مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٢ ٢٢/‏١٢ ص ٤-‏٩
  • هل عطاء عيد الميلاد معقول؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • هل عطاء عيد الميلاد معقول؟‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ماذا يفعل بالاولاد
  • هدايا عيد الميلاد والحقيقة
  • ممارسة مسيحية؟‏
  • كيف ينظر يسوع الى العطاء
  • عيد الميلاد —‏ لماذا يُحتفل به حتى في الشرق؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • جذور عيد الميلاد العصري
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • ماذا يعني لكم عيد الميلاد؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • ماذا حصل لعيد الميلاد التقليدي؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٢
ع٩٢ ٢٢/‏١٢ ص ٤-‏٩

هل عطاء عيد الميلاد معقول؟‏

ان معظم الإنفاق في عيد الميلاد يجري القيام به لأن تقديم الهدايا في هذا الوقت من السنة هو الامر المتوقَّع فعله.‏ وان لم يعطِ الشخص،‏ يكون قد تجاوز عادة مترسِّخة.‏ ولكنَّ عالِم الاقتصاد جيمس س.‏ هنري،‏ اذ يكتب في ذا نيو ريپبليك،‏ ينتقد «عطاء قسريا» كهذا بصفته مفسدا للبهجة ومتسما بالاسراف.‏

‏«ان تقديم هدية غير ملائمة لمتلقِّيها هو احدى الدلائل على هذا الاسراف،‏» كما يوضح.‏ «استنادا الى متاجر متعددة الاقسام في نيويورك،‏ يُعاد نحو ١٥ في المئة من كل المشتريات بالدولار بالمفرّق في عيد الميلاد كل سنة.‏ واذ نأخذ بعين الاعتبار واقع الاحتفاظ بالكثير من الهدايا غير الملائمة لمتلقِّيها .‏ .‏ .‏،‏ فإن ما يصل الى ثلث المشتريات ربما لا يرضي رغبات متلقِّيها.‏»‏

حقا،‏ هل هو معقول الادِّخار طوال السنة لشراء هدايا ربما لا يحتاج اليها الآخرون او يريدونها؟‏ وهل هو معقول ان يحاول المرء التأثير في الآخرين بالهدايا الثمينة؟‏

‏«ان احد الاوجه البغيضة خصوصا للشراء في عيد الميلاد هو ‹العطاء اللافت للانتباه،‏›» يدَّعي هنري.‏ «الهدايا الكمالية،‏» كما يقول،‏ «مصمَّمة تماما لاولئك الذين هم في ادنى حاجة الى اية هدية على الاطلاق (‏‹الشخص الذي يملك كل شيء›)‏.‏ ومعظم هذه الهدايا الغالية الثمن تقدَّم في عيد الميلاد؛‏ والربع الاخير من السنة،‏ استنادا الى نموذج من المتاجر المتعددة الاقسام في نيويورك،‏ يزوِّد اكثر من نصف مبيعات السنة من الالماس،‏ الساعات،‏ والفرو.‏»‏

ولكن حتى الهدايا الثمينة لا تجعل في الاغلب المتلقِّين سعداء،‏ وخصوصا عندما تقدَّم لستر علاقة مضطربة.‏ واستنادا الى الطبيب الكندي ريتشارد ألون،‏ «ان لم تتمكنوا من الكينونة لطفاء واحدكم نحو الآخر كل السنة،‏ فلن تعوِّضوا عن ذلك بهدية ثمينة.‏ لن تكفِّروا عن ذنبكم،‏ وربما تقدِّمون بعضا منه للشخص الآخر.‏»‏

من المحزن ان ملايين الناس في البلدان النامية يفتقرون الى ضرورات الحياة الاساسية جدا،‏ ومع ذلك غالبا ما يبدو ان اولئك الذين في الامم الصناعية لا يفتقرون إلا الى التقدير لوفرتهم المادية.‏ ويجري تلقِّي هدايا عيد الميلاد بعدم اكتراث —‏ «ماذا افعل بها؟‏» —‏ او بانزعاج —‏ «لم أرد هذه بالتأكيد» —‏ او ربما بغضب ايضا —‏ «الهدية التي قدَّمتُها كلَّفت مرتين اكثر على الاقل!‏» ولا عجب ان يستنتج فريق لحماية الطفل في المانيا انه في عيد الميلاد يجري تقديم اكثر مما يجب.‏ وغالبا بشكل عديم التفكير الى حد بعيد.‏

