رِسَالَةُ بُطْرُسَ ٱلثَّانِيَةُ
١ مِنْ سِمْعَانَ بُطْرُسَ، عَبْدِ+ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَرَسُولِهِ،+ إِلَى ٱلَّذِينَ نَالُوا إِيمَانًا نَتَسَاوَى فِي ٱمْتِيَازِ حِيَازَتِهِ مَعًا،+ بِبِرِّ+ إِلٰهِنَا وَٱلْمُخَلِّصِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ:+
٢ لِتَكْثُرْ لَكُمُ+ ٱلنِّعْمَةُ وَٱلسَّلَامُ بِٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ+ لِلّٰهِ وَلِيَسُوعَ رَبِّنَا!، ٣ حَيْثُ إِنَّ قُدْرَتَهُ ٱلْإِلٰهِيَّةَ وَهَبَتْنَا كُلَّ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْحَيَاةِ+ وَٱلتَّعَبُّدِ لِلّٰهِ+ بِٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ لِلَّذِي دَعَانَا+ بِٱلْمَجْدِ+ وَٱلْفَضِيلَةِ. ٤ بِهٰذَيْنِ ٱلْأَمْرَيْنِ وَهَبَنَا ٱلْوُعُودَ ٱلثَّمِينَةَ وَٱلْعُظْمَى،+ لِتَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ فِي ٱلطَّبِيعَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ،+ بَعْدَمَا تَخَلَّصْتُمْ مِنَ ٱلْفَسَادِ ٱلَّذِي هُوَ فِي ٱلْعَالَمِ+ بِسَبَبِ ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجَامِحَةِ.
٥ فَلِهٰذَا عَيْنِهِ، بِبَذْلِكُمْ كُلَّ جَهْدٍ+ تَجَاوُبًا مَعَ ذٰلِكَ، أَضِيفُوا إِلَى إِيمَانِكُمُ ٱلْفَضِيلَةَ،+ وَإِلَى ٱلْفَضِيلَةِ ٱلْمَعْرِفَةَ،+ ٦ وَإِلَى ٱلْمَعْرِفَةِ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ، وَإِلَى ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ+ ٱلِٱحْتِمَالَ، وَإِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ ٱلتَّعَبُّدَ لِلّٰهِ،+ ٧ وَإِلَى ٱلتَّعَبُّدِ لِلّٰهِ ٱلْمَوَدَّةَ ٱلْأَخَوِيَّةَ، وَإِلَى ٱلْمَوَدَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ ٱلْمَحَبَّةَ.+ ٨ فَإِذَا كَانَتْ هٰذِهِ فِيكُمْ وَفَاضَتْ، لَا تَدَعُكُمْ غَيْرَ فَعَّالِينَ وَلَا غَيْرَ مُثْمِرِينَ+ مِنْ جِهَةِ مَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلدَّقِيقَةِ.
٩ فَمَنْ لَمْ تَكُنْ هٰذِهِ حَاضِرَةً فِيهِ، فَهُوَ أَعْمَى، مُغْمِضٌ عَيْنَيْهِ عَنِ ٱلنُّورِ،+ وَقَدْ نَسِيَ+ تَطْهِيرَهُ+ مِنْ خَطَايَاهُ ٱلسَّالِفَةِ. ١٠ لِذٰلِكَ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، ٱبْذُلُوا بِٱلْأَكْثَرِ قُصَارَى جُهْدِكُمْ لِتَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ+ وَٱخْتِيَارَكُمْ+ أَكِيدَيْنِ، لِأَنَّكُمْ إِذَا دَاوَمْتُمْ عَلَى فِعْلِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ، فَلَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا.+ ١١ وَهٰكَذَا يُعْطَى لَكُمْ بِسَخَاءٍ أَنْ تَدْخُلُوا+ إِلَى مَمْلَكَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ+ ٱلْأَبَدِيَّةِ.+
١٢ لِذٰلِكَ أَنْوِي دَائِمًا أَنْ أُذَكِّرَكُمْ+ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ، مَعَ أَنَّكُمْ عَارِفُونَ بِهَا وَمُثَبَّتُونَ فِي ٱلْحَقِّ+ ٱلْحَاضِرِ فِيكُمْ.+ ١٣ وَلٰكِنِّي أَعْتَبِرُ أَنَّ مِنَ ٱلْحَقِّ، مَا دُمْتُ فِي هٰذَا ٱلْمَسْكَنِ،+ أَنْ أُنَبِّهَكُمْ وَأُذَكِّرَكُمْ،+ ١٤ وَأَنَا عَالِمٌ أَنَّ خَلْعَ مَسْكَنِي قَرِيبٌ،+ كَمَا أَعْلَمَنِي أَيْضًا رَبُّنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.+ ١٥ لِذٰلِكَ سَأَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِي فِي كُلِّ حِينٍ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَذَكَّرُوا أَنْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ بَعْدَ رَحِيلِي.+
١٦ وَنَحْنُ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُدْرَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَحُضُورِهِ،+ لَا بِٱتِّبَاعِنَا قِصَصًا بَاطِلَةً+ مُخْتَلَقَةً بِدَهَاءٍ، بَلْ بِصَيْرُورَتِنَا شُهُودَ عِيَانٍ لِعَظَمَتِهِ.+ ١٧ فَهُوَ نَالَ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلْآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا،+ حِينَ أَتَتْهُ مِنَ ٱلْمَجْدِ ٱلْعَظِيمِ كَلِمَاتٌ كَهٰذِهِ: «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي، حَبِيبِي، ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ».+ ١٨ أَجَلْ، هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ سَمِعْنَاهَا+ وَهِيَ آتِيَةٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي ٱلْجَبَلِ ٱلْمُقَدَّسِ.+
١٩ فَمِنْ ثَمَّ صَارَتْ عِنْدَنَا ٱلْكَلِمَةُ ٱلنَّبَوِيَّةُ+ أَكِيدَةً أَكْثَرَ.+ وَحَسَنًا تَفْعَلُونَ أَنَّكُمْ تَنْتَبِهُونَ لَهَا كَمَا إِلَى سِرَاجٍ+ يُضِيءُ فِي مَكَانٍ مُظْلِمٍ — إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ ٱلنَّهَارُ وَيُشْرِقَ كَوْكَبُ ٱلصُّبْحِ+ — فِي قُلُوبِكُمْ. ٢٠ فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ هٰذَا أَوَّلًا، أَنَّهُ مَا مِنْ نُبُوَّةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَأْتِي مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ.+ ٢١ فَلَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ،+ بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسٌ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ+ مَسُوقِينَ بِرُوحٍ قُدُسٍ.+
٢ وَلٰكِنْ كَانَ أَيْضًا بَيْنَ ٱلشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ دَجَّالُونَ، كَمَا سَيَكُونُ أَيْضًا بَيْنَكُمْ مُعَلِّمُونَ دَجَّالُونَ.+ هٰؤُلَاءِ سَيَدُسُّونَ بِدَعًا مُهْلِكَةً وَيُنْكِرُونَ كُلِّيًّا مَالِكَهُمُ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُمْ،+ جَالِبِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلَاكًا سَرِيعًا. ٢ وَسَيَتَّبِعُ+ كَثِيرُونَ أَعْمَالَ فُجُورِهِمْ،+ وَبِسَبَبِ هٰؤُلَاءِ سَيُقَالُ كَلَامٌ مُهِينٌ عَلَى طَرِيقِ ٱلْحَقِّ.+ ٣ وَهُمْ أَيْضًا بِطَمَعٍ سَيَسْتَغِلُّونَكُمْ بِكَلِمَاتٍ مُزَوَّرَةٍ.+ لٰكِنَّ دَيْنُونَتَهُمْ مُنْذُ ٱلْقِدَمِ+ لَا تُبْطِئُ، وَهَلَاكَهُمْ لَا يَغْفُو.+
٤ فَإِنْ كَانَ ٱللّٰهُ لَمْ يُمْسِكْ عَنْ مُعَاقَبَةِ ٱلْمَلَائِكَةِ+ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا، بَلْ طَرَحَهُمْ فِي تَرْتَارُوسَ،+ وَأَسْلَمَهُمْ إِلَى أَعْمَاقِ ٱلظَّلَامِ ٱلدَّامِسِ لِيُحْفَظُوا لِلدَّيْنُونَةِ؛+ ٥ وَلَمْ يُمْسِكْ عَنْ مُعَاقَبَةِ عَالَمٍ قَدِيمٍ،+ بَلْ حَفِظَ نُوحًا، وَهُوَ كَارِزٌ بِٱلْبِرِّ،+ سَالِمًا مَعَ سَبْعَةٍ آخَرِينَ+ حِينَ جَلَبَ طُوفَانًا+ عَلَى عَالَمٍ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ؛ ٦ وَحَكَمَ عَلَى مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ إِذْ حَوَّلَهُمَا رَمَادًا،+ وَاضِعًا لِلْكَافِرِينَ نَمُوذَجًا لِمَا سَيَأْتِي؛+ ٧ وَأَنْقَذَ لُوطًا ٱلْبَارَّ،+ ٱلَّذِي كَانَ يُضَايِقُهُ جِدًّا ٱنْغِمَاسُ ٱلْبُغَاةِ فِي ٱلْفُجُورِ،+ — ٨ لِأَنَّ ذٰلِكَ ٱلْبَارَّ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ يَوْمًا فَيَوْمًا كَانَ يُعَذِّبُ نَفْسَهُ ٱلْبَارَّةَ بِمَا يَرَاهُ وَيَسْمَعُهُ نَتِيجَةَ تَعَدِّيهِمْ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ — ٩ إِذًا يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ مِنَ ٱلْمِحْنَةِ،+ وَأَنْ يَحْفَظَ ٱلْأَثَمَةَ لِيَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ لِيُقْطَعُوا،+ ١٠ وَخُصُوصًا ٱلَّذِينَ يَذْهَبُونَ وَرَاءَ جَسَدٍ يَشْتَهُونَ تَدْنِيسَهُ+ وَٱلَّذِينَ يَسْتَهِينُونَ بِٱلسِّيَادَةِ.+
هٰؤُلَاءِ ٱلْجَسُورُونَ، ٱلْمُتَشَبِّثُونَ بِرَأْيِهِمْ، لَا يَرْتَعِدُونَ مِنْ ذَوِي ٱلْمَجْدِ، بَلْ يَتَكَلَّمُونَ بِٱلْإِهَانَةِ،+ ١١ فِي حِينِ أَنَّ مَلَائِكَةً، وَهُمْ أَعْظَمُ قُوَّةً وَقُدْرَةً، لَا يُورِدُونَ عَلَيْهِمْ تُهْمَةً بِكَلَامٍ مُهِينٍ،+ وَذٰلِكَ ٱحْتِرَامًا لِيَهْوَهَ.+ ١٢ أَمَّا هٰؤُلَاءِ فَهُمْ كَٱلْحَيَوَانَاتِ غَيْرِ ٱلْعَاقِلَةِ، ٱلْمَوْلُودَةِ طَبِيعِيًّا لِتُمْسَكَ وَتُهْلَكَ، يَتَكَلَّمُونَ بِٱلْإِهَانَةِ عَلَى مَا يَجْهَلُونَ،+ لِذٰلِكَ سَيَهْلِكُونَ فِي سُبُلِ هَلَاكِهِمْ، ١٣ وَبِذٰلِكَ يُؤْذُونَ أَنْفُسَهُمْ+ جَزَاءَ إِثْمِهِمْ.+
يَعْتَبِرُونَ عِيشَةَ ٱلتَّرَفِ فِي وَضَحِ ٱلنَّهَارِ لَذَّةً.+ إِنَّهُمْ لَطَخَاتُ عَارٍ وَشَوَائِبُ. وَإِذَا جَلَسُوا مَعَكُمْ فِي ٱلْوَلَائِمِ، يَسْتَرْسِلُونَ فِي ٱلتَّلَذُّذِ بِخِدَاعِكُمْ بِتَعَالِيمِهِمْ.+ ١٤ لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوءَةٌ زِنًى،+ لَا يَسَعُهَا أَنْ تَكُفَّ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ،+ وَهُمْ يُغْرُونَ ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُتَقَلِّبَةَ. لَهُمْ قَلْبٌ مُدَرَّبٌ فِي ٱلطَّمَعِ.+ هُمْ أَوْلَادٌ مَلْعُونُونَ.+ ١٥ تَرَكُوا ٱلسَّبِيلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فَضَلُّوا. اِتَّبَعُوا سَبِيلَ بَلْعَامَ+ بْنِ بَعُورَ، ٱلَّذِي أَحَبَّ أَجْرَ ٱلسُّوءِ،+ ١٦ وَلٰكِنَّهُ نَالَ تَوْبِيخًا عَلَى ٱنْتِهَاكِهِ مَا هُوَ صَوَابٌ.+ فَإِنَّ دَابَّةً صَامِتَةً نَطَقَتْ بِصَوْتِ إِنْسَانٍ،+ فَأَعَاقَتِ ٱلنَّبِيَّ عَنْ مَسْلَكِهِ ٱلشَّدِيدِ ٱلْحَمَاقَةِ.+
١٧ هٰؤُلَاءِ يَنَابِيعُ بِلَا مَاءٍ،+ وَضَبَابٌ تَسُوقُهُ عَاصِفَةٌ عَنِيفَةٌ، مَحْفُوظٌ لَهُمْ سَوَادُ ٱلظَّلَامِ.+ ١٨ فَهُمْ يَنْطِقُونَ بِعِبَارَاتٍ مَلْآنَةٍ تَبَجُّحًا لَا فَائِدَةَ مِنْهَا، وَيُغْرُونَ+ بِشَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ+ وَأَعْمَالِ ٱلْفُجُورِ أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدْ بَدَأُوا يَهْرُبُونَ+ مِنَ ٱلسَّالِكِينَ فِي ٱلضَّلَالِ. ١٩ يَعِدُونَهُمْ بِٱلْحُرِّيَّةِ،+ وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ عَبِيدٌ لِلْفَسَادِ.+ فَٱلَّذِي يُغْلَبُ مِنْ أَحَدٍ فَهُوَ مُسْتَعْبَدٌ لَهُ.+ ٢٠ فَإِنْ كَانُوا، بَعْدَمَا تَخَلَّصُوا مِنْ أَدْنَاسِ ٱلْعَالَمِ+ بِمَعْرِفَةِ ٱلرَّبِّ وَٱلْمُخَلِّصِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً، يَنْهَمِكُونَ ثَانِيَةً فِي هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ عَيْنِهَا وَيُغْلَبُونَ،+ فَلَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ ٱلْأَوَاخِرُ أَسْوَأَ مِنَ ٱلْأَوَائِلِ.+ ٢١ فَكَانَ أَفْضَلَ لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا سَبِيلَ ٱلْبِرِّ+ مِنْ أَنْ يَعْرِفُوهُ ثُمَّ يُعْرِضُوا عَنِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُسَلَّمَةِ إِلَيْهِمْ.+ ٢٢ قَدْ جَرَى لَهُمْ مَا يَقُولُهُ ٱلْمَثَلُ ٱلصَّادِقُ: «عَادَ ٱلْكَلْبُ+ إِلَى قَيْئِهِ، وَٱلْخِنْزِيرَةُ ٱلْمَغْسُولَةُ إِلَى ٱلتَّمَرُّغِ فِي ٱلْحَمْأَةِ».+
٣ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، هٰذِهِ ٱلْآنَ ٱلرِّسَالَةُ ٱلثَّانِيَةُ أَكْتُبُهَا إِلَيْكُمْ، وَأُرِيدُ فِيهَا كَمَا فِي رِسَالَتِي ٱلْأُولَى،+ أَنْ أُيَقِّظَ بِٱلتَّذْكِيرِ+ مَقْدِرَاتِكُمُ ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ ٱلصَّافِيَةَ، ٢ لِتَتَذَكَّرُوا ٱلْأَقْوَالَ ٱلَّتِي قَالَهَا سَابِقًا ٱلْأَنْبِيَاءُ+ ٱلْقُدُّوسُونَ وَوَصِيَّةَ ٱلرَّبِّ وَٱلْمُخَلِّصِ عَلَى أَيْدِي رُسُلِكُمْ.+ ٣ فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ هٰذَا أَوَّلًا، أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ+ أُنَاسٌ مُسْتَهْزِئُونَ+ ٱسْتِهْزَاءً، يَسْلُكُونَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهِمْ+ ٤ وَيَقُولُونَ:+ «أَيْنَ هُوَ حُضُورُهُ ٱلْمَوْعُودُ هٰذَا؟+ فَإِنَّهُ مُنْذُ رَقَدَ آبَاؤُنَا، كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ عَلَى حَالِهِ مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ».+
٥ فَهٰذَا ٱلْأَمْرُ يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ، أَنَّهُ كَانَتْ هُنَالِكَ سَمٰوَاتٌ+ مُنْذُ ٱلْقِدَمِ وَأَرْضٌ قَائِمَةٌ كُتْلَةً مُتَمَاسِكَةً مِنَ ٱلْمِيَاهِ+ وَفِي وَسْطِ ٱلْمِيَاهِ+ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ. ٦ وَبِهَا هَلَكَ عَالَمُ ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ حِينَ غُمِرَ بِطُوفَانٍ مِنَ ٱلْمَاءِ.+ ٧ وَلٰكِنَّ ٱلسَّمٰوَاتِ+ وَٱلْأَرْضَ+ ٱلْكَائِنَةَ ٱلْآنَ مُدَّخَرَةٌ بِتِلْكَ ٱلْكَلِمَةِ عَيْنِهَا لِلنَّارِ+ وَمَحْفُوظَةٌ لِيَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ+ وَهَلَاكِ ٱلنَّاسِ ٱلْكَافِرِينَ.+
٨ وَلٰكِنْ لَا يَخْفَ عَلَيْكُمْ هٰذَا ٱلْأَمْرُ ٱلْوَاحِدُ، أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ يَهْوَهَ كَأَلْفِ سَنَةٍ وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ.+ ٩ لَا يَتَبَاطَأُ يَهْوَهُ عَنْ وَعْدِهِ،+ كَمَا يَعْتَبِرُ بَعْضُ ٱلنَّاسِ ٱلتَّبَاطُؤَ، وَلٰكِنَّهُ يَصْبِرُ عَلَيْكُمْ لِأَنَّهُ لَا يَرْغَبُ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدٌ، بَلْ أَنْ يَبْلُغَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ.+ ١٠ إِلَّا أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ+ سَيَأْتِي كَسَارِقٍ،+ وَفِيهِ تَزُولُ ٱلسَّمٰوَاتُ+ بِحَفِيفٍ مُدَوٍّ،+ أَمَّا ٱلْعَنَاصِرُ فَتَنْحَلُّ حَامِيَةً،+ وَيُكْشَفُ ٱلنِّقَابُ عَنِ ٱلْأَرْضِ+ وَٱلْمَصْنُوعَاتِ ٱلَّتِي فِيهَا.+
١١ فَبِمَا أَنَّ هٰذِهِ كُلَّهَا سَتَنْحَلُّ هٰكَذَا، فَأَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا فِي تَصَرُّفَاتٍ مُقَدَّسَةٍ وَأَعْمَالِ تَعَبُّدٍ لِلّٰهِ، ١٢ مُنْتَظِرِينَ+ وَمُبْقِينَ حُضُورَ يَوْمِ يَهْوَهَ قَرِيبًا فِي ٱلذِّهْنِ،+ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ ٱلسَّمٰوَاتُ مُحْتَرِقَةً+ وَتَذُوبُ ٱلْعَنَاصِرُ حَامِيَةً! ١٣ لٰكِنَّنَا نَنْتَظِرُ بِحَسَبِ وَعْدِهِ سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً+ وَأَرْضًا جَدِيدَةً،+ فِيهَا يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ.+
١٤ لِذٰلِكَ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هٰذِهِ، ٱبْذُلُوا قُصَارَى جُهْدِكُمْ لِتُوجَدُوا أَخِيرًا عِنْدَهُ بِلَا لَطْخَةٍ+ وَلَا شَائِبَةٍ فِي سَلَامٍ.+ ١٥ وَٱعْتَبِرُوا صَبْرَ رَبِّنَا خَلَاصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَيْضًا أَخُونَا ٱلْحَبِيبُ بُولُسُ بِحَسَبِ ٱلْحِكْمَةِ+ ٱلْمُعْطَاةِ لَهُ،+ ١٦ مُتَكَلِّمًا عَنْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ كَمَا فِي كُلِّ رَسَائِلِهِ أَيْضًا. إِلَّا أَنَّ فِيهَا بَعْضَ أُمُورٍ صَعْبَةِ ٱلْفَهْمِ، يُعَوِّجُهَا غَيْرُ ٱلْمُتَعَلِّمِينَ وَٱلْمُتَقَلِّبُونَ، كَمَا يَفْعَلُونَ أَيْضًا بِبَاقِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،+ لِهَلَاكِهِمْ.
١٧ فَأَنْتُمْ إِذًا، أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، إِذْ لَكُمْ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْمُسْبَقَةُ،+ ٱحْتَرِسُوا لِئَلَّا تَنْقَادُوا مَعَهُمْ بِضَلَالِ ٱلْبُغَاةِ، فَتَسْقُطُوا عَنْ ثَبَاتِكُمْ.+ ١٨ لَا، بَلْ وَاصِلُوا ٱلنُّمُوَّ فِي نِعْمَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمَعْرِفَتِهِ.+ لَهُ ٱلْمَجْدُ ٱلْآنَ وَإِلَى يَوْمِ ٱلْأَبَدِ!+