مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٣ ٨/‏١ ص ٤-‏١٠
  • عالمنا المتغيِّر —‏ الى اين يتجه؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • عالمنا المتغيِّر —‏ الى اين يتجه؟‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • كيف غيَّرت الجريمة حياتنا
  • الجريمة والمخدرات
  • الأيدز —‏ هل سبَّب تغييرا؟‏
  • التغيير في سياسة العالم
  • بلاء القومية غير المتغيِّر
  • بيئتنا المتغيِّرة
  • هل يغيِّر الدين العالم؟‏
  • هل يمكن للبشر ان يجلبوا سلاماً وأمناً دائمين؟‏
    السلام والامن الحقيقيان —‏ كيف يمكنكم ايجادهما؟‏
  • كيف هو عالمنا اليوم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • المعركة الخاسرة ضد الجريمة
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • اين البلد الخالي من الجرائم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٣
ع٩٣ ٨/‏١ ص ٤-‏١٠

عالمنا المتغيِّر —‏ الى اين يتجه؟‏

ان لبعض التغييرات تأثيرا عميقا وطويل الامد في حياة الملايين،‏ وحتى في كل سكان العالم والاجيال المقبلة.‏ فالجريمة المتسمة بالعنف،‏ اساءة استعمال المخدرات،‏ انتشار الأيدز،‏ تلوُّث الماء والهواء،‏ وازالة الاحراج هي مجرد قليل من التطورات التي تُؤثر فينا جميعا.‏ ونهاية الحرب الباردة وانتشار ديموقراطية النمط الغربي باقتصادها الحر يغيِّران ايضا الحياة ويؤثران في المستقبل.‏ دعونا نفحص بعض هذه العوامل.‏

كيف غيَّرت الجريمة حياتنا

كيف هي حال الشوارع في جواركم؟‏ هل تشعرون بالأمن اذا سُرتم خارج البيت وحدكم في الليل؟‏ قبل ٣٠ او ٤٠ سنة فقط،‏ كان بإمكان كثيرين ان يتركوا ابواب بيوتهم غير مقفلة.‏ لكنَّ الاوقات تغيَّرت.‏ وبعض الابواب الآن لها قفلان او ثلاثة،‏ والنوافذ لها قضبان معدنية.‏

ويخاف الناس اليوم ان يرتدوا افضل ثيابهم وحُلِيِّهم في الشوارع.‏ فبعض سكان المدن يُقتلون من اجل سترة من الجلد او مِعطف من فراء المِنْك.‏ وآخرون يموتون بالنيران المتبادَلة بين عصابات المخدرات.‏ ومشاهدون ابرياء،‏ بمن فيهم كثيرون من الاولاد،‏ يُجرحون او يُقتلون على اساس يومي تقريبا.‏ والسيارات لا يمكن ان تُترك بسلامة في الشارع من دون جهاز امان لمحاولة احباط مساعي اللصوص الطفيليين.‏ في هذا الجو العالمي المشوَّه،‏ تغيَّر الناس.‏ فالصدق والاستقامة هما تقريبا من القِيَم التي نُسيت.‏ والثقة اختفت.‏

الجريمة والعنف هما ظاهرة عالمية.‏ وعناوين الاخبار التالية المختلفة المصادر توضح هذه النقطة:‏ «الشرطة واللصوص،‏ عصابات الاجرام والرذيلة؛‏ موسكو تكتشف ان لديها هؤلاء جميعا»؛‏ «عصر جديد يصل الى كوريا،‏ تليه الجريمة»؛‏ «جريمة الشوارع تضرب حياة پراڠ اليومية»؛‏ «اليابان تكافح عصابات الاجرام،‏ وعصابات الاجرام تقاوم ذلك»؛‏ «قبضة الأخطبوط —‏ مكافح المافيا الرئيسي في ايطاليا يُقتل بانفجار.‏» فالجريمة مشكلة عالمية.‏

وجريمة اليوم هي ايضا اكثر عنفا.‏ والحياة رخيصة.‏ ففي ريو دي جانيرو،‏ البرازيل،‏ ثمة منطقة من احياء الفقراء في طرف المدينة «اقرَّت الامم المتحدة رسميا بأنها المكان الاكثر عنفا في العالم.‏ فأكثر من ٥٠٠‏,٢ شخص يُقتلون هناك كل سنة.‏» (‏وورلد پرِس ريڤيو)‏ وفي كولومبيا،‏ يرسِل اسيادُ المخدرات مراهقيهم الـ‍ سيكاريوس (‏القتلةَ المأجورين)‏ على الدراجات الآلية لتسوية الحسابات مع المنافسين والمدينين لهم،‏ وذلك بنوع خاص بهم من انواع تنفيذ عقوبة الموت السريعة.‏ وفي اغلب الاحوال،‏ يحل الويل بكم اذا شاهدتم جريمة —‏ سواء في كولومبيا او ايّ مكان آخر.‏ فقد تكونون الضحية التالية.‏

والتغيير الكبير الآخر هو ان المزيد والمزيد من المجرمين يحملون اسلحة اوتوماتيكية فتَّاكة،‏ والمزيد والمزيد من عامة الشعب يلجأون الى حمل مسدسات للدفاع عن انفسهم.‏ وهذا الازدياد في الاسلحة النارية يعني آليا ازديادا في الوفيات والاصابات،‏ سواء بالجريمة او بالصدفة.‏ وهو الآن حقيقة عالمية مسلَّم بها ان السلاح في الجيب او في المنزل يمكن ان يحوِّل ايّ فرد الى قاتل محتمل.‏

الجريمة والمخدرات

قبل خمسين سنة،‏ مَن تخيَّل ان المخدرات يمكن ان تصير مشكلة عالمية؟‏ أما الآن فهي احد الاسباب الرئيسية للجريمة والعنف.‏ وفي كتابه الارهاب،‏ المخدرات والجريمة في اوروپا بعد ١٩٩٢،‏ يرى ريتشارد كلاتِربَك مسبقا ان «نمو تجارة المخدرات يمكن في نهاية الامر ان يبرهن انه اعظم كل تهديدات الحضارة البشرية.‏ .‏ .‏ .‏ والارباح لا تَمنح اسياد المخدرات سلطةً اقتصادية وسياسية كبيرة فحسب [كولومبيا هي مثل واضح لذلك]،‏ بل تموِّل ايضا مقدارا مروِّعا من الجريمة في كل العالم.‏» ويذكر ايضا:‏ «ان احد اكبر مولِّدات الارهاب والعنف الاجرامي في العالم هو تجارة الكوكائين من حقول الكوكا في كولومبيا الى المدمنين في اوروپا والولايات المتحدة الاميركية.‏»‏

والموجة السائدة للجريمة وازدياد سكان السجون في العالم يظهران ان ملايين الاشخاص لديهم نيَّة اجرامية ورغبة قليلة في التغيير.‏ وكثيرون جدا يرون ان الجريمة مربحة.‏ ونتيجة لذلك،‏ تغيَّر عالمنا —‏ الى الاسوإ.‏ لقد صار اكثر خطرا.‏

الأيدز —‏ هل سبَّب تغييرا؟‏

ان ما ظهر اولا انه مرض يصيب بصورة رئيسية جماعة مضاجعي النظير صار بلوى تصيب الناس من كل عرق ونمط حياة.‏ فلم يعد هنالك ايّ مفضَّل لدى الأيدز.‏ وفي بعض بلدان افريقيا،‏ يقتل قسما كبيرا من جماعة مضاجعي الجنس الآخر.‏ ونتيجة لذلك،‏ يبدو فجأة للبعض ان الاختلاط الجنسي عتيق الطراز،‏ ليس لأيّ اسباب تتعلق بالآداب،‏ بل لسبب الخوف من الخمج.‏ ان «الجنس الآمن» هو الآن الشعار،‏ واستعمال الرفالات هو الحائل الوقائي الرئيسي الموصى به.‏ والامتناع عن ممارسة الجنس الفاسد ادبيا هو الحماية الاقل تفضيلا.‏ ولكن كيف سيؤثر الأيدز في العائلة البشرية في المستقبل القريب؟‏

ذكرت مجلة تايم مؤخرا:‏ «بحلول السنة ٢٠٠٠ يمكن ان يصير الأيدز الوبأ الاكبر للقرن،‏ متفوقا على بلوى الانفلونزا لسنة ١٩١٨.‏ فتلك الكارثة قتلت ٢٠ مليون شخص،‏ او ١ في المئة من سكان العالم —‏ اكثر من ضعف عدد الجنود الذين ماتوا في الحرب العالمية الاولى.‏» وكما قالت احدى الخبيرات،‏ «ان هذا الوبأ تاريخي النطاق.‏»‏

وعلى الرغم من ملايين الدولارات الاميركية والعملات الاخرى التي انصبَّت في ابحاث الأيدز،‏ ليس هنالك حل منظور.‏ وثمة مؤتمر اخير حول الأيدز في أمستردام،‏ النَّذَرلند،‏ جمع ٠٠٠‏,١١ عالم وخبير آخر لدراسة المشكلة.‏ «كان الجو كئيبا،‏ يعكس عقدا من التثبط،‏ الفشل وتعاظم المأساة.‏ .‏ .‏ .‏ وربما لا يكون الجنس البشري اقرب الى الانتصار على الأيدز من الوقت الذي فيه ابتدأ البحث.‏ ليس هنالك لَقاح ولا شفاء ولا حتى علاج فعال موافَق عليه.‏» (‏تايم‏)‏ ولاولئك الذين لديهم في الوقت الحاضر HIV ايجابي،‏ الذين من المرجح ان يمرضوا بالأيدز،‏ تبعث التوقعات على الكآ‌بة.‏ وهنا ايضا،‏ كان التغيير الى الاسوإ.‏

التغيير في سياسة العالم

ان الجو السياسي المتغيِّر للسنوات الاربع الاخيرة باغت قادة كثيرين وربما لم يباغت احدا اكثر من اولئك الذين في الولايات المتحدة.‏ ففجأة تجد نفسها دون منافس ملائم في الحقل السياسي.‏ انها تُقارن بفريق لكرة السلة مثار الى حد كبير لا يُقهر يَكتشف فجأة ان لا احد بعدُ يريد ان يلعب ضده.‏ هذه الحيرة يوجزها في مقالة عام ١٩٩٠ رئيسُ تحرير مجلة السياسة الخارجية،‏ تشارلز وليم ماينز:‏ «ان مهمة السياسة الخارجية للولايات المتحدة اليوم لا ان تخلِّص البلد من حرب مفجعة بل ان تنظم اداريا السلامَ غير المتوقع الذي بزغ فجأة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوڤياتي [السابق].‏»‏

وانتشار المهارة النووية يقدِّم تهديدات جديدة،‏ فيما تستمر الحرب بالاسلحة التقليدية في الازدهار —‏ لبهجة تجَّار العالم للاسلحة.‏ وفي عالم يصرخ من اجل السلام،‏ يعزِّز كثيرون من القادة السياسيين جيوشهم وأسلحتهم.‏ والامم المتحدة الفاشلة تقريبا تبقى منشغلة بمحاولة وضع ضمائد إسعاف على قروح العالم المزمنة.‏

بلاء القومية غير المتغيِّر

اذ ابتدأت الشيوعية بالانحلال،‏ جعل رئيس الولايات المتحدة بوش مفهوم «نظام عالمي جديد» مقبولا لدى الناس.‏ ولكنَّ الشعارات البارعة،‏ كما اكتشف كثيرون من القادة السياسيين،‏ سهلة الابتكار؛‏ وانجاز التغييرات الايجابية اصعب بكثير.‏ وفي كتابه بعد الانهيار —‏ السعي وراء الديموقراطية في اوروپا الوسطى،‏ يقول جِفري ڠولدفارب:‏ «ان الامل غير المحدود ‹بنظام عالمي جديد› تلاه بسرعة الادراكُ ان اقدم المشاكل لا تزال تصيبنا،‏ وأحيانا الى حد كبير.‏ والابتهاج بالتحرُّر .‏ .‏ .‏ غالبا ما حجبه اليأس بسبب التوتر السياسي،‏ النزاع القومي،‏ التعصب الديني،‏ والانهيار الاقتصادي.‏» ولا شك ان الحرب الاهلية في ما كان يوڠوسلاڤيا هي مثال واضح للتأثير المقسِّم للسياسة،‏ الدين،‏ والقومية.‏

يتابع ڠولدفارب:‏ «صار رُهاب الاجانب [الخوف من الغرباء] وعدم الامن الشخصي من وقائع الحياة في اوروپا الوسطى.‏ ان الديموقراطية لا تؤدي آليا الى النتائج الجيدة اقتصاديا،‏ سياسيا،‏ وثقافيا،‏ والاقتصاد الحر لا يعد فقط بالثروة،‏ انما يخلق ايضا مشاكل لا يُسبر غورها لاولئك الذين لا يعرفون كيف يعملون فيه.‏»‏

ولكن من الواضح ان هذه ليست مشاكل اوروپا الوسطى وجمهوريات الاتحاد السوڤياتي السابق فقط؛‏ فرُهاب الاجانب وعدم الامن الاقتصادي منتشران في كل العالم.‏ والعائلة البشرية تدفع الثمن بالعذاب والموت.‏ والمستقبل القريب لا يخبِّئ املا بالتغيير في هذه المواقف المترسِّخة عميقا التي تولِّد الكراهية والعنف.‏ ولماذا ذلك؟‏ لان التربية التي تنالها الاغلبية —‏ سواء من الوالدين او من انظمة المدارس التي تشجِّع على القومية —‏ تغرس في الذهن الكراهية،‏ التعصب،‏ ومفاهيم التفوُّق المؤسسة على القومية،‏ الاصل العرقي والقَبَلي،‏ او اللغة.‏

والقومية،‏ التي دعتها مجلة اسبوع آسيا الاسبوعية «آخر مذهب قبيح،‏» هي احد العوامل غير المتغيِّرة الذي يستمر في اثارة الكراهية وسفك الدماء.‏ ذكرت هذه المجلة:‏ «اذا كان الافتخار بكون المرء صربيًّا يعني بغض الكرواتي،‏ اذا كانت الحرية بالنسبة الى الارمني تعني الانتقام من التركي،‏ اذا كان الاستقلال بالنسبة الى الزوليّ يعني اخضاع الكوسيّ والديموقراطية بالنسبة الى الروماني تعني نبذ الهنڠاري،‏ فعندئذ تكون القومية قد ارتدت وجهها الاقبح.‏»‏

يذكِّرنا ذلك بما قاله ذات مرة ألبرت آينشتاين:‏ «القومية مرض طفولي.‏ انها حَصْبة الجنس البشري.‏» وكل واحد تقريبا يُصاب بها في وقت من الاوقات،‏ وهي تستمر في الانتشار.‏ وفي السنة ١٩٤٦،‏ كتب المؤرخ البريطاني آرنولد تويْنْبي:‏ «حلَّت الوطنية .‏ .‏ .‏ الى حد بعيد جدا محل المسيحية كدين للعالم الغربي.‏»‏

فهل هنالك ايّ امل بالتغيير في السلوك البشري في المحيط الحاضر؟‏ يقول البعض انه يمكن ان يتحقق فقط بصنع تغيير جذري في التربية.‏ كتب عالم الاقتصاد جون ك.‏ ڠالْبرِيْث:‏ «الشعب هو الذي يحدِّد عموما التقدُّم.‏ لذلك .‏ .‏ .‏ ما من تحسين يكون ممكنا مع شعب غير محسَّن،‏ والتقدُّم اكيد عندما يتحرَّر الشعب ويتعلَّم.‏ .‏ .‏ .‏ والتغلب على الامِّية يأتي اولا.‏» فأي امل هنالك بأن الانظمة التربوية للعالم ستعلِّم يوما ما المحبة والتسامح بدلا من الكراهية والارتياب؟‏ ومتى سيُستبدل الحقد القَبَلي او العرقي المتأصِّل بالثقة والتفهُّم،‏ بالادراك اننا جميعا ننتمي الى عائلة بشرية واحدة؟‏

من الواضح انه يلزم تغيير ايجابي.‏ تكتب ساندرا بوستيل في حالة عالم ١٩٩٢:‏ «ما تبقَّى من هذا العقد يجب ان يُحدث تحوُّلات اكثر عمقا وشمولا اذا كنا سنتمسَّك بالآمال الواقعية بعالم افضل.‏» والى اين نتجه؟‏ يذكر ريتشارد كلاتِربَك:‏ «ان العالم،‏ مع ذلك،‏ يبقى غير مستقر وخَطِرا.‏ والحماس القومي والديني سيستمر.‏ .‏ .‏ .‏ وتسعينات الـ‍ ١٩٠٠ يمكن ان تكون العقد الاخطر او الاكثر تقدُّما لهذا القرن.‏» —‏ الارهاب،‏ المخدرات والجريمة في اوروپا بعد ١٩٩٢.‏

بيئتنا المتغيِّرة

خلال العقود القليلة الاخيرة،‏ صار الجنس البشري يدرك الواقع ان النشاطات البشرية لها تأثير خَطِر في البيئة.‏ فالازالة الجسيمة للاحراج تقضي على عدد لا يُحصى من انواع الحيوانات والنباتات.‏ وبما ان الغابات هي جزء من الجهاز الرئوي للكوكب،‏ فإن تدمير الغابات يخفض ايضا مقدرة الارض على تحويل ثاني أُكسيد الكربون الى الأُكسجين الداعم للحياة.‏ والتأثير الآخر هو ان ذلك يُضعف التربة الفوقية ويؤدي اخيرا الى التصحُّر.‏

ارتفعت بعض اصوات التحذير حول هذه المسألة،‏ وأحدها هو ذاك الذي للسياسي الاميركي آل ڠور.‏ ففي كتابه الارض في الميزان —‏ علم البيئة والروح البشرية،‏ يكتب:‏ «بالمعدَّل الحالي لازالة الاحراج،‏ ستزول فعليا كل الغابات المطيرة المدارية في وقت ما خلال القرن التالي.‏ واذا سمحنا لهذا التدمير بالحدوث،‏ فسيخسر العالم اغنى مخزن للمعلومات الوراثية في الكوكب،‏ والى جانب ذلك الادوية المحتمَلة لكثير من الامراض التي تصيبنا.‏ وفي الواقع،‏ ان مئات الادوية المهمة المستعملة عموما الآن مشتقَّة من نباتات وحيوانات الغابات المدارية.‏»‏

ويعتقد ڠور ان تأثير الانسان في البيئة يمثِّل تهديدا وشيكا للبقاء على قيد الحياة.‏ يذكر:‏ «اذ نستمر في التوسُّع الى كل موطن بيئي يمكن تصوُّره،‏ تصير هشاشة مدنيتنا ظاهرة اكثر.‏ .‏ .‏ .‏ ففي غضون جيل واحد،‏ نحن في خَطَر تغيير بِنْية الغلاف الجوي للكرة الارضية على نحو مأساوي اكثر بكثير مما فعله ايّ بركان في التاريخ،‏ والتأثيرات يمكن ان تدوم الى القرون القادمة.‏»‏

وليس غلافنا الجوي وحده المهدَّد بل،‏ بحسب ڠور وآخرين،‏ مخزون مياهنا الضروري للحياة هو في خطر،‏ وخصوصا في العالم النامي،‏ «حيث تأثيرات تلوُّث الماء يجري الشعور بها بشكل شديد ومأساوي اكثر من خلال المعدَّلات العالية للموت من الكوليرا،‏ التيفوئيد،‏ الزُّحار،‏ والاسهال.‏» ثم يذكر ڠور الواقع ان «اكثر من ٧‏,١ بليون شخص ليس لديهم مخزون وافٍ من مياه الشرب الآمنة.‏ واكثر من ٣ بلايين شخص ليست لديهم تدابير ملائمة لحفظ الصحة [تسهيلات المراحيض وشبكة المجارير] وهم بالتالي في خطر ان تكون مياههم ملوَّثة.‏ ففي الهند،‏ مثلا،‏ تصرِّف مئة وأربع عشرة بلدة ومدينة فضلاتها البشرية وقاذورات اخرى غير معالجة في الغانج مباشرة.‏» وذلك النهر هو حبل الانقاذ السائل لملايين الناس!‏

حذَّر ڠايُتام س.‏ كاجي،‏ نائب رئيس البنك العالمي،‏ جمهورا في بانكوك من ان «مخزون المياه في آسيا الشرقية يمكن حقا ان يكون قضية ازمة للقرن التالي.‏ .‏ .‏ .‏ وعلى الرغم من الفوائد المعروفة جيدا لمياه الشرب الآمنة من حيث الصحة والانتاجية،‏ تواجه حكومات آسيا الشرقية الآن انظمة عامة تفشل في تزويد مياه صالحة للشرب .‏ .‏ .‏ هذه هي القضية المنسيَّة للنمو السليم بيئيا.‏» وفي كل العالم،‏ يجري تجاهل وتبديد احد العناصر الاساسية للحياة —‏ المياه النقية.‏

هذه هي كل اوجه عالمنا المتغيِّر،‏ عالم يتحول الى حفرة اقذار خَطِرة في مناطق كثيرة ويهدِّد الوجود المستقبلي للجنس البشري.‏ والسؤال الأهم هو،‏ هل الحكومات والمؤسسات الكبيرة لديها الرغبة والباعث على اتخاذ خطوات من اجل منع الاستنزاف الغزير لموارد الارض؟‏

هل يغيِّر الدين العالم؟‏

في حقل الدين،‏ نجد ربما اعظم فشل للجنس البشري.‏ واذا كان يُحكم في الشجرة من ثمارها،‏ فعندئذ يلزم ان يكون الدين مسؤولا عن ثمار الكراهية،‏ التعصب،‏ والحرب داخل صفوفه.‏ ويبدو ان الدين بالنسبة الى معظم الناس كالجمال —‏ سطحي فقط.‏ انه قناع يُزال تحت ضغط العنصرية،‏ القومية وعدم الامن الاقتصادي.‏

وبما ان المسيحية هي دين ‹أحبَّ قريبك وأحبَّ عدوّك،‏› فماذا حدث لكاثوليك وأرثوذكس يوڠوسلاڤيا السابقة؟‏ هل سيصفح كهنتهم عن كل اعمال قتلهم وكراهيتهم؟‏ هل انتجت قرون من التعليم «المسيحي» مجرد الكراهية وجرائم القتل في ايرلندا الشمالية؟‏ وماذا عن الاديان غير المسيحية؟‏ هل انتجت ايّ ثمار افضل؟‏ هل يمكن للهندوسية،‏ السيخيَّة،‏ البوذية،‏ الاسلام،‏ والشنتوية ان تشير الى سجل سلمي من التسامح المتبادل؟‏

فبدل ان يؤثر تأثيرا ايجابيا في تمدُّن الجنس البشري،‏ لعب الدين دوره المتعصِّب بإضرام نار الوطنية المتطرفة وبمباركة الجيوش في حربين عالميتين وأيضا في نزاعات اخرى كثيرة.‏ انه لم يكن قوة تقدُّمية للتغيير.‏

ولذلك،‏ ماذا يمكن توقُّعه من الدين في المستقبل القريب؟‏ وفي الواقع،‏ ماذا يمكن ان نتوقع بشأن ما يخبئه المستقبل لنظامنا العالمي الحاضر —‏ اية تغييرات ستكون هنالك؟‏ ان مقالتنا الثالثة ستناقش هذين السؤالين من وجهة نظر فريدة.‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

الزيادة السريعة في الجريمة المتسمة بالعنف هي دليل آخر على التغيير

‏[الصورتان في الصفحة ٩]‏

القومية والبغض الديني يستمران في إحداث سفك الدماء

‏[مصدر الصور]‏

Jana Schneider/Sipa

Malcom Linton/Sipa

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

اساءة استعمال الانسان لبيئته يغيِّر التوازن الدقيق للغلاف الحيوي

‏[مصدر الصور]‏

Laif/Sipa

Sipa

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

السفير البابوي باسَلُّو دي تورِّڠروسَّا يرحِّب بهتلر،‏ ١٩٣٣.‏ تاريخيا،‏ تورَّط الدين في السياسة والقومية المقسِّمة

‏[مصدر الصور]‏

Bundesarchiv Koblenz

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة