مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٦-١٢ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ٦–٧
«سترى الآن ماذا سأفعل بفرعون»
مُوسى
كما لوحظ تغيّر واضح في موقف رجال اسرائيل. ففي البداية اعترفوا ان موسى مرسل من اللّٰه، ولكن عندما صعّب عليهم فرعون عملهم، تذمروا على موسى حتى انه شكا امره الى يهوه من شدة ما تثبط. (خر ٤:٢٩-٣١؛ ٥:١٩-٢٣) عندئذ قوّاه العلي كاشفا له انه قد حان وقت اتمام ما كان ابراهيم وإسحاق ويعقوب ينتظرونه، فيهوه سيكشف كاملا معنى اسمه بإنقاذ اسرائيل وجعلهم امة عظيمة في ارض الموعد. (خر ٦:١-٨) حتى آنذاك لم يسمع رجال اسرائيل لموسى. ولكن بعد الضربة التاسعة كانوا هم وموسى يدا واحدة، وأبدوا تعاونهم معه حتى انه تمكن بعد الضربة العاشرة من اخراجهم «منظمين كالجيش». — خر ١٣:١٨.
مُوسى
امام فرعون مصر: لعب موسى وهارون دورا بارزا في ‹صراع دائر بين الآلهة›. فقد حشد فرعون قوة كل الآلهة، المتمثلة بالكهنة الذين يتعاطون السحر والذين تزعمهم كما يَظهر ينيس ويمبريس (٢ تي ٣:٨)، لتقف في وجه قوة يهوه. ومع ان العجيبة الاولى التي صنعها هارون امام فرعون بتوجيه من موسى اثبتت تفوق يهوه على آلهة مصر، ازداد فرعون تصلبا. (خر ٧:٨-١٣) وفي وقت لاحق، عندما حدثت الضربة الثالثة، أُجبر حتى الكهنة على الاعتراف: «هذه اصبع اللّٰه!». وكانت ضربة الدمامل قوية جدا عليهم حتى انهم لم يتمكنوا من المثول امام فرعون ليقاوموا موسى خلال تلك الضربة. — خر ٨:١٦-١٩؛ ٩:١٠-١٢.
الضربات تليِّن وتقسِّي: قام موسى وهارون بالاعلان عن بدء كل ضربة من الضربات العشر. وقد حلت الضربات كما اعلناها، مما اكد تفويض موسى كممثل ليهوه. وهكذا اصبح اسم يهوه معلَنا ومتداولا جدا في حديث المصريين، ونجم عن ذلك موقفان احدهما ليّن والآخر متقسٍّ حيال هذا الاسم: ليّن من جهة الاسرائيليين وبعض المصريين، ومتقسٍّ من جهة فرعون ومستشاريه ومؤيديه. (خر ٩:١٦؛ ١١:١٠؛ ١٢:٢٩-٣٩) ولم يكن المصريون يعتقدون انهم اخطأوا الى آلهتهم، بل ادركوا ان يهوه هو الذي يدينها. وبعد تنفيذ الضربة التاسعة، كان موسى قد صار هو ايضا «عظيما جدا في ارض مصر، في عيون خدام فرعون وفي عيون الشعب». — خر ١١:٣.
البحث عن جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر الخروج
٦:٣ — بأية طريقة لم يُعرف اللّٰه باسمه عند ابراهيم، اسحاق، ويعقوب؟ استعمل هؤلاء الآباء الاجلاء اسم اللّٰه ونالوا وعودا منه. لكنهم لم يعرفوا او يختبروا يهوه كمتمِّم لوعوده. — تكوين ١٢:١، ٢؛ ١٥:٧، ١٣-١٦؛ ٢٦:٢٤؛ ٢٨:١٠-١٥.
مُوسى
تردد موسى لم يجعله غير اهل للمهمة: ابدى موسى بعض التردد بقوله انه ليس طلق اللسان. لقد تغير جدا، ولم يعد ذلك الشخص الذي جعل نفسه قبل ٤٠ سنة منقذ اسرائيل دون ان يطلب احد منه ذلك. واستمر يجادل يهوه، طالبا منه في النهاية ان يعفيه من المهمة. ومع ان ذلك اثار غضب يهوه، لم يرفض موسى بل جعل هارون اخاه ناطقا بلسانه. وبما ان موسى كان ممثلا للّٰه، فقد صار «إلها» لهارون الذي تكلم باسم موسى كممثل له. وفي اللقاء اللاحق مع شيوخ اسرائيل والمواجهات مع فرعون، يبدو ان اللّٰه كان يعطي موسى الارشادات والاوامر، فينقلها موسى الى هارون كي يتكلم بها امام فرعون (خليفة للفرعون الذي هرب منه موسى قبل ٤٠ سنة). (خر ٢:٢٣؛ ٤:١٠-١٧) وفي وقت لاحق قال يهوه عن هارون انه «نبي» لموسى. فكما كان موسى نبيَّ اللّٰه وينال التوجيه منه، هكذا ايضا لزم ان يتلقى هارون التوجيه من موسى. وكذلك قيل لموسى انه جُعل «إلها لفرعون»، اي انه أعطي سلطة ونفوذا إلهيين على فرعون، لذا لا داعي الآن الى الخوف من ملك مصر. — خر ٧:١، ٢.
١٣-١٩ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ٨–٩
«لا تتكبر مثل فرعون»
بص «المعرفة المسبقة، التعيين المسبق»
المعرفة المسبقة، التعيين المسبق
وحالة ابراهيم الامين التي نوقشت آنفا هي مثال على هذا المبدإ. وثمة حالة اخرى اظهرت موقفا معاكسا هي حالة فرعون المعاند الذي حدث الخروج في ايامه. فقد علم اللّٰه مسبقا ان فرعون سيرفض السماح للاسرائيليين ان يغادروا مصر «إلا بيد قوية» (خر ٣:١٩، ٢٠)، فحدَّد مسبقا الضربة التي ادت الى قتل الابكار. (خر ٤:٢٢، ٢٣) لكنَّ كثيرين يسيئون فهم حديث الرسول بولس عن تعاملات اللّٰه مع فرعون ويستنتجون ان اللّٰه يقسِّي اعتباطيا قلوب الاشخاص ليتمِّم قصده المقرَّر مسبقا دون اي اعتبار لميولهم السابقة او حالتهم القلبية. (رو ٩:١٤-١٨) زد على ذلك ما تقوله ترجمات عديدة ان اللّٰه اعلم موسى انه ‹سيقسِّي قلب فرعون›. (خر ٤:٢١؛ قارن خر ٩:١٢؛ ١٠:١، ٢٧.) إلا ان ترجمات اخرى تنقل الرواية العبرانية بحيث تذكر ان اللّٰه «ترك قلب [فرعون] يتقسى» (رذ) او «ترك قلب [فرعون] يتصلب». (عج) ويدعم ملحق ترجمة رذرهام طريقة النقل هذه، اذ يُظهر ان إتاحة الفرصة لحادثة ما او السماح بها غالبا ما يُشار اليه في اللغة العبرانية على انه سبب هذه الحادثة، وأنه «حتى الاوامر التي لا تتضمن صيغة النفي تُفهَم احيانا انها تعني مجرد السماح بأمر ما». بناء على ذلك، في الخروج ١:١٧ يذكر النص العبراني الاصلي حرفيا ان القابلتين «احيتا الاولاد الذكور»، في حين انهما في الواقع سمحتا لهم بأن يعيشوا اذ امتنعتا عن قتلهم. وبعدما اقتبس رذرهام من علماء اللغة العبرانية م. م. كاليش و ه. ف. و. جيزينيوس و ب. دايفيز ليدعم فكرته، قال ان المعنى العبراني للآيات المتعلقة بفرعون هو ان «اللّٰه سمح لفرعون ان يقسِّي قلبه، اذ ابقاه حيًّا وأعطاه الفرصة كي يُظهر ما في قلبه من شر. هذا هو المعنى بكل بساطة». — الكتاب المقدس المؤكَّد، الملحق، الصفحة ٩١٩؛ قارن اش ١٠:٥-٧.
وما يدعم هذا الفهم هو ان السجل يُظهر بشكل قاطع ان فرعون هو الذي «قسَّى قلبه». (خر ٨:١٥، ٣٢) فهو اختار بملء ارادته ان يدع عناده يسيِّره. وقد رأى يهوه مسبقا النتائج التي سيؤدي اليها هذا الميل وأنبأ بها بدقة. فالفرص المتكررة التي فسحها يهوه لفرعون اجبرته ان يتَّخذ قرارات كشفت ان قلبه قد تقسى. (قارن جا ٨:١١، ١٢.) وكما يوضح الرسول بولس باقتباس الخروج ٩:١٦، سمح يهوه للمسألة ان تأخذ مداها وجلب عشر ضربات كي يُظهر قدرته ويُعلَن اسمه في كل الارض. — رو ٩:١٧، ١٨.
ما نتعلمه من سماح اللّٰه بالشر
٦ ان ما قاله يهوه لحاكم مصر في ايام موسى يُظهِر ايضا لماذا سمح اللّٰه باستمرار الشر. فعندما منع فرعون بني اسرائيل من مغادرة مصر، لم يهلكه يهوه فورا. بل جلب عشر ضربات على الارض، مُعرِبا عن قوته بطرائق مذهلة. وعندما حذَّر يهوه من الضربة السابعة، قال لفرعون انه كان بإمكانه ان يمحوه هو وشعبه بسهولة عن وجه الارض. لكنه تابع قائلا: «لأجل هذا اقمتك لكي اريك قوتي ولكي يُخبَر باسمي في كل الارض». — خروج ٩:١٥، ١٦.
٧ وعندما انقذ يهوه الاسرائيليين، صار اسمه معروفا بالفعل. (يشوع ٢:١، ٩-١١) حتى الى هذا اليوم، بعد نحو ٥٠٠,٣ سنة، لم يُنسَ ما فعله. فلم يُعلَن اسم يهوه فحسب، بل أُعلن الحق عن الذي يحمل هذا الاسم ايضا. وهذا ما جعل يهوه يُعرَف بأنه الاله الذي يفي بوعوده ويأخذ الاجراء لمصلحة خدامه. (يشوع ٢٣:١٤) وبرهن هذا ايضا انه بسبب كونه كليّ القدرة، لا يمكن لأيّ شيء ان يعيق قصده. (اشعياء ١٤:٢٤، ٢٧) لذلك يمكننا ان نثق انه عما قريب سيتَّخذ الاجراء لمصلحة خدامه الامناء بإهلاك كامل نظام الشيطان الشرير. وهذا الاعراب عن القدرة غير المحدودة والمجد الذي يجلبه ذلك لاسم يهوه لن يُنسيا ابدا. والفوائد ستكون بلا نهاية. — حزقيال ٣٨:٢٣؛ كشف ١٩:١، ٢.
لا تنسَ يهوه
بلغت اخبار هذه الواقعة الامم المجاورة، وكان لها صدى مخيف على مدى فترة طويلة. (خر ١٥:١٤-١٦) فبعد اربعين سنة، قالت راحاب من اريحا لرجلين اسرائيليَّين: «ان رعبكم قد وقع علينا، . . . لأننا قد سمعنا كيف جفف يهوه مياه البحر الاحمر امامكم عند خروجكم من مصر». (يش ٢:٩، ١٠) حتى هذه الامم الوثنية لم تنسَ كيف انقذ يهوه شعبه. ولا ريب ان الاسرائيليين كانت لديهم اسباب اخرى عديدة ليتذكروا الههم.
البحث عن جواهر روحية
مَن هو يهوه؟
خلال الضربة الرابعة، خرَّب الذُّبّان الارض، اجتاح البيوت، وربما طار اسرابا في الهواء، الذي كان بحد ذاته هدفا للعبادة مجسَّدا في الاله شو او في الالاهة ايزيس، ملكة السماء. ونُقلت الكلمة العبرانية لهذه الحشرة الى «ذبابة،» «ذبابة الاصطبلات،» و «خُنفساء.» (ترجمة العالم الجديد؛ الترجمة السبعينية، يونڠ) واذا كان الجُعَل مشمولا، فإن المصريين ضُربوا بواسطة حشرات اعتبروها مقدسة، ولم يتمكن الناس من السير دون ان يسحقوها تحت اقدامهم. وبأية حال، علَّمت هذه الضربة فرعون شيئا جديدا عن يهوه. فعلى الرغم من ان آلهة مصر لم تستطع حماية عبّادها من الذُّبّان، فإن يهوه استطاع حماية شعبه. وهذه الضربة وكل الضربات اللاحقة اصابت المصريين وليس الاسرائيليين. — خروج ٨:٢٠-٢٤.
ب٦٦/٢ ص ١٠١-١٠٢ ف ٣
ضرب «مصريي» الوقت الحاضر بواسطة الحق
٣ كانت الضربة الرابعة التي حلت بمصر القديمة هي الضربة الاولى التي ميز اللّٰه بين شعبه اسرائيل والمصريين. وقد تكونت من الذبان، وهي مسجلة لنا في خروج ٨:٢١-٢٤. ويظهر بان الذبان كان اكبر من ذبان البيوت العادي، ويميل بالاكثر الى ذباب الكلاب او ذباب الفرس. وهاجم بعض اجناس هذا الذبان الانسان والحيوان، وبعضه الاخر هاجم الخضار فقط، كما ملأ الارض من دوده. لقد انتشر في كل البيوت المصرية، وكان الدمار الناتج عنه عظيما الى حد عنده «خربت الارض من الذبان.» ويمكن القول ان هذه الضربة كانت سببا في جلب الاحتقار لالهة ذبابة النم، وادجت. وعلى اثرها اذعن فرعون، ولكن حتى انتهاء الضربة فقط. — خر ٨:٢٨-٣٢.
نقاط بارزة من سفر الخروج
٨:٢٦، ٢٧ — لماذا قال موسى ان ذبائح اسرائيل ‹رجسة› عند المصريين؟ كان المصريون يعبدون حيوانات كثيرة. لذلك فإن ذكر الذبائح كان حجة قوية تبرر اصرار موسى وتقنع فرعون بالسماح لإسرائيل ان يصعدوا من مصر كي يذبحوا ليهوه.
٢٠-٢٦ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ١٠–١١
«اظهر موسى وهارون شجاعة كبيرة»
اكرزْ بجرأة اقتداء بيسوع
٦ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي ٱلْجُرْأَةِ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا مُوسَى وَهُوَ يَتَكَلَّمُ مَعَ فِرْعَوْنَ، حَاكِمٌ ٱعْتُبِرَ إِلهًا — ٱبْنَ إِلهِ ٱلشَّمْسِ رَعْ — وَلَيْسَ مُجَرَّدَ مُمَثِّلٍ لِلْآلِهَةِ. وَلَرُبَّمَا عَبَدَ هذَا ٱلْفِرْعَوْنُ تِمْثَالَهُ كَغَيْرِهِ مِنَ ٱلْفَرَاعِنَةِ. وَكَانَ هُوَ ٱلْآمِرَ ٱلنَّاهِيَ، وَكَلِمَتُهُ هِيَ ٱلْقَانُونَ. فَبِسَبَبِ نُفُوذِهِ وَعَجْرَفَتِهِ وَعِنَادِهِ، لَمْ يَعْتَدْ أَنْ يُمْلِي عَلَيْهِ ٱلْآخَرُونَ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ. أَمَامَ هذَا ٱلْفِرْعَونِ ٱلْمُسْتَبِدِّ، مَثَلَ ٱلرَّاعِي ٱلْمُتَوَاضِعُ مُوسَى عِدَّةَ مَرَّاتٍ دُونَ أَنْ يَسْتَدْعِيَهُ أَوْ يَرْغَبَ فِي وُجُودِهِ. وَبِمَاذَا أَنْبَأَ مُوسَى؟ بِضَرَبَاتٍ مُدَمِّرَةٍ. وَمَاذَا طَلَبَ؟ أَنْ يَأْذَنَ فِرْعَوْنُ لِمَلَايِينَ مِنْ عَبِيدِهِ بِمُغَادَرَةِ ٱلْبَلَدِ. فَكَمْ كَانَ مُوسَى بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْجُرْأَةِ! — عد ١٢:٣؛ عب ١١:٢٧.
مُوسى
الشجاعة والايمان لازمان لمواجهة فرعون: لولا قوة يهوه وعمل روحه في موسى وهارون، لما قدرا على تولي المهمة المعينة لهما. تخيل بلاط فرعون، ملك القوة العالمية دون منازع في ذلك الوقت. فوسط ابهة لا نظير لها، كان الفرعون المتعجرف المعتبَر إلها يحيط نفسه بالمستشارين والقادة العسكريين والحراس والعبيد. ويضاف اليهم القادة الدينيون — الكهنة الذين يتعاطون السحر — الذين كانوا من ابرز مقاومي موسى. وكان هؤلاء اكثر الاشخاص نفوذا في المملكة بعد فرعون نفسه. كل هذا الحشد المهيب اصطف الى جانب فرعون في تأييده لآلهة مصر. كما ان موسى وهارون لم يمثلا امام فرعون مرة واحدة، بل عدة مرات، وفي كل مرة كان فرعون يقسّي قلبه لأنه كان عاقد العزم ان يبقي عبيده العبرانيين تحت سيطرته للاستفادة منهم. حتى انه بعد اعلان الضربة الثامنة، طُرد موسى وهارون من امام فرعون، وأُمرا بعد الضربة التاسعة ألا يحاولا رؤية وجه فرعون ثانية وإلا قُتلا. — خر ١٠:١١، ٢٨.
البحث عن جواهر روحية
شهود ضد الآلهة الباطلة
١١ فيما كان الاسرائيليون لا يزالون في مصر ارسل يهوه موسى الى فرعون وقال: «ادخل الى فرعون. فإني اغلظت قلبه وقلوب عبيده لكي اصنع آياتي هذه بينهم ولكي تخبر في مسامع ابنك وابن ابنك بما فعلته في مصر وبآياتي التي صنعتها بينهم. فتعلمون اني انا (يهوه).» (خروج ١٠:١، ٢) كان الاسرائيليون الطائعون سيخبرون اولادهم بأعمال جبروت يهوه. وأولادهم، بدورهم، كانوا سيخبرون اولادهم بها، وهكذا دوالَيك من جيل الى جيل. وبهذه الطريقة كانت ستُذكر اعمال قوة يهوه. وبشكل مماثل اليوم، تقع على الوالدين مسؤولية الشهادة لاولادهم. — تثنية ٦:٤-٧؛ امثال ٢٢:٦.
الخُرُوج
وهكذا مجد يهوه اسمه وأنقذ اسرائيل من خلال هذا الاعراب المدهش عن قوته. وإذ كان بنو اسرائيل آمنين على الشاطئ الشرقي للبحر الاحمر، قاد موسى بني اسرائيل في ترنيمة، فيما اخذت اخته مريم النبية دفًّا في يدها وقادت جميع النساء بدفوف ورقص، وأخذن يجبن على ترنيم الرجال. (خر ١٥:١، ٢٠، ٢١) لقد اصبح الاسرائيليون بمنأى تام عن اعدائهم. وعندما خرجوا من مصر لم يُسمح لأي انسان او حيوان ان يؤذيهم، ولا حتى لكلب ان يهرّ او يحرك لسانه عليهم. (خر ١١:٧) وفي حين لا تذكر رواية الخروج ان فرعون دخل البحر مع قواته العسكرية وهلك، يذكر المزمور ١٣٦:١٥ ان يهوه «طرح فرعون وقوته العسكرية في البحر الاحمر».
٢٧ تموز (يوليو)–٢ آب (اغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ١٢
«ماذا يعني الفصح للمسيحيين؟»
«لا تكون إلّا فرِحا»
٤ مَاتَ يَسُوعُ فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ بم. وَفِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ، كَانَ ٱلإِسْرَائِيلِيُّونَ يَحْتَفِلُونَ بِعِيدِ ٱلْفِصْحِ ٱلْمُفْرِحِ. فَكُلَّ سَنَةٍ فِي هذَا ٱلتَّارِيخِ، كَانَتِ ٱلْعَائِلَاتُ تَتَنَاوَلُ وَجْبَةً تَشْمُلُ حَمَلًا لَا شَائِبَةَ فِيهِ. وَهذَا مَا ذَكَّرَهُمْ بِٱلدَّوْرِ ٱلَّذِي لَعِبَهُ دَمُ ٱلْحَمَلِ فِي إِنْقَاذِ أَبْكَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ قَتَلَ مَلَاكُ ٱلْمَوْتِ أَبْكَارَ ٱلْمِصْرِيِّينَ فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ سَنَةَ ١٥١٣ قم. (خروج ١٢:١-١٤) وَقَدْ رَمَزَ حَمَلُ ٱلْفِصْحِ إِلَى يَسُوعَ ٱلَّذِي قَالَ عَنْهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «قَدْ ذُبِحَ ٱلْمَسِيحُ فِصْحُنَا». (١ كورنثوس ٥:٧) فَتَمَامًا كَدَمِ حَمَلِ ٱلْفِصْحِ، يُزَوِّدُ دَمُ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكُ ٱلْخَلَاصَ لِكَثِيرِينَ. — يوحنا ٣:١٦، ٣٦.
«يكون لكم هذا اليوم تذكارا»
١٨ فَدَمُ ٱلْحَمَلِ ٱلَّذِي رَشَّهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى قَائِمَتَيْ بَابِ بَيْتِهِمْ وَعَتَبَتِهِ ٱلْعُلْيَا كَانَ وَسِيلَةً لِيُحَافِظُوا عَلَى حَيَاتِهِمْ. وَٱلْيَوْمَ، صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نُقَدِّمُ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةً لِلّٰهِ — لَا فِي يَوْمِ ٱلْفِصْحِ وَلَا فِي أَيَّامٍ أُخْرَى — غَيْرَ أَنَّ هُنَاكَ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ تَحْفَظُنَا أَحْيَاءً عَلَى ٱلدَّوَامِ. فَفِي حَدِيثِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ عَنْ «جَمَاعَةِ ٱلْأَبْكَارِ ٱلْمُسَجَّلِينَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ»، قَالَ إِنَّ «دَمَ رَشٍّ»، دَمَ يَسُوعَ، هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي تُحْفَظُ بِهَا حَيَاةُ أُولٰئِكَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (عب ١٢:٢٣، ٢٤) كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَعْتَمِدُونَ عَلَى ٱلدَّمِ عَيْنِهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْخَلَاصِ. فَيَلْزَمُنَا جَمِيعًا أَنْ نُذَكِّرَ أَنْفُسَنَا دَائِمًا بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ: «اَلَّذِي بِهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ، أَيْ مَغْفِرَةُ زَلَّاتِنَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». — اف ١:٧.
١٩ حِينَ ذَبَحَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْحَمَلَ مِنْ أَجْلِ وَجْبَةِ ٱلْفِصْحِ، مَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكْسِرُوا أَيًّا مِنْ عِظَامِهِ. (خر ١٢:٤٦؛ عد ٩:١١، ١٢) وَمَاذَا عَنْ «حَمَلِ ٱللّٰهِ» ٱلَّذِي أَتَى لِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً؟ (يو ١:٢٩) بَعْدَمَا عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ مَعَ مُجْرِمَيْنِ، سَأَلَ ٱلْيَهُودُ بِيلَاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ عِظَامُ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُعَلَّقِينَ. وَقَدْ أَرَادُوا بِذٰلِكَ أَنْ يُسَرِّعُوا مَوْتَهُمْ، فَلَا يَبْقَوْنَ عَلَى ٱلْأَخْشَابِ حَتَّى ١٥ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ، ٱلَّذِي كَانَ سَبْتًا عَظِيمًا. فَكَسَرَ ٱلْجُنُودُ أَرْجُلَ ٱلْمُجْرِمَيْنِ، «وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لِأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ». (يو ١٩:٣١-٣٤) فَلَمْ تُكْسَرْ عَظْمَةٌ مِنْ عِظَامِ يَسُوعَ تَمَامًا كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُكْسَرْ أَيٌّ مِنْ عِظَامِ حَمَلِ ٱلْفِصْحِ. وَبِهٰذَا ٱلْمَعْنَى، كَانَ هٰذَا ٱلْحَمَلُ «ظِلًّا» لِمَا حَدَثَ فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ، عَامَ ٣٣ بم. (عب ١٠:١) عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، إِنَّ مَا حَصَلَ هُوَ إِتْمَامٌ لِكَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُور ٣٤:٢٠، مِمَّا يُقَوِّي ثِقَتَنَا بِنُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
«يكون لكم هذا اليوم تذكارا»
١٣ فَمَعَ وِلَادَةِ أَجْيَالٍ جَدِيدَةٍ، كَانَ ٱلْأَبُ سَيَنْقُلُ إِلَى ٱبْنِهِ دُرُوسًا مُهِمَّةً. وَأَحَدُهَا كَانَ أَنَّ بِمَقْدُورِ يَهْوَهَ حِمَايَةَ عُبَّادِهِ. فَهُوَ لَيْسَ إِلٰهًا غَامِضًا وَوَهْمِيًّا، بَلْ إِلٰهٌ حَقِيقِيٌّ وَحَيٌّ يَهْتَمُّ بِشَعْبِهِ وَيَعْمَلُ لِمَصْلَحَتِهِمْ. وَقَدْ أَثْبَتَ صِحَّةَ ذٰلِكَ حِينَ حَمَى أَبْكَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْمَوْتِ «عِنْدَمَا ضَرَبَ ٱلْمِصْرِيِّينَ».
١٤ طَبْعًا، لَا يَشْرَحُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِأَوْلَادِهِمْ كُلَّ سَنَةٍ مَعْنَى ذٰلِكَ ٱلْفِصْحِ. وَلٰكِنْ، هَلْ تُعَلِّمُ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُ أَوْلَادَكَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَحْمِي شَعْبَهُ، كَمَا فَعَلَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ؟ هَلْ تَنْقُلُ إِلَيْهِمِ ٱقْتِنَاعَكَ ٱلرَّاسِخَ بِأَنَّ يَهْوَهَ لَا يَزَالُ ٱلْحَامِيَ ٱلْحَقِيقِيَّ لِشَعْبِهِ؟ (مز ٢٧:١١؛ اش ١٢:٢) وَهَلْ تَقُومُ بِذٰلِكَ، لَيْسَ كَمَنْ يُلْقِي مُحَاضَرَةً جَافَّةً، بَلْ مِنْ خِلَالِ نِقَاشٍ مُمْتِعٍ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ؟ اُبْذُلْ جُهْدَكَ كَيْ تَشْرَحَ لَهُمْ هٰذَا ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي يُعَزِّزُ نُمُوَّ رُوحِيَّاتِ عَائِلَتِكَ.
البحث عن جواهر روحية
القضية القضائية الكونية التي تشملكم
٨ ومَن كان سيثبت انه الاله الحقيقي الذي يمكنه تحقيق وعوده وحماية شعبه؟ كان الجواب سيأتي سريعا. فانبأ يهوه: «اصنع احكاما بكل آلهة المصريين.» (خروج ١٢:١٢) فهل تمم هذه النبوة؟ نعم! لقد جلب يهوه عشر ضربات مخربة بهدف اذلال آلهة مصر. ولا احد من تلك الآلهة استطاع حماية المصريين. والضربة العاشرة كانت مهمة على نحو خصوصي لانها قتلت ابكار المصريين، بمن فيهم بكر فرعون. وكانت هذه ضربة مباشرة لالههم الرئيسي رع (آمون رَع)، اذ اعتبر حكام مصر انفسهم آلهة، ابناء رع. وبالنسبة الى المصريين فإن موت بكر فرعون عنى موت اله.
الخيوط المشتركة في الاساطير
موت الابكار بمن فيهم بكر فرعون، الذي كان يُعتبر الها متجسِّدا. رع (امون-رع)، اله الشمس والذي كان يُمثَّل احيانا بكبش، كان عاجزا عن عرقلة ذلك
التبسيط يساعدنا على تمييز الامور الاكثر اهمية
٨ وفي ايام المحافل المقدسة خلال الاعياد السنوية لاسرائيل القديمة لم يسمح للشعب بأن يقوم بأي عمل مجهد ما عدا التحضير للعيد، بما في ذلك طعام المجتمعين. أما في مسألة الطعام هذه فقد أعلن يهوه بالتخصيص: «الا ما تأكله كل نفس فذلك وحده يُعمل منكم.» (خروج ١٢:١٦؛ لاويين ٢٣:٦-٨؛ مساعد الصفحتان ٣٧٥ و ٥٧٤) وكان القصد الاساسي من تلك المحافل القديمة مماثلا للقصد من اجتماعاتنا اليوم، اي تركيز انتباهنا على يهوه اللّٰه وتثقيفنا روحيا بأقل ما يمكن من الالتهاء. حقا هذه هي «الامور الاكثر اهمية.» وكلمات يسوع الموجهة الى مرثا في مناسبة خصوصية تعكس الفكرة نفسها. واذ اشار الى التدابير المادية قال: «الحاجة هي الى القليل، بل الى واحد.» (لوقا ١٠:٣٨-٤٢؛ ترجمة تفسيرية عربية) ونحن واثقون بأن الترتيب المبسّط يساعدنا جميعا على التيقن اننا نتمم القصد من احتفالنا معا.