مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٠ ٢٢/‏٨ ص ٢٥-‏٢٧
  • قِطّ الدغل المحيِّر

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • قِطّ الدغل المحيِّر
  • استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ترك ‹بطاقة زيارته›‏
  • نظرة الى عالم الجكوار
  • تجارة التهريب
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • قابلوا السِّناد
    استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • وجها لوجه مع القط الرملي
    استيقظ!‏ ٢٠١٣
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٠
ع٩٠ ٢٢/‏٨ ص ٢٥-‏٢٧

قِطّ الدغل المحيِّر

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في سورينام

رأينا زوجتي وأنا لاول مرة هذا القِطّ المحيِّر فيما كنا نسلك طريقا في الدغل.‏ «انظري!‏» صرختُ فيما دار الجِيپ دورة.‏ فقد كنا وجها لوجه مع پِنيتيڠري،‏ او بَبْر مرقَّط،‏ كما ندعو الجكوار في سورينام.‏ وجلده الاصفر الضارب الى السمرة كان يلمع وكأنه مطليّ حديثا.‏ والشمس الغاربة جعلت ألوانه قاتمة:‏ الاصفر الذهبي الى البني الضارب الى الحمرة،‏ يشحب الى الاصفر البرتقالي الخفيف على خدّيه،‏ صدره وبطنه.‏ ولكنّ الشيء الاروع كان البُقَع السوداء غير المنتظمة،‏ او الورديَّات،‏ التي تغطي كامل جسمه تقريبا.‏

والمنظر الرائع للقِطّ استحوذ كثيرا على هنود ما قبل كريستوفر كولومبس بحيث دعوه الها!‏ وقالوا ان فروه المرقَّط مثَّل سماء ليل مرصَّعة بالنجوم.‏ وحتى اليوم،‏ يعتبر البعض الجكوار ملك الحيوانات الاميركية الجنوبية الذي لا يمكن تحديه.‏ والذَكَر —‏ غالبا ما يبلغ طوله ست اقدام (‏٨‏,١ م)‏،‏ دون ان نحسب الذَنَب —‏ قد يزن حوالي ٢٥٠ پاوندا (‏١١٠ كلغ)‏!‏a ورأسه المستدير ورقبته القوية العضل؛‏ جسمه الذي يشبه البرميل؛‏ قوائمه القصيرة البدينة؛‏ اقدامه الكبيرة كلها تعبِّر عن قوة مهيبة.‏

ولكنّ جكوارنا ابتعد بخطوة بطيئة —‏ وذَنَبه ذو الرأس الاسود متقوِّس الى الاعلى —‏ وتوقف في نبت الاحراج.‏ «يا له من تمويه!‏» كنا نهمس فيما اندمج كاملا في المحيط الارقش بسبب الشمس،‏ اذ تشبه رُقَطه بُقَع الظلّ.‏

ونادرا ما يُرى الجكوار،‏ اذ يفضّل الاماكن المستورة.‏ ولأن ٨٠ في المئة من سورينام غابة مَطِيرة،‏ فانها البلد الافضل للجكوار.‏

ترك ‹بطاقة زيارته›‏

ولكنّ الجكوار يترك ‹بطاقة زيارته› في كل مكان من البلد.‏ «لقد رأيت آثار اقدامه على شواطئ الاطلسي المتوحِّلة،‏» اخبرني لاحقا احد سكان الادغال.‏ «رأيت ايضا جذوع اشجار مخدوشة على الحدود البرازيلية.‏» وجرى الاقتراح ان هذه هي طريقة يعلِّم بها الجكوار حدود مقاطعته.‏

‏«هذا صحيح،‏» يؤكد جيمس براون البالغ ٨٣ سنة من العمر،‏ دليل سابق لبعثات الادغال.‏ «غالبا ما كنا نعثر على اشجار مخدوشة،‏ مُعلنة ان پِنيتيڠري كان امامنا.‏» ويحكّ الجكوار ايضا مخالبه على الاشجار ليشحذها.‏

والطريقة الاخرى التي يشير بها الجكوار ‹كنت هنا› هي بترك علامات الرائحة والرَّوْث.‏ والدكتور ألان رابينوڤيتز انهى مؤخرا دراسة لمدة سنتين عن الجكوار.‏ وأخبرني ان الجكوار الواحد غالبا ما يعلِّم بأوتادٍ حدودَ منطقة تغطي من ١٥ الى ٤٠ ميلا مربعا (‏٤٠-‏١٠٠ كلم٢‏)‏ من الدغل الكثيف.‏ فلا عجب ان يحصل المستكشفون فقط على لمحات خاطفة عن حياة الجكوار.‏ ولكن عندما نجمع كل هذه المشاهدات معا تظهر صورة فاتنة.‏ فانظروا كيف تتجلى للعيان.‏

نظرة الى عالم الجكوار

يقترب المساء.‏ وتحيط بنا اصوات الحشرات المدندنة،‏ العصافير المغرِّدة،‏ والقِرَدة المصوِّتة.‏ ولكن،‏ استمعوا!‏ دويّ اجش ينذر بالخطر يتسرب من خلال الاشجار.‏ وبعد ذلك سكون ينذر بالشر.‏ الحيوانات الهاربة والطيور الجاثمة التي تُحدث ازيزا بانطلاقها تتفرَّق.‏ والآن دورة اخرى من الزمجرة العميقة،‏ مرعبة كزئير الاسد!‏ فيظهر ذَكَر الجكوار القوي.‏

هذه هي مملكته —‏ دغل على ضفاف النهر ومستنقعات.‏ ومن كل القططة الكبيرة فإن الجكوار هو الأكثر تأقلما في الماء.‏ وفي الواقع،‏ انه يحتاج الى الماء للَّهو والعمل على السواء —‏ اي عمل صيد السمك.‏ فيذهب بعيدا الى منطقة صيده عبر النهر.‏ ويخوض الماء برشاقة في خط مستقيم تقريبا،‏ وطوال الوقت يُبقي رأسه،‏ عموده الفقري،‏ وأعلى ذَنَبه فوق سطح الماء.‏ «الجكوار سابِح ممتاز،‏» اخبرني مستكشف الدغل هاينز هييد.‏ «انه يسبح بسرعة كبيرة جدا بحيث يُحدث موجات صدمية.‏ لقد رأيته يقطع الشلالات!‏»‏

عندما يصل الجكوار الى الضفة المقابلة يخرج وينفض الماء عن جسمه.‏ ويجثم على جذع شجرة يتدلى فوق النهر،‏ مركِّزا نظره في سطح الماء كما لو انه يريد ان يسبر العمق في الاسفل.‏ ثم،‏ بسرعة البرق،‏ ترفع قدمه الحادة المخالب فريسته الزعنفية.‏

‏«في احدى الليالي المُقمِرة،‏» يتذكر السيد هييد،‏ «رأيت جكوارا يضرب anjoemaras [سمكة] بطول ثلاث اقدام (‏متر)‏ بقوة كبيرة جدا بحيث طارت في الجو وتهشَّمت على بعد ١٥ قدما (‏٥ م)‏ خلف القِطّ.‏ ان الجكوار قوي على نحو لا يُصدَّق!‏ والعالم الاحيائي پيتر تنيسن،‏ الذي لاحظ ايضا الجكوار في البرية،‏ يقول:‏ «ذات مرة اكتشفت من علامات السَحْب على الشاطئ ان جكوارا قذف aitkantie [سلحفاة بحرية] ضخمة ١٣ قدما (‏٤ م)‏ في الجو.‏»‏

ان الجكوار ليس قويا فحسب بل ايضا متعدد البراعات.‏ انه صياد في ثلاث بيئات،‏ ماهر في الماء،‏ في البر،‏ وفي الاشجار.‏ وعندما يجتاز او عندما يتسلق الاشجار تزوِّد مخالبه موطئ قدم ثابتا،‏ كالحذاء الشوكي لمتسلق الجبال.‏ وفي البر يضم مخالبه ويتحرك كما لو انه يمشي بحذاء خفيف خافض للصوت —‏ اقدام كبيرة للتبختر.‏

ولكنّ الصياد يحتاج ايضا الى الصبر،‏ السرعة،‏ والتوقيت.‏ فلا عجب ان يستغرق الامر سنتين من التدريب الامومي قبل ان يتمكن الجكوار الصغير من الاتكال على نفسه!‏ فبعد ستة اسابيع تتبع الجراء الصغيرة امها من مكان الى آخر.‏ ولكنها تبقى مخبَّأة في غطاء ثخين فيما تسعى الام وراء الصيد.‏

وتتحرك بحذر بمحاذاة النهر الى ان تكتشف مجموعة من خنازير الماء،‏ اضخم قواضم العالم.‏ وبتحركات موقوتة تسير ببط‍ء الى الامام،‏ ثم تتوقف،‏ والنظر مركَّز في الطريدة.‏ وكامل جسمها بلا حركة،‏ اعلى ذَنَبها فقط يهتز.‏ ولكن،‏ اذ تحس بوجودها،‏ تغطس خنازير الماء في الماء.‏ إلا ان هزيمة الجكوار نادرة.‏ وفي الواقع،‏ يفوز القِطّ مرارا كثيرة بحيث دُعيت خنازير الماء «خبز الجكوار اليومي.‏»‏

والأطباق الجانبية؟‏ هنالك وفرة منها.‏ من الاغوتي الصغير الى السِّناد الثَّدِن.‏ وحتى الشَّيْهم،‏ السلاحف،‏ والكيمن ليست آمنة.‏ وأحيانا يبحث القِطّ ايضا عن المراعي بالاضافة الى الغابة.‏ «منذ ايام قليلة هاجم جكوارٌ بقرةً وعجْلا،‏» يقول احد الاطباء البيطريين روني كراننبورڠ.‏ «حدث ذلك على بعد اميال (‏كيلومترات)‏ قليلة فقط خارج البلدة.‏» ولكنّ هذه الهجمات غالبا ما تشمل جكوارا متقدما في السن طرده منافسون اصغر او حيوانات تعاني جروحا قديمة من بندقية صيد.‏

وماذا عن مهاجمة الجكوار للانسان؟‏ «كلا،‏ لا بد ان يكون ذلك نادرا،‏» يقول طبيب الحيوان.‏ ويوافق على ذلك العالم الاحيائي تنيسن.‏ فهو يتذكر السير بمحاذاة الشاطئ ذات مساء فيما كان يساعد في مشروع بحث عن سلحفاة البحر.‏ وعند عودته كشف مصباحه الكهربائي آثار اقدام الجكوار مطبوعة فوق آثار قدميه.‏ لقد كان القِطّ يتبعه!‏ وبدلا من ان يؤذيه،‏ اختفى القِطّ حالما عاد العالم الاحيائي الى حيث اتى.‏

‏«انه يهاجم السلاحف،‏» يقول الاستاذ تنيسن،‏ «لذلك عندما اضطررت الى العثور بالحفر على بيض السلحفاة في اثناء الليل شعرت بشيء من الاضطراب.‏ فصوت التراب المتساقط يشبه ذاك الذي لسلحفاة تحفر.‏ وكل ما استطعت ان افعله،‏» يتابع،‏ «هو تحريك مصباحي الكهربائي بين حين وآخر،‏ راجيا ان يعرف الجكوار ان السلاحف لا تأتي مع المصابيح الكهربائية.‏»‏

تجارة التهريب

ولكن ماذا عن تهديد الانسان للجكوار؟‏ جاك برني هو نائب السكرتير العام لمؤتمر التجارة الدولية بالانواع المعرضة للخطر للحيوانات والنباتات البرية،‏ المنظمة التي تحاول توجيه تجارة الحيوانات البرية.‏ لقد اخبرني بأن الجكوار مهدَّد على نحو خطير بالانقراض.‏ وتبادل التجارة بالجكوار هو بالتالي محظور.‏

وبحسب Focus،‏ النشرة الاخبارية لصندوق الحيوانات البرية العالمي (‏الولايات المتحدة)‏،‏ لا تزال جرائم الصيد غير الشرعي مع ذلك مشروعا مزدهرا.‏ والسبب؟‏ طلب شديد على معاطف فرو القِطّ المرقَّط!‏ فيجول مجرمو الصيد في دغل الامازون في الليل،‏ يُعمون الجكوار بوهج مصابيح كهربائية شديدة القوة،‏ ثم يطلقون النار على الحيوانات المرتاعة في الرأس.‏

وفي غضون ساعات،‏ تخبر Focus،‏ يُجفَّف جلد الجكوار في المنشر.‏ وبسرعة يُهرَّب عبر الحدود،‏ يوضع في صندوق مكتوب عليه «قهوة،‏» ويُشحن الى اوروپا.‏ وقدَّرت بعض السلطات انه يجري قتل حوالي ٠٠٠‏,٦ جكوار ويُصنَّع بهذه الطريقة سنويا.‏

ومع ذلك تتمتع سورينام في الوقت الحاضر بعدد وافر نسبيا من هذه الحيوانات البديعة.‏ فلنأمل ان تبقى على هذا النحو.‏ وإلا فقد يأتي اليوم الذي فيه لا يُرى بعدُ القِطّ المرقَّط المحيِّر.‏

‏[الحاشية]‏

a ان الجكوار الموصوف هنا هو Panthera onca onca.‏

‏[مصدر الصورة في الصفحة ٢٥]‏

H.‎ Armstrong Roberts

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة