مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٤-١٠ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | روما ١–٣
«استمر في تدريب ضميرك»
(روما ٢:١٤، ١٥) لِأَنَّ ٱلْأُمَمَ ٱلَّذِينَ لَيْسَتْ عِنْدَهُمْ شَرِيعَةٌ، مَتَى فَعَلُوا بِٱلطَّبِيعَةِ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ، يَكُونُونَ شَرِيعَةً لِأَنْفُسِهِمْ وَإِنْ كَانُوا بِلَا شَرِيعَةٍ. ١٥ فَهُمُ ٱلَّذِينَ يُظْهِرُونَ أَنَّ جَوْهَرَ ٱلشَّرِيعَةِ مَكْتُوبٌ فِي قُلُوبِهِمْ، وَضَمَائِرُهُمْ تَشْهَدُ مَعَهُمْ، وَإِذْ يُقَلِّبُونَ أَفْكَارَهُمْ، فَهِيَ تَتَّهِمُهُمْ أَوْ تَعْذِرُهُمْ.
كيف تحافظ على ضمير صالح؟
٦ وهل هبة الضمير هذه مقصورة على خدام يهوه؟ لاحظ كلمات الرسول بولس الموحى بها: «الامم الذين ليست عندهم شريعة، متى فعلوا بالطبيعة ما في الشريعة، يكونون شريعة لأنفسهم وإن كانوا بلا شريعة. فهم الذين يُظهرون ان جوهر الشريعة مكتوب في قلوبهم، وضمائرهم تشهد معهم، وإذ يقلِّبون افكارهم، فهي تتّهمهم او تعذرهم». (روما ٢:١٤، ١٥) اذًا، حتى الذين يجهلون كليا شرائع يهوه يدفعهم احيانا هذا الشاهد الداخلي الى العمل بانسجام مع المبادئ الالهية.
(روما ٢:١٥) فَهُمُ ٱلَّذِينَ يُظْهِرُونَ أَنَّ جَوْهَرَ ٱلشَّرِيعَةِ مَكْتُوبٌ فِي قُلُوبِهِمْ، وَضَمَائِرُهُمْ تَشْهَدُ مَعَهُمْ، وَإِذْ يُقَلِّبُونَ أَفْكَارَهُمْ، فَهِيَ تَتَّهِمُهُمْ أَوْ تَعْذِرُهُمْ.
كيف تحافظ على ضمير صالح؟
٨ كيف تتّخذ قرارا حسبما يملي عليك ضميرك؟ ان البعض يفحصون مشاعرهم ويقرِّرون على اساسها ماذا يفعلون، ثم يقولون: «ضميري مرتاح». لكنّ رغبات القلب يمكن ان تكون قوية جدا بحيث تؤثِّر في ضميرنا. يقول الكتاب المقدس: «القلب اشد غدرا من كل شيء، وهو يستميت الى غايته. فمن يقدر ان يعرفه؟». (ارميا ١٧:٩) لذلك لا ينبغي ان تكون رغبات قلبنا اهم ما نأخذه في الاعتبار، بل يجب ان نفكّر اولا في ما يرضي يهوه اللّٰه.a
٩ ان قرارنا المتّخذ على اساس ضميرنا المدرَّب يعكس خوف اللّٰه، وليس رغباتنا الشخصية. تأمَّل في مثال الوالي الامين نحميا. فقد كان من حقه ان يطلب من الشعب في اورشليم تسديد الديون ودفع الضرائب، لكنه لم يفعل ذلك. ولماذا؟ لأنه لم يتحمّل الفكرة ان سخط يهوه سيحلّ به اذا ظلم الشعب. ذكر: «لم افعل هكذا خوفا من اللّٰه». (نحميا ٥:١٥) فمن المهم اذًا ان نمتلك التقوى، اي الخوف القلبي من عدم ارضاء ابينا السماوي. وهذا الخوف التوقيري سيدفعنا الى طلب الارشاد من كلمة اللّٰه عندما نتّخذ القرارات.
البحث عن جواهر روحية
(روما ٣:٤) حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ ٱللّٰهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «فَتَكُونُ بَارًّا فِي كَلَامِكَ وَتَغْلِبُ إِذَا حُوكِمْتَ».
نقاط بارزة من الرسالة الى اهل روما
٣:٤. عندما تتعارض كلمة انسان مع ما يقوله اللّٰه في كلمته، نعتبر «اللّٰه صادقا» بالوثوق برسالة الكتاب المقدس والعمل بانسجام مع مشيئة اللّٰه. وحين نشترك بغيرة في عمل الكرازة بالملكوت والتلمذة، نساعد الآخرين ان يستنتجوا هم ايضا ان اللّٰه صادق.
(روما ٣:٢٤، ٢٥) وَهِيَ هِبَةٌ أَنْ يَتَبَرَّرُوا بِنِعْمَتِهِ بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي تَمَّ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ. ٢٥ وَقَدْ جَعَلَهُ ٱللّٰهُ ذَبِيحَةَ مُصَالَحَةٍ تُكَفِّرُ عَنِ ٱلْخَطَايَا مِنْ خِلَالِ ٱلْإِيمَانِ بِدَمِهِ. وَقَدْ كَانَ ذٰلِكَ لِلْإِعْرَابِ عَنْ بِرِّ ٱللّٰهِ، لِأَنَّ ٱلْخَطَايَا ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِي ٱلْمَاضِي غَفَرَهَا ٱللّٰهُ فِيمَا كَانَ يُظْهِرُ حِلْمَهُ.
نقاط بارزة من الرسالة الى اهل روما
٣:٢٤، ٢٥ — كيف يكفّر «الفداء الذي تم بالمسيح يسوع» عن «الخطايا التي حدثت في الماضي» قبل ان يُدفع؟ تمت النبوة المسيانية الاولى المسجلة في التكوين ٣:١٥ سنة ٣٣ بم حين مات يسوع على خشبة الآلام. (غل ٣:١٣، ١٦) لكنّ يهوه اعتبر ان الثمن الفدائي قد دُفع حالما تلفّظ بهذه النبوة لأن ما من شيء يمكن ان يوقف اللّٰه عن إتمام مقاصده. فعلى اساس ذبيحة يسوع المسيح التي كانت ستُقدم لاحقا، استطاع يهوه ان يغفر خطايا المتحدرين من آدم الذين مارسوا الايمان بهذا الوعد. كما ان الفداء يتيح قيامة الذين ماتوا قبل مجيء المسيح. — اع ٢٤:١٥.
