مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩١ ٨/‏١٠ ص ٧-‏١١
  • ‏«للشفاء وقت»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«للشفاء وقت»‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الكبت —‏ صراع في العقل
  • قيمة الاعتراف
  • نيل الدعم
  • التخلُّص من الذنب والخجل
  • التراضي مع والديكم
  • الشفاء الروحي
  • الجروح المخفية للاساءة الى الاولاد
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • الوقاية في البيت
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • اعتقادات خاطئة شائعة
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • المحبة والعدل في وجه الشر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٩
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩١
ع٩١ ٨/‏١٠ ص ٧-‏١١

‏«للشفاء وقت»‏

كانت آن شخصا يصغي بتعاطف الى مشاكل الناس الآخرين؛‏ منقذا لكل فرد لديه مشكلة.‏ واذ كانت متزنة وبدون عيب في المظهر،‏ لم تبدِ اي تلميح ان لديها جروحا عاطفية مخفية،‏ الى ان ابتدأت ذات يوم تتذكر.‏ «كنت في العمل،‏» تذكر آن،‏ «وابتدأت اتألم واشعر بالخجل على نحو شديد.‏ ولم اتمكن من الوقوف!‏ تعذَّبت طوال ايام.‏ وبعد ذلك تذكرت زوج امي يتحرش بي —‏ حقا،‏ كان ذلك اغتصابا،‏ ولم تكن المرة الوحيدة.‏»‏

يوجد «للشفاء وقت.‏» (‏جامعة ٣:‏٣‏)‏ وبالنسبة الى كثيرين من ضحايا الاساءة الى الاطفال —‏ مثل آن —‏ يكون استحضار الذكريات المدفونة لزمن طويل جزءا مهما في عملية الشفاء.‏

ولكن كيف يمكن للشخص ان ينسى امرا جارحا كالاعتداء الجنسي؟‏ تأملوا كم يكون الولد عاجزا قبالة اقترابات اب او راشد قوي آخر.‏ فلا يمكنه ان يهرب.‏ ولا يجرؤ على الصراخ.‏ ولا يجرؤ على إخبار —‏ اي شخص!‏ وعلاوة على ذلك،‏ ربما يكون مضطرا ان يواجه المسيء كل يوم ويتصرف كما لو انه لم يحدث شيء.‏ وأن يحافظ على ادِّعاء كهذا يكون صعبا على الراشد؛‏ وهو مستحيل تقريبا بالنسبة الى الولد.‏ لذلك يستعمل الخيال الهائل الموهوب للاولاد ويهرب عقليا!‏ ويدَّعي بأن الاساءة لم تحدث،‏ اذ يمحيها او يميت احاسيسه بها.‏

وفي الواقع،‏ من وقت الى آخر،‏ نحجب جميعنا امورا لا نريد ان نراها او نسمعها.‏ (‏قارنوا ارميا ٥:‏٢١‏.‏)‏ ولكنّ ضحايا الاساءة يستعملون هذه المقدرة كوسيلة للنجاة.‏ يخبر بعض الضحايا:‏ «ادَّعيت بأن ذلك حدث لشخص آخر وانني كنت مجرد مشاهد.‏» «ادَّعيت بأنني كنت نائمة.‏» «صنعت مسائلي الرياضية عقليا.‏» —‏ قوي في الاماكن المكسورة،‏ بواسطة ليندا ت.‏ سانفورد.‏

ليس مدهشا،‏ اذًا،‏ ان يؤكد كتاب النجاة من الاساءة الجنسية الى الاولاد:‏ «يقدَّر انه حتى ٥٠ في المئة من الناجين من الاساءة الجنسية الى الاولاد هم غير مدركين لهذه الاختبارات.‏» ومع ذلك قد يتذكر البعض الاساءة نفسها ولكنهم يحجبون المشاعر المرتبطة بها —‏ الالم،‏ الغيظ،‏ الخجل.‏

الكبت —‏ صراع في العقل

أليس من الافضل،‏ اذًا،‏ ان تبقى هذه الامور مدفونة —‏ ان يصرف الضحايا النظر عنها؟‏ قد يختار البعض حقا فعل ذلك.‏ ولكنّ آخرين لا يستطيعون.‏ والامر يكون كما تقول ايوب ٩:‏٢٧‏:‏ «إن قلت:‏ أنسى ضيقتي،‏ وأُطلق أساريري،‏ وأبتسم وأُبدي بِشْرا،‏ فإني اظل اخشى أوجاعي.‏» (‏ترجمة تفسيرية)‏ فكبت الذكريات المرعبة جهد عقلي منهك،‏ لعبة صراع شديد يمكن ايضا ان تكون لها عواقب صحية خطيرة.‏

واذ تكبر الضحية،‏ غالبا ما تُضعِف ضغوط الحياة مقدرتها على كبت الماضي.‏ وقد يثير اثر رائحةِ عطر،‏ وجه مألوف للنظر،‏ صوت مروِّع،‏ او حتى فحص من قبل احد الاطباء او طبيب اسنان هجوما مرعبا للذكريات والمشاعر.‏a ألا يجب ان تحاول جاهدة لتنسى؟‏ عند هذه النقطة يجد ضحايا كثيرون الراحة في محاولة التذكر!‏ تقول امرأة اسمها جيل:‏ ‏‹ما ان تظهر الذكريات حتى تفقد قوتها.‏ فإبقاؤها في الداخل مؤلم وخطير اكثر من التخلص منها.‏›‏

قيمة الاعتراف

ولماذا الامر كذلك؟‏ السبب الاول هو ان التذكُّر يسمح للضحية بأن تحزن.‏ والحزن هو رد فعل طبيعي للجرح؛‏ انه يساعدنا على وضع الحوادث المزعجة وراءنا.‏ (‏جامعة ٣:‏٤؛‏ ٧:‏١-‏٣‏)‏ ولكنّ ضحية الاساءة تُحرم فرصة التعبير عن حزنها،‏ تُجبر على انكار اختبارها المروِّع،‏ تُجبر على قمع ألمها.‏ وكبت كهذا يمكن ان يؤدي الى ما يدعوه الاطباء اضطراب الاجهاد بعد الجرح —‏ حالة خَدِرة مجرَّدة فعليا من العاطفة.‏ —‏ قارنوا مزمور ١٤٣:‏٣،‏ ٤‏.‏

وعندما تبدأ الذكريات بالعودة،‏ قد تحيي الضحيةُ فعليا الاساءةَ من جديد.‏ حتى ان بعض الضحايا يرجعون مؤقتا الى حالة الطفولة.‏ «عندما يجري تصوُّر الحادث الماضي،‏» تذكر جيل،‏ «غالبا ما اعاني اعراضا جسدية.‏ واحيانا تكون الذكريات شديدة الوطأة،‏ اشعر بأنني أُدفع الى الجنون.‏» وغيظ الطفولة المكبوت لزمن طويل يمكن الآن ان يظهر فجأة.‏ «التذكر غمرني بالكآ‌بة والغضب،‏» تقول شيلا.‏ ولكن في هذه الظروف الاستثنائية يكون الغضب ملائما.‏ فأنتم تحزنون،‏ تعبِّرون عن الغيظ البار المكتوم!‏ ولكم الحق ان تكرهوا الاعمال الشريرة المرتكبة ضدكم.‏ —‏ رومية ١٢:‏٩‏.‏

تقول احدى ضحايا الاساءة:‏ «عندما تمكَّنت من التذكر فعلا،‏ احسست بالراحة كثيرا .‏ .‏ .‏ على الاقل عرفت الآن ما اعالجه.‏ وبقدر ما كان صعبا عليّ ان اتذكر،‏ اعاد ذلك لي جزءا من حياتي التي صارت مروِّعة لانها كانت مجهولة وغامضة جدا.‏» —‏ الحق في البراءة.‏

والتذكُّر يمكن ان يساعد الضحية ايضا على الوصول الى جذر بعض مشاكلها.‏ «كنت اعرف دائما ان لديَّ كرها للذات وغضبا عميقين ولكنني لم اكن اعرف السبب،‏» تقول احدى ضحايا سفاح القربى.‏ والتذكُّر يساعد الكثيرين على الادراك ان ما حدث ليس غلطتهم؛‏ انهم وقعوا ضحية.‏

طبعا،‏ لا يتذكر الجميع الاساءة اليهم على نحو مأساوي وواضح كالآخرين.‏ ويوافق مشيرون كثيرون انه ليس من الضروري تذكُّر كل تفاصيل الاساءة الى الفرد لكي يُشفى من تأثيراتها.‏ فمجرد الاعتراف بأن الاساءة حدثت يمكن ان يكون خطوة كبيرة نحو الشفاء.‏ —‏ انظروا الاطار في الصفحة ٩.‏

نيل الدعم

اذا كنتم ضحية الاساءة الجنسية الى الاطفال،‏ فلا تتحملوا اعادة الذكريات وحدكم.‏ ويكون مساعدا ان تتحدثوا كاملا عن مشاعركم.‏ (‏قارنوا ايوب ١٠:‏١؛‏ ٣٢:‏٢٠‏.‏)‏ وبعض المنزعجين على نحو شديد قد يقرِّرون ان يطلبوا المساعدة من طبيب ذي اهلية،‏ مشير،‏ او اختصاصي في الصحة العقلية.‏ وعلى اي حال،‏ فإن الصديق الموثوق به،‏ رفيق الزواج،‏ اعضاء العائلة،‏ او الشيوخ المسيحيين الذين يصغون بتعاطف واحترام يمكن ايضا ان يكونوا داعمين ذوي قيمة كبيرة.‏b «مساعدي الاكبر كان صديقتي الفضلى،‏ جولي،‏» تقول جانيت.‏ «لقد سمحت لي بأن اتكلم مرارا وتكرارا عن الذكرى.‏ سمحت لي بأن اشعر بالعواطف التي تنتج.‏ لقد اصغت وتجاوبت بتفهُّم.‏»‏

الثقة عمل محفوف بالمخاطر،‏ وقد تشعرون بعدم استحقاق نيل مساعدة احد —‏ او تكونون خجولين اكثر من ان تتكلموا عن الاساءة اليكم.‏ ولكنّ الصديق الحقيقي ‹يولد للشدة› وقد يمنح مساعدة ذات قيمة اذا منحتموه او منحتموها فرصة.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ ومع ذلك،‏ كونوا انتقائيين بشأن مَن تثقون به.‏ تعلَّموا ان تظهروا همومكم تدريجيا.‏ واذا اثبت الصديق انه متعاطف وكتوم،‏ فعندئذ قد تحاولون البوح بمعلومات اكثر.‏

ويكون مساعدا ايضا ان تعتنوا جيدا بأنفسكم جسديا.‏ احصلوا على ما يكفي من الراحة.‏ قوموا بالتمارين على نحو معتدل.‏ حافظوا على غذاء صحي.‏ واذا كان ممكنا،‏ فبسِّطوا حياتكم.‏ اشعروا بالحرية في البكاء.‏ وقد يبدو ان الالم لن ينتهي ابدا،‏ ولكنه بعد مدة سيهدأ.‏ وتذكروا:‏ انكم اجتزتم الاساءة كولد عاجز —‏ ونجوتم!‏ وكراشد لديكم الامكانيات والمقدرات التي لم تكن لديكم في ذلك الحين.‏ (‏قارنوا ١ كورنثوس ١٣:‏١١‏.‏)‏ لذلك واجهوا ذكرياتكم المؤلمة وسكِّنوها.‏ واتكلوا على اللّٰه من اجل القوة.‏ قال صاحب المزمور:‏ «عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي.‏» —‏ مزمور ٩٤:‏١٩‏.‏

التخلُّص من الذنب والخجل

ان انهاء لوم الذات هو عمل مهم آخر للشفاء.‏ «حتى الآن من الصعب عليّ ان افكر انني كنت بريئة،‏» تقول ضحية اسمها ريبا.‏ «اتساءل،‏ لماذا لم اوقفه؟‏»‏

ولكن اذكروا ان المسيئين يستعملون الوسائل الاكثر خبثا للارغام:‏ السلطة (‏‹انا ابوكِ!‏›)‏،‏ التهديدات (‏‹سأقتلكِ اذا اخبرتِ احدا!‏›)‏،‏ القوة الجسدية الوحشية وايضا الذنب (‏‹اذا اخبرتِ احدا،‏ فسيذهب ابوكِ الى السجن.‏›)‏.‏ وعلى الضد من ذلك،‏ يستعمل البعض الاقناع اللطيف او الهدايا والرُشى.‏ والبعض يسيئون تمثيل النشاطات الجنسية بصفتها لعبة او عاطفة ابوية.‏ «قال ان هذا ما يفعله الناس عندما يحبون واحدهم الآخر،‏» تذكر احدى الضحايا.‏ فكيف يمكن للولد الصغير ان يقاوم مثل هذا الابتزاز والخداع العاطفي؟‏ (‏قارنوا افسس ٤:‏١٤‏.‏)‏ نعم،‏ يستغل المسيء بعدم اكتراث واقع كون الاولاد عاجزين،‏ بلا دفاع،‏ «اولادا في الشر.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٢٠‏.‏

وبعد ذلك،‏ ربما تحتاجون الى تذكير انفسكم كيف كنتم بلا دفاع وعاجزين كولد.‏ ويمكن ان تحاولوا صرف الوقت مع بعض الاولاد الصغار او النظر الى صور طفولتكم.‏ والاصدقاء الداعمون يمكن ان يساعدوا ايضا بتذكيركم دائما ان الاساءة لم تكن غلطتكم.‏

ومع ذلك،‏ تقول احدى النساء:‏ «اشمئز عندما اتذكر المشاعر التي اثارها ابي فيّ.‏» ويذكر بعض الضحايا (‏٥٨ في المئة في دراسة واحدة)‏ اختبار الاثارة الجنسية خلال التحرش.‏ وعلى نحو مفهوم،‏ يسبب ذلك لهم الكثير من الخجل.‏ ولكنّ كتاب النجاة من الاساءة الجنسية الى الاولاد يذكرنا ان:‏ «الاثارة الجسدية [هي] ببساطة [استجابة] الجسم التلقائية للمسه او اثارته بطرائق معينة» وان الولد «ليست لديه سيطرة على هذه الاثارة.‏» فالمسيء وحده يتحمل المسؤولية الكاملة عما حدث.‏ لم تكن غلطتكم!‏

وتعزّوا ايضا بالمعرفة ان اللّٰه يعتبركم «بلا لوم و (‏ابرياء)‏» في القضية.‏ (‏فيلبي ٢:‏١٥‏)‏ وعلى مر الوقت فإن اي حث على الانهماك في السلوك المدمِّر للذات قد يضعف،‏ ويمكن ان تتعلّموا ان تُعِزّوا جسدكم.‏ —‏ قارنوا افسس ٥:‏٢٩‏.‏

التراضي مع والديكم

قد يتبيَّن ان ذلك هو احد المهمات الاصعب للشفاء.‏ فالبعض لا يزالون مملوئين بالغضب،‏ بأوهام الثأر —‏ او الذنب.‏ قالت احدى ضحايا الاساءة:‏ «انا مكتئبة لانني اعتقد ان يهوه يتوقع مني ان اسامح الذي تحرش بي،‏ وانا لا استطيع ذلك.‏» ومن ناحية اخرى،‏ قد تعيشون في خوف رهيب من المسيء اليكم.‏ او قد تملكون مشاعر عدائية نحو امكم اذا تجاهلت الاساءة او تجاوبت برفض او غضب عندما كُشفت الاساءة.‏ «قالت لي امي انه يجب ان اتعامل بتسامح مع [ابي]،‏» تذكر احدى النساء بمرارة.‏

من الطبيعي تماما ان يشعر المرء بالغضب عندما يعاني الاساءة.‏ ومع ذلك،‏ فإن الروابط التي تجعل العائلات ملتصقة يمكن ان تكون قوية،‏ وربما لا تريدون ان تقطعوا كل اتصال بوالديكم.‏ وربما تكونون ايضا على استعداد ان تتأملوا في المصالحة.‏ ولكنّ الكثير يعتمد على الظروف.‏ فالضحايا احيانا يميلون الى مسامحة والديهم فورا —‏ غير مبرِّرين الاساءة،‏ بل رافضين ان يملأهم الاستياء او يسيطر عليهم الخوف.‏ واذ يفضِّلون تجنب مواجهة عاطفية،‏ يكتفي البعض بأن ‹يتكلموا في قلوبهم› وينسوا القضية.‏ —‏ مزمور ٤:‏٤‏.‏

ولكن قد تشعرون بأن القضايا يمكن ان تُحلّ فقط بمواجهة والديكم بالاساءة —‏ شخصيا،‏ بواسطة الهاتف،‏ او بواسطة رسالة.‏ (‏قارنوا متى ١٨:‏١٥‏.‏)‏ واذا كان الامر كذلك،‏ فتأكدوا من انكم شُفيتم على نحو كاف —‏ او على الاقل تملكون ما يكفي من الدعم —‏ للصمود امام العاصفة العاطفية التي يمكن ان تهبّ.‏ وبما ان القليل يمكن انجازه بمباراة الصراخ،‏ حاولوا ان تكونوا ثابتين ولكن هادئين.‏ (‏امثال ٢٩:‏١١‏)‏ ويمكن ان تبدأوا بذكر (‏١)‏ ما حدث،‏ (‏٢)‏ كيف اثر ذلك فيكم،‏ (‏٣)‏ وما تتوقعون منهم الآن (‏كالاعتذار،‏ دفع فواتير الطبيب،‏ او تغييرات في السلوك)‏.‏ وعلى الاقل،‏ فإن عرض المشكلة يمكن ان يساعد على تبديد اية مشاعر طويلة الامد بأنكم عاجزون.‏ ويمكن ان يفسح مجالا لعلاقة جديدة مع والديكم.‏

مثلا،‏ قد يعترف والدكم بالاساءة،‏ معبِّرا عن الندم العميق.‏ ويمكن ان يكون قد قام ايضا بجهود مخلصة للتغيير،‏ ربما بالحصول على علاج من اجل ادمان الكحول او بطلب درس في الكتاب المقدس.‏ وقد تلتمس امكم على نحو مماثل مسامحتكم على فشلها في حمايتكم.‏ واحيانا قد تنتج مصالحة تامة.‏ ومع ذلك،‏ لا تندهشوا اذا كنتم لا تزالون تشعرون بردود فعل متضادة تجاه والديكم وتفضلون ان لا تندفعوا الى علاقة حميمة بهم.‏ ولكنكم على الاقل،‏ قد تتمكنون من استعادة العلاقات العائلية المعتدلة.‏

ومن ناحية اخرى،‏ قد تثير المواجهة سيلا من الانكار والاساءة الشفهية من المتحرش واعضاء العائلة الآخرين.‏ والاسوأ،‏ قد تكتشفون انه لا يزال يشكل تهديدا لكم.‏ عندئذ قد تكون المسامحة غير ملائمة،‏ والعلاقة الحميمة غير ممكنة.‏ —‏ قارنوا مزمور ١٣٩:‏٢١‏.‏

ومهما حدث،‏ قد يتطلب الامر وقتا كبيرا قبل ان تهدأ مشاعركم المجروحة.‏ وقد تحتاجون الى تذكير انفسكم تكرارا بأن العدل الاخير هو للّٰه.‏ (‏رومية ١٢:‏١٩‏)‏ ومناقشة الامور مع مصغٍ داعم او حتى التعبير عن مشاعركم بالكتابة قد يساعدكم بطريقة مماثلة على التخلص من غضبكم.‏ وبمساعدة اللّٰه يمكنكم ان تتغلبوا على غضبكم.‏ ومع مرور الوقت،‏ لا تعود المشاعر المجروحة تسيطر على تفكيركم.‏ —‏ قارنوا مزمور ١١٩:‏١٣٣‏.‏

الشفاء الروحي

لا يسمح لنا المجال بأن نناقش كل القضايا العاطفية،‏ السلوكية،‏ والروحية ذات العلاقة.‏ ويكفي القول انه يمكنكم فعل الكثير لتسهِّلوا شفاءكم «بتجديد اذهانكم» بمساعدة كلمة اللّٰه.‏ (‏رومية ١٢:‏٢‏)‏ و ‹امتدّوا الى ما هو قدّام،‏› مالئين حياتكم بالافكار الروحية والنشاط الروحي.‏ —‏ فيلبي ٣:‏١٣؛‏ ٤:‏٨،‏ ٩‏.‏

مثلا،‏ يجد كثيرون من ضحايا الاساءة تعزية كبيرة بمجرد قراءة المزامير.‏ ومع ذلك،‏ تأتي فوائد اعظم ايضا بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس باجتهاد.‏ وعلى مر الوقت يمكن ان يخف الضغط المتعلق بالزواج.‏ (‏افسس ٥:‏٢١-‏٣٣‏)‏ والسلوك المدمِّر يمكن ان يتوقف.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏)‏ والمشاعر الجنسية غير السليمة يمكن ان تُشفى.‏ (‏امثال ٥:‏١٥-‏٢٠؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏١-‏٥‏)‏ ويمكنكم ايضا ان تتعلَّموا الاتزان في علاقاتكم الشخصية وتبنوا حدودا ادبية ثابتة.‏ —‏ فيلبي ٢:‏٤؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١١‏.‏

يمكنكم التأكد ان:‏ الشفاء يتطلب تصميما حقيقيا وجهدا فائقا!‏ ومع ذلك،‏ فالمزمور ١٢٦:‏٥ يؤكد لنا:‏ «الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج.‏» وتذكروا ايضا ان الاله الحقيقي،‏ يهوه،‏ مهتم بخيركم.‏ فهو «قريب .‏ .‏ .‏ من المنكسري القلوب ويخلِّص المنسحقي الروح.‏» (‏مزمور ٣٤:‏١٨‏)‏ تقول احدى ضحايا الاساءة:‏ «عندما ادركت اخيرا ان يهوه يدري بكل شعور لديَّ وانه يهتم —‏ يهتم حقا —‏ حينئذ شعرت اخيرا بالسلام في الداخل.‏»‏

وإلهنا المحب،‏ يهوه،‏ يقدم ايضا اكثر من سلام العقل.‏ انه يعد بعالم جديد من البر،‏ حيث سيمحو كل ذكرى لالم الطفولة.‏ (‏رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏؛‏ انظروا ايضا اشعياء ٦٥:‏١٧‏.‏)‏ وهذا الرجاء يمكن ان يدعمكم ويقوّيكم فيما تتقدمون نحو الشفاء الكامل.‏

‏[الحاشيتان]‏

a بعض الذكريات يبدأ استحضارها في شكل آلام نفسية جسدية؛‏ واخرى في شكل هلوسات يمكن ان يُظن انها نشاط شيطاني —‏ حسّ مقتحمين،‏ كفتح الابواب؛‏ شخصيات كالاشباح تنتقل عبر المداخل والنوافذ؛‏ الشعور بوجود غير منظور في السرير.‏ ومثل هذا الانزعاج يزول عموما عندما تُستحضر الذكريات كاملا.‏

b ثمة معلومات قيِّمة حول مساعدة ضحايا الاساءة موجودة في عدد ١٥ ايار ١٩٨٤ «المساعدة لضحايا سفاح القربى» من مجلتنا المرافقة،‏ برج المراقبة.‏ نوصي بأن يرجع كل شيوخ الجماعة الى هذا العدد وينتبهوا لكل الحالات المشار اليها.‏

‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

طرائق للشفاء

▫ تذكُّر الاساءة والاعتراف بها

▫ الحزن بسبب الاساءة

▫ تحدُّث المرء كاملا عن مشاعره الى مُصغ داعم

▫ التغلب على مشاعر الذنب والخجل

▫ تراضي المرء مع والديه

▫ تطبيق مبادئ الكتاب المقدس لتغيير السلوك المدمِّر

▫ شفاء المشاعر الجنسية غير السليمة

▫ تطوير حدود شخصية وادبية سليمة

▫ تطوير علاقة حميمة باللّٰه والرفقاء المسيحيين

‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

اطلاق الماضي

تُطلق الذكريات عادة طوال فترة من اسابيع،‏ اشهر،‏ او سنين،‏ وكل ذكرى تُستحضر تسبِّب ازمة وقتية.‏ ويقول الحق في البراءة انه احيانا «قد تشعرون كما لو انكم تختبرون نكسة.‏ وانتم لستم كذلك.‏ فأنتم تتحسنون.‏ وفي الواقع،‏ قد نلتم القوة الضرورية لمواجهة المشاعر والادراكات الاعمق وحتى الاكثر ألما.‏» ولسبب وجيه،‏ على الرغم من ذلك،‏ فإن الشفاء قد يصير وقتيا اهتمام الشخص الشاغل.‏ —‏ امثال ١٨:‏١٤‏.‏

ويجد بعض الضحايا انه من المفيد ان يقرأوا او يسمعوا تعابير الضحايا الآخرين.‏ والتطلع الى صور العائلة الفوتوڠرافية والاشياء التي تُذكِّر بالطفولة،‏ زيارة اماكن الطفولة،‏ والتكلم الى اصدقاء داعمين واعضاء العائلة يمكن ايضا ان يوقظ الذكريات.‏ وفعّالة على نحو خصوصي هي كتابة الاختبارات.‏ فبعض الضحايا يسجِّلون كل ما يتذكرونه من جرحهم في مجلة.‏ وآخرون يصبّون مشاعرهم في رسالة الى المسيء —‏ رسالة لا تُرسل —‏ غالبا ما تثير ذكريات اضافية.‏ والصلاة ايضا وسيلة قوية للشفاء.‏ ويمكنكم ان تصلّوا كصاحب المزمور:‏ «امتحنِّي واعرف افكاري.‏ وانظر إن كان فيّ طريق باطل واهدني طريقا ابديا.‏» —‏ مزمور ١٣٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

مواجهة الماضي وتشكيله من جديد يمكن ان يكون خطوة نحو الشفاء

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة