مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٩ ١/‏٧ ص ١٨-‏٢١
  • تصرفت بفطنة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تصرفت بفطنة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏«فَطِنة جدا وجميلة الصورة»‏
  • ‏«ثار عليهم وانتهرهم»‏
  • ‏«مباركة رجاحة عقلك»‏
  • ‏«هوذا امتك»‏
  • تصرفتْ بفطنة
    اقتد بإيمانهم
  • امرأة فهيمة تحول دون وقوع كارثة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • ابيجايل وداود
    كتابي لقصص الكتاب المقدس
  • ‏«مباركة رجاحة عقلك»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٧
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
ب٠٩ ١/‏٧ ص ١٨-‏٢١

اقتدِ بإيمانهم

تصرفت بفطنة

رأت ابيجايل الذعر في عيني الفتى والرعب الذي استولى عليه.‏ ولا شك ان خوفه هذا كان مبرَّرا اذ احس بخطر داهم يلوح في الافق.‏ ففي تلك اللحظة بالذات،‏ كان نحو اربع مئة محارب يزحفون نحو بيت نابال،‏ زوج ابيجايل،‏ عازمين على قتل كل ذكر فيه.‏ والسبب؟‏

انه نابال الذي تصرف بقساوة ووقاحة كعادته.‏ لكنه هذه المرة اهان شخصا غير عادي،‏ القائد المحبوب لفرقة من المحاربين الاولياء البارعين في القتال.‏ فأتى عامل عند نابال،‏ ربما احد رعاته،‏ الى ابيجايل على امل ان تجد طريقة لإنقاذهم.‏ ولكن ماذا في وسع امرأة واحدة ان تفعل في وجه هؤلاء المحاربين؟‏

لنتأمل اولا في مزيد من المعلومات المتعلقة بهذه المرأة المميَّزة.‏ مَن كانت ابيجايل؟‏ ما الذي ادى الى هذا الظرف العصيب؟‏ وماذا نتعلم من مثالها في الايمان؟‏

‏«فَطِنة جدا وجميلة الصورة»‏

كان نابال وأبيجايل على طرفَي نقيض.‏ فهو لم يكن ليحظى بزوجة افضل منها،‏ اما هي فوجدت نفسها متزوجة من رجل يكاد يكون الاسوأ بين الرجال.‏ ولأنه ثري اعتبر نفسه على قدر كبير من الاهمية.‏ ولكن كيف نظر الآخرون اليه؟‏ من الصعب ايجاد شخصية في الكتاب المقدس نُعتت بصفات ازدرائية معيبة مثل نابال.‏ حتى اسمه بحد ذاته يعني «غبي».‏ فهل اطلق عليه والداه هذا الاسم عند الولادة،‏ ام انه لُقِّب به في وقت لاحق؟‏ في مطلق الاحوال،‏ انه اسم على مسمّى.‏ اضف الى ذلك ان هذا الرجل كان «قاسيا وسيئ الاعمال».‏ وقد خافه وكرهه الجميع لأنه سكير وشرس الطباع.‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏٢،‏ ٣،‏ ١٧،‏ ٢١،‏ ٢٥‏.‏

اما ابيجايل فقد اختلفت عن زوجها كل الاختلاف.‏ واسمها يعني «ابي يفرح».‏ عموما،‏ تكون الابنة الجميلة مدعاة للفخر لأبيها،‏ لكن الاب الحكيم يكون اكثر فرحا حين يرى جمالا داخليا في ابنته.‏ وفي اغلب الاحيان،‏ يفشل الشخص الذي يوهَب جمالا خارجيا في ادراك الحاجة الى تنمية صفات كالفطنة،‏ الحكمة،‏ الشجاعة،‏ او الايمان.‏ غير ان هذا لا ينطبق على ابيجايل.‏ فالكتاب المقدس يقول انها كانت «فَطِنة جدا وجميلة الصورة».‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏٣‏.‏

ولكن،‏ رُبَّ سائل يقول:‏ ‹لماذا تزوجت هذه الشابة الذكية رجلا لا خير فيه كنابال›؟‏.‏ لا يغب عن بالك انه في ازمنة الكتاب المقدس غالبا ما كانت الزيجات مدبَّرة.‏ وإن لم تكن كذلك،‏ تبقى موافقة الوالدين على جانب كبير من الاهمية.‏ فهل حبَّذ والدا ابيجايل هذا الزواج،‏ او حتى دبَّراه،‏ لأنهما أُخذا بثروة نابال ومكانته البارزة؟‏ ام قبِلا به تحت وطأة الفقر؟‏ مهما يكن الامر،‏ فالمال لم يجعل من نابال زوجا مناسبا.‏

يحرص الآباء الحكماء على تعليم اولادهم امتلاك نظرة مكرّمة الى الزواج.‏ وهم لا يشجعونهم على التزوُّج لغاية مادية،‏ او يحثونهم على المواعدة قبل ان يصبحوا ناضجين كفاية لتحمل مسؤوليات الزواج.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٦‏)‏ في كل الاحوال،‏ فات الاوان لتفكر ابيجايل في هذه الامور،‏ فزواجها من نابال قد حصل وانتهى الامر.‏ وهكذا صممت على بذل كل جهدها للتعايش مع هذا الوضع الصعب.‏

‏«ثار عليهم وانتهرهم»‏

جعل نابال الوضع اكثر صعوبة على ابيجايل.‏ فالرجل الذي اهانه كان داود،‏ الخادم الامين ليهوه والذي مسحه النبي صموئيل باعتباره الشخص الذي اختاره اللّٰه خلفا للملك شاول.‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏١،‏ ٢،‏ ١١-‏١٣‏)‏ وقد كان حينذاك هاربا من شاول الملك الحسود القاتل،‏ ومقيما في البرية مع محاربيه الست مئة الاولياء.‏

اما نابال،‏ فكان يقيم في مَعُون ويعمل في الكرملa المجاورة حيث يملك على الارجح ارضا.‏ وقد توفرت في هاتين المدينتين مرتفعات معشوشبة صالحة لتربية الغنم التي كان لنابال ٠٠٠‏,٣ منها.‏ ولكن المناطق المحيطة بهما كانت بورا.‏ فإلى الجنوب،‏ تقع برية فاران الفسيحة.‏ وإلى الشرق،‏ يمتد الطريق المؤدي الى بحر الملح في اراض قاحلة حيث تكثر الوهاد والمغاور.‏ في تلك المناطق ناضل داود ورجاله للبقاء على قيد الحياة،‏ كادّين دون شك في البحث عن الطعام ومتحملين شتى المصاعب.‏ وغالبا ما كانوا يلتقون بالفتيان الذين يرعون غنم نابال الغني.‏

وكيف عامل هؤلاء الجنود الكادحون رعاة نابال؟‏ لم يكن صعبا عليهم ان يسرقوا شاة بين الفينة والاخرى.‏ لكنهم امتنعوا عن ذلك،‏ بل كانوا اشبه بسور حماية حول غنم نابال وخدامه.‏ (‏١ صموئيل ٢٥:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فقد واجه هؤلاء مخاطر جمة،‏ لأن الحيوانات الضارية كثرت آنذاك.‏ كما ان المنطقة كانت قريبة من الحدود الجنوبية لإسرائيل،‏ ما جعلهم عرضة على الدوام لهجمات الغزاة واللصوص الغرباء.‏b

ولا بد ان تأمين الطعام لكل هؤلاء الجنود في البرية لم يكن بالامر الهيِّن.‏ لذا،‏ ارسل داود ذات يوم عشرة رسل الى نابال طلبا للمساعدة.‏ وقد اختار بحكمة ان يفعل ذلك في موسم جز الغنم المفرح،‏ حيث درجت العادة ان تُقام الولائم ويُجزَل العطاء.‏ كما احسن انتقاء كلماته،‏ مستخدما تعابير لطيفة وأسلوب مخاطبة يتسم بالاحترام.‏ حتى انه اشار الى نفسه بالتعبير «ابنك داود»،‏ ربما احتراما لسنّ نابال المتقدمة.‏ ولكن ماذا كان رد فعل نابال؟‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏٥-‏٨‏.‏

لقد احتدم غيظا!‏ نعم،‏ «ثار عليهم وانتهرهم»،‏ حسبما قال الفتى المذكور في مستهل المقالة لأبيجايل.‏ وكذلك عبر نابال البخيل عن امتعاضه مستغليا خبزه وماءه وذبيحه.‏ واستهزأ بداود وحقّره ناعتا اياه بالخادم الهارب.‏ ولعل نظرته هذه لم تختلف عن نظرة شاول الذي ابغض داود.‏ فلا احد منهما امتلك نظرة يهوه الذي احب داود ورأى فيه ملكا عتيدا على اسرائيل،‏ لا عبدا متمردا.‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏١٠،‏ ١١،‏ ١٤‏.‏

عاد الرسل وأخبروا داود بما حصل،‏ فغضب وأمر رجاله:‏ «ليتقلد كل واحد منكم سيفه».‏ ثم تقلد هو ايضا سيفه وقاد اربع مئة من رجاله لمهاجمة بيت نابال،‏ آخذا على نفسه ان يقضي على كل ذكر فيه.‏ ‏(‏١ صموئيل ٢٥:‏١٢،‏ ١٣،‏ ٢١،‏ ٢٢‏)‏ صحيح ان سخط داود كان مبرَّرا،‏ غير انه اعرب عنه بطريقة خاطئة.‏ يقول الكتاب المقدس ان «سخط الانسان لا ينتج بر اللّٰه».‏ (‏يعقوب ١:‏٢٠‏)‏ ولكن كيف استطاعت ابيجايل ان تنقذ اهل بيتها؟‏

‏«مباركة رجاحة عقلك»‏

يمكن القول ان ابيجايل اتخذت لتوها الخطوة الاولى لتقويم هذا الخطإ الفادح.‏ فقد اظهرت استعدادا للإصغاء بخلاف زوجها الذي وصفه الفتى بأنه «رجل لا خير فيه ولا يمكن الكلام معه».‏c (‏١ صموئيل ٢٥:‏١٧‏)‏ من المؤسف ان شعور نابال بالاهمية الذاتية حدا به الى عدم الإصغاء.‏ والاعتداد بالنفس،‏ على غراره،‏ صفة شائعة جدا في ايامنا.‏ غير ان ابيجايل كانت مختلفة جدا،‏ وهذا دون شك ما دفع الفتى الخادم الى الاقتراب منها لحل المشكلة.‏

على الفور،‏ فكرت ابيجايل في المشكلة واتخذت اجراء لحلها.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «اسرعت ابيجايل».‏ ويرد الفعل ‹اسرع› في هذه الرواية اربع مرات عند وصف ما فعلته هذه المرأة.‏ فقد اعدّت هدية سخية لداود ورجاله:‏ ارغفة خبز وخمر وخرفان وحبّ مشوي وأقراص من الزبيب وقوالب من التين.‏ فمن الواضح انها كانت تدرك جيدا ما هو متوفر لديها وتقوم بواجباتها المنزلية على اكمل وجه،‏ مثلها مثل الزوجة القديرة التي وُصفت لاحقا في سفر الامثال.‏ (‏امثال ٣١:‏١٠-‏٣١‏)‏ بعد ذلك،‏ ارسلت مؤن الطعام مع بعض خدامها ومن ثم تبعتهم وحدها.‏ لكنها «لم تخبر زوجها نابال»،‏ كما تقول الرواية.‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

هل يعني ذلك انها كانت تسلب زوجها حقه في الرئاسة؟‏ كلا على الاطلاق.‏ فقد عمل نابال الشر بإساءته الى خادم يهوه الممسوح.‏ وهذا التصرف كان سيودي على الارجح بحياة العديد من افراد بيت نابال الابرياء.‏ ولو لم تتدخل ابيجايل،‏ هل كانت ستُعتبر شريكة في ذنب زوجها؟‏ في جميع الاحوال،‏ وجب عليها ان تعطي خضوعها للّٰه الاولوية على خضوعها لزوجها.‏

لم يمضِ وقت طويل حتى التقت ابيجايل بداود ورجاله.‏ ومن جديد اسرعت،‏ لكنها نزلت هذه المرة عن حمارها وتذلَّلت لداود.‏ (‏١ صموئيل ٢٥:‏٢٠،‏ ٢٣‏)‏ ثم عبّرت له عن مشاعر صادقة،‏ متوسلة اليه بحرارة ان يصفح عن زوجها وبيتها.‏ وما الذي جعل كلماتها بالغة الاثر؟‏

لقد ألقت المسؤولية على نفسها مناشدة اياه ان يعفو عنها شخصيا.‏ وأقرت بأن زوجها غبي كاسمه،‏ ربما لتوحي ان داود اكبر من ان يعاقب رجلا كهذا.‏ كما اظهرت انها تثق به على انه ممثل يهوه،‏ معترفة انه «يحارب حروب يهوه».‏ وقد بيّنت انها على علم بوعد يهوه المتعلق بداود وتوليه المُلك،‏ اذ قالت:‏ «يقيمك يهوه قائدا على اسرائيل».‏ هذا اضافة الى انها حثته ألا يتخذ اي اجراء يمكن ان يجلب عليه ذنب سفك الدم،‏ او يصبح لاحقا «مصدمة» له،‏ مشيرة على ما يتضح الى عذاب الضمير.‏ (‏١ صموئيل ٢٥:‏٢٤-‏٣١‏)‏ فما ألطف هذه الكلمات،‏ وما ابلغ اثرها في النفس!‏

وماذا كان رد فعل داود؟‏ لقد قبل هدية ابيجايل قائلا:‏ «مبارك يهوه إله اسرائيل الذي ارسلك اليوم للقائي!‏ ومباركة رجاحة عقلك،‏ ومباركة انت التي منعتني اليوم ان أذنب بسفك الدم».‏ كما انه مدحها على شجاعتها وإسراعها الى لقائه،‏ واعترف انها منعته ان يذنب بسفك الدم.‏ ثم قال لها:‏ «اصعدي بسلام الى بيتك»،‏ وعبَّر بتواضع:‏ «قد سمعت لصوتك».‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏٣٢-‏٣٥‏.‏

‏«هوذا امتك»‏

وبعدما مضى كل منهما في سبيله،‏ لم تتوقف ابيجايل عن التفكير في هذا اللقاء.‏ ولا شك انها لاحظت الفرق بين الملك داود الامين والرجل الشرس الطباع الذي تزوجته.‏ غير انها لم تدع هذه الافكار تستحوذ عليها.‏ تقول الرواية:‏ «جاءت ابيجايل الى نابال».‏ نعم،‏ لقد عادت الى رجلها وهي لا تزال مصممة ان تبذل قصارى جهدها لإتمام دورها كزوجة.‏ وكان عليها ان تخبره عن الهدية التي قدمتها لداود ورجاله.‏ فمن حقه ان يعرف بالامر.‏ كما لزم ان تطلعه على الخطر الذي جرى تفاديه لئلا يعلم بذلك من مصدر آخر،‏ فيلحق به المزيد من الخزي.‏ ولكنها لم تستطع اخباره في الحال،‏ لأنه كان يقيم في بيته وليمة كوليمة ملك وقد اكثر من الشرب حتى سكر جدا.‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏٣٦‏.‏

ومجددا اعربت ابيجايل عن الشجاعة والفطنة.‏ فانتظرت الى الصباح التالي ليفيق من سكره،‏ حيث يكون صاحيا وباستطاعته ان يستوعب ما فعلته.‏ لكنها في هذه الحال قد تواجه خطرا اكبر بسبب طباعه الرديئة.‏ ورغم ذلك،‏ اقتربت منه واخبرته بكل ما جرى.‏ وطبعا،‏ توقعت ان ينفجر غضبا وربما ان يقوم برد فعل عنيف.‏ لكنه بقي مكانه دون حراك.‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏٣٧‏.‏

فماذا ألمّ به؟‏ «مات قلبه في داخله،‏ وصار كالحجر».‏ فلعله اصيب بسكتة دماغية.‏ غير ان نهايته اتت بعد عشرة ايام،‏ انما ليس لأسباب صحية محض.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «ضرب يهوه نابال فمات».‏ (‏١ صموئيل ٢٥:‏٣٨‏)‏ وهكذا نال نابال عقابا عادلا وزال كابوس ابيجايل الذي لازمها طوال فترة زواجها.‏ صحيح ان يهوه لا يتدخل اليوم لينزل العقاب بطريقة عجائبية،‏ لكن هذه الرواية هي خير مذكِّر لنا بأنه لا يخفى عليه اي ظلم او اساءة تُرتكب ضمن العائلة.‏ وهو سيجري العدل على الدوام في الوقت الذي يراه مناسبا.‏

لم تكافأ ابيجايل بالتحرر من زواجها الرديء فحسب،‏ بل ثمة بركة اخرى كانت في انتظارها.‏ فبعدما علم داود بموت نابال،‏ بعث اليها رسلا وطلب ان يتخذها زوجة له.‏ فما كان منها إلا ان اجابت:‏ «هوذا أَمَتك جارية لغسل اقدام خدام سيدي».‏ من الواضح ان امكانية التزوج بداود لم تغير موقفها المتواضع،‏ حتى انها اعربت عن استعدادها لتكون جارية لخدامه.‏ وتتابع الرواية لتخبرنا انها اسرعت مجددا،‏ انما لتستعد هذه المرة للذهاب الى داود.‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏٣٩-‏٤٢‏.‏

ليست هذه الرواية كالروايات الخيالية التي تتوَّج بزواج لا يعكر صفوه شيء.‏ فحياة ابيجايل مع داود لم تكن ربيعا دائما.‏ فقد كانت لداود زوجة اخرى تُدعى أخينوعم،‏ ولا شك ان تعدُّد الزوجات شكّل تحديا كبيرا للنساء الامينات في ذلك الوقت.‏d كما ان داود لم يكن قد توِّج ملكا بعد،‏ وهنالك عوائق وصعاب يلزم ان يواجهها قبل ان يخدم يهوه في هذا المنصب.‏ وفيما كانت ابيجايل تساعده وتدعمه في مشوار حياته،‏ فضلا عن انجابها ولدا له،‏ باتت تدرك انها متزوجة من رجل يقدّرها ويحميها.‏ حتى انه انقذها في احدى المناسبات من يد الخاطفين.‏ (‏١ صموئيل ٣٠:‏١-‏١٩‏)‏ وهكذا اقتدى داود بيهوه،‏ الاله الذي يحب ويقدِّر النساء اللواتي يتحلين بالفطنة والشجاعة والايمان كأبيجايل.‏

‏[الحواشي]‏

a الكرمل هنا ليست جبل الكرمل الشهير الذي يقع على مسافة بعيدة شمالا،‏ بل هي مدينة في الجنوب تقع عند طرف برية فاران.‏

b على الارجح،‏ شعر داود ان حماية اصحاب الاراضي المحليين وغنمهم هي خدمة ليهوه اللّٰه.‏ ففي ذلك الوقت،‏ كان المتحدرون من ابراهيم وإسحاق ويعقوب يسكنون في تلك الاراضي اتماما لقصد يهوه.‏ وهكذا اعتُبرت حمايتها من المعتدين خدمة مقدسة.‏

c ان عبارة «رجل لا خير فيه» التي استخدمها الفتى تعني حرفيا «ابن البُطل».‏ وبحسب بعض ترجمات الكتاب المقدس بلغات اخرى،‏ يصف الفتى هنا نابال بأنه رجل «لا يصغي الى احد»،‏ ثم يستخلص قائلا:‏ «عبثا التكلم معه».‏

d انظر المقالة ‏«هل يوافق اللّٰه على تعدُّد الزوجات؟‏»‏ في الصفحة ٣٠.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

كانت ابيجايل تحسن الإصغاء بخلاف زوجها

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

اعربت ابيجايل عن التواضع والشجاعة ورجاحة العقل حين تكلمت مع داود

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة