مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٤ ٢٢/‏٤ ص ٢٤-‏٢٧
  • اليمن —‏ بلد حافل بالمفاجآ‌ت

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • اليمن —‏ بلد حافل بالمفاجآ‌ت
  • استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • طريق اللُّبان
  • قرون من التراجع
  • نظرة الى عاصمة اليمن
  • الشعب اليمني
  • أُوزَال
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • سَبَأ
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • هدية ملوكية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٥
  • بِلادُ الْعَرَب
    بصيرة في الاسفار المقدسة
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٤
ع٩٤ ٢٢/‏٤ ص ٢٤-‏٢٧

اليمن —‏ بلد حافل بالمفاجآ‌ت

شبه الجزيرة العربية!‏ عندما يفكر الناس في هذا الجزء المتميِّز من العالم،‏ الذي يسترعي الانتباه،‏ غالبا ما تتبادر الى مخيلتهم كثبان رملية،‏ جِمال،‏ وقوافل.‏ ولكن فيما يتميَّز جزء كبير من هذه المنطقة بالكثبان الصحراوية ودرجات الحرارة المرتفعة جدا،‏ لديها ايضا خصائص اخرى قد تدهشكم كثيرا.‏

تأملوا مثلا في دولة اليمن،‏ الارض التي تواجه البحر الاحمر وخليج عدن،‏ والتي يماثل موقعها في شبه الجزيرة موقع المرفق في اليد.‏ فاليمن ليست امتدادا قاحلا من الرمال،‏ بل هي ارض الجبال والخوانق؛‏ ارض العنب،‏ المشمش،‏ والفاكهة الشهية الاخرى؛‏ ارض هندسة العمارة الرائعة.‏ ومع ان الحر الصحراوي اللاذع يلفح مناطق الشريط الساحلي اليمني،‏ فقد يدهشكم ان تعرفوا انه في مرتفعاتها يسود مناخ معتدل ممتع.‏ ولكنَّ ما يثير اهتمامنا خصوصا هو تاريخها الغني —‏ تاريخ يعود الى ازمنة الكتاب المقدس.‏

طريق اللُّبان

في الازمنة القديمة،‏ حصل هذا الجزء من العالم على غنى عظيم بواسطة عامل طبيعي مستغرَب —‏ الرياح التجارية للمحيط الهندي التي تحمل الندى الى الخط الساحلي الجنوبي لشبه الجزيرة العربية.‏ فهذه الرياح المحمَّلة بالرطوبة تساعد على خلق الظروف المثالية لنمو الاشجار الراتنجية التي ينتج لحاؤها الراتنج الصمغي الذي يدعى لُبانا.‏a وعندما يُحرَق،‏ ينتج اللُّبان رائحة ذكية،‏ مما يجعله مطلوبا جدا للاستعمال في الشعائر الدينية.‏ وقد اشتهرت الارض المدعوة الآن اليمن بتجارة اللُّبان.‏

وربما كانت اليمن ايضا موقع أُوفير القديمة —‏ مصدر اجود انواع الذهب في ما مضى.‏ (‏ايوب ٢٢:‏٢٤؛‏ ٢٨:‏١٥،‏ ١٦؛‏ مزمور ٤٥:‏٩‏)‏ ومهما تكن الحال،‏ كانت اليمن مفترق الطرق لقوافل الجِمال القديمة الحاملة الذهب،‏ اللُّبان،‏ والتوابل الى اماكن بعيدة كفلسطين وصور القديمتين.‏ (‏حزقيال ٢٧:‏٢،‏ ٢٢-‏٢٥‏)‏ وقد جلب ذلك غنى عظيما ليس فقط للتجار انفسهم بل ايضا للممالك المختلفة على طول الطريق التي كانت تفرض جزية على القوافل.‏

وصارت مملكة سبأ،‏ التي يُعتقد انها كانت تقع في ما هو الآن القسم الشرقي من اليمن،‏ تهيمن على طريق القوافل.‏ واشتهرت بتجارة اللُّبان،‏ المُر،‏ الذهب،‏ الحجارة الكريمة،‏ والعاج.‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٦‏)‏ وفي ايام سليمان،‏ سافرت ملكة سبأ من «اقاصي الارض» لتسمع مباشرة حكمة سليمان.‏ (‏متى ١٢:‏٤٢‏)‏ واستنادا الى رواية الكتاب المقدس التاريخية،‏ ذهبت الى اورشليم «بموكب عظيم جدا بجِمال حاملة اطيابا وذهبا كثيرا جدا وحجارة كريمة.‏» (‏١ ملوك ١٠:‏١،‏ ٢‏)‏ ولا تزال ذكرى هذه الملكة القديمة حية بين اليمنيين اليوم.‏ ومع ان القرآن لا يذكر اسمها،‏ يدعوها التقليد الاسلامي بلقيس —‏ اسم يظهر على منتجات تجارية كثيرة في اليمن.‏

قرون من التراجع

تمتعَت اليمن طوال قرون بغنى عظيم حتى ان الرومان اطلقوا عليها الاسم اللاتيني أرابيا فِليكس،‏ او «بلاد العرب السعيدة.‏» ولكن عندما جعل الرومان المسيحية المرتدة دين الدولة،‏ انخفض الطلب على اللُّبان.‏ وما زاد سرعة تراجع شهرة اليمن هو الانهيار المفجع للسدّ الكبير في مأرب —‏ الجزء الرئيسي من نظام ريّ ضخم كان يروي هذه المنطقة منذ القرن الثامن ق‌م.‏

وصارت اليمن لوقت قصير محط الانظار من جديد مع ارتفاع شعبية سلعة اخرى ايضا —‏ البن.‏ فنحو السنة ١٦١٠ اكتشف الاوروپيون الرائحة والمذاق السارَّين لهذه الحبوب الغريبة من مرتفعات اليمن.‏ وصارت مدينة مُخا الواقعة في الطرف الجنوبي للبحر الاحمر المرفأَ الرئيسي لتصدير البن.‏ واشتُقت بالانكليزية من اسم هذه المدينة الكلمةُ موكا التي صارت تترادف مع البن العربي وشاع استعمالها في نصف الكرة الشمالي.‏

ولكن،‏ لم يمضِ وقت طويل حتى صُدِّرت نبتات البن وزُرعت بنجاح في بلدان اخرى.‏ فدخلت مدينة مُخا نتيجة لذلك مرحلة ركود.‏ وفي حين لا يزال البن من اهم الصادرات اليمنية،‏ فمدينة مُخا اليوم هي مجرد مرفإ هادئ لصيد السمك.‏

نظرة الى عاصمة اليمن

في حين ان مجدها السابق قد ذوي،‏ لا تزال اليمن تتميز بأوجه رائعة —‏ ومدهشة —‏ كثيرة.‏ تقع العاصمة صنعاء على نجد عال وترتفع اكثر من ٠٠٠‏,٧ قدم (‏٠٠٠‏,٢ م)‏،‏ مما يجعلها تتمتع بمناخ معتدل جميل.‏ ومعظم الشعب اليمني البالغ عدده ١٢ مليون نسمة —‏ اي ما يشكل نحو ثلث سكان شبه الجزيرة العربية بكاملها —‏ لا يعيش في الصحراء الحارة بل على هذا النجد وعلى الجبال الكثيرة المنتشرة على وجه هذه الارض.‏

يبلغ عمر صنعاء آلاف السنين،‏ ويَظهر قدمها الى حد بعيد في هندسة عمارتها.‏ فالابنية الحجرية مزينة بزخرفة تشجيرية رُسمت بطلاء كلسي بموازاة النوافذ،‏ ومزينة ايضا بأقواس ذات مشبَّكات وفسيفساءات زجاجية متعددة الالوان.‏ وفي بعض اقسام المدينة،‏ تنتصب الابنية القديمة والجديدة جنبا الى جنب،‏ ويتعذر اجمالا التفريق بينها.‏ أما في متاهة القسم القديم من صنعاء،‏ فمن الممكن رؤية ابنية —‏ يتألف بعضها من ثماني طبقات او اكثر —‏ من الواضح انها موجودة منذ قرون.‏

عند مغادرة القسم القديم من صنعاء،‏ يمر المرء عبر بوابة ضخمة من القرون الوسطى ويهيم في الريف الجبلي.‏ وبالابراج السكنية الدائرية التي ترتفع اربع طبقات او اكثر،‏ وبوجود اسوار واقية لم تُبنَ باسمنت او ملاط،‏ تبدو كل قرية كقصر ضخم مبني في منحدر الجبل.‏ وفي الواقع،‏ تمتزج بعض القرى جيدا بمحيطها حتى انه تتعذر ملاحظتها الا عن قرب.‏

وقد يدهش الشخص تمكُّن الناس من العيش في اماكن عالية كهذه.‏ ولكن اذا نظر المرء الى اعلى ايضا،‏ يرى سلسلة اخرى من القرى الصغيرة الشبيهة بالمعاقل والوادعة على ارتفاع اعلى ايضا.‏ وتحيط بهذه القرى الجبلية مصاطب مسوَّرة في المنحدرات الشديدة.‏

الشعب اليمني

يتوقع الزوار الغربيون ان يكون الشعب اليمني متميزا.‏ ولكن قد تفوق الحقيقة التوقعات ايضا.‏ فمن الوهلة الاولى قد تثير رؤية رجال القبائل الجبلية شعورا بالخطر الاكيد.‏ وهم يرتدون الفوطة،‏ ثوب يُتخذ مئزرا،‏ ومنطقة عريضة يُغمَد فيها خنجر بشكل بارز جدا للعيان.‏ حتى ان كثيرين في القرى يحملون رشَّاشات كبيرة على اكتافهم.‏

نعم،‏ يعتز الرجال اليمنيون بأسلحتهم.‏ وتُخصَّص اقسام كاملة من السوق لبيع «الجنبية،‏» خنجر معقوف.‏ ويضعها الصبيان عموما من عمر ١٤ فصاعدا كعلامة للرجولة.‏ ولكن يمكن رؤية حتى الصبيان الصغار يضعونها.‏ وقد يكون مقبض الخنجر من الپلاستيك،‏ الخشب،‏ او من قرن الكركدن الغالي الثمن.‏ وكثيرا ما يكون الغمد مشغولا بالفضة.‏ والنصل ماضٍ رهيف.‏ والمطَمْئِن هو ان الهدف من السكاكين بشكل رئيسي ليس سوى التزيُّن.‏ فالرجال اليمنيون هم في الواقع حسنو الضيافة الى ابعد الحدود ويقدِّرون اية محاولة يقوم بها الزوار للتحادث.‏

في نظر الشخص الغربي،‏ ليست النساء اليمنيات اقل تميُّزا في المظهر.‏ فهن يلبسن ثيابا قاتمة اللون ويتحجبن كليا،‏ حتى انهن لا يظهرن عيونهن.‏ وهن لا يعشن حياة سهلة.‏ ففي القرى الجبلية،‏ تعمل النساء بكد ساعات طويلة في نقل الماء،‏ الطعام للحيوانات،‏ والوقود.‏ والعائلات الكبيرة امر تقليدي.‏

وتزوِّد زيارة للأسواق فرصة اخرى لملاحظة الطريقة التي يعيش بها هذا الشعب المدهش.‏ فمتاجر التوابل تفوح منها الروائح الطيبة.‏ ويسيل اللعاب عند رؤية الرمان،‏ الخوخ،‏ المشمش،‏ العنب،‏ واللوز.‏ ويشتغل الحِرَفيون بالجلد،‏ الذهب،‏ الفضة،‏ والمعادن الاخرى.‏

ويمكن للمرء ان يجد ايضا اسواقا عديدة تبيع اوراق القات في ساحات الاسواق.‏ عندما يُمضغ او يُمتص،‏ يعمل القات كمنبِّه خفيف؛‏ ويقول البعض ان ذلك يصير عادة.‏ لكنَّ مضْغ القات هو جزء مهم من الحياة اليمنية.‏ فأجزاء كبيرة من المنحدرات الجبلية مخصَّصة لزراعة القات.‏ وتقضي مجموعات من الرجال ساعات في مضغ الاوراق وهم يتحادثون.‏ ويمضغ البعض القات ايضا خلال عملهم —‏ او حتى خلال قيادة السيارات.‏

لكنَّ مضغ القات عادة مكلفة جدا،‏ اذ تستنزف حتى ثلث مدخول العائلة اليمنية.‏ ويشير البعض الى الاخطار الصحية،‏ بما فيها خدود مشوَّهة،‏ اضطرابات في النوم والشهية،‏ ومرض معوي.‏ لذلك عبَّر بعض المسؤولين الحكوميين عن عدم الموافقة على هذا المخدِّر.‏ ولكن حتى الآن ليست هنالك اشارات كافية تدل ان القات يفقد سيطرته على الشعب اليمني.‏

ومع ذلك،‏ ثمة دليل على ان طريقة الحياة التقليدية تبدأ بفسح المجال امام التحديث الغربي.‏ فرجال كثيرون يسافرون للعمل في الخارج.‏ وقد انتقلت بعض العائلات الى المدن،‏ مما يعرِّض الاحداث لتأثير الموسيقى المستوردة وأفلام الڤيديو الاجنبية.‏ وكما هو متوقَّع،‏ ليس الجميع متحمسين لرؤية بلدهم يتحول الى العالم العصري.‏

لذلك،‏ من المثير للاهتمام رؤية ما يخبئه المستقبل لهذه الارض.‏ فقد أُنجز القليل نسبيا لاستكشاف خرائب البلد الاثرية،‏ وربما تكشف الحفريات المستقبلية بعض الاسرار الرائعة لماضي اليمن المشهور.‏ وحتى ذلك الوقت،‏ تقدِّم اليمن سببا وافيا للمسافر المغامر ليزور ارض المفاجآ‌ت هذه.‏ —‏ مقدَّمة للنشر.‏

‏[الحاشية]‏

a تنتمي هذه الاشجار الى الجنس Boswellia‏،‏ فصيلة من الاشجار التي ترتبط بأشجار البُطم او الضِّراوة.‏

‏[الصورة في الصفحتين ٢٤،‏ ٢٥]‏

باب اليمن،‏ بوابة صنعاء المؤدِّية الى القسم القديم من المدينة

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

الى اليمين:‏ سوق للخناجر في صنعاء

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

الى الاسفل:‏ بلدات صغيرة تمتزج بمحيطها

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة