مقالة الدرس ٦
ماذا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عن مُؤَلِّفِه؟
«أُكتُبْ . . . في كِتابٍ كُلَّ الكَلامِ الَّذي . . . أُكَلِّمُكَ به». — إر ٣٠:٢.
التَّرنيمَة ٩٦ كِتابُ اللّٰهِ كَنز
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١ لِمَ نُقَدِّرُ الكِتابَ المُقَدَّس؟
كَلِمَةُ اللّٰهِ هي هَدِيَّةٌ غالِيَة منه. فهي تُقَدِّمُ لنا نَصائِحَ حَكيمَة لِنُواجِهَ مَشاكِلَنا اليَوم. كما تُعطينا أمَلًا رائِعًا بِالمُستَقبَل. والأهَمّ، تُعَلِّمُنا عن صِفاتِهِ الحُلوَة. وكُلَّما تأمَّلنا في صِفاتِ يَهْوَه، نُحِبُّهُ أكثَرَ ونرغَبُ أن نصيرَ أصدِقاءَه. — مز ٢٥:١٤.
٢ كَيفَ أخبَرَ يَهْوَه عن نَفْسِه؟
٢ يُريدُ يَهْوَه أن يتَعَرَّفَ النَّاسُ علَيه. وفي الماضي، أخبَرَ عن نَفْسِهِ مِن خِلالِ أحلام، رُؤًى، وحتَّى رَسائِلَ أوصَلَها مَلائِكَة. (عد ١٢:٦؛ أع ١٠:٣، ٤) طَبعًا، لَو لم تُكتَبْ هذِهِ الأحلامُ والرُّؤَى والرَّسائِل، لَما كُنَّا سنقدِرُ أن نتَعَلَّمَ مِنها. لِذا، جعَلَ يَهْوَه أشخاصًا ‹يكتُبونَ في كِتابٍ› ما أرادَ أن نعرِفَهُ عنه. (إر ٣٠:٢) وبِما أنَّ «طَريقَ اللّٰهِ كامِل»، فلا شَكَّ أنَّهُ تواصَلَ معنا بِأفضَلِ طَريقَة. — مز ١٨:٣٠.
٣ كَيفَ تمَّت إشَعْيَا ٤٠:٨؟
٣ إقرأ إشعيا ٤٠:٨. ظلَّت كَلِمَةُ اللّٰهِ تُرشِدُ خُدَّامَهُ آلافَ السِّنين. ألَيسَ هذا لافِتًا جِدًّا؟ فهي كُتِبَت مِن زَمَنٍ طَويلٍ على مَوادَّ قابِلَة لِلتَّلَف. وبِالتَّالي، لم تبقَ نُسَخُها الأصلِيَّة حتَّى يَومِنا. لكنَّ يَهْوَه تأكَّدَ أن يستَمِرَّ النُّسَّاخُ في نَسخِها. طَبعًا، لم يكُنْ هؤُلاءِ النُّسَّاخُ كامِلين. لكنَّهُمُ انتَبَهوا جِدًّا في عَمَلِهِم. ذكَرَ أحَدُ العُلَماءِ عنِ الأسفارِ العِبْرَانِيَّة: «يُمكِنُ القَولُ بِثِقَةٍ إنَّهُ ما مِن عَمَلٍ آخَرَ مِنَ العُصورِ القَديمَة نُقِلَ بِمِثلِ هذِهِ الدِّقَّة». فكَلِمَةُ اللّٰهِ لم تتَغَيَّرْ مع أنَّها كُتِبَت مِن وَقتٍ طَويلٍ على مَوادَّ لا تدوم، ونسَخَها أشخاصٌ ناقِصون.
