قِصَّةُ حَيَاةٍ
نِلْتُ فَوَائِدَ كَثِيرَةً مِنَ ٱلسَّيْرِ مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ
صَبَاحَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ فِي بْرُوكِينْغْز، دَاكُوتَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ، ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ، شَعَرْتُ بِرَعْشَةٍ بَارِدَةٍ ذَكَّرَتْنِي أَنَّ ٱلشِّتَاءَ ٱلْقَارِسَ أَصْبَحَ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ. كُنْتُ آنَذَاكَ دَاخِلَ حَظِيرَةٍ لَا تَدْفِئَةَ فِيهَا، وَاقِفًا مَعَ بِضْعَةِ أَشْخَاصٍ أَمَامَ حَوْضٍ لِسَقْيِ ٱلْمَاشِيَةِ. وَكَانَ ٱلْحَوْضُ مَلِيئًا بِٱلْمِيَاهِ ٱلْبَارِدَةِ، وَنَحْنُ جَمِيعًا نَرْتَجِفُ بِشِدَّةٍ. مَا ٱلَّذِي أَتَى بِنَا إِلَى هُنَا؟ سَتَعْرِفُ ٱلْجَوَابَ حِينَ أُخْبِرُكَ قَلِيلًا عَنْ حَيَاتِي.
لَمْحَةٌ عَنْ عَائِلَتِنَا
وَالِدِي وَعَمِّي أَلْفْرِد
وُلِدْتُ فِي ٧ آذَارَ (مَارِس) ١٩٣٦، وَكُنْتُ ٱلْأَصْغَرَ بَيْنَ أَرْبَعَةِ أَوْلَادٍ. وَقَدْ عِشْتُ مَعَ عَائِلَتِي فِي مَزْرَعَةٍ صَغِيرَةٍ شَرْقَ دَاكُوتَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ. كَانَ ٱلْعَمَلُ فِي ٱلْمَزْرَعَةِ جُزْءًا مُهِمًّا مِنْ حَيَاتِنَا، لٰكِنَّهُ لَمْ يَكُنِ ٱلْأَهَمَّ. فَمُنْذُ نَذَرَ وَالِدَايَ أَنْفُسَهُمَا لِيَهْوَهَ وَٱعْتَمَدَا عَامَ ١٩٣٤، وَضَعَا فِعْلَ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِمَا. كَمَا أَنَّ وَالِدِي كْلَارِنْس كَانَ خَادِمَ ٱلْفِرْقَةِ (مَا يُدْعَى ٱلْيَوْمَ مُنَسِّقَ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ) فِي جَمَاعَتِنَا ٱلصَّغِيرَةِ فِي كُونْدِي، دَاكُوتَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ. وَفِي مَا بَعْدُ تَوَلَّى عَمِّي أَلْفْرِد هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ.
كُنَّا كَعَائِلَةٍ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ، وَنَذْهَبُ دَائِمًا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ لِنُبَشِّرَ بِوُعُودِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَمِثَالُ وَالِدَيَّ وَتَدْرِيبُهُمَا أَثَّرَا فِينَا كَثِيرًا نَحْنُ ٱلْأَوْلَادَ. فَصِرْتُ أَنَا وَأُخْتِي دُورُوثِي نَاشِرَيْنِ حِينَ بَلَغَ كُلٌّ مِنَّا ٱلسَّادِسَةَ مِنَ ٱلْعُمْرِ. وَفِي عَامِ ١٩٤٣، ٱشْتَرَكْتُ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ ٱلَّتِي ٱبْتَدَأَتْ آنَذَاكَ تُعْقَدُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.
خِدْمَةُ ٱلْفَتْحِ عَامَ ١٩٥٢
كَانَتِ ٱلْمَحَافِلُ أَيْضًا جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَيَاتِنَا. فَفِي عَامِ ١٩٤٩، عُقِدَ مَحْفِلٌ فِي سُو فُولْز، دَاكُوتَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ. لَا أَزَالُ حَتَّى ٱلْآنَ أَتَذَكَّرُ خِطَابَ ٱلْأَخِ غْرَانْت سُوتِر بِعُنْوَانِ «اَلنِّهَايَةُ أَقْرَبُ مِمَّا تَظُنُّونَ!». فَقَدْ شَدَّدَ أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ بِٱلْمَلَكُوتِ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مِحْوَرَ حَيَاةِ كُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ. لِذٰلِكَ نَذَرْتُ حَيَاتِي لِيَهْوَهَ وَٱعْتَمَدْتُ فِي ٱلْمَحْفِلِ ٱلدَّائِرِيِّ ٱلتَّالِي بِبْرُوكِينْغْز فِي ١٢ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٤٩. وَهٰذَا هُوَ سَبَبُ وُجُودِي فِي ٱلْحَظِيرَةِ ٱلَّتِي ذَكَرْتُهَا فِي ٱلْبِدَايَةِ. فَأَنَا وَثَلَاثَةٌ آخَرُونَ ٱعْتَمَدْنَا فِي ذٰلِكَ ٱلْحَوْضِ ٱلْمَعْدِنِيِّ ٱلْبَارِدِ.
بَعْدَئِذٍ، تَوَجَّهَتْ أَنْظَارِي إِلَى خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ. وَفِي ١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٩٥٢، صِرْتُ فَاتِحًا بِعُمْرِ ١٥ سَنَةً. وَفِعْلًا، لَمَسْتُ صِحَّةَ ٱلْآيَةِ: «اَلسَّائِرُ مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ يَصِيرُ حَكِيمًا». (ام ١٣:٢٠) فَقَدْ وَجَدْتُ فِي عَائِلَتِي حُكَمَاءَ عَدِيدِينَ دَعَمُونِي فِي عَمَلِ ٱلْفَتْحِ. مَثَلًا، كَانَ عَمِّي جُولْيُوسُ ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٦٠ سَنَةً رَفِيقِي فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَرَغْمَ فَارِقِ ٱلسِّنِّ بَيْنَنَا، قَضَيْتُ مَعَهُ أَوْقَاتًا مُمْتِعَةً وَٱسْتَفَدْتُ مِنْ خِبْرَتِهِ فِي ٱلْحَيَاةِ. هٰذَا وَقَدْ صَارَتْ دُورُوثِي أَيْضًا فَاتِحَةً بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ.
اِهْتِمَامُ نُظَّارِ ٱلدَّوَائِرِ
مُنْذُ صِغَرِي، كَانَ وَالِدَايَ يَسْتَضِيفَانِ نُظَّارَ ٱلدَّوَائِرِ وَزَوْجَاتِهِمْ. وَمِنْ بَيْنِهِمِ ٱلْأَخُ جِيسِّي كَانْتْوِل وَزَوْجَتُهُ لِينُ ٱللَّذَانِ كَانَا عَوْنًا كَبِيرًا لِي. فَقَدِ ٱهْتَمَّا بِي ٱهْتِمَامًا شَخْصِيًّا. وَأَثْنَاءَ زِيَارَاتِهِمَا لِلْجَمَاعَاتِ ٱلْمُجَاوِرَةِ، كَانَا أَحْيَانًا يَدْعُوَانِنِي لِأَخْدُمَ مَعَهُمَا. تَرَكَتْ رِفْقَتُهُمَا ٱلْمُمْتِعَةُ أَثَرًا كَبِيرًا فِيَّ. لِذٰلِكَ أَرَدْتُ أَنْ أَنْشَغِلَ مِثْلَهُمَا فِي ٱلْخِدْمَةِ وَأَصِيرَ فَاتِحًا.
فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، زَارَ جَمَاعَتَنَا نَاظِرُ ٱلدَّائِرَةِ بَاد مِيلِر وَزَوْجَتُهُ جُوَان. كُنْتُ آنَذَاكَ فِي ٱلثَّامِنَةَ عَشْرَةَ وَأُوَاجِهُ مَسْأَلَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ. فَقَدْ أَوْكَلَ إِلَيَّ مَجْلِسُ ٱلتَّجْنِيدِ عَمَلًا يَتَعَارَضُ مَعَ ٱلْحِيَادِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلَّذِي أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ. أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُبَشِّرَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. (يو ١٥:١٩) لِذَا، قَدَّمْتُ طَلَبًا إِلَى مَجْلِسِ ٱلتَّجْنِيدِ كَيْ يُصَنِّفَنِي كَخَادِمٍ دِينِيٍّ.
كَمْ فَرِحْتُ حِينَ تَطَوَّعَ ٱلْأَخُ مِيلِر أَنْ يَذْهَبَ مَعِي إِلَى مَجْلِسِ ٱلتَّجْنِيدِ! فَهُوَ شَاهِدٌ جَرِيءٌ، قَوِيُّ ٱلشَّخْصِيَّةِ، وَلَدَيْهِ ٱطِّلَاعٌ جَيِّدٌ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَوُقُوفُ شَخْصٍ مِثْلِهِ إِلَى جَانِبِي زَادَنِي ثِقَةً وَشَجَاعَةً. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ صَنَّفَنِي ٱلْمَجْلِسُ خَادِمًا دِينِيًّا فِي أَوَاخِرِ صَيْفِ ١٩٥٤. وَهٰذَا فَتَحَ ٱلْبَابَ أَمَامِي إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْأَهْدَافِ ٱلرُّوحِيَّةِ.
بِجَانِبِ شَاحِنَةِ ٱلْمَزْرَعَةِ فِي بِدَايَةِ خِدْمَتِي فِي بَيْتَ إِيلَ
وَبَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، دُعِيتُ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ فِي بَيْتَ إِيلَ وَعَمِلْتُ فِي مَا كَانَ يُدْعَى مَزْرَعَةَ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي جَزِيرَةِ سْتَاتِن، نْيُويُورْك. وَخَدَمْتُ هُنَاكَ نَحْوَ ثَلَاثِ سِنِينَ تَعَلَّمْتُ فِيهَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْحُكَمَاءِ ٱلَّذِينَ عَمِلْتُ مَعَهُمْ.
اَلْخِدْمَةُ فِي بَيْتَ إِيلَ
مَعَ ٱلْأَخِ فْرَانْز فِي مَحَطَّةِ WBBR
شَمَلَتِ ٱلْمَزْرَعَةُ فِي جَزِيرَةِ سْتَاتِنَ ٱلْمَحَطَّةَ ٱلْإِذَاعِيَّةَ WBBR ٱلَّتِي أَدَارَهَا ٱلشُّهُودُ مِنْ ١٩٢٤ إِلَى ١٩٥٧. وَكَانَ عَدَدُ ٱلْعَامِلِينَ فِي ٱلْمَزْرَعَةِ يَتَرَاوَحُ بَيْنَ ١٥ وَ ٢٠ شَخْصًا فَقَطْ، غَالِبِيَّتُنَا شَبَابٌ بِلَا خِبْرَةٍ. لٰكِنَّنَا خَدَمْنَا مَعَ أَخٍ مَمْسُوحٍ أَكْبَرَ سِنًّا ٱسْمُهُ إِلْدِن وُودْوُرْث. وَهٰذَا ٱلْأَخُ ٱلْحَكِيمُ كَانَ مِثْلَ أَبٍ مُحِبٍّ تَعَلَّمْنَا مِنْهُ ٱلْكَثِيرَ. مَثَلًا، كُلَّمَا ٱسْتَصْعَبْنَا ٱلتَّعَامُلَ بَعْضُنَا مَعَ بَعْضٍ بِسَبَبِ ضَعَفَاتِنَا، كَانَ يَقُولُ لَنَا: «رَغْمَ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَخْدِمُ أَشْخَاصًا نَاقِصِينَ، فَمَا يُنْجِزُهُ بِوَاسِطَتِهِمْ رَائِعٌ جِدًّا».
هَارِي بِيتِرْسُون عُرِفَ بِغَيْرَتِهِ فِي ٱلْبِشَارَةِ
كَمَا نِلْنَا ٱمْتِيَازَ ٱلْخِدْمَةِ مَعَ ٱلْأَخِ فْرِيدِرِيك فْرَانْز. فَقَدْ أَفَادَنَا جِدًّا بِحِكْمَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ ٱلْعَمِيقَةِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَٱهْتَمَّ بِكُلِّ فَرْدٍ مِنَّا ٱهْتِمَامًا شَخْصِيًّا. وَهُنَاكَ أَيْضًا ٱلْأَخُ هَارِي بِيتِرْسُونُ ٱلَّذِي عَمِلَ طَبَّاخًا فِي ٱلْمَزْرَعَةِ. كَانَ ٱسْمُ عَائِلَتِهِ ٱلْحَقِيقِيُّ بَابَارْيِرُوبُولُوس، لٰكِنَّنَا غَيَّرْنَاهُ إِلَى بِيتِرْسُون لِأَنَّهُ أَسْهَلُ. وَهٰذَا ٱلْأَخُ هُوَ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَيْضًا وَتَمَيَّزَ بِغَيْرَتِهِ فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَكَانَ يُتَمِّمُ تَعْيِينَهُ فِي بَيْتَ إِيلَ دُونَ أَنْ يُهْمِلَ خِدْمَةَ ٱلْحَقْلِ أَبَدًا. وَهٰكَذَا تَمَكَّنَ مِنْ تَوْزِيعِ مِئَاتِ ٱلْمَجَلَّاتِ شَهْرِيًّا. وَبِفَضْلِ مَخْزُونِهِ ٱلرُّوحِيِّ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُجِيبَ عَنِ ٱلْكَثِيرِ مِنْ أَسْئِلَتِنَا.
اَلِٱسْتِفَادَةُ مِنَ ٱلْأَخَوَاتِ ٱلْحَكِيمَاتِ
كَانَتْ مَحَاصِيلُ ٱلْمَزْرَعَةِ مِنَ ٱلْخُضَارِ وَٱلْفَوَاكِهِ تُعَلَّبُ لِكَامِلِ عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ. فَأَنْتَجْنَا سَنَوِيًّا نَحْوَ ٠٠٠,٤٥ عُلْبَةٍ مُتَوَسِّطَةِ ٱلْحَجْمِ. وَعَمِلَتْ مَعَنَا أُخْتٌ حَكِيمَةٌ ٱسْمُهَا إِيتَّا هَث. فَكَانَتْ تُعِدُّ ٱلْوَصَفَاتِ، وَتُنَظِّمُ عَمَلَ ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي يَأْتِينَ لِلْمُسَاعَدَةِ خِلَالَ فَتْرَةِ ٱلتَّعْلِيبِ. وَرَغْمَ دَوْرِهَا ٱلْمُهِمِّ، حَرِصَتْ عَلَى ٱحْتِرَامِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسْؤُولِينَ. وَلَطَالَمَا ٱعْتَبَرْتُهَا مِثَالًا فِي ٱلْخُضُوعِ لِتَرْتِيبِ ٱلرِّئَاسَةِ.
مَعَ أَنْجِيلَا وَإِيتَّا هَث
وَمِنْ بَيْنِ ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي أَتَيْنَ لِمُسَاعَدَتِنَا أَنْجِيلَا رُومَانُو، أُخْتٌ وَقَفَتْ إِيتَّا إِلَى جَانِبِهَا حِينَ ٱعْتَنَقَتِ ٱلْحَقَّ. وَهٰكَذَا، تَعَرَّفْتُ إِلَى أَنْجِي وَتَزَوَّجْنَا فِي نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٩٥٨. وَنَحْنُ نَخْدُمُ يَهْوَهَ مَعًا بِفَرَحٍ مُنْذُ ٥٨ سَنَةً. وَطَوَالَ هٰذِهِ ٱلسِّنِينَ، سَاهَمَ وَلَاءُ أَنْجِي لِيَهْوَهَ فِي تَقْوِيَةِ رِبَاطِ زَوَاجِنَا. إِنَّهَا فِعْلًا زَوْجَةٌ حَكِيمَةٌ يُمْكِنُنِي ٱلِٱتِّكَالُ عَلَيْهَا مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ تَحَدِّيَاتٍ.
اَلْخِدْمَةُ ٱلْإِرْسَالِيَّةُ وَٱلْعَمَلُ ٱلْجَائِلُ
حِينَ بِيعَتْ مُنْشَآتُ ٱلْمَحَطَّةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ WBBR عَامَ ١٩٥٧، خَدَمْتُ فَتْرَةً قَصِيرَةً فِي بَيْتَ إِيلَ فِي بْرُوكْلِين. وَعِنْدَمَا تَزَوَّجْتُ أَنْجِي، تَرَكْتُ بَيْتَ إِيلَ، وَخَدَمْنَا مَعًا كَفَاتِحَيْنِ نَحْوَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ فِي جَزِيرَةِ سْتَاتِن. كَمَا عَمِلْتُ لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ لَدَى ٱلْمَالِكِينَ ٱلْجُدُدِ لِلْمَحَطَّةِ ٱلَّتِي صَارَ ٱسْمُهَا WPOW.
صَمَّمْنَا أَنَا وَأَنْجِي أَنْ نُبْقِيَ حَيَاتَنَا بَسِيطَةً لِنَكُونَ مُسْتَعِدَّيْنِ أَنْ نَخْدُمَ حَيْثُ تُوجَدُ حَاجَةٌ. وَهٰكَذَا فِي أَوَائِلِ عَامِ ١٩٦١، قَبِلْنَا تَعْيِينَنَا كَفَاتِحَيْنِ خُصُوصِيَّيْنِ فِي فُولْز سِيتِي، نِبْرَاسْكَا. وَلٰكِنْ بَعْدَ مُدَّةٍ قَصِيرَةٍ، دُعِينَا إِلَى مَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي سَاوْث لَانْسِينْغ، نْيُويُورْك. اِسْتَفَدْنَا كَثِيرًا مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ ٱلَّتِي دَامَتْ شَهْرًا، وَتَوَقَّعْنَا أَنْ نَعُودَ بَعْدَهَا إِلَى نِبْرَاسْكَا. وَلٰكِنْ كَمْ تَفَاجَأْنَا حِينَ تَعَيَّنَّا مُرْسَلَيْنِ فِي كَمْبُودْيَا! أَتَاحَ لَنَا هٰذَا ٱلْبَلَدُ ٱلْجَمِيلُ فِي جَنُوبِ شَرْقِ آسِيَا أَنْ نَتَمَتَّعَ بِمَنَاظِرَ وَأَصْوَاتٍ وَنَكَهَاتٍ لَمْ تَكُنْ مَأْلُوفَةً لَنَا مِنْ قَبْلُ. وَقَدْ كُنَّا مُتَحَمِّسَيْنِ جِدًّا لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ هُنَاكَ.
وَلٰكِنْ بِسَبَبِ تَغَيُّرِ ٱلْأَحْوَالِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ، ٱضْطُرِرْنَا أَنْ نَنْتَقِلَ إِلَى جَنُوبِ فْيِتْنَام. وَٱلْمُؤْسِفُ أَنَّهُ بَعْدَ سَنَتَيْنِ تَدَهْوَرَتْ صِحَّتِي كَثِيرًا وَلَزِمَ أَنْ أَعُودَ إِلَى مَوْطِنِي. صَحِيحٌ أَنِّي ٱحْتَجْتُ إِلَى بَعْضِ ٱلْوَقْتِ لِأَتَعَافَى، وَلٰكِنْ مَا إِنْ تَحَسَّنَتْ حَالَتِي حَتَّى بَدَأْنَا خِدْمَةَ ٱلْفَتْحِ مِنْ جَدِيدٍ.
مَعَ أَنْجِيلَا قَبْلَ مُقَابَلَةٍ تِلِفِزْيُونِيَّةٍ عَامَ ١٩٧٥
فِي آذَارَ (مَارِس) ١٩٦٥، تَعَيَّنَّا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْجَائِلِ. وَطَوَالَ ٣٣ سَنَةً، خَدَمْتُ نَاظِرَ دَائِرَةٍ وَنَاظِرَ كُورَةٍ وَسَاهَمْتُ فِي تَنْظِيمِ ٱلْمَحَافِلِ. وَبِمَا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ، سَرَّنِي جِدًّا أَنْ أَشْتَرِكَ فِي تَنْظِيمِهَا. وَخِلَالَ سَنَوَاتِ إِقَامَتِنَا فِي نْيُويُورْك، عُقِدَتْ مَحَافِلُ كَثِيرَةٌ فِي يَانْكِي سْتَادِيُوم.
اَلْعَوْدَةُ إِلَى بَيْتَ إِيلَ وَٱلْمَدَارِسُ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ
عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، نِلْنَا أَنَا وَأَنْجِي ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلْمُثِيرَةِ وَٱلصَّعْبَةِ. مَثَلًا عَامَ ١٩٩٥، طُلِبَ مِنِّي أَنْ أُعَلِّمَ فِي مَدْرَسَةِ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ. وَبَعْدَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ، دُعِينَا لِلْخِدْمَةِ فِي بَيْتَ إِيلَ. لَقَدْ فَرِحْتُ كَثِيرًا بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي بَدَأْتُ فِيهِ خِدْمَتِي ٱلْخُصُوصِيَّةَ قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠ سَنَةً. وَهُنَاكَ عَمِلْتُ فِي قِسْمِ ٱلْخِدْمَةِ، وَدَرَّسْتُ فِي بَعْضِ ٱلْمَدَارِسِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. وَعَامَ ٢٠٠٧، أَنْشَأَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ قِسْمَ ٱلْمَدَارِسِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ ٱلَّذِي يَهْتَمُّ بِٱلْمَدَارِسِ ٱلَّتِي تُعْقَدُ فِي بَيْتَ إِيلَ. وَعُيِّنْتُ نَاظِرَ ٱلْقِسْمِ عِدَّةَ سِنِينَ.
وَمُؤَخَّرًا، شَهِدْنَا تَغْيِيرَاتٍ عَدِيدَةً فِي ٱلْمَدَارِسِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. فَعَامَ ٢٠٠٨، تَأَسَّسَتْ مَدْرَسَةُ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَاتِ. وَفِي أَوَّلِ سَنَتَيْنِ، عُقِدَتْ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةُ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي بَاتِرْسِن وَبْرُوكْلِين، وَتَخَرَّجَ مِنْهَا أَكْثَرُ مِنْ ٠٠٠,١٢ شَيْخٍ. وَهِيَ لَا تَزَالُ مُسْتَمِرَّةً فِي أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ أُخْرَى. وَعَامَ ٢٠١٠، تَغَيَّرَ ٱسْمُ مَدْرَسَةِ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ إِلَى مَدْرَسَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلْإِخْوَةِ ٱلْعُزَّابِ، وَتَأَسَّسَتْ مَدْرَسَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ.
ثُمَّ فِي أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ٢٠١٤، دُمِجَتْ هَاتَانِ ٱلْمَدْرَسَتَانِ فِي وَاحِدَةٍ سُمِّيَتْ مَدْرَسَةَ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ. وَهِيَ مُتَاحَةٌ لِلْمُتَزَوِّجِينَ وَٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْعُزَّابِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. وَقَدْ فَرِحَ شُهُودٌ كَثِيرُونَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ حِينَ عَلِمُوا أَنَّهَا سَتُعْقَدُ فِي بَلَدِهِمْ. حَقًّا، مِنَ ٱلرَّائِعِ أَنْ نَرَى كَيْفَ يَتَوَسَّعُ حَقْلُ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيِّ. وَيُسْعِدُنِي أَنِّي قَابَلْتُ بَعْضَ ٱلَّذِينَ قَامُوا بِتَغْيِيرَاتٍ كَبِيرَةٍ فِي حَيَاتِهِمْ لِيَتَلَقَّوْا هٰذَا ٱلتَّعْلِيمَ.
حِينَ أَسْتَرْجِعُ ٱلْمَاضِيَ، قَبْلَ مَعْمُودِيَّتِي فِي ذٰلِكَ ٱلْحَوْضِ ٱلْبَارِدِ وَحَتَّى ٱلْآنَ، أَشْكُرُ يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِ ٱلْحُكَمَاءِ ٱلَّذِينَ سَاعَدُونِي لِأَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ. صَحِيحٌ أَنَّهُمْ لَيْسُوا كُلُّهُمْ مِنْ عُمْرِي وَلَا مِنْ بِيئَتِي، لٰكِنَّ أَعْمَالَهُمْ وَمَوَاقِفَهُمْ بَرْهَنَتْ أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ. حَقًّا، كَثِيرُونَ هُمُ ٱلْحُكَمَاءُ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ، وَأَنَا نِلْتُ فَوَائِدَ كَثِيرَةً مِنَ ٱلسَّيْرِ مَعَهُمْ.
تُسْعِدُنِي مُقَابَلَةُ تَلَامِيذَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَالَمِ