مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٦-١٢ آب (اغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ١٧–١٨
«كن شاكرا»
(لوقا ١٧:١١-١٤) وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، مَرَّ فِي وَسَطِ ٱلسَّامِرَةِ وَٱلْجَلِيلِ. ١٢ وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى إِحْدَى ٱلْقُرَى، لَاقَاهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ، إِلَّا أَنَّهُمْ وَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ. ١٣ وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ قَائِلِينَ: «يَا يَسُوعُ، يَا مُعَلِّمُ، ٱرْحَمْنَا!». ١٤ فَلَمَّا أَبْصَرَهُمْ قَالَ لَهُمْ: «اِذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ». وَفِيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ طَهُرُوا.
عجدر لو ١٧:١٢، ١٤، «الملاحظات»
عشرة رجال برص: يتضح ان البُرص في زمن الكتاب المقدس كانوا يتجمعون معا او يعيشون في مجموعات، ما يتيح لهم ان يساعدوا بعضهم بعضا. (٢ مل ٧:٣-٥) وقد طلبت شريعة اللّٰه ان يسكن الابرص في عزلة عن الناس. وكان عليه ايضا ان يحذِّر الآخرين من وجوده مناديا: «نجس، نجس!». (لا ١٣:٤٥، ٤٦) وانسجاما مع الشريعة، حين اتى البرص الى يسوع ليطلبوا منه ان يشفيهم، وقفوا من بعيد.
أروا انفسكم للكهنة: حين كان يسوع المسيح على الارض، خضع للشريعة واعترف ان ترتيب الكهنوت الهاروني ما زال ساري المفعول. وهذا ظهر عندما طلب من البرص الذين شفاهم ان يذهبوا ويُروا انفسهم للكهنة. (مت ٨:٤؛ مر ١:٤٤) فبحسب الشريعة الموسوية، لزم ان يتأكد الكاهن من شفاء الابرص. بعد ذلك، وجب ان يذهب الابرص الذي شُفي الى الهيكل ويقدِّم القرابين المطلوبة. — لا ١٤:٢-٣٢.
(لوقا ١٧:١٥، ١٦) وَإِنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ، لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، عَادَ وَهُوَ يُمَجِّدُ ٱللّٰهَ بِصَوْتٍ عَالٍ. ١٦ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ يَشْكُرُهُ، وَكَانَ سَامِرِيًّا.
(لوقا ١٧:١٧، ١٨) فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَمَا طَهُرَ ٱلْعَشَرَةُ؟ فَأَيْنَ ٱلتِّسْعَةُ ٱلْآخَرُونَ؟ ١٨ أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَعُودُ لِيُعْطِيَ مَجْدًا لِلّٰهِ سِوَى هٰذَا ٱلَّذِي مِنْ أُمَّةٍ أُخْرَى؟».
لمَ ينبغي ان نكون شاكرين؟
فهل عذر يسوع البرص الذين لم يعبّروا عن شكرهم؟ تتابع الرواية: «اجاب يسوع وقال: ‹اما طهر العشرة؟ فأين التسعة الآخرون؟ ألم يوجد من يعود ليعطي مجدا للّٰه سوى هذا الذي من امة اخرى؟›». — لوقا ١٧:١٧، ١٨.
لم يكن البرص التسعة اشرارا. فكانوا قد اعربوا علنا عن الايمان بيسوع المسيح وأطاعوا عن طيب خاطر ارشاده ان يذهبوا الى اورشليم ويُروا انفسهم للكهنة. لكنهم لم يعبّروا له عن شكرهم، رغم انهم شعروا دون شك بتقدير عميق للعمل اللطيف الذي قام به. وقد خيّب تصرفهم امله. فماذا عنا؟ اذا احسن احد معاملتنا، فهل نسارع الى شكره شفهيا، او ربما بإرسال بطاقة شكر او بأية طريقة اخرى مناسبة؟
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ١٧:٧-١٠) «مَنْ مِنْكُمْ لَهُ عَبْدٌ يَحْرُثُ أَوْ يَرْعَى، يَقُولُ لَهُ مَتَى دَخَلَ مِنَ ٱلْحَقْلِ: ‹تَعَالَ فِي ٱلْحَالِ وَٱتَّكِئْ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ›؟ ٨ أَلَا يَقُولُ لَهُ بِٱلْأَحْرَى: ‹أَعِدَّ لِي مَا أَتَعَشَّى، وَٱتَّزِرْ وَٱخْدُمْنِي حَتَّى إِذَا مَا فَرَغْتُ مِنْ أَكْلٍ وَشُرْبٍ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَبُ›؟ ٩ أَيَشْعُرُ بِأَنَّ لِلْعَبْدِ فَضْلًا عَلَيْهِ لِأَنَّهُ فَعَلَ مَا أُوكِلَ إِلَيْهِ؟ ١٠ هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُوكِلَ إِلَيْكُمْ، فَقُولُوا: ‹نَحْنُ عَبِيدٌ لَا نَصْلُحُ لِشَيْءٍ. قَدْ فَعَلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ›».
عجدر لو ١٧:١٠، «الملاحظات»
لا نصلح لشيء: حرفيا «دون نفع؛ بلا قيمة». لم يقصد يسوع من هذا المثل ان العبيد، اي تلاميذه، يجب ان يعتبروا انفسهم دون نفع او بلا قيمة. فبحسب السياق، ان عبارة «لا نصلح لشيء» تحمل الفكرة ان ينظر العبيد الى انفسهم نظرة احتشام، وألا يعتبروا انهم يستحقون مدحا خصوصيا او ان يُنسب الفضل اليهم. ويرى بعض العلماء ان هذه العبارة هي نوع من الغلوّ وتعني «نحن مجرد عبيد لا نستحق اهتماما خصوصيا».
(لوقا ١٨:٨) أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُجْرِي لَهُمُ ٱلْعَدْلَ سَرِيعًا. وَلٰكِنْ مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ، فَهَلْ يَجِدُ ٱلْإِيمَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟».
عجدر لو ١٨:٨، «الملاحظات»
الايمان: او «هذا النوع من الايمان». ان استعمال اداة التعريف باللغة اليونانية قبل كلمة «ايمان» يدل ان يسوع لم يكن يشير الى الايمان عامة، بل الى نوع محدَّد من الايمان، مثل ايمان الارملة في مثله. (لو ١٨:١-٨) وهذا يشمل الايمان بقوة الصلاة وبأن اللّٰه سيُجري العدل لمختاريه. ومن الواضح ان يسوع لم يجاوب عن السؤال المتعلق بالايمان لأنه اراد ان يدفع تلاميذه الى فحص ايمانهم. وكان مناسبا ان يعطي يسوع هذا المثل الذي يشدد على الصلاة والايمان لأنه كان قبل قليل يخبر تلاميذه عن الامتحانات التي سيواجهونها. — لو ١٧:٢٢-٣٧.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ١٨:٢٤-٤٣) فَنَظَرَ يَسُوعُ إِلَيْهِ وَقَالَ: «مَا أَصْعَبَ دُخُولَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ عَلَى ذَوِي ٱلْمَالِ! ٢٥ فَإِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةِ ٱلْخِيَاطَةِ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». ٢٦ فَقَالَ ٱلسَّامِعُونَ: «وَمَنْ عَسَاهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟». ٢٧ فَقَالَ: «إِنَّ ٱلْمُسْتَحِيلَ عِنْدَ ٱلنَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ». ٢٨ أَمَّا بُطْرُسُ فَقَالَ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا مَا لَنَا وَتَبِعْنَاكَ». ٢٩ فَقَالَ لَهُمْ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ زَوْجَةً أَوْ إِخْوَةً أَوْ وَالِدَيْنِ أَوْ أَوْلَادًا لِأَجْلِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٣٠ إِلَّا وَيَنَالُ أَضْعَافًا فِي هٰذَا ٱلزَّمَانِ، وَفِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً».
٣١ ثُمَّ أَخَذَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ وَقَالَ لَهُمْ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِٱلْأَنْبِيَاءِ عَنِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ. ٣٢ فَسَيُسَلَّمُ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ وَيُهْزَأُ بِهِ وَيُهَانُ وَيُسَاءُ إِلَيْهِ وَيُبْصَقُ عَلَيْهِ، ٣٣ وَبَعْدَ أَنْ يَجْلِدُوهُ يَقْتُلُونَهُ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ». ٣٤ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا مَعْنَى شَيْءٍ مِنْ هٰذَا، بَلْ كَانَ هٰذَا ٱلْقَوْلُ مُخْفًى عَنْهُمْ، وَلَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مَا يُقَالُ.
٣٥ وَلَمَّا ٱقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا، كَانَ أَعْمَى جَالِسًا بِجَانِبِ ٱلطَّرِيقِ يَتَسَوَّلُ. ٣٦ فَإِذْ سَمِعَ جَمْعًا مُجْتَازًا، أَخَذَ يَسْتَعْلِمُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا. ٣٧ فَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ مَارٌّ!». ٣٨ عِنْدَئِذٍ صَرَخَ قَائِلًا: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ، ٱرْحَمْنِي!». ٣٩ فَأَمَرَهُ ٱلْمُتَقَدِّمُونَ بِلَهْجَةٍ شَدِيدَةٍ أَنْ يَلْزَمَ ٱلصَّمْتَ، لٰكِنَّهُ ٱسْتَمَرَّ يَصِيحُ أَكْثَرَ كَثِيرًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ، ٱرْحَمْنِي!». ٤٠ فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِهِ إِلَيْهِ. وَلَمَّا ٱقْتَرَبَ سَأَلَهُ يَسُوعُ: ٤١ «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ لَكَ؟». فَقَالَ: «يَا رَبُّ، رُدَّ لِي بَصَرِي». ٤٢ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اِسْتَرِدَّ بَصَرَكَ، إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». ٤٣ وَفِي ٱلْحَالِ ٱسْتَرَدَّ بَصَرَهُ وَتَبِعَهُ، وَهُوَ يُمَجِّدُ ٱللّٰهَ. وَلَمَّا رَأَى كُلُّ ٱلشَّعْبِ ذٰلِكَ، سَبَّحُوا ٱللّٰهَ.
١٣-١٩ آب (اغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ١٩–٢٠
«تعلَّم من مثل الأمْناء العشرة»
(لوقا ١٩:١٢، ١٣) فَقَالَ: «إِنْسَانٌ شَرِيفُ ٱلنَّسَبِ سَافَرَ إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ لِيُحْرِزَ سُلْطَةً مَلَكِيَّةً لِنَفْسِهِ وَيَعُودَ. ١٣ فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ، وَقَالَ لَهُمْ: ‹تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ›.
مثل الأمْناء العشرة
يَرْوِي: «إِنْسَانٌ شَرِيفُ ٱلنَّسَبِ سَافَرَ إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ لِيُحْرِزَ سُلْطَةً مَلَكِيَّةً لِنَفْسِهِ وَيَعُودَ». (لوقا ١٩:١٢) لَا شَكَّ أَنَّ رِحْلَةً كَهٰذِهِ تَسْتَغْرِقُ وَقْتًا طَوِيلًا. وَيَسُوعُ هُوَ ‹ٱلْإِنْسَانُ ٱلشَّرِيفُ ٱلنَّسَبِ› ٱلَّذِي يُسَافِرُ إِلَى «أَرْضٍ بَعِيدَةٍ»، أَيْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، حَيْثُ سَيُقَلِّدُهُ أَبُوهُ سُلْطَةً مَلَكِيَّةً.
يُكْمِلُ ٱلْمَثَلُ أَنَّ ‹ٱلْإِنْسَانَ ٱلشَّرِيفَ ٱلنَّسَبِ› يَدْعُو قَبْلَ مُغَادَرَتِهِ عَشَرَةً مِنْ عَبِيدِهِ وَيُعْطِي كُلًّا مِنْهُمْ مَنًا مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَيُوصِيهِمْ: «تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ». (لوقا ١٩:١٣) وَٱلْأَمْنَاءُ ٱلْفِضِّيَّةُ قِطَعٌ نَقْدِيَّةٌ قَيِّمَةٌ. فَٱلْمَنَا ٱلْوَاحِدُ يُعَادِلُ أَجْرَ ٱلْمُزَارِعِ لِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ.
يُدْرِكُ ٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّهُمْ مِثْلُ هٰؤُلَاءِ ٱلْعَبِيدِ ٱلْعَشَرَةِ. فَقَدْ سَبَقَ يَسُوعُ وَشَبَّهَهُمْ بِعُمَّالِ ٱلْحَصَادِ. (متى ٩:٣٥-٣٨) لٰكِنَّهُ حَتْمًا لَمْ يَطْلُبْ مِنْهُمْ حَصَادًا مِنَ ٱلْحُبُوبِ، بَلْ مَزِيدًا مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ سَيَدْخُلُونَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَسْتَثْمِرُوا كُلَّ إِمْكَانَاتِهِمْ وَمَوَارِدِهِمْ فِي تَجْمِيعِ عَدَدٍ أَكْبَرَ مِنْ وَرَثَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.
(لوقا ١٩:١٦-١٩) فَحَضَرَ ٱلْأَوَّلُ قَائِلًا: ‹يَا رَبُّ، مَنَاكَ رَبِحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ›. ١٧ فَقَالَ لَهُ: ‹أَحْسَنْتَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ! لِأَنَّكَ كُنْتَ أَمِينًا فِي أَمْرٍ صَغِيرٍ جِدًّا، فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَةٌ عَلَى عَشْرِ مُدُنٍ›. ١٨ وَجَاءَ ٱلثَّانِي قَائِلًا: ‹مَنَاكَ، يَا رَبُّ، عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ›. ١٩ فَقَالَ لِهٰذَا أَيْضًا: ‹وَأَنْتَ كُنْ عَلَى خَمْسِ مُدُنٍ›.
مثل الأمْناء العشرة
فَإِذَا أَحْسَنَ ٱلتَّلَامِيذُ، عَلَى غِرَارِ ٱلْعَبْدَيْنِ، ٱسْتِخْدَامَ مَا لَدَيْهِمْ لِجَمْعِ ٱلْمَزِيدِ مِنْ وَرَثَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، فَمَا مِنْ شِكٍّ أَنَّ يَسُوعَ سَيُسَرُّ بِعَمَلِهِمْ وَيُكَافِئُهُمْ عَلَى ٱجْتِهَادِهِمْ. طَبْعًا، تَتَفَاوَتُ ظُرُوفُ تَلَامِيذِ يَسُوعَ وَمَقْدِرَاتُهُمْ وَٱلْفُرَصُ ٱلْمُتَاحَةُ أَمَامَهُمْ. لٰكِنَّ يَسُوعَ ٱلَّذِي يَتَسَلَّمُ «سُلْطَةً مَلَكِيَّةً» سَيُلَاحِظُ جُهُودَهُمْ وَوَلَاءَهُمْ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ وَيُغْدِقُ عَلَيْهِمِ ٱلْبَرَكَاتِ. — متى ٢٨:١٩، ٢٠.
(لوقا ١٩:٢٠-٢٤) وَلٰكِنْ جَاءَ آخَرُ قَائِلًا: ‹يَا رَبُّ، هُوَذَا مَنَاكَ ٱلَّذِي أَبْقَيْتُهُ مَوْضُوعًا جَانِبًا فِي مِنْدِيلٍ. ٢١ فَإِنِّي خِفْتُ مِنْكَ، لِأَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ، تَأْخُذُ مَا لَمْ تُودِعْ وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ›. ٢٢ فَقَالَ لَهُ: ‹مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ. عَرَفْتَ أَنِّي إِنْسَانٌ قَاسٍ، آخُذُ مَا لَمْ أُودِعْ وَأَحْصُدُ مَا لَمْ أَزْرَعْ؟ ٢٣ إِذًا لِمَاذَا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي فِي مَصْرِفٍ؟ فَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ أَسْتَرِدُّهَا مَعَ فَائِدَةٍ›. ٢٤ «عِنْدَئِذٍ قَالَ لِلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ: ‹خُذُوا ٱلْمَنَا مِنْهُ وَأَعْطُوهُ لِلَّذِي عِنْدَهُ ٱلْعَشَرَةُ ٱلْأَمْنَاءُ›.
مثل الأمْناء العشرة
لَقَدْ تَكَبَّدَ هٰذَا ٱلْعَبْدُ ٱلْخَسَارَةَ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ عَلَى زِيَادَةِ ٱلثَّرْوَةِ فِي مَمْلَكَةِ سَيِّدِهِ. وَفِي هٰذَا تَحْذِيرٌ لِلرُّسُلِ. فَبِمَا أَنَّهُمْ يَتَرَقَّبُونَ حُكْمَ يَسُوعَ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، يُفْتَرَضُ أَنْ يَسْتَخْلِصُوا ٱلرِّسَالَةَ ٱلتَّالِيَةَ: إِنْ لَمْ يَجْتَهِدُوا فَلَنْ يَدْخُلُوا ٱلْمَلَكُوتَ.
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ١٩:٤٣) لِأَنَّهُ سَتَأْتِي عَلَيْكِ أَيَّامٌ يَبْنِي حَوْلَكِ أَعْدَاؤُكِ مِتْرَسَةً مِنَ ٱلْأَخْشَابِ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ، وَيُضَيِّقُونَ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ،
عجدر لو ١٩:٤٣، «الملاحظات»
مترسة من الاخشاب: او «سياج من اوتاد خشبية». ان الكلمة اليونانية خاراكس لا ترد في الاسفار اليونانية المسيحية الا في هذه الآية. وتُعرَّف بأنها «دعامة او عمود خشبي مسنَّن يُستخدم لتسييج مكان معيَّن؛ خشبة» وأيضا «تجهيز عسكري من الاخشاب؛ سياج من اوتاد خشبية». وقد تمت كلمات يسوع سنة ٧٠ بم حين بنى الرومان حول اورشليم بقيادة تيطس سور حصار، او سياجا من اوتاد خشبية. وكان لدى تيطس ثلاثة اهداف: منع اليهود من الهرب، حملهم على الاستسلام، وإخضاع السكان عن طريق التجويع. ومن اجل تأمين المواد لبناء هذه المترسة حول اورشليم، جرَّد الجنود الرومان محيط اورشليم من الاشجار.
(لوقا ٢٠:٣٨) فَهُوَ لَيْسَ إِلٰهَ أَمْوَاتٍ، بَلْ أَحْيَاءٍ، لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا أَحْيَاءٌ فِي نَظَرِهِ».
عجدر لو ٢٠:٣٨، «الملاحظات»
لأنهم جميعا احياء في نظره: يُظهر الكتاب المقدس ان الاحياء البعيدين عن اللّٰه هم اموات في نظره. (اف ٢:١؛ ١ تي ٥:٦) بالمقابل، ان خدام اللّٰه الذين يموتون امناء يبقون احياء في نظره لأن وعده بالقيامة سيتحقق بالتأكيد. — رو ٤:١٦، ١٧.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ١٩:١١-٢٧) وَبَيْنَمَا هُمْ يَسْمَعُونَ هٰذَا، قَالَ أَيْضًا مَثَلًا، لِأَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَمْلَكَةَ ٱللّٰهِ سَتَظْهَرُ فِي ٱلْحَالِ. ١٢ فَقَالَ: «إِنْسَانٌ شَرِيفُ ٱلنَّسَبِ سَافَرَ إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ لِيُحْرِزَ سُلْطَةً مَلَكِيَّةً لِنَفْسِهِ وَيَعُودَ. ١٣ فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ، وَقَالَ لَهُمْ: ‹تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ›. ١٤ وَلٰكِنَّ مُوَاطِنِيهِ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ، فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ وَفْدًا مِنَ ٱلسُّفَرَاءِ يَقُولُونَ: ‹لَا نُرِيدُ أَنْ يَمْلِكَ هٰذَا عَلَيْنَا›. ١٥ «وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَحْرَزَ ٱلسُّلْطَةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ، أَمَرَ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ هٰؤُلَاءِ ٱلْعَبِيدُ ٱلَّذِينَ أَعْطَاهُمُ ٱلْفِضَّةَ، لِيَتَحَقَّقَ مِمَّا رَبِحُوا بِٱلتِّجَارَةِ. ١٦ فَحَضَرَ ٱلْأَوَّلُ قَائِلًا: ‹يَا رَبُّ، مَنَاكَ رَبِحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ›. ١٧ فَقَالَ لَهُ: ‹أَحْسَنْتَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ! لِأَنَّكَ كُنْتَ أَمِينًا فِي أَمْرٍ صَغِيرٍ جِدًّا، فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَةٌ عَلَى عَشْرِ مُدُنٍ›. ١٨ وَجَاءَ ٱلثَّانِي قَائِلًا: ‹مَنَاكَ، يَا رَبُّ، عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ›. ١٩ فَقَالَ لِهٰذَا أَيْضًا: ‹وَأَنْتَ كُنْ عَلَى خَمْسِ مُدُنٍ›. ٢٠ وَلٰكِنْ جَاءَ آخَرُ قَائِلًا: ‹يَا رَبُّ، هُوَذَا مَنَاكَ ٱلَّذِي أَبْقَيْتُهُ مَوْضُوعًا جَانِبًا فِي مِنْدِيلٍ. ٢١ فَإِنِّي خِفْتُ مِنْكَ، لِأَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ، تَأْخُذُ مَا لَمْ تُودِعْ وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ›. ٢٢ فَقَالَ لَهُ: ‹مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ. عَرَفْتَ أَنِّي إِنْسَانٌ قَاسٍ، آخُذُ مَا لَمْ أُودِعْ وَأَحْصُدُ مَا لَمْ أَزْرَعْ؟ ٢٣ إِذًا لِمَاذَا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي فِي مَصْرِفٍ؟ فَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ أَسْتَرِدُّهَا مَعَ فَائِدَةٍ›. ٢٤ «عِنْدَئِذٍ قَالَ لِلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ: ‹خُذُوا ٱلْمَنَا مِنْهُ وَأَعْطُوهُ لِلَّذِي عِنْدَهُ ٱلْعَشَرَةُ ٱلْأَمْنَاءُ›. ٢٥ أَمَّا هُمْ فَقَالُوا: ‹يَا رَبُّ، عِنْدَهُ عَشَرَةُ أَمْنَاءٍ!›. فَأَجَابَ: ٢٦ ‹أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنْ عِنْدَهُ يُعْطَى ٱلْمَزِيدَ. وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ، فَحَتَّى مَا هُوَ عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. ٢٧ وَأَعْدَائِي هٰؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، أَحْضِرُوهُمْ إِلَى هُنَا وَٱذْبَحُوهُمْ أَمَامِي›».
٢٠-٢٦ آب (اغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ٢١–٢٢
«نجاتكم تقترب»
(لوقا ٢١:٢٥) «وَتَكُونُ آيَاتٌ فِي ٱلشَّمْسِ وَٱلْقَمَرِ وَٱلنُّجُومِ، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ لَا تَدْرِي أَيْنَ ٱلْمَنْفَذُ بِسَبَبِ عَجِيجِ ٱلْبَحْرِ وَهَيَجَانِهِ،
ملكوت اللّٰه يقضي على اعدائه
٩ اَلظَّوَاهِرُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ. أَنْبَأَ يَسُوعُ: «تُظْلِمُ ٱلشَّمْسُ، وَلَا يُعْطِي ٱلْقَمَرُ نُورَهُ، وَتَسْقُطُ ٱلنُّجُومُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ». طَبْعًا لَنْ يَعْتَبِرَ أَحَدٌ فِي مَا بَعْدُ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ أَنْوَارًا يَسْتَرْشِدُونَ بِهَا. وَلٰكِنْ هَلْ قَصَدَ يَسُوعُ بِكَلِمَاتِهِ أَيْضًا ظَوَاهِرَ خَارِقَةً تُرَى فِعْلِيًّا فِي ٱلسَّمَاءِ؟ يَجُوزُ ذٰلِكَ. (اش ١٣:٩-١١؛ يوء ٢:١، ٣٠، ٣١) وَمَاذَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ حِينَ يَرَوْنَ إِتْمَامَ هٰذِهِ ٱلْآيَةِ؟ سَيَسْتَوْلِي عَلَيْهِمْ «كَرْبٌ» إِذْ ‹لَا يَدْرُونَ أَيْنَ ٱلْمَنْفَذُ›. (لو ٢١:٢٥؛ صف ١:١٧) فَأَعْدَاءُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ جَمِيعًا، مِنَ ‹ٱلْمُلُوكِ إِلَى ٱلْعَبِيدِ›، «يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلْخَوْفِ وَتَرَقُّبِ مَا يَأْتِي» وَيَفِرُّونَ طَلَبًا لِلسُّتْرَةِ. غَيْرَ أَنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا أَيَّ مَخْبَإٍ قَادِرٍ أَنْ يَقِيَهِمْ مِنْ سُخْطِ مَلِكِنَا. — لو ٢١:٢٦؛ ٢٣:٣٠؛ رؤ ٦:١٥-١٧.
(لوقا ٢١:٢٦) فِي حِينِ أَنَّ ٱلنَّاسَ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلْخَوْفِ وَتَرَقُّبِ مَا يَأْتِي عَلَى ٱلْمَسْكُونَةِ، لِأَنَّ قُوَّاتِ ٱلسَّمٰوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.
(لوقا ٢١:٢٧، ٢٨) ثُمَّ يَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ. ٢٨ وَلٰكِنْ مَتَى ٱبْتَدَأَتْ هٰذِهِ تَكُونُ، فَٱنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».
لنصمِّم ان ‹تستمر فينا المحبة الاخوية›
١٧ ‹تَشَجَّعُوا جِدًّا›. (اقرإ العبرانيين ١٣:٦.) إِنَّ ثِقَتَنَا بِيَهْوَهَ تُوَلِّدُ فِينَا ٱلشَّجَاعَةَ لِمُجَابَهَةِ شَتَّى ٱلتَّحَدِّيَاتِ. وَٱلشَّجَاعَةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَطَلَّعَ إِلَى ٱلْأُمُورِ بِإِيجَابِيَّةٍ. وَهٰذِهِ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْإِيجَابِيَّةُ فِي ٱلْحَيَاةِ تُسَهِّلُ عَلَيْنَا بِدَوْرِهَا أَنْ نُشَجِّعَ رُفَقَاءَنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ وَنَدْعَمَهُمْ، مُعَبِّرِينَ عَنْ مَحَبَّتِنَا ٱلْأَخَوِيَّةِ لَهُمْ. (١ تس ٥:١٤، ١٥) كَذٰلِكَ عِنْدَمَا يُوَاجِهُ ٱلْعَالَمُ أَحْلَكَ لَحَظَاتِهِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، ‹سَنَنْتَصِبُ وَنَرْفَعُ رُؤُوسَنَا› بِشَجَاعَةٍ عَالِمِينَ أَنَّ خَلَاصَنَا قَرِيبٌ. — لو ٢١:٢٥-٢٨.
«نجاتكم تقترب»!
١٣ وَكَيْفَ سَيَتَصَرَّفُ ٱلْجِدَاءُ حِينَ يُدْرِكُونَ أَنَّ مَصِيرَهُمْ هُوَ ‹ٱلْقَطْعُ ٱلْأَبَدِيُّ›؟ ‹سَيَلْطِمُونَ صُدُورَهُمْ نَائِحِينَ›. (مت ٢٤:٣٠) وَمَاذَا عَنِ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلَّذِينَ يَدْعَمُونَهُمْ؟ سَيَعْمَلُونَ بِكَلِمَاتِ يَسُوعَ: «مَتَى ٱبْتَدَأَتْ هٰذِهِ تَكُونُ، فَٱنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ». (لو ٢١:٢٨) فَإِيمَانًا مِنْهُمْ بِيَهْوَهَ وَٱبْنِهِ، سَيَكُونُونَ عَلَى ثِقَةٍ تَامَّةٍ مِنْ نَجَاتِهِمْ.
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ٢١:٣٣) اَلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ تَزُولَانِ، أَمَّا كَلَامِي فَلَا يَزُولُ أَبَدًا.
عجدر لو ٢١:٣٣، «الملاحظات»
السماء والارض تزولان: تُظهر آيات اخرى ان السماء والارض ستبقيان الى الابد. (تك ٩:١٦؛ مز ١٠٤:٥؛ جا ١:٤) وعليه فإن كلمات يسوع هنا يمكن ان تكون نوعا من الغلوّ يعني انه حتى لو حصل المستحيل وزالت السماء والارض بالفعل، فإن كلمات يسوع ستتحقق بالتأكيد. (قارن مت ٥:١٨.) ولكن هناك احتمال ان تشير السماء والارض هنا الى السموات والارض المجازية التي تُدعى في رؤ ٢١:١ «السماء الاولى والارض الاولى».
كلامي . . . لا يزول ابدا: او «كلامي . . . لا يزول بالتأكيد». ان استعمال اداتَي نفي باليونانية الى جانب الفعل يؤكد ان فكرة معيَّنة غير واردة اطلاقا، وهذا يشدِّد ان كلام يسوع سيبقى ثابتا.
(لوقا ٢٢:٢٨-٣٠) «إِنَّمَا أَنْتُمْ مَنِ ٱلْتَصَقَ بِي فِي مِحَنِي، ٢٩ وَأَنَا أَصْنَعُ مَعَكُمْ عَهْدًا لِمَلَكُوتٍ، كَمَا صَنَعَ أَبِي عَهْدًا مَعِي، ٣٠ لِكَيْ تَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى عُرُوشٍ لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.
تكونون «مملكة كهنة»
١٥ بَعْدَمَا أَسَّسَ يَسُوعُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ، قَطَعَ عَهْدًا مَعَ تَلَامِيذِهِ ٱلْأُمَنَاءِ يُسَمَّى عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ. (اقرأ لوقا ٢٢:٢٨-٣٠.) وَبِخِلَافِ ٱلْعُهُودِ ٱلْأُخْرَى، لَيْسَ يَهْوَهُ أَحَدَ طَرَفَيْ هٰذَا ٱلْعَهْدِ لِأَنَّهُ عَهْدٌ بَيْنَ يَسُوعَ وَأَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. وَعِنْدَمَا قَالَ يَسُوعُ: «كَمَا صَنَعَ أَبِي عَهْدًا مَعِي»، كَانَ عَلَى مَا يَتَّضِحُ يُلَمِّحُ إِلَى ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ مَعَهُ لِيَكُونَ ‹كَاهِنًا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ›. — عب ٥:٥، ٦.
١٦ كَانَ رُسُلُ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْـ ١١ قَدِ ‹ٱلْتَصَقُوا بِهِ فِي مِحَنِهِ›. فَقَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ مُؤَكِّدًا لَهُمْ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَيَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوشٍ لِيَحْكُمُوا كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ. إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ لَيْسَ حُكْرًا عَلَى أُولٰئِكَ ٱلْـ ١١. فَقَدْ ظَهَرَ يَسُوعُ ٱلْمُمَجَّدُ لِلرَّسُولِ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا وَقَالَ: «مَنْ يَغْلِبْ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي عَلَى عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَرْشِهِ». (رؤ ٣:٢١) بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، فَإِنَّ عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ هُوَ بَيْنَ يَسُوعَ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَالِغِ عَدَدُهُمْ ٠٠٠,١٤٤. (رؤ ٥:٩، ١٠؛ ٧:٤) وَهُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي يُشَكِّلُ أَسَاسًا قَانُونِيًّا لِيَحْكُمُوا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَهُمْ بِذٰلِكَ يُشْبِهُونَ عَرُوسًا مِنْ عَائِلَةٍ نَبِيلَةٍ ٱخْتِيرَتْ لِتَتَزَوَّجَ بِمَلِكٍ. فَهِيَ لَنْ تَصِيرَ قَادِرَةً عَلَى مُشَارَكَتِهِ سُلْطَتَهُ إِلَّا بَعْدَ ٱقْتِرَانِهَا بِهِ. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، تُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنَّهُمْ «عَرُوسُ» ٱلْمَسِيحِ، أَوْ «عَذْرَاءُ عَفِيفَةٌ» مَخْطُوبَةٌ لِلْمَسِيحِ. — رؤ ١٩:٧، ٨؛ ٢١:٩؛ ٢ كو ١١:٢.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ٢٢:٣٥-٥٣) وَقَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلَا مَحْفَظَةٍ وَلَا مِزْوَدٍ وَلَا نَعْلَيْنِ، أَلَعَلَّهُ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟». قَالُوا: «لَا!». ٣٦ فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَّا ٱلْآنَ، فَمَنْ لَهُ مَحْفَظَةٌ فَلْيَأْخُذْهَا، وَمِزْوَدٌ كَذٰلِكَ؛ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ سَيْفٌ فَلْيَبِعْ رِدَاءَهُ وَيَشْتَرِ. ٣٧ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ فِيَّ هٰذَا ٱلْمَكْتُوبُ، أَيْ: ‹وَأُحْصِيَ مَعَ ٱلْمُتَعَدِّينَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ›. لِأَنَّ مَا يَخْتَصُّ بِي آخِذٌ فِي ٱلتَّمَامِ». ٣٨ فَقَالُوا: «يَا رَبُّ، هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». قَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي». ٣٩ وَخَرَجَ وَذَهَبَ كَٱلْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا ٱلتَّلَامِيذُ. ٤٠ وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى ٱلْمَكَانِ، قَالَ لَهُمْ: «وَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». ٤١ وَٱبْتَعَدَ هُوَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى، ٤٢ قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ، فَٱصْرِفْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ. وَلٰكِنْ لِتَكُنْ لَا مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَتُكَ». ٤٣ ثُمَّ تَرَاءَى لَهُ مَلَاكٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَقَوَّاهُ. ٤٤ وَإِذْ أَخَذَهُ ٱلْجَهْدُ، ٱسْتَمَرَّ يُصَلِّي بِأَشَدِّ حَرَارَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. ٤٥ ثُمَّ قَامَ مِنَ ٱلصَّلَاةِ وَجَاءَ إِلَى ٱلتَّلَامِيذِ، فَوَجَدَهُمْ غَافِينَ مِنَ ٱلْحُزْنِ. ٤٦ فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نَائِمُونَ؟ قُومُوا وَوَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». ٤٧ وَإِذْ كَانَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ، وَٱلَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا، أَحَدُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ، يَتَقَدَّمُهُمْ. فَٱقْتَرَبَ مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ. ٤٨ لٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: «يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ؟». ٤٩ فَلَمَّا رَأَى ٱلَّذِينَ حَوْلَهُ مَا سَيَحْدُثُ، قَالُوا: «يَا رَبُّ، أَنَضْرِبُ بِٱلسَّيْفِ؟». ٥٠ وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَقَطَعَ أُذُنَهُ ٱلْيُمْنَى. ٥١ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «يَكْفِي إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ!». وَلَمَسَ أُذُنَهُ وَشَفَاهُ. ٥٢ ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِكِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ حَرَسِ ٱلْهَيْكَلِ وَٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ جَاءُوا عَلَيْهِ: «أَخَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَهَرَاوَى كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ؟ ٥٣ حِينَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ لَمْ تَمُدُّوا أَيْدِيَكُمْ عَلَيَّ. إِنَّمَا هٰذِهِ هِيَ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَةُ ٱلظُّلْمَةِ».
٢٧ آب (اغسطس)–٢ ايلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | لوقا ٢٣–٢٤
«كن غفورا»
(لوقا ٢٣:٣٤) [[أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، ٱغْفِرْ لَهُمْ، لِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»]]. وَلِكَيْ يَقْتَسِمُوا ثِيَابَهُ، أَلْقَوْا قُرْعَةً.
‹معرفة محبة المسيح›
١٦ كان يسوع انعكاسا كاملا لمحبة ابيه بطريقة اخرى مهمة، فقد كان هو ايضا «غفورا». (مزمور ٨٦:٥) وقد تجلى استعداده للغفران حتى عندما كان معلَّقا على خشبة الآلام. فعمَّ تكلم يسوع وهو على وشك ان يموت ميتة مخزية، فيما المسامير تخرق يديه وقدميه؟ هل طلب من يهوه ان يعاقب منفذي حكم الاعدام فيه؟ كلا، بل تضمَّنت كلمات يسوع الاخيرة هذه العبارة: «يا ابتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون». — لوقا ٢٣:٣٤.
(لوقا ٢٣:٤٣) فَقَالَ لَهُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ ٱلْيَوْمَ: سَتَكُونُ مَعِي فِي ٱلْفِرْدَوْسِ».
هل يغفر اللّٰه الاخطاء الخطيرة؟
حين يرتكب المرء خطأ ما، لا ينظر يهوه الى خطئه فحسب، بل الى موقفه ايضا. (اشعيا ١:١٦-١٩) خذ على سبيل المثال فاعلَي السوء اللذين عُلِّقا الى جانب يسوع. فقد ارتكبا كلاهما جرائم خطيرة. والبرهان على ذلك هو ان احدهما اعترف قائلا: «ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا [يسوع] فلم يفعل سوءا». وتدل كلمات فاعل السوء انه كان يعرف شيئا عن يسوع، ما ساهم على الارجح في تحسين موقفه. ويظهر ذلك مما قاله حين توسل الى يسوع: «اذكرني متى جئت في ملكوتك». فكيف تجاوب المسيح مع هذا الالتماس النابع من القلب؟ قال: «الحق اقول لك اليوم: ستكون معي في الفردوس». — لوقا ٢٣:٤١-٤٣.
فكر في ما يلي: ان الكلمات الاخيرة التي تلفظ بها الانسان يسوع عكست رحمته تجاه رجل اعترف انه يستحق عقوبة الموت. فيا له من امر مشجع! فهو يجعلنا نثق ثقة مطلقة ان يسوع المسيح وأباه يهوه يتعاطفان مع كل الذين يتوبون توبة صادقة، مهما كانت افعالهم الماضية. — روما ٤:٧.
(لوقا ٢٤:٣٤) وَهُمْ يَقُولُونَ: «بِٱلْحَقِيقَةِ أُقِيمَ ٱلرَّبُّ وَتَرَاءَى لِسِمْعَانَ!».
‹معرفة محبة المسيح›
١٧ وقد تكون طريقة تعامل يسوع مع الرسول بطرس من ابرز الامثلة المؤثرة لروح المغفرة لديه. لا مجال للشك في ان بطرس احب يسوع كثيرا. حتى انه قال في ١٤ نيسان القمري، آخر ليلة من حياة يسوع: «يا رب، انا مستعد ان اذهب معك الى السجن وإلى الموت». ولكن، بعد ساعات قليلة، نكر بطرس ثلاث مرات انه يعرف يسوع! ويخبرنا الكتاب المقدس ما حدث بعد المرة الثالثة التي نكر فيها بطرس يسوع: «التفت الرب ونظر الى بطرس». عندئذ لم يستطع بطرس تحمل وطأة خطيته، «فخرج وبكى بمرارة». وعندما مات يسوع في وقت لاحق من ذلك اليوم، تساءل ذلك الرسول دون شك: ‹هل غفر لي ربّي؟›. — لوقا ٢٢:٣٣، ٦١، ٦٢.
١٨ لم ينتظر بطرس طويلا ليحصل على الجواب. فقد أُقيم يسوع في صباح ١٦ نيسان القمري، ويَظهر انه في ذلك اليوم عينه قام بزيارة شخصية لبطرس. (لوقا ٢٤:٣٤؛ ١ كورنثوس ١٥:٤-٨) فلماذا اولى يسوع هذا الرسول الذي نكره بإصرار شديد هذا الاهتمام الخصوصي؟ ربما اراد يسوع ان يؤكد لبطرس التائب ان ربَّه لا يزال يحبه ويعزّه. لكنَّ يسوع لم يكتفِ بطمأنة بطرس.
البحث عن جواهر روحية
(لوقا ٢٣:٣١) لِأَنَّهُمْ إِنْ كَانُوا يَفْعَلُونَ هٰذَا بِٱلشَّجَرَةِ ٱلرَّطْبَةِ، فَمَاذَا يَكُونُ بِٱلْيَابِسَةِ؟».
عجدر لو ٢٣:٣١، «الملاحظات»
الشجرة الرطبة . . . اليابسة: يتضح ان يسوع يشير الى الامة اليهودية. فهي كانت مثل شجرة على وشك ان تموت ولكن ما زالت رطبة بعض الشيء لأن يسوع كان موجودا وكذلك عددا من اليهود المؤمنين به. الا انه كان سيُقتل قريبا واليهود الامناء سيُمسحون بالروح القدس ويصبحون جزءا من اسرائيل الروحي. (رو ٢:٢٨، ٢٩؛ غل ٦:١٦) عندئذ تموت امة اسرائيل الحرفية موتا روحيا مثل شجرة يابسة. — مت ٢١:٤٣.
(لوقا ٢٣:٣٣) وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي يُدْعَى جُمْجُمَةَ، عَلَّقُوهُ هُنَاكَ عَلَى خَشَبَةٍ مَعَ فَاعِلَيِ ٱلسُّوءِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَوَاحِدًا عَنْ يَسَارِهِ.
عجدر «الصور والفيديوات»
مسمار في عظمة عقب
هذه صورة لنسخة عن عظمة عقب انسان اخترقها مسمار حديدي كان طوله ٥,١١ سم. (انظر دخ١٧/١٢ ص ٥.) وقد عُثر على القطعة الاثرية الاصلية سنة ١٩٦٨ اثناء التنقيب في شمال القدس، وهي تعود الى زمن الرومان. وتزوِّد هذه القطعة دليلا اثريا يُظهر ان المسامير استُعملت على الارجح لتثبيت الشخص على خشبة عند اعدامه. وربما يشبه هذا المسمار المسامير التي استخدمها الجنود الرومان لتثبيت يسوع المسيح على الخشبة. وقد عُثر على هذه القطعة الاثرية في نوع من الصناديق الحجرية كانت توضع فيها عظام الميت اليابسة بعد تحلُّل الجسد. وهذا يدل ان الشخص الذي أُعدم على خشبة كان يمكن ان يُدفن.
قراءة الكتاب المقدس
(لوقا ٢٣:١-١٦) فَقَامَ جُمْهُورُهُمْ كُلُّهُ وَسَاقُوهُ إِلَى بِيلَاطُسَ. ٢ ثُمَّ أَخَذُوا يَتَّهِمُونَهُ قَائِلِينَ: «وَجَدْنَا هٰذَا يُفْسِدُ أُمَّتَنَا، وَيَنْهَى عَنْ دَفْعِ ٱلضَّرَائِبِ لِقَيْصَرَ، وَيَقُولُ إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ». ٣ فَسَأَلَهُ بِيلَاطُسُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟». أَجَابَ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ نَفْسُكَ تَقُولُ». ٤ فَقَالَ بِيلَاطُسُ لِكِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْجُمُوعِ: «لَا أَجِدُ جُرْمًا عَلَى هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ». ٥ وَلٰكِنَّهُمْ أَصَرُّوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ يُثِيرُ ٱلشَّعْبَ إِذْ يُعَلِّمُ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ كُلِّهَا، مُبْتَدِئًا مِنَ ٱلْجَلِيلِ إِلَى هُنَا». ٦ فَلَمَّا سَمِعَ بِيلَاطُسُ ذٰلِكَ، سَأَلَ هَلِ ٱلرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ، ٧ وَبَعْدَ أَنْ تَحَقَّقَ أَنَّهُ تَابِعٌ لِسُلْطَةِ هِيرُودُسَ، أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ، ٱلَّذِي كَانَ هُوَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ. ٨ وَلَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا، لِأَنَّهُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَرَاهُ لِسَمَاعِهِ عَنْهُ، وَيَرْجُو أَنْ يَرَى آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ. ٩ وَسَأَلَهُ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ، لٰكِنَّهُ لَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. ١٠ أَمَّا كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ، فَوَقَفُوا يَتَّهِمُونَهُ بِٱحْتِدَادٍ. ١١ فَٱزْدَرَاهُ هِيرُودُسُ مَعَ جُنُودِهِ ٱلْحَرَسِ، وَهَزَأَ بِهِ إِذْ كَسَاهُ ثَوْبًا مُتَأَلِّقًا، وَأَرْجَعَهُ إِلَى بِيلَاطُسَ. ١٢ فَصَارَ هِيرُودُسُ وَبِيلَاطُسُ صَدِيقَيْنِ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ، فَقَدْ كَانَتِ ٱلْعَدَاوَةُ مِنْ قَبْلُ مُسْتَمِرَّةً بَيْنَهُمَا. ١٣ فَجَمَعَ بِيلَاطُسُ كِبَارَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلرُّؤَسَاءَ وَٱلشَّعْبَ، ١٤ وَقَالَ لَهُمْ: «أَحْضَرْتُمْ إِلَيَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ كَمَنْ يُحَرِّضُ ٱلشَّعْبَ عَلَى ٱلثَّوْرَةِ، وَهَا أَنَا قَدِ ٱسْتَجْوَبْتُهُ أَمَامَكُمْ، فَلَمْ أَجِدْ فِي هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ أَسَاسًا لِلشَّكَاوَى ٱلَّتِي تُقَدِّمُونَهَا عَلَيْهِ. ١٥ وَلَا هِيرُودُسُ وَجَدَ، لِأَنَّهُ أَرْجَعَهُ إِلَيْنَا. وَهَا إِنَّهُ لَمْ يَرْتَكِبْ شَيْئًا يَسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتَ. ١٦ فَسَأُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ».