مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٥ ٨/‏٤ ص ٢٤-‏٢٧
  • النمر —‏ قطّ متكتِّم

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • النمر —‏ قطّ متكتِّم
  • استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • القط المعتزل
  • امهات النمور
  • النمر —‏ اخيرا في سلام؟‏
  • النَّمِر
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • تعرَّفوا بالنمر الابيض الذي يكتنفه الغموض
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢
  • هل يمكن ان يعيش الانسان والحيوان بسلام؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • لقاء ليلي في تنزانيا
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٥
ع٩٥ ٨/‏٤ ص ٢٤-‏٢٧

النمر —‏ قطّ متكتِّم

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في كينيا

كانت الشمس تغرب.‏ وكنا قد قضينا يومنا ونحن نشاهد ونصوِّر الحياة البرية الرائعة في محمية ماساي مارا للحيوانات البرية في كينيا.‏ وقبل ان نأتي لنستريح ليلا في فندق من الخِيام،‏ كنا سنرى مشهدا آخر مثيرا.‏ كانت الاستعدادات تجري عندما مشى الهُويْنى احد هيئة العاملين في الفندق على جسر من الحبال فوق نهر تاليك،‏ بكَفَل من لحم الماعز يتدلَّى من كتفه.‏ وربط قطعة اللحم بغصن متشعِّب عاليا في شجرة سَنْط.‏

وإذ تلاشت ألوان الشَّفق المداري القصير الامد وحلَّ الظلام،‏ تسلَّل بصمت نمر كبير عاليا الى الشجرة وابتدأ يسحب ويمزِّق قطعة اللحم.‏ وكانت قد أُلقيت عليه الاضواء من مصطبة المشاهدة.‏ لكنَّ النمر،‏ اذ كان مصمِّما على التمتع بوجبته،‏ تجاهلنا فيما نراقب بمهابة وتعجُّب.‏ أُخبرنا لاحقا ان زيارته للشجرة المغرية هي عادة ليلية،‏ عادة يتَّبعها لنحو ست سنوات.‏ لذلك دُعينا في الليلة التالية الى مشاهدة اعادة الاداء!‏

امكننا حقا ان نقدِّر لماذا وُصف النمر بأنه «اكثر القططة الكبيرة كمالا،‏ جميل المظهر ورشيق الحركات.‏» وإذ يزن النمر ١٢٥ پاوندا (‏٦٠ كلڠ)‏ او اكثر،‏ يكون احد الحيوانات ذات العضلات الاقوى،‏ اذ يبلغ معدل ارتفاعه عند المَنْكِب اكثر من قدمَين (‏٦٠ سم)‏ ومعدل طوله من الانف حتى رأس الذيل سبع اقدام (‏٢٠٠ سم)‏.‏ وإذ حدَّقنا الى الرُّقَط السوداء التي تميِّزه والمرتَّبة في شكل ورود في فرائه الاصفر الضارب الى البني،‏ تذكَّرنا السؤال الذي طرحه ذات مرة النبي ارميا:‏ «هل يغيِّر الكوشيُّ جلده او النمر رُقَطه.‏» —‏ ارميا ١٣:‏٢٣‏.‏

وما يلفت النظر خصوصا هو عيناه الخضراوان البرَّاقتان.‏ انهما مزوَّدتان بطبقة خصوصية من الخلايا —‏ البِساط —‏ تعطيه رؤية ليلية غير عادية.‏ فالنمر يستطيع ان يرى بسُدْس مقدار الضوء الذي يلزم لعينَي الانسان.‏ وطبقة الخلايا هذه،‏ اذ تعود وتعكس الضوء عبر الشبكيّة،‏ تخلق التأثير المشعّ الذي يُرى عندما تأتي حزمة ضوء على عينيه في الليل.‏

اذا راقبتم النمر وقت الراحة خلال النهار،‏ فستلاحظون انه يلهث كما لو انه على وشك الاعياء.‏ لكنَّ تنفُّسه السريع هو جزء من نظام تبريد فعَّال.‏ وإذ يلهث الى ١٥٠ مرة في الدقيقة،‏ تتبخَّر الرطوبة من لسانه،‏ فمه،‏ ومسالكه الانفية.‏

وبما ان النمور هي اكثر القططة الكبيرة تكيُّفا،‏ يمكن ان توجد في الصحاري والغابات؛‏ في الجبال وفي المناطق التي على مستوى سطح البحر؛‏ في بلدان مختلفة كالصين،‏ كينيا،‏ والهند.‏ وعلى الرغم من اعتداء الانسان على الكثير من مساكن النمر،‏ يقدِّر العلماء ان هنالك مليونا تقريبا في افريقيا وآسيا وحدهما.‏ ومع ذلك فقد أفلت النمر لقرون من الدراسة العلمية الجدية.‏ خذوا،‏ على سبيل المثال،‏ نمر سيناء.‏ فقد اعتُبر هذا النمر لزمن طويل منقرضا،‏ الى ان أُعيد اكتشافه مؤخرا في برية اليهودية!‏

القط المعتزل

كيف يهرب النمر من ملاحظة الانسان؟‏ يفعل ذلك بكونه اولا حيوانا ناشطا في الليل —‏ وعلاوة على ذلك،‏ حيوانا تسلُّليا ومتكتِّما.‏ ففي المناطق التي يشكِّل فيها الانسان تهديدا يصمت النمر بحذر.‏ وفقط عندما يغضب يطلق زمخرة تهديدية تشبه زئير الاسد وأصواتا شبيهة بالسعال.‏ وفي الظروف العادية يكون صياحه مفزعا اقل بكثير:‏ صوت مزعج اجشّ —‏ اشبه بصوت منشار يقطع الخشب.‏ واستنادا الى كتاب حيوانات افريقيا الشرقية،‏ بقلم سي.‏ ت.‏ أسْتْلي مايْبِرلي،‏ يبدو مثل «ڠْرَنْتها!‏ ڠْرَنْتها!‏ ڠْرَنْتها!‏ ڠْرَنْتها!‏ —‏ تنتهي عادةً بنغمة تنهُّد جشَّاء.‏» وانسجاما مع حب النمر للتكتُّم،‏ يطلق ايضا تنوُّعا من الاصوات المنخفضة الشدَّة التي لا يستطيع البشر سماع معظمها.‏

وفضلا عن ذلك،‏ بخلاف الاسد الذي يعيش في جماعات،‏ ليس النمر قطّا اجتماعيا.‏ ومع ان النمور تُرى ازواجا بين الحين والآخر،‏ فهي صيَّادة معتزلة.‏ ولكي يخفِّض النمر من المواجهات غير المتوقَّعة او العدائية،‏ يعيِّن حدود مقاطعته الشخصية التي قد تغطي من ١٠ الى ١٥ ميلا مربعا (‏من ٢٥ الى ٦٥ كلم٢‏)‏.‏ فيُطلِق افرازا من غدد خصوصية ليرسم حدود مَراده.‏ والرائحة الخصوصية من الافراز التي تسم مقاطعته قد تُعلم النمور الاخرى بجنس «سيد الارض،‏» عمره،‏ حالته الجنسية،‏ وربما حتى هويته.‏

ينجز النمر اصطياده بالتسلُّل الذي يميِّزه.‏ وفي ازمنة الكتاب المقدس كان يُعرف بترصُّده قرب المدن،‏ مستعدًّا لينقضَّ على الحيوانات الداجنة بسرعة مميتة.‏ (‏ارميا ٥:‏٦؛‏ هوشع ١٣:‏٧؛‏ حبقوق ١:‏٨‏)‏ ولكي يحمي غنيمته من الحيوانات التي تعيش على بقايا الجيف،‏ كالضِّباع وبنات آوى،‏ يدَّخر فرائسه الاكبر في تشعُّب شجرة فوق الارض بنحو ٣٠ او ٤٠ قدما (‏٩ او ١٢ م)‏.‏ ولكن كيف يدبِّر ان يسوق جيفة ظبي او صغير زرافة طوله خمس اقدام (‏٥‏,١ م)‏ الى ارتفاعات كهذه؟‏ هذا ليس سرا يفشيه النمر بسهولة.‏ لكنَّ المراقبين الصبورين يدَّعون ان ذلك يُنجَز بمجرد قوته الجسدية الغريزية.‏ فالنمور تفضِّل ان تتناول وجبتها على مهلٍ وأجسام الجيف متدلِّية من اغصان الاشجار،‏ وبسرِّية تامة،‏ متستِّرة بالاغصان والاوراق.‏

عندما لا يتحدَّى احد النمر،‏ من طبعه ان يكون جبانا ومنكفئا وسيتجنب المواجهة مع الانسان.‏ وهكذا على الرغم من ان خوف بعض النمور من البشر انتهى وصارت آكلة للانسان،‏ قلَّما يشكِّل معظمها تهديدا على البشر.‏ ولكن،‏ اذا أُصيب النمر بجروح او ضُيِّق عليه الخناق،‏ لا يعرب عن ايّ خوف مهما كان من عدوّه.‏ «النمر الغاضب،‏» يكتب جوناثان سْكوت في حكاية النمر،‏ «هو مجسّم الضراوة عينه،‏ .‏ .‏ .‏ قادر على حشد كل طاقته الهائلة في هجوم قصير المدى بسرعة البرق.‏»‏

امهات النمور

ليس مدهشا،‏ اذًا،‏ ان النمور تربي ايضا جراءها بسرِّية نسبية.‏ فالجراء المولودة حديثا يجري ابقاؤها مخبَّأة،‏ وغالبا في كهف،‏ طوال الشهرَين الاوَّلَين من حياتها.‏ وعلى الرغم من ان الاب لا يقوم بأيّ دور في تربية الجراء،‏ تشكِّل الام رباطا وثيقا بها بإطعامها وتنظيفها وإبقائها دافئة.‏ وأخيرا،‏ قد تنقل الام صغارها،‏ جروَين او ثلاثة جراء،‏ الى مسكن جديد،‏ حاملةً اياها بفمها اذا كانت لا تزال صغيرة جدا او داعيةً اياها الى اللحاق بها اذا كانت اكبر.‏

تحاول النمرة الام ايضا ان تُبقي جراءها بعيدة عن نظر الاعداء،‏ كقرود البابون.‏ ولكن اذا هاجمت قرود البابون جراءها،‏ تهاجمها،‏ معرِّضةً حياتها للخطر من اجل اعطاء جرائها فرصة للهرب الى مكان آمن.‏ وتعرِّض نفسها ايضا لمخاطر هائلة من اجل اطعام جرائها.‏ فالقطة المنكفئة في الاحوال العادية تسير عبر قطيع فيلة مُهمهمة لكي تجلب اللحم لصغارها الجائعة.‏

والمثير للاهتمام ان النمور الصغيرة لا تُظهر روح استقلالها لبعض الوقت.‏ فالجراء تُقطَع عن الرضاعة بعمر ستة اشهر تقريبا لكنها لا تقتل فريستها الخاصة الى ان تصير بعمر سنة.‏ والذكور لا تصير نمورا بالغة معتزلة إلا بعمر سنتين ونصف تقريبا.‏ والجراء الاناث البالغة قد تستمر في المشاركة في مقاطعة سكن امها.‏

النمر —‏ اخيرا في سلام؟‏

لكنَّ هذه القططة الصغيرة المحبوبة تنمو لتصير قاتلة.‏ لذلك قد يبدو من الصعب التصديق ان كلمات النبي اشعياء ستصير حقيقة يوما ما:‏ «يسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي.‏» —‏ اشعياء ١١:‏٦‏.‏

والجهود الاخيرة لتدجين النمور لم تحظَ إلا بنجاح قليل.‏ ربَّت سِيوكي بيسلِتي ڤان دِر لان وزوجها جراء حَمْلٍ واحد في مزرعتهما الافريقية.‏ كانت الجراء تتمتع بـ‍ «حرية كاملة» وكانت تُطعَم غالبا باليد.‏ لكنها لم تصِر قط داجنة حقا.‏ تكتب سِيوكي بيسلِتي:‏ «ما ان يصير النمر تام النموّ حتى يسعى الى حياة مستقلة.‏ الاسد سيحبكم ويطيعكم دائما؛‏ النمر سيعرفكم دائما إنما سيقرِّر لنفسه كيف سيتجاوب في اية لحظة معيَّنة.‏»‏

وأخيرا اعتُبر خَطِرا ان يُسمح للجراء البالغة بالاستمرار في الطواف بحرية حول المزرعة.‏ واتُّخذ قرار إعادتها الى البرية.‏ فهل تربية هذه النمور الصغيرة بين بشر وديين اضعفت صفاتها؟‏ كلا على الاطلاق.‏ فبعد ثلاثة ايام من اطلاقها،‏ شوهد الذكر جالسا قرب ظبي كان قد قتله.‏

ومع ذلك،‏ ان مثل هذا النجاح المحدود في ترويض النمور لا يبطل نبوة اشعياء الموحى بها عن السلام بين النمر والجدي.‏ فهذا الامر الرائع سيحدث،‏ لا بجهود بشرية،‏ بل بتدخُّل الهي.‏ لكنَّ حكم اللّٰه سيفعل اكثر من جلب السلام لمملكة الحيوان.‏ تنبَّأ اشعياء:‏ «الارض تمتلئ من معرفة الرب.‏» (‏اشعياء ١١:‏١-‏٩‏)‏ لذلك حتى الانسان سيهجر التصرُّف الحيواني الذي سبَّب الحرب والانقسام.‏ وفي الوقت نفسه،‏ سيتغيَّر ايضا موقف الجنس البشري من عالم الحيوان.‏ فلن يكون في ما بعد ايّ من الوحوش ضحية القتل الطائش.‏ ولن يسلب الانسان مسكنها او يعرِّض وجودها للخطر،‏ لأن يهوه سيكون قد ‹اهلك الذين كانوا يهلكون الارض.‏› —‏ رؤيا ١١:‏١٨‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة