مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٢-٨ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | اشعيا ٢٤–٢٨
«يهوه يعتني بشعبه»
يد يهوه ترتفع
٥ مع ان يهوه مخوف في نظر اعدائه، فهو ملجأ للودعاء والمتواضعين الذين يريدون ان يخدموه. ويسعى العتاة الدينيون والسياسيون بكل الوسائل الى كسر ايمان العبّاد الحقيقيين، لكنهم يفشلون لأن ثقة هؤلاء بيهوه مطلقة. وهو في النهاية يُسكِت مقاوميه بسهولة، كما لو انه يغطي شمس الصحراء اللاذعة بغيم او يعترض طريق سيل قوي بحائط. — اقرأوا اشعياء ٢٥:٤، ٥.
استفِد كاملا من تدابير يهوه
٤ وَإِضَافَةً إِلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلَّتِي تُعَدُّ لِفَائِدَةِ شُهُودِ يَهْوَهَ عُمُومًا، نَتَسَلَّمُ مَوَادَّ تَرُوقُ لِفِئَاتٍ مُعَيَّنَةٍ، كَٱلْوَالِدِينَ أَوِ ٱلْأَوْلَادِ. كَمَا أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْمَطْبُوعَةِ أَوِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ عَلَى مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ مُوَجَّهٌ إِلَى غَيْرِ ٱلشُّهُودِ. وَتُؤَكِّدُ هٰذِهِ ٱلْوَفْرَةُ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ أَنَّ يَهْوَهَ يَفِي بِوَعْدِهِ أَنْ يُعِدَّ لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ «مَأْدُبَةً زَاخِرَةً بِٱلْأَطْبَاقِ ٱلدَّسِمَةِ». — اش ٢٥:٦.
يد يهوه ترتفع
‹وليمة لجميع الشعوب›
٦ كالأب المحب، لا يحمي يهوه اولاده فقط بل يطعمهم ايضا، وخصوصا من الناحية الروحية. فبعد تحرير شعبه سنة ١٩١٩، رتّب لهم وليمة نصر، مخزونا وافرا من الطعام الروحي: «يصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجبل وليمة سمائن وليمة خمر على دَردي سمائن مُمِخَّة دَردي مصفّى». — اشعياء ٢٥:٦.
٧ تُقدَّم الوليمة في «جبل» يهوه. فما هو هذا الجبل؟ انه «جبل بيت الرب» الذي تجري اليه كل الامم «في آخر الايام». وهو «جبل قدس» يهوه حيث لا يسوء عبّاده الامناء ولا يفسدون. (اشعياء ٢:٢؛ ١١:٩) وفي مركز العبادة المرفَّع هذا، يقدِّم يهوه وليمته الغنية للاشخاص الامناء. والاطايب الروحية التي تُزوَّد الآن بسخاء جزيل ترمز الى الاطايب الجسدية التي ستُزوَّد حين يصير ملكوت اللّٰه الحكومة الوحيدة السائدة على الجنس البشري. فلن يعود للجوع وجود. «وفُرت الحنطة في البلاد وتموَّجت على رؤوس الجبال». — مزمور ٧٢:٨، ١٦، يج.
«آخر عدو يُباد هو الموت»
١٥ بِحُلُولِ نِهَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَيَكُونُ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ قَدْ تَخَلَّصُوا مِنَ ٱلْعَدُوَّيْنِ ٱللَّذَيْنِ أَنْشَأَهُمَا تَمَرُّدُ آدَمَ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ ٱلْجَمِيعُ، هٰكَذَا أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيحِ سَيُحْيَا ٱلْجَمِيعُ. وَلٰكِنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: اَلْمَسِيحُ ٱلْبَاكُورَةُ، ثُمَّ ٱلَّذِينَ لِلْمَسِيحِ [شُرَكَاؤُهُ فِي ٱلْحُكْمِ] فِي أَثْنَاءِ حُضُورِهِ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ ٱلنِّهَايَةُ، حِينَ يُسَلِّمُ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِلٰهِهِ وَأَبِيهِ، مَتَى أَبَادَ كُلَّ حُكْمٍ وَكُلَّ سُلْطَةٍ وَقُوَّةٍ. فَلَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَمْلِكَ إِلَى أَنْ يَضَعَ ٱللّٰهُ كُلَّ ٱلْأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. آخِرُ عَدُوٍّ يُبَادُ هُوَ ٱلْمَوْتُ». (١ كو ١٥:٢٢-٢٦) نَعَمْ، سَيُقْضَى أَخِيرًا عَلَى ٱلْمَوْتِ ٱلْمَوْرُوثِ مِنْ آدَمَ، فَيُرْفَعُ إِلَى ٱلْأَبَدِ هٰذَا «ٱلْغِطَاءُ» ٱلَّذِي يُطْبِقُ عَلَى كُلِّ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. — اش ٢٥:٧، ٨.
يد يهوه ترتفع
٨ والذين يتناولون الآن من الطعام الروحي المزوَّد من اللّٰه يتمتعون بآمال مجيدة. اصغوا الى كلمات اشعيا التالية. فهو يقول، مشبِّها الخطية والموت بـ «غطاء» او «نقاب» خانق: «يفني [يهوه] في هذا الجبل وجه النقاب. النقاب الذي على كل الشعوب والغطاء المغطى به على كل الامم. يبلع الموت الى الابد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه». — اشعياء ٢٥:٧، ٨ أ.
٩ نعم، لا خطية ولا موت في ما بعد! (كشف ٢١:٣، ٤) والتعيير الكاذب الذي يتحمله خدام يهوه آلاف السنين سيزول هو ايضا. «ينزع عار شعبه عن كل الارض لأن الرب قد تكلم». (اشعياء ٢٥:٨ ب) فكيف سيحدث ذلك؟ سيزيل يهوه مصدر هذا التعيير، الشيطان ونسله. (كشف ٢٠:١-٣) لذلك لا عجب ان يندفع شعب اللّٰه الى الهتاف: «هوذا هذا الهنا انتظرناه فخلَّصَنا. هذا هو الرب انتظرناه. نبتهج ونفرح بخلاصه». — اشعياء ٢٥:٩.
البحث عن جواهر روحية
ساهِم في تجميل فردوسنا الروحي
دَوْرُكَ أَنْتَ فِي تَجْمِيلِ ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلرُّوحِيِّ
١٨ إِنَّهُ لَشَرَفٌ أَنْ يَسْمَحَ لَنَا يَهْوَهُ بِأَنْ نُسَاهِمَ فِي تَجْمِيلِ فِرْدَوْسِنَا ٱلرُّوحِيِّ. وَنُؤَدِّي دَوْرَنَا حِينَ نَقُومُ بِغَيْرَةٍ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. فَكُلَّمَا سَاعَدْنَا شَخْصًا أَنْ يَصِيرَ خَادِمًا لِلّٰهِ، وَسَّعْنَا حُدُودَ هٰذَا ٱلْفِرْدَوْسِ. — اش ٢٦:١٥؛ ٥٤:٢.
يهوه هو «مسكن» لنا
يَهْوَهُ «مَسْكِنٌ» لَنَا فِيمَا تَدْنُو ٱلنِّهَايَةُ
١٥ فِيمَا يُشَارِفُ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ نِهَايَتَهُ، سَتَزْدَادُ آلَامُ «ٱلْمَخَاضِ» حِدَّةً. (مت ٢٤:٧، ٨) وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْأَوْضَاعَ سَتَتَرَدَّى أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. فكُلُّ مَا يُشَكِّلُ عِمَادَ ٱلْحَيَاةِ سَيَنْهَارُ وَٱلنَّاسُ سَيَخْشَوْنَ عَلَى حَيَاتِهِمْ. (حب ٣:١٦، ١٧) وَسَيَدْفَعُهُمُ ٱلْيَأْسُ ٱلْمُطْبِقُ أَنْ يَخْتَبِئُوا «فِي ٱلْمَغَاوِرِ وَفِي صُخُورِ ٱلْجِبَالِ». (رؤ ٦:١٥-١٧) لٰكِنْ لَا ٱلْمَغَاوِرُ ٱلْحَرْفِيَّةُ وَلَا ٱلْمُنَظَّمَاتُ ٱلسِّيَاسِيَّةُ وَٱلتِّجَارِيَّةُ ٱلْمُشَبَّهَةُ بِٱلْجِبَالِ سَتَقْدِرُ أَنْ تُؤَمِّنَ لَهُمُ ٱلْحِمَايَةَ.
١٦ بِٱلْمُقَابِلِ، سَيَظَلُّ شَعْبُ يَهْوَهَ يَنْعَمُونَ بِٱلْأَمَانِ ٱلَّذِي يَمْنَحُهُمْ إِيَّاهُ ‹مَسْكِنُهُمْ›، يَهْوَهُ ٱللّٰهُ. فَكَمَا ذَكَرَ ٱلنَّبِيُّ حَبَقُّوقُ، ‹سَيَبْتَهِجُونَ بِيَهْوَهَ وَيَفْرَحُونَ بِإِلٰهِ خَلَاصِهِمْ›. (حب ٣:١٨) وَكَيْفَ سَيَكُونُ يَهْوَهُ مَسْكِنًا لَهُمْ فِي فَتْرَةِ ٱلِٱضْطِرَابِ هٰذِهِ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَظِرَ لِنَرَى. لٰكِنْ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ هُوَ أَنَّ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ›، مَثَلُهُمْ مَثَلُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَقْتَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ، سَيَبْقَوْنَ مُنَظَّمِينَ وَمُتَيَقِّظِينَ دَائِمًا لِلتَّوُجِيهِ ٱلْإِلٰهِيِّ. (رؤ ٧:٩؛ اِقْرَأْ خروج ١٣:١٨.) وَهٰذَا ٱلتَّوْجِيهُ سَيَأْتِي مِنَ ٱللّٰهِ بِوَاسِطَةِ تَرْتِيبِ ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ. فَبِحَسَبِ ٱلنُّبُوَّةِ فِي إِشَعْيَا، يَبْدُو أَنَّ ‹ٱلْمَخَادِعَ› ٱلَّتِي تُؤَمِّنُ ٱلْحِمَايَةَ تُشِيرُ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلَّتِي تُعَدُّ بِٱلْآلَافِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. (اِقْرَأْ اشعيا ٢٦:٢٠.) فَهَلْ تُقَدِّرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ؟ وَهَلْ تَتَجَاوَبُ فَوْرًا مَعَ ٱلتَّوْجِيهِ ٱلَّذِي يَمْنَحُهُ يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ تَرْتِيبِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ — عب ١٣:١٧.
٩-١٥ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | اشعيا ٢٩–٣٣
«بالبر يملك ملك»
لنحيِّ المسيح، الملك المجيد
١٣ هٰذَا وَإِنَّ ٱلْمَسِيحَ يَرْكَبُ أَيْضًا ‹مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ›. وَٱلْبِرُّ ٱلَّذِي يُحَامِي عَنْهُ ٱلْمَلِكُ هُوَ «بِرُّ ٱللّٰهِ»، أَيْ مَقَايِيسُ يَهْوَهَ لِمَا هُوَ صَوَابٌ وَمَا هُوَ خَطَأٌ. (رو ٣:٢١؛ تث ٣٢:٤) تَنَبَّأَ إِشَعْيَا عَنِ ٱلْمَلِكِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، قَائِلًا: «بِٱلْبِرِّ يَمْلِكُ مَلِكٌ». (اش ٣٢:١) فَمُلْكُ يَسُوعَ سَيَجْلُبُ «سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً» حَيْثُ «يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ». (٢ بط ٣:١٣) فَسَيَكُونُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَعْمَلَ كُلُّ سَاكِنٍ فِي ذَاكَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ. — اش ١١:١-٥.
الملك ورؤساؤه
٧ قال يسوع في نبوته العظمى التي تصف «اختتام نظام الاشياء» الذي تعصف فيه الشدائد: «انظروا ألا ترتعبوا». (متى ٢٤:٣-٨) فلماذا لا يرتعب أتباع يسوع من الاوضاع العالمية الخطرة اليوم؟ احد الاسباب هو ان ‹الرؤساء› — سواء أكانوا ممسوحين أم من ‹الخراف الاخر› — يحمون الرعية بولاء. (يوحنا ١٠:١٦) وهم يعتنون بإخوتهم وأخواتهم بلا خوف، حتى في وجه الفظائع كالحروب العرقية والابادات الجماعية. وفي عالم مُعْيٍ روحيا، يتأكدون ان النفوس الكئيبة تنتعش بالحقائق البناءة الموجودة في كلمة اللّٰه، الكتاب المقدس.
٨ خلال السنوات الـ ٥٠ الماضية، توضَّحت جيدا الامور المتعلقة ‹بالرؤساء›. ‹فالرؤساء› الذين هم من الخراف الاخر يدرَّبون كأعضاء في صف «الرئيس» الذي يتشكّل، وهكذا يكون اشخاص مؤهلون منهم، بعد الضيق العظيم، جاهزين لتلقّي تعيينات الخدمة في مركز اداري في ‹الارض الجديدة›. (حزقيال ٤٤:٢، ٣؛ ٢ بطرس ٣:١٣) وبتزويدهم الارشاد الروحي والانتعاش خلال اخذهم القيادة في خدمة الملكوت، يُثبتون انهم «كظل صخرة عظيمة»، فيجلبون الراحة للرعية في حيّز عبادتها.
الملك ورؤساؤه
الانتباه بواسطة العيون والآذان والقلوب
١٠ وكيف تجاوب الجمع الكثير مع الترتيب الثيوقراطي المزوَّد من يهوه؟ تمضي النبوة قائلة: «لا تحسر عيون الناظرين وآذان السامعين تصغى». (اشعياء ٣٢:٣) على مر السنين، حرص يهوه على تزويد خدامه الاعزاء كل ما يلزم ليتعلموا ويصيروا ناضجين. فمدرسة الخدمة الثيوقراطية والاجتماعات الاخرى في جماعات شهود يهوه حول العالم، المحافل الكورية والقومية والاممية، بالاضافة الى التدريب الخاص الذي يناله ‹الرؤساء› ليعاملوا الرعية بعناية حبية، كلها ساهمت في انشاء معشر اخوة عالمي يضم ملايين الافراد. وحيثما كان هؤلاء الرعاة على الارض، فإن آذانهم مفتوحة لتقبُّل التعديلات في الفهم لكلام الحق التقدمي. وهم مستعدون دائما، بضمائرهم المدرَّبة حسب الكتاب المقدس، ان يسمعوا ويطيعوا. — مزمور ٢٥:١٠.
١١ ثم تحذر النبوة قائلة: «قلوب المتسرعين تفهم علما وألسنة العَيِيِّين [«المتلعثمين»، جد] تبادر الى التكلم فصيحا». (اشعياء ٣٢:٤) فلا يتسرع احد في تكوين استنتاجات خاصة بشأن ما هو صواب وما هو خطأ. يقول الكتاب المقدس: «أرأيتَ انسانا عَجولا في كلامه. الرجاء بالجاهل اكثر من الرجاء به». (امثال ٢٩:٢٠؛ جامعة ٥:٢) حتى شعب يهوه، قبل سنة ١٩١٩، كانوا ملطَّخين بالافكار البابلية. ولكن ابتداءً من تلك السنة، اعطاهم يهوه فهما افضل لمقاصده. وقد وجدوا ان الحقائق التي كشفها لهم غير متسرَّع فيها من جهتهم بل مُتَرَوًّى فيها، وأنهم صاروا يتكلمون بثقة واقتناع، فلا يتلعثمون كما لو انهم غير متأكدين.
البحث عن جواهر روحية
اسمع صوت يهوه اينما كنت
٢ وَٱلْيَوْمَ، يُرْشِدُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ، وَٱلْجَمَاعَةِ. (اع ٩:٣١؛ ١٥:٢٨؛ ٢ تي ٣:١٦، ١٧) وَٱلْإِرْشَادُ ٱلَّذِي نَنَالُهُ مِنْهُ هُوَ فِي غَايَةِ ٱلْوُضُوحِ. فَكَمَا لَوْ أَنَّ ‹أُذُنَيْنَا تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَنَا تَقُولُ: «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا»›. (اش ٣٠:٢١) هٰذَا وَإِنَّنَا نَسْمَعُ صَوْتَ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ ٱلْإِرْشَادِ ٱلَّذِي يَنْقُلُهُ يَسُوعُ، رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ، عَبْرَ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ». (مت ٢٤:٤٥) وَكَمْ هُوَ حَيَوِيٌّ أَنْ نَأْخُذَ هٰذَا ٱلْإِرْشَادَ وَٱلتَّوْجِيهَ عَلَى مَحْمَلِ ٱلْجِدِّ! فَنَيْلُنَا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ يَعْتَمِدُ عَلَى طَاعَتِنَا. — عب ٥:٩.
تكونون «مملكة كهنة»
٤ صَارَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ عِنْدَ جَبَلِ سِينَاءَ سَنَةَ ١٥١٣ قم. وَمِنْ خِلَالِهِ، فُرِزَتْ إِسْرَائِيلُ ٱلْقَدِيمَةُ لِتَكُونَ أُمَّةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُخَتْارَةَ. فَأَصْبَحَ يَهْوَهُ ‹قَاضِيَهُمْ، مُشْتَرِعَهُمْ، وَمَلِكَهُمْ›. (اش ٣٣:٢٢) وَقَدْ كَانَ هَدَفُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى نَقَاوَةِ سُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ حَرَّمَتِ ٱلتَّزَوُّجَ بِٱلْوَثَنِيِّينَ وَمُمَارَسَةَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. — خر ٢٠:٤-٦؛ ٣٤:١٢-١٦.
١٦-٢٢ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | اشعيا ٣٤–٣٧
«مكافأة حزقيا على ايمانه»
ملك يكافأ على ايمانه
ربشاقى يعرض شروطه
٧ يرسل سنحاريب ربشاقى (وهو لقب عسكري لا اسم علم) مع شخصيتَين مرموقتَين اخرَيين الى اورشليم ليطالب باستسلام المدينة. (٢ ملوك ١٨:١٧) ويلاقيهم خارج سور المدينة ثلاثة من ممثِّلي حزقيا، وهم: ألياقيم المشرف على بيت حزقيا، شبنة الكاتب، ويوآخ بن آساف المسجِّل. — اشعياء ٣٦:٢، ٣.
٨ الهدف من مجيء ربشاقى بسيط: اقناع اورشليم بالاستسلام دون معركة. في البداية يصرخ باللغة العبرانية: «ما هو هذا الاتكال الذي اتكلتَه. . . على مَن اتكلت حتى عصيت عليَّ». (اشعياء ٣٦:٤، ٥) ثم يهزأ ربشاقى من اليهود المرتعبين، مذكّرا اياهم انه لا معين لهم البتة. فإلى مَن يلتجئون طلبا للدعم؟ أإلى تلك «القصبة المرضوضة»، مصر؟ (اشعياء ٣٦:٦) في هذا الوقت تشبه مصر فعلا قصبة مرضوضة. فالدولة العالمية السابقة تقع لفترة من الزمن تحت الاحتلال الكوشي؛ وفرعون مصر الحالي، الملك ترهاقة، ليس مصريا بل كوشي. وهو على وشك ان يُهزم على يد اشور. (٢ ملوك ١٩:٨، ٩) وبما ان مصر عاجزة عن انقاذ نفسها، فلن تتمكن من مساعدة يهوذا.
٩ يدّعي ربشاقى الآن ان يهوه لن يحارب عن شعبه لأنه غير راضٍ عنهم. يقول: «إذا قلت لي. على الرب الهنا اتكلنا. أفليس هو الذي ازال حزقيا مرتفعاته ومذابحه». (اشعياء ٣٦:٧) طبعا، لم يرفض اليهودُ يهوه حين دمروا المرتفعات والمذابح في الارض، بل رجعوا اليه.
١٠ ثم يذكّر ربشاقى اليهود بأنه متفوق عليهم جدا من الناحية العسكرية. ويُطلق هذا التحدّي المتعجرف: «أعطيك ألفَي فرس إن استطعت ان تجعل عليها راكبين». (اشعياء ٣٦:٨) ولكن هل كثرة عدد الفرسان المدرَّبين في يهوذا او قلتهم امر مهم حقا؟ كلا، لأن خلاص يهوذا لا يعتمد على التفوق العسكري. وتوضح الامثال ٢١:٣١ الامر بهذه الكلمات: «الفرس معَدّ ليوم الحرب. اما النصرة فمن الرب». وبعد ذلك يدّعي ربشاقى ان بركة يهوه هي على الاشوريين لا على اليهود، وإلا لَما تمكّن الاشوريون، في رأيه، من التوغُّل الى هذا الحد في ارض يهوذا. — اشعياء ٣٦:٩، ١٠.
١١ يقلق ممثِّلو حزقيا بشأن الاثر الذي ستتركه حجج ربشاقى في الاشخاص الذين يمكنهم سماعه من اعلى سور المدينة. فيطلب هؤلاء الرسميون اليهود قائلين: «كلِّم عبيدك بالارامي لأننا نفهمه ولا تكلِّمنا باليهودي في مسامع الشعب الذين على السور». (اشعياء ٣٦:١١) لكنَّ ربشاقى يصرّ على عدم التكلم باللغة الارامية. فهو يريد ان يزرع بذور الشك والخوف في قلب اليهود لكي يستسلموا ولكي تؤخذ اورشليم دون معركة! (اشعياء ٣٦:١٢) لذلك يتكلم الاشوري مجددا «باليهودي». ويحذّر سكان اورشليم قائلا: «لا يخدعكم حزقيا لأنه لا يقدر ان ينقذكم». وبعد ذلك يحاول ان يغوي سامعيه بوصف الحياة التي سينعم بها اليهود تحت الحكم الاشوري: «اعقدوا معي صلحا واخرجوا اليَّ وكلوا كل واحد من جفنته وكل واحد من تينته واشربوا كل واحد ماء بئره حتى آتي وآخذكم الى ارض مثل ارضكم ارض حنطة وخمر ارض خبز وكروم». — اشعياء ٣٦:١٣-١٧.
١٢ لن يتمكن اليهود من حصد ايّ شيء هذه السنة، فالغزو الاشوري منعهم من زرع الارض. ولا بد ان فكرة اكل العنب الكثير العصارة وشرب الماء البارد تروق كثيرا السامعين الواقفين على السور. لكنَّ ربشاقى لم ينتهِ بعدُ من محاولاته إضعاف اليهود.
١٣ ثم يستخدم ربشاقى سلاحا شفهيا آخر يحاجُّ به. فهو يحذر اليهود من تصديق حزقيا اذا قال: «الرب ينقذنا». ويذكّر ربشاقى اليهود بأن آلهة السامرة عجزت عن منع الاحتلال الاشوري للاسباط العشرة. وماذا عن آلهة الامم الاخرى التي احتلتها اشور؟ يسأل ربشاقى: «اين آلهة حماة وأرفاد. اين آلهة سَفَرْوايِم. هل انقذوا السامرة من يدي». — اشعياء ٣٦:١٨-٢٠.
١٤ طبعا، لا يفهم ربشاقى، ذاك العابد للآلهة الباطلة، انه يوجد فرق كبير بين السامرة المرتدة وأورشليم تحت حكم حزقيا. لقد عجزت آلهة السامرة الباطلة عن انقاذ مملكة العشرة اسباط. (٢ ملوك ١٧:٧، ١٧، ١٨) أما اورشليم التي يحكمها حزقيا، فقد رفضت الآلهة الباطلة وعادت تخدم يهوه. لكنَّ ممثِّلي يهوذا الثلاثة لا يحاولون شرح ذلك لربشاقى. «فسكتوا ولم يجيبوا بكلمة لأن امر الملك كان قائلا لا تجيبوه». (اشعياء ٣٦:٢١) ويعود ألياقيم وشبنة ويوآخ الى حزقيا ويقدّمون تقريرا رسميا عن اقوال ربشاقى. — اشعياء ٣٦:٢٢.
ملك يكافأ على ايمانه
حزقيا يتخذ قرارا
١٥ يجب ان يتخذ الملك حزقيا قراره الآن. هل تستسلم اورشليم للاشوريين؟ هل توحّد جهودها مع مصر؟ أم هل تصرّ على موقفها وتحارب؟ ان حزقيا واقع تحت ضغط شديد. فيذهب الى هيكل يهوه فيما يرسل ألياقيمَ وشبنة، مع شيوخ الكهنة، ليسألوا يهوه بواسطة النبي اشعيا. (اشعياء ٣٧:١، ٢) ويقترب مبعوثو الملك، المتغطون بالمسوح، من اشعيا ويقولون: «هذا اليوم يوم شدة وتأديب وإهانة. . . لعل الرب الهك يسمع كلام ربشاقى الذي ارسله ملك اشور سيده ليعيِّر الاله الحي فيوبِّخ على الكلام الذي سمعه الرب الهك». (اشعياء ٣٧:٣-٥) نعم، يتحدى الاشوريون الاله الحي! فهل يسمع يهوه استهزاءاتهم؟ يؤكد يهوه للشعب اليهودي بواسطة اشعيا: «لا تخف بسبب الكلام الذي سمعتَه الذي جدَّف عليَّ به غلمان ملك اشور. هأنذا اجعل فيه روحا فيسمع خبرا ويرجع الى ارضه وأُسقطه بالسيف في ارضه». — اشعياء ٣٧:٦، ٧.
١٦ في هذا الوقت يُستدعى ربشاقى ليبقى الى جانب سنحاريب فيما يشنّ هذا الملك حربه على لِبنة. فسيتعامل سنحاريب مع اورشليم لاحقا. (اشعياء ٣٧:٨) لكنَّ رحيل ربشاقى لا يخفف الضغط على حزقيا. فسنحاريب يبعث برسائل تهديد تصف ما سيحلّ بسكان اورشليم اذا رفضوا الاستسلام: «انك قد سمعت ما فعل ملوك اشور بجميع الاراضي لتحريمها وهل تنجو انت. هل انقذ آلهة الامم هؤلاء الذين اهلكهم آبائي. . . اين ملك حماة وملك ارفاد وملك مدينة سَفَرْوايِم وهَيْنَع وعِوَّا». (اشعياء ٣٧:٩-١٣) فهذا الاشوري يقول ان المقاومة عمل غير منطقي، لأنها ستزيد الامور سوءا!
١٧ حزقيا قلِقٌ جدا بشأن عواقب القرار الذي يجب ان يتخذه، لذلك ينشر رسائل سنحاريب امام يهوه في الهيكل. (اشعياء ٣٧:١٤) وبصلاة قلبية يتوسل الى يهوه ان يسمع تهديدات هذا الاشوري، ويختتم صلاته بهذه الكلمات: «والآن ايها الرب الهنا خلِّصنا من يده فتعلم ممالك الارض كلها انك انت الرب وحدك». (اشعياء ٣٧:١٥-٢٠) يتضح من هذا الكلام ان اهتمام حزقيا في المقام الاول ليس خلاصه، ولكنه قلق بشأن التعيير الذي سيتكوَّم على اسم يهوه اذا اخذت اشور اورشليم.
ملك يكافأ على ايمانه
١٨ يجيب يهوه حزقيا عن صلاته بواسطة اشعيا. فلا يجب ان تستسلم اورشليم لأشور، بل يجب ان تصمد. وكما لو ان الكلام موجَّه الى سنحاريب، يتفوَّه اشعيا بجرأة برسالة يهوه لهذا الاشوري: «احتقرَتْكَ استهزأت بك العذراء ابنة صهيون. نحوك أنغضَت ابنة اورشليم رأسها [باستهزاء]». (اشعياء ٣٧:٢١، ٢٢) ثم يضيف يهوه ما معناه: ‹مَن انت لتعيِّر قدوس اسرائيل؟ انا عالم بأعمالك. فعندك طموحات كبيرة، وتتباهى كثيرا بنفسك. لقد اتكلت على قوتك العسكرية واحتللت اراضي كثيرة. ولكن لا تظن انك لا تُقهر. فسأحبط كل خططك وأنتصر عليك. ثم سأفعل بك ما فعلتَه بالآخرين. فسأضع خزامة في انفك وأردك الى اشور!›. — اشعياء ٣٧:٢٣-٢٩.
«هذه لك العلامة»
١٩ ماذا يضمن لحزقيا ان نبوة اشعيا ستتم؟ يجيب يهوه: «هذه لك العلامة. تأكلون هذه السنة زِرِّيعا وفي السنة الثانية خِلفة [«ما ينبت من ذاته»، عج] وأما السنة الثالثة ففيها تزرعون وتحصدون وتغرسون كروما وتأكلون اثمارها». (اشعياء ٣٧:٣٠) سيؤمِّن يهوه الطعام لليهود المحاصَرين. ومع انهم عاجزون عن زرع البذار بسبب الاحتلال الاشوري، فسيأكلون من الزِّرِّيع، وهو ما ينبت في الارض مما سقط فيها من الحَبّ ايام الحصاد. وفي السنة التالية، التي هي سنة سبت، يجب ان يتركوا حقولهم ترتاح رغم وضعهم الصعب. (خروج ٢٣:١١) ويهوه يعد انه اذا سمع الشعب لصوته، ستُنبت الحقول ما يكفي لإطعامهم. وبعد ذلك، في السنة التالية، سيزرعون البذار كالعادة ويفرحون بثمار عملهم.
٢٠ يشبِّه يهوه الآن شعبه بنبتة يصعب اقتلاعها: «الناجون من بيت يهوذا. . . يتأصلون الى اسفل ويصنعون ثمرا الى ما فوق». (اشعياء ٣٧:٣١، ٣٢) نعم، فلا داعي ان يخاف المتكلون على يهوه، لأنهم ونسلهم سيبقون مترسِّخين في الارض.
٢١ وماذا عن التهديدات التي يوجِّهها الاشوري الى اورشليم؟ يجيب يهوه: «لا يدخل هذه المدينة ولا يرمي هناك سهما ولا يتقدم عليها بترس ولا يقيم عليها مترسة. في الطريق الذي جاء فيه يرجع وإلى هذه المدينة لا يدخل». (اشعياء ٣٧:٣٣، ٣٤) فلن تقع معركة بين اشور وأورشليم. والغريب في الامر ان الاشوريين، لا اليهود، سينهزمون دون قتال.
٢٢ ويهوه، التزاما منه بكلمته، يرسل ملاكا يضرب صفوة جنود سنحاريب، اي ٠٠٠,١٨٥ رجل. ويحدث ذلك كما يَظهر في لِبنة، ويستيقظ سنحاريب ليجد قواده ورؤساءه وجبابرة جيشه امواتا. فيعود ذليلا الى نينوى، ولكن رغم هزيمته الفظيعة، يبقى متعبدا لإلهه الباطل نسروخ. وبعد سنوات، فيما هو ساجد في معبد نسروخ، يغتاله ابناه. ومرة اخرى يعجز نسروخ العديم الحياة عن الانقاذ. — اشعياء ٣٧:٣٥-٣٨.
البحث عن جواهر روحية
لنتبع مسلك «القداسة في خوف اللّٰه»
‹تكون هناك طريق تدعى طريق القداسة›
انبأ يهوه بعودة شعبه المسبي في بابل الى ارضهم. وقد تضمنت نبوة الرد الضمانة التالية: «تكون هناك طريق رئيسية، طريق تدعى طريق القداسة». (اش ٣٥:٨أ) وتظهر هذه الكلمات ان يهوه لم يهيئ فقط الطريق ليعود اليهود الى ارضهم، بل أكّد لهم حمايته على طول الطريق.
لنتبع مسلك «القداسة في خوف اللّٰه»
«لا يعبر فيها نجس»
سنة ٥٣٧ قم، كان على اليهود العائدين الى ارضهم ان يبلغوا مطلبا مهما. تذكر اشعيا ٣٥:٨ب بخصوص المؤهلين للسير في «طريق القداسة»: «لا يعبر فيها نجس. إنما هي للسالك في تلك الطريق، ولا يجول فيها حمقى». فبما ان القصد من عودة اليهود الى اورشليم كان ردّ العبادة النقية، لم يكن بين العائدين مكان لذوي الدوافع الانانية، او للذين لا يحترمون الامور المقدسة، او للنجسين روحيا. فكان على العائدين ان يحافظوا على مقاييس يهوه الادبية الرفيعة. على نحو مماثل، يلزم ان يبلغ الراغبون في حيازة رضى اللّٰه اليوم المطلب نفسه. فعليهم اتّباع مسلك «القداسة في خوف اللّٰه». (٢ كو ٧:١) فأية ممارسات نجسة يجب ان نتجنبها؟
نقاط بارزة من سفر اشعيا — الجزء ٢
دروس لنا:
٣٦:٢، ٣، ٢٢. مع ان شبنا طُرد من مركزه كوكيل، فقد سُمح له ان يستمر في خدمة الملك ككاتب ديوان عند الوكيل الذي حل محله. (اشعيا ٢٢:١٥، ١٩) على نحو مماثل، اذا خسرنا مركز مسؤولية في هيئة يهوه لسبب ما، أفلا ينبغي ان نستمر في خدمة اللّٰه مهما كان الدور الذي يسمح لنا يهوه ان نقوم به؟
٢٣-٢٩ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | اشعيا ٣٨–٤٢
«يهوه يعطي المتعَب قوة»
«عزُّوا شعبي»
«مَن خلق هذه»
٢٣ هنالك ايضا سبب آخر يدفع المسبيين اليهود الى التشجُّع. فالواعد بالانقاذ هو خالق كل الاشياء ومصدر كل طاقة دينامية. ولكي يشدِّد يهوه على قدرته الهائلة، يلفت الانتباه الى قوته الظاهرة في الخليقة: «بمَن تشبِّهونني فأساويه يقول القدوس. ارفعوا الى العلاء عيونكم وانظروا مَن خلق هذه. مَن الذي يُخرج بعددٍ جندها يدعو كلها بأسماء. لكثرة القوة [«الطاقة الدينامية»، عج] وكونه شديد القدرة لا يُفقد احد». — اشعياء ٤٠:٢٥، ٢٦.
٢٤ يتكلم قدوس اسرائيل عن نفسه. وليُظهر يهوه ان لا احد مساوٍ له، يوجِّه الانتباه الى نجوم السموات. وكالقائد العسكري الذي يأمر جنده بالاصطفاف، يتحكم يهوه في النجوم. وإذا اراد ان يحشد هذا الجند ليستعرضه، ‹لا يكون احد مفقودا›. ومع ان عدد النجوم هائل، يدعو كل واحد باسم، سواء أكان اسما علما او لقبا مميزا. وكالجند الممتثل للاوامر، تبقى النجوم في مكانها وتلازم ترتيبها لأن قائدها كثير «الطاقة الدينامية» و «شديد القدرة». لذلك لا مبرِّر لعدم الثقة من جهة المسبيين اليهود. فالخالق، الذي يأمر النجوم، قادر ان يدعم خدامه.
٢٥ ومَن يمكنه ان يتجاهل الدعوة الالهية المسجلة في اشعياء ٤٠:٢٦: «ارفعوا الى العلاء عيونكم»؟! فبفضل اكتشافات الفلكيين العصريين صارت السموات المرصَّعة بالنجوم تثير الرهبة والاعجاب اكثر منها في ايام اشعيا. فالفلكيون الذين يرصدون السموات بمقاريبهم الضخمة يقدّرون ان الكون المرئي يشتمل على ١٢٥ بليون مجرة. وواحدة منها فقط — مجرة درب التبَّانة — تشتمل على اكثر من ١٠٠ بليون نجم حسب بعض التقديرات! ومعرفة هذه الامور ينبغي ان تولّد في قلوبنا توقيرا لخالقنا وثقة تامة بكلمة وعده.
«عزُّوا شعبي»
٢٧ يسجّل اشعيا كلمات يهوه التي تصف مشاعر المسبيين في بابل، البعيدين مئات الكيلومترات عن موطنهم. فالبعض يعتقدون ان الههم لا يرى او لا يعرف ‹طريقهم›، اي مسلك حياتهم الشاق. ويعتقدون ان يهوه لا يبالي بالمظالم التي يعانونها. فيجري تذكيرهم بأمور يعرفونها دون شك، إن لم يكن بالتجربة الشخصية فعلى الاقل من المعلومات التي نُقلت اليهم. فيهوه قادر على انقاذ شعبه، ويريد ان ينقذهم. فهو الاله السرمدي وخالق كل الارض. ولا يزال يملك القوة التي استخدمها في الخلق، ولا يعسر عليه شيء، فكم بالحري قهر بابل الجبارة. وهذا الاله لا يمكن ان يتعب ويخذل شعبه. انما ينبغي ألا يتوقعوا ادراك اعمال يهوه كاملا، لأن فهمه — او بصيرته وتمييزه وإدراكه — يفوق قدرتهم على الاستيعاب.
«عزُّوا شعبي»
٢٩ عندما يتحدث يهوه عن الحاجة الى اعطاء المعيي قدرة، ربما يفكر في الرحلة الشاقة التي يلزم ان يقوم بها المسبيون ليعودوا الى موطنهم. ويذكّر يهوه شعبه ان مساعدة المتعَبين الذين يعتمدون عليه ليساعدهم هي احدى ميزاته. حتى «الغلمان» و «الفتيان» — الاكثر حركة ونشاطا بين البشر — قد يغلبهم التعب ويتعثرون من الاعياء. لكنَّ يهوه يعد بأن يعطي القوة — القوة المتجددة للركض والسير — للذين يثقون به. وبما ان العُقاب يبقى احيانا عدة ساعات يحلّق دون بذل جهد يُذكر، يُستخدم تحليق هذا الطائر القوي كمَثل للطريقة التي يساعد بها يهوه خدامه. فلا سبب لييأس المسبيون اليهود الذين ينتظرون هذا الدعم الالهي.
٣٠ هذه الآيات الختامية لسفر اشعياء الاصحاح ٤٠ تتضمن كلمات تعزّي المسيحيين الحقيقيين العائشين في الايام الاخيرة لهذا النظام الشرير. فنظرا الى وجود الكثير من الضغوط والمشاكل التي تثبِّط العزائم، نتعزى حين نعرف ان الهنا لا يتجاهل المشقات التي نواجهها والمظالم التي نعانيها. ولنكن على ثقة من ان خالق كل الاشياء، الذي «لفهمه لا احصاء»، سيعالج كل المظالم في وقته وعلى طريقته. (مزمور ١٤٧:٥، ٦) وحتى ذلك الوقت، لسنا مضطرين الى تحمل المشقات وحدنا. فيهوه، الذي لا تنضب قواه، سيمنح خدامه القدرة — «القدرة التي تفوق ما هو عادي» — في اوقات المحنة. — ٢ كورنثوس ٤:٧.
٣١ فكروا في اليهود الاسرى في بابل في القرن السادس قبل الميلاد. فعلى بُعد مئات الكيلومترات كانت مدينتهم المحبوبة، اورشليم، خربة وهيكلها مدمَّرا. لقد احتوت نبوة اشعيا بالنسبة اليهم وعدا معزيا بالنور والرجاء، اذ سيردّهم يهوه الى موطنهم! وفي سنة ٥٣٧ قم، قاد يهوه شعبه الى موطنهم، مُظهرا انه متمِّم المواعيد. وبإمكاننا نحن ايضا ان نثق ثقة مطلقة بيهوه. فوعود ملكوته، المعبَّر عنها بأسلوب رائع في نبوة اشعيا، ستتحقق دون شك. وهذه فعلا بشارة — رسالة نور لكل الجنس البشري!
البحث عن جواهر روحية
«اللّٰه محبة»
١٧ قال حزقيا ليهوه في ترنيمة شكر مؤثرة نظمها بعدما استُبقي حيا اثر مرض مميت: «طرحتَ وراء ظهرك كل خطاياي». (اشعياء ٣٨:١٧، امالة الحروف لنا) فيهوه يصوَّر هنا وكأنه يأخذ خطايا فاعل الاثم التائب ويطرحها وراءه بحيث لا يعود يراها ولا يعيرها اهتماما. وبحسب احد المراجع، يمكن التعبير عن الفكرة على هذا الشكل: «جعلتَ [خطاياي] تبدو وكأنها لم تحدث قط». أفَلا يجعلنا ذلك نشعر بالاطمئنان؟
اقتدِ بتواضع يسوع وحنانه
١٣ إِنَّ قَلْبَ يَسُوعَ ٱلْمَلِيءَ بِٱلْحَنَانِ دَفَعَهُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ فِي كَلَامِهِ مَعَ ٱلنَّاسِ، وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَظْلُومِينَ مِنْهُمْ. لِذٰلِكَ طَبَّقَ ٱلرَّسُولُ مَتَّى عَلَيْهِ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلْقَائِلَةَ: «قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَكْسِرُ، وَفَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ». (اش ٤٢:٣؛ مت ١٢:٢٠) فَقَدْ كَانَ كَلَامُهُ يَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِ مَنْ هُمْ مِثْلُ قَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةِ سِرَاجٍ عَلَى وَشْكِ أَنْ تَنْطَفِئَ. كَمَا كَرَزَ بِرِسَالَةِ رَجَاءٍ ‹لِيَعْصِبَ مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ›. (اش ٦١:١) وَدَعَا «ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ» أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ، وَطَمْأَنَهُمْ أَنَّهُمْ ‹سَيَجِدُونَ ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِهِمْ›. (مت ١١:٢٨-٣٠) وَأَكَّدَ لِأَتْبَاعِهِ أَنَّ ٱللّٰهَ يَهْتَمُّ بِحَنَانٍ بِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ عُبَّادِهِ، بِمَنْ فِيهِمِ «ٱلصِّغَارُ» ٱلَّذِينَ لَا يُبَالِي ٱلْعَالَمُ بِهِمْ. — مت ١٨:١٢-١٤؛ لو ١٢:٦، ٧.
٣٠ كانون الثاني (يناير)–٥ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | اشعيا ٤٣–٤٦
«يهوه إله النبوة الصادقة»
الاله الحقيقي ينبئ بالإنقاذ
٢٢ لا يجرؤ العرّافون عادةً على تحديد التفاصيل بدقة خوفا من ان يثبت مرور الزمن انهم على خطإ. وبالتباين، يكشف يهوه بواسطة اشعيا اسم الرجل الذي سيستخدمه ليحرّر شعبه من الاسر حتى يعودوا الى ارضهم ويعيدوا بناء اورشليم والهيكل. واسم هذا الرجل كورش، ويُعرف بكورش الكبير ملك فارس. كما ان يهوه يذكر تفاصيل الاستراتيجية التي سيستخدمها كورش ليخترق نظام بابل الدفاعي الضخم والمتقن. صحيح ان بابل ستكون محميَّة بأسوار عالية ومجارٍ مائية تخرق المدينة وتلتفّ حولها. لكنَّ كورش سيستغل العنصر البارز في هذا النظام الدفاعي — نهر الفرات — لمصلحته. فبحسب المؤرخَين القديمَين هيرودوتُس وزينوفون، قام كورش بتحويل مجرى الفرات قبل ان يصل الى بابل، وهكذا انخفض مستوى النهر بحيث صار بإمكان جنوده ان يخوضوا الماء. لقد نشف نهر الفرات العظيم بحيث عجز عن حماية بابل.
٢٣ وماذا عن الوعد بأن كورش سيطلق سراح شعب اللّٰه ويحرص ان يُعاد بناء اورشليم وهيكلها؟ يعلن كورش نفسه، في بلاغ رسمي محفوظ في الكتاب المقدس: «هكذا قال كورش ملك فارس. جميع ممالك الارض دفعها لي الرب اله السماء وهو اوصاني ان ابني له بيتا في اورشليم التي في يهوذا. مَن منكم من كل شعبه ليكن الهه معه ويصعد الى اورشليم التي في يهوذا فيبني بيت الرب اله اسرائيل. هو الاله. الذي في اورشليم». (عزرا ١:٢، ٣) وبهذا يتم كلام يهوه بواسطة اشعيا بحذافيره!
يهوه — «اله بار ومخلّص»
٤ يتحدث يهوه، بواسطة اشعيا، الى كورش كما لو انه حيّ، مع ان كورش لم يكن قد وُلد بعدُ في ايام اشعيا. (روما ٤:١٧) وبما ان يهوه عيَّن كورش مسبقا ليقوم بمهمة محددة، يمكن القول عن كورش انه «مسيح» اللّٰه. وبتوجيه الهي سيدوس امما، مضعِفا قوة الملوك وجاعلا اياهم عاجزين عن المقاومة. وبعد ذلك، حين يهاجم كورش بابل، سيحرص يهوه على ان تكون ابواب المدينة مفتوحة، وهكذا لن تفيد شيئا — كما لو انها محطمة. وسيسير امام كورش، ممهِّدا كل العوائق في طريقه. ثم سيجتاح جيش كورش المدينة ويستولي على ‹كنوزها›، ثرواتها المخزونة في سراديبها المظلمة. هذا ما ينبئ به اشعيا؟ فهل تتحقق كلماته؟
٥ في سنة ٥٣٩ قم — بعد نحو ٢٠٠ سنة من تسجيل اشعيا لهذه النبوة — وصل كورش بالفعل الى اسوار بابل ليهاجم المدينة. (ارميا ٥١:١١، ١٢) لكنَّ ذلك لم يقلق البابليين. فقد شعروا بأن مدينتهم لا تُقهر. فأسوارها العالية تشمخ فوق خنادق عميقة مليئة بالماء من نهر الفرات، الذي يشكّل جزءا من نظام المدينة الدفاعي. ولأكثر من مئة سنة، لم يتمكن ايّ عدو من احتلال المدينة بهجوم مباغت! وحاكم بابل المقيم فيها، بيلشاصر، يشعر بالامان حتى انه يعدّ وليمة ليتمتع مع شخصيات البلاط. (دانيال ٥:١) وفي تلك الليلة، ليلة ٥/٦ تشرين الاول (اكتوبر)، ينفّذ كورش خطة عسكرية بارعة.
٦ فإلى الشمال من بابل، كان مهندسو كورش قد شقّوا مسربا في ضفة نهر الفرات، محوِّلين مياهه بحيث لا تعود تجري جنوبا نحو المدينة. ولا يمضي وقت طويل حتى ينخفض منسوب مياه النهر في بابل وحولها بشكل يسمح لجنود كورش بخوض مجرى النهر والتوجّه نحو قلب المدينة. (اشعياء ٤٤:٢٧؛ ارميا ٥٠:٣٨) والمدهش ان البوابات على طول النهر مفتوحة، كما انبأ اشعيا. فتدخل قوات كورش بابل، تحتل القصر، وتقتل الملك بيلشاصر. (دانيال ٥:٣٠) وهكذا يتمّ الاجتياح في ليلة واحدة. ها قد سقطت بابل، وتمَّت النبوة بحذافيرها.
يهوه — «اله بار ومخلّص»
لماذا سيدعم يهوه كورش
٨ بعد ان يذكر يهوه مَن سيغزو بابل وكيف سيحصل ذلك، يمضي موضحا احد الاسباب التي من اجلها ستُمنح الغلبة لكورش. فيقول يهوه، وهو يتكلم نبويا الى كورش، انه «لكي تعرف اني انا الرب الذي يدعوك باسمك اله اسرائيل». (اشعياء ٤٥:٣ب) من المناسب ان يعرف حاكم الدولة العالمية الرابعة في تاريخ الكتاب المقدس ان الفضل في اعظم انتصاراته يعود الى دعم مَن هو اعظم منه — يهوه، المتسلط الكوني. وينبغي ان يعترف كورش ان مَن يدعوه، او يفوِّضه، هو يهوه اله اسرائيل. ويُظهر سجل الكتاب المقدس ان كورش اعترف فعلا بأن انتصاره العظيم اتى من يهوه. — عزرا ١:٢، ٣.
٩ يوضح يهوه السبب الثاني لجلبه كورش ليغزو بابل: «لأجل عبدي يعقوب وإسرائيل مختاري دعوتُك باسمك. لقبتُك وأنت لست تعرفني». (اشعياء ٤٥:٤) ان انتصار كورش على بابل انجاز عظيم. فهو يسم سقوط دولة عالمية وارتقاء اخرى، ويترك اثره في التاريخ على مدى اجيال. لكنَّ سكان الامم المحيطة، الذين يراقبون باهتمام بالغ ما يحدث، سيندهشون على الارجح حين يعلمون ان كل ذلك يحدث من اجل آلاف قليلة من المسبيين «العديمي الشأن»: اليهود، المتحدرين من يعقوب. لكنَّ هؤلاء الباقين من امة اسرائيل القديمة ليسوا ابدا عديمي الشأن في نظر يهوه. فهم ‹عبده›. وهم شعبه ‹المختار› من بين كل امم الارض. ومع ان كورش لم يكن يعرف يهوه، فقد جعله يهوه مسيحه ليقلب المدينة التي رفضت اطلاق اسراها. فليس قصد اللّٰه ان يبقى شعبه المختار الى الابد في ارض اجنبية.
١٠ هنالك ايضا سبب ثالث بالغ الاهمية يجعل يهوه يستخدم كورش ليقلب بابل. يقول يهوه: «انا الرب وليس آخر. لا اله سواي. نطَّقتك وأنت لم تعرفني. لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مغربها ان ليس غيري. انا الرب وليس آخر». (اشعياء ٤٥:٥، ٦) نعم، فسقوط الدولة العالمية البابلية هو دليل ساطع على ألوهية يهوه، وبرهان للجميع انه هو وحده يستحق العبادة. وبما ان شعب اللّٰه قد أُطلق سراحه، فسيعترف افراد من امم كثيرة — من الشرق الى الغرب — ان يهوه هو الاله الحقيقي الوحيد. — ملاخي ١:١١.
البحث عن جواهر روحية
«الشعب الذي إلهه يهوه»
أُمَّةٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ
١٤ فِي حِينِ عَبَدَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلٰهَهُمْ يَهْوَهَ، عَبَدَتِ ٱلْأُمَمُ ٱلْأُخْرَى آلِهَتَهَا ٱلْخَاصَّةَ بِهَا. فَنَشَأَ سُؤَالٌ مُهِمٌّ: مَنْ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟ وَفِي أَيَّامِ إِشَعْيَا، قَالَ يَهْوَهُ إِنَّ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ يُجَابُ عَنْهُ كَمَا تُبَتُّ ٱلدَّعْوَى فِي مَحْكَمَةٍ. فَقَدْ دَعَا آلِهَةَ ٱلْأُمَمِ أَنْ يَأْتُوا بِشُهُودٍ يُؤَكِّدُونَ أُلُوهِيَّتَهُمْ، قَائِلًا: «لِتَجْتَمِعْ كُلُّ ٱلْأُمَمِ مَعًا، وَلْتَحْتَشِدِ ٱلشُّعُوبُ. مَنْ مِنْهُمْ [أَيْ مِنْ آلِهَتِهِمْ] يُخْبِرُ بِهٰذَا؟ وَهَلْ يُسْمِعُونَنَا بِٱلْأَوَّلِيَّاتِ؟ لِيُقَدِّمُوا شُهُودَهُمْ حَتَّى يَتَبَرَّرُوا، أَوْ لِيَسْمَعُوا وَيَقُولُوا: ‹هٰذَا حَقٌّ!›». — اش ٤٣:٩.
١٥ عَجِزَتْ آلِهَةُ ٱلْأُمَمِ عَنْ تَقْدِيمِ أَيِّ دَلِيلٍ عَلَى أُلُوهِيَّتِهَا. فَقَدْ كَانَتْ مُجَرَّدَ أَصْنَامٍ غَيْرِ قَادِرَةٍ عَلَى ٱلْكَلَامِ وَبِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يَنْقُلُهَا مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ. (اش ٤٦:٥-٧) أَمَّا يَهْوَهُ فَقَالَ لِشَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ: «أَنْتُمْ شُهُودِي . . . وَخَادِمِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي، وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا أَنَا. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلٰهٌ، وَبَعْدِي لَا يَكُونُ. أَنَا أَنَا يَهْوَهُ، وَلَا مُخَلِّصَ غَيْرِي . . . أَنْتُمْ شُهُودِي . . . وَأَنَا ٱللّٰهُ». — اش ٤٣:١٠-١٢.
١٦ فَكَشُهُودٍ فِي دَعْوَى قَضَائِيَّةٍ، حَظِيَ شَعْبُ ٱللّٰهِ بِشَرَفِ ٱلشَّهَادَةِ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلْوَحِيدُ. وَقَدْ دَعَاهُمُ «ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي جَبَلْتُهُ لِنَفْسِي، لِيُحَدِّثُوا بِتَسْبِيحِي». (اش ٤٣:٢١) فَكَانُوا ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي حَمَلَ ٱسْمَهُ. وَبِمَا أَنَّهُ فَدَاهُمْ مِنْ مِصْرَ، كَانَ مِنْ وَاجِبِهِمْ أَنْ يُدَافِعُوا عَنْ سُلْطَانِهِ أَمَامَ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى وَيَتَّخِذُوا ٱلْمَوْقِفَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ ٱلنَّبِيُّ مِيخَا لَاحِقًا لِشَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ، قَائِلًا: «إِنَّ جَمِيعَ ٱلشُّعُوبِ يَسِيرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِٱسْمِ إِلٰهِهِ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسِيرُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ». — مي ٤:٥.
«انتم شهودي»!
٢٤ ولكن لاحظوا ان الرحمة الالهية لن يُعرب عنها لمجرد ان اسرائيل ندمت، بل لأجل يهوه. نعم، فاسمه مشمول بالامر. فإذا ترك اسرائيل مسبيَّة الى الابد، عيَّر الناظرون اسمه. (مزمور ٧٩:٩؛ حزقيال ٢٠:٨-١٠) واليوم ايضا، يحتل خلاص البشر المرتبة الثانية بعد تقديس اسم يهوه وتبرئة سلطانه. لكنَّ يهوه يحب الذين يقبلون تأديبه دون تحفُّظ ويعبدونه بالروح والحق. وهو يعرب عن محبته لهؤلاء — سواء أكانوا ممسوحين ام من الخراف الاخر — بمحو تعدّياتهم على اساس ذبيحة يسوع المسيح. — يوحنا ٣:١٦؛ ٤:٢٣، ٢٤.