مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٤ ٢٢/‏١١ ص ٦-‏١١
  • تنشئة ولد صعب المراس

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تنشئة ولد صعب المراس
  • استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • التقييم والتدخُّل
  • الاولاد المجهَدون
  • خفِّفوا من الاحتكاك
  • ضبط التصرف
  • المدح لا الادانة
  • اختبار اب مع ابنه ڠريڠ
  • مواجهة التحدي
    استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • ‏«اجلِس بلا حراك وانتبه!‏»‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • درِّبوا ولدكم من الطفولية
    سرّ السعادة العائلية
  • دور الوالدين
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٤
ع٩٤ ٢٢/‏١١ ص ٦-‏١١

تنشئة ولد صعب المراس

‏«هل جرت الامور على ما يرام اليوم؟‏» تسأل سوزان ابنها جيمي وهو يصعد بجهد الى السيارة عندما اخذته من المدرسة.‏ فتجاهلها وهو متجهِّم الوجه.‏ «لا بد ان الامور لم تكن على ما يرام اليوم،‏» تقول بتعاطف.‏ «هل ترغب في التحدث عن ذلك؟‏»‏

‏«اتركيني وشأني،‏» يردّ متذمرا.‏

‏«انني قلقة عليك ليس إلا.‏ فأنت تبدو حزينا جدا.‏ وأنا ارغب في مساعدتك.‏»‏

‏«لا اريد مساعدتك!‏» يصيح.‏ «اتركيني وشأني!‏ اكرهك.‏ وأتمنى ان اموت!‏»‏

‏«جيمي!‏» تزعق سوزان،‏ «لا تتكلم الي بهذه الطريقة وإلا —‏ وإلا فسأصفعك!‏ كنت احاول ان اكون لطيفة.‏ ولا افهم ما دهاك.‏ لا شيء اقوله او افعله يرضيك.‏»‏

واذ تكون سوزان مضطربة ومنهكة من يوم عملها،‏ تشق طريقها بين السيارات متسائلة كيف حدث ان ولدت ولدا كهذا.‏ وتشعر بأنها مشوشة،‏ عاجزة،‏ وغضبانة،‏ وأيضا مستاءة من ابنها،‏ وتنتابها مشاعر الذنب.‏ وتخاف سوزان من اخذه الى البيت —‏ اخذ ولدها.‏ ولم تعد تهمُّها كثيرا معرفة ما حصل اليوم في المدرسة.‏ وعلى الارجح ستتصل المعلِّمة من جديد.‏ احيانا لا تتمكن سوزان من مواجهة ذلك.‏

وهكذا تنفجر الحوادث التي تظهر بسيطة وتصير محنا عاطفية شديدة مشحونة بالقلق.‏ والاولاد الذين يعانون الـ‍ ADD/ADHD،‏ او من ناحية اخرى يوصفون بأنهم «صِعاب المراس،‏» يتجاوبون نموذجيا بعنف شديد عندما يواجهون المشاكل.‏ ويميلون بسرعة الى بلوغ حالة انفجار،‏ تاركين الوالدين بحالة غضب،‏ حيرة،‏ وأخيرا انهاك.‏

التقييم والتدخُّل

هؤلاء الاولاد هم نموذجيا اذكياء،‏ مبدعون،‏ وحساسون للغاية.‏ ومن المهم ان تدركوا انهم اولاد اصحاء بحاجات استثنائية،‏ لذلك يتطلبون فهما عميقا خصوصيا.‏ وما يلي بعض المبادئ والافكار التي وجدها والدو اولاد كهؤلاء ناجحة.‏

اولا،‏ من الضروري ان تتعلموا ان تدركوا الاوضاع والبواعث التي تزعج الولد.‏ (‏قارنوا امثال ٢٠:‏٥‏.‏)‏ ومن الضروري ان يلاحظ الوالدون العلامات في الولد التي تسبق المواجهات العاطفية ويتدخَّلوا فورا.‏ والمؤشِّر الرئيسي هو تعبير الوجه الذي يعكس مستوى احباط مرتفعا وعدم مقدرة على معالجة حالة معيَّنة.‏ وقد يكون مساعدا التفوُّه بتذكيرات شفهية لطيفة يحتاج اليها الولد ليضبط نفسه او،‏ اذا كان ضروريا،‏ انتشاله من الحالة.‏ وايقاف الولد عن نشاط ما،‏ على سبيل المثال،‏ يكون فعَّالا،‏ ولا يكون فعَّالا كثيرا كشكل من اشكال العقاب بل كطريقة لمنح الولد والوالد على السواء فرصة لاستعادة الهدوء ولمتابعة فعل الامور بتعقُّل بعد ذلك.‏

في المثل الذي قُدِّم،‏ تجاوب جيمي بعنف مع اسئلة بسيطة.‏ وهذا هو تصرف جيمي العادي كل يوم.‏ ومع انه من السهل ان يعتبر الوالدون هذا الغضب والاستياء موجَّهين اليهم شخصيا،‏ من الضروري ان يدركوا ان هؤلاء الاولاد غالبا ما يفقدون الادراك (‏المنطق)‏ حالما يصلون الى درجة لا يتمكنون عندها من احتمال ايّ ضغط اضافي.‏ لذلك من المهم التصرف بتعقُّل.‏ (‏امثال ١٩:‏١١‏)‏ في حالة جيمي،‏ كان بإمكان سوزان ان تهدِّئ الوضع بعدم اصرارها على متابعة المحادثة ومنح ولدها وقتا للسيطرة على نفسه،‏ وربما كان بإمكانهما مناقشة احداث اليوم في وقت لاحق.‏

الاولاد المجهَدون

لم يسبق ان واجهت العائلة البشرية مشاكل،‏ ضغوطا،‏ واضطرابات مروِّعة كالتي تصيب العالم اليوم.‏ فالاحوال مختلفة،‏ والمتطلبات اقوى،‏ والاولاد يُطلَب منهم اكثر.‏ وفي ما يتعلق بهذه المسألة،‏ يقول كتاب اولاد صالحون،‏ سلوك رديء:‏ «قد تكون التوقعات الاجتماعية المتغيِّرة اما سبَّبت او اثرت في الكثير من المشاكل التي يبدو ان الاولاد يختبرونها.‏» بالنسبة الى الاولاد الذين يعانون الـ‍ ADD/ADHD،‏ يمكن ان تكون المدرسة كابوسا.‏ وفيما يصارعون للتغلب على تقصيراتهم،‏ يكونون مجبرين على التكيُّف مع فورة التقدُّم التكنولوجي التي تستمر بسرعة في التغيُّر في جو يمكن ان يبدو عدائيا وخطِرا على حد سواء،‏ مما يزيد قلقهم.‏ وعاطفيا،‏ يكون الاولاد غير ناضجين كفاية ليعالجوا كل هذه المشاكل.‏ فيحتاجون الى مساعدة والديهم.‏

خفِّفوا من الاحتكاك

لكي يكون لديكم اولاد سعداء اكثر وبصحة افضل،‏ من المهم ان تزوِّدوا جوا من النظام والاستقرار.‏ والتخطيط الفعَّال للتخفيف من الاحتكاك في البيت يمكن ان يبدأ بنمط حياة مبسَّط.‏ وبما ان هؤلاء الاولاد يتَّصفون بالاندفاع،‏ عدم التيقظ،‏ والافراط في النشاط،‏ فمن الضروري التخفيف من التأثير السلبي للاثارة المفرطة.‏ خفِّفوا من كمية اللُّعَب التي يُسمح لاولاد كهؤلاء بأن يلعبوا بها في وقت واحد.‏ جرِّبوا في كل مرة عملا روتينيا واحدا او مشروعا واحدا الى ان ينتهي.‏ وبما ان هؤلاء الاولاد هم غالبا غير منظَّمين،‏ فالتنظيم يخفِّف من الخيبة.‏ وكلما كانت الاشياء التي يجب ان يهتموا بها قليلة العدد وسهلة المنال،‏ سهل اكثر الاعتناء بما هو مهم.‏

والطريقة الفعَّالة الاخرى للتخفيف من الاجهاد في البيت هي انجاز روتين مخطَّط له،‏ غير صارم،‏ مانحين الاولاد احساسا بالاستقرار.‏ والجدول الزمني ليس بأهمية تسلسل الحوادث،‏ اي ترتيب حدوثها.‏ ويمكن انجاز ذلك بتطبيق اقتراحات عملية كالتالية.‏ زوِّدوا تغذية ملائمة مع وجبات رئيسية ووجبات خفيفة متزنة وبسيطة في اوقات منتظمة.‏ اجعلوا الامور التي تقومون بها قبل وقت النوم متسمة بالدفء،‏ المحبة،‏ والاسترخاء.‏ وجولات التسوُّق يمكن ان تثير كثيرا الاولاد النشاطى جدا،‏ لذلك خططوا مسبقا وحاولوا الا تذهبوا الى متاجر كثيرة جدا.‏ وعندما تكونون في نزهة،‏ اوضحوا ايّ نوع من التصرف تتوقعون.‏ والاعمال الروتينية المحدَّدة تساعد الولد الذي لديه حاجات خصوصية على ضبط تصرفه المتّسم بالاندفاع.‏ وعلاوة على ذلك،‏ تساعد الوالدين على اكتساب قدرة على معرفة الامور مسبقا.‏

واضافة الى الاحساس بالتنظيم،‏ من المفيد ان تبتكروا نظاما من القواعد وأن تشملوا عواقب كسر القواعد التي لا يمكن التفاوض فيها.‏ والقواعد الواضحة الثابتة،‏ والتي يوافق عليها ايضا الزوجان،‏ ترسم حدود التصرف المقبول للاولاد —‏ وتعلِّم ايضا المسؤولية.‏ علِّقوا قائمة بالقواعد في مكان بارز اذا كان ضروريا (‏لكي يتذكرها الوالدون والاولاد ايضا)‏.‏ والثبات هو مفتاح الامان العاطفي.‏

وتفهُّم ما يفضِّله الولد،‏ ما يحبه وما لا يحبه،‏ والتكيُّف معه يمكن ان يفعل الكثير لتخفيف الضغط غير الضروري في البيت.‏ ولأن طبيعة هؤلاء الاولاد الخاصة غالبا ما تكون طائشة ومتصفة بالاندفاع،‏ يمكن ان يكون تفاعلهم مع الاولاد الآخرين اختبارا صعبا جدا.‏ ومشاركتهم،‏ خصوصا في اللُّعَب،‏ يمكن ان تكون نقطة خلاف خصوصية مع الاولاد الآخرين،‏ لذلك قد يسمح الوالدون لاولاد كهؤلاء بأن يختاروا اشياءهم المفضَّلة التي يمكن المشاركة فيها.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يمكن لتنظيم مستوى الاثارة لديهم بتزويدهم فريقا صغيرا من رفقاء اللعب وخلق نشاطات لا تثير كثيرا ان يساعدهم ايضا على منع بلوغهم درجة الاثارة التي يسهل عليهم الوصول اليها.‏

ومن المهم ان يسمح الوالدون لكل ولد بأن ينمو بطريقته وأن يتجنبوا الضغط على الولد او صوغه في قالب من التكيُّف غير الضروري.‏ واذا كان الولد يكره طعاما معيَّنا او قطعة ثياب،‏ فتخلصوا من ذلك.‏ فمصادر الازعاج الصغيرة هذه لا تستحق الخلاف عليها.‏ ومن حيث الاساس،‏ لا تحاولوا ان تضبطوا كل شيء.‏ كونوا متزنين،‏ ولكن عندما تُتخذ القرارات في ما يتعلق بما هو مقبول للعائلة المسيحية،‏ التصقوا بها.‏

ضبط التصرف

يتطلب عادة الاولاد المتقلِّبون درجة اكبر من الضبط.‏ ونتيجة لذلك،‏ يزعج الذنب والدين كثيرين اذا كان عليهم ان يؤدبوا تكرارا.‏ ولكن من المهم ان تميِّزوا الفرق بين التأديب والاساءة.‏ واستنادا الى كتاب خط رفيع —‏ عندما يصير التأديب اساءة الى الولد،‏ يُقال ان ٢١ في المئة من كل الاساءات الجسدية تحدث عندما يُظهر الاولاد تصرفا عدائيا.‏ لذلك يتوصل البحث الى النتيجة ان الاولاد الذين يعانون الـ‍ ADD/ADHD هم «معرضون اكثر للاساءة الجسدية والاهمال.‏» ومما لا شك فيه هو ان تربية صغار لديهم حاجات خصوصية يمكن ان تكون مجهِدة،‏ لكنَّ ضبطهم يجب ان يكون سليما ومتزنا.‏ وبما ان هؤلاء الاولاد هم عادة اذكياء جدا ومبدعون للغاية،‏ فهم يشكلون تحديا للوالدين الذين يعالجون الحالات التي تتطلب تعقُّلا.‏ ومثل هؤلاء الاولاد غالبا ما تكون لديهم طريقة لابراز العيوب في منطق الوالدين الاكثر ذكاء.‏ فلا تسمحوا لهم بذلك!‏ حافظوا على سلطتكم كوالدين.‏

وبطريقة ودية،‏ انما ثابتة،‏ اختصروا الشرح؛‏ وبكلمات اخرى،‏ لا تشرحوا كثيرا،‏ ولا تتفاوضوا في القواعد التي لا يمكن التفاوض فيها.‏ ولتكن ‹نَعَمكم› نعم و‹لاكم› لا.‏ (‏قارنوا متى ٥:‏٣٧‏.‏)‏ والاولاد ليسوا دبلوماسيين؛‏ لذلك يؤدي التفاوض معهم الى جدال،‏ غضب،‏ وخيبة،‏ ويمكن ايضا ان يزداد ذلك حدة حتى يصل الى الصياح والعنف.‏ (‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ وبشكل مماثل،‏ تجنبوا اعطاء الكثير جدا من التحذير.‏ واذا كان التأديب ضروريا يجب ان يُمنح فورا.‏ يحث كتاب تربية اولاد ايجابيين في عالم سلبي:‏ «الهدوء،‏ الثقة،‏ والثبات —‏ هذا كل ما هي عليه السلطة.‏» لاحظوا ايضا الاقتراحات الرائعة في صحيفة المنبر الالماني:‏ «تكلموا دائما الى الولد بطريقة تحافظون بها على انتباهه:‏ استعملوا اسمه في اكثر الاحيان،‏ حافظوا على الاتصال البصري واستعملوا لغة بسيطة.‏»‏

ان الاساءة تحصل عندما يفقد الوالدون السيطرة على نفسهم.‏ واذا صاح الوالد يكون قد فقد السيطرة عل نفسه.‏ ويتناول الاصحاح ١٥ من الامثال موضوع تربية وتأديب الولد.‏ على سبيل المثال،‏ يذكر العدد ٤‏:‏ ‏«هدوء اللسان شجرة حياة واعوجاجه سحق في الروح»؛‏ العدد ١٨‏:‏ «الرجل الغضوب يهيِّج الخصومة وبطيء الغضب يسكِّن الخصام»؛‏ وأخيرا العدد ٢٨‏:‏ «قلب الصديق يتفكر بالجواب.‏» لذلك من المهم ان ندرك ليس فقط ماذا نقول بل ايضا كيف نقوله.‏

المدح لا الادانة

لأن الاولاد الذين تصعب تربيتهم يفعلون امورا ابداعية،‏ غريبة،‏ وحتى جنونية،‏ من السهل ان يلجأ الوالدون الى اظهار العيوب،‏ السخرية،‏ التعنيف،‏ والمهاجمة شفهيا وجسديا بغضب.‏ ولكن،‏ بحسب الترجمة الانكليزية الحديثة،‏ يوصي الكتاب المقدس في افسس ٦:‏٤ الوالدين بأن يربوا اولادهم «بالتأديب والارشاد المسيحيَّين.‏» وكيف ادَّب يسوع الاثمة؟‏ استخدم يسوع التأديب المؤسس على الارشاد الذي يدرِّب ويعلِّم الناس،‏ متعاملا معهم بدون تحيُّز وبثبات.‏ فالتأديب هو اجراء،‏ وسيلة للارشاد يجب عادة استخدامها مرارا وتكرارا لدى التعامل مع الاولاد.‏ —‏ انظروا المقالة «وجهة نظر الكتاب المقدس .‏ .‏ .‏ ‹عصا التأديب› —‏ هل هي عتيقة الطراز؟‏،‏» في عدد ٨ ايلول ١٩٩٢ من استيقظ!‏

والتأديب الملائم يخلق جوا من الثقة،‏ الدفء،‏ والاستقرار؛‏ لذلك يجب ان يُعطى التأديب،‏ عندما يكون ضروريا،‏ مع ايضاحات.‏ وليست هنالك حلول فورية عند تدريب الاولاد لأن الاولاد يتعلمون تدريجيا،‏ مع مرور الوقت.‏ وتتطلب التربية الملائمة لايّ ولد الكثير من العناية والمحبة،‏ الكثير من الوقت والعمل،‏ وخصوصا اذا كان ولدا تصعب تربيته.‏ وقد يكون تذكُّر القول الوجيز التالي مساعدا:‏ «قولوا ما تعنوه،‏ اعنوا ما تقولوه،‏ وافعلوا ما تقولون انكم ستفعلونه.‏»‏

ان احدى النواحي المخيِّبة اكثر لمشكلة التعامل مع الاولاد الذين يعربون عن تصرف مزعج هي رغبتهم المفرطة في الاستحواذ على الانتباه.‏ وغالبا ما يكون الانتباه الذي يحظون به سلبيا عوضا عن ان يكون ايجابيا.‏ لكن كونوا مسرعين في ملاحظة،‏ مدح،‏ او مكافأة التصرف الجيد او العمل المنجز جيدا.‏ فهذا مشجع جدا للولد.‏ في البداية قد تبدو جهودكم مبالغا فيها،‏ لكنَّ النتائج تستحقها.‏ والاولاد يحتاجون الى مكافآ‌ت صغيرة انما فورية.‏

اختبار اب مع ابنه ڠريڠ

‏«شُخِّص ان ابننا ڠريڠ يعاني الـ‍ ADHD وهو في الخامسة من عمره عندما كان في روضة الاطفال.‏ في ذلك الوقت رأينا طبيبا مختصا بنمو الاطفال اكَّد ان ڠريڠ يعاني حتما الـ‍ ADHD.‏ وقال لنا:‏ ‹انها ليست غلطته،‏ ولا غلطتكما.‏ وهو لا يستطيع ان يغيِّر الوضع،‏ ولكن انتما تستطيعان.‏›‏

‏«كثيرا ما كنا نفكر في هذه الكلمات لانها تجعلنا ندرك بوضوح اننا كوالدَين لدينا مسؤولية كبيرة لمساعدة ولدنا على مواجهة معاناته للـ‍ ADHD.‏ وفي ذلك اليوم عدنا الى البيت حاملَين مطبوعات اعطانا اياها الطبيب لنقرأها،‏ ونعتقد ان المعرفة التي نلناها في السنوات الثلاث الماضية كانت مهمة جدا في اتمام مسؤوليتنا الابوية نحو ڠريڠ.‏

‏«لدى تربية ولد يعاني الـ‍ ADHD من المهم جدا تعزيز التصرف اللائق وتزويد التحذيرات والعقاب على سوء التصرف،‏ اذا كان ضروريا.‏ وكلما استطعتم ان تكونوا منظمين وثابتين،‏ رأيتم نتائج افضل.‏ وهذه العبارات البسيطة هي على الارجح عامل رئيسي في تربية ولد يعاني الـ‍ ADHD.‏ ولكن لانكم تحتاجون الى فعل ذلك مرات كثيرة في اليوم،‏ يكون القول اسهل من الفعل.‏

‏«والوسيلة التي وجدناها فعَّالة اكثر هي ايقافه عن نشاط ما.‏ فعندما نوقفه عن نشاط ما لتبديل التصرف السيِّئ،‏ نبتدئ ايضا ببرنامج يزوِّد حافزا على المزيد من التصرُّف الايجابي ويشجع عليه.‏ والحافز هذا يمكن ان يكون كلمة رضى،‏ معانقة،‏ او حتى عربون مكافأة او امتيازا.‏ ذهبنا الى متجر واشترينا لوحة توضع عليها صور لاصقة.‏ وكتبنا في الاعلى ما هو التصرف اللائق.‏ وكلما رأينا ڠريڠ يتصرف بشكل لائق،‏ اعطيناه صورة لاصقة لكي يضعها على لوحته.‏ وعندما تمتلئ اللوحة،‏ لنقُل ٢٠ ورقة لاصقة،‏ يحصل على مكافأة.‏ ويكون ذلك عادة امرا يتمتع حقا بفعله،‏ كالذهاب الى متنزَّه.‏ وهذا مساعد لأنه يدفعه الى حسن التصرف.‏ فهو يضع الصور اللاصقة ويمكنه ان يرى كيف يتصرف والى ايّ حد هو قريب من المكافأة.‏

‏«وثمة طريقة اخرى وجدناها فعَّالة هي منح ڠريڠ خيارات.‏ فبدلا من اصدار امر مباشر،‏ نمنحه الخيار.‏ اما ان يتصرف بشكل لائق او ينال العاقبة المنطقية.‏ وهذا يعلِّم المسؤولية واتخاذ القرارات المناسبة.‏ واذا كان هنالك امر يشكِّل دائما مشكلة،‏ كإساءة التصرف في متجر او مطعم،‏ يمكننا ان نستعمل اللوحة التي توضع عليها الصور اللاصقة مع مكافأة.‏ وهكذا يرى فائدة في التصرف اللائق،‏ ونظهر اعترافنا بتحسيناته.‏

‏«معظم الناس لا يدركون ان الـ‍ ADHD يؤثر في مقدرة الولد على تنظيم تصرفه وردود فعله.‏ ويعتقد اناس كثيرون ان هؤلاء الاولاد يمكنهم ان يضبطوا فترة انتباههم وتصرفهم اذا بذلوا جهدا،‏ واذا فشلوا،‏ يكون الوالدون هم الملومين.‏

‏«من المستحيل،‏ من الناحية الجسدية،‏ ان يجلس الولد الذي يعاني الـ‍ ADHD هادئا مدة ساعتين في اجتماع للجماعة في قاعة الملكوت.‏ ولن ننسى ابدا كيف كان ڠريڠ وهو بعمر خمس سنوات فقط يبكي قبل كل اجتماع ويسألنا،‏ ‹هل هذا اجتماع طويل ام اجتماع قصير؟‏› وكان يبكي كثيرا عندما يكون الاجتماع لمدة ساعتين لانه يعرف انه لا يستطيع ان يجلس هادئا هذه المدة الطويلة.‏ كان يجب ان نأخذ بعين الاعتبار الاضطراب [ADHD] والحدود التي يشكلها.‏ ونحن نعرف ان يهوه يتفهَّم الاضطراب افضل من ايّ شخص آخر،‏ وهذا مصدر تعزية.‏ في الوقت الحاضر لا يخضع ڠريڠ لأية معالجة بالادوية وهو في الصف المناسب لعمره.‏

‏«ان جعل يهوه رجاءنا وابقاء عيوننا مركَّزة على العالم الجديد يدعماننا.‏ ورجاؤنا يعني الكثير لڠريڠ.‏ انه يتأثر حقا،‏ حتى ان عينيه تغرورقان،‏ عندما يفكر كيف سيزيل يهوه الـ‍ ADHD في الارض الفردوسية.‏»‏

‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

المكافآ‌ت المحتملة للتصرف الحسن:‏

١-‏ المدح —‏ المدح الشفهي على عمل أُنجز جيدا؛‏ التقدير المعبَّر عنه لحسن التصرف،‏ ترافقه المحبة،‏ المعانقات والدفء في تعابير الوجه.‏

٢-‏ نظام اللوحة —‏ تُعرض بشكل بارز،‏ مع صور لاصقة جذَّابة او نجوم لاصقة للتشجيع على حسن التصرف.‏

٣-‏ قائمة بالامور الجيدة —‏ بالانجاز المقبول والذي يستحق المدح.‏ وكلما قام الولد بأمر جيد،‏ مهما كان صغيرا في البداية،‏ سجِّلوه،‏ واقرأوه على احد اعضاء العائلة.‏

٤-‏ مقياس التصرف —‏ بحسب عمر الولد،‏ وضع حبوب فاصوليا او غيرها في اناء زجاجي عندما يحسن الولد التصرف (‏حافز ملموس)‏.‏ الهدف هو تأسيس نظام تُكسب فيه النقاط لمنح مكافأة قد تشمل امرا كانت العائلة ستفعله على ايّ حال،‏ كالذهاب الى السينما،‏ التزلج،‏ او تناول الطعام في مطعم.‏ وبدلا من ان تشدِّدوا للولد على:‏ «اذا لم تتصرف حسنا،‏ فلن نذهب،‏» جربوا:‏ «اذا تصرفت حسنا،‏ فسنذهب.‏» والمفتاح هو تحويل التفكير السلبي الى تفكير ايجابي،‏ فيما تسمحون بوقت معقول ليحدث التغيير.‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

يمكن احيانا ان تحتدم المحادثات عاطفيا

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

عندما تُتخذ القرارات،‏ أَوضحوها والتصقوا بها

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

يضيف بافتخار صورة لاصقة جديدة على لوحته

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة