مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٠ ٢٢/‏٢ ص ١٤-‏٢١
  • الدمار المفاجئ!‏ —‏ كيف واجهوه؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الدمار المفاجئ!‏ —‏ كيف واجهوه؟‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • دمار مفاجئ اكثر
  • مذكِّر بالحاجات الاساسية
  • مواجهة دمار هوڠو
  • مواجهة زلزال كاليفورنيا
  • النمو معا في المحبة
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • المحبة المسيحية وسط الكوارث في المكسيك
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • امور لم يستطع اعصار اندرو تدميرها
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • اعمال يهوه الانقاذية الآن
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٠
ع٩٠ ٢٢/‏٢ ص ١٤-‏٢١

الدمار المفاجئ!‏ —‏ كيف واجهوه؟‏

عندما اجتاح إعصار هوڠو ڠوادلوپ يوم السبت في ١٦ ايلول ١٩٨٩ بدت الليلة بلا نهاية.‏ وقد دُعيت «‏ليلة كابوس‏.‏» وبعد ذلك ارهبت الرياح بسرعة ١٤٠ ميلا في الساعة مونتْسيرّات ومات اكثر من ٢٠ في الجزر الكاريبية هذه.‏

واذ تابع انقضاضه ضرب هوڠو سانت كيتْس ونيڤِس،‏ من جزر ليوارْد.‏ وفي الليلة التالية اتى بوحشية على سانت كْروا وسانت توماس،‏ من الجزر العذراء الاميركية.‏ وكان الدمار الذي تركه وراءه في سانت كْروا يفوق التصديق تقريبا.‏ واذ تقدَّم دمَّر الإعصار نحو ظهر يوم الاثنين الجزء الشمالي الشرقي من پورتو ريكو،‏ مخرِّبا بشكل خصوصي جزيرتي ڤييكس وكوليبرا الصغيرتين القريبتين من الشاطئ.‏

واذ جدد قوته فوق المياه استجمع هوڠو قواه لانقضاض ليلي آخر.‏ ويوم الخميس،‏ حوالي منتصف الليل،‏ اذ حزمتْ رياحا بسرعة ١٣٥ ميلا في الساعة ضربت العاصفة الهائلة ساحل كارولينا الجنوبية للولايات المتحدة.‏ فأحدثت بقعة من الدمار تمتد اكثر من مئة ميل من جنوب تشارلستون الى ما وراء شاطئ ميرتل.‏ وقوتها المدمرة استمرت في الجزء الداخلي حتى اكثر من ٢٠٠ ميل،‏ مقتلعة اعمدة الكهرباء وموقعة اشجار البلّوط الضخمة حتى شارلوت،‏ كارولينا الشمالية.‏

مئات الآلاف هربوا من المناطق الساحلية وهكذا نجوا عندما كسحت الرياح والامواج التي يبلغ ارتفاعها ١٧ قدما بيوتا كثيرة ودمرت مئات اخرى.‏ وحرفيا تضررت عشرات الآلاف من المنازل والابنية الاخرى.‏

يجب رؤية الدمار لتصديقه —‏ القوارب تكدست كاللُّعب حتى ستة بعضها فوق بعض،‏ الرمل ترسَّب الى عمق ثلاث اقدام في الشوارع،‏ الاشجار الكبيرة فوق البيوت،‏ السطوح بفجوات واسعة كما لو ان يدا عملاقة حفرتها.‏ ‹ابني يربي الديوك ليبيعها،‏› اخبرت امرأة.‏ ‹لقد شدَّها كلها الى وتد لئلا تعصف بها الريح،‏ فلم يحدث ذلك لاغلبها.‏ ولكن لم تبقَ عليها ريشة.‏›‏

ومع ذلك،‏ بسبب الاصغاء الى التحذيرات،‏ مات فقط حوالي ٢٦ شخصا في الولايات المتحدة في اثناء العاصفة،‏ واكثر من ذلك بقليل في المنطقة الكاريبية.‏ ومن جهة اخرى،‏ فان الخسائر الاقتصادية هائلة اذ تبلغ آلافا عديدة من ملايين الدولارات الاميركية.‏ والتشريع الحكومي للولايات المتحدة عقب العاصفة صنع تدبيرا لمبلغ اولي قدره ١‏,١ ألف مليون دولار اميركي في مساعدة طارئة لضحايا هوڠو،‏ اكبر مشروع قانون للاغاثة في الكوارث تجري الموافقة عليه على الاطلاق.‏ غير ان هذا السجل سرعان ما جرى التعتيم عليه.‏

دمار مفاجئ اكثر

في ١٧ تشرين الاول،‏ بعد شهر من ضرب هوڠو البلد،‏ هزّ كاليفورنيا الشمالية زلزال قوته ١‏,٧ بمقياس ريخْتَر.‏ الجسور تحطمت والابنية تساقطت والألوف إما فروا من منازلهم صارخين او شُلّوا من الخوف اذ ارتجت واهتزت الارض ١٥ ثانية او اكثر.‏ اكثر من مئة ألف منزل تضرر،‏ ومن عدة مئات الى ألف دُمِّر.‏ وبعد اسبوع من الزلزلة كان عشرة آلاف تقريبا من سكان مقاطعة سانتا كْروز لا يزالون عاجزين عن قيادة سياراتهم الى منازلهم بسبب الانهيارات التي قطعت الطرقات.‏

كان الموت والدمار سيصيران اعظم بكثير لو لم يلتصق البناؤون بالقواعد التي توصي ببناء مقاوم للزلزال.‏ مثلا،‏ كان زلزال ١٩٨٨ في ارمينيا اقل قوة ولكنّه قتل ٠٠٠‏,٢٥.‏ ولكن،‏ على ما يظهر،‏ مات اقل من ٧٠ شخصا في زلزال كاليفورنيا،‏ وكثيرون منهم عندما انهار الطريق الاعلى لقسم طوله ميل واحد من الاوتوستراد ٨٨٠ الذي يربط ما بين ولايتين على السيارات في الطريق الاسفل.‏

لم تكن هنالك قط في تاريخ الولايات المتحدة كارثة طبيعية مكلِّفة الى هذا الحد.‏ ففي الاسبوع التالي صنع التشريع الحكومي تدبيرا لاكثر من ثلاثة آلاف مليون دولار اميركي في الاغاثة.‏ ولكن سيلزم المزيد لاعادة البناء.‏ قال رئيس «اتحاد الضمان الشخصي لكاليفورنيا» ان التقدير الشامل لاضرار الزلزال بـ‍ ١٠ آلاف مليون دولار اميركي «يكون امرا معقولا.‏»‏

مذكِّر بالحاجات الاساسية

كان رجل في باحة بيته في قسم سكني من تشارلستون بعد ان ضرب هوڠو بيومين.‏ واذ كان عامل اسعاف مارا سأل الرجلُ:‏ «هل لديك كوب من الماء؟‏» وللحظة لم يتضح للعامل ان الناس ليس لديهم حتى ماء ليشربوا!‏

منذ اكثر من ٩٠٠‏,١ سنة اشار الرسول بطرس الى حاجة اساسية عند اولئك الذين هم في ظروف شاقة كهذه.‏ «نهاية كل شيء قد اقتربت،‏» قال.‏ «ولكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة.‏» (‏١ بطرس ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ كانت نهاية كامل نظام الاشياء اليهودي قريبة عندما كتب بطرس هذه الكلمات.‏ وأتت النهاية بعد سنوات قليلة،‏ في سنة ٧٠ ب‌م،‏ عندما خرَّبت الجيوش الرومانية اورشليم.‏ غير ان المسيحيين أُعطوا علامة مسبقا،‏ وأصغوا اليها وهربوا الى الجبال عبر نهر الاردن قرب مدينة پيلاّ.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏.‏

حاوِلوا ان تتخيَّلوا الوضع اذ وصل ربما ألوف من المسيحيين الى تلك المنطقة الجبلية.‏ فعلى ما يظهر لم يكن لديهم مبيت او حاجات اساسية اخرى ولكن كان عليهم ان ينصبوا مآ‌وي بديلة مؤقتة.‏ وكان هنالك نقص وشدة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٦-‏٢٠‏)‏ وماذا كانوا يحتاجون اليه على نحو خصوصي في ذلك الوقت الشاق؟‏ ‹محبة شديدة بعضهم لبعض،‏› قال بطرس.‏ نعم،‏ مساعدة بعضهم بعضا على المواجهة.‏

وهل أُظهرت مثل هذه الروح للمساعدة والمحبة عقب الخراب الاخير الذي سبَّبه هوڠو والزلزال؟‏