قراءة الكتاب المقدس
(روما ١:١-١٧) مِنْ بُولُسَ، عَبْدِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلْمَدْعُوِّ لِيَكُونَ رَسُولًا، وَٱلْمُفْرَزِ لِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ ٢ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا مِنْ قَبْلُ بِأَنْبِيَائِهِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، ٣ عَنِ ٱبْنِهِ ٱلَّذِي تَحَدَّرَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ، ٤ وَلٰكِنْ بِحَسَبِ رُوحِ ٱلْقَدَاسَةِ أُعْلِنَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ بِقُدْرَةٍ بِٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ — يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا، ٥ ٱلَّذِي بِهِ نِلْنَا نِعْمَةً وَرَسُولِيَّةً لِكَيْ يُطَاعَ ٱلْإِيمَانُ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ لِأَجْلِ ٱسْمِهِ، ٦ وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ أَنْتُمْ أَيْضًا ٱلْمَدْعُوُّونَ لِيَكُونُوا لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ — ٧ إِلَى جَمِيعِ مَنْ هُمْ فِي رُومَا مِنْ أَحِبَّاءِ ٱللّٰهِ، ٱلْمَدْعُوِّينَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِينَ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ ٱللّٰهِ أَبِينَا وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ! ٨ أَوَّلًا، أَشْكُرُ إِلٰهِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنْ جِهَتِكُمْ جَمِيعًا، لِأَنَّ إِيمَانَكُمْ يُخْبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ. ٩ فَإِنَّ ٱللّٰهَ ٱلَّذِي أُؤَدِّي لَهُ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً بِرُوحِي مُعْلِنًا ٱلْبِشَارَةَ عَنِ ٱبْنِهِ، هُوَ يَشْهَدُ لِي كَيْفَ أَذْكُرُكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ بِلَا ٱنْقِطَاعٍ فِي صَلَوَاتِي، ١٠ مُتَوَسِّلًا لَعَلِّي ٱلْآنَ أُفْلِحُ أَخِيرًا بِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فَآتِيَ إِلَيْكُمْ. ١١ لِأَنِّي مُشْتَاقٌ أَنْ أَرَاكُمْ لِأَمْنَحَكُمْ عَطِيَّةً رُوحِيَّةً لِتَثْبِيتِكُمْ، ١٢ أَوْ بِٱلْحَرِيِّ لِنَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ عِنْدَكُمْ، كُلُّ وَاحِدٍ بِإِيمَانِ ٱلْآخَرِ، إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي. ١٣ وَلَا أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، أَنَّنِي قَصَدْتُ مِرَارًا أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ، لِأَجْنِيَ بَعْضَ ٱلثَّمَرِ بَيْنَكُمْ أَيْضًا كَمَا أَجْنِي بَيْنَ سَائِرِ ٱلْأُمَمِ، وَلٰكِنْ كَانَ مَا يُعِيقُنِي حَتَّى ٱلْآنَ. ١٤ أَنَا مَدْيُونٌ لِلْيُونَانِيِّينَ وَٱلْبَرَابِرَةِ، لِلْحُكَمَاءِ وَٱلْأَغْبِيَاءِ. ١٥ لِذٰلِكَ لِي رَغْبَةٌ شَدِيدَةٌ أَنْ أُبَشِّرَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا ٱلَّذِينَ فِي رُومَا. ١٦ لِأَنِّي لَا أَخْجَلُ بِٱلْبِشَارَةِ، فَهِيَ قُدْرَةُ ٱللّٰهِ لِلْخَلَاصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ، لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلًا وَأَيْضًا لِلْيُونَانِيِّ. ١٧ لِأَنَّ بِرَّ ٱللّٰهِ مُعْلَنٌ فِيهَا بِسَبَبِ إِيمَانِ ٱلْمَرْءِ، وَذٰلِكَ يَزِيدُهُ إِيمَانًا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَمَّا ٱلْبَارُّ فَبِٱلْإِيمَانِ يَحْيَا».
١١-١٧ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | روما ٤–٦
«‹اللّٰه بيَّن لنا فضل محبته›»
(روما ٥:٨) أَمَّا ٱللّٰهُ فَبَيَّنَ لَنَا فَضْلَ مَحَبَّتِهِ بِأَنَّهُ إِذْ كُنَّا بَعْدُ خُطَاةً مَاتَ ٱلْمَسِيحُ عَنَّا.
(روما ٥:١٢) لِذٰلِكَ، كَمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ، وَهٰكَذَا ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا أَخْطَأُوا. . .
اللّٰه بيَّن لنا فضل محبته
٥ أَوْجَزَ بُولُسُ ٱلْمَسْأَلَةَ مُبْتَدِئًا بِذِكْرِ ٱلْحَقِيقَةِ ٱلتَّالِيَةِ: «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ، وَهٰكَذَا ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا أَخْطَأُوا». (رو ٥:١٢) وَفِي وُسْعِنَا أَنْ نَفْهَمَ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ لِأَنَّ ٱللّٰهَ حَفِظَ سِجِلًّا يَرْوِي كَيْفَ بَدَأَتِ ٱلْحَيَاةُ ٱلْبَشَرِيَّةُ. فَهُوَ يُخْبِرُنَا أَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْبَشَرِيَّيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ، آدَمَ وَحَوَّاءَ. وَكَمَا أَنَّ ٱلْخَالِقَ كَامِلٌ، كَانَ سَلَفَانَا هذَانِ كَامِلَيْنِ أَيْضًا. غَيْرَ أَنَّهُ أَعْطَاهُمَا وَصِيَّةً مُحَدَّدَةً وَحَذَّرَهُمَا أَنَّ عَدَمَ إِطَاعَتِهَا يُؤَدِّي إِلَى عُقُوبَةِ ٱلْمَوْتِ. (تك ٢:١٧) رَغْمَ ذلِكَ، ٱخْتَارَا أَنْ ‹يَفْسُدَا› بِٱنْتِهَاكِهِمَا مَطْلَبَ ٱللّٰهِ ٱلْمَعْقُولَ، مَا عَنَى أَنَّهُمَا رَفَضَاهُ كَمُشْتَرِعٍ وَمُتَسَلِّطٍ عَلَيْهِمَا. — تث ٣٢:٤، ٥.
(روما ٥:١٣، ١٤) فَإِنَّ ٱلْخَطِيَّةَ كَانَتْ فِي ٱلْعَالَمِ إِلَى أَنْ أُعْطِيَتِ ٱلشَّرِيعَةُ، لٰكِنَّهَا لَا تُحْسَبُ عَلَى أَحَدٍ عِنْدَمَا لَا تُوجَدُ شَرِيعَةٌ. ١٤ وَمَعَ ذٰلِكَ، مَلَكَ ٱلْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، حَتَّى عَلَى ٱلَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شَبَهِ تَعَدِّي آدَمَ، ٱلَّذِي هُوَ مُشَابِهٌ لِلْآتِي.
اللّٰه بيَّن لنا فضل محبته
٦ لَمْ يُنْجِبْ آدَمُ أَوْلَادًا إِلَّا بَعْدَمَا صَارَ خَاطِئًا، لِذَا أَوْرَثَهُمْ جَمِيعًا ٱلْخَطِيَّةَ وَآثَارَهَا. طَبْعًا، لَمْ يَنْتَهِكْ هؤُلَاءِ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللّٰهُ لِآدَمَ كَمَا فَعَلَ هُوَ، لِذلِكَ لَمْ تُحْسَبْ عَلَيْهِمْ هذِهِ ٱلْخَطِيَّةُ. كَمَا أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيَتْ لَهُمْ أَيَّةُ شَرَائِعَ لِكَيْ يُحْسَبُوا خُطَاةً إِذَا ٱنْتَهَكُوهَا. (تك ٢:١٧) مَعَ ذلِكَ، وَرِثُوا ٱلْخَطِيَّةَ مِنْ آدَمَ. وَهكَذَا، مَلَكَتِ ٱلْخَطِيَّةُ وَٱلْمَوْتُ إِلَى أَنْ أَعْطَى ٱللّٰهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مَجْمُوعَةَ ٱلشَّرَائِعِ ٱلَّتِي أَظْهَرَتْ بِوُضُوحٍ أَنَّهُمْ خُطَاةٌ. (اِقْرَأْ روما ٥:١٣، ١٤.) وَيُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ بِٱلْأَمْرَاضِ ٱلْوِرَاثِيَّةِ كَٱلنَّاعُورِ وَٱلتَّالَاسِيمْيَا. فَلَعَلَّكَ قَرَأْتَ أَنَّ أَلِكْسيس، ٱبْنَ ٱلْقَيْصَرِ ٱلرُّوسِيِّ نقولا ٱلثَّانِي وَأَلِكْسندرا، وَرِثَ دَاءَ ٱلنَّاعُورِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ فِي عَائِلَةٍ كَهذِهِ لَا يُعَانِي جَمِيعُ ٱلْأَوْلَادِ مِنْ تِلْكَ ٱلْأَمْرَاضِ، إِلَّا أَنَّهُمْ قَدْ يَحْمِلُونَهَا. لكِنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْخَطِيَّةِ إِذْ لَا مَفَرَّ مِنْهَا. فَهِيَ تُصِيبُ ٱلْجَمِيعَ وَعَاقِبَتُهَا مُمِيتَةٌ لَا مَحَالَةَ. فَهَلْ مِنْ وَسِيلَةٍ لِلْخُرُوجِ مِنْ هذَا ٱلْمَأْزِقِ؟
(روما ٥:١٨) فَإِذًا، كَمَا بِزَلَّةٍ وَاحِدَةٍ كَانَتِ ٱلْإِدَانَةُ لِشَتَّى ٱلنَّاسِ، كَذٰلِكَ أَيْضًا بِعَمَلِ تَبْرِيرٍ وَاحِدٍ يَكُونُ تَبْرِيرُ شَتَّى ٱلنَّاسِ لِلْحَيَاةِ.
(روما ٥:٢١) وَٱلنَّتِيجَةُ؟ أَنَّهُ كَمَا مَلَكَتِ ٱلْخَطِيَّةُ مَعَ ٱلْمَوْتِ، كَذٰلِكَ أَيْضًا تَمْلِكُ ٱلنِّعْمَةُ بِٱلْبِرِّ، مُؤَدِّيَةً إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا.
اللّٰه بيَّن لنا فضل محبته
٩ وَمَا هُوَ مَعْنَى كَلِمَةِ «تَبْرِيرٍ» بِٱللُّغَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ؟ كَتَبَ ٱلْمُتَرْجِمُ ٱلْمُقْتَبَسُ مِنْهُ آنِفًا: ‹إِنَّ هذَا ٱلتَّعْبِيرَ لَيْسَ مُصْطَلَحًا قَانُونِيًّا مَحْضًا لكِنَّهُ يَحْمِلُ ضِمْنِيًّا هذَا ٱلْمَدْلُولَ. فَهُوَ يُشِيرُ إِلَى تَغْيِيرٍ فِي نَظْرَةِ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلشَّخْصِ وَلَيْسَ إِلَى تَغْيِيرٍ دَاخِلِيٍّ فِيهِ . . . إِنَّهُ يَسْتَحْضِرُ إِلَى ٱلذِّهْنِ صُورَةَ مَحْكَمَةٍ ٱللّٰهُ فِيهَا ٱلْقَاضِي، وَقَدْ تَوَصَّلَ إِلَى قَرَارٍ لِصَالِحِ شَخْصٍ مُتَّهَمٍ بِٱلْإِثْمِ: تَبْرِئَتُهُ مِنَ ٱلتُّهْمَةِ›.
١٠ وَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يُمْكِنُ ‹لِدَيَّانِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ› ٱلْبَارِّ أَنْ يُبَرِّئَ ٱلْأَثَمَةَ؟ (تك ١٨:٢٥) لَقَدْ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ عُرْبُونًا لِمَحَبَّتِهِ. وَيَسُوعُ فَعَلَ مَشِيئَةَ أَبِيهِ كَامِلًا رَغْمَ مَا تَعَرَّضَ لَهُ مِنْ تَجَارِبَ، سُخْرِيَةٍ شَدِيدَةٍ، وَإِسَاءَةِ مُعَامَلَةٍ. كَمَا أَنَّهُ حَافَظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ إِلَى حَدِّ ٱلْمَوْتِ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. (عب ٢:١٠) وَبِبَذْلِ حَيَاتِهِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْكَامِلَةِ، قَدَّمَ فِدْيَةً تُحَرِّرُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. — مت ٢٠:٢٨؛ رو ٥:٦-٨.
البحث عن جواهر روحية
(روما ٦:٣-٥) أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا نَحْنُ جَمِيعًا، ٱلَّذِينَ ٱعْتَمَدْنَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٱعْتَمَدْنَا فِي مَوْتِهِ؟ ٤ لَقَدْ دُفِنَّا إِذًا مَعَهُ بِمَعْمُودِيَّتِنَا فِي مَوْتِهِ، حَتَّى إِنَّنَا كَمَا أُقِيمَ ٱلْمَسِيحُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ بِمَجْدِ ٱلْآبِ، كَذٰلِكَ نَحْيَا نَحْنُ أَيْضًا حَيَاةً جَدِيدَةً. ٥ فَإِنَّنَا إِذَا كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ بِهِ فِي شَبَهِ مَوْتِهِ، فَسَنَتَّحِدُ بِهِ أَيْضًا فِي شَبَهِ قِيَامَتِهِ،
نقاط بارزة من الرسالة الى اهل روما
٦:٣-٥ — ماذا تعني المعمودية في المسيح يسوع والمعمودية في موته؟ عندما يمسح يهوه اتباع المسيح بالروح القدس، يتّحدون بيسوع ويصيرون اعضاء في الجماعة التي هي جسد المسيح وهو رأسها. (١ كو ١٢:١٢، ١٣، ٢٧؛ كو ١:١٨) هذه هي معموديتهم في المسيح يسوع. و ‹يعتمد› المسيحيون الممسوحون ‹في موت المسيح› بمعنى انهم يعيشون حياة تضحية ويتخلون عن اي رجاء بالحياة الابدية على الارض. لذلك يكون موتهم تضحية كما كان موت يسوع، مع ان موتهم لا قيمة فدائية له. وتكتمل هذه المعمودية في موت المسيح عندما يموتون ويُقامون الى الحياة في السماء.
(روما ٦:٧) فَإِنَّ مَنْ مَاتَ أُعْفِيَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ.
هل من رجاء لأجدادنا؟
حين يقام الاثمة الى الحياة، هل يحاسَبون على مسلكهم السابق؟ لا. فروما ٦:٧ تذكر: «من مات أُعفي من الخطية». فبموت الاثمة يكونون قد دفعوا ثمن خطيتهم. لذلك سيحاسَبون على ما يفعلونه بعد قيامتهم، وليس على ما فعلوه عن جهل قبل موتهم. وأية فوائد يجنونها؟
قراءة الكتاب المقدس
(روما ٤:١-١٥) فَمَاذَا نَقُولُ فِي إِبْرَاهِيمَ أَبِينَا بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ؟ ٢ فَلَوْ تَبَرَّرَ إِبْرَاهِيمُ نَتِيجَةَ ٱلْأَعْمَالِ، لَكَانَ لَهُ سَبَبٌ لِلِٱفْتِخَارِ، وَلٰكِنْ لَيْسَ عِنْدَ ٱللّٰهِ. ٣ لِأَنَّهُ مَاذَا تَقُولُ ٱلْآيَةُ؟ «مَارَسَ إِبْرَاهِيمُ ٱلْإِيمَانَ بِيَهْوَهَ، فَحُسِبَ لَهُ ذٰلِكَ بِرًّا». ٤ إِنَّ ٱلَّذِي يَعْمَلُ لَا يُحْسَبُ أَجْرُهُ نِعْمَةً، بَلْ دَيْنًا. ٥ فِي حِينِ أَنَّ ٱلَّذِي لَا يَعْمَلُ، بَلْ يُؤْمِنُ بِمَنْ يُبَرِّرُ ٱلْكَافِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ بِرًّا. ٦ كَمَا يَقُولُ دَاوُدُ أَيْضًا عَنْ سَعَادَةِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي يَحْسُبُ لَهُ ٱللّٰهُ بِرًّا بِمَعْزِلٍ عَنِ ٱلْأَعْمَالِ: ٧ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ عُفِيَ عَنْ تَعَدِّيَاتِهِمْ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلَّذِينَ سُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. ٨ سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي لَنْ يَحْسُبَ يَهْوَهُ خَطِيَّتَهُ أَبَدًا». ٩ فَهَلْ هٰذِهِ ٱلسَّعَادَةُ لِلْمَخْتُونِينَ فَقَطْ، أَمْ لِلْغُلْفِ أَيْضًا؟ لِأَنَّنَا نَقُولُ: «حُسِبَ ٱلْإِيمَانُ لِإِبْرَاهِيمَ بِرًّا». ١٠ وَلٰكِنْ فِي أَيَّةِ حَالَةٍ حُسِبَ لَهُ ذٰلِكَ؟ أَحِينَ كَانَ فِي ٱلْخِتَانِ أَمْ فِي ٱلْغَلَفِ؟ لَيْسَ فِي ٱلْخِتَانِ، بَلْ فِي ٱلْغَلَفِ. ١١ وَنَالَ عَلَامَةَ ٱلْخِتَانِ كَخَتْمٍ لِلْبِرِّ بِٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي كَانَ لَهُ وَهُوَ فِي ٱلْغَلَفِ، لِيَصِيرَ أَبًا لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ وَهُمْ فِي ٱلْغَلَفِ، كَيْ يُحْسَبَ ٱلْبِرُّ لَهُمْ، ١٢ وَأَبًا لِنَسْلٍ مَخْتُونٍ، لَيْسَ فَقَطْ لِلَّذِينَ يَتَمَسَّكُونَ بِٱلْخِتَانِ، بَلْ أَيْضًا لِلَّذِينَ يَسْلُكُونَ بِتَرْتِيبٍ فِي خُطَى ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي كَانَ لِأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي ٱلْغَلَفِ. ١٣ فَلَيْسَ بِٱلشَّرِيعَةِ كَانَ ٱلْوَعْدُ لِإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ أَنْ يَرِثَ عَالَمًا، بَلْ بِٱلْبِرِّ ٱلَّذِي بِٱلْإِيمَانِ. ١٤ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ ٱلَّذِينَ يَتَمَسَّكُونَ بِٱلشَّرِيعَةِ هُمْ وَرَثَةً، فَقَدْ صَارَ ٱلْإِيمَانُ عَدِيمَ ٱلنَّفْعِ وَأُلْغِيَ ٱلْوَعْدُ. ١٥ فَإِنَّ ٱلشَّرِيعَةَ تُنْتِجُ سُخْطَ ٱللّٰهِ، وَلٰكِنْ حَيْثُ لَا تَكُونُ شَرِيعَةٌ لَا يَكُونُ تَعَدٍّ.
١٨-٢٤ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | روما ٧–٨
«هل ‹تنتظر بترقب شديد›؟»
(روما ٨:١٩) فَٱلْخَلِيقَةُ تَنْتَظِرُ بِتَرَقُّبٍ شَدِيدٍ ٱلْكَشْفَ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ.
دع يهوه يرشدك الى الحرية الحقيقية
١٧ كَتَبَ بُولُسُ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي يُخَبِّئُهَا يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ ٱلْأَرْضِيِّينَ: «اَلْخَلِيقَةُ تَنْتَظِرُ بِتَرَقُّبٍ شَدِيدٍ ٱلْكَشْفَ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ». ثُمَّ أَضَافَ: «اَلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا [تُحَرَّرُ] مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». (رو ٨:١٩-٢١) تُشِيرُ «ٱلْخَلِيقَةُ» إِلَى ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ رَجَاءً أَرْضِيًّا، أُولئِكَ ٱلَّذِينَ يَسْتَفِيدُونَ مِنَ «ٱلْكَشْفِ» عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ. وَهذَا ٱلْكَشْفُ يَبْدَأُ عِنْدَمَا يَشْتَرِكُ هؤُلَاءِ ‹ٱلْأَبْنَاءُ› — اَلْمُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ — مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي تَطْهِيرِ ٱلْأَرْضِ مِنَ ٱلشَّرِّ وَحِمَايَةِ «جَمْعٍ كَثِيرٍ» لِيَدْخُلَ إِلَى نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْجَدِيدِ. — رؤ ٧:٩، ١٤.
(روما ٨:٢٠) لِأَنَّ ٱلْخَلِيقَةَ أُخْضِعَتْ لِلْبُطْلِ، لَا بِمَشِيئَتِهَا، بَلْ بِمَشِيئَةِ ٱلَّذِي أَخْضَعَهَا، عَلَى رَجَاءِ
لنبتهج برجائنا!
١١ أَعْطَى يَهْوَهُ ٱلْبَشَرَ هذَا ٱلرَّجَاءَ حِينَ وَعَدَ بِٱلْإِنْقَاذِ مِنَ «ٱلْحَيَّةِ ٱلْأُولَى»، ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ، بِوَاسِطَةِ ‹ٱلنَّسْلِ› ٱلْمَوْعُودِ بِهِ. (رؤ ١٢:٩؛ تك ٣:١٥) وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ هذَا ‹ٱلنَّسْلِ›. (غل ٣:١٦) فَبِمَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ، زَوَّدَ أَسَاسًا مَتِينًا أَتَاحَ لِلْبَشَرِ ٱمْتِلَاكَ رَجَاءِ ٱلتَّحَرُّرِ مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. وَإِتْمَامُ هذَا ٱلرَّجَاءِ مُرْتَبِطٌ ‹بِٱلْكَشْفِ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ›. فَٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْمُمَجَّدُونَ يُشَكِّلُونَ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنَ ‹ٱلنَّسْلِ›. وَسَيُكْشَفُ عَنْهُمْ حِينَ يَشْتَرِكُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي تَدْمِيرِ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ. (رؤ ٢:٢٦، ٢٧) وَهذَا سَيُؤَدِّي إِلَى خَلَاصِ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ ٱلَّذِينَ يَأْتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. — رؤ ٧:٩، ١٠، ١٤.
(روما ٨:٢١) أَنْ تُحَرَّرَ ٱلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ.
لنبتهج برجائنا!
١٢ مَا أَعْظَمَ ٱلرَّاحَةَ ٱلَّتِي سَتَنْعَمُ بِهَا «ٱلْخَلِيقَةُ» أَثْنَاءَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ! فَآنَذَاكَ، ‹سَيُكْشَفُ› أَيْضًا عَنْ «أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ» عِنْدَمَا يَخْدُمُونَ كَكَهَنَةٍ مَعَ ٱلْمَسِيحِ وَيُسَاعِدُونَ ٱلْبَشَرَ عَلَى ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ ذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. فَكَرَعَايَا لِلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ، سَيَتَحَرَّرُ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ «مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ» بِشَكْلٍ تَدْرِيجِيٍّ بِحَيْثُ يُعْتَقُونَ مِنْ آثَارِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. وَإِذَا بَقُوا أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ طَوَالَ ٱلْأَلْفِ سَنَةٍ وَٱجْتَازُوا ٱلِٱمْتِحَانَ ٱلْأَخِيرَ، تُكْتَبُ أَسْمَاؤُهُمْ عَلَى نَحْوٍ دَائِمٍ فِي «دَرْجِ ٱلْحَيَاةِ». وَهكَذَا، يَدْخُلُونَ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». (رؤ ٢٠:٧، ٨، ١١، ١٢) فَيَا لَهُ مِنْ رَجَاءٍ رَائِعٍ!
البحث عن جواهر روحية
(روما ٨:٦) فَمَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ إِنَّمَا هُوَ مَوْتٌ، وَأَمَّا مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ فَهُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ؛
هل تذكر؟
مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ مَنْ يُوَجِّهُ فِكْرَهُ «إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ» وَمَنْ يُوَجِّهُهُ «إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ»؟ (رو ٨:٦)
اَلْأَوَّلُ تَتَحَكَّمُ فِيهِ رَغَبَاتُهُ وَمُيُولُهُ ٱلنَّاقِصَةُ وَتُصْبِحُ مِحْوَرَ حَدِيثِهِ، وَهٰذَا يُؤَدِّي بِهِ إِلَى ٱلْمَوْتِ. أَمَّا ٱلْأَخِيرُ، فَتَتَمَحْوَرُ حَيَاتُهُ وَتَفْكِيرُهُ حَوْلَ خِدْمَةِ ٱللّٰهِ. وَهُوَ يَتْبَعُ تَوْجِيهَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَيَنْعَمُ بِٱلْحَيَاةِ وَٱلسَّلَامِ. — ب١٦/١٢ ص ١٥-١٧.
(روما ٨:٢٦، ٢٧) وَكَذٰلِكَ ٱلرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا. فَإِنَّنَا لَا نَعْلَمُ مَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِ عِنْدَ حَاجَتِنَا إِلَى ٱلصَّلَاةِ، إِلَّا أَنَّ ٱلرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ لَنَا بِأَنَّاتٍ لَمْ يُنْطَقْ بِهَا. ٢٧ وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي يَفْحَصُ ٱلْقُلُوبَ يَعْرِفُ مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ، لِأَنَّ ٱلرُّوحَ يَشْفَعُ لِلْقِدِّيسِينَ بِمَا يُوَافِقُ ٱللّٰهَ.
ماذا تكشف صلواتك عنك؟
٢٠ لَا نَعْرِفُ أَحْيَانًا مَاذَا نَقُولُ فِي صَلَوَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ. كَتَبَ بُولُسُ: «فَإِنَّنَا لَا نَعْلَمُ مَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِ عِنْدَ حَاجَتِنَا إِلَى ٱلصَّلَاةِ، إِلَّا أَنَّ ٱلرُّوحَ [ٱلْقُدُسَ] نَفْسَهُ يَشْفَعُ لَنَا بِأَنَّاتٍ لَمْ يُنْطَقْ بِهَا. وَلٰكِنَّ [ٱللّٰهَ] ٱلَّذِي يَفْحَصُ ٱلْقُلُوبَ يَعْرِفُ مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ». (رو ٨:٢٦، ٢٧) فَقَدْ جَعَلَ يَهْوَه ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلصَّلَوَاتِ تُدَوَّنُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَهُوَ يَقْبَلُ هذِهِ ٱلِٱلْتِمَاسَاتِ ٱلْمُلْهَمَةَ كَمَا لَوْ أَنَّهَا صَادِرَةٌ مِنَّا وَيَسْتَجِيبُهَا. فَٱللّٰهُ يَعْرِفُنَا وَيَعْرِفُ مَعْنَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي جَعَلَ رُوحَهُ يَنْطِقُ بِهَا مِنْ خِلَالِ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَهُوَ يَسْتَجِيبُ تَضَرُّعَاتِنَا حِينَ «يَشْفَعُ لَنَا» ٱلرُّوحُ. وَلكِنْ كُلَّمَا زَادَ تَعَمُّقُنَا فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، سَهُلَ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا يَنْبَغِي قَوْلُهُ فِي ٱلصَّلَاةِ.
قراءة الكتاب المقدس
(روما ٧:١٣-٢٥) فَهَلْ صَارَ مَا هُوَ صَالِحٌ مَوْتًا لِي؟ حَاشَا! بَلِ ٱلْخَطِيَّةُ صَارَتْ، لِيَظْهَرَ أَنَّهَا خَطِيَّةٌ تُنْتِجُ ٱلْمَوْتَ لِي مِنْ خِلَالِ مَا هُوَ صَالِحٌ، حَتَّى تَبْلُغَ ٱلْخَطِيَّةُ أَقْصَى حُدُودِ ٱلْخَطِيَّةِ مِنْ خِلَالِ ٱلْوَصِيَّةِ. ١٤ فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ رُوحِيَّةٌ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ ٱلْخَطِيَّةِ. ١٥ لِأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَعْمَلُهُ. فَٱلَّذِي أُرِيدُهُ لَا أُمَارِسُهُ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. ١٦ فَإِذَا كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَا أُرِيدُ، فَإِنِّي أُوَافِقُ عَلَى أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ حَسَنَةٌ. ١٧ فَٱلْآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَعْمَلُ ذٰلِكَ، بَلِ ٱلْخَطِيَّةُ ٱلْمُقِيمَةُ فِيَّ. ١٨ لِأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَسْكُنُ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ. فَٱلْإِرَادَةُ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَعْمَلَ ٱلْحُسْنَى فَلَا. ١٩ لِأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ ٱلصَّلَاحَ ٱلَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ ٱلرَّدِيءَ ٱلَّذِي لَا أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أُمَارِسُ. ٢٠ فَإِذَا كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَا أُرِيدُ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَعْمَلُ ذٰلِكَ، بَلِ ٱلْخَطِيَّةُ ٱلسَّاكِنَةُ فِيَّ. ٢١ إِذًا أَجِدُ هٰذِهِ ٱلشَّرِيعَةَ فِي حَالَتِي: أَنَّنِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ مَا هُوَ صَوَابٌ، يَكُونُ مَا هُوَ رَدِيءٌ حَاضِرًا عِنْدِي. ٢٢ وَإِنِّي أُسَرُّ بِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ بِحَسَبِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلدَّاخِلِيِّ، ٢٣ وَلٰكِنَّنِي أَرَى شَرِيعَةً أُخْرَى فِي أَعْضَائِي تُحَارِبُ شَرِيعَةَ عَقْلِي وَتَسُوقُنِي أَسِيرًا لِشَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنَةِ فِي أَعْضَائِي. ٢٤ يَا لِي مِنْ إِنْسَانٍ بَائِسٍ! مَنْ يُنَجِّينِي مِنَ ٱلْجَسَدِ ٱلَّذِي يُكَابِدُ هٰذَا ٱلْمَوْتَ؟ ٢٥ اَلشُّكْرُ لِلّٰهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذًا أَنَا نَفْسِي بِعَقْلِي عَبْدٌ لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ، أَمَّا بِجَسَدِي فَلِشَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ.
٢٥ شباط (فبراير)–٣ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه | روما ٩–١١
«مثَل الزيتونة»
(روما ١١:١٦) وَإِذَا كَانَتِ ٱلْعَجِينَةُ ٱلْمُقَدَّمَةُ كَبَاكُورَةٍ هِيَ مُقَدَّسَةً، فَكَذٰلِكَ يَكُونُ ٱلْعَجِينُ كُلُّهُ. وَإِذَا كَانَ ٱلْأَصْلُ مُقَدَّسًا، فَكَذٰلِكَ ٱلْأَغْصَانُ.
‹يا لعمق حكمة اللّٰه!›
١٣ يُتَابِعُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ حَدِيثَهُ مُشَبِّهًا ٱلَّذِينَ سَيَصِيرُونَ جُزْءًا مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ بِأَغْصَانِ شَجَرَةِ زَيْتُونٍ رَمْزِيَّةٍ. (رو ١١:٢١) وَتُمَثِّلُ هذِهِ ٱلزَّيْتُونَةُ ٱلْبُسْتَانِيَّةُ إِتْمَامَ قَصْدِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلْعَهْدِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيِّ. وَأَصْلُ ٱلشَّجَرَةِ مُقَدَّسٌ، وَهُوَ رَمْزٌ مُلَائِمٌ إِلَى يَهْوَهَ ٱلَّذِي يَهَبُ ٱلْحَيَاةَ لِإِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ. (اش ١٠:٢٠؛ رو ١١:١٦) أَمَّا جِذْعُهَا فَيُمَثِّلُ يَسُوعَ، ٱلْجُزْءَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ. كَمَا أَنَّ ٱلْأَغْصَانَ تُشِيرُ إِلَى «ٱلْعَدَدِ ٱلْكَامِلِ» لِلَّذِينَ يُؤَلِّفُونَ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.
(روما ١١:١٧) وَإِنْ كَانَتِ ٱلْأَغْصَانُ بَعْضُهَا قَدْ قُطِعَ، وَطُعِّمْتَ أَنْتَ فِيهَا، مَعَ أَنَّكَ زَيْتُونَةٌ بَرِّيَّةٌ، وَصِرْتَ شَرِيكًا فِي أَصْلِ ٱلزَّيْتُونَةِ ٱلدَّسِمِ،
(روما ١١:٢٠، ٢١) حَسَنًا! هِيَ قُطِعَتْ بِسَبَبِ عَدَمِ إِيمَانِهَا، وَأَمَّا أَنْتَ فَثَابِتٌ بِٱلْإِيمَانِ. كُفَّ عَنِ ٱلتَّشَامُخِ بِأَفْكَارِكَ وَخَفْ. ٢١ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ ٱللّٰهُ لَمْ يُبْقِ عَلَى ٱلْأَغْصَانِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ، فَلَنْ يُبْقِيَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا.
‹يا لعمق حكمة اللّٰه!›
١٥ وَمَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ لِكَيْ يُحَقِّقَ قَصْدَهُ؟ يُوضِحُ بُولُسُ أَنَّ أَغْصَانَ زَيْتُونَةٍ بَرِّيَّةٍ طُعِّمَتْ فِي ٱلزَّيْتُونَةِ ٱلْبُسْتَانِيَّةِ لِتَحِلَّ مَحَلَّ ٱلَّتِي قُطِعَتْ. (اِقْرَأْ روما ١١:١٧، ١٨.) وَهكَذَا، «طُعِّمَ» ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ — أَمْثَالُ ٱلْبَعْضِ فِي جَمَاعَةِ رُومَا — فِي هذِهِ ٱلزَّيْتُونَةِ ٱلرَّمْزِيَّةِ، فَبَاتُوا جُزْءًا مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ. فَقَدْ كَانُوا فِي ٱلْأَصْلِ مِثْلَ أَغْصَانِ زَيْتُونَةٍ بَرِّيَّةٍ، إِذْ لَمْ تَكُنْ لَدَيْهِمِ ٱلْفُرْصَةُ أَنْ يَكُونُوا جُزْءًا مِنْ هذَا ٱلْعَهْدِ ٱلْخُصُوصِيِّ. غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ فَتَحَ ٱلطَّرِيقَ أَمَامَهُمْ كَيْ يُصْبِحُوا يَهُودًا رُوحِيِّينَ. — رو ٢:٢٨، ٢٩.
(روما ١١:٢٥، ٢٦) فَإِنِّي لَا أُرِيدُ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا هٰذَا ٱلسِّرَّ ٱلْمُقَدَّسَ، لِكَيْلَا تَكُونُوا فَطِنِينَ فِي عُيُونِ أَنْفُسِكُمْ، وَهُوَ أَنَّ تَصَلُّبًا قَدْ أَصَابَ إِسْرَائِيلَ جُزْئِيًّا إِلَى أَنْ يَدْخُلَ ٱلْعَدَدُ ٱلْكَامِلُ مِنَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْأُمَمِ، ٢٦ وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ سَوْفَ يَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «سَيَأْتِي ٱلْمُنْقِذُ مِنْ صِهْيَوْنَ وَيَرُدُّ ٱلْكُفْرَ عَنْ يَعْقُوبَ.
‹يا لعمق حكمة اللّٰه!›
١٩ حَقًّا، إِنَّ قَصْدَ يَهْوَهَ ٱلْمُتَعَلِّقَ ‹بِإِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ› يَتِمُّ بِطَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ. (غل ٦:١٦) وَقَدْ قَالَ بُولُسُ: «سَوْفَ يَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ». (رو ١١:٢٦) فَفِي وَقْتِ يَهْوَهَ ٱلْمُعَيَّنِ، سَيَخْدُمُ «جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ»، أَيْ كَامِلُ عَدَدِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلرُّوحِيِّينَ، كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَمَا مِنْ شَيْءٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَحُولَ دُونَ إِتْمَامِ قَصْدِ يَهْوَهَ.
البحث عن جواهر روحية
(روما ٩:٢١-٢٣) أَوَلَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَةٌ عَلَى ٱلطِّينِ أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِٱسْتِعْمَالٍ كَرِيمٍ وَآخَرَ لِٱسْتِعْمَالٍ مَهِينٍ؟ ٢٢ فَمَاذَا إِذًا، إِنْ كَانَ ٱللّٰهُ وَقَدْ شَاءَ أَنْ يُظْهِرَ سُخْطَهُ وَيُعَرِّفَ بِقُدْرَتِهِ، ٱحْتَمَلَ بِطُولِ أَنَاةٍ كَثِيرَةٍ وُجُودَ آنِيَةِ سُخْطٍ مُسْتَأْهِلَةٍ ٱلْهَلَاكَ، ٢٣ وَذٰلِكَ لِكَيْ يُعَرِّفَ بِغِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ سَبَقَ فَهَيَّأَهَا لِلْمَجْدِ،
دع تأديب يهوه يصوغك
٥ وَكَيْفَ يُمَارِسُ ٱلْخَزَّافُ ٱلْعَظِيمُ يَهْوَهُ سُلْطَتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ بِعِنَادٍ أَنْ يَصُوغَهُمْ؟ فَكِّرْ فِي مَا يَحْدُثُ لِلطِّينِ إِنْ أَصْبَحَ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْخَزَّافِ جِبْلَةً غَيْرَ صَالِحَةٍ لِصُنْعِ ٱلْإِنَاءِ ٱلَّذِي يُرِيدُهُ. عِنْدَئِذٍ، يُحَوِّلُهُ إِلَى نَوْعٍ آخَرَ مِنَ ٱلْآنِيَةِ أَوْ يَرْمِيهِ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ. وَعُمُومًا، يَكُونُ هُوَ ٱلْمَسْؤُولَ عَنْ فَشَلِ عَمَلِيَّةِ ٱلصِّيَاغَةِ هٰذِهِ. لٰكِنَّ ٱلْأَمْرَ مُخْتَلِفٌ كُلِّيًّا مَعَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ. (تث ٣٢:٤) فَهُوَ لَيْسَ ٱلْمَلُومَ عَلَى فَشَلِ عَمَلِيَّةِ ٱلصِّيَاغَةِ، بَلِ ٱلْمَرْءُ نَفْسُهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ بِأَنْ يَصُوغَهُ. فَيَهْوَهُ يُمَارِسُ سُلْطَتَهُ عَلَى ٱلْبَشَرِ بِتَعْدِيلِ تَعَامُلَاتِهِ مَعَهُمْ وَفْقًا لِتَجَاوُبِهِمْ. فَٱلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ يَصْنَعُ مِنْهُمْ آنِيَةً مُفِيدَةً. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ هُمْ «آنِيَةُ رَحْمَةٍ» جَرَى صَوْغُهَا ‹لِٱسْتِعْمَالٍ كَرِيمٍ›. أَمَّا ٱلَّذِينَ يُقَاوِمُونَ ٱللّٰهَ بِعِنَادٍ فَيَنْتَهِي بِهِمِ ٱلْمَطَافُ أَنْ يَكُونُوا «آنِيَةَ سُخْطٍ مُسْتَأْهِلَةً ٱلْهَلَاكَ». — رو ٩:١٩-٢٣.
(روما ١٠:٢) لِأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلّٰهِ، وَلٰكِنْ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ؛
بص
«الغيور، الغيرة»
الغيرة في غير محلها. قد يشعر الشخص بغيرة، او حماسة، صادقة لقضية معينة، لكنه يكون على خطإ ويُحزن اللّٰه. وهذه كانت حال يهود كثيرين في القرن الاول. فقد سعوا ليتبرروا من خلال اعمالهم التي يقومون بها بحسب الشريعة الموسوية. لكنَّ بولس اظهر ان غيرتهم كانت في غير محلها لأنها ليست مؤسسة على المعرفة الدقيقة. لذلك لم ينالوا البر الحقيقي من اللّٰه. فقد كان عليهم ان يدركوا خطأهم ويرجعوا الى اللّٰه بواسطة المسيح كي ينالوا البر ويتحرروا من دينونة الشريعة. (رو ١٠:١-١٠) وأحد هؤلاء هو شاول الطرسوسي. فقد كان غيورا جدا للديانة اليهودية، حتى انه راح ‹يضطهد بشدة جماعة اللّٰه ويدمرها›. كما حفظ الشريعة بحذافيرها الى حد انه صار «بلا لوم». (غل ١:١٣، ١٤؛ في ٣:٦) إلا ان غيرته للديانة اليهودية لم تكن في محلها. وبما ان نواياه حسنة، اظهر له يهوه النعمة بالمسيح وهداه الى العبادة الحقة. — ١ تي ١:١٢، ١٣.
قراءة الكتاب المقدس
(روما ١٠:١-١٥) أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِي وَتَضَرُّعِي إِلَى ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِهِمْ هُمَا لِخَلَاصِهِمْ. ٢ لِأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلّٰهِ، وَلٰكِنْ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ؛ ٣ لِأَنَّهُمْ إِذْ كَانُوا يَجْهَلُونَ بِرَّ ٱللّٰهِ وَيَطْلُبُونَ أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّهُمْ، لَمْ يَخْضَعُوا لِبِرِّ ٱللّٰهِ. ٤ لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ هُوَ نِهَايَةُ ٱلشَّرِيعَةِ، لِيَنَالَ ٱلْبِرَّ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ. ٥ فَإِنَّ مُوسَى يَكْتُبُ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱلَّذِي فَعَلَ بِرَّ ٱلشَّرِيعَةِ سَيَحْيَا بِهِ. ٦ أَمَّا ٱلْبِرُّ ٱلْآتِي مِنَ ٱلْإِيمَانِ فَيَقُولُ هٰكَذَا: «لَا تَقُلْ فِي قَلْبِكَ: ‹مَنْ يَصْعَدُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟›، أَيْ لِيُحْدِرَ ٱلْمَسِيحَ، ٧ أَوْ: ‹مَنْ يَنْزِلُ إِلَى ٱلْمَهْوَاةِ؟›، أَيْ لِيُصْعِدَ ٱلْمَسِيحَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ». ٨ لٰكِنْ مَاذَا يَقُولُ؟ «اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ»، أَيْ «كَلِمَةُ» ٱلْإِيمَانِ ٱلَّتِي نَكْرِزُ بِهَا. ٩ لِأَنَّكَ إِنْ أَعْلَنْتَ جَهْرًا تِلْكَ ‹ٱلْكَلِمَةَ بِفَمِكَ›، أَنَّ يَسُوعَ رَبٌّ، وَمَارَسْتَ ٱلْإِيمَانَ بِقَلْبِكَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، تَخْلُصْ. ١٠ لِأَنَّهُ بِٱلْقَلْبِ يُمَارِسُ ٱلْمَرْءُ ٱلْإِيمَانَ لِلْبِرِّ، وَبِٱلْفَمِ يَقُومُ بِإِعْلَانٍ جَهْرِيٍّ لِلْخَلَاصِ. ١١ لِأَنَّ ٱلْآيَةَ تَقُولُ: «كُلُّ مَنْ يُؤَسِّسُ إِيمَانَهُ عَلَيْهِ لَنْ يَخِيبَ». ١٢ فَلَا فَرْقَ بَيْنَ ٱلْيَهُودِيِّ وَٱلْيُونَانِيِّ، لِأَنَّ رَبًّا وَاحِدًا عَلَى ٱلْجَمِيعِ، غَنِيًّا لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَهُ. ١٣ فَإِنَّ «كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِٱسْمِ يَهْوَهَ يَخْلُصُ». ١٤ وَلٰكِنْ، كَيْفَ يَدْعُونَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلَا كَارِزٍ؟ ١٥ وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ ٱلْمُبَشِّرِينَ بِٱلْخَيْرَاتِ!».
[الحاشية]
a الحاشية: يُظهر الكتاب المقدس ان راحة الضمير ليست كافية دائما. مثلا، قال بولس: «لست اشعر بأن عليّ شيئا. لكنني بذلك لا اتبرر، بل الذي يفحصني هو يهوه». (١ كورنثوس ٤:٤) فعلى ما يظهر، حتى الذين يضطهدون المسيحيين كما فعل بولس سابقا، قد يشعرون براحة الضمير لأنهم يعتقدون ان اللّٰه راضٍ عن مسلكهم. فمن المهم اذًا ان يكون ضميرنا طاهرا في نظرنا ونظر اللّٰه على السواء. — اعمال ٢٣:١؛ ٢ تيموثاوس ١:٣.