٤ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٤ يُعطينا يَهْوَه «كُلَّ عَطِيَّةٍ جَيِّدَة وكُلَّ هَدِيَّةٍ كامِلَة». (يع ١:١٧) وكَلِمَتُهُ هي مِن أفضَلِ الهَدايا الَّتي أعطاها لنا. طَبعًا، تُخبِرُنا الهَدِيَّةُ الكَثيرَ عن مُقَدِّمِها. فهي تكشِفُ لنا كم يعرِفُنا ويَهتَمُّ بنا. بِشَكلٍ مُماثِل، يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ الكَثيرَ عن يَهْوَه. فهو يُظهِرُ لنا كم يعرِفُنا ويَهتَمُّ بِحاجاتِنا. كما يكشِفُ لنا صِفاتِهِ الحُلوَة. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى ماذا يُعَلِّمُنا عن ثَلاثٍ مِن صِفاتِ يَهْوَه الرَّئيسِيَّة: حِكمَتِه، عَدلِه، ومَحَبَّتِه. فلْنبدَأْ بِالحِكمَة.
يُظهِرُ حِكمَةَ اللّٰه
٥ كَيفَ يُظهِرُ الكِتابُ المُقَدَّسُ حِكمَةَ يَهْوَه؟
٥ يعرِفُ يَهْوَه أنَّنا نحتاجُ إلى نَصائِحَ حَكيمَة. لِذا أعطانا الكَثيرَ مِنها في هَدِيَّتِهِ الغالِيَة: الكِتابِ المُقَدَّس. وهذِهِ النَّصائِحُ تُفيدُ النَّاسَ كَثيرًا وتُحَسِّنُ حَياتَهُم. فبَعدَما كتَبَ مُوسَى أوَّلَ أسفارٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس، قالَ لِشَعبِ اللّٰهِ الإسْرَائِيلِيِّين: «هذا الكَلامُ مُهِمٌّ جِدًّا لكُم لِأنَّهُ يَعْني حَياتَكُم». (تث ٣٢:٤٧) وبِالفِعل، ساعَدَت كَلِمَةُ اللّٰهِ الَّذينَ طبَّقوها أن يعيشوا حَياةً ناجِحَة وسَعيدَة. (مز ١:٢، ٣) وكَلِمَةُ اللّٰهِ لا تنتَهي صَلاحِيَّتُها معَ الوَقت. فهي لا تزالُ ‹تعمَلُ في المُؤمِنينَ› اليَوم. (١ تس ٢:١٣) وهذا ما تُؤَكِّدُهُ الاختِباراتُ العَديدَة في سِلسِلَة «الكِتابُ المُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَياةَ النَّاس» على jw.org.
٦ لِمَ لا يوجَدُ كِتابٌ مِثلُ الكِتابِ المُقَدَّس؟
٦ لا يوجَدُ كِتابٌ مِثلُ الكِتابِ المُقَدَّس. فالكُتُبُ الأُخرى يموتُ مُؤَلِّفوها، والنَّصائِحُ الَّتي تُقَدِّمُها تنتَهي صَلاحِيَّتُها معَ الوَقت. أمَّا الكِتابُ المُقَدَّس، فمُؤَلِّفُهُ يَهْوَه لا يموتُ أبَدًا. كما أنَّ يَهْوَه هوَ القادِرُ على كُلِّ شَيء، ولَدَيهِ حِكمَةٌ أكثَرَ مِن أيِّ أحَد. لِذلِك، يُقَدِّمُ لنا في كَلِمَتِهِ نَصائِحَ حَكيمَة لا تنتَهي صَلاحِيَّتُها أبَدًا، بل تُفيدُ النَّاسَ في كُلِّ العُصور. وحينَ نقرَأُها ونتَأمَّلُ فيها، يُعطينا يَهْوَه روحَهُ القُدُسَ لِنعرِفَ كَيفَ نُطَبِّقُها في حَياتِنا. (مز ١١٩:٢٧؛ مل ٣:١٦؛ عب ٤:١٢) فكِّرْ في هذا: مُؤَلِّفُ الكِتابِ المُقَدَّسِ حَيّ، وهو يرغَبُ جِدًّا أن يُساعِدَك. أفَلا يُشَجِّعُكَ ذلِك أن تقرَأَ كَلِمَتَهُ بِانتِظام؟
كيف وحَّد الكتاب المقدس شعب يهوه في الماضي وفي أيامنا؟ (أُنظر الفقرتين ٧-٨.)
٧ كَيفَ وحَّدَ الكِتابُ المُقَدَّسُ شَعبَ اللّٰهِ في الماضي؟
٧ نجِدُ في كَلِمَةِ اللّٰهِ دَليلًا آخَرَ على حِكمَتِه. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُوَحِّدُ شَعبَ اللّٰه. لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ حينَ دخَلَ الإسْرَائِيلِيُّونَ إلى أرضِ المَوعِد. فهُم سكَنوا في مَناطِقَ مُتَفَرِّقَة، وقاموا بِأعمالٍ مُختَلِفَة. فقدِ اشتَغَلَ بَعضُهُم في صَيدِ السَّمَك، آخَرونَ في تَربِيَةِ المَواشي، وغَيرُهُم في الزِّراعَة. لِذا، كانَ مِنَ السَّهلِ على الإسْرَائِيلِيِّينَ في مِنطَقَةٍ مُعَيَّنَة أن ينسَوا إخوَتَهُم في المَناطِقِ الأُخرى. لكنَّ يَهْوَه رتَّبَ أن يجتَمِعوا معًا في مُناسَباتٍ عَديدَة لِيَسمَعوا قِراءَةَ كَلِمَتِهِ وشَرحَها. (تث ٣١:١٠-١٣؛ نح ٨:٢، ٨، ١٨) تخَيَّلْ إذًا كَيفَ كانَ الإسْرَائِيلِيُّ الأمينُ يشعُرُ حينَ يصِلُ إلى أُورُشَلِيم، ويَلتَقي بِالمَلايينِ مِن إخوَتِهِ الآتينَ مِن كُلِّ أنحاءِ البَلَد. بِهذِهِ الطَّريقَة، ساعَدَ يَهْوَه شَعبَهُ أن يبقَوا مُتَّحِدين. لاحِظْ أيضًا ماذا حصَلَ حينَ تأَسَّسَتِ الجَماعَةُ المَسيحِيَّة. فهي تأَلَّفَت مِن رِجالٍ ونِساءٍ مِن مُختَلِفِ اللُّغات، الخَلفِيَّاتِ الاجتِماعِيَّة، والمُستَوَياتِ الاقتِصادِيَّة. لكنَّهُم جَميعًا أحَبُّوا كَلِمَةَ اللّٰه. لِذا، عبَدوهُ معًا بِوَحدَة. وهذا أفادَ المُؤمِنينَ الجُدُد. فما كانوا سيَفهَمونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ لو لم يدرُسْ معهُم أحَدٌ ويحضُروا الاجتِماعاتِ مع إخوَتِهِم. — أع ٢:٤٢؛ ٨:٣٠، ٣١.
٨ كَيفَ يُوَحِّدُ الكِتابُ المُقَدَّسُ شَعبَ اللّٰهِ اليَوم؟
٨ لا يزالُ الكِتابُ المُقَدَّسُ أداةً يستَعمِلُها إلهُنا الحَكيمُ لِيُعَلِّمَ شَعبَهُ ويُوَحِّدَهُم. فكُلُّ الطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي نتَمَتَّعُ بهِ مُؤَسَّسٌ على الكِتابِ المُقَدَّس. كما أنَّنا نجتَمِعُ بِانتِظامٍ في الاجتِماعاتِ الأُسبوعِيَّة، الدَّائِرِيَّة، والسَّنَوِيَّة لِنسمَعَ قِراءَةَ الكِتابِ المُقَدَّسِ وشَرحَه. وهكَذا، تلعَبُ كَلِمَةُ اللّٰهِ دَورًا أساسِيًّا في إتمامِ مَشيئَتِهِ أن ‹يَخدُمَهُ شَعبُهُ بِوَحدَة›. — صف ٣:٩.
٩ أيُّ صِفَةٍ نحتاجُها لِنفهَمَ الكِتابَ المُقَدَّس؟ (لوقا ١٠:٢١)
٩ يُعطينا الكِتابُ المُقَدَّسُ دَليلًا آخَرَ على حِكمَةِ يَهْوَه. فأجزاءٌ كَثيرَة مِنهُ كُتِبَت بِأُسلوبٍ يفهَمُهُ المُتَواضِعونَ فَقَط. (إقرأ لوقا ١٠:٢١.) يقولُ أحَدُ العُلَماءِ إنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ «لَيسَ فَقَط أكثَرَ كِتابٍ يقرَأُهُ النَّاس، بل أيضًا أكثَرُ كِتابٍ يدرُسونَه». فالنَّاسُ في كُلِّ مَكانٍ يقرَأونَ الكِتابَ المُقَدَّس. لكنَّ المُتَواضِعينَ فَقَط يفهَمونَهُ ويُطَبِّقونَه. — ٢ كو ٣:١٥، ١٦.
١٠ كَيفَ يُظهِرُ الكِتابُ المُقَدَّسُ أيضًا حِكمَةَ يَهْوَه؟
١٠ نجِدُ في كَلِمَةِ يَهْوَه دَليلًا إضافِيًّا على حِكمَتِه. فهو يُعَلِّمُنا ويُعَزِّينا مِن خِلالِها، لا كمَجموعَةٍ فَقَط، بل أيضًا كأفراد. فحينَ يقرَأُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا الكِتابَ المُقَدَّس، يشعُرُ أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بهِ كفَرد. (إش ٣٠:٢١) فهل واجَهتَ مَرَّةً مُشكِلَة، ثُمَّ قرَأتَ آيَةً وشعَرتَ أنَّها مُفَصَّلَةٌ على قِياسِك؟ اللَّافِتُ أنَّ هذا ما يشعُرُ بهِ مَلايينُ الأشخاص. ولكنْ كَيفَ يحتَوي الكِتابُ المُقَدَّسُ على مَعلوماتٍ لا تزالُ مُفيدَةً اليَوم، وتُناسِبُ تَمامًا حاجاتِكَ أنت؟ ألا يُؤَكِّدُ لك ذلِك أنَّ مُؤَلِّفَهُ حَكيمٌ جِدًّا؟ — ٢ تي ٣:١٦، ١٧.
يُظهِرُ عَدلَ اللّٰه
١١ كَيفَ تُظهِرُ اللُّغاتُ الَّتي كُتِبَت بها كَلِمَةُ اللّٰهِ أنَّهُ لا يتَحَيَّز؟
١١ العَدلُ هو صِفَةٌ رَئيسِيَّة أُخرى عِندَ يَهْوَه. (تث ٣٢:٤) وكَيفَ يُظهِرُ يَهْوَه هذِهِ الصِّفَة؟ يرتَبِطُ العَدلُ بِعَدَمِ التَّحَيُّز، ويَهْوَه لا يتَحَيَّزُ أبَدًا. (أع ١٠:٣٤، ٣٥؛ رو ٢:١١) هذا واضِحٌ مِنَ اللُّغاتِ الَّتي كُتِبَ بها الكِتابُ المُقَدَّس. فالأسفارُ الـ ٣٩ الأُولى، كُتِبَ أغلَبُها بِالعِبْرَانِيَّة. فآنَذاك، كانَتِ العِبْرَانِيَّة لُغَةً يفهَمُها شَعبُ اللّٰهِ بِسُهولَة. ولكنْ في القَرنِ الأوَّل، كانَتِ اليُونَانِيَّة هي اللُّغَةَ الشَّائِعَة. لِذا، كُتِبَتِ الأسفارُ الـ ٢٧ الأخيرَة عُمومًا بِهذِهِ اللُّغَة. فيَهْوَه لم يُصِرَّ أن تُكتَبَ كَلِمَتُهُ بِلُغَةٍ واحِدَة فَقَط. ولكنْ يوجَدُ اليَومَ حَوالَي ثَمانيَةِ بَلايينِ شَخص، وهُم يتَكَلَّمونَ لُغاتٍ كَثيرَة جِدًّا. فكَيفَ يقدِرونَ أن يتَعَلَّموا عن يَهْوَه؟
١٢ كَيفَ تتِمُّ دَانْيَال ١٢:٤؟
١٢ مِن خِلالِ النَّبِيِّ دَانْيَال، وعَدَ يَهْوَه أنَّ «المَعرِفَةَ الصَّحيحَة ستَزدادُ» في وَقتِ النِّهايَة، أي أنَّ كَثيرينَ سيَفهَمونَ الكِتابَ المُقَدَّس. (إقرأ دانيال ١٢:٤.) وكَيفَ تتِمُّ هذِهِ النُّبُوَّة؟ إحدى الطُّرُقِ هي مِن خِلالِ تَرجَمَة، نَشر، وتَوزيعِ الكِتابِ المُقَدَّسِ والمَطبوعاتِ المُؤَسَّسَة علَيه. فالكِتابُ المُقَدَّسُ أصبَحَ الكِتابَ الأكثَرَ تَرجَمَةً وتَوزيعًا في العالَم. أحيانًا، تكونُ التَّرجَماتُ الَّتي تُنتِجُها شَرِكاتٌ تِجارِيَّة غالِيَةً جِدًّا. لكنَّ شَعبَ يَهْوَه ترجَموا كَلِمَتَهُ كامِلًا أو جُزئِيًّا بِأكثَرَ مِن ٢٤٠ لُغَة حتَّى الآن، وهُم يُوَزِّعونَها مَجَّانًا. وهكَذا، يتَعَلَّمُ أشخاصٌ مِن كُلِّ الأُمَمِ «الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ» قَبلَ أن تأتِيَ النِّهايَة. (مت ٢٤:١٤) فإلهُنا العادِلُ يُحِبُّ كُلَّ النَّاسِ كَثيرًا جِدًّا، ويُعطي لِأكبَرِ عَدَدٍ مُمكِنٍ الفُرصَةَ لِيَقرَأوا كَلِمَتَهُ ويَتَعَرَّفوا علَيه.
يُظهِرُ مَحَبَّةَ اللّٰه
١٣ كَيفَ يُظهِرُ الكِتابُ المُقَدَّسُ مَحَبَّةَ يَهْوَه؟ (يوحنا ٢١:٢٥)
١٣ نجِدُ في الكِتابِ المُقَدَّسِ أدِلَّةً على أهَمِّ صِفَةٍ عِندَ مُؤَلِّفِه: المَحَبَّة. (١ يو ٤:٨) لاحِظْ مَثَلًا المَعلوماتِ الَّتي أعطاها لنا يَهْوَه في كَلِمَتِه. فلِأنَّهُ يُحِبُّنا، لم يُمطِرْنا بِمَعلوماتٍ كَثيرَة لا نحتاجُها. بل أعطانا بِالضَّبطِ ما نحتاجُهُ كَي نصيرَ أصدِقاءَه، نعيشَ الآنَ حَياةً سَعيدَة، وننالَ الحَياةَ الأبَدِيَّة. — إقرأ يوحنا ٢١:٢٥.
١٤ كَيفَ يُظهِرُ الكِتابُ المُقَدَّسُ أيضًا مَحَبَّةَ اللّٰه؟
١٤ إلَيك طَريقَةً أُخرى أظهَرَ بها يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لنا. فقدْ تَواصَلَ معنا في كَلِمَتِهِ بِأُسلوبٍ يصونُ كَرامَتَنا. فهو لم يفرِضْ علَينا قَواعِدَ كَثيرَة تتَحَكَّمُ بِكُلِّ صَغيرَةٍ وكَبيرَة في حَياتِنا. بل أخبَرَنا قِصَصَ حَياة، نُبُوَّاتٍ مُشَوِّقَة، ونَصائِحَ مُفيدَة تُساعِدُنا أن نأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة. وهكَذا، تدفَعُنا كَلِمَةُ اللّٰهِ أن نُحِبَّهُ ونُطيعَهُ مِن كُلِّ قَلبِنا.
لمَ مهم أن نتأمل كيف تعامل يهوه مع خدامه في الماضي؟ (أُنظر الفقرة ١٥.)
١٥ (أ) كَيفَ تُظهِرُ كَلِمَةُ اللّٰهِ كم يهتَمُّ بنا؟ (ب) حَسَبَ الصُّوَر، أيُّ شَخصِيَّاتٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تتَأمَّلُ فيها البِنت، الأخُ الشَّابّ، والأُختُ المُسِنَّة؟ (تك ٣٩:١، ١٠-١٢؛ ٢ مل ٥:١-٣؛ لو ٢:٢٥-٣٨)
١٥ أيضًا، يُظهِرُ لنا الكِتابُ المُقَدَّسُ كم يهتَمُّ يَهْوَه بنا. كَيف؟ أخبَرَنا يَهْوَه في كَلِمَتِهِ قِصَصًا كَثيرَة عن أشخاصٍ لَدَيهِم «مَشاعِرُ مِثلُ مَشاعِرِنا». (يع ٥:١٧) والأهَمّ، أوضَحَ لنا مِن خِلالِ تَعامُلاتِهِ معهُم أنَّهُ «حَنونٌ جِدًّا ورَحيم». — يع ٥:١١.
١٦ بِأيِّ طَريقَةٍ إضافِيَّة تكشِفُ كَلِمَةُ اللّٰهِ مَحَبَّتَه؟ (إشعيا ٥٥:٧)
١٦ تكشِفُ كَلِمَةُ اللّٰهِ بِطَريقَةٍ إضافِيَّة مَحَبَّتَهُ لنا. فهي تُؤَكِّدُ أنَّهُ لن يتَخَلَّى عنَّا حينَ نُخطِئ إلَيه. فالإسْرَائِيلِيُّونَ أخطَأوا إلَيهِ تَكرارًا، لكنَّهُ سامَحَهُم حينَ تابوا تَوبَةً صادِقَة. (إقرأ إشعيا ٥٥:٧.) بِشَكلٍ مُماثِل، لمَسَ المَسيحِيُّونَ في القَرنِ الأوَّلِ مَحَبَّةَ يَهْوَه. فبَعدَما مارَسَ رَجُلٌ خَطِيَّةً خَطيرَة وتابَ عنها، شجَّعَهُمُ الرَّسولُ بُولُس بِالوَحْيِ أن يُسامِحوهُ ويُعَزُّوه. (٢ كو ٢:٦، ٧؛ ١ كو ٥:١-٥) فيَهْوَه لم يرفُضْ خُدَّامَهُ حالَما أخطَأوا. بل أدَّبَهُم بِمَحَبَّة، ودعاهُم أن يرجِعوا إلَيه. ألَيسَ هذا رائِعًا؟ ويَهْوَه يعِدُ بِأن يفعَلَ الأمرَ نَفْسَهُ لِكُلِّ الخُطاةِ التَّائِبينَ اليَوم. — يع ٤:٨-١٠.
قدِّرْ هَدِيَّةَ اللّٰهِ الغالِيَة: كَلِمَتَه
١٧ لِمَ الكِتابُ المُقَدَّسُ هَدِيَّةٌ غالِيَة؟
١٧ لقدْ أعطانا يَهْوَه هَدِيَّةً غالِيَة: كَلِمَتَه. فكما رأيْنا، يُعَلِّمُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عن حِكمَةِ يَهْوَه وعَدلِهِ ومَحَبَّتِه. كما يُؤَكِّدُ لنا أنَّ يَهْوَه يُريدُ أن نتَعَرَّفَ علَيهِ ونصيرَ أصدِقاءَه.
١٨ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نُقَدِّرُ هَدِيَّةَ يَهْوَه الغالِيَة؟
١٨ طَبعًا، نَحنُ لا نستَخِفُّ أبَدًا بِهذِهِ الهَدِيَّةِ الغالِيَة. (يع ١:١٧) بل نُريدُ أن نُظهِرَ كم نُقَدِّرُها. فلْنَقرَأْ إذًا كَلِمَةَ اللّٰهِ بِانتِظامٍ ونتَأمَّلْ فيها. وفيما نفعَلُ ذلِك، لِنثِقْ أنَّ مُؤَلِّفَها العَظيمَ سيُبارِكُ جُهودَنا و ‹سَنَجِدُ مَعرِفَةَ اللّٰه›. — أم ٢:٥.
التَّرنيمَة ٩٨ الأسفارُ المُقَدَّسَة موحًى بها مِنَ اللّٰه
a تُساعِدُنا كَلِمَةُ اللّٰه، الكِتابُ المُقَدَّس، أن نقتَرِبَ إلَيه. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى ماذا تُعَلِّمُنا عن حِكمَتِه، عَدلِه، ومَحَبَّتِه. فهكَذا سنزيدُ تَقديرَنا لها، ونرى أنَّها فِعلًا هَدِيَّةٌ غالِيَة مِن أبينا السَّماوِيّ.