مواجهة دمار هوڠو

في سانت كْروا حيّا الناجون من هوڠو احدهم الآخر بعناق الفرح والارتياح،‏ سعداء جدا لكونهم احياء.‏ وسرعان ما اخذت الجهود الكبيرة للاغاثة مجراها،‏ مزوِّدة الضحايا بالمأوى والغذاء.‏ ولكنّ البعض سعوا الى الاستفادة من مصائب الضحايا.‏ والمستفيدون طلبوا اثمانا باهظة.‏ مثلا،‏ ان كيس الثلج الذي كان عادة بسعر ٧٩ سنتا بيع مقابل ١٠ دولارات.‏ وكان هنالك نهب ايضا.‏ ولكنّ اعمالا ظالمة كهذه حجبتها عموما اعمال كثيرة من اللطف والشفقة الانسانيين.‏ وجديرة بالذكر على نحو خصوصي كانت التقارير المتعلقة بجهود شهود يهوه للاغاثة.‏

وحتى قبل ان يضرب هوڠو زار الشيوخ المسيحيون اولئك الساكنين في بيوت اقل امنا وحرَّضوهم على الانتقال الى قاعات الملكوت المبنية بشكل اقوى او الى بيوت اخوتهم المسيحيين الآمنة اكثر.‏ وفي قاعة الملكوت في سمرڤيل،‏ كارولينا الجنوبية،‏ بقي اكثر من ٥٠ شخصا طوال الليل في اثناء العاصفة!‏

وفي ڠوادلوپ برهنت استعدادات كهذه للعاصفة انها منقذة للحياة.‏ ففي هذه الجزيرة وحدها دُمِّر ١١٧ بيتا للشهود،‏ فيما تضرر بشدة ٣٠٠ بيت تقريبا لشهود آخرين.‏ واضافة الى ذلك،‏ تضررت بشكل شديد ٨ قاعات للملكوت،‏ فيما تضررت ١٤ على نحو اقل شدة.‏

وعلى الرغم من ان شهودا عديدين جُرحوا،‏ فان احدا لم يُقتل،‏ سواء في ڠوادلوپ او في ايّ مكان آخر في المنطقة الكاريبية.‏ غير ان الابن الراشد لاحد الشهود قُتل عندما امتصته حرفيا الريح التي اقتلعت فجأة سطح البيت.‏

ليس حتى اليوم الثالث بعد العاصفة تمكن الرفقاء الشهود اخيرا من الاتصال هاتفيا باخوتهم في ڠوادلوپ.‏ ولكن،‏ في اثناء ذلك،‏ اجتمع النظار الجائلون ومستخدمو مكتب الفرع في الجزيرة لينظِّموا مسحا لحاجات اخوتهم،‏ اي رفقائهم الشهود.‏

والماء،‏ الغذاء،‏ اللباس،‏ والضرورات الاخرى سرعان ما تبرع بها بسخاء اولئك المنكوبون على نحو اقل خطرا.‏ كان الماء متوافرا في مكتب الفرع،‏ وكانت مبهجة للقلب رؤية الاخوة يجلبون جميع الاوعية المتوافرة ويملأونها ثم يوزعونها على الذين هم في حاجة.‏ والشهود في مارتينيك كانوا بين اوائل الذين تجاوبوا من بلدان اخرى مع حاجات اخوتهم في ڠوادلوپ.‏

وبما ان ڠوادلوپ هي تحت السيطرة الفرنسية فان شهود يهوه في فرنسا سرعان ما شحنوا جوًّا الى الجزيرة اغطية پلاستيكية سميكة،‏ حبالا من النَيْلون،‏ وصفائح پلاستيكية للماء.‏ وبعد وقت قصير شُحن نحو ١٠٠ طن مِتْري من تجهيزات البناء الى ڠوادلوپ ووُزعت حالا.‏

وعلى الفور بدأ الشهود في پورتو ريكو ايضا بتنظيم برنامج اغاثة.‏ وبحلول نهاية الاسبوع بعد العاصفة كان مئات الاشخاص من المناطق غير المنكوبة في الجزيرة ينزلون الى المدن المخرَّبة للمساعدة في ترميم البيوت.‏ وأيضا ابحر قاربان محمَّلان طعاما،‏ مواد،‏ وحوالي ٤٠ شاهدا الى جزيرة كوليبرا الصغيرة.‏ وسرعان ما كانت محطة الاذاعة هناك تمدح عمل اعادة البناء الجاري انجازه.‏ وفي نهاية الاسبوع التالية ابحر ١١٢ شاهدا،‏ ومعهم ستة اطنان من مواد البناء،‏ الى جزيرة ڤييكس الصغيرة من اجل عمل مماثل لاعادة البناء.‏

وليس حتى يوم الجمعة،‏ بعد خمسة ايام من العاصفة،‏ تمكن الاخوة من پورتو ريكو من استئجار طائرة شحن وأخذ الطعام والدواء الى سانت كْروا.‏ يخبر احد الاخوة:‏ «من الجو بدت الجزيرة كلها مثل مزبلة.‏ فالقرى بكاملها تهشَّمت وتشوَّهت.‏ وفي كل ناحية من التلال كانت هنالك قطع من الخشب،‏ المعدن،‏ والحطام؛‏ لا شيء اخضر،‏ مجرد بقايا بنية من الاشجار والعشب المحروق،‏ لفحتها عصفات ريح بسرعة تبلغ حتى ٢٠٠ ميل في الساعة.‏»‏

بعد التحقق من مقدار الاضرار شحن الشهود ٧٥ طنا تقريبا من تجهيزات البناء.‏ وخلال تشرين الاول قام حوالي مئة متطوع من پورتو ريكو بمساعدة الاخوة في اعادة ترميم سانت كْروا.‏ وخدمت قاعة للملكوت كمهجع.‏ وكان كلُّ يوم يُفتتح بمناقشة آية من الكتاب المقدس،‏ كما يجري في جميع مكاتب فروع شهود يهوه.‏ وكانت الاخوات المسيحيات المحليات يغسلن وينظفن ويطبخن للاخوة.‏

اقتصدت شيلا وِليَمْز في النفقة طوال سنوات لبناء منزل جديد،‏ وكانت قد انتقلت اليه قبل ان يدمِّره هوڠو بوقت قليل.‏ وعندما سمعت ان اخوتها المسيحيين قادمون من پورتو ريكو لمساعدة الضحايا اخبرت زملاءها في العمل.‏ ولكنهم قالوا:‏ «لن يفعلوا شيئا لك.‏ فأنت سوداء،‏ ولست اسپانية مثلهم.‏» ويا للدهشة التي اعترتهم عندما حصلت شيلا بسرعة على بيت جديد كليا!‏

واذ رأت تقاريرَ الاخبار عن الخراب في سانت كْروا ارادت بنت في الخامسة من العمر في ميشيڠان،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ان تساعد اولئك الذين خسروا ممتلكاتهم.‏ فطلبت من امها ان تأذن لها في تقديم ثوب الى بنت صغيرة بحيث ‹يمكن ان تبدو جميلة عندما تذهب الى قاعة الملكوت.‏›‏

‏«لدهشتي،‏» ذكرت الام،‏ «انتقت احد افضل اثوابها.‏» فأُرسل الثوب،‏ وكما يمكنكم ان تروا في الصفحة ١٨،‏ فان البنت في سانت كْروا مسرورة بامتلاكه.‏

بعد ان اندفع هوڠو عبر كارولينا الجنوبية صباح يوم الجمعة في ٢٢ ايلول شُكِّلت لجنة اغاثة فورا.‏ وجرى الاتصال بالشيوخ المسيحيين في كل من الجماعات الكثيرة في المناطق المنكوبة،‏ وهؤلاء بدورهم كانوا مسؤولين عن كل عضو في جماعاتهم.‏ ومن المفرح ان احدا لم يتأذَّ او يُقتل،‏ على الرغم من ان منازل بعض الشهود دُمِّرت وتلك التي لآخرين تضررت جدا.‏ واحدى قاعات الملكوت تضررت بشدة،‏ وقاعات اخرى اصيبت بالضرر الى حد ما.‏

بدت الامور في تشارلستون وحولها كئيبة بشكل خصوصي،‏ بآ‌لاف الاشجار المقطوعة،‏ مئات السطوح المرتشِحة،‏ البيوت المدمَّرة او المصدَّعة،‏ دون مياه للشرب،‏ دون كهرباء،‏ دون تبريد،‏ ودون بنزين متوافر.‏ ولكنّ الصورة تغيرت بسرعة.‏

اجتمع اخوة كثيرون معا من منطقة تشارلستون صباح يوم السبت،‏ اليوم التالي للعاصفة،‏ منتظرين المساعدة.‏ رون ادلينڠ،‏ ناظر المدينة،‏ يصف ما حدث عندما تسربت اخيرا انباء بأن شهودا من مناطق بعيدة هم في الطريق اليهم.‏ «عندما خرجنا رأينا احد اجمل المناظر التي رأيناها على الاطلاق.‏ لقد كانت هنالك قافلة،‏ وعلى النافذة الامامية للشاحنة الاولى والشاحنات التالية لافتة تقول ‹فِرق الاغاثة من الإعصار لشهود يهوه.‏›‏

‏«كانت هنالك شاحنات صغيرة،‏ سيارات،‏ شاحنات صغيرة تجرّ مقطورات،‏ ومعهم ألوف الغالونات من الماء.‏ وجلبوا مناشير بسلاسل و ٣٠٠ غالون من البنزين لتزودها بالطاقة.‏ لقد كان منظرا لن انساه ابدا.‏ في تلك اللحظة فكرت،‏ ‹انها احدى اللحظات الاروع التي اختبرتها على الاطلاق في هيئة اللّٰه.‏› فلم يجلب هؤلاء الاخوة التجهيزات اللازمة على نحو مهم فحسب بل جلبوا ايضا الرجاء.‏ وأنا متأكد ان الجميع ادركوا حينئذ اية اخوّة لدينا.‏ ومع ان ذلك قد يتطلب وقتا قليلا،‏ فقد كنا بصدد انقاذ انفسنا.‏»‏

وفي نهاية الاسبوع التالية كان ٤٠٠ عامل اسعاف من الشهود متوافرين.‏ واجمالا،‏ جرى انجاز العمل على سطوح او في باحات حوالي ٨٠٠ عائلة،‏ بما فيها عائلات عديدة ليست من الشهود.‏ وفي احد مراكز الاغاثة كان الاخوة يطعمون ما يقارب ٠٠٠‏,٣ شخص يوميا.‏ وبوجه عام،‏ تسلَّم الشهود ووزَّعوا اكثر من ٠٠٠‏,٥٠٠ پاوند من الطعام و ٠٠٠‏,١٧١ پاوند من الثياب،‏ هذا اذا لم نذكر مواد البناء الكثيرة ومواد اخرى عديدة.‏ ويوم الاحد في ٨ تشرين الاول،‏ بعد ان ضرب هوڠو بـ‍ ١٦ يوما،‏ كانت جميع قاعات الملكوت قد رُمِّمت،‏ واستأنفت الجماعات برنامجها القانوني للاجتماعات.‏

مواجهة زلزال كاليفورنيا

كان المركز السطحي لزلزال ١٧ تشرين الاول على بعد ٧٠ ميلا تقريبا جنوب سان فرنسيسكو وحوالي ١٠ اميال شمال شرق سانتا كْروز.‏ وفي هذه المنطقة الآهلة بالسكان بكثافة،‏ حيث لم تكن الهزات الارضية الخفيفة غير مألوفة،‏ رُوِّع الملايين بسبب ما بدا هزة لا نهاية لها لـ‍ ١٥ ثانية او اكثر.‏

‏«لقد تأرجح البناء جيئة وذهابا،‏» قال راي ڤادن،‏ شيخ مسيحي في سان خوسيه.‏ «تساءلت ان كان سيبقى صامدا.‏ واذ نظرت من النافذة استطعت ان ارى ان الطرقات انسدت بحركة مرور فترة الازدحام.‏ لقد كانت الساعة ٠٤:‏٥ ب‌ظ.‏

‏«وأخيرا كنا قادرين على مباشرة الاتصال بالاخوة في جماعتنا.‏ واولئك الذين لم نقدر ان نصل اليهم بالهاتف رتَّبنا ان نزورهم في بيوتهم.‏ وتطلَّب ذلك عدة ساعات بسبب ازدحام حركة المرور.‏ وعند الساعة ٣٠:‏٨ مساء علمنا انه لم يتأذَّ احد،‏ على الرغم من انه كان هنالك تكسُّر لمواد داخل بيوت كثيرة.‏ وفي اليوم التالي علمنا ان منازل بعض اخوتنا في المنطقة تضررت بشدة حتى انه كان عليهم ان ينتقلوا.‏ فأُخذوا الى منازل الرفقاء الشهود.‏»‏

قرب لوس ڠاتَس كانت اخت مسيحية تستحم في الطابق الثاني من بيتها المؤلف من طبقتين عندما انهار الطابق الاول بكامله.‏ لذلك خرجت من حوض الاستحمام الى مستوى الطابق الاول دون ان تتأذى بشكل يثير الدهشة.‏ فلو كانت في الطابق الاول لقُتلت حتما.‏

وفورا،‏ اراد الاصدقاء ان يعرفوا ماذا يمكنهم فعله للضحايا.‏ فيوم الخميس،‏ بعد يومين من الزلزال،‏ أُقيمت لجنة للاعتناء بهؤلاء.‏ ويوم السبت سلَّمت شاحنات مقفلة وسيارات اخرى الى المحتاجين خيَما،‏ اكياس نوم،‏ مصابيح نقّالة وأفرانا،‏ ألبسة،‏ مصابيح ومضية،‏ طعاما معلَّبا،‏ ماء للشرب،‏ وهلمّ جرا.‏ وفي ذلك الصباح وحده جرى التبرع بـ‍ ٠٠٠‏,٤١ دولار اميركي لصندوق الاغاثة.‏

يا للتباين مع الموقف الذي اظهره بعض الناس من العالم!‏ فقد زحف رجل الى ضحية عالقة بسيارتها تحت القسم المنهار من الاوتوستراد ٨٨٠.‏ ووعدها انه لن يؤذيها ولكنه اخذ خواتمها وجواهرها ومحفظتها وهرب دون ان يساعدها.‏ واجمالا مات اكثر من ٤٠ في انهيار الطريق،‏ ومن بينهم ماري واشنطن،‏ واحدة من شهود يهوه.‏

سرعان ما بدأت «لجنة البناء المحلية» لشهود يهوه بتخمين الاضرار.‏ قاعتان للملكوت أُصيبتا بأضرار طفيفة.‏ ولكنّ منازل شهود عديدين تضررت على نحو سيئ جدا حتى انه لزم هدمها.‏ وفرق العمل كانت قادرة على وضع عدد من المقطورات على قواعدها ثانية وعلى ترميم منازل كثيرة للاخوة وعلى اعادة بناء اخرى.‏ وجرى التبرع بمئات ألوف الدولارات الاميركية لانجاز هذا العمل.‏

فيما تقترب نهاية هذا النظام،‏ اتماما لنبوة يسوع،‏ يمكننا ان نتوقع المزيد من الزلازل والكوارث الاخرى.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏٨‏)‏ وستكون هنالك دون شك صعوبات اكثر شدة ايضا من تلك التي اختبرها المسيحيون الاولون عندما دُمِّرت اورشليم.‏ ونبوة الكتاب المقدس لها قوة اعظم ايضا في ايامنا:‏ «نهاية كل شيء قد اقتربت.‏» لذلك،‏ ماذا يلزم؟‏ «ولكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة.‏» (‏١ بطرس ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ ومن المبهج لقلوبنا بالتأكيد ان نرى محبة كهذه يجري الاعراب عنها بين اخوَّة شهود يهوه!‏

‏[الخرائط في الصفحة ١٥]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

كاليفورنيا

أوكلَنْد

سان فرنسيسكو

لوس ڠاتَس

سانتا كْروز

‏[الخريطة]‏ (‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

الولايات المتحدة الاميركية

تشارلستون

المحيط الاطلسي

پورتو ريكو

ڠوادلوپ

‏[الصور في الصفحتين ١٦،‏ ١٧]‏

الى اليمين:‏ دمار هوڠو في ساحل كارولينا الجنوبية

‏[مصدر الصورة]‏

Maxie Roberts/Courtesy of THE STATE

ادناه:‏ سيارات مكدَّسة امام مدرسة ثانوية

‏[مصدر الصورة]‏

Maxie Roberts/Courtesy of THE STATE

الى الاسفل:‏ فريق اغاثة لشهود يهوه يساعد في التنظيف والترميم

‏[الصور في الصفحة ١٨]‏

الى اليسار:‏ بنت من سانت كْروا ترتدي ثوبا ارسلته بنت في الخامسة من العمر في ميشيڠان ارادت ان تساعد

ادناه:‏ شهود يهوه في ڠوادلوپ يفرزون الطعام المتبرع به

الى اليسار الادنى:‏ شيلا وِليَمْز مع عامل اسعاف ساعد في اعادة بناء بيتها الذي دُمِّر

‏[الصورتان في الصفحة ٢١]‏

فوق:‏ الطريق الاعلى للاوتوستراد ٨٨٠ منهار على الطريق الاسفل

الى اليسار:‏ رايم ماينور في الطابق الثاني من بيتها،‏ الذي انتهى به الامر الى مستوى الطابق الاول

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة