مراقبين العالم
«جريمة ضد المستقبل»
«نحن نعيش على موارد مستعارة: هواء مستعار، مياه مستعارة، كل شيء مستعار،» يقول البروفسور كايث كول، امين سر معهد الاسترالي للعلوم. «ليست هنالك فعليا صناعة لا تنتج كمية خطيرة من النفايات، وثمن اصلاح البيئة سيلزم دفعه عاجلا او آجلا.» وكما ذُكر في ذا سيدني مورنينڠ هيرالد، اشار كول الى ان الجنس البشري ينتهي وقته بسرعة قبل ان يدرك العواقب الشاملة لتلويثه غير الملجَم للبيئة. والاستاذ كول ليس وحده. ففي كانون الثاني ١٩٨٨ قام ٧٥ حائزا جائزة نوبل، في اعلان مشترك صدر عن اجتماع عُقد في باريس، بتشهير «إهلاك وسلب البيئة» باعتبارهما «جريمة ضد المستقبل.» وبحسب الصحيفة السويسرية بازلر زايتنڠ، جرت مناشدة العلماء في كل مكان ان يمارسوا المسؤولية الاخلاقية في تطبيق اكتشافاتهم.
وهل يمكن ان ينعكس اتجاه الصحة البيئية المنحطة للارض؟ نعم، يقول معهد المراقبة العالمية، منظمة ابحاث مقرها واشنطن، ولكن فقط بالتعاون والاستثمار الحقيقي من قِبل الامم. ولكنّ رئيس المعهد، ليستر ر. براون، ذكر: «ان وضع العالم على اساس ثابت لن يكون سهلا، بالنظر الى الانحطاط البيئي والتشويش الاقتصادي اللذين ينتشران الآن.»
احتراق مكتبة سوفياتية
ان مكتبة المعهد الوطني للعلوم في لينينغراد، احدى اكبر مكتبات العالم، بـ ٥,١٧ مليون مجلد، تعرَّضت لحريق مخرِّب في شباط الماضي. ومن الـ ١٢ مليون كتاب مخزون في المبنى الذي اتلفته النار، تخبر ذا نيويورك تايمز، «قال موظفو المكتبة ان ٠٠٠,٤٠٠ كتاب تلاشى، ٦,٣ ملايين تضرر بالماء، ٠٠٠,١٠ تضرر بالعفن و ٥,٧ ملايين بحاجة الى عناية وقائية لاعاقة انتشار الفطر.» ان آلاف المتطوعين ساعدوا في عمل الفرز من بين الحطام وفي «تجفيف ملايين المجلدات المتضرِّرة بالماء الذي انسكب في المكتبة طوال ١٩ ساعة من قِبل ٤٠ إطفائية.» وبعض المجموعات الاقدم، المؤلفات الطبية والعلمية التي لا يجري تعويضها من القرن الـ ١٧ والـ ١٨ والـ ١٩، كانت من بين الكتب المتلَفة. ولكنّ الكتب الـ ٥٠٠,١ التي تبرع بها بطرس الكبير عندما اسس المكتبة في سنة ١٧١٤ لم تتضرر.
مساعدة الآخرين تجلب فوائد صحية
«مارسوا الرياضة قانونيا، تناولوا غذاء متزنا وافعلوا امرا حسنا لشخص ما. هذه هي النصيحة التي من المرجح ان تحصلوا عليها من طبيبكم في المستقبل القريب،» اعلنت مجلة الصحة الاميركية. ولماذا؟ لقد تعاظم الدليل على ان الغَيْرِيِّين — اولئك الذين يساعدون الآخرين — يستمدون فوائد صحية واضحة من فعل ذلك. «وجد الباحثون ان القيام بأعمال طوعية قانونية، اكثر من ايّ نشاط آخَر، زاد على نحو مثير متوسط العمر المتوقَّع (وربما الحيوية)،» تخبر المقالة. «اظهرت دراسات عديدة ان الناس بحاجة الى اناس آخرين من اجل صحتهم.» فالقلب والجهاز العصبي وجهاز المناعة تنتفع كلها من فعل الخير للآخرين. ومن ناحية اخرى، ان العداوة — التي تفصل الناس احدهم عن الآخر — تُضاعف خطر مرض القلب. «الفكرة القائلة ان الغَيْرِيَّة جيدة للناس يمكن ان يكون لها تأثير اجتماعي عميق،» لاحظت المجلة. «السامريون الصالحون قد يتوقفون عن ان يكونوا ذرية نادرة.»
شعر رمادي وحبر احمر
الرسميون الكاثوليك مهتمون بكهنتهم المسنين. فالارقام التي يصدرها مكتب الڤاتيكان للاحصاءات تُظهر ان معدل عمر نحو ٠٠٠,٤٠٠ كاهن حول العالم هو الآن ٢,٥٤ سنة — زيادة ٦,٢ سنة على السنوات الـ ١٠ الماضية. وعند تقسيمهم حسب القارات، تلاحظ الصحيفة الكاثوليكية الهولندية دي بازوين، يكون للكهنة في اوروبا معدل العمر الاعلى، ١,٥٦ سنة، فيما يكون لاولئك الذين في افريقيا المعدل الادنى، ١,٤٣ سنة. والجدير بالاهتمام اكثر كان الزيادة في بلدان فرنسا، لوكسمبورغ، سويسرا، وهولندا حيث معدل عمر الكهنة اكثر من ٦٠ سنة.
وبينما كان احصائيو الڤاتيكان يُحصون الكهنة «الرماديين» كان كاتبو حسابات الڤاتيكان يزيدون ارقاما «حمرا.» وبحسب دي بازوين، بلغ عجز الڤاتيكان للسنتين ١٩٨٦، ١٩٨٧ اكثر من ٥٠ مليون دولار اميركي. وجوسيپي كاپريو، امين صندوق الڤاتيكان، وضع اللوم على انخفاض قيمة اللِّير ونفقة المجامع الكنسية للاساقفة، وزيادة موظفي المكاتب، ورحلات البابا.