أَحَبَّ ٱلنَّاسَ مَحَبَّةً عَمِيقَةً
«لَذَّاتِي مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ». — ام ٨:٣١.
١، ٢ مَاذَا يُبَرْهِنُ عَلَى مَحَبَّةِ يَسُوعَ ٱلْعَمِيقَةِ لِلْبَشَرِ؟
كَانَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْبِكْرُ أَبْلَغَ دَلِيلٍ عَلَى حِكْمَةِ يَهْوَهَ ٱللَّامُتَنَاهِيَةِ. فَقَدْ كَانَ ٱلْحِكْمَةَ مُجَسَّمَةً، وَ «عَامِلًا مَاهِرًا» بِجَانِبِ أَبِيهِ. تَخَيَّلْ كَمْ فَرِحَ وَشَعَرَ بِٱلِٱكْتِفَاءِ فِيمَا كَانَ أَبُوهُ ‹يُهَيِّئُ ٱلسَّمٰوَاتِ› وَ ‹يَرْسُمُ أُسُسَ ٱلْأَرْضِ›! وَلٰكِنْ مِنْ بَيْنِ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ، كَانَتْ ‹لَذَّاتُهُ مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ›. (ام ٨:٢٢-٣١) نَعَمْ، أَحَبَّ يَسُوعُ ٱلْبَشَرَ مُذْ كَانَ فِي ٱلسَّمَاءِ.
٢ وَبُرْهَانًا عَلَى مَحَبَّتِهِ وَوَلَائِهِ لِأَبِيهِ وَمَحَبَّتِهِ ٱلْعَمِيقَةِ لِكُلِّ ٱلْبَشَرِ، «أَخْلَى نَفْسَهُ» وَصَارَ فِي شَبَهِ ٱلنَّاسِ لِيَبْذُلَ حَيَاتَهُ «فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ». (في ٢:٥-٨؛ مت ٢٠:٢٨) وَبَيْنَمَا كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، مَنَحَهُ ٱللّٰهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى صُنْعِ عَجَائِبَ كَشَفَتْ عَنْ مَدَى مَحَبَّتِهِ لِلنَّاسِ. وَهٰكَذَا، أَعْطَى يَسُوعُ نَمُوذَجًا عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي سَيَعْمَلُهَا لِلْبَشَرِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
٣ عَلَامَ سَنُرَكِّزُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، تَمَكَّنَ يَسُوعُ بِمَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ ‹يُبَشِّرَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ›. (لو ٤:٤٣) فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتَ سَيُقَدِّسُ ٱسْمَ أَبِيهِ وَيَحُلُّ مَشَاكِلَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَبَيْنَمَا كَانَ يَقُومُ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، صَنَعَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْعَجَائِبِ ٱلَّتِي كَشَفَتْ عَنِ ٱهْتِمَامِهِ ٱلْعَمِيقِ بِٱلنَّاسِ. وَلِمَ يَهُمُّنَا هٰذَا ٱلْأَمْرُ؟ لِأَنَّ ٱلدُّرُوسَ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا مِنْهَا تَبْعَثُ فِينَا ٱلطُّمَأْنِينَةَ وَتُعْطِينَا رَجَاءً بِٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَلْنَتَفَحَّصْ أَرْبَعًا مِنْ عَجَائِبِهِ.
«أُرِيدُ، فَٱطْهُرْ»
٤ مَاذَا حَصَلَ عِنْدَمَا ٱلْتَقَى يَسُوعُ رَجُلًا أَبْرَصَ؟
٤ ذَهَبَ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ إِلَى مِنْطَقَةِ ٱلْجَلِيلِ. وَفِي إِحْدَى مُدُنِهَا، رَأَى مَنْظَرًا يُثِيرُ ٱلشَّفَقَةَ. (مر ١:٣٩، ٤٠) فَقَدِ ٱلْتَقَى رَجُلًا يُعَانِي مِنْ مَرَضٍ فَظِيعٍ يُعْرَفُ بِٱلْبَرَصِ. وَكَانَ مَرَضُهُ فِي مَرْحَلَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ جِدًّا بِحَيْثُ وَصَفَهُ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا بِأَنَّهُ «مَمْلُوءٌ بَرَصًا». (لو ٥:١٢) وَ «لَمَّا أَبْصَرَ يَسُوعَ، سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ قَائِلًا: ‹يَا رَبُّ، إِنْ أَرَدْتَ، فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي›». فَهٰذَا ٱلرَّجُلُ لَمْ يَشُكَّ فِي قُدْرَةِ يَسُوعَ عَلَى شِفَائِهِ، بَلْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ هَلْ يَرْغَبُ فِي فِعْلِ ذٰلِكَ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ كَانَ مُعْتَادًا عَلَى نَظْرَةِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِينَ ٱحْتَقَرُوا ٱلْبُرْصَ. وَلٰكِنْ كَيْفَ نَظَرَ يَسُوعُ إِلَى هٰذَا ٱلْأَبْرَصِ ٱلَّذِي كَانَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مُشَوَّهَ ٱلْخِلْقَةِ؟ مَاذَا جَالَ فِي فِكْرِهِ فِيمَا كَانَ ٱلرَّجُلُ يُخَاطِبُهُ؟ كَيْفَ تَجَاوَبَ مَعَ طَلَبِهِ؟ وَمَاذَا تَفْعَلُ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ؟
٥ لِمَاذَا أَرَادَ يَسُوعُ شِفَاءَ ٱلْأَبْرَصِ؟
٥ عَلَى مَا يَبْدُو، لَمْ يُنَادِ ٱلْأَبْرَصُ: «نَجِسٌ، نَجِسٌ!»، كَمَا نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يُثِرْ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ، بَلْ رَكَّزَ ٱهْتِمَامَهُ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَاقِفِ أَمَامَهُ وَعَلَى حَاجَاتِهِ. (لا ١٣:٤٣-٤٦) صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ بِمَ فَكَّرَ يَسُوعُ، لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ بِمَ شَعَرَ. فَإِذْ تَحَنَّنَ عَلَيْهِ، فَعَلَ مَا لَمْ يَجْرِ فِي خَاطِرٍ. فَقَدْ مَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَ ٱلْأَبْرَصَ، قَائِلًا بِصَوْتٍ ٱمْتَزَجَتْ فِيهِ ٱلْقُوَّةُ وَٱلْحَنَانُ: «أُرِيدُ، فَٱطْهُرْ». فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنْ «زَالَ عَنْهُ ٱلْبَرَصُ». (لو ٥:١٣) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ قُدْرَةَ يَهْوَهَ كَانَتْ هُنَاكَ، لَا لِيَصْنَعَ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةَ فَقَطْ، بَلْ لِيُبَرْهِنَ عَنْ مَدَى مَحَبَّتِهِ لِلنَّاسِ أَيْضًا. — لو ٥:١٧.
٦ مَا ٱللَّافِتُ لِلنَّظَرِ فِي عَجَائِبِ يَسُوعَ، وَمَاذَا تُظْهِرُ؟
٦ أَعْطَى يَهْوَهُ ٱلْقُدْرَةَ لِيَسُوعَ لِيَصْنَعَ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْعَجَائِبِ ٱلْمُذْهِلَةِ. وَلَمْ تَقْتَصِرْ عَجَائِبُهُ عَلَى شِفَاءِ ٱلْبُرْصِ، بَلْ شَمَلَتْ إِبْرَاءَ شَتَّى ٱلْعِلَلِ وَٱلْعَاهَاتِ. فَسِجِلُّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُخْبِرُنَا: «بُهِتَ ٱلْجَمْعُ إِذْ رَأَوُا ٱلْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ وَٱلْعُرْجَ يَمْشُونَ وَٱلْعُمْيَ يُبْصِرُونَ». (مت ١٥:٣١) وَفِي حِينِ يَلْجَأُ ٱلْأَطِبَّاءُ فِي أَيَّامِنَا إِلَى عَمَلِيَّاتِ زَرْعِ ٱلْأَعْضَاءِ لِمُسَاعَدَةِ مَرْضَاهُمْ، شَفَى يَسُوعُ أَجْزَاءَ ٱلْجِسْمِ أَوِ ٱلْأَعْضَاءَ ٱلْمُتَضَرِّرَةَ نَفْسَهَا. وَكَانَ ٱلشِّفَاءُ فَوْرِيًّا، حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلْمُصَابُ بَعِيدًا عَنْهُ. (يو ٤:٤٦-٥٤) وَتُظْهِرُ لَنَا هٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةُ أَنَّ يَسُوعَ، ٱلْمُتَوَّجَ ٱلْآنَ كَمَلِكٍ سَمَاوِيٍّ، لَدَيْهِ ٱلْقُدْرَةُ وَٱلرَّغْبَةُ أَنْ يَشْفِيَ ٱلنَّاسَ شِفَاءً أَبَدِيًّا. وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي عَامَلَ بِهَا ٱلنَّاسَ تُعْطِينَا ٱلثِّقَةَ أَنَّهُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ سَتَتَحَقَّقُ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْقَائِلَةُ: «يُشْفِقُ عَلَى ٱلْمِسْكِينِ وَٱلْفَقِيرِ». (مز ٧٢:١٣) فَسَيَعْمَلُ يَسُوعُ بِمَا يُمْلِيهِ عَلَيْهِ قَلْبُهُ مُعِينًا جَمِيعَ ٱلْبَائِسِينَ لِأَنَّ هٰذَا مَا يُرِيدُهُ حَقًّا.
«قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ»
٧، ٨ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ عِنْدَمَا سَافَرَ مِنَ ٱلْجَلِيلِ إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ؟
٧ بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ حَادِثَةِ ٱلْأَبْرَصِ، ٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْجَلِيلِ إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ لِيُعْلِنَ بِشَارَةَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلْآلَافَ تَأَثَّرُوا بِرِسَالَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ لَهُمْ. فَكَانَتْ رَغْبَةُ قَلْبِهِ أَنْ يُبَشِّرَ ٱلْفُقَرَاءَ وَيَكْرِزَ لِلْمَأْسُورِينَ بِٱلْعِتْقِ وَيَعْصِبَ مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ. — اش ٦١:١، ٢؛ لو ٤:١٨-٢١.
٨ ثُمَّ حَلَّ شَهْرُ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ، فَسَافَرَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَحْتَفِلَ بِٱلْفِصْحِ إِطَاعَةً لِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. وَكَانَتِ ٱلْمَدِينَةُ مُفْعَمَةً بِٱلنَّشَاطِ نَتِيجَةَ تَوَافُدِ ٱلنَّاسِ إِلَيْهَا لِلِٱحْتِفَالِ بِهٰذَا ٱلْعِيدِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَٱلْتَقَى يَسُوعُ هُنَاكَ، شَمَالَ ٱلْهَيْكَلِ بِٱلضَّبْطِ، رَجُلًا مَرِيضًا مُضْطَجِعًا بِٱلْقُرْبِ مِنْ بِرْكَةٍ تُعْرَفُ بِبِرْكَةِ بَيْتَ زَاثَا.
٩، ١٠ (أ) مَاذَا جَذَبَ ٱلنَّاسَ إِلَى بِرْكَةِ بَيْتَ زَاثَا؟ (ب) مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ عِنْدَ ٱلْبِرْكَةِ، وَمَاذَا يُعَلِّمُنَا ذٰلِكَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٩ كَانَ عَدَدٌ غَفِيرٌ مِنَ ٱلْمَرْضَى وَٱلْعَاجِزِينَ يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ بِرْكَةِ بَيْتَ زَاثَا. وَمَاذَا جَذَبَهُمْ إِلَى هُنَاكَ؟ لِسَبَبٍ غَيْرِ مَعْرُوفٍ، ٱعْتَقَدُوا أَنَّ ٱلْمَرِيضَ ٱلَّذِي يَنْزِلُ فِي ٱلْبِرْكَةِ مَتَى ٱضْطَرَبَ ٱلْمَاءُ يُشْفَى عَجَائِبِيًّا. تَخَيَّلِ ٱلْجَوَّ ٱلَّذِي خَيَّمَ عَلَى هٰذَا ٱلْمَكَانِ. فَكَانَ ٱلْمَرْضَى مُثْقَلِينَ بِٱلْغَمِّ وَٱلْيَأْسِ وَٱلْإِحْبَاطِ. وَلٰكِنْ مَا ٱلَّذِي أَخَذَ يَسُوعَ إِلَى هٰذِهِ ٱلْبِرْكَةِ، وَهُوَ إِنْسَانٌ كَامِلٌ لَا يَشْكُو مِنْ مَرَضٍ؟ اَلسَّبَبُ هُوَ مَحَبَّتُهُ لِلنَّاسِ. وَهُنَاكَ، ٱقْتَرَبَ مِنْ رَجُلٍ بَدَأَتْ مُعَانَاتُهُ قَبْلَ وِلَادَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. — اقرأ يوحنا ٥:٥-٩.
١٠ تَخَيَّلِ ٱلْيَأْسَ ٱلَّذِي بَانَ فِي عَيْنَيْ هٰذَا ٱلرَّجُلِ حِينَ سَأَلَهُ يَسُوعُ هَلْ يُرِيدُ ٱلتَّعَافِيَ مِنْ مَرَضِهِ. لَقَدْ أَرَادَ أَنْ يُشْفَى، وَلٰكِنْ كَيْفَ ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ وَلَيْسَ مَنْ يُسَاعِدُهُ عَلَى ٱلنُّزُولِ فِي ٱلْبِرْكَةِ؟ عِنْدَئِذٍ أَمَرَهُ يَسُوعُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْمُسْتَحِيلَ، أَيْ أَنْ يَحْمِلَ فِرَاشَهُ وَيَمْشِيَ. وَبِنَاءً عَلَى قَوْلِ يَسُوعَ، حَمَلَ ٱلرَّجُلُ فِرَاشَهُ وَبَدَأَ يَمْشِي. فَيَا لَهَا مِنْ لَمْحَةٍ مُعَزِّيَةٍ عَمَّا سَيَفْعَلُهُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ! بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، تُبْرِزُ هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةُ حَنَانَ يَسُوعَ. فَقَدْ بَحَثَ عَنِ ٱلْمُحْتَاجِينَ. وَيَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا مِثَالُهُ إِلَى ٱلْبَحْثِ بِٱسْتِمْرَارٍ فِي مُقَاطَعَتِنَا عَنِ ٱلْحَزَانَى ٱلَّذِينَ تُضَايِقُهُمْ كُلُّ ٱلْفَظَائِعِ ٱلَّتِي تَجْرِي عَلَى ٱلْأَرْضِ.
«مَنْ لَمَسَ رِدَائِي؟»
١١ كَيْفَ تُسَلِّطُ مَرْقُس ٥:٢٥-٣٤ ٱلضَّوْءَ عَلَى مَحَبَّةِ يَسُوعَ لِلْمَرْضَى؟
١١ اقرأ مرقس ٥:٢٥-٣٤. كَانَ ٱلْخِزْيُ وَٱلْعَارُ خُبْزَهَا ٱلْيَوْمِيَّ عَلَى مَدَى ١٢ سَنَةً. وَقَدْ نَغَّصَ مَرَضُهَا كُلَّ نَوَاحِي حَيَاتِهَا، حَتَّى عِبَادَتَهَا لِلّٰهِ. وَمَعَ أَنَّهَا «عَانَتْ أَوْجَاعًا كَثِيرَةً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا»، صَارَتْ إِلَى حَالَةٍ أَسْوَأَ. وَلٰكِنْ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ، لَجَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ إِلَى خُطَّةِ شِفَاءٍ أُخْرَى ٱعْتَمَدَ نَجَاحُهَا عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ مِنَ ٱلرَّجُلِ ٱلْمَدْعُوِّ يَسُوعَ. فَشَقَّتْ طَرِيقَهَا بَيْنَ ٱلْجُمُوعِ وَلَمَسَتْ رِدَاءَهُ. (لا ١٥:١٩، ٢٥) وَلَمَّا أَدْرَكَ يَسُوعُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ، سَأَلَ مَنْ لَمَسَهُ. عِنْدَئِذٍ، «خَرَّتِ [ٱلْمَرْأَةُ] أَمَامَهُ وَقَالَتْ لَهُ ٱلْحَقِيقَةَ كُلَّهَا» وَهِيَ «مُرْتَاعَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ». وَإِذْ عَلِمَ يَسُوعُ أَنَّ أَبَاهُ يَهْوَهَ قَدْ شَفَاهَا، قَالَ لَهَا بِلُطْفٍ: «يَا ٱبْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اِذْهَبِي بِسَلَامٍ، وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ مَرَضِكِ ٱلْمُضْنِي».
بَرْهَنَ يَسُوعُ مِنْ خِلَالِ عَجَائِبِهِ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا وَبِمَشَاكِلِنَا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١١، ١٢.)
١٢ (أ) كَيْفَ تَصِفُ يَسُوعَ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ؟ (ب) أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ لَنَا؟
١٢ يَا لَلُطْفِ يَسُوعَ وَحَنَانِهِ! أَلَا نَطْمَئِنُّ حِينَ نَرَى كَمْ كَانَ عَطُوفًا عَلَى ٱلْمَرْضَى؟ فَفِي حِينِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُحَاوِلُ إِقْنَاعَنَا أَنَّنَا غَيْرُ مَحْبُوبِينَ وَبِلَا قِيمَةٍ، بَرْهَنَ يَسُوعُ بِوُضُوحٍ مِنْ خِلَالِ عَجَائِبِهِ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا وَبِمَشَاكِلِنَا. فَيَا لَهُ مِنْ مَلِكٍ وَرَئِيسِ كَهَنَةٍ مُتَعَاطِفٍ! (عب ٤:١٥) وَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ لَنَا؟ لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَتَقَمَّصَ مَشَاعِرَ مَنْ يُعَانِي مَرَضًا مُزْمِنًا، وَبِٱلْأَخَصِّ إِذَا لَمْ نَمُرَّ بِظَرْفِهِ مِنْ قَبْلُ. لٰكِنَّ يَسُوعَ تَعَاطَفَ مَعَ ٱلْمَرْضَى مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَخْتَبِرِ ٱلْمَرَضَ قَطُّ. فَلْنَبْذُلْ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِهِ. — ١ بط ٣:٨.
«ذَرَفَ يَسُوعُ ٱلدُّمُوعَ»
١٣ مَاذَا كَشَفَتْ قِيَامَةُ لِعَازَرَ عَنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ؟
١٣ تَأَثَّرَ يَسُوعُ فِي ٱلصَّمِيمِ حِينَ رَأَى ٱلْآخَرِينَ يَتَأَلَّمُونَ. فَعِنْدَمَا شَاهَدَ ٱلنَّاسَ يَبْكُونَ عَلَى مَوْتِ صَدِيقِهِ لِعَازَرَ، «أَنَّ . . . وَٱضْطَرَبَ» مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ سَيُقِيمُهُ بَعْدَ قَلِيلٍ. (اقرأ يوحنا ١١:٣٣-٣٦.) فَهُوَ لَمْ يَخْجَلْ مِنْ إِظْهَارِ مَشَاعِرِهِ أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ. وَمَحَبَّتُهُ ٱلْعَمِيقَةُ لِلِعَازَرَ وَعَائِلَتِهِ دَفَعَتْهُ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ قُدْرَةِ ٱللّٰهِ لِإِعَادَةِ صَدِيقِهِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. — يو ١١:٤٣، ٤٤.
١٤، ١٥ (أ) مَاذَا يُظْهِرُ رَغْبَةَ يَهْوَهَ فِي إِزَالَةِ آلَامِ ٱلْبَشَرِ؟ (ب) لِمَ ٱسْتِخْدَامُ يَسُوعَ لِعِبَارَةِ «ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ» مُلَائِمٌ جِدًّا؟
١٤ تُبَرْهِنُ عَجَائِبُ يَسُوعَ أَنَّ يَهْوَهَ أَيْضًا لَدَيْهِ ٱلرَّغْبَةُ فِي إِزَالَةِ ٱلْأَلَمِ ٱلنَّاجِمِ عَنِ ٱلْمَرَضِ وَٱلْمَوْتِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَصِفُ يَسُوعَ بِأَنَّهُ «ٱنْعِكَاسُ مَجْدِ [ٱلْخَالِقِ] وَٱلرَّسْمُ ٱلدَّقِيقُ لِذَاتِهِ». (عب ١:٣) وَعَمَّا قَرِيبٍ، سَيُعِيدُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. فَيَسُوعُ قَالَ: «تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ ٱلَّتِي يَسْمَعُ فِيهَا جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ صَوْتَهُ فَيَخْرُجُونَ». — يو ٥:٢٨، ٢٩.
١٥ إِنَّ ٱسْتِخْدَامَ يَسُوعَ لِعِبَارَةِ «ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ» مُلَائِمٌ جِدًّا، لِأَنَّ ٱلْقِيَامَةَ تَقْتَضِي أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱللّٰهُ أَدَقَّ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنْ كُلِّ أَحِبَّائِنَا ٱلْمَوْتَى، بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْمِيزَاتُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ وَٱلْمُكْتَسَبَةُ. وَهٰذَا لَيْسَ بِمُسْتَحِيلٍ عَلَى ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ٱلَّذِي أَوْجَدَ ٱلْكَوْنَ بِأَسْرِهِ مِنَ ٱلْعَدَمِ. (اش ٤٠:٢٦) وَيَهْوَهُ لَيْسَ قَادِرًا فَقَطْ أَنْ يَتَذَكَّرَ أَحِبَّاءَنَا ٱلْمَوْتَى، بَلْ رَاغِبٌ فِي ذٰلِكَ أَيْضًا. فَقِيَامَةُ لِعَازَرَ وَغَيْرُهَا مِنَ ٱلْقِيَامَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُبَشِّرُنَا بِمَا سَيَحْدُثُ عَلَى نِطَاقٍ أَوْسَعَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.
كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيكَ عَجَائِبُ يَسُوعَ؟
١٦ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ سَيَنَالُهُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمِ ٱلْيَوْمَ؟
١٦ إِذَا حَافَظْنَا عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا، فَلَدَيْنَا أَمَلٌ أَنْ نَشْهَدَ إِحْدَى أَعْظَمِ ٱلْعَجَائِبِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ: عَجِيبَةَ ٱلنَّجَاةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. وَبُعَيْدَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ، سَيَحْدُثُ ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلْعَجَائِبِ ٱلَّتِي سَتُعِيدُ ٱلْبَشَرَ إِلَى تَمَامِ ٱلصِّحَّةِ وَٱلْعَافِيَةِ. (اش ٣٣:٢٤؛ ٣٥:٥، ٦؛ رؤ ٢١:٤) هَلْ تَتَخَيَّلُ ٱلنَّاسَ وَهُمْ يَرْمُونَ ٱلنَّظَّارَاتِ وَٱلْعِصِيَّ وَٱلْعُكَّازَاتِ وَٱلْكَرَاسِيَ ٱلْمُتَحَرِّكَةَ وَمُسَاعِدَاتِ ٱلسَّمْعِ وَغَيْرَهَا؟ فَسَيَمْنَحُ يَهْوَهُ كُلَّ ٱلنَّاجِينَ مِنْ مَعْرَكَةِ هَرْمَجِدُّونَ صِحَّةً سَلِيمَةً. فَأَمَامَهُمْ عَمَلٌ يَقُومُونَ بِهِ: تَحْوِيلُ كَوْكَبِنَا إِلَى فِرْدَوْسٍ عَالَمِيٍّ جَمِيلٍ. — مز ١١٥:١٦.
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا عَجَائِبُ يَسُوعَ؟ (ب) لِمَ يَجِبُ أَنْ تَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِكَ لِتَعِيشَ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ؟
١٧ تُشَجِّعُ عَجَائِبُ يَسُوعَ فِي ٱلْمَاضِي ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› ٱلْيَوْمَ، فَتُعَزِّزُ رَجَاءَهُمْ أَنْ يُشْفَوْا مِنْ كُلِّ أَمْرَاضِهِمْ. (رؤ ٧:٩) كَمَا تَعْكِسُ هٰذِهِ ٱلْعَجَائِبُ عُمْقَ مَشَاعِرِهِ وَمَدَى مَحَبَّتِهِ لِلْبَشَرِ. (يو ١٠:١١؛ ١٥:١٢، ١٣) زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ حَنَانَ يَسُوعَ يُجَسِّدُ ٱهْتِمَامَ يَهْوَهَ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ خُدَّامِهِ. — يو ٥:١٩.
١٨ إِنَّ ٱلْعَائِلَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ تَئِنُّ وَتَتَوَجَّعُ حَتَّى ٱلْمَوْتِ. (رو ٨:٢٢) لِذٰلِكَ، نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ حَيْثُ ٱلشِّفَاءُ ٱلْكَامِلُ ٱلَّذِي وَعَدَنَا بِهِ ٱللّٰهُ. وَ مَلَاخِي ٤:٢ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّنَا ‹سَنَطْفِرُ كَٱلْعُجُولِ ٱلْمُسَمَّنَةِ› مِنْ شِدَّةِ ٱلْفَرَحِ لِأَنَّنَا شُفِينَا وَتَحَرَّرْنَا مِنَ ٱلنَّقْصِ. وَكَمْ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ عَجَائِبَ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَانَتْ لَمَحَاتٍ عَنِ ٱلرَّاحَةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي سَيَنْعَمُ بِهَا ٱلْبَشَرُ قَرِيبًا فِي ظِلِّ ٱلْحُكْمِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ! فَلْيَدْفَعْنَا شُكْرُنَا ٱلْعَمِيقُ لِلّٰهِ وَإِيمَانُنَا ٱلرَّاسِخُ بِوُعُودِهِ إِلَى فِعْلِ مَا بِمَقْدُورِنَا كَيْ نُحْسَبَ أَهْلًا لِلْعَيْشِ فِي ذٰلِكَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.