مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٤ ١٥/‏١٠ ص ٢٥-‏٢٨
  • اولياء وثابتون في الماضي والحاضر

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • اولياء وثابتون في الماضي والحاضر
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
  • العناوين الفرعية
  • بذور حق الكتاب المقدس الاولى
  • الايمان تحت الامتحان
  • المحافظة على الولاء والثبات
  • الصغار يحافظون على استقامتهم
  • ماذا حدث لاحقا؟‏
  • استمر يهوه في دعمهم
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
ب٠٤ ١٥/‏١٠ ص ٢٥-‏٢٨

اولياء وثابتون في الماضي والحاضر

في جنوب بولندا وعلى مقربة من الحدود مع سلوڤاكيا والجمهورية التشيكية تقع بلدة صغيرة تُدعى ڤيسْلا.‏ ربما لم تسمع بهذه البلدة من قبل،‏ لكن تاريخها يأسر على الارجح اهتمام المسيحيين الحقيقيين لأنه تاريخ استقامة وغيرة لعبادة يهوه.‏ كيف؟‏

تقع ڤيسْلا في منطقة جبلية جميلة تعرض فيها الطبيعة أبهى حللها.‏ ويمر في هذه المنطقة جدولان وروافد عديدة سريعة الجريان تصب اخيرا في نهر ڤيستولا الذي يشق طريقه متعرِّجا عبر الجبال والوديان المكسوة بالغابات.‏ ان مناخ ڤيسْلا الفريد وسكانها الودّيين يجعلون منها مركزا طبيا مشهورا،‏ مَصيفا،‏ ومنتجعا شتويا.‏

يبدو ان اول قرية حملت هذا الاسم تأسست في تسعينات الـ‍ ١٥٠٠.‏ فقد أُقيمت في البداية منشرة في هذه المنطقة الجبلية،‏ وبسرعة راح البعض يسكنون المساحات المتعرِّية من الاشجار ويربّون الاغنام والابقار ويزرعون الاراضي.‏ إلا ان هؤلاء الناس المتواضعين عَلِقوا في دوَّامة التغيير الديني.‏ فقد تأثرت المنطقة كثيرا بالاصلاحات الدينية التي بدأها مارتن لوثر.‏ ووفقا للباحث أندجاي أوتشيك،‏ اصبحت اللوثرية «دين الدولة عام ١٥٤٥».‏ لكنّ حرب الاعوام الثلاثين والاصلاح المضادّ الذي تلاها غيَّرا الوضع تغييرا جذريا.‏ يتابع أوتشيك:‏ «سنة ١٦٥٤،‏ انتُزعت كل الكنائس من الپروتستانت،‏ حُظرت اجتماعاتهم،‏ وصودرت كتبهم المقدسة وكتبهم الدينية الاخرى».‏ ومع ذلك،‏ فإن معظم السكان المحليين بقوا لوثريين.‏

بذور حق الكتاب المقدس الاولى

من المفرح ان اصلاحا دينيا اهمّ كان سيحدث في المستقبل.‏ ففي سنة ١٩٢٨،‏ زرع بذورَ حق الكتاب المقدس الاولى كارزان غيوران من تلاميذ الكتاب المقدس،‏ كما كان يُدعى شهود يهوه آنذاك.‏ وفي السنة التالية،‏ وصل يان ڠومولا الى ڤيسْلا ومعه فونوڠراف كان يشغِّله ليُسمِع الحضور خطابات مسجَّلة مؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ ثم ذهب الى وادٍ مجاور،‏ وهناك وجد رجلا جبليا قصيرا وممتلئ الجسم يُدعى أندجاي راشكا أصغى اليه باهتمام ورغب في نيل المعرفة.‏ جلب راشكا على الفور كتابه المقدس ليتحقق من صحة ما يُذكَر في الخطابات التي يسمعها على الفونوڠراف.‏ ثم هتف قائلا:‏ «وجدت الحق اخيرا يا اخي!‏ لقد بحثت عن اجوبة على اسئلتي منذ كنت احارب في الخنادق في الحرب العالمية الاولى».‏

وإذ دبَّت الحماسة في راشكا،‏ اخذ ڠومولا ليجتمع مع صديقيه يرزي وأندجاي پيلك،‏ اللذين تجاوبا بسرعة مع رسالة الملكوت.‏ ثم قام أندجاي تيرنا،‏ الذي تعلَّم حق الكتاب المقدس في فرنسا،‏ بمساعدة هذين الرجلين على تعميق معرفتهما لرسالة اللّٰه.‏ واعتمدا بعد وقت قصير.‏ ولمساعدة الفريق الصغير من تلاميذ الكتاب المقدس في ڤيسْلا،‏ كان الاخوة في البلدات المجاورة يزورونهم في اواسط ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ مما ادَّى الى نتائج مذهلة.‏

لقد تدفَّق الى الحق عدد كبير من المهتمين الجدد.‏ فلأن العائلات اللوثرية المحلية كانت معتادة على قراءة الكتاب المقدس في بيوتها،‏ ميَّز كثيرون منهم الحق من الباطل حين رأوا الحجج المقنعة من الاسفار المقدسة بشأن عقيدتَي نار الهاوية والثالوث.‏ واختارت عائلات كثيرة ان تتحرَّر من التعاليم الدينية الباطلة.‏ وهكذا نمت الجماعة في ڤيسْلا،‏ وبلغ عدد اعضائها بحلول سنة ١٩٣٩ نحو ١٤٠ شخصا.‏ لكن المثير للدهشة ان معظم الراشدين في تلك الجماعة لم يكونوا معتمدين.‏ تقول هيلينا،‏ وهي واحدة من الشهود الاوائل:‏ «لم يعنِ ذلك ان هؤلاء الناشرين غير المعتمدين لم يكونوا قادرين على اخذ موقفهم الى جانب يهوه».‏ وتضيف:‏ «لقد برهنوا على استقامتهم حين امتُحن ايمانهم بعد فترة وجيزة».‏

وماذا عن الاولاد؟‏ لقد أدركوا ان والديهم وجدوا الحق.‏ يروي فرانْتشيشِك برانتز:‏ «عندما تأكد والدي انه وجد الحق،‏ ابتدأ بغرسه في قلبينا انا وأخي.‏ كنتُ في الثامنة من عمري وأخي في العاشرة.‏ فكان ابي يطرح علينا اسئلة بسيطة مثل:‏ ‹مَن هو اللّٰه،‏ وما هو اسمه؟‏ وماذا تعرف عن يسوع المسيح؟‏›.‏ وكان علينا كتابة اجوبتنا على ورقة ودعمها بآ‌يات من الكتاب المقدس».‏ ويقول شاهد آخر:‏ «قاسيت المقاومة والضرب في المدرسة لأن والديَّ قبِلا رسالة الملكوت وتركا الكنيسة اللوثرية عام ١٩٤٠.‏ وأنا اشكرهما لأنهما غرسا فيَّ مبادئ الكتاب المقدس التي ساعدتني على تخطِّي تلك الاوقات الصعبة».‏

الايمان تحت الامتحان

عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية واحتل النازيون المنطقة،‏ كانوا عازمين على إبادة شهود يهوه.‏ في البداية،‏ شُجِّع الراشدون،‏ وخصوصا الآباء،‏ ان يوقِّعوا وثيقة تذكر انهم ألمان ليضمنوا الحصول على بعض الفوائد.‏ فرفض الشهود ان يعلنوا دعمهم للنازيين.‏ كما وقع كثيرون من الاخوة والمهتمين الذين في سن التجنيد الاجباري في مأزق:‏ إما ان ينخرطوا في الجيش او يحافظوا على حيادهم التام وتُنزل بهم أشدّ العقوبات.‏ يوضح أندجاي شالبوت الذي اعتقله الڠستاپو سنة ١٩٤٣:‏ «عنى رفض المرء الخدمة العسكرية ان يُرسَل الى معسكرات الاعتقال،‏ وكانوا يرسلوننا عادة الى اوشڤيتس».‏ ويتابع:‏ «لم اكن قد اعتمدت بعد غير انني كنت اعرف الكلمات المطمئنة التي ذكرها يسوع في متى ١٠:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏ وأدركت انه اذا متّ بسبب ايماني بيهوه،‏ فسيعيدني الى الحياة».‏

في اوائل سنة ١٩٤٢،‏ اعتقل النازيون ١٧ أخا من ڤيسْلا،‏ مات ١٥ منهم في اوشڤيتس خلال ثلاثة اشهر.‏ وأي تأثير كان لذلك في الشهود الباقين في ڤيسْلا؟‏ لم يهجروا ايمانهم بل تشجعوا على الالتصاق بيهوه دون مسايرة!‏ وفي الاشهر الستة التالية،‏ تضاعف عدد الناشرين في ڤيسْلا.‏ وسرعان ما اعتُقل المزيد.‏ وبالاجمال ألحقت قوة هتلر الساحقة الاذى بـ‍ ٨٣ اخا،‏ مهتما،‏ وولدا.‏ وقد أُرسل ثلاثة وخمسون منهم الى معسكرات الاعتقال (‏عموما اوشڤيتس)‏ او الى معسكرات الاشغال الشاقة ليعملوا في المناجم والمقالع في بولندا،‏ المانيا،‏ وبوهيميا.‏

المحافظة على الولاء والثبات

حاول النازيون في اوشڤيتس إغراء الشهود بإمكانية حصولهم على الحرية فورا.‏ قال جندي من وحدات الحماية لأحد الاخوة:‏ «اذا وقَّعت على ورقة تنكر فيها انك من تلاميذ الكتاب المقدس،‏ فسنطلق سراحك وبإمكانك الذهاب الى المنزل».‏ وتكرَّر هذا العرض عليه مرات كثيرة،‏ لكن الاخ لم يساير على حساب ولائه ليهوه.‏ لذلك قاسى الضرب والاستهزاء والعمل الشاق في اوشڤيتس وفي متِلباو-‏دورا بألمانيا.‏ وقبل ان يحرِّر الحلفاء بولندا،‏ نجا هذا الاخ بشق النفس من الموت اثناء القذف المدفعي على المعسكر الذي كان مسجونا فيه.‏

ذات مرة،‏ قال پاڤِل شالبوت،‏ شاهد توفي مؤخرا:‏ «اثناء الاستجوابات،‏ كان الڠستاپو يسألونني تكرارا عن سبب رفضي الانخراط في الجيش الالماني وتأدية التحية ‹هايل هتلر›».‏ وبعد ان أوضح الاساس من الاسفار المقدسة لحياده المسيحي،‏ حُكم عليه بالعمل في مصنع لصنع الاسلحة.‏ تابع قائلا:‏ «طبعا،‏ لم يسمح لي ضميري ان اقبل هذا العمل،‏ فأرسلوني للعمل في منجم».‏ وقد حافظ هذا الاخ على امانته رغم كل ما مرّ به.‏

أما الذين لم يُسجنوا من النساء والاولاد فكانوا يرسلون الطعام الى الاخوة في اوشڤيتس.‏ يقول اخ كان آنذاك في مقتبل العمر:‏ «كنا في الصيف نلتقط التوت البري من الغابات ونقايضه بالقمح.‏ فتصنع الاخوات ارغفة صغيرة من الخبز وينقعنها في الدهن.‏ ثم نرسلها بكميات صغيرة الى اخوتنا المسجونين».‏

وكمجموع،‏ أُرسل ٥٣ شاهدا راشدا من ڤيسْلا الى معسكرات الاعتقال ومعسكرات الاشغال الشاقة.‏ وقد مات ثمانية وثلاثون منهم.‏

الصغار يحافظون على استقامتهم

تأثر اولاد شهود يهوه ايضا بأعمال القمع التي قام بها النازيون.‏ فأُرسل البعض مؤقتا مع امهاتهم الى معسكرات في بوهيميا.‏ وانتُزع آخرون من والديهم وأُرسلوا الى معسكر الشبيبة السيِّئ السمعة في لودز.‏

يتذكر ثلاثة منهم:‏ «في الدفعة الاولى الى لودز،‏ اخذ الالمان عشرة منا،‏ وكانت اعمارنا تتراوح بين خمس وتسع سنوات.‏ فشجعنا واحدنا الآخر بالصلاة ومناقشة مواضيع من الكتاب المقدس.‏ إلّا ان احتمال الوضع لم يكن سهلا».‏ وفي سنة ١٩٤٥،‏ عاد كل هؤلاء الاولاد الى بيوتهم احياء،‏ انما هزلى ومتأذِّين نفسيا.‏ ومع ذلك،‏ لم يتمكن شيء من كسر استقامتهم.‏

ماذا حدث لاحقا؟‏

عندما اوشكت الحرب العالمية الثانية ان تنتهي،‏ كان الشهود في ڤيسْلا لا يزالون اقوياء في الايمان ومستعدين لاستئناف نشاطهم الكرازي بغيرة وعزم.‏ فزارت فِرَق منهم الناس الساكنين ضمن مسافة ٤٠ كيلومترا من ڤيسْلا،‏ كارزين وموزِّعين عليهم مطبوعات الكتاب المقدس.‏ يقول يان كْجوك:‏ «تأسست بسرعة ثلاث جماعات نشيطة في بلدتنا».‏ لكنّ هذه الحرية الدينية لم تدم طويلا.‏

فالحكومة الشيوعية،‏ التي حلت محل النازيين،‏ حظرت عمل شهود يهوه في بولندا عام ١٩٥٠.‏ لذلك وجب ان يكون الاخوة حذرين اثناء القيام بخدمتهم.‏ فكانوا احيانا يزورون الناس في بيوتهم بحجة شراء المواشي او القمح.‏ وغالبا ما عقدوا الاجتماعات المسيحية ليلا وفي فِرَق صغيرة.‏ لكنّ رجال الامن نجحوا في اعتقال كثيرين من عبّاد يهوه،‏ متَّهمين اياهم بالعمل لصالح مخابرات اجنبية،‏ تهمة لا اساس لها من الصحة.‏ وقد هدَّد بعض رجال الشرطة پاڤِل پيلك ساخرين منه:‏ «لم يستطع هتلر تغيير موقفك،‏ لكننا سنفعل ذلك».‏ غير ان الاخ پيلك حافظ على ولائه ليهوه،‏ وسُجن خمس سنوات.‏ كما طُرد بعض الشهود الاصغر سنا من المدرسة او من عملهم عندما رفضوا ان يوقِّعوا وثيقة سياسية اشتراكية.‏

استمر يهوه في دعمهم

شهدت سنة ١٩٨٩ تغييرا في المناخ السياسي،‏ وحصل شهود يهوه على الاعتراف الشرعي في بولندا.‏ فزاد عبَّاد يهوه الاولياء في ڤيسْلا نشاطهم.‏ وقد انعكس ذلك في عدد الفاتحين او الخدام كامل الوقت،‏ اذ انخرط نحو ١٠٠ اخ وأخت من هذه المنطقة في خدمة الفتح.‏ فلا عجب ان لُقِّبت هذه البلدة بمصنع الفاتحين!‏

يقول الكتاب المقدس عن دعم اللّٰه لخدامه في الماضي:‏ «لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا اذًا لابتلعونا احياء».‏ (‏مزمور ١٢٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ وفي زمننا،‏ بالرغم من اللامبالاة الواسعة الانتشار والميول العالمية الفاسدة بين الناس عموما،‏ يجاهد عبّاد يهوه في ڤيسْلا للمحافظة على استقامتهم وهم يُكافأون بسخاء.‏ ان الاجيال المتعاقبة من الشهود في تلك المنطقة تشهد على صحة كلمات الرسول بولس:‏ «إن كان اللّٰه معنا،‏ فمن يكون علينا؟‏».‏ —‏ روما ٨:‏٣١‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

أُرسلت مؤقتا إيميليا كْجوك مع اولادها هيلينا،‏ إيميليا،‏ ويان الى معسكر في بوهيميا

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

بسبب رفض پاڤِل شالبوت الخدمة العسكرية،‏ أُرسل للعمل في منجم

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

رغم ان بعض الاخوة أُرسلوا الى اوشڤيتس ولقوا حتفهم هناك،‏ لم يتوقف نموّ العمل في ڤيسْلا

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

أُخذ پاڤِل پيلك ويان پولُك الى معسكر الشبيبة في لودز

‏[مصدر الصورة في الصفحة ٢٥]‏

‏l‏p‏‎.‏y‏c‏s‏n‏i‏s‏o‏k‏‎.‏w‏w‏w‏/‏y‏c‏s‏n‏i‏s‏o‏K‏ ‎.‏M‏‎.‏R‏ ‏©‏ ‏:‏s‏r‏e‏w‏o‏l‏f‏ ‏d‏n‏a‏ ‏s‏e‏i‏r‏r‏e‏B‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة