مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٦ ٨/‏٩ ص ٧-‏١٢
  • كيف خسروا عالمهم

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • كيف خسروا عالمهم
  • استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • انسجام خلَّف نزاعا
  • ‏«هوّة من اساءات الفهم»‏
  • القاتل الاكثر فتكا
  • وماذا عن المعاهدات؟‏
  • ‏«المسيرة الطويلة» ودرب الدموع
  • ماذا يخبئ مستقبلهم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • الاميركيون الاصليون والكتاب المقدس
    استيقظ!‏ ١٩٩٩
  • الاميركيون الاصليون —‏ نهاية حقبة
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • اسم اللّٰه غيَّر حياتي!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٦
ع٩٦ ٨/‏٩ ص ٧-‏١٢

كيف خسروا عالمهم

‏«صراع الغرب الاميركي.‏» تلخِّص هذه العبارة صفحات طويلة من تاريخ الولايات المتحدة.‏ وقد تناولت افلام هوليوود قصص مستوطنين بيض يجوبون السهول والجبال الاميركية،‏ والجنود الاقوياء كما في ادوار الممثل جون واين،‏ بالاضافة الى رعاة البقر والمستوطنين،‏ يحاربون الهنود المتوحشين والهمج المهاجِمين بفؤوسهم.‏ وفي حين كان الرجل الابيض يسعى وراء الاراضي والذهب،‏ كان بعض كهنة ومبشِّري العالم المسيحي ينقذون الانفس كما كان يُزعم.‏

ولكن كيف بدا هذا التاريخ من وجهة نظر سكان اميركا الاصليين؟‏ بوصول الاوروپيين،‏ كما يذكر كتاب الاميركيون الاصليون —‏ تاريخ مصوَّر (‏بالانكليزية)‏،‏ «أُجبر [الهنود] على مواجهة اكثر الوحوش ضراوة التي دخلت بيئتهم والتي لم يواجهوا مثيلا لها من قبل:‏ الغزاة الاوروپيين البيض.‏»‏

انسجام خلَّف نزاعا

في البداية،‏ لاقى كثيرون من الاوروپيين الذين وصلوا اولا الى الشمال الشرقي الاميركي معاملة لطيفة،‏ وتعاون معهم السكان الاصليون.‏ تذكر احدى الروايات:‏ «لولا مساعدة هنود الپاواتان،‏ لَما صمدت المستوطَنة البريطانية في جَيمس تاون،‏ ڤيرجينيا،‏ اول مستعمرة انكليزية دائمة في العالم الجديد،‏ امام اول شتاء قاسٍ عرفته سنة ١٦٠٧-‏١٦٠٨.‏ وبشكل مماثل،‏ لولا مساعدة هنود الوامْپانُواڠ لبادت مستعمرة المهاجرين الانكليز في پلايموث،‏ ماساتشوستس.‏» وتعلّم المهاجرون من بعض السكان الاصليين كيف يسمِّدون التربة ويزرعون المحاصيل.‏ وإلى ايّ حد كانت ستنجح بعثة لويس وكلارك خلال السنوات ١٨٠٤-‏١٨٠٦ —‏ والتي كانت تهدف الى ايجاد خط نقل عملي يربط اقليم لويزيانا بما كان يدعى أوريڠون كانتري —‏ دون مساعدة ساكاجاوِيا وتدخُّلها،‏ وهي امرأة من هنود الشّوشون؟‏ فقد كانت «عربون سلام» عندما صارا وجها لوجه مع هنود قبيلتها.‏

ولكن بسبب الطريقة التي استغل بها الاوروپيون الاراضي والموارد الغذائية المحدودة،‏ احدثت الهجرة الجماعية الى اميركا الشمالية توتُّرا بين الغزاة والسكان الاصليين.‏ ويوضح المؤرخ الكندي إيان ك.‏ ستيل انه كان هنالك في ماساتشوستس ٠٠٠‏,٣٠ شخص من هنود النَّارّاڠَنْسِت في القرن الـ‍ ١٧.‏ ولما «شعر» زعيمهم مِيانْتونومو «بالخطر،‏ .‏ .‏ .‏ حاول اقامة تحالف مع هنود الموهوك لإنشاء حركة مقاومة هندية اميركية عامة.‏» ويُخبَر انه قال لهنود المونْتوك سنة ١٦٤٢:‏ «[يجب] ان نكون واحدا كما هم [الانكليز] واحد،‏ وإلّا فسنُباد قريبا،‏ لأنه كما تعرفون كانت لآبائنا وفرة من الايائل وجلود الحيوانات،‏ وكانت سهولنا وغاباتنا تعجّ بالايائل و [الديوك الرومية]،‏ وكانت تكثر في خلجاننا الاسماك والطيور.‏ لكنَّ هؤلاء الانكليز يستولون على ارضنا،‏ فيحشّون العشب بمناجلهم،‏ ويقطعون الاشجار بفؤوسهم؛‏ وتأكل ابقارهم وأحصنتهم العشب،‏ وتفسد خنازيرهم ضفافنا حيث يعيش المحار،‏ وسنموت كلنا جوعا.‏» —‏ سُبُل الحرب —‏ غزوات اميركا الشمالية (‏بالانكليزية)‏.‏

لكنَّ جهود مِيانْتونومو لتشكيل جبهة متحدة من الاميركيين الاصليين باءت بالفشل،‏ وفي سنة ١٦٤٣،‏ خلال حرب قبلية،‏ اسره الزعيم أُنْكاس من قبيلة الموهيڠَن وسلّمه الى الانكليز كمتمرد.‏ ولكن لم يكن باستطاعة الانكليز ادانة مِيانْتونومو شرعيا وإعدامه.‏ فوجدوا حلّا مناسبا.‏ يتابع ستيل:‏ «بما انه لم يكن باستطاعتهم اعدام [مِيانْتونومو] اذ كان خارج نطاق سلطة ايّ من المستعمرات،‏ حمل المفوّضون أُنْكاس على إعدامه،‏ وكان هنالك شهود انكليز للتأكد ان ذلك تمّ.‏»‏

من هنا لا يرى المرء فقط الصراعات المستمرة التي كانت تدور بين المستعمِرين الغزاة والسكان الاصليين بل ايضا التنافس والخداع المميتَين بين القبائل نفسها،‏ وهذان كانا موجودين حتى قبل ان يصل الرجل الابيض الى اميركا الشمالية.‏ وقد وقفت قبائل الى جانب البريطانيين في حربهم ضد الفرنسيين من اجل الهيمنة الاستعمارية على اميركا الشمالية،‏ في حين ايدت قبائل اخرى الفرنسيين.‏ وبصرف النظر عن الجانب الخاسر،‏ دفعت كل القبائل المشمولة بالحرب ثمنا باهظا.‏

‏«هوّة من اساءات الفهم»‏

تعبِّر الكلمات التالية عن احدى وجهات النظر من الغزو الاوروپي:‏ «ما لم يفهمه قادة القبائل الهندية،‏ إلّا بعد فوات الاوان في اغلب الاحيان،‏ هو الطريقة التي كان الاوروپيون ينظرون بها الى الهنود.‏ فلم يكونوا بيضًا او مسيحيين،‏ بل كانوا في رأي كثيرين همجا متوحشين،‏ سلعة خطرة ومجرَّدة من الاحاسيس لا مكان لها إلا في اسواق النخَّاسين.‏» وكان لموقف التفوُّق هذا تأثيرات مهلكة في القبائل.‏

لم تكن وجهة نظر الاوروپيين مفهومة لدى الاميركيين الاصليين.‏ فقد كانت هنالك «هوّة من اساءات الفهم،‏» كما دعا ذلك المستشار فِلْمر بلوهاوس من هنود النَّاڤاهو في مقابلة اجرتها معه استيقظ!‏ مؤخرا.‏ فالسكان الاصليون لم يعتبروا حضارتهم ادنى مستوى بل مختلفة،‏ حضارة ذات قيم متباينة كليا.‏ مثلا،‏ لم يكن بيع الارض مألوفا البتة لدى الهنود.‏ هل يملك المرء الهواء والريح والماء ليبيعها؟‏ فكيف يبيع الارض؟‏ لقد كانت مشاعًا للجميع.‏ لذلك لم يسيِّج الهنود الاراضي.‏

وبوصول البريطانيين والاسپان والفرنسيين،‏ وقع ما وُصف بأنه «صدام عنيف بين ثقافتين غريبتين.‏» فالسكان الاصليون كانوا شعبا تعلّم طوال مئات السنين العيش بتآ‌لف مع الارض والطبيعة،‏ وكان يعرف كيف يحيا دون الاخلال بالتوازن البيئي.‏ لكنَّ الرجل الابيض صار يعتبر السكان الاصليين مخلوقات متوحشة وأدنى مرتبة —‏ ناسيًا طبعا وحشيَّته هو في إخضاعهم!‏ وفي سنة ١٨٣١ اختصر المؤرخ الفرنسي ألكسي دو توكڤيل الرأي السائد لدى الرجل الابيض في الهنود اذ قال:‏ «لم تخلقهم السماء ليصيروا متحضِّرين؛‏ لذلك ينبغي ان يموتوا.‏»‏

القاتل الاكثر فتكا

مع استمرار المستوطنين الجدد في التوجُّه غربا في انحاء اميركا الشمالية،‏ صار العنف يولّد العنف.‏ لذلك سواء كان الهنود مَن بدأ بالهجوم او الغزاة الاوروپيون،‏ كان كلا الطرفَين يرتكب الفظائع.‏ وكان الهنود يُخشَون بسبب ما يُعرف عنهم بسلخ فروة الرأس،‏ ممارسة يعتقد البعض انهم تعلّموها من الاوروپيين الذين كانوا يقدِّمون جوائز مقابل فراء الرأس.‏ لكنَّ الهنود كانوا يخوضون معركة خاسرة ضد فريق يفوقهم عددا وعتادا.‏ وفي معظم الحالات كانت القبائل تضطر في النهاية إما الى مغادرة ارض اجدادهم او الموت.‏ وغالبا ما كانوا يلاقون المصيرَين،‏ اذ كانوا يغادرون ارضهم ثم يُقتلون او يموتون من الامراض او الجوع.‏

لكنَّ الموت في المعركة لم يكن العامل الاكثر فتكا بقبائل السكان الاصليين.‏ يكتب إيان ك.‏ ستيل:‏ «لم تكن البندقية،‏ الحصان،‏ الكتاب المقدس،‏ او ‹الحضارة› الاوروپية امضى سلاح في غزو اميركا الشمالية،‏ بل الوبأ.‏» وعن تأثير امراض العالم القديم في الاميركتين،‏ كتبت پاتريشا نلسون ليمْريك،‏ استاذة في التاريخ:‏ «عندما انتقلت تلك الامراض نفسها [التي لزمت قرون عديدة ليطوِّر الاوروپيون مناعة ضدها] الى العالم الجديد —‏ جدري الماء،‏ الحصبة،‏ الانفلونزا،‏ الملاريا،‏ الحمى الصفراء،‏ التيفوس،‏ السلّ،‏ وفوق كل ذلك،‏ الجدري —‏ لم تقوَ [اجسام الهنود] على مقاومتها.‏ فارتفعت معدلات الوفيات في قرية بعد اخرى وبلغت حتى ٨٠ او ٩٠ في المئة.‏»‏

ويصف رصل فريدمان وباء الجدري الذي تفشى سنة ١٨٣٧.‏ «كان هنود المانْدان اول من اصيبوا به،‏ وتبعهم بسرعة هنود الهِيداتْسا،‏ الأسِّينيبويْن،‏ الأريكارا،‏ السُّو،‏ والبلاكفوت.‏» وقُضي تقريبا على كل المانْدان.‏ فمن نحو ٦٠٠‏,١ شخص سنة ١٨٣٤،‏ انخفض عددهم الى ١٣٠ سنة ١٨٣٧.‏

وماذا عن المعاهدات؟‏

يستطيع شيوخ القبائل حتى هذا اليوم ان يسردوا بسرعة تواريخ المعاهدات التي وقَّعتها الحكومة الاميركية مع آبائهم في القرن الـ‍ ١٩.‏ ولكن علامَ كانت هذه المعاهدات تنصُّ؟‏ عموما على التخلّي المجحف عن اراضٍ طيِّبة مقابل محمية جدباء وإعالة من الحكومة.‏

وحالة قبائل الإيروكوي (‏التي تضمّ من الشرق الى الغرب هنود الموهوك،‏ الأونايْدا،‏ الأنونْداڠا،‏ الكايُوڠا،‏ والسِّينيكا)‏ بعد ان هزم المستعمِرون الاميركيون البريطانيين في حرب الاستقلال التي انتهت سنة ١٧٨٣ هي مثال للازدراء الذي عومل به السكان الاصليون.‏ فقد وقف الإيروكوي الى جانب البريطانيين،‏ وكل ما حصلوا عليه منهم مقابل ذلك،‏ كما ذكر ألڤِن جوزيفي الابن،‏ كان الخذلان والاهانات.‏ فالبريطانيون،‏ «الذين تجاهلوا [الإيروكوي]،‏ تنازلوا عن السيادة على اراضي هؤلاء للولايات المتحدة.‏» ويضيف انه حتى الإيروكوي الذين انحازوا الى المستعمِرين ضد البريطانيين «جُعلوا تحت رحمة شركات الاراضي والسماسرة الجشعين وتحت رحمة الحكومة الاميركية نفسها.‏»‏

وعندما دُعي الى عقد اجتماع لإبرام معاهدة سنة ١٧٨٤،‏ قام جَيمس دواين،‏ ممثِّل سابق للجنة الشؤون الهندية المنبثقة من كونڠرس المستعمرات،‏ بحضِّ وكلاء الحكومة على «تقويض اية ذَرَّة باقية من عزّة النفس لدى الإيروكوي بمعاملتهم عمدا كأشخاص ادنى.‏»‏

فنُفِّذت مقترحاته المتعجرفة.‏ وأُخذ بعض الإيروكوي رهائن،‏ وأُجريت «المفاوضات» تحت تهديد السلاح.‏ ومع ان الإيروكوي لم يعتبروا انفسهم مهزومين في الحرب،‏ فقد اضطروا الى التخلي عن ارضهم في غرب نيويورك وپنسلڤانيا وقبول العيش في محمية اصغر حجما في ولاية نيويورك.‏

واعتُمدت خطط مماثلة مع معظم القبائل الاصلية.‏ ويذكر جوزيفي ايضا ان الوكلاء الاميركيين لجأوا الى «الرشوة،‏ التهديدات،‏ الكحول،‏ والاستعانة بممثِّلين غير مخوَّلين رسميا،‏ وذلك في محاولة لانتزاع الاراضي من هنود الدّيلاوير،‏ الوايَنْدوت،‏ الأوتاوا،‏ التشِيپيوَا [او الاوجيبْوا]،‏ الشّونِي،‏ وقبائل اخرى في اوهايو.‏» فلا عجب ان تنعدم سريعا ثقة الهنود بالرجل الابيض ووعوده الفارغة!‏

‏«المسيرة الطويلة» ودرب الدموع

عندما اندلعت الحرب الاهلية الاميركية (‏١٨٦١-‏١٨٦٥)‏،‏ استُدعي الجنود من المنطقة التي يعيش فيها هنود النَّاڤاهو في الجنوب الغربي.‏ فاستغلَّ النَّاڤاهو هذه الفرصة وهاجموا المستوطَنات الاميركية والمكسيكية في وادي ريو ڠراندي في اقليم نيو مكسيكو.‏ فأرسلت الحكومة الكولونيل كيت كارسون وكتيبة «متطوِّعو نيو مكسيكو» تحت امرته لقمع النَّاڤاهو ونقلهم الى محمية في قطعة ارض جدباء تدعى بوسكي ريدونْدو.‏ فاتَّبع كارسون سياسة الارض المحروقة لتجويع النَّاڤاهو وحملهم على مغادرة منطقة كانيون دي شَيّ المهيبة في شمال شرقي آريزونا.‏ حتى انه اتلف اكثر من ٠٠٠‏,٥ شجرة درّاق.‏

وجمع كارسون نحو ٠٠٠‏,٨ شخص وأجبرهم على الشروع في «المسيرة الطويلة» البالغة نحو ٥٠٠ كيلومتر (‏٣٠٠ ميل)‏ الى معتقَل بوسكي ريدونْدو في فورت سَمْنر،‏ نيو مكسيكو.‏ يقول احد التقارير:‏ «كان الطقس باردا جدا،‏ وكثيرون من المنفيين القليلي اللباس والسيئي التغذية ماتوا في الطريق.‏» وكانت الاحوال في المحمية مريعة.‏ فكان على النَّاڤاهو ان يحفروا حُفرا في الارض للاحتماء.‏ وفي سنة ١٨٦٨،‏ بعد ان ادركت الحكومة خطأها الفادح،‏ منحت النَّاڤاهو ٠٠٠‏,١٤ كيلومتر مربع (‏٥‏,٣ ملايين اكر)‏ من ارض اجدادهم في آريزونا ونيو مكسيكو.‏ فعادوا اليها،‏ ولكن يا للثمن الذي أُجبروا على دفعه!‏

وعشرات الآلاف من هنود التشوكْتو،‏ التشيروكِي،‏ التشيكاسو،‏ الكرِيك،‏ والسمينول أُخرجوا بين سنتَي ١٨٢٠ و ١٨٤٥ من اراضيهم في الجنوب الشرقي وأُجبروا على السير غربا،‏ الى ما وراء نهر الميسيسيپي،‏ نحو ما يُعرف اليوم بأوكلاهوما،‏ على بُعد مئات الكيلومترات.‏ وبسبب الشتاء القارس مات كثيرون.‏ وصارت المسيرة الالزامية غربا تُعرف باسم «درب الدموع.‏»‏

وكلمات الجنرال الاميركي جورج كروك،‏ الذي طارد هنود السُّو والشَّايان في الشمال،‏ هي برهان اضافي على المظالم المرتكَبة بحقِّ الاميركيين الاصليين.‏ فقد قال:‏ «نادرا ما تُسمع وجهة نظر الهنود من القضية.‏ .‏ .‏ .‏ ولا يُجذب انتباه الناس الى قضية الهنود إلّا عندما ينتفضون،‏ ولكنَّ جرائمهم وفظائعهم وحدهم هي التي تُدان،‏ في حين ان الاشخاص الذين دفع ظلمهم [الهنود] الى هذا التصرف يفلتون من العقاب .‏ .‏ .‏ لا احد يعرف هذه الحقيقة اكثر من الهندي،‏ لذلك فهو معذور اذا لم يرَ عدلا في حكومة تعاقبه هو وحده،‏ في حين تسمح للرجل الابيض بنهبه كما يحلو له.‏» —‏ ادفنْ قلبي في وُونْدِد نِي (‏بالانكليزية)‏.‏

وما هو وضع الاميركيين الاصليين اليوم بعد اكثر من مئة سنة من الهيمنة الاوروپية؟‏ هل هم في خطر الزوال بسبب الانصهار الاجتماعي؟‏ وأيّ امل لديهم للمستقبل؟‏ ستعالج المقالة التالية هذه الاسئلة وغيرها ايضا.‏

‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

حياة قاسية على النساء

في حين كان الرجال صيادين ومحاربين في معظم القبائل،‏ كانت للنساء اعمال لا تنتهي،‏ بما فيها تربية الاولاد وزراعة الحبوب وحصدها وطحنها.‏ يوضح كولِن تايلور:‏ «كان الدور الرئيسي للنساء بين هنود السُّهول .‏ .‏ .‏ الاهتمام بالاسرة،‏ انجاب الاولاد وإعداد الطعام.‏ وفي المجتمعات القائمة على الزراعة كنَّ يهتممن ايضا بالحقول،‏ .‏ .‏ .‏ أما في حالة القبائل الغربية الرحَّالة القائمة على صيد الجواميس،‏ فكنَّ يساعدن على ذبح الحيوان،‏ جلب اللحم الى المخيَّم،‏ وبعد ذلك إعداد اللحم والجلود للاستعمال في المستقبل.‏» —‏ هنود السُّهول (‏بالانكليزية)‏.‏

ويقول مرجع آخر عن شعب الأپاتشي:‏ «كان العملُ الزراعي شغلَ النساء،‏ ولم يكن ذلك مُذلّا او محقِّرا على الاطلاق.‏ كان الرجال يقدِّمون يد المساعدة،‏ ولكنَّ النساء كنَّ يعنين بالزراعة اكثر من الرجال.‏ .‏ .‏ .‏ وكانت النساء يعرفن كيف يقمن بالطقوس الزراعية.‏ .‏ .‏ .‏ ومعظم النساء كنَّ يصلّين خلال رَيّ الارض.‏» —‏ الاميركيون الاصليون —‏ تاريخ مصوَّر.‏

وكانت النساء يصنعن ايضا المساكن الوقتية في شكل خيام مخروطية،‏ وكانت هذه الخيام تدوم عادةً نحو سنتين.‏ وكنَّ ينصبنها ويفككنها عندما تضطر القبيلة الى الانتقال الى مكان آخر.‏ لا شك ان النساء كنَّ يعشن حياة صعبة.‏ لكنَّ حياة الرجال كانت ايضا صعبة لأنهم كانوا يحمون القبيلة.‏ وكانت النساء محترَمات ويتمتَّعن بحقوق كثيرة.‏ ففي بعض القبائل،‏ كما عند هنود الهوپي،‏ لا تزال الاملاك في يد النساء حتى هذا اليوم.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٠]‏

حيوان غيَّر حياتهم

ادخل الاوروپيون الى اميركا الشمالية حيوانا غيَّر نمط حياة قبائل كثيرة —‏ الحصان.‏ ففي القرن الـ‍ ١٧ كان الاسپان اول من جلبوا الاحصنة الى القارة الاميركية.‏ وصار الاميركيون الاصليون مهرة في ركوب الاحصنة بدون سرج،‏ وهذا ما لاحظه على الفور الاوروپيون الغزاة.‏ وبواسطة الاحصنة،‏ صار بإمكان السكان الاصليين صيد البيسون بأكثر سهولة.‏ وصارت القبائل الرحَّالة قادرة بشكل افضل على الإغارة على القبائل المجاورة والمستقرة في قرى،‏ مما سهَّل عليهم النهب وأخْذ النساء والعبيد.‏

‏[الخريطة/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

مواقع بعض القبائل في اميركا الشمالية في القرن الـ‍ ١٧

كوتيناي

سپوكان

نيه پَرْسيه

شوشون

كلاماث

پايوت الشماليون

ميوُوك

يوكُتس

سيرانو

موهاڤي

پاپاڠو

بلاكْفوت

فلاتْهَد

كْرو

شايان

يُوت

اراپاهو

هيكارِيا

هوپي

ناڤاهو

أپاتشي

مسكاليرو

كومانتْشي

ليپان

كْرِي السهول

أسِّينيبويْن

هِيداتْسا

مانْدان

أريكارا

يانكْتوناي

تيتون

سُو

يانكتون

پوني

اودو

كانزا

كِيُووا

اوساج

كواپو

كادو

ويتْشيتو

اتاكاپا

تونْكاوا

سانتي

آيوا

ميسوري

ايلينوي

تشيكاسو

آلاباما

تشوكْتو

كرِيك

تيموكُوا

اوجيبْوا

سوك

فوكس

كيكاپو

ميامي

شونِي

تشيروكِي

كاتوبا

پاواتان

تُوسْكارورا

ديلاوير

اري

سسْكويهانا

پوداوادومي

إيروكوي

هيورون

اوتاوا

ألْڠونكيان

سوكوكي

ماساتشوست

وامْپانُواڠ

نارّاڠَنْسِت

موهيڠَن

مونْتوك

ابْناكي

ماليسيت

مِكماك

‏[مصدر الصورة]‏

Indian: Artwork based on photograph by Edward S.‎ Curtis; North America: Mountain High Maps® Copyright © 1995 Digital Wisdom,‎ Inc.‎

‏[الصورتان في الصفحة ٨]‏

حياكة وحلى من فن النَّاڤاهو

‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

كانيون دي شَيّ،‏ حيث ابتدأت «المسيرة الطويلة»‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة