مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٢ ٢٢/‏٨ ص ٢٤-‏٢٧
  • مأساة بحر آرال

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مأساة بحر آرال
  • استيقظ!‏ ١٩٩٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مشهد لا نظير له
  • لماذا يتلاشى البحر
  • فوائد ذات عواقب محزنة
  • ارض تحتضر وأناس مرضى
  • بحر يموت من العطش
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • هل نعاني ازمة مياه؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٩
  • بحر لا مثيل له انما لا حياة فيه!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٢
ع٩٢ ٢٢/‏٨ ص ٢٤-‏٢٧

مأساة بحر آرال

‏«لا يعرف تاريخ الجنس البشري مثالا آخر حيث،‏ امام اعين جيل واحد من الناس،‏ يختفي بحر بكامله عن وجه الارض.‏»‏

بعد صنع تلك الملاحظة،‏ اوضح ر.‏ ڤ.‏ خابِبُلْيَن،‏ عضو بارز في المجتمع العلمي للاتحاد السوڤياتي سابقا:‏ «للأسف،‏ هذا هو المصير المحزن الذي يهدد بحر آرال.‏»‏

يقع هذا البحر الضخم في المناطق الصحراوية لأوزبكْسْتان وقازاخستان،‏ في السابق جمهوريتَين آسيويتين للاتحاد السوڤياتي.‏ وفي السنة ١٩٦٠ كان يغطي نحو ٠٠٠‏,٢٦ ميل مربع (‏٠٠٠‏,٦٧ كلم٢‏)‏،‏ مما جعله رابع اكبر كتلة مائية داخلية في العالم.‏ فقط بحر قزوين المجاور،‏ بحيرة سوپريور لأميركا الشمالية،‏ وبحيرة ڤيكتوريا لافريقيا كانت اكبر في المساحة.‏

ولكن،‏ في الـ‍ ٣٠ سنة الماضية،‏ تقلّص بحر آرال اكثر من الثلث في المساحة ونحو الثلثين في الحجم!‏ فقد تلاشى من بحر آرال اكثر من ٠٠٠‏,١١ ميل مربع (‏٠٠٠‏,٢٨ كلم٢‏)‏،‏ ضعف مساحة ولاية كونكتيكت،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وهبط مستوى البحر اكثر من ٤٠ قدما (‏١٢ م)‏،‏ وتراجع الماء في اماكن من ٥٠ الى ٦٠ ميلا (‏٨٠ الى ١٠٠ كلم)‏ عن خطه الساحلي السابق.‏ فكشف ذلك قاع بحر اجدب من الرمل الماحل حيث كانت سابقا المياه الزرقاء الجميلة تعجّ بالاسماك.‏ وقرى الصيد المزدهرة ذات مرة تبقى الآن مهجورة على مسافة اميال عديدة من الشاطئ.‏

خلال اواخر خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان بحر آرال يدرّ صيدا سنويا من نحو ١٠٠ مليون پاوند (‏٤٥ مليون كلڠ)‏ من السمك الذي يمكن تسويقه.‏ وأربعة وعشرون نوعا من سمك المياه العذبة كان يكثر في مياه البحر ذات الملوحة المنخفضة.‏ ونحو ٠٠٠‏,١٠ صياد سمك كانوا يعملون بسبب وجود مرفإ موجْناك وحده،‏ حيث كانت تجري معالجة ٣ في المئة من الصيد السنوي للاتحاد السوڤياتي.‏ أما الآن فصناعة صيد السمك المزدهرة للبحر،‏ التي وفَّرت الاستخدام مرةً لـ‍ ٠٠٠‏,٦٠ شخص،‏ هي ميتة؛‏ فالملوحة المتزايدة لمياه بحر آرال قتلت السمك.‏

مشهد لا نظير له

على نحو مدهش،‏ تستقر موجْناك الآن،‏ التي انخفض عدد سكانها من اكثر من ٠٠٠‏,٣٠ الى نحو ٠٠٠‏,٢٠،‏ على بُعد اكثر من ٢٠ ميلا (‏٣٠ كلم)‏ من بحر آرال المتراجع!‏ وأخبر زائر من الولايات المتحدة،‏ وهو يدنو من البلدة جوا،‏ انه رأى «ما يبدو سفن لعب مائلة في الصحراء.‏» واذ ألقى نظرة عن كثب على المنطقة وهو على الارض،‏ ذكر:‏ «ان عشرات من سفن صيد السمك الجرَّافة الحديدية الضخمة والمراكب الاخرى منقلبة ومطمورة جزئيا،‏ كما لو ان موجة مدّية كبيرة قذفتها اميالا الى داخل البرّ.‏»‏

عندما بدأت مياه البحر تتراجع،‏ حُفرت قناة لكي تتمكن المراكب في ميناء موجْناك من بلوغ عُرض البحر.‏ لكنَّ رئيس بلدية البلدة لاحظ:‏ «في شتاء ١٩٧٤ تراجع البحر بسرعة،‏ وبحلول الربيع،‏ في الوقت الذي فيه تعوَّم المراكب عادة،‏ كانت على اليابسة،‏ وكان من المستحيل تحريكها.‏»‏

فماذا سبَّب هذه المأساة؟‏

لماذا يتلاشى البحر

من الازمنة الغابرة كان يغذّي بحر آرال نهران عظيمان،‏ الأمو داريا والسِّر داريا.‏ ويحصل هذان النهران على مائهما من الذوبان الجليدي لجبال افغانستان الشمالية الشرقية وكيرڠيزستان.‏ ولكن،‏ من اجل تحويل حوض بحر آرال الاجدب الى منطقة زراعية رئيسية،‏ حُوِّل الماء الى قنوات للريّ بحيث لم يكد يُترك ايّ شيء ليصب في البحر.‏

دُشِّن ما سمي بمشروع بحر آرال في سنة ١٩٦٠،‏ وبعد مدة وجيزة اتسعت الارض الخاضعة للريّ الى نحو ١٧ مليون أكر (‏٨‏,٦ ملايين هكتار)‏،‏ ضعف تلك التي لكاليفورنيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وازدهرت الصحراء بالمحاصيل،‏ ولكن سرعان ما بدأ البحر يختفي.‏

فهل فاقت الفوائد الضرر الذي اصاب البحر؟‏

فوائد ذات عواقب محزنة

المحصول الرئيسي هو القطن،‏ ونصف الارض تقريبا مخصص له.‏ وقبل ان يُحل الاتحاد السوڤياتي،‏ اتى ٩٥ في المئة من القطن الذي استعمله من هذه الارض المروية لحوض بحر آرال.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كان هنالك فائض للتصدير من اجل تزويد النقد الضروري.‏ وأنتجت المنطقة ايضا نحو ٤٠ في المئة من ارزّ الاتحاد السوڤياتي.‏

وبالاضافة الى ذلك،‏ اصبح حوض بحر آرال المزوِّد الرئيسي لفواكه وخُضَر البلد الطازجة،‏ الى حد بعيد كما هي كاليفورنيا بالنسبة الى الولايات المتحدة.‏ وجرى توفير فرص عمل لسكان المنطقة السريعي النمو البالغ عددهم ٤٠ مليون شخص تقريبا.‏ ولكن،‏ جرت ممارسة القليل من التبصُّر في ما يتعلق بكيفية تأثر البيئة.‏

مثلا،‏ لم تكن قنوات الريّ مغشّاة بالاسمنت.‏ ونتيجة لذلك،‏ تسرَّب معظم الماء في التربة الرملية حتى قبل ان يبلغ المحاصيل.‏ وبالاضافة الى ذلك استُعملت كميات ضخمة من مبيدات الآفات الخطِرة،‏ ولتسهيل حصد القطن،‏ استُخدمت مبيدات قوية للاعشاب لإتلاف اوراق النباتات.‏

وهكذا،‏ كان الضرر الذي اصاب البيئة عظيما،‏ اذ تجاوز كثيرا الخراب الذي لحق بصناعة صيد السمك في بحر آرال.‏ مثلا،‏ ان عشرات ملايين الاطنان من الرمل والملح اللذين تذريهما الريح من الـ‍ ٠٠٠‏,١١ ميل مربع (‏٠٠٠‏,٢٨ كلم٢‏)‏ من قاع البحر المكشوف تندفع كل سنة في عواصف عظيمة كبيرة الى حد يكفي لرؤيتها من الفضاء.‏

والسقاط من هذه العواصف،‏ إما في شكل غبار او مطر،‏ يحتوي على مستويات سامة من الاملاح،‏ مبيدات الآفات،‏ والمركَّبات الاخرى.‏ وتنال اجزاء من حوض بحر آرال سنويا ما قدره نصف طن للأكر من هذا الخليط من الملح والرمل.‏ وجرى اكتشاف غبار بحر آرال بعيدا جدا على الشاطئ القطبي الشمالي لروسيا.‏

والوجه المخيف الآخر هو الاثر الذي كان لبحر آرال المتقلِّص في الطقس.‏ فتأثير البحر الملطِّف في الطقس قلّ بحيث تصبح درجات الحرارة في الصيف اعلى وتلك التي في الشتاء ادنى.‏ وفي الربيع يظهر الصقيع في وقت متأخر اكثر،‏ وفي الخريف يأتي في وقت ابكر،‏ مما يقصِّر موسم الزرع.‏

والضرر اللاحق ببحر آرال سبَّب ايضا اهلاكا للحياة الحيوانية جملةً.‏ فأكثر من ١٧٠ نوعا حيوانيا كان يعيش في جوار بحر آرال قبل سنوات قليلة؛‏ والآن يعيش اقل من ٤٠.‏ وفي اوائل ستينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان يجري الحصول على اكثر من ٠٠٠‏,٦٠٠ من جلود طَسْمان المِسك في السنة،‏ والآن لا يجري الحصول على شيء تقريبا.‏ فالمحتوى المعدني المتزايد للبحر قتل الحيوانات الصحراوية التي تشرب منه.‏

ارض تحتضر وأناس مرضى

على نحو مأساوي،‏ تتسمَّم الارض بسبب تركيز الاملاح في التربة.‏ فعندما تُروى التربة الصحراوية،‏ تبخِّر الشمس الحارّة الكثير من الماء،‏ جاعلةً الاملاح مركَّزَة في التربة.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ عندما تنفذ كميات ضخمة من ماء الريّ في الارض،‏ يرفع ذلك تدريجيا منسوب المياه الجوفية.‏ وعندما يبلغ الماء الملوَّث جذور النباتات،‏ تتأذى بسُمِّيَّة الماء.‏ وهذا ما يحدث في حوض بحر آرال.‏ «ان الكارثة نفسها التي ساهمت في انحطاط الحضارات الباكرة لبلاد ما بين النهرين،‏» اوضح احد الكتّاب،‏ «تطالب ايضا بضحية اخرى.‏»‏

والناس ايضا يتسمَّمون.‏ فمبيدات الآفات ومبيدات الاعشاب تتغلغل نزولا لتلويث مياه الآبار.‏ وهكذا،‏ يشرب اناس كثيرون ماء يحتوي على مواد كيميائية خطِرة،‏ والعواقب مأساوية.‏ «ان المطبوعات الطبية المحلية،‏» تلاحظ مجلة مراقبة العالم،‏ «ملآنة بقصص التشوُّهات الولادية،‏ مرض الكبد والكلية المتزايد،‏ التهاب المعدة المزمن،‏ معدل وفيات الاطفال المرتفع،‏ ونسب السرطان الشديدة الارتفاع.‏»‏

والدكتور لييونييت إلپينر،‏ الذي يتخصص في المشاكل الصحية لبحر آرال،‏ وصف البلايا المُختبرة في المنطقة بأنها «أيدز مبيدات الآفات.‏» وقال:‏ «نعتقد ان الهدف الرئيسي لم يعد انقاذ بحر آرال.‏ انه انقاذ السكان.‏»‏

وكتب وليَم س.‏ إلِّيس،‏ محرر في الجغرافيَّة القومية،‏ وأحد زوار المنطقة الاميركيين الأوائل:‏ «البحر مأساة بيئية مستمرة —‏ مساوية على الاقل،‏ كما يقول كثيرون،‏ لكارثة تشرنوبِل النووية للسنة ١٩٨٦.‏» حتى ان رجلا في اجتماع في موجْناك دعاها «عشر مرات اسوأ.‏»‏

حقا،‏ ان ما حدث لبحر آرال هو مأساة.‏ ولكنَّ الامر لم يكن متعمَّدا.‏ فالمديرون نوَوا خيرا.‏ فكانوا يحاولون جعل الصحراء تزدهر من اجل إطعام الناس.‏ ولكنَّ تنفيذ خططهم سبَّب ألما رهيبا،‏ يفوق الفوائد كثيرا.‏

واذ كان يفكر مليا في مأساة بحر آرال،‏ اشار كاتب الى المسؤولية البشرية لترك الارض للاجيال المقبلة «مكانا معتنى به جيدا ومكرَّما.‏» وللأسف،‏ حصل العكس هنا،‏ كما تظهر التغييرات المفاجئة التي بدأت في حوض بحر آرال قبل اكثر من ٣٠ سنة.‏

‏[الصورة في الصفحتين ٢٤،‏ ٢٥]‏

الخط الساحلي لبحر آرال تراجع حتى ٦٠ ميلا (‏٩٥ كلم)‏،‏ تاركا المراكب غارزة في الرمل

‏[مصدر الصورة]‏

David Turnley/Black Star

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

حوَّل الريّ حوض بحر آرال الى ارض منتجة ولكن بكلفة عظيمة

‏[مصدر الصورة]‏

David Turnley/Black Star

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة