أَعِزَّ ٱمْتِيَازَ ٱلْعَمَلِ مَعَ يَهْوَهَ
‹نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَ ٱللّٰهِ›. — ١ كو ٣:٩.
١ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ حِيَالَ ٱلْعَمَلِ، وَإِلَامَ يَدْفَعُهُ ذٰلِكَ؟
يَفْرَحُ إِلٰهُنَا يَهْوَهُ بِكُلِّ عَمَلٍ تُبْدِعُهُ يَدَاهُ. (مز ١٣٥:٦؛ يو ٥:١٧) وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ تَشْعُرَ مَخْلُوقَاتُهُ ٱلذَّكِيَّةُ بِٱلْفَرَحِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ مِثْلَهُ عِنْدَ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلٍ مَا. لِذٰلِكَ يُوكِلُ إِلَيْهِمْ أَعْمَالًا مُبْهِجَةً تَمْنَحُ ٱلِٱكْتِفَاءَ. مَثَلًا، أَعْطَى ٱبْنَهُ ٱلْبِكْرَ دَوْرًا فِي عَمَلِهِ ٱلْخَلْقِيِّ. (اقرأ كولوسي ١:١٥، ١٦.) فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ يَسُوعَ كَانَ «عَامِلًا مَاهِرًا» بِجَانِبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. — ام ٨:٣٠.
٢ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةَ لَدَيْهَا دَائِمًا عَمَلٌ مُهِمٌّ يَمْنَحُ ٱلِٱكْتِفَاءَ؟
٢ يَحْتَوِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، عَلَى أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُوكِلُ دَائِمًا إِلَى أَبْنَائِهِ ٱلرُّوحَانِيِّينَ عَمَلًا يَقُومُونَ بِهِ. فَبَعْدَمَا أَخْطَأَ آدَمُ وَحَوَّاءُ وَطُرِدَا مِنَ ٱلْفِرْدَوْسِ، «أَقَامَ [ٱللّٰهُ] شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ ٱلْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ ٱلْحَيَاةِ». (تك ٣:٢٤) وَتُخْبِرُنَا ٱلرُّؤْيَا ٢٢:٦ أَنَّ يَهْوَهَ «أَرْسَلَ مَلَاكَهُ لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لَا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ عَنْ قَرِيبٍ».
وَلِلْبَشَرِ أَيْضًا تَعْيِينَاتٌ
٣ كَيْفَ ٱتَّبَعَ يَسُوعُ مِثَالَ أَبِيهِ عِنْدَمَا كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
٣ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ إِنْسَانًا كَامِلًا عَلَى ٱلْأَرْضِ، أَنْجَزَ بِفَرَحٍ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ يَهْوَهُ. وَٱقْتِدَاءً بِمِثَالِ أَبِيهِ، أَوْكَلَ هُوَ بِدَوْرِهِ عَمَلًا مُهِمًّا إِلَى تَلَامِيذِهِ. وَقَدْ بَثَّ فِيهِمِ ٱلْحَمَاسَةَ لِإِتْمَامِهِ، قَائِلًا لَهُمْ: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِي، يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ». (يو ١٤:١٢) وَتَشْدِيدًا عَلَى إِلْحَاحِ عَمَلِهِمْ، قَالَ: «لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَعْمَلَ أَعْمَالَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. فَٱللَّيْلُ آتٍ حِينَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ». — يو ٩:٤.
٤-٦ (أ) لِمَ نَحْنُ شَاكِرُونَ أَنَّ نُوحًا وَمُوسَى تَمَّمَا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ لَهُمَا؟ (ب) مَاذَا يَنْتِجُ عَنِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يُوكِلُهُ ٱللّٰهُ إِلَى ٱلْبَشَرِ؟
٤ حَتَّى قَبْلَ زَمَنِ يَسُوعَ، أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْبَشَرِ عَمَلًا يَمْنَحُ ٱلِٱكْتِفَاءَ، كَمَا فَعَلَ مَثَلًا مَعَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ. وَمَعَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَمْ يُنْجِزَا تَعْيِينَهُمَا، نَجَحَ آخَرُونَ فِي إِتْمَامِ ٱلْمُهِمَّاتِ ٱلَّتِي عَيَّنَهَا لَهُمُ ٱللّٰهُ. (تك ١:٢٨) فَقَدْ أُعْطِيَ نُوحٌ إِرْشَادَاتٍ مُحَدَّدَةً تَتَعَلَّقُ بِبِنَاءِ فُلْكٍ لِلنَّجَاةِ مِنَ ٱلطُّوفَانِ. فَتَمَّمَ مَا طُلِبَ مِنْهُ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ. وَبِفَضْلِ أَمَانَتِهِ وَإِخْلَاصِهِ فِي إِتْمَامِ تَعْيِينِهِ، نَحْنُ ٱلْيَوْمَ أَحْيَاءٌ. — تك ٦:١٤-١٦، ٢٢؛ ٢ بط ٢:٥.
٥ أُعْطِيَ مُوسَى أَيْضًا إِرْشَادَاتٍ مُفَصَّلَةً لِبِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ وَتَنْظِيمِ ٱلْكَهَنُوتِ. فَعَمِلَ بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ يَهْوَهُ بِهِ. (خر ٣٩:٣٢؛ ٤٠:١٢-١٦) وَلَا نَزَالُ حَتَّى يَوْمِنَا نَسْتَفِيدُ مِنْ أَمَانَتِهِ فِي إِتْمَامِ هٰذَا ٱلتَّعْيِينِ. كَيْفَ؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلْمَسْكَنَ وَٱلْكَهَنُوتَ كَانَا ظِلَّ «ٱلْخَيْرَاتِ ٱلْآتِيَةِ». — عب ٩:١-٥، ٩؛ ١٠:١.
٦ إِنَّ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي يُفَوِّضُهُ ٱللّٰهُ إِلَى خُدَّامِهِ يَتَغَيَّرُ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ لِيَتَلَاءَمَ مَعَ إِتْمَامِ قَصْدِهِ. وَلٰكِنْ مَهْمَا تَغَيَّرَتِ ٱلتَّعْيِينَاتُ، فَهِيَ دَائِمًا تُمَجِّدُ يَهْوَهَ وَتَصُبُّ فِي مَصْلَحَةِ ٱلْبَشَرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَيَنْطَبِقُ ذٰلِكَ دُونَ شَكٍّ عَلَى مَا أَنْجَزَهُ يَسُوعُ فِي وُجُودِهِ ٱلسَّابِقِ لِبَشَرِيَّتِهِ وَحِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ٤:٣٤؛ ١٧:٤) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يُسَاهِمُ ٱلْعَمَلُ ٱلْمُعْطَى لَنَا فِي تَمْجِيدِ يَهْوَهَ. (مت ٥:١٦؛ اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٥٨.) وَلِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟
اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ إِلَى تَعْيِينَاتِنَا
٧، ٨ (أ) صِفِ ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلَّتِي شَرَّفَنَا يَهْوَهُ أَنْ نَقُومَ بِهَا. (ب) كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَجَاوَبَ مَعَ إِرْشَادِ يَهْوَهَ؟
٧ إِنَّهُ لَشَرَفٌ كَبِيرٌ لَنَا، نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ، أَنْ يَدْعُوَنَا يَهْوَهُ لِنَكُونَ عَامِلِينَ مَعَهُ. (١ كو ٣:٩) وَعَلَى غِرَارِ نُوحٍ وَمُوسَى، يَشْتَرِكُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي عَمَلِ بِنَاءٍ حَرْفِيٍّ كَبِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَحَافِلِ وَقَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَمَبَانِي ٱلْفُرُوعِ. فَسَوَاءٌ كُنْتَ تَعْمَلُ فِي تَرْمِيمِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ مَحَلِّيَّةٍ أَوْ بِنَاءِ مَرْكَزِنَا ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ فِي وُورْوِيك، نْيُويُورْك، أَعِزَّ ٱمْتِيَازَكَ. (اُنْظُرِ ٱلرَّسْمَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) فَهُوَ خِدْمَةٌ مُقَدَّسَةٌ. إِلَّا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ كُلَّهُمْ مَدْعُوُّونَ لِلْمُشَارَكَةِ فِي عَمَلِ بِنَاءٍ رُوحِيٍّ يَهْدِفُ هُوَ أَيْضًا إِلَى تَمْجِيدِ يَهْوَهَ وَفَائِدَةِ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ. (اع ١٣:٤٧-٤٩) وَبِمَا أَنَّ هَيْئَةَ ٱللّٰهِ هِيَ ٱلَّتِي تُزَوِّدُنَا بِٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةِ لِإِنْجَازِ هٰذَا ٱلْعَمَلِ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ، فَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ تَعْيِينَاتِنَا قَدْ تَتَغَيَّرُ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ. فَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تَجَاوُبُنَا؟
٨ يَحْرِصُ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءُ عَلَى ٱتِّبَاعِ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ دَائِمًا. (اقرإ العبرانيين ١٣:٧، ١٧.) صَحِيحٌ أَنَّنَا فِي بَادِئِ ٱلْأَمْرِ قَدْ لَا نَفْهَمُ كَامِلًا لِمَ عَلَيْنَا ٱلْقِيَامُ بِعَمَلِنَا بِطَرِيقَةٍ مُعَيَّنَةٍ، لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ جَيِّدًا فَوَائِدَ قُبُولِ أَيِّ تَعْدِيلٍ يَرَاهُ يَهْوَهُ مُنَاسِبًا.
٩ أَيُّ مِثَالٍ حَسَنٍ يَرْسُمُهُ ٱلشُّيُوخُ لِلْجَمَاعَةِ؟
٩ يُظْهِرُ ٱلشُّيُوخُ رَغْبَةً شَدِيدَةً فِي فِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَتَوَلَّوْنَ بِهَا ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (٢ كو ١:٢٤؛ ١ تس ٥:١٢، ١٣) فَهُمْ مُسْتَعِدُّونَ لِلْعَمَلِ بِكَدٍّ وَٱلتَّمَاشِي مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ بِتَعَلُّمِ أَسَالِيبَ جَدِيدَةٍ لِلْكِرَازَةِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ فِي ٱلْبِدَايَةِ رُبَّمَا تَرَدَّدُوا فِي تَنْظِيمِ ٱلشَّهَادَةِ بِٱلْهَاتِفِ، ٱلشَّهَادَةِ فِي ٱلْمَوَانِئِ، أَوِ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ، حَصَدُوا فِي ٱلنِّهَايَةِ نَتَائِجَ جَيِّدَةً. مَثَلًا، قَرَّرَ أَرْبَعَةُ فَاتِحِينَ فِي أَلْمَانِيَا أَنْ يَكْرِزُوا فِي مُقَاطَعَةٍ تِجَارِيَّةٍ لَمْ تُخْدَمْ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ. يُعَلِّقُ مِيخَايِل: «كَانَتْ أَعْصَابُنَا مُتَشَنِّجَةً لِأَنَّنَا لَمْ نُجَرِّبْ هٰذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ مُنْذُ عِدَّةِ أَعْوَامٍ. وَلَا بُدَّ أَنَّ يَهْوَهَ أَدْرَكَ مَا نَشْعُرُ بِهِ لِأَنَّهُ وَفَّقَنَا ذٰلِكَ ٱلصَّبَاحَ وَكَانَتْ خِدْمَتُنَا لَا تُنْسَى. وَكَمْ فَرِحْنَا لِأَنَّنَا ٱتَّبَعْنَا ٱلْإِرْشَادَ ٱلَّذِي تَلَقَّيْنَاهُ فِي خِدْمَتُنَا لِلْمَلَكُوتِ وَٱتَّكَلْنَا عَلَى دَعْمِ يَهْوَهَ!». فَهَلْ أَنْتَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِتَجْرِيبِ أَسَالِيبِ خِدْمَةٍ جَدِيدَةٍ فِي مُقَاطَعَتِكَ؟
١٠ أَيَّةُ تَعْدِيلَاتٍ تَنْظِيمِيَّةٍ حَصَلَتْ مُؤَخَّرًا؟
١٠ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، تَنْشَأُ حَاجَةٌ إِلَى إِجْرَاءِ تَعْدِيلَاتٍ تَنْظِيمِيَّةٍ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، دَمَجَتِ ٱلْهَيْئَةُ مُؤَخَّرًا عَدَدًا مِنْ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ مَعًا. وَمَعَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ تَطَلَّبَتْ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ فِي هٰذِهِ ٱلْفُرُوعِ أَنْ يَقُومُوا بِٱلتَّعْدِيلَاتِ، سُرْعَانَ مَا صَارَتْ فَوَائِدُهَا وَاضِحَةً لِجَمِيعِ ٱلْمَعْنِيِّينَ. (جا ٧:٨) وَلَا شَكَّ أَنَّ أُولٰئِكَ ٱلْعَامِلِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ يُسْعِدُهُمْ أَنْ يَلْعَبُوا دَوْرًا فِي ٱلتَّارِيخِ ٱلْعَصْرِيِّ لِشَعْبِ يَهْوَهَ.
١١-١٣ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ وَاجَهَهَا ٱلْبَعْضُ بِسَبَبِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ؟
١١ نَتَعَلَّمُ دُرُوسًا قَيِّمَةً مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ تَأَثَّرُوا بِدَمْجِ ٱلْفُرُوعِ. فَبَعْضُهُمْ خَدَمَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ فِي هٰذِهِ ٱلْفُرُوعِ لِعُقُودٍ. مَثَلًا، طُلِبَ مِنْ زَوْجَيْنِ يَخْدُمَانِ فِي بَيْتَ إِيلٍ صَغِيرٍ فِي أَمِيرْكَا ٱلْوُسْطَى أَنْ يَنْضَمَّا إِلَى عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ ٱلْأَكْبَرِ بِـ ٣٠ مَرَّةً فِي ٱلْمَكْسِيك. يَقُولُ ٱلزَّوْجُ رُوخِيلْيو: «كَانَ تَرْكُ ٱلْعَائِلَةِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ فِي غَايَةِ ٱلصُّعُوبَةِ». وَيَقُولُ أَخٌ آخَرُ يُدْعَى خْوَان طُلِبَ مِنْهُ أَنْ يَنْتَقِلَ إِلَى ٱلْمَكْسِيك: «كَانَ ٱلْأَمْرُ كَمَا لَوْ أَنَّنِي وُلِدْتُ مِنْ جَدِيدٍ. فَقَدْ وَجَبَ عَلَيَّ تَنْمِيَةُ صَدَاقَاتٍ جَدِيدَةٍ. كَمَا لَزِمَنِي ٱلتَّكَيُّفُ مَعَ عَادَاتٍ وَأَنْمَاطِ تَفْكِيرٍ جَدِيدَةٍ».
١٢ وَاجَهَ أَيْضًا خُدَّامُ بَيْتَ إِيلَ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ تَحَدِّيَاتٍ مُمَاثِلَةً حِينَ طُلِبَ مِنْهُمُ ٱلِٱنْتِقَالُ إِلَى مَكْتَبِ فَرْعِ أَلْمَانِيَا. وَكُلُّ مَنْ يَعْشَقُ ٱلْبِيئَةَ ٱلْجَبَلِيَّةَ ٱلْفَاتِنَةَ يَعْرِفُ كَمْ كَانَ صَعْبًا عَلَى ٱلَّذِينَ ٱنْتَقَلُوا مِنْ سُوِيسِرَا أَنْ يَبْتَعِدُوا عَنْ جِبَالِ ٱلْأَلْبِ ٱلْخَلَّابَةِ. أَمَّا ٱلَّذِينَ أَتَوْا مِنَ ٱلنَّمْسَا فَٱفْتَقَدُوا فِي ٱلْبِدَايَةِ جَوَّ عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ ٱلصَّغِيرَةِ هُنَاكَ.
١٣ عَنَى ٱلِٱنْتِقَالُ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ ٱلتَّعَوُّدَ عَلَى بَيْتٍ جَدِيدٍ، ٱلتَّكَيُّفَ مَعَ زُمَلَاءِ عَمَلٍ جُدُدٍ، وَرُبَّمَا تَعَلُّمَ عَمَلٍ مُخْتَلِفٍ. كَمَا عَنَى ٱلتَّأَقْلُمَ مَعَ جَمَاعَةٍ أُخْرَى وَٱلْكِرَازَةَ فِي مُقَاطَعَةٍ جَدِيدَةٍ، رُبَّمَا بِلُغَةٍ ثَانِيَةٍ. وَعَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ صُعُوبَةِ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ، قَبِلَ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ بَيْتَ إِيلَ خَوْضَ هٰذَا ٱلتَّحَدِّي. لِمَاذَا؟
١٤، ١٥ (أ) كَيْفَ بَرْهَنَ كَثِيرُونَ أَنَّهُمْ يُعِزُّونَ ٱمْتِيَازَ ٱلْعَمَلِ مَعَ يَهْوَهَ مَهْمَا كَانَ تَعْيِينُهُمْ؟ (ب) كَيْفَ يَرْسُمُونَ مِثَالًا حَسَنًا لَنَا؟
١٤ تَقُولُ غْرِيتِل: «قَبِلْتُ ٱلدَّعْوَةَ لِأَنِّي بِذٰلِكَ أُبَرْهِنُ لِيَهْوَهَ أَنَّ مَحَبَّتِي لَهُ لَا يَحُدُّهَا بَلَدٌ أَوْ مَبْنًى أَوِ ٱمْتِيَازٌ مَا». وَتُعَلِّقُ دَايْسْكَا: «حِينَ تَذَكَّرْتُ أَنَّ صَاحِبَ ٱلدَّعْوَةِ هُوَ يَهْوَهُ، قَبِلْتُهَا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ». وَيُثَنِّي أَنْدْرِيه وَغَابْرِييِلَّا عَلَى كَلَامِهَا قَائِلَيْنِ: «رَأَيْنَا فِي ذٰلِكَ فُرْصَةً إِضَافِيَّةً لِنَخْدُمَ يَهْوَهَ بِوَضْعِ رَغَبَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ خَلْفَ ظَهْرِنَا. فَقَدْ قُلْنَا فِي نَفْسِنَا: ‹حِينَ تَهُبُّ رِيَاحُ ٱلتَّغْيِيرِ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ، مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ نَبْسُطَ أَشْرِعَتَنَا وَنُبْحِرَ عِوَضَ أَنْ نَضَعَ ٱلْعَرَاقِيلَ›».
اَلْقِيَامُ بِعَمَلِ يَهْوَهَ هُوَ أَعْظَمُ ٱمْتِيَازٍ لَدَيْنَا
١٥ وَبِسَبَبِ عَمَلِيَّةِ دَمْجِ ٱلْفُرُوعِ، يُعَيَّنُ بَعْضُ خُدَّامِ بَيْتَ إِيلَ فَاتِحِينَ فِي ٱلْحَقْلِ، كَمَا حَصَلَ حِينَ دُمِجَتْ فُرُوعُ ٱلدَّانِمَارْك وَٱلنَّرُوج وَٱلسُّوَيْد فِي فَرْعٍ وَاحِدٍ لِتُشَكِّلَ مَعًا مَكْتَبَ فَرْعِ إِسْكَنْدِينَافِيَا. يَقُولُ فْلُورِيِن وَآنْيَا ٱللَّذَانِ لَحِقَهُمَا هٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ: «اِعْتَبَرْنَا تَعْيِينَنَا ٱلْجَدِيدَ تَحَدِّيًا مُثِيرًا. فَمِنَ ٱلرَّائِعِ أَنْ يَسْتَخْدِمَنَا يَهْوَهُ أَيْنَمَا كَانَتْ خِدْمَتُنَا. وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ بِصِدْقٍ إِنَّ يَهْوَهَ يُغْدِقُ عَلَيْنَا بَرَكَاتِهِ». صَحِيحٌ أَنَّ مُعْظَمَنَا لَنْ يُضْطَرُّوا إِلَى صُنْعِ تَعْدِيلَاتٍ كَهٰذِهِ، وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَقْتَدِيَ بِطَوْعِيَّةِ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ وَٱسْتِعْدَادِهِمْ لِوَضْعِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا. (اش ٦:٨) وَلَا رَيْبَ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يُعِزُّونَ ٱمْتِيَازَ ٱلْعَمَلِ مَعَهُ مَهْمَا كَانَ تَعْيِينُهُمْ.
اِسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّمَتُّعِ بِٱمْتِيَازِ ٱلْعَمَلِ مَعَ يَهْوَهَ
١٦ (أ) بِمَ تُوصِينَا غَلَاطِيَة ٦:٤؟ (ب) مَا هُوَ أَعْظَمُ ٱمْتِيَازٍ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ عَلَيْهِ أَيُّ إِنْسَانٍ؟
١٦ غَالِبًا مَا نُقَارِنُ نَحْنُ ٱلْبَشَرَ أَنْفُسَنَا بِٱلْآخَرِينَ لِأَنَّنَا نَاقِصُونَ. غَيْرَ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تُوصِينَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى مَا نَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ شَخْصِيًّا. (اقرأ غلاطية ٦:٤.) فَلَيْسَ بِمَقْدُورِ ٱلْجَمِيعِ أَنْ يَكُونُوا شُيُوخًا، فَاتِحِينَ، مُرْسَلِينَ، أَوْ خُدَّامًا فِي بُيُوتِ إِيلَ. وَفِي حِينِ أَنَّ هٰذِهِ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ رَائِعَةٌ، لَا نَنْسَ أَنَّ لَدَيْنَا جَمِيعًا أَعْظَمَ ٱمْتِيَازٍ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ عَلَيْهِ أَيُّ إِنْسَانٍ، وَهُوَ أَنْ نَكُونَ عَامِلِينَ مَعَ يَهْوَهَ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَلْنُعِزَّ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ مِنْ صَمِيمِ قَلْبِنَا.
١٧ أَيُّ وَاقِعٍ لَا بُدَّ مِنْهُ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، وَلٰكِنْ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَثَبَّطَ؟
١٧ قَدْ تَبْقَى إِمْكَانَاتُنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ مَحْدُودَةً مَا دَامَ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ مَوْجُودًا. فَرُبَّمَا لَا نَسْتَطِيعُ ٱلتَّحَكُّمَ بِمَسْؤُولِيَّاتِنَا ٱلْعَائِلِيَّةِ، صِحَّتِنَا، أَوْ ظُرُوفِنَا ٱلْأُخْرَى. وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ لِلتَّثَبُّطِ. فَلَا تَسْتَخِفَّ أَبَدًا بِإِمْكَانِيَّاتِكَ أَنْ تَكُونَ عَامِلًا مَعَ ٱللّٰهِ بِٱلشَّهَادَةِ لِٱسْمِهِ وَإِعْلَانِ مَلَكُوتِهِ فِي كُلِّ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٍ. فَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّكَ تَعْمَلُ مَعَهُ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ وَأَنَّكَ تُصَلِّي لِأَجْلِ إِخْوَتِكَ ٱلَّذِينَ تَسْمَحُ لَهُمْ ظُرُوفُهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا ٱلْمَزِيدَ فِي خِدْمَتِهِ. وَتَذَكَّرْ أَنَّ كُلَّ شَخْصٍ يُسَبِّحُ ٱسْمَ يَهْوَهَ هُوَ عَزِيزٌ عَلَى قَلْبِهِ.
١٨ أَيُّ أَمْرٍ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِفِعْلِهِ، وَلِمَاذَا؟
١٨ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ضَعَفَاتِنَا وَنَقَائِصِنَا، يُسَرُّ يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ عَامِلِينَ مَعَهُ. وَكَمْ نُعِزُّ ٱمْتِيَازَنَا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ! فَيَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِتَأْجِيلِ ٱلْكَثِيرِ مِنْ مَسَاعِينَا ٱلشَّخْصِيَّةِ، عَالِمِينَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُتِيحُ لَنَا فِي عَالَمِهِ ٱلْجَدِيدِ أَنْ نَتَمَتَّعَ «بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»، حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ كُلُّهَا فَرَحٌ وَسَلَامٌ. — ١ تي ٦:١٨، ١٩.
هَلْ تُعِزُّ ٱمْتِيَازَ خِدْمَتِكَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٦-١٨.)
١٩ أَيُّ رَجَاءٍ نَتَطَلَّعُ إِلَى تَحَقُّقِهِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٩ وَبَيْنَمَا نَقِفُ ٱلْيَوْمَ عَلَى عَتَبَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، لِنُفَكِّرْ فِي مَا قَالَهُ مُوسَى لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قُبَيْلَ دُخُولِهِمْ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ: «يَزِيدُكَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ فِي كُلِّ عَمَلِ يَدِكَ». (تث ٣٠:٩) فَبَعْدَ ٱنْتِهَاءِ هَرْمَجِدُّونَ، سَيَمْتَلِكُ مَنْ كَانُوا مَشْغُولِينَ بِٱلْعَمَلِ مَعَ ٱللّٰهِ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي وَعَدَهُمْ بِهَا. وَآنَذَاكَ، سَنُرَكِّزُ ٱهْتِمَامَنَا عَلَى عَمَلٍ جَدِيدٍ: تَحْوِيلِ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ جَمِيلٍ.