مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٧ ٢٢/‏١٢ ص ١٩-‏٢٤
  • ‏«الزبون دائما على حق»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«الزبون دائما على حق»‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • خلفية فقيرة
  • طفولة حزينة
  • الزواج يغيّر حياتي
  • مشاكل خطيرة رغم الغنى
  • استجابة لصلواتي
  • بلوغ السعادة الحقيقية
  • امين حتى موته
  • الحفاظ على اهداف روحية
  • شاكرة لأنني اصغيت
  • من الفقر الى الغنى
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٨
  • الاقتراب الى اللّٰه ساعدني في التغلب على مشاكلي
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • افراح وتحدِّيات تربية ثمانية اولاد في طرق يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
  • اخيرا التأم شمل العائلة!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٧
ع٩٧ ٢٢/‏١٢ ص ١٩-‏٢٤

‏«الزبون دائما على حق»‏

كما روته واي تشونڠ تشن

كان زوجي يقول لي ان اتجاهل «هؤلاء الاشخاص الدينيين الذين يقرعون اجراس الابواب.‏» لذلك عندما كان شهود يهوه يأتون الى بابنا،‏ كنت اقول اننا غير مهتمين.‏ ولكنه كان يقول لي ايضا ان «الزبون دائما على حق،‏» لذلك عندما اتت شاهدة الى مطعمنا،‏ «التنين الاحمر،‏» وأرادت إخباري عن دينها،‏ شعرت بأنني يجب ان اصغي.‏

كان زوجي تونڠ ي.‏ يملك «التنين الاحمر،‏» وهو مطعم صيني في جادّة سانت كلير في كليڤلنْد،‏ أوهايو.‏ وهناك بعد ان تزوجنا،‏ علّمني الشعار:‏ «الزبون دائما على حق.‏»‏

كان تونڠ قد اتى الى اميركا ليلتحق بجامعة نيويورك.‏ بعد تخرجه سنة ١٩٢٧،‏ ذهب ليعمل في مطعم في مقاطعة تايمز سكوير في نيويورك.‏ كان يرى الناس يتناولون طعام الغداء عند طاولات بيع الطعام في المتاجر،‏ حيث كانت تسهيلات الطبخ محدودة.‏ فخطرت له فكرة بيعهم الـ‍ شاو ماين الساخن.‏

وسرعان ما ازدهر المطعم الصغير الذي فتحه في ڠرينتْش ڤيلدج.‏ وسنة ١٩٣٢ نقل عمله الى كليڤلنْد،‏ أوهايو،‏ وفتح «التنين الاحمر،‏» الذي كان يتسع لـ‍ ٢٠٠ شخص.‏ وأخبرت صحيفة في كليڤلنْد في ايلول ١٩٣٢:‏ «بعد ان ركّز تونڠ ي.‏ تشن على إطعام الملايين في كل مكان من الشرق،‏ اجتاح منطقة البحيرات العظمى،‏ جالبا الى كليڤلنْد اول مركز له في الغرب الاوسط لصناعة الـ‍ شاو ماين الطازج التي نمّاها خلال خمس سنوات لتصبح تجارة تدرّ عليه مليون دولار سنويا.‏»‏

وقبل ان اشرح كيف التقينا تونڠ وأنا،‏ دعوني اخبركم عن نشأتي في الصين،‏ التي اثرت كثيرا في مجرى حياتي.‏

خلفية فقيرة

ان ذكرياتي الباكرة تعود الى حين كنت اشاهد امي تغادر قريتنا الصغيرة في البر الرئيسي في الصين لتبحث عن الطعام.‏ كان والداي فقيرين لدرجة انه كان عليهما التخلي عن بعض اولادهما للتبني.‏ وفي احد الايام،‏ عندما كنت في حوالي الثانية او الثالثة من عمري فقط،‏ عاد ابي الى البيت وفي عينيه نظرة غريبة.‏ ففكرت،‏ ‹هنالك امر سيّئ ينتظرني.‏›‏

وبعيد ذلك،‏ امسكت امي بيدي،‏ ومشينا على طول طريق ضيّق وَحِل بين حقول الارزّ،‏ متوخِّيتَين الحذر كي لا نقع في الماء على ايّ من الجانبين.‏ توقفنا عند احد المنازل حيث تحدثت امي الى فتاة تبتسم،‏ ثم عند منزل آخر حيث بدت الفتاة متجهمة الوجه لا تبتسم.‏ لا اذكر انني رأيت هاتين الفتاتين من قبل.‏ لقد كانتا شقيقتيّ الاكبر مني.‏ وعندما ودّعتاني،‏ شعرت بأننا لن نرى بعضنا بعضا ثانية.‏

وعندما مشينا،‏ تكلمت امي باطِّراد،‏ وأخبرتني امورا تتعلق بها،‏ بأبي،‏ وبأشقائي وشقيقاتي.‏ ولا يزال بإمكاني ان ارى عيني امي الحنونتين الحزينتين.‏ عندما وصلنا الى المكان المقصود،‏ بدا ان امرا ما ليس على ما يرام.‏ فالبيت بدا موحشا وحزينا.‏ لقد كان هذا منزلي الجديد.‏ لم أُرِد ان آخذ قيلولة،‏ لكنَّ امي ووالديّ بالتبني اجبروني على ذلك.‏ وسرعان ما غلب علي النوم،‏ وعندما استيقظت،‏ كانت امي قد رحلت.‏ ولم ارَها ثانية قط.‏

طفولة حزينة

على الرغم من وجود ما يكفي من الطعام،‏ كان هنالك القليل من المحبة،‏ فسحق الحزن قلبي.‏ وكنت استيقظ كل صباح وأنا ابكي.‏ كنت مشتاقة الى امي وأخي الاكبر مني الذي بقي معها.‏ وغالبا ما كنت اتأمل في الانتحار.‏ عندما كبرت كفاية،‏ كنت اتوق الى الذهاب الى المدرسة لكنَّ والديَّ بالتبني ابقياني في المنزل لأعمل.‏

عندما بلغت التاسعة من العمر،‏ انتقلنا بعيدا جدا الى شنڠهاي.‏ وقيل لي،‏ «الآن اصبحتِ كبيرة كفاية للقيام بالتسوّق والطبخ.‏» وهكذا أُضيف هذان الواجبان الى اعمالي اليومية.‏ وكان والداي بالتبني يعطيانني كل يوم ما يكفي من المال لشراء طعام لثلاث وجبات.‏ وفي طريقي الى السوق،‏ كنت امرّ بمتسوِّلين وأشعر بالشفقة عليهم لأنهم جياع.‏ فكنت اتدبر الامر لإعطائهم قطعة نقدية او اثنتين وإبقاء ما يكفي لشراء الطعام الذي كنا نحتاج اليه.‏

كم كنت اودّ الذهاب الى المدرسة والتعلّم!‏ فوعدني والداي بالتبني:‏ «بعد ستة اشهر سنسجلكِ في المدرسة.‏» وعندما انقضت المدة،‏ قيل لي:‏ «بعد ستة اشهر من الآن.‏» وسرعان ما ادركت انني لن أُرسل الى المدرسة ابدا.‏ فانسحق قلبي حزنا.‏ وصرت اكره كل شخص في البيت.‏ وغالبا ما كنت احبس نفسي في الحمام وأصلي.‏ ورغم اننا كنا نؤمن بآ‌لهة عديدة فقد كنت اعلم انه لا بد من وجود اله رئيسي،‏ اقوى من كل الباقين.‏ فصليت اليه:‏ «لماذا هنالك الكثير من الالم والحزن؟‏» وكانت هذه صلاتي لسنوات عديدة.‏

الزواج يغيّر حياتي

كانت الزيجات المدبَّرة مألوفة في الصين في تلك الايام.‏ وأحد اصدقاء تونڠ في الجامعة الذي كان قد رجع الى الصين كتب اليه:‏ «لقد تجاوزتَ الثلاثين من العمر ولم تزل عازبا.‏» ثم تحدث عني وأضاف:‏ «انها في الـ‍ ١٨ من العمر؛‏ وجهها جميل وطبعها لا يقل عنه جمالا .‏ .‏ .‏ لو كنت مكانك يا تونڠ ي.‏ تشن،‏ لفكَّرت جديا في الموضوع.‏» وأرفق صديقه الرسالة بصورة.‏

كتب تونڠ رسالة الى والديّ بالتبني:‏ «لقد رأيت صورة ابنتكما المحترمة.‏ اود الزواج بها اذا وجدنا،‏ بعد لقائنا ومعاشرتنا الواحد للآخر،‏ ان الحب تفتح في قلبَينا.‏» وجاء تونڠ الى شنڠهاي والتقينا.‏ ورغم انني فكرت انه كبير جدا بالنسبة الي،‏ فقد قررت ان الزواج سيمكنني على الاقل من الانتقال من البيت.‏ تزوجنا سنة ١٩٣٥ وسافرنا فورا الى اميركا.‏ وهكذا اتيت الى كليڤلنْد.‏

مشاكل خطيرة رغم الغنى

اولا،‏ كانت هنالك مشاكل في الاتصال بيني وبين زوجي.‏ فكان هو يتكلم لهجة صينية،‏ الكانتونية،‏ وأنا كنت اتكلم لهجة اخرى،‏ لهجة شنڠهاي.‏ فكنا كشخصين يتكلمان لغتين مختلفتين.‏ وكان عليّ ايضا ان اتعلم اللغة الانكليزية وعادات جديدة.‏ وماذا عن وظيفتي الجديدة؟‏ كان عليّ ان اصير مضيفة فاتنة ولبقة في المطعم،‏ ساعية دائما الى ارضاء الزبائن.‏ نعم،‏ كان عليّ ان اتذكر،‏ «الزبون دائما على حق.‏»‏

كنت اعمل يوميا مع زوجي ١٦ ساعة او اكثر وكانت طويلة وشاقة،‏ وكنت في اغلب الاحيان حبلى.‏ وُلدَت ابنتنا الاولى ڠلوريا سنة ١٩٣٦.‏ وبعد ذلك،‏ انجبتُ ستة اولاد خلال تسع سنين —‏ ثلاثة صبيان وثلاث بنات،‏ وقد ماتت واحدة منهن بعمر سنة واحدة فقط.‏

خلال هذا الوقت،‏ كان تونڠ قد بدأ يدير عدة مطاعم وملاهٍ ليلية.‏ وبعض الذين احيوا الحفلات،‏ الذين بدأوا مهنتهم في هذه الاماكن،‏ مثل كاي لوك،‏ جاك سو،‏ وكاي بالارد،‏ اصبحوا من المشاهير المعروفين جدا.‏ وإضافة الى ذلك،‏ سُوِّقت منتجاتنا من الطعام الصيني على نطاق واسع وأصبحت معروفة جدا.‏

وفي اواسط ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ عُرف تونڠ بملك الـ‍ شاو ماين.‏ وكان يرأس ايضا جمعية التجار الصينيين ويلقي محاضرات عن الصين.‏ وأصبحت منهمِكة في العديد من الاعمال الخيرية،‏ الاجتماعية،‏ المدنية،‏ وأعمال الجالية.‏ وأصبح الظهور في المجتمع والسير في المواكب جزءا من حياتي.‏ وصار ظهور صورنا واسمينا في صحف كليڤلنْد امرا مألوفا؛‏ ويبدو ان كل ما كنا نفعله او نقوله كان يُخبر عنه —‏ من المغامرات التجارية الى العُطَل،‏ وحتى قياس حذائي!‏

سنة ١٩٤١،‏ عندما قصفت القوات الجوية اليابانية پيرل هاربر،‏ دخلت الولايات المتحدة في حرب مع اليابان.‏ ولأننا كنا آسيويَّين،‏ صرنا عرضة للتحامل.‏ وحتى قبل الحرب،‏ تلقينا تهديدات خطّية بالموت عندما كنا نبني بيتنا الكبير في حي محترم.‏ لكنَّ بناءه انتهى،‏ وربَّينا اولادنا فيه.‏

وهكذا،‏ كان لديّ بيت جميل ورحب،‏ وزوج وعائلة محترمون،‏ نعم،‏ وحتى ملابس جميلة ومجوهرات.‏ رغم ذلك،‏ كنت افتقر الى السعادة.‏ ولماذا؟‏ احد الاسباب هو اننا لم نكن نتمتع بحياة عائلية.‏ ورغم انني كنت استيقظ صباحا لأودع الاولاد قبل ان يذهبوا الى المدرسة،‏ فقد كنا نعمل عادة عندما كانوا يأوون الى الفراش.‏ وكانت مدبرة المنزل ترعى شؤونهم اليومية.‏

كنا بوذيين،‏ غير ان آلهة ديننا لم تقدم لي ايّ عزاء.‏ وكان تونڠ،‏ يرافقه ابننا الاكبر،‏ ينتقل في ارجاء المنزل ليضيء الشموع ويضع الطعام امام الاصنام،‏ لتأكل الآلهة.‏ لكنها لم تأكل الطعام قط،‏ فكان الاولاد يستمتعون بأكله في ما بعد.‏

وأخيرا،‏ بسبب الارهاق الذي كنت اعانيه وعدم رؤيتي لأيّ حل،‏ فكرت ان عائلتي ستكون اسعد بدوني.‏ فأصابني انهيار عصبي شديد وحاولت الانتحار.‏ وأنا سعيدة لأنني أُخذت بسرعة الى المستشفى واسترددت عافيتي.‏

استجابة لصلواتي

في وقت لاحق،‏ في سنة ١٩٥٠،‏ حدث ان سيدة ذات شعر جميل ابيض دخلت مع زوجها الى المطعم.‏ وبينما كنت ارحب بهما وأهتم براحتهما،‏ تحدثت اليّ عن اللّٰه.‏ لم اكن مهتمة.‏ فقد كان شهود يهوه يزورون منزلي ويحاولون التحدث اليّ،‏ ولكنني كنت دائما اصرفهم بسرعة.‏ ولكنَّ الوضع في المطعم كان مختلفا —‏ «الزبون دائما على حق!‏»‏

سألت السيدة،‏ واسمها هلين وينترز،‏ هل أومن بالكتاب المقدس.‏ فأجبتها،‏ «ايّ كتاب مقدس؟‏ هنالك كتب مقدسة عديدة!‏» وكلما عادت كنت اقول لنفسي،‏ ‹ها هي تلك المزعجة من جديد!‏› غير انها كانت لطيفة ومثابرة.‏ وما كانت تقوله عن ارض فردوسية حيث لن يكون هنالك الم ولا وجع بدا حقا امرا جيدا.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

وفي احدى زياراتها،‏ تركت دعوة الى حضور الاجتماعات في قاعة الملكوت وأشارت الى الرسالة الصغيرة في الجانب الخلفي من الدعوة التي تصف بركات ملكوت اللّٰه.‏ وأتذكر انني نظرت اليها لاحقا وفكرت:‏ «ليت ذلك يكون حقيقة!‏» ثم عرضت ان تدرس الكتاب المقدس معي في البيت،‏ فوافقت اخيرا.‏

كل اسبوع،‏ كنا نجتمع حول طاولتنا للدرس —‏ هلين وأنا مع اولادي الستة الذين كانت اعمارهم تتراوح آنذاك بين ٥ و ١٤ سنة.‏ وغالبا ما كنت اشعر بالاسف نحوها لأن الاولاد بدوا في بعض الاحيان وكأنهم يفقدون الاهتمام.‏ سنة ١٩٥١ ابتدأنا نحضر الاجتماعات في قاعة الملكوت.‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى ادركت ان ما كنت اتعلمه كان استجابة لصلواتي.‏ فقررت انني فعلا بحاجة الى تعلُّم قراءة الانكليزية جيدا،‏ وكان ذلك تحديا كبيرا لي.‏

بلوغ السعادة الحقيقية

بعد وقت قصير،‏ بدأت احرز تقدما سريعا في المعرفة ونذرت حياتي ليهوه.‏ ثم،‏ في ١٣ تشرين الاول ١٩٥١،‏ في محفل كبير في واشنطن دي.‏ سي.‏ اعتمدت وولديَّ الاكبر سنا،‏ ڠلوريا وطوم.‏ ولأول مرة،‏ صار لحياتي معنى.‏ وكان ذلك بداية اسعد سنوات حياتي.‏

قضيت كل حياتي اخدم الاشخاص الآخرين،‏ ولكنني كنت مصممة الآن ان اخدم خالقنا اولا!‏ فبدأت اخبر رسالة الملكوت لكل من يود ان يسمع.‏ وحاولت ايضا ان اطبع في ذهن اولادي ضرورة حضور الاجتماعات المسيحية وأهمية التكلم مع الآخرين عن الامور الرائعة الموجودة في كلمة اللّٰه.‏

سنة ١٩٥٣ صار درس الكتاب الجماعي يُعقد في منزلنا.‏ وبعد نحو ٤٥ سنة،‏ لا يزال الدرس يُعقد هنا.‏ وعلى مر السنين كان هذا الامر عونا روحيا كبيرا جدا لعائلتنا.‏

كان بقائي نشيطة روحيا الى جانب المحافظة على عملنا في المطعم تحديا حقيقيا.‏ ورغم ذلك،‏ تمكنت من درس الكتاب المقدس مع كثيرين.‏ وقد قبل بعض هؤلاء الاشخاص حق الكتاب المقدس وأصبحوا لاحقا فاتحين،‏ كما يُدعى الخدام كامل الوقت.‏ وخلال خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ نذر اولادنا الاربعة الاصغر حياتهم ليهوه واعتمدوا.‏ ولم يكن تونڠ مهتما بالكتاب المقدس،‏ ولكنه كان يأخذنا بالسيارة الى ومن الاجتماعات.‏ وقررنا الا نكرز له بل ان نناقش فقط في ما بيننا ونحن في طريق العودة الى المنزل نقطة او نقطتين استمتعنا بها في الاجتماع.‏

في ذلك الوقت كان تونڠ يقوم دائما برحلات عمل الى مدن في كل انحاء الولايات المتحدة.‏ فاتصلت هاتفيا بالمركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة في بروكلين،‏ نيويورك،‏ وشرحت وضعنا.‏ فدعانا ڠرانت سوتر،‏ الذي كان آنذاك امين السر والصندوق في الجمعية،‏ الى زيارة التسهيلات عندما نكون في نيويورك.‏ تأثر تونڠ كثيرا وخصوصا بنظافة المطبخ،‏ الذي كان معدّا آنذاك ليُطعم نحو ٥٠٠ شخص.‏

وخلال زيارتنا التقينا رصل كُرزن،‏ الذي ارسل لاحقا بالبريد كتابا مقدسا لتونڠ صار يقرأ فيه كل ليلة حتى انهاه.‏ ولاحقا،‏ في المحفل الاممي لشهود يهوه في نيويورك سنة ١٩٥٨،‏ اعتمد زوجي!‏ ولدهشتنا،‏ فإن ابننا الاكبر،‏ الذي كان آنذاك يخدم كعضو في عائلة بيت ايل في المركز الرئيسي،‏ اشترك في جزء قصير في البرنامج.‏

امين حتى موته

غالبا ما كنا نشترك تونڠ وأنا معا في الخدمة من باب الى باب.‏ وعندما بدأ نظره يشح،‏ انخرطنا قانونيا في الشهادة في الشوارع.‏ وحمل عدد من صحيفة ذا كليڤلنْد پرس (‏بالانكليزية)‏ العنوان الرئيسي:‏ «تحوُّل في التنين الاحمر» مرفقا بصورة لنا ونحن نقدم مجلتَي برج المراقبة و استيقظ!‏ لأحد المارة.‏ وكانت القصة تخبر كيف صرنا شاهدين.‏ وبالمناسبة،‏ لقد أُعطي «التنين الاحمر» اسما آخر فأصبح «مطعم تشن.‏»‏

وعلى مر السنين،‏ اضفنا زوجي وأنا في مطعمنا العديد من الاخوة والاخوات المسيحيين من كل اقطار العالم.‏ وكنا نتذكر جيدا نصيحة الأخ فْرِد فرانز،‏ الذي خدم كرئيس لجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏ فعندما زارنا حثنا قائلا:‏ «كونا امينَين والتصقا بهيئة يهوه.‏»‏

عانى تونڠ عدة سكتات دماغية في اوائل سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ثم مات في ٢٠ آب ١٩٧٥.‏ ونشرت صحيفة محلية نعيا طويلا مرفقا بصورة له وهو يقدم برج المراقبة في الخدمة.‏ لقد كانت سنواتنا الاخيرة معا افضل سنوات.‏ وبعد اكثر من ٦٠ سنة من العمل،‏ اغلق «مطعم تشن» ابوابه للمرة الاخيرة في نيسان ١٩٩٥.‏ وقد بدا ذلك للبعض وكأنه نهاية عهد.‏

الحفاظ على اهداف روحية

في وقت من الاوقات كانت رغبتنا ان يتولى ابناؤنا الثلاثة العمل العائلي.‏ لكنَّ هذه الرغبة تغيّرت؛‏ فقد أردنا ان يتبعوا خطوات يسوع المسيح ويصبحوا خداما كامل الوقت.‏ وسألنا كلًّا من اولادنا اذا كان يرغب في ان يكون فاتحا في هونڠ كونڠ ويساعد صينيين آخرين على تعلم ما تعلمناه.‏ وقدمنا لهم دعما ماديا لتحقيق هذا الهدف.‏ ورغم ان ايًّا منهم لم يتعلم تكلُّم الصينية بطلاقة،‏ فقد اختار ريتشارد،‏ وينيفرد،‏ وڤيكتوريا الانتقال الى هونڠ كونڠ.‏

وقد خدمت ابنتنا وينيفرد هناك كفاتحة لأكثر من ٣٤ سنة!‏ وتزوجت ڤيكتوريا بماركُس ڠُم،‏ وعادا اخيرا الى الولايات المتحدة.‏ وقد ربّيا ثلاثة اولاد —‏ ستيفاني وسيرايا،‏ وهما في الخدمة كامل الوقت في كليڤلنْد،‏ وسيميون،‏ الذي يخدم مع زوجته مورفيد في مزارع برج المراقبة في والكيل،‏ نيويورك.‏ وڤيكتوريا وماركُس يعيشان الآن في مكان قريب حيث يساعدان على الاعتناء بي.‏ وماركُس هو الناظر المشرف في جماعة كوڤنتري في كليڤلنْد.‏

ابنتنا الكبرى ڠلوريا اضطرت الى ملازمة كرسي المُقعدين منذ ان اصيبت بشلل الاطفال سنة ١٩٥٥.‏ وتعيش هي وزوجها،‏ بِن،‏ في إسكونديدو،‏ كاليفورنيا،‏ حيث تستمر في المشاركة قانونيا في عمل الكرازة.‏ ويخدم طوم كامل الوقت منذ اكثر من ٢٢ سنة.‏ وهو يعمل حاليا،‏ مع زوجته استير،‏ في المركز الثقافي لبرج المراقبة في پاترسن،‏ نيويورك.‏ ورجع ريتشارد وزوجته ايمي من هونڠ كونڠ ليساعدا على الاعتناء بتونڠ قبل موته.‏ وهما يخدمان الآن ايضا في پاترسن.‏ وقضى ابننا الاصغر،‏ وولدن،‏ اكثر من ٣٠ سنة في الخدمة كامل الوقت.‏ ومنذ ٢٢ سنة يخدم هو وزوجته الجماعات في الولايات المتحدة في العمل الدائري والكوري.‏

لا يعني هذا ان اولادنا لم يسببوا لنا اية مشاكل.‏ فقد هرب احدهم من المنزل عندما كان في سن المراهقة ولم نسمع عنه شيئا طوال ثلاثة اشهر.‏ ولمدة من الزمن،‏ كان آخر مهتما بالرياضة اكثر من الامور الروحية،‏ فكان يتغيّب عن درس العائلة الاسبوعي في الكتاب المقدس كي يشترك في المباريات الرياضية.‏ حتى انه تلقى عروضا لمِنَح دراسية رياضية.‏ وعندما قرر الانخراط في الخدمة كامل الوقت عوضا عن قبول احدى هذه المِنَح الجامعية،‏ شعرت وكأن حملا ثقيلا قد رُفع عن كاهلي!‏

شاكرة لأنني اصغيت

ورغم ان اولادي هم حرفيا موزَّعون حول العالم،‏ فمعرفتي انهم يخدمون يهوه بأمانة تجعل قلبي مطمئنا.‏ انا الآن في الـ‍ ٨١ من العمر،‏ وقد اصبحت بطيئة الحركة بسبب التهاب المفاصل وأمراض اخرى،‏ لكنَّ غيرتي ليهوه لم تضعف.‏ احاول الاعتناء بنفسي كي لا يُضطرّ احد اولادي الى ترك الخدمة كامل الوقت للاهتمام بي.‏

انني اتطلع بشوق الى المستقبل حين تتحقق كاملا مقاصد اللّٰه وأرى ثانية احبائي الموتى،‏ بمن فيهم زوجي،‏ والداي بالولادة،‏ وهلين وينترز التي درست معنا.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ كم انا مسرورة لأنني اصغيت الى تلك السيدة الفاتنة ذات الشعر الابيض منذ اكثر من ٤٦ سنة!‏ فعلا،‏ كانت تلك الزبونة على حق!‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

عندما تزوجنا

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

عائلتنا سنة ١٩٦١.‏ من اليسار الى اليمين:‏ ڤيكتوريا،‏ واي،‏ ريتشارد،‏ وولدن،‏ طوم،‏ تونڠ،‏ وينيفرد،‏ وڠلوريا في الامام

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

واي تشن اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة