى مدينة سماوية؟‏ كلا؛‏ فالمدينة لم تكن مبنية على أرض مفروزة لعبادة يهوه المقدسة،‏ بل على أرض مخصصة «للاستعمال العام»،‏ أي لاستعمال غير مقدَّس.‏ —‏ حز ٤٢:‏٢٠‏.‏

      ٧ إلى ماذا تُشير المدينة في رؤيا حزقيال؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏

      ٧ إذًا إلى ماذا تُشير المدينة في رؤيا حزقيال؟‏ لقد رأى النبي هذه المدينة في الرؤيا نفسها التي رأى فيها أرض الموعد.‏ (‏حز ٤٠:‏٢؛‏ ٤٥:‏١،‏ ٦‏)‏ وبما أن كلمة اللّٰه تُبيِّن أن هذه الأرض هي أرض روحية،‏ فلا بد أن تكون المدينة أيضًا مدينة روحية.‏ ولكن أي فكرة تنقلها كلمة «مدينة»؟‏ عادةً،‏ توحي هذه الكلمة بتجمُّع سُكَّاني لأشخاص يعيشون معًا ويُشكِّلون مجتمعًا منظَّمًا.‏ والمربَّع عادةً يُشير إلى شيء منظَّم ومتناسق.‏ إذًا يبدو أن هذه المدينة المربَّعة الشكل تُشير إلى مقر إداري منظَّم.‏

      صورة للمدينة ‹يهوه هناك›‏

      ٨ ما هي منطقة نفوذ هذه الإدارة،‏ ولماذا نقول ذلك؟‏

      ٨ وما هي منطقة نفوذ هذه الإدارة؟‏ حسب رؤيا حزقيال،‏ كانت هذه المدينة تقع ضمن الأرض الروحية.‏ إذًا،‏ تقوم هذه الإدارة بمهامها ضمن الفردوس الروحي الذي يعيش فيه شعب اللّٰه اليوم.‏ ولماذا يُقال إن المدينة موجودة على أرض للاستعمال العام،‏ أي غير المقدَّس؟‏ تُذكِّرنا هذه المعلومة أن المدينة لا تُشير إلى إدارة سماوية،‏ بل إلى إدارة أرضية تعمل لمصلحة كل الذين يعيشون في الفردوس الروحي.‏

      ٩ (‏أ)‏ ممَّن تتألف هذه الإدارة على الأرض اليوم؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيفعل يسوع خلال الحكم الألفي؟‏

      ٩ وممَّن تتألف هذه الإدارة على الأرض؟‏ في رؤيا حزقيال،‏ نقرأ عن شخص يهتم بإدارة شؤون المدينة يُدعى ‹الرئيس›.‏ (‏حز ٤٥:‏٧‏)‏ وهذا الرئيس كان ناظرًا بين الشعب،‏ لكنه لم يكن كاهنًا أو لاويًّا.‏ بمَن تُذكِّرك هذه المواصفات؟‏ ألا تُذكِّرك بالنظار الروحيين الطيبين في الجماعة اليوم،‏ خصوصًا الذين هم من ‹الخراف الآخرين›؟‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ فهؤلاء الرعاة يخدمون على الأرض حكومة المسيح السماوية بكل تواضع.‏ وخلال الحُكم الألفي،‏ سيُعيِّن يسوع «رؤساء في كل الأرض»،‏ أي شيوخًا كفوئين.‏ (‏مز ٤٥:‏١٦‏)‏ وبتوجيه من المملكة السماوية،‏ سيهتمون بحاجات شعب اللّٰه خلال الألف سنة.‏

      ‏«يهوه هناك»‏

      ١٠ ما هو اسم المدينة،‏ وماذا يؤكِّد هذا الاسم؟‏

      ١٠ إقرأ حزقيال ٤٨:‏٣٥‏.‏ تقع المدينة التي رآها حزقيال في وسط أرض الموعد.‏ أما اسمها فهو:‏ «يهوه هناك».‏ وهذا الاسم يؤكِّد أن يهوه سيكون حاضرًا بوضوح في المدينة.‏ إذًا،‏ أراد يهوه أن يوصل رسالة للأسرى ويقول لهم:‏ ‹سأكون معكم من جديد›.‏ فهل هناك أجمل من هذا الوعد؟‏!‏

      ١١ أي درسَين نتعلمهما من هذا الجزء من الرؤيا؟‏

      ١١ ماذا نتعلم من هذا الجزء من الرؤيا؟‏ أولًا،‏ يؤكِّد لنا اسم هذه المدينة أن يهوه يسكن الآن مع خدامه الأمناء على الأرض،‏ وسيبقى ساكنًا معهم إلى الأبد.‏ ثانيًا،‏ يُذكِّرنا هذا الاسم أيضًا بحقيقة مهمة:‏ عندما أَوجَد يهوه هذه المدينة،‏ لم يكن هدفه أن يُعطي سلطة لبعض البشر،‏ بل أن يُطبِّق من خلالها مبادئه المُحبَّة والعادلة.‏ مثلًا،‏ لم يُعطِ يهوه هذه الإدارة السلطة أن تُقسِّم الأرض مثلما تريد.‏ فالمطلوب منها أن تحترم الحصص،‏ أو الأدوار،‏ التي حدَّدها هو بنفسه بين خدامه،‏ بمَن فيهم الأشخاص ‹المساكين›.‏ —‏ أم ١٩:‏١٧؛‏ حز ٤٦:‏١٨؛‏ ٤٨:‏٢٩‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ ما الأمر المميَّز في هذه المدينة،‏ وعلى ماذا يدل؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُبقي النظار المسيحيون في بالهم؟‏

      ١٢ هناك شيء آخر مميَّز في هذه المدينة.‏ فقديمًا،‏ كانت المدن محاطة بسور يحميها.‏ وقد تضمَّن هذا السور أقل عدد ممكن من البوابات.‏ أما في هذه المدينة،‏ فكان هناك ١٢ بوابة!‏ (‏حز ٤٨:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ وهذا العدد الكبير من البوابات (‏ثلاث على كل جهة)‏ يُظهر أن المسؤولين في هذه المدينة قريبون من الجميع وجاهزون دائمًا ليُساعدوهم.‏ إضافة إلى ذلك،‏ يؤكِّد وجود ١٢ بوابة أن هذه المدينة مفتوحة ‏«لكل بيت إسرائيل».‏ (‏حز ٤٥:‏٦‏)‏ وهذا تذكير مهم للنظار المسيحيين اليوم.‏ فيهوه يُريد منهم أن يكونوا قريبين من كل الذين يعيشون في الفردوس الروحي وجاهزين دائمًا ليساعدوهم.‏

      ولدان صغيران يُريان رسوماتهما لشيخ في الجماعة

      النظار المسيحيون قريبون من الجميع وجاهزون دائمًا للمساعدة (‏أُنظر الفقرة ١٢)‏

      شعب اللّٰه «يأتون للعبادة» و ‹يعملون في المدينة›‏

      ١٣ أي نوع من الخدمة كانت تقوم به كل فئة من الناس؟‏

      ١٣ هل هناك تفاصيل إضافية بعد عن هذه المدينة؟‏ نعم.‏ فقد ذكر يهوه أشخاصًا يقومون بأنواع مختلفة من الخدمة.‏ مثلًا،‏ كان الكهنة «خدام المكان المقدس».‏ وكانوا يُقدِّمون الذبائح ويقتربون أمام اللّٰه ليخدموه.‏ أما اللاويون فكانوا «خدام الهيكل»،‏ وكانوا «يقومون بالخدمة المتعلِّقة به وبكل الأعمال اللازمة فيه».‏ (‏حز ٤٤:‏١٤-‏١٦؛‏ ٤٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ ولكن إضافة إليهم،‏ كان هناك عمال نشيطون يعملون قرب المدينة.‏ فمَن هم هؤلاء؟‏

      ١٤ بماذا يُذكِّرنا العمال قرب المدينة؟‏

      ١٤ لقد أتى هؤلاء العمال من ‏«كل أسباط إسرائيل»،‏ وكان دورهم مهمًّا ليدعموا النشاطات التي تجري في المدينة.‏ فهم اهتموا بالأرض كي «تُزوِّد طعامًا لعمال المدينة».‏ (‏حز ٤٨:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ألا يُذكِّرنا هذا الترتيب بفرصة نتمتع بها جميعًا اليوم؟‏ فكل الساكنين في الفردوس الروحي لديهم الفرصة أن يدعموا إخوة المسيح المختارين والذين يأخذون القيادة من ‹الجمع الكثير›.‏ (‏رؤ ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وإحدى الطرق الأساسية لنفعل ذلك هي أن نُطبِّق عن طيب خاطر التوجيهات التي ننالها من العبد الأمين.‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ أي تفصيل آخر نُلاحظه في رؤيا حزقيال؟‏ (‏ب)‏ أي نشاطات لدينا الفرصة أن نشترك فيها اليوم؟‏

      ١٥ لننتقل الآن إلى تفصيل آخر يُعلِّمنا درسًا مهمًّا يتعلَّق بخدمتنا.‏ فقد ذكر يهوه أن أفرادًا من الأسباط الـ‍ ١٢،‏ أي أشخاصًا ليسوا لاويين،‏ سيكونون موجودين في موقعين:‏ في ساحة الهيكل وفي مرعى المدينة.‏ وماذا سيعملون في كل موقع؟‏ في ساحة الهيكل،‏ كانت كل الأسباط تأتي ‏«للعبادة»‏ وتقديم الذبائح.‏ (‏حز ٤٦:‏٩،‏ ٢٤‏)‏ أما الأرض حول المدينة فكانوا يأتون إليها ليفلحوها.‏ وهكذا كانوا يدعمون النشاطات التي تجري في المدينة.‏ فماذا نتعلم منهم؟‏

      ١٦ الجمع الكثير اليوم لديهم الفرصة أن يشتركوا في نشاطات تُشبه النشاطات المذكورة في رؤيا حزقيال.‏ فهم يُقدِّمون ‏‹ذبائح التسبيح›،‏ وهكذا يعبدون يهوه «في هيكله».‏ (‏عب ١٣:‏١٥؛‏ رؤ ٧:‏٩-‏١٥‏)‏ وكيف يُقدِّمون هذه الذبائح؟‏ حين يُبشِّرون الناس ويُعبِّرون عن إيمانهم في الاجتماعات المسيحية من خلال الأجوبة والترانيم.‏ وهم يعتبرون هذا الوجه من العبادة التزامًا عليهم ويأخذونه بجدية.‏ (‏١ أخ ١٦:‏٢٩‏)‏ من جهة ثانية،‏ هناك عدد كبير من خدام يهوه قادرون أن يدعموا هيئته بطرق عديدة.‏ فهم مثلًا يُساهمون في بناء الفروع وقاعات الملكوت وصيانتها،‏ ويُشاركون أيضًا في مشاريع أخرى تقوم بها هيئة يهوه.‏ أما آخرون،‏ فيدعمون هذه المشاريع من خلال تبرعاتهم المادية.‏ وهكذا،‏ يُشاركون جميعًا في فلاحة الأرض،‏ إن جاز التعبير،‏ وذلك «لمجد اللّٰه».‏ (‏١ كو ١٠:‏٣١‏)‏ ولأنهم يعرفون أنه «بذبائح مثل هذه يرضى اللّٰه»،‏ يقومون بعملهم بكل فرح وحماسة.‏ (‏عب ١٣:‏١٦‏)‏ فماذا عنك؟‏ هل تستغل هذه الفرص لتزيد خدمتك ليهوه؟‏

      أشخاص يحملون المحصول ويهتمون بالبقر والخراف قرب إحدى بوابات المدينة ‹يهوه هناك›‏

      ماذا نتعلم من وصف حزقيال للنشاطات حول الهيكل والمدينة؟‏ (‏أُنظر الفقرات ١٤-‏١٦)‏

      ‏«ننتظر سموات جديدة وأرضًا جديدة»‏

      ١٧ (‏أ)‏ هل سنرى إتمامًا أعظم لرؤيا حزقيال؟‏ أوضح.‏ (‏ب)‏ بمَن ستهتم إدارة المدينة خلال الألف سنة؟‏

      ١٧ في المستقبل،‏ سيتم هذا الجزء من رؤيا حزقيال إتمامًا أعظم.‏ فكِّر في هذه النقطة:‏ مثلما ذكرنا،‏ رأى حزقيال قطعة أرض دُعيَت «التقدمة المقدسة»،‏ وكان فيها «مكان يهوه المقدس».‏ (‏حز ٤٨:‏١٠‏)‏ وبما أن «التقدمة المقدسة» كانت تقع في وسط الأرض،‏ فهذا يؤكِّد أن يهوه سيظل ساكنًا معنا أينما كنا نعيش بعد هرمجدون.‏ (‏رؤ ٢١:‏٣‏)‏ فخلال الألف سنة،‏ ستهتم إدارة المدينة،‏ أي النظار المعيَّنون،‏ بالأرض كلها.‏ فهم سيُوجِّهون بمحبة كل الذين يُؤلِّفون «أرضًا جديدة»،‏ أي مجتمعًا بشريًّا جديدًا.‏ —‏ ٢ بط ٣:‏١٣‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ ماذا يؤكِّد لنا أن إدارة المدينة ستكون بانسجام تام مع مملكة اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يؤكِّد لنا اسم المدينة «يهوه هناك»؟‏

      ١٨ ستظل الإدارة في هذه المدينة تتصرف بانسجام تام مع مملكة اللّٰه.‏ فالكتاب المقدس يُظهر بوضوح أن المدينة الأرضية التي لها ١٢ بوابة هي صورة عن مدينة سماوية لها هي أيضًا ١٢ بوابة.‏ هذه المدينة السماوية هي أورشليم الجديدة المؤلَّفة من الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الذين سيحكمون مع المسيح.‏ (‏رؤ ٢١:‏٢،‏ ١٢،‏ ٢١-‏٢٧‏)‏ وهذا يعني أن قرارات الإدارة الأرضية هي نسخة طبق الأصل عن قرارات مملكة اللّٰه في السماء.‏ في النهاية،‏ لنُفكِّر في المستقبل الرائع الذي ينتظرنا،‏ ولنُبقِ في بالنا دائمًا اسم المدينة التي رآها حزقيال:‏ «يهوه هناك».‏ فهو يُعطي ضمانة لكل واحد منا أن العبادة النقية ستبقى إلى الأبد وتزدهر أكثر فأكثر في الفردوس.‏

      ماذا تعلَّمتَ عن العبادة النقية؟‏

      1. ١-‏ ماذا تعلمت عن الأولويات في الحياة من هذا الجزء من رؤيا حزقيال؟‏

      2. ٢-‏ كيف تدعم عمل العبد الأمين؟‏

      3. ٣-‏ ما هو أهم التزام لديك؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة