الشهادة غير الرسمية في الصيف
١ تقدم فترة الصيف الفرص للشهادة غير الرسمية بطرائق عديدة. فالكثير من الناس يكونون خارج بيوتهم، في الساحات والحدائق العامة حيث يمكننا الاتصال بهم بسهولة. ونجد آخرين في العطلة. وقد نلتقي بهم في وسائل النقل العامة، محطات الوقود، المطاعم، الفنادق، وغيرها. فكيف يمكننا مساعدتهم بالشهادة غير الرسمية؟
٢ يسوع هو مثالنا. وعندما كان يستريح عند بئر يعقوب بالقرب من سوخار بدأ بمحادثة مع امرأة سامرية. لقد بدأ بطلب بسيط جدا: «أَعطيني لاشرب.» فاندهشت وثار فضولها. وكان سؤالها: «كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية.»
٣ اثار يسوع فضولها. ثم قال لها: ‹لو كنت تعلمين من هو الذي يقول لك أَعطيني لاشرب لطلبت انت منه فأعطاك ماء حيا.› وتابع اثارة فضولها بإخبارها عن عائلتها. وبهذه الشهادة غير الرسمية استطاعت ان تصل الى الاستنتاج: «يا سيد ارى أنك نبي.» وأدى ذلك الى شهادة واسعة للسامريين. — يوحنا ٤:١-٤٢.
٤ ماذا يمكننا ان نتعلم من هذا المثال؟ (١) تصرَّف يسوع بشكل طبيعي، وكان وديا. (٢) اثار فضولها بشأنه. (٣) تابع الاهتمام بالمرأة وبالسامريين.
٥ لذلك يكون حسنا التصرف بشكل طبيعي وأن لا يكون المرء رسميا. كونوا وديين عندما تقتربون من شخص ما. وسيكون للتحية الحارة تأثير ايجابي فيه. عاملوه بكرامة. كونوا لطفاء وأظهروا الاحترام في كل الاوقات. أَصغوا بانتباه الى ما لديه ليقوله وتابعوا وفقا لذلك. واذا اصغيتم بانتباه الى ما لدى الشخص الآخر ليقوله فقد تتمكنون من تحديد اهتماماته ومن قول كلمات تثير شهيته الروحية. — امثال ٢٥:١١.
٦ اثار يسوع فضول سامعيه. اذًا، اية مواضيع يمكن ان تثير فضول سامعينا؟ ربما مواضيع تتعلق بالغيب مثل نهاية العالم او اقتراب الجنة او الحياة الابدية على الارض او سعادة كل العائلات او زوال الحدود التي تقسم الجنس البشري او ما شابه ذلك. وقد نجد مناسبا ان لا نعطيهم كل الاجوبة من البداية. اجعلوهم يفكرون لبعض الوقت. وبعدئذ قد يدفعهم جواب الكتاب المقدس الى قبول درس فيه.
٧ واذا كان ذلك ممكنا، يجب ان نحصل على اسم وعنوان الشخص الذي يظهر الاهتمام لكي يجري الاتصال به لاحقا لتنمية الاهتمام. يمكننا مثلا ان نقول له اننا سررنا بالتحدث اليه ونودّ ان نراه مرة اخرى. واذا لم يكن في مقاطعة جماعتنا يمكننا ان نمرر المعلومات اللازمة الى الجماعة حيث يعيش لكي يهتم به شخص ما.
٨ ما هي الاماكن التي يمكننا العمل فيها في الخدمة غير الرسمية؟ اذا كنا متيقظين لانتهاز الفرص، فعندئذ يمكننا ان نشهد تقريبا اينما كان: في السوپرماركت، الحدائق العامة، محطات الوقود، وفي وسائل النقل العامة. وقد وجد كثيرون ان التكلم الى اشخاص وحدهم هو افضل من التكلم الى فريق من الاشخاص. فلا يتدخل احد ويهدم ما نبنيه في حديثنا.
٩ الشهادة لشخص جالس في حديقة او مكان عام: يمكن ان نجلس بجانبه. نبتدئ بقراءة نشرة هل سينجو هذا العالم؟ وبعد دقائق قليلة، قد نقول: «اني اقرأ هذه النشرة التي تطرح سؤالًا هامًّا: هل سينجو هذا العالم؟» وهنا نقول: «كثيرون من الناس يقولون ان نهاية العالم قريبة. ما رأيك انت؟ [نستمع الى الجواب] هل سبق وانتهى عالم من قبل؟ [نستمع الى الجواب] هذه النشرة تجيب عن هذا السؤال. انظر ما هو مكتوب هنا [نقرأ العنوان الفرعي الاول ثم الفقرات الثلاث التالية]. اذًا، انتهى عالم في الماضي في ايام نوح هَلَك فيه الاشرار ونجا الصالحون. هل تعتقد ان امرًا مشابها يمكن ان يحدث في ايامنا الحاضرة؟ [نستمع الى الجواب]» فان كان ايجابيا يمكن ان نثير فضوله قائلين: «هل تريد ان تعرف متى سيحدث ذلك وما هي العلامة التي سنراها؟» نستمع الى الجواب، ثم نتابع: «سررت كثيرا بالتحدث اليك اليوم وأحب ان اراك مرة اخرى وأعطيك جوابا كاملا عن هذا الموضوع. ان الاسفار المقدسة تعطينا تفاصيل كثيرة ودقيقة احب ان أبحثها معك. أترك لك هذه النشرة لتقرأها. وأسجل عنوانك.» وحينما نزور الشخص نتحدث اليه عن العلامة في النشرة ومن هنا ننتقل الى كتاب ان تحيوا.
١٠ او هنا اقتراب آخر. يمكنكم ان تقولوا مع ابتسامة على وجهكم: «صباح الخير. اسمي . احب ان اطرح عليك سؤالا: هل تعتقد انه سيأتي يوم ننتقل فيه بحرية في الارض دون عائق: بدون جوازات سفر وجمارك وتأشيرات دخول وحدود؟ [نستمع الى الجواب] في رأيك الارض ملْك لِمَن؟ [نستمع الى الجواب] هل تعتقد انه قصد اللّٰه ان تكون مجزَّأة؟ [نستمع الى الجواب] الطيور تسافر بكل حرية بدون جوازات سفر. والاسفار المقدسة تشرح انه سيكون في وسعنا ان نفعل ذلك يوما ما مثل الطيور. اريد ان أريك هذا الكتاب يمكنكم ان تحيوا الى الأبد.» نفتح الى الصفحات ١٥٦-١٥٨ ثم نقرأ الفقرتين ٤ و ٥. ونقدم له الكتاب. ثم نحاول ان امكن الحصول على اسمه وعنوانه، ونرتب لزيارة.
١١ عائلة او أم مع أولاد في حديقة او مكان عام: «صباح الخير. من الجميل رؤية الأولاد يلعبون. ما هو عمر ابنك؟ [نستمع الى الجواب] من الصعب تربية الاولاد في هذه الايام. نربيهم في البيت ونعلّمهم المبادئ الجيدة، ولكن بسبب المعاشرات السيئة يتعلمون العكس في المدرسة. ما رأيك؟ [نستمع الى الجواب] لديَّ نشرة فيها نصائح ساعدت كثيرين على تربية اولادهم وأعطت نتائج جيدة. [استعملوا نشرة تمتعوا بالحياة العائلية واقرأوا الفقرة الموجَّهة الى الوالدين في الصفحة ٥] هذه النصائح جيدة لأنها تأتي من مؤسس العائلة. مَن أسس العائلة في رأيك؟ الجواب مذكور هنا [الفقرة ٢ تحت العنوان الفرعي «كيف نشأت العائلة»].» قدموا لهم النشرة خذوا اسمهم وعنوانهم وأعطوهم عنوانكم. ويمكنكم ان تعدوهم بكتاب جعل حياتكم العائلية سعيدة.
١٢ تجلب الشهادة غير الرسمية نتائج جيدة. كتبت أخت اختبارها التالي: «كنت على وشك الركوب في المترو حين لمحتُ على الرصيف امرأة متحجبة تماما بالأسوَد. فشعرتُ بالخوف من التكلم ولكنني كنت اعرف ان يهوه يطلب مني ان اعمل شيئا. فتقدمت منها وأنا أصلّي كي يوجِّه اللّٰه خطواتي. وتذكرتُ اقتراحات الهيئة بخصوص اسم اللّٰه. وكان عدد الكراس الخصوصي عن الاسم الاعظم في حوزتي. وكان يراودني الشعور بأنه من مسؤوليتي ان اتكلم الى هذه المرأة. اقتربت منها شاعرة بالثقة. وسلمت عليها ثم طبقت حرفيا العرض المقترح في خدمتنا للملكوت. وبعد قراءة الفقرة الثانية من الكراس الخصوصي حدَّقَت اليَّ المرأة وفي عينيها بريق خاص وقالت: ‹كل هذا مهم جدا — هل هنالك مكان للاجتماعات؟› فأجبتها: ‹كل يوم أحد من العاشرة حتى الثانية عشرة.› فسألت: ‹من يأتي الى هذه الاجتماعات؟› أجبتها: ‹نساء ورجال وأولاد — عائلات.› فقالت: ‹سآتي هذا الاسبوع مع زوجي.› تبادلنا ارقام الهاتف وأخذنا موعدا بعد ثلاثة ايام. وكما اتفقنا، كانت على الموعد مع زوجها يوم الاحد بعد ٣ أيام. وفي الطريق الى قاعة الملكوت شرحت لي انها اكتشفت اسم اللّٰه، وأن هذا الاسم قد اختفى تقريبا بسبب خرافة يهودية. وحين وصلت الى القاعة، تأثرت من الترحيب الحار حتى قالت لي: ‹كم هو جميل هنا، الكل يعرفون ويحبون بعضهم بعضا.› وبعد الاجتماع كانت تفيض بالفرح. قالت لي: ‹انا هنا منذ حوالي شهرين في فرنسا . . . وهذه اول مرة اشعر فيها بالطمأنينة.› وقبل ان نفترق عرضت عليها البحث في الاسفار القديمة حتى تزيد معرفتها باللّٰه. فقالت: ‹انها موجودة عندي في البيت، لو عرفت لجلبتها معي. كان في نيتي ان أفحصها.› واتصلت بي هاتفيا بعد ثلاثة ايام وقالت لي: ‹عندي شعور وكأنني اعرفك منذ زمن طويل لأنني أعرف ان علاقتنا مؤسسة على محبة اللّٰه.› وحين تذكرت لقاءنا الاول قالت: ‹كان هنالك اناس كثيرون في هذه المحطة ولكنك توجَّهت اليّ. البعض يسمّون ذلك صدفة ولكنني اعرف ان اللّٰه يستجيب صلواتي وأنك رسالة من اللّٰه.› وهكذا بدأنا الدرس البيتي. وقد قال الزوج والزوجة انهما كانا يفتشان عن الحق.»
١٣ فلنستعد لهذه الخدمة ولنصلِّ الى رب الحصاد حتى يوجّه خطواتنا. يقول يسوع: «ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضت للحصاد. والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمرا للحياة الابدية لكي يفرح الزارع والحاصد معا.» (يوحنا ٤:٣٥، ٣٦) فلنطبق ما علَّمنا اياه يسوع في الخدمة غير الرسمية ولنحصل على فرح عظيم في حصاد الايام الاخيرة هذه منجزين اعمالا عظيمة نفرِّح بها قلب يهوه. — يوحنا ١٤:١٢.