وعلاوة على ذلك،‏ يضخِّم عيد الميلاد المظالم البشرية،‏ مسبِّبا ضغوطا وتعاسة هائلة.‏ فالبعض لا يملكون المال الكافي لشراء الهدايا،‏ وفي الولايات المتحدة،‏ يؤدي ذلك كما يتَّضح الى سرقات خلال موسم عيد الميلاد اكثر من ايّ وقت آخر من السنة.‏ اخبر عالِم الاقتصاد هنري:‏ «تعتقد الشرطة ان كل هذه الجرائم ضد الملكية تحدث لان المجرمين ايضا تحركهم الحاجة الى تقديم الهدايا لعائلاتهم.‏»‏

وسيوافق كثيرون المحررَ الصحفي توم هارپُر،‏ الذي كتب في صنداي ستار في تورونتو،‏ كندا:‏ «وراء كل اللهو القسري،‏ أعرف ان عيد الميلاد هو بشكل متزايد وقت القلق العميق،‏ الاستياء،‏ الذنب والإنهاك التام بالنسبة الى الملايين في مجتمعنا.‏»‏

‏‹لكنَّ ذلك يستحق العناء من اجل الاولاد،‏› قد يحتجّ شخص ما.‏ ولكن،‏ هل عطاء عيد الميلاد مفيد حقا للاولاد؟‏

ماذا يفعل بالاولاد

‏«مع انه يُفترض ان يكون ذلك وقتا ‹سعيدا› من السنة،‏» لاحظت بِتي پالوواي،‏ مستشارة في مدرسة،‏ «هنالك الكثير من الاولاد التعساء.‏» ولماذا؟‏ كيف يمكن ان يكون عطاء عيد الميلاد مؤذيا للاولاد؟‏

اخبرت سوزان جيمس،‏ امّ لثلاثة اولاد صغار:‏ «راقبت اولادي يمزِّقون غُلُف هداياهم،‏ الواحد تلو الآخر.‏ وعندما انتهوا من ذلك،‏ وقفوا في هذه الفوضى طالبين المزيد!‏ ليسوا اولادا جشعين ومع ذلك ربكتهم للغاية كل الهدايا،‏ كل الدعاية الواسعة،‏ بحيث صاروا جشعين.‏»‏

كارِن أندرسون،‏ رئيسة علم النفس لطب الاطفال في مستشفى في كونَكتيكت،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ وصفت المشكلة:‏ «رائع هو الجري نزولا على الدرج من غرفة النوم الى غرفة الجلوس في الطابق الاول صباح عيد الميلاد ورؤية كل هذه الاشياء الجذابة.‏ انهم يفتحون بحماس كل لعبة وليست لهم الفرصة للتركيز على اية واحدة.‏ وبالنسبة الى الولد الذي يمكن ان يكون نشيطا فوق العادة او مندفعا،‏ او الذي يثار بسهولة على نحو مفرط حتى في الاوضاع الاكثر هدوءا،‏ قد يكون عيد الميلاد مدمِّرا.‏»‏

‏«لا تجلب الهدايا السعادة التي كانت تجلبها ذات مرة،‏» لاحظت صحيفة المانية في مقالة عن عيد الميلاد.‏ وقد رثت امرأة:‏ «كان الاولاد يكتفون بالحصول على كتاب جيد،‏ قفازين،‏ او شيء صغير آخر.‏ لكنَّ حفيدي يقول لي الآن:‏ ‹جدتي،‏ اريد كمپيوترا هذه السنة!‏›»‏

نعم،‏ ينمِّي عطاء عيد الميلاد الجشع والانانية.‏ «لا يلزم المرء إلا ان يزور ايّ [متجر للالعاب] في هذا الوقت من السنة،‏» اوضح عالِم الاقتصاد هنري،‏ «ليرى اثر ضغوط هذا الموسم غير العادية في علاقات الولد-‏الوالد:‏ الامهات المضطربات بشدة يجررن الاولاد الصغار المدمنين على الالعاب الذين يركلون ويصرخون،‏ مبعدات اياهم عن احدث المعروضات الغالية الثمن والتافهة.‏»‏

ولكن هنالك ايضا مشاكل اخطر مقترنة بعطاء عيد الميلاد.‏

هدايا عيد الميلاد والحقيقة

اسألوا ولدا صغيرا من اين اتت هداياه،‏ فبماذا يجيب على الارجح؟‏ استنادا الى استفتاء في نيويورك تايمز،‏ فإن ٨٧ في المئة من الاولاد الاميركيين بين الثالثة والعاشرة من العمر يؤمنون بسانتا كلوز.‏ ويخلِّد والدون كثيرون هذا المعتقد،‏ سائلين:‏ «ماذا تريدون ان يجلب لكم سانتا هذه السنة؟‏» ولكن،‏ ما هي العواقب؟‏

يوضح ذلك اختبارُ سِنثيا كيلر،‏ المذكور في دايلي نيوز في نيويورك.‏ «امي،‏» سأل ابنها بريتن البالغ من العمر سبع سنوات،‏ «هل هنالك حقا سانتا كلوز؟‏»‏

كانت سِنثيا متملِّصة،‏ كما يكون والدون كثيرون عندما يُطرح عليهم هذا السؤال.‏ «ما رأيكَ؟‏» سألت.‏

قال بريتن ان اصدقاءه اخبروه انه ليس هنالك سانتا كلوز،‏ لكنه لم يكن متأكدا.‏ ثم بدأ بالبكاء.‏ «يجب ان اعرف يا امي،‏» قال ذارفا الدموع.‏

‏«لو لم يبكِ لما اخبرتُه على الارجح،‏» قالت سِنثيا.‏ «لكنها كانت مسألة حياة او موت بالنسبة اليه.‏ لقد احتاج الى الحصول على جواب.‏ فأخبرتُه انه ليس هنالك سانتا حقيقي.‏»‏

اخبرت دايلي نيوز:‏ «اذ كان لا يزال يبكي،‏ واجه بريتن كيلر امه بالتهمة التي يخافها كل الوالدين عندما ينكشف الخداع ويُنزع القناع عن سانتا كلوز:‏ ‹لماذا كذبتِ بشأن ذلك؟‏›»‏

كثيرا ما تكون عواقب الخداع الابوي مدمِّرة،‏ كما قال بروس راسكو،‏ پروفسور في الدراسات العائلية في جامعة ميشيڠان المركزية،‏ الولايات المتحدة الاميركية:‏ «يكتشف الولد ان امه كذبت وأن كل الاولاد الآخرين كانوا على صواب.‏» ونتيجة لذلك،‏ اوضح الپروفسور راسكو،‏ غالبا ما يشكّ الولد في امور اخرى قد اخبره اياها والداه.‏

شدَّد فرِد كونِڠ،‏ پروفسور في علم النفس الاجتماعي في جامعة تولاين في نيو أُورليانز،‏ لويزيانا،‏ الولايات المتحدة الاميركية:‏ «عندما يكتشفون،‏ يُضعف ذلك حقا مصداقية الوالدين.‏» وأضاف:‏ «يلقي ذلك الشكّ على امور كثيرة.‏» فقد يظن الولد ان «مسألة الدين بكاملها ربما هي مجرد هراء.‏»‏

بالتأكيد،‏ ليس من سلامة الرأي ان تُخلَّد كذبة بإخبار الاولاد انه ثمة شخصية خرافية تزوِّدهم بالهدايا.‏ ولكن،‏ ألم يجلب الزوار الهدايا للطفل يسوع في يوم ميلاده؟‏ ولذلك،‏ ألا يوافق هو على تقديم الهدايا في عيد الميلاد اليوم؟‏

ممارسة مسيحية؟‏

يقول الكتاب المقدس ان الرجال الحكماء،‏ او المجوس،‏ جلبوا الهدايا ليسوع.‏ ولكنَّ عطاء عيد الميلاد ليس مصمَّما حسب مثالهم لانهم لم يتبادلوا الهدايا واحدهم مع الآخر.‏ والاكثر اهمية،‏ لم يقدِّموا هداياهم في ميلاد يسوع وانما في وقت لاحق.‏ وأعمالهم كانت منسجمة مع العادة القديمة لاكرام الحكام.‏ لاحظوا ان سجل الكتاب المقدس يقول انه عندما وصلوا لم يكن يسوع بعدُ في مذود بل كان يعيش في منزل.‏ ولهذا السبب اصدر هيرودس،‏ على اساس ما كانوا قد اخبروه به،‏ مرسوما ان يُقتل جميع الصبيان من ابن سنتين فما دون.‏ —‏ متى ٢:‏١-‏١٨‏.‏

تأملوا ايضا:‏ أليس غريبا ألا يتلقَّى يسوع نفسه شيئا في يوم ميلاده المفترض؟‏ وربما لا يُعطى ايضا ادنى اعتبار!‏ حقا،‏ اين تأصلت عادة عطاء عيد الميلاد؟‏

اذ كتبت دايان بايلي في Independent في لوس انجلوس،‏ اوضحت قائلة:‏ «يعود تاريخ تبادل الهدايا الى روما القديمة،‏ حين كان الناس يتبادلون هدايا تذكارية بسيطة في اثناء طقوس عبادة الشمس والسنة الجديدة.‏»‏

وتحت العنوان «كشف تقاليد عيد الميلاد،‏» كتبت انيتا ساما في قصة لوكالة أنباء ڠانت:‏ «قبل العادات المسيحية بزمن طويل،‏ كان تبادل الهدايا جزءا من احتفالات فصل الشتاء.‏ فكان الرومان يقدِّمون واحدهم للآخر اغصانا من بستان للاشجار مقدس،‏ ثم تحوَّلوا الى مواد اكثر اتقانا ترمز الى الاماني الطيبة للسنة المقبلة —‏ فضة،‏ ذهب وهدايا في شكل مواد غذائية محلّاة بالعسل.‏»‏

والحقيقة هي ان عيد الميلاد احتفال وثني تبناه العالم المسيحي.‏ و ٢٥ كانون الاول ليس تاريخ ميلاد يسوع المسيح،‏ ولكنه تاريخ مرتبط بوليمة وثنية قديمة خليعة تجنبها المسيحيون الاولون.‏ —‏ انظروا الاطار،‏ «ما هو الاصل الحقيقي لعيد الميلاد؟‏» في الصفحتين التاليتين.‏

لو كان يسوع المسيح على الارض اليوم،‏ كيف كان سيشعر بشأن عطاء عيد الميلاد؟‏

كيف ينظر يسوع الى العطاء

لا يدين يسوع العطاء بالتأكيد.‏ وعلى العكس،‏ اذ كان مستعدا دائما ليعطي بشكل غير اناني من نفسه في خدمة الآخرين،‏ علَّم تلاميذه:‏ «مارسوا العطاء.‏» واذ اظهر ان العطاء يؤدي الى مباركة المعطين انفسهم،‏ اضاف:‏ «فتُعطَوْا.‏» —‏ لوقا ٦:‏٣٨‏،‏ ع‌ج.‏

لكنَّ يسوع لم يكن يشير هنا الى تبادل الهدايا.‏ وعوضا عن ذلك،‏ كان يظهر الحقيقة العامة ان العطاء غير الاناني يُقابل عادة بالمثل.‏ ويصح ذلك خصوصا حين يكون للمعطي دافع صائب ويحبّ الشخص الآخر «من قلب طاهر بشدة.‏» —‏ ١ بطرس ١:‏٢٢‏.‏

لا تطلب المحبة مكافأة على خدماتها،‏ ولذلك نصح يسوع:‏ «متى صنعت صدقة فلا تعرّف شمالك ما تفعل يمينك.‏ لكي تكون صدقتك في الخفاء.‏» فعلى نحو لائق لا يلفت المعطي الانتباه الى نفسه او هديته،‏ ومع ذلك لن يذهب دون مكافأة.‏ وأظهر يسوع ذلك عندما اضاف:‏ «ابوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية.‏» (‏متى ٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ يجب على المعطي،‏ كما يقول الكتاب المقدس،‏ ان يعطي «كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار.‏ لان المعطي المسرور يحبه اللّٰه.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٩:‏٧‏.‏

وهكذا فإن العطاء الذي يرضي المسيح تدفعه المحبة،‏ تجري ممارسته دون توقُّع ايّ شيء بالمقابل،‏ ولا يجري القيام به عن حزن او اضطرار.‏ وكم يختلف عطاء كهذا عن الكثير جدا من العطاء الذي يجري القيام به في عيد الميلاد!‏

ولذلك فان العطاء الذي هو مصدر للفرح،‏ لا يعتمد على التقويم او على العادات.‏ وهو ايضا لا يكشف شيئا عن مقدار غنى المعطي،‏ وانما عن مقدار سخائه.‏ حقا،‏ قد ضلَّل عيد الميلاد الملايين بحيث اعطوا الاشياء الخاطئة،‏ وغالبا لاسباب خاطئة.‏ اذًا،‏ لِمَ لا تجرِّبون شيئا افضل من عطاء عيد الميلاد؟‏ جرِّبوا نوع العطاء الذي يجلب بركات سخية وفرحا حقيقيا،‏ الذي هو موضوع المقالة التالية.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ٨ و ٩]‏

ما هو الاصل الحقيقي لعيد الميلاد؟‏

يدرك الناس ذوو الاطِّلاع ان ٢٥ كانون الاول ليس اليوم الذي فيه ولد يسوع المسيح.‏ تعترف دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة:‏ «تاريخ ميلاد المسيح ليس معروفا.‏ والاناجيل لا تشير الى اليوم ولا الى الشهر.‏»‏

وبالاضافة الى ذلك،‏ يُدعم جيدا بالوثائق ان عيد الميلاد وعاداته جرى تبنِّيها من مصادر غير مسيحية.‏ وفي الواقع،‏ قالت كاثوليكي الولايات المتحدة:‏ «يستحيل فصل عيد الميلاد عن اصوله الوثنية.‏»‏

وأوضحت دائرة المعارف الاميركية:‏ «ان معظم العادات المقترنة الآن بعيد الميلاد لم تكن في الاصل عادات عيد الميلاد بل كانت بالاحرى عادات سابقة للمسيحية وغير مسيحية تبنَّتها الكنيسة المسيحية.‏ وعيد زحل،‏ عيد روماني احتُفل به في منتصف كانون الاول،‏ زوَّد نموذجا للعديد من عادات القصف لعيد الميلاد.‏ مثلا،‏ من هذا الاحتفال،‏ استُمدت اقامة الولائم المتقنة،‏ تقديم الهدايا،‏ واضاءة الشموع.‏»‏

وفي ما يتعلق بعادة تقديم الهدايا،‏ ذكرت مجلة التاريخ اليوم:‏ «من المؤكد تقريبا ان تقديم الهدايا في عيد منتصف الشتاء بدأ كعادة سحرية اكثر من مجرد عادة اجتماعية.‏ وشملت هدايا عيد زحل دمى من شمع تُقدَّم للاولاد.‏ ولا شك ان ذلك اعتُبر عادة أخَّاذة وقت تدوينها،‏ ولكنها ذات ماضٍ مروِّع:‏ حتى المعاصرون آنذاك اعتقدوا ان ذلك على الارجح من آثار الذبائح البشرية،‏ من الاولاد،‏ لجعل البركة تحلّ على الزرع.‏»‏

وأبرز عدد ٢٤ كانون الاول ١٩٩١ من ذا نيويورك تايمز مقالة عن اصول عادات عيد الميلاد،‏ بما فيها تقديم الهدايا.‏ فكتب سيمون شاما،‏ پروفسور في التاريخ في جامعة هارڤرد:‏ «كان عيد الميلاد نفسُه حُلَّةً لبستها الاعياد القديمة التي احتفلت بانقلاب الشمس الشتوي .‏ .‏ .‏ وفي القرن الثالث،‏ حين وَجدت عبادات الشمس مثل دين مِثرا الفارسي طريقَها الى روما،‏ خُصِّصت ايام في كانون الاول للاحتفال بمولد سول انڤِكتُس:‏ الشمس التي لا تقهر.‏ .‏ .‏ .‏

«كانت للكنيسة الباكرة في روما معركة عنيفة خصوصا ضد عيدين وثنيين عظيمين آخرين،‏ عيد زحل الذي يمتد اسبوعا،‏ الذي يبدأ في ١٧ كانون الاول،‏ وعيد اول الشهر،‏ الذي يستقبل السنة الجديدة.‏ وكان العيد الاول وقتا للفوضى المرخَّصة،‏ وغالبا ما كان يترأسه سيد اللهو،‏ لا سانتا،‏ بل زحل السمين نفسه،‏ الذي يقيم حفلة انغماس مفرط في الاكل،‏ الشرب وأنواع اخرى من الفحش.‏ ولكن خلال عيد اول الشهر،‏ عند تغيُّر السنة،‏ كان يجري تبادل الهدايا على نحو شعائري،‏ وغالبا ما كانت تُربَط بأغصان نباتات خضراء تزيِّن البيوت خلال الاعياد.‏

«ان موقف الكنيسة الباكرة من كل هذا الابتهاج الصاخب الفاحش كان عدائيا كما يمكن التكهُّن بذلك.‏ فآ‌باؤها،‏ وخصوصا القديس يوحنا الذهبي الفم الشاجب،‏ حثّوا على عدم المسايرة في الامور الكريهة الوثنية.‏ .‏ .‏ .‏ وبما انه لم يكن هنالك اتفاق عام على التاريخ الدقيق لميلاد يسوع .‏ .‏ .‏،‏ فقد بدا مساعدا ان يحلّ محل عيد زحل .‏ .‏ .‏ ولذلك صار مولد الشمس،‏ عوضا عن ذلك،‏ ميلادَ ابن اللّٰه .‏ .‏ .‏

«وبالطريقة عينها،‏ استُبدل عيد اول الشهر بعيد الغِطاس،‏ والهدايا والحلي التي كان الرومان الوثنيون يقدِّمونها واحدهم للآخر صارت،‏ عوضا عن ذلك،‏ الاكرامَ الذي قدَّمه الملوك الثلاثة للملك الجديد للعالم.‏ وبحلول اواسط القرن الرابع،‏ تأسست بشكل دائم الاوجه الاساسية لتقويم عيد الميلاد.‏»‏

فيما يعترف الناس ذوو الاطِّلاع بسرعة بالاصل الوثني لعيد الميلاد وعاداته،‏ يحتجّ كثيرون ان اصلا كهذا لا يهمّ حقا.‏ وردًّا على مقالة الپروفسور شاما،‏ في وقت باكر من هذه السنة كتب رابّي متقاعد في رسالة الى رئيس تحرير الـ‍ تايمز:‏ «ان اصول عادة ما لا علاقة لها بقيمتها اليوم.‏» وفي ما يتعلق بعيد الميلاد والاحتفالات الاخرى المماثلة،‏ ادَّعى:‏ «ان المحتفلين بها يمنحونها معنى جديدا يعطي قصدا لحياتهم ويرفع معنوياتهم في ابتهاج.‏»‏

ولكن،‏ هل ترفع احتفالات عيد الميلاد المعنويات في ابتهاج وتنتج ثمرا مسيحيا جيدا؟‏ في الواقع،‏ كما يُسلَّم بسرعة بصحة ذلك،‏ ان الثمر هو عموما رديء،‏ لا جيد.‏ وعلاوة على ذلك،‏ هل يلزم ان يقتبس المسيحيون من احتفالات دينية وثنية؟‏ يحثّ الكتاب المقدس:‏ «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين.‏ لانه اية خلطة للبر والاثم.‏ وأية شركة للنور مع الظلمة.‏ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال.‏ .‏ .‏ .‏ لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٤-‏١٧‏.‏

تذكَّروا ايضا ما قاله يسوع عن عبادة الاله الكلي القدرة:‏ «الذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا.‏» (‏يوحنا ٤:‏٢٤‏)‏ وهكذا،‏ اذا كانت عبادتنا ستصير مقبولة عند اللّٰه،‏ يجب ان تتأسس على الحق.‏ ولكنَّ عيد الميلاد يروَّج كيوم ميلاد يسوع المسيح مع انه ليس كذلك.‏ وماذا عن حاملي الهدايا السحريين،‏ كما يُفترض،‏ لعيد الميلاد،‏ مثل سانتا كلوز؟‏ حين يُحمَل الاولاد على الاعتقاد انه يجري تلقِّي الهدايا من شخص كهذا،‏ ألا يخدع ذلك في الواقع الاولاد؟‏

اذا كنتم تهتمون حقا باللّٰه،‏ فستطيعون وصيته بالتوقف عن المساهمة في ما هو نجس دينيا.‏ فهل تهتمون كفاية بالحق لتتجنبوا عيدا يُبرِز اكاذيب؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

هل هو معقول خدع الاولاد بإخبارهم ان سانتا كلوز يجلب لهم الهدايا؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة