مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩١ ٢٢/‏٥ ص ٢٠-‏٢٢
  • تفشي الكوليرا —‏ يوميَّات من افريقيا الغربية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تفشي الكوليرا —‏ يوميَّات من افريقيا الغربية
  • استيقظ!‏ ١٩٩١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏«لا داعي الى الخوف»‏
  • الخبر ينتشر
  • المعركة تأخذ في الزوال ببط‍ء
  • المرض الاكثر اثارة للرعب في القرن التاسع عشر
    استيقظ!‏ ٢٠١١
  • مراقبين العالم
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • ما يحدِّد صحتكم —‏ ما يمكنكم فعله
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • مراقبين العالم
    استيقظ!‏ ١٩٩٩
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩١
ع٩١ ٢٢/‏٥ ص ٢٠-‏٢٢

تفشي الكوليرا —‏ يوميَّات من افريقيا الغربية

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في افريقيا الغربية

كانون الاول:‏ كانت امرأة متقدمة في السن الضحية الاولى.‏ وكان الاسهال العَرَضَ الاول،‏ مائعا ومتكررا.‏ ثم اتى التقيُّؤ.‏ وكوَّنت التشنجات عُقَدا في فخذيها وبطنها.‏ وصار تنفُّسها سريعا وسطحيا،‏ تغضَّن جلدها،‏ وغارت عيناها في وقبيهما.‏ وبعد ثمان وأربعين ساعة ماتت.‏

في اليوم التالي،‏ أُصيب شخص آخر في البيت نفسه،‏ ثم آخر.‏ وبعد ذلك،‏ مرض بعض الجيران.‏ وابتدأ المرض بالظهور في القرى والبلدات المجاورة.‏ وكانت الرواية هي نفسها —‏ اسهال،‏ تقيُّؤ،‏ وفي ثلث الحالات،‏ موت.‏

فحص معهد پاستور عيِّنات براز وأكَّد اسوأ مخاوف الخبراء الطبيين.‏ لقد كان المرض الذي جلب البلوى لـ‍ ٩٣ امة في السنوات الـ‍ ٢٥ الماضية،‏ المرض المميت جدا حتى ان مجرد اسمه يوقع الخوف:‏ الكوليرا!‏

في عاصمة احد بلدان افريقيا الغربية،‏ شهدتُ شيئا من الدراما التي لازمت تفشي هذا المرض المفزع.‏ وما يلي يوميَّات لأحداث تلك السنة.‏

‏«لا داعي الى الخوف»‏

١٣ شباط:‏ في وسط اشاعات متزايدة،‏ تنشر صحيفة خبر الصفحة الاولى:‏ «الاسهال:‏ ٧٠ ميتا ولكنّ الازمة تخف.‏» وتُطمئن المقالة قرَّاءها بأنه «لا داعي الى الخوف من تفشي الكوليرا.‏»‏

٢٥ نيسان:‏ اسأل الدكتور ل.‏ بَكَّا،‏a طبيب اطفال ورئيس برنامج «السيطرة على الامراض الاسهالية» للامة،‏ عما اذا كانت اشاعات الكوليرا المتواصلة صحيحة.‏ «انها صحيحة،‏» يقول.‏ «هنالك كوليرا وهي واسعة الانتشار.‏ فمن ١٣ مقاطعة تعاني ١٠ الكوليرا.‏»‏

اسأل عن التطعيم الجماعي.‏ «لن نلقِّح الناس،‏» يقول.‏ «انه لا ينفع كثيرا سواء في الوقاية او في السيطرة على الوباء.‏ فاللقاحات الحالية فعَّالة لمدة ثلاثة الى ستة اشهر فقط.‏»‏

‏«أأنت تقول ان اللقاحات لا قيمة لها في مقاومة التفشي؟‏» اسأل.‏

‏«كلا،‏ انها منظمة الصحة العالمية التي تقول ذلك.‏»‏

‏«هل جرى تلقيحك؟‏»‏

‏«لا.‏ وكنت موجودا في مناطق عديدة حيث توجد الكوليرا،‏ وعالجت مرضى كثيرين مصابين بالكوليرا.‏»‏

يشرح بَكَّا ان الكوليرا يسببها نوع معيَّن من الضَّمَّات vibrios،‏ او الجراثيم،‏ تدخل الجسم عبر الطعام او الماء الملوَّث.‏ ثم تتجمع الضَّمَّات في الامعاء،‏ حيث تتكاثر وتنتج مادة سامة تسبب الاسهال والتقيُّؤ.‏ وبعد ذلك يمكن لهذه الضَّمَّات ان تدخل ماء الشرب او تكون على الطعام الملوَّث بالايدي غير المغسولة —‏ فينتقل المرض.‏

يشير الطبيب الى فمه.‏ «ان الامر المهم هو ما يدخل هنا،‏» يقول.‏ ويقال:‏ «يمكنكم ان تأكلوا الكوليرا ويمكنكم ان تشربوا الكوليرا،‏ ولكن لا يمكنكم ان تُعدَوا بالكوليرا!‏»‏

هل كان من المرجح ان يضرب المرض العاصمة؟‏ «لقد ضرب،‏» يقول بَكَّا.‏ «لقد ادخلنا خمس حالات الى المستشفى اليوم.‏»‏

٧ ايار:‏ ان المستشفى المحمَّل فوق طاقته مجهَّز على نحو ناقص لمواجهة وباء الكوليرا.‏ فالمرضى المصابون بالكوليرا معزولون في غرفة كبيرة ذات ارض اسمنتية ومروحة سقفية واحدة.‏ والمراحيض بعيدة اكثر من ان تُستعمل،‏ لذلك تُجمَّع المفْرَغات في قصريَّات bedpans وسطول پلاستيكية،‏ ثم تُطهَّر قبل التخلص منها.‏ هنالك الآن ١٢ مريضا —‏ رجال،‏ نساء،‏ وولدان.‏ ويبدو الجميع منهوكين وبائسين.‏

يضطجع المصابون على مقاعد خشبية.‏ لا توجد اسرَّة،‏ لا وجبات مستشفى،‏ ولا غرف منعزلة.‏ ومع ذلك،‏ لا احد يتذمر.‏ ويجري تقديم الحياة لهؤلاء الضحايا الهَزْلى والذُّبُل،‏ الحياة في شكل اكياس پلاستيكية من كوارت واحد (‏١ ل)‏ مسجَّل عليها «لاكتات رِنڠر.‏» انه محلول يُعطى عن طريق الوريد.‏

اتعلَّم ان الكوليرا تقتل بسبب التجفاف.‏ فإذ تُفقَد سوائل الجسم الحيوية والاملاح الاساسية بسبب التقيُّؤ والاسهال،‏ يذوي الجسم البشري ويموت.‏ وتقطيرات اللاكتات تخدم لتُمْهي،‏ او تعوِّض،‏ هذه السوائل وتحافظ عليها حتى يتوقف الاسهال والتقيُّؤ —‏ عادةً في غضون ايام قليلة.‏ والدواء تتراسيكلين يقتل الضَّمَّات ويقصِّر فترة العلَّة.‏

الخبر ينتشر

٢٩ ايار:‏ نشرة اخبارية لاذاعة بريطانية تنشر الخبر بأن الكوليرا قد قتلت من ٣٠٠ الى ٦٠٠ شخص في كل مكان من هذا البلد.‏ انني اعرف واحدا منهم.‏ عندما غادر الوالد من اجل العمل،‏ كان ابنه الصغير يلعب بسرور.‏ وعندما اتى الى البيت في المساء،‏ كان الصبي ميتا.‏

بعد ظهر هذا اليوم يقرر مكتب الفرع المحلي لشهود يهوه ان يرسل معلومات الى كل جماعة في البلد،‏ شارحا كيفية الاحتراز من المرض.‏

٢ حزيران:‏ اسرَّة مغطاة بشراشف پلاستيكية جرى نقلها الآن الى جناح الكوليرا.‏ يصل كل يوم عدد كبير من المرضى الجدد.‏ واولئك الذين يصلون في حالة صدمة وهم غير قادرين على شرب محلول ORS (‏املاح الإمهاء الفموية)‏ يُعطَون تقطيرات اللاكتات،‏ غالبا ثلاثة او اربعة كوارتات (‏٣-‏٤ ل)‏ في الساعة الاولى.‏b وبعد يوم او يومين،‏ يُسمح لهم بالخروج.‏ اما مرضى الحالات الخفيفة فيعالَجون بـ‍ ORS ويرسَلون الى البيت بعد ساعات قليلة.‏

تتدفق الى البلد مخزونات من لاكتات رِنڠر ورزم ORS وتُحمل بسرعة الى المراكز الصحية الريفية،‏ حيث الطلب الآن اعظم مما في المدينة.‏ ويجري توزيع اكثر من ٠٠٠‏,٦٠٠ رزمة من ORS.‏ تزوِّد الحكومة وسائل نقل لتنقل الفِرَق الطبية والمخزونات الى المناطق ذات الحاجة.‏ والبرامج الاذاعية والكتيِّبات تُعْلم الجمهور بكيفية تمكُّنهم من تجنب التقاط المرض وما يلزم فعله اذا ظهرت الاعراض.‏ وتحمل الرسالة نفسها سيارات بمكبرات الصوت تجول في العاصمة.‏

١٠ حزيران:‏ يقفز الادخال الى جناح الكوليرا الى ذروة تبلغ ٧١.‏ ويخدم الآن خمسة عشر ممرضا كأعضاء في هيئة العاملين في العيادة.‏ ويعمل اقرباء المرضى معهم للاعتناء بالمصابين.‏ ان الغرفة ملآنة —‏ اثنان للسرير.‏ ويضطجع بعض المرضى على الارض.‏

يصل الناس حاملين مرضاهم على ظهورهم.‏ فالبعض مشوا اميالا وهم مبلَّلون بالمفْرَغات.‏ تتوسل عيونهم:‏ ‹هل يمكنكم ان تنقذوا حياة ولدي .‏ .‏ .‏ اخي .‏ .‏ .‏ امي؟‏›‏

٢١ حزيران:‏ يعلن بيان صحفي:‏ «ان وزارة الصحة .‏ .‏ .‏ تريد ان تُطمئن الناس عامة بأنه لا داعي الى ايّ ذعر او هلع.‏» ومع ذلك فان الناس مذعورون!‏ فهنالك تقارير بأن لاكتات رِنڠر يجري خزنه.‏ وسائقو التاكسي يفرضون اجرة باهظة لحمل مرضى الكوليرا الى المستشفى —‏ اذا اخذوهم بأية حال.‏ والاولاد الماشون الى المدرسة الذين يمرّون بعيادة الكوليرا يشاهَدون وهم يغطّون افواههم وانوفهم بأيديهم.‏ وبعض الناس عن جهالة يأخذون تتراسيكلين يوميا،‏ آملين ان هذا سيدفع المرض.‏

اتكلم مع ألَفيا،‏ ممرضة متدربة في المستشفى.‏ انها قلقة على نحو واضح.‏ «ان احد الطباخين في دار التمريض التي لنا قد مرض بالكوليرا!‏» تعلن بقوة.‏ «ويأخذ بعض الممرضين وقت عطلة ليتجنبوا معالجة التفشي.‏»‏

ولكن لا ينفر الجميع من تقديم المساعدة.‏ سوزَن جونسون هي رئيسة ممرضات مسؤولة في احدى عيادات الكوليرا.‏ ومع انها شخص مرح عادةً،‏ فالإجهاد ظاهر اليوم.‏ واذ ادخل الجناح،‏ يأخذ قريب مريض كوبا ورقيا ويغطسه في وعاء ماء نقي.‏ «لا تضع يديك هناك!‏» تقول سوزَن بسرعة وبحدّة.‏ «ان الماء الملوَّث هو الطريقة التي بها ينتشر هذا المرض!‏» تنظر اليّ وتقول بخيبة:‏ «انهم لا يفهمون.‏»‏

المعركة تأخذ في الزوال ببط‍ء

١ ايلول:‏ في كل مكان من البلد،‏ جرى الإخبار الآن رسميا عن ٢٠٠‏,١٠ حالة،‏ ٧٩٦ وفاة.‏ وحدثت معظم الوفيات عندما لم تنل الضحايا المعالجة الطبية او لم تنلها سريعا الى حد كاف.‏

من الـ‍ ٣٤١‏,٣ مريضا الذين أُدخلوا الى العيادات هنا،‏ مات ١ فقط من كل ٩٣.‏ ومعظم هؤلاء كانوا على شفا الموت عندما جُلبوا.‏ والبعض كانوا فاقدي الوعي بسبب التجفاف المتقدم.‏ ففي هذه المرحلة يصير الدم كثيفا وقاتما،‏ وتصاب الأوردة بالوهط.‏ وكإجراء عاجل،‏ يجري تسريب لاكتات رِنڠر مباشرة الى داخل الوريد الوداجي jugular او الشريان الفخذي femoral.‏

٣٠ كانون الاول:‏ ولَّى التفشي.‏ اصيب ٠٠٠‏,١٤ شخص تقريبا،‏ ومات ٢١٣‏,١.‏ ان ذلك مدعاة للسخرية.‏ فالاطباء يعرفون ما الذي يسبب الكوليرا،‏ كيف تنتشر،‏ وكيفية انقاذ حياة الضحايا.‏ ولكن الكوليرا بعيدة عن ان تُقهر.‏ وعجْز الانسان عن منع حدوث اوبئة كهذه يؤكد على نحو مذهل نبوة يسوع بأن «أوبئة» ستسم هذه «الايام الاخيرة.‏» —‏ لوقا ٢١:‏١١؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

أريْتُ الدكتور س.‏ هاردينڠ،‏ شخصية رئيسية خلال هذا الوباء،‏ آية الكتاب المقدس في اشعياء ٣٣:‏٢٤‏.‏ وتنبئ هذه بوقت فيه «لا يقول ساكن انا مرضت.‏» فنظر باهتمام الى العدد،‏ ثم قال:‏ «اذا كان ذلك ما يقوله الكتاب المقدس،‏ فلا بد ان يكون صحيحا.‏» وبالفعل،‏ انه صحيح!‏ ويا للراحة التي ستكون عندما يتم اخيرا هذا الوعد!‏

‏[الحاشيتان]‏

a جرى تغيير الاسماء.‏

b انظروا «شراب ملحي ينقذ الحياة!‏» في عدد ٢٢ ايلول ١٩٨٥ من استيقظ!‏،‏ بالانكليزية.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٢]‏

عندما تضرب الكوليرا!‏

ان ماء الشرب هو المصدر الرئيسي للخمج بالكوليرا.‏ فالجراثيم المسؤولة عن الكوليرا تأتي من الفضلات البشرية وتدخل ماء الشرب نتيجة لنقص في حفظ الصحة.‏ فشرب او استعمال الماء الملوَّث هذا يمكن ان يؤدي الى الخمج.‏ والعَرَض البارز للكوليرا هو الاسهال.‏ ويُحدث هذا خسارة كبيرة في السوائل،‏ مؤديا في الاغلب الى الصدمة وحتى الموت.‏ فلمنع حدوث الخمج بالكوليرا:‏

١-‏ استعملوا فقط ماء مغليّا،‏ نقيا،‏ او معالَجا.‏

٢-‏ اغسلوا ايديكم بالصابون والماء قبل لمس الطعام

وقبل الاكل.‏

٣-‏ غطّوا الطعام لتحموه من الذباب.‏

٤-‏ اغسلوا الطعام النيء بماء نقي او معالَج.‏

٥-‏ استعملوا مرحاضا او مكانا ملائما بعيدا عن الينابيع،‏ الانهار،‏

والجداول —‏ لا البرِّية.‏

٦-‏ اذا حدث الخمج،‏ فاحملوا المريض بسرعة الى طبيب او مركز صحي.‏

المصدر:‏ منظمة الصحة العالمية

‏[مصدر الصورة في الصفحة ٢١]‏

WHO photo by J.‎ Abcede

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة