مقالة الدرس ٣٥
يَهْوَهُ يُحِبُّ خُدَّامَهُ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ
«يَهْوَهُ . . . يَرَى ٱلْمُتَوَاضِعَ». — مز ١٣٨:٦.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٤٨ اَلسَّيْرُ يَوْمِيًّا مَعَ يَهْوَهَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ تِجَاهَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ؟ أَوْضِحْ.
يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ. فَوَحْدَهُمُ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِعَلَاقَةٍ قَوِيَّةٍ مَعَهُ. أَمَّا ٱلْمُتَكَبِّرُونَ ‹فَيَعْرِفُهُمْ مِنْ بَعِيدٍ› فَقَطْ. (مز ١٣٨:٦) وَكُلُّنَا نُرِيدُ أَنْ نُرْضِيَ يَهْوَهَ وَنَكُونَ قَرِيبِينَ مِنْهُ. لِذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ.
٢ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: (١) مَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟ (٢) لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ؟ وَ (٣) مَتَى نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ خُصُوصًا؟ وَكَمَا سَنَرَى، عِنْدَمَا نُنَمِّي هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ، نُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَهَ وَنَسْتَفِيدُ كَثِيرًا. — ام ٢٧:١١؛ اش ٤٨:١٧.
مَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟
٣ مَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟
٣ اَلتَّوَاضُعُ هُوَ عَكْسُ ٱلتَّكَبُّرِ وَٱلْغُرُورِ. وَبِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يُدْرِكُ ٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ كَمْ هُوَ صَغِيرٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ. وَيَعْرِفُ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ شَخْصٍ يَفُوقُهُ مِنْ نَاحِيَةٍ مَا. — في ٢:٣، ٤.
٤-٥ لِمَ ٱلتَّوَاضُعُ ٱلْحَقِيقِيُّ لَيْسَ شَيْئًا فِي ٱلظَّاهِرِ فَقَطْ؟
٤ بَعْضُ ٱلنَّاسِ يَبْدُونَ فِي ٱلظَّاهِرِ مُتَوَاضِعِينَ. فَرُبَّمَا طَبْعُهُمْ خَجُولٌ أَوْ تَرَبَّوْا عَلَى ٱلتَّهْذِيبِ وَٱحْتِرَامِ ٱلْآخَرِينَ، لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلدَّاخِلِ مُتَكَبِّرُونَ جِدًّا. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، سَيَظْهَرُ مَا فِي قَلْبِهِمْ. — لو ٦:٤٥.
٥ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ صَرِيحِينَ وَوَاثِقِينَ بِأَنْفُسْهِمْ لَيْسُوا بِٱلضَّرُورَةِ مُتَكَبِّرِينَ. (يو ١:٤٦، ٤٧) مَعَ ذٰلِكَ، يَلْزَمُ أَنْ يَحْذَرَ ٱلَّذِينَ شَخْصِيَّتُهُمْ قَوِيَّةٌ لِئَلَّا يَتَّكِلُوا عَلَى قُدُرَاتِهِمْ. إِذًا، سَوَاءٌ كَانَتْ شَخْصِيَّتُنَا قَوِيَّةً أَوْ خَجُولَةً، عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ جُهْدَنَا لِنَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ.
كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ شَخْصًا مُتَوَاضِعًا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٦.)d
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ بُولُسَ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٥:١٠؟
٦ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَيَهْوَهُ ٱسْتَخْدَمَهُ لِيُؤَسِّسَ جَمَاعَاتٍ كَثِيرَةً فِي مَدِينَةٍ بَعْدَ أُخْرَى. وَرُبَّمَا حَقَّقَ إِنْجَازَاتٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ رَسُولٍ آخَرَ لِلْمَسِيحِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يُرَفِّعْ نَفْسَهُ عَلَى إِخْوَتِهِ. بَلْ قَالَ بِتَوَاضُعٍ: «أَنَا أَصْغَرُ ٱلرُّسُلِ، وَلَسْتُ جَدِيرًا بِأَنْ أُدْعَى رَسُولًا، لِأَنِّي ٱضْطَهَدْتُ جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ». (١ كو ١٥:٩) ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ عَلَاقَتَهُ ٱلْجَيِّدَةَ بِيَهْوَهَ لَيْسَتْ بِفَضْلِ صِفَاتِهِ وَإِنْجَازَاتِهِ، بَلْ بِفَضْلِ «نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:١٠.) فِعْلًا، رَسَمَ بُولُسُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ، وَخُصُوصًا لِأَنَّ ٱلْبَعْضَ فِي كُورِنْثُوسَ أَرَادُوا أَنْ يُثْبِتُوا أَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْهُ. — ٢ كو ١٠:١٠.
كَارْل كْلَايْن أَخٌ مُتَوَاضِعٌ خَدَمَ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.)
٧ كَيْفَ أَظْهَرَ أَخٌ مَعْرُوفٌ ٱلتَّوَاضُعَ؟
٧ وَقِصَّةُ حَيَاةِ ٱلْأَخِ كَارْل كْلَايْنَ، ٱلَّذِي كَانَ عُضْوًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ، تُشَجِّعُ إِخْوَةً كَثِيرِينَ. فَهُوَ تَكَلَّمَ عَنْ تَحَدِّيَاتٍ عَدِيدَةٍ وَاجَهَهَا عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ. مَثَلًا عَامَ ١٩٢٢، خَدَمَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. لٰكِنَّهُ ٱسْتَصْعَبَ هٰذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ، حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَشْتَرِكْ فِيهِ ثَانِيَةً إِلَّا بَعْدَ سَنَتَيْنِ. لَاحِقًا، خِلَالَ خِدْمَتِهِ فِي بَيْتَ إِيلَ، أَعْطَاهُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ نَصِيحَةً. فَحَقَدَ عَلَيْهِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ. وَبِسَبَبِ ٱلضَّغْطِ وَٱلْهُمُومِ، أُصِيبَ مَرَّةً بِٱنْهِيَارٍ عَصَبِيٍّ. لٰكِنَّ ٱلْأَخَ كَارْل كَانَ لَدَيْهِ أَيْضًا ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْمُهِمَّةِ. فَلَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ مُتَوَاضِعًا جِدًّا كَيْ يَقْبَلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِصَرَاحَةٍ عَنْ ضَعَفَاتِهِ رَغْمَ أَنَّهُ أَخٌ مَعْرُوفٌ. فَلَا نَسْتَغْرِبُ أَنْ يُحِبَّ كَثِيرُونَ قِصَّةَ حَيَاتِهِ.b
لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ؟
٨ كَيْفَ تُظْهِرُ ١ بُطْرُس ٥:٦ أَنَّ ٱلتَّوَاضُعَ يُرْضِي يَهْوَهَ؟
٨ أَهَمُّ سَبَبٍ لِنُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ هُوَ إِرْضَاءُ يَهْوَهَ. وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ. (اقرأ ١ بطرس ٥:٦.) يُعَلِّقُ كِتَابُ «تَعَالَ ٱتْبَعْنِي» عَلَى كَلِمَاتِ بُطْرُسَ قَائِلًا: «إِنَّ ٱلْكِبْرِيَاءَ أَشْبَهُ بِٱلسُّمِّ. فَعَوَاقِبُهَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ وَخِيمَةً. إِنَّهَا صِفَةٌ يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَ أَذْكَى ٱلْأَذْكِيَاءِ بِلَا قِيمَةٍ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ. أَمَّا ٱلتَّوَاضُعُ فَيُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَ حَتَّى ٱلْأَقَلَّ شَأْنًا ذَا قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ . . . سَيُسَرُّ إِلٰهُنَا بِأَنْ يُكَافِئَكَ أَنْتَ أَيْضًا إِذَا كُنْتَ مُتَوَاضِعًا».c وَطَبْعًا، لَا شَيْءَ أَفْضَلُ مِنْ تَفْرِيحِ قَلْبِ يَهْوَهَ. — ام ٢٣:١٥.
٩ كَيْفَ يَجْذِبُ تَوَاضُعُنَا ٱلْآخَرِينَ؟
٩ إِضَافَةً إِلَى إِرْضَاءِ يَهْوَهَ، نَحْصُدُ فَوَائِدَ كَثِيرَةً عِنْدَمَا نَكُونُ مُتَوَاضِعِينَ. فَٱلتَّوَاضُعُ يَجْذِبُ ٱلْآخَرِينَ إِلَيْنَا. لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟ فَكِّرْ: أَيَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ تُحِبُّ أَنْ تُرَافِقَ؟ (مت ٧:١٢) عُمُومًا، لَا أَحَدَ يُحِبُّ رِفْقَةَ ٱلَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى رَأْيِهِمْ وَيَرْفُضُونَ ٱقْتِرَاحَاتِ غَيْرِهِمْ. بِٱلْمُقَابِلِ، نَحْنُ نَفْرَحُ بِرِفْقَةِ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ تَعَاطُفٌ وَمَحَبَّةٌ أَخَوِيَّةٌ وَحَنَانٌ وَتَوَاضُعٌ. (١ بط ٣:٨) وَمِثْلَمَا نَنْجَذِبُ نَحْنُ إِلَى أَشْخَاصٍ كَهٰؤُلَاءِ، هُمْ أَيْضًا يَنْجَذِبُونَ إِلَيْنَا إِنْ كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ.
١٠ كَيْفَ يُسَهِّلُ ٱلتَّوَاضُعُ حَيَاتَنَا؟
١٠ وَٱلتَّوَاضُعُ يُسَهِّلُ حَيَاتَنَا. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ أَحْيَانًا، نَرَى حَوْلَنَا أُمُورًا تَبْدُو غَيْرَ عَادِلَةٍ. كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ: «قَدْ رَأَيْتُ خُدَّامًا عَلَى ٱلْخَيْلِ، وَرُؤَسَاءَ مَاشِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَٱلْخُدَّامِ». (جا ١٠:٧) فَٱلَّذِينَ قُدُرَاتُهُمْ كَبِيرَةٌ لَا يَحْصُلُونَ دَائِمًا عَلَى ٱلتَّقْدِيرِ، وَٱلَّذِينَ قُدُرَاتُهُمْ مَحْدُودَةٌ يَحْصُلُونَ أَحْيَانًا عَلَى تَقْدِيرٍ لَا يَسْتَحِقُّونَهُ. مَعَ ذٰلِكَ، ذَكَرَ سُلَيْمَانُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَتَقَبَّلَ ٱلْوَاقِعَ، بَدَلَ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلظُّلْمِ فِي ٱلْحَيَاةِ. (جا ٦:٩) وَٱلتَّوَاضُعُ يُسَهِّلُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَقَبَّلَ ٱلْوَاقِعَ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ كَمَا نُرِيدُ.
مَتَى نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ خُصُوصًا؟
لِمَ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ فِي ظَرْفٍ كَهٰذَا؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١١-١٢.)e
١١ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ عِنْدَمَا نَنَالُ نَصِيحَةً؟
١١ تُتَاحُ لَنَا كُلَّ يَوْمٍ فُرَصٌ عَدِيدَةٌ كَيْ نُظْهِرَ ٱلتَّوَاضُعَ. إِلَيْكَ ثَلَاثًا مِنْهَا. أَوَّلًا، عِنْدَمَا نَنَالُ نَصِيحَةً. لِنَتَذَكَّرْ أَنَّهُ عِنْدَمَا يَبْذُلُ شَخْصٌ مَا جُهْدًا لِيُقَدِّمَ لَنَا نَصِيحَةً، فَهٰذَا يَعْنِي عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ مَا نَفْعَلُهُ لَيْسَ غَلْطَةً بَسِيطَةً كَمَا نَظُنُّ. لٰكِنَّنَا قَدْ نَمِيلُ فِي ٱلْبِدَايَةِ إِلَى رَفْضِ ٱلنَّصِيحَةِ. أَوْ رُبَّمَا نَنْتَقِدُ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي قَدَّمَهَا أَوْ نَنْزَعِجُ مِنْ أُسْلُوبِهِ. لٰكِنْ إِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ، نَبْذُلُ جُهْدَنَا كَيْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا جَيِّدًا.
١٢ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ٢٧:٥، ٦، لِمَ نُقَدِّرُ مَنْ يُعْطِينَا ٱلنَّصِيحَةَ؟ أَوْضِحْ.
١٢ وَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ يُقَدِّرُ ٱلنَّصِيحَةَ. لِنُوضِحَ ٱلْفِكْرَةَ، تَخَيَّلْ أَنَّكَ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَبَعْدَمَا تَكَلَّمْتَ مَعَ عَدَدٍ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ، يَأْخُذُكَ أَحَدُهُمْ جَانِبًا وَيَقُولُ لَكَ إِنَّ هُنَاكَ طَعَامًا عَلَى أَسْنَانِكَ. لَا شَكَّ أَنَّكَ تَشْعُرُ بِٱلْإِحْرَاجِ. لٰكِنْ أَلَا تُقَدِّرُ مَا فَعَلَهُ؟ حَتَّى إِنَّكَ قَدْ تَتَمَنَّى لَوْ أَخْبَرَكَ أَحَدٌ مِنْ قَبْلُ. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ وَنُقَدِّرَ شَجَاعَةَ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يُعْطِينَا ٱلنَّصِيحَةَ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. وَنَحْنُ نَعْتَبِرُ شَخْصًا كَهٰذَا صَدِيقًا لَا عَدُوًّا. — اقرإ الامثال ٢٧:٥، ٦؛ غل ٤:١٦.
لِمَ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ عِنْدَمَا يَنَالُ ٱلْآخَرُونَ ٱمْتِيَازَاتٍ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٣-١٤.)f
١٣ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّوَاضُعَ عِنْدَمَا يَنَالُ ٱلْآخَرُونَ ٱمْتِيَازَاتٍ؟
١٣ ثَانِيًا، عِنْدَمَا يَنَالُ ٱلْآخَرُونَ ٱمْتِيَازَاتٍ. يَعْتَرِفُ شَيْخٌ ٱسْمُهُ جَايْسِن: «عِنْدَمَا أَرَى ٱلْآخَرِينَ يَنَالُونَ ٱمْتِيَازَاتٍ، أَتَسَاءَلُ أَحْيَانًا لِمَاذَا هُمْ وَلَيْسَ أَنَا». هَلْ تَشْعُرُ مِثْلَ جَايْسِن؟ طَبْعًا، لَيْسَ خَطَأً أَنْ ‹تَبْتَغِيَ› ٱمْتِيَازَاتٍ أَكْثَرَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. (١ تي ٣:١) لٰكِنْ يَلْزَمُ أَنْ تَحْمِيَ تَفْكِيرَكَ، وَإِلَّا فَقَدْ يَنْمُو ٱلتَّكَبُّرُ فِي قَلْبِكَ. مَثَلًا، قَدْ يَظُنُّ أَخٌ أَنَّهُ مُؤَهَّلٌ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ لِتَعْيِينٍ مَا. أَوْ رُبَّمَا تُفَكِّرُ أُخْتٌ: ‹زَوْجِي يَسْتَاهِلُ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ أَكْثَرَ مِنْ فُلَانٍ›. لٰكِنْ إِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ فِعْلًا، نَتَجَنَّبُ هٰذِهِ ٱلرُّوحَ ٱلْمُتَكَبِّرَةَ.
١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ مُوسَى؟
١٤ وَنَحْنُ نَتَعَلَّمُ ٱلْكَثِيرَ مِمَّا فَعَلَهُ مُوسَى عِنْدَمَا نَالَ ٱلْآخَرُونَ ٱمْتِيَازَاتٍ. فَهُوَ قَدَّرَ تَعْيِينَهُ كَقَائِدٍ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ. لٰكِنْ مَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ عِنْدَمَا سَمَحَ يَهْوَهُ لِآخَرِينَ أَنْ يَخْدُمُوا إِلَى جَانِبِهِ؟ لَمْ يَغَرْ مِنْهُمْ. (عد ١١:٢٤-٢٩) وَقَبِلَ أَيْضًا بِتَوَاضُعٍ أَنْ يُسَاعِدَهُ ٱلْبَعْضُ فِي حَلِّ قَضَايَا شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. (خر ١٨:١٣-٢٤) وَهٰذَا كَانَ لِخَيْرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَقْضِي لَهُمْ. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، أَظْهَرَ أَنَّهُ لَمْ يَضَعِ ٱمْتِيَازَاتِهِ قَبْلَ مَصْلَحَةِ غَيْرِهِ. وَمِثَالُ مُوسَى يُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ. فَفِي نَظَرِ يَهْوَهَ، ٱلتَّوَاضُعُ أَهَمُّ مِنَ ٱلْمَقْدِرَاتِ. لِذَا إِنْ أَرَدْنَا أَنْ يَسْتَخْدِمَنَا يَهْوَهُ، يَجِبُ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ. فَمَعَ أَنَّ «يَهْوَهَ عَالٍ»، فَهُوَ «يَرَى ٱلْمُتَوَاضِعَ». — مز ١٣٨:٦.
١٥ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ ظُرُوفُ ٱلْبَعْضِ؟
١٥ وَثَالِثًا، عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُنَا. مُؤَخَّرًا، تَغَيَّرَ تَعْيِينُ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ لَدَيْهِمْ عَشَرَاتُ ٱلسِّنِينَ مِنَ ٱلْخِبْرَةِ. مَثَلًا عَامَ ٢٠١٤، تَوَقَّفَ عَمَلُ نُظَّارِ ٱلْكُوَرِ وَزَوْجَاتِهِمْ وَنَالُوا تَعْيِينَاتٍ أُخْرَى. وَٱبْتِدَاءً مِنْ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، صَارَ نُظَّارُ ٱلدَّوَائِرِ يَتَوَقَّفُونَ عَنْ تَعْيِينِهِمْ عِنْدَمَا يَبْلُغُونَ ٱلـ ٧٠ مِنَ ٱلْعُمْرِ. وَٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلـ ٨٠ أَوْ أَكْثَرَ مَا عَادُوا يَخْدُمُونَ كَمُنَسِّقِينَ لِهَيْئَاتِ ٱلشُّيُوخِ. أَيْضًا فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ، عُيِّنَ ٱلْعَدِيدُ مِنْ أَعْضَاءِ عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ فِي ٱلْحَقْلِ. وَتَوَقَّفَ آخَرُونَ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ، ٱلِٱلْتِزَامَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، أَوْ ظُرُوفٍ أُخْرَى.
١٦ مَاذَا سَاعَدَ إِخْوَتَنَا أَنْ يُظْهِرُوا ٱلتَّوَاضُعَ حِينَ تَغَيَّرَتْ تَعْيِينَاتُهُمْ؟
١٦ دُونَ شَكٍّ، لَمْ تَكُنِ ٱلتَّغْيِيرَاتُ سَهْلَةً عَلَى هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ. فَهُمْ تَعَلَّقُوا بِتَعْيِينَاتِهِمْ، وَخَاصَّةً لِأَنَّ كَثِيرِينَ أَمْضَوْا فِيهَا سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً. لِذَا مَرُّوا بِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْحُزْنِ عِنْدَمَا تَرَكُوهَا. لٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ، تَأَقْلَمُوا مَعَ ٱلتَّغْيِيرِ. فَمَاذَا سَاعَدَهُمْ؟ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى، مَحَبَّتُهُمْ لِلّٰهِ. فَقَدْ عَرَفُوا أَنَّهُمْ مُنْتَذِرُونَ لِيَهْوَهَ، لَا لِعَمَلٍ أَوْ لَقَبٍ أَوْ تَعْيِينٍ مَا. (كو ٣:٢٣) وَهُمْ يَفْرَحُونَ بِٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي خِدْمَتِهِ بِتَوَاضُعٍ مَهْمَا كَانَ تَعْيِينُهُمْ، وَ ‹يُلْقُونَ كُلَّ هَمِّهِمْ عَلَيْهِ› لِأَنَّهُمْ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِهِمْ. — ١ بط ٥:٦، ٧.
١٧ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ؟
١٧ نُقَدِّرُ كَثِيرًا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي تُشَجِّعُنَا أَنْ نُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ. فَإِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ، نَسْتَفِيدُ وَنُفِيدُ غَيْرَنَا، نَتَخَطَّى ٱلصُّعُوبَاتِ، وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّنَا نَقْتَرِبُ مِنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. فَكَمْ نَفْرَحُ لِأَنَّ إِلٰهَنَا «ٱلْعَلِيَّ ٱلْمُرْتَفِعَ» يُقَدِّرُ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ وَيُحِبُّهُمْ كَثِيرًا! — اش ٥٧:١٥.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٤٥ أَفْكَارُ قَلْبِي
a اَلتَّوَاضُعُ هُوَ مِنْ أَهَمِّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُنَمِّيَهَا. فَمَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ؟ وَمَتَى نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ خُصُوصًا؟ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.
b اُنْظُرْ قِصَّةَ حَيَاةِ ٱلْأَخِ كْلَايْن فِي عَدَدِ ١ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ١٩٨٥ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
c اُنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٣، ٱلْفِقْرَةَ ٢٣.
d وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: بُولُسُ فِي بَيْتِ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ يَتَعَامَلُ بِتَوَاضُعٍ مَعَ ٱلْكِبَارِ وَٱلصِّغَارِ.
e وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أَخٌ يَقْبَلُ نَصِيحَةً مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ أَخٍ أَصْغَرَ مِنْهُ.
f وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: اَلْأَخُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا لَا يَغَارُ مِنَ ٱلْأَخِ ٱلْأَصْغَرِ ٱلَّذِي لَدَيْهِ ٱمْتِيَازٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.