مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٨ ٨/‏٣ ص ١٣-‏١٨
  • ماذا حلَّ بالأپاتشي؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ماذا حلَّ بالأپاتشي؟‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏«النمور البشرية»‏
  • حياتهم الباكرة
  • مَن كانوا اول مَن سلخ فروة الرأس؟‏
  • هل كانت المحميات هي الحل؟‏
  • اية مشاكل يواجهونها اليوم؟‏
  • التقدم الاقتصادي عند الأپاتشي
  • حين يسود عدل حقيقي
  • ‏«لا مكان للكلام البذيء في احاديثنا»‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • كيف خسروا عالمهم
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • ماذا يخبئ مستقبلهم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٨
ع٩٨ ٨/‏٣ ص ١٣-‏١٨

ماذا حلَّ بالأپاتشي؟‏

عمَّن قيل انه «صاحب اقسى تقاطيع وجه على الاطلاق»؟‏ ومَن كان معروفا ايضا بشجاعته وتصميمه الشديدين؟‏ انه آخر زعيم للأپاتشي استسلم لجيش الولايات المتحدة.‏ وقد عاش ٨٠ سنة تقريبا ومات سنة ١٩٠٩ في اوكلاهوما،‏ وكان عضوًا في الكنيسة المصلَحة الهولندية في اغلب الظن.‏ وكان اسمه ڠوياهْكلا،‏ ويُعرف اكثر باسم جيرونيمو،‏ آخر زعيم عظيم للأپاتشي.‏

يقال انه صار يُدعى جيرونيمو بعدما اخذ جنود مكسيكيون يصرخون بدافع الخوف الى «القديس» جيروم (‏خيرونيمو‏)‏ نتيجةً لهجوم قام به ڠوياهْكلا عليهم.‏ ونحو سنة ١٨٥٠،‏ قتلت القوات المكسيكية ٢٥ امرأة وولدا من الأپاتشي كانوا مخيِّمين في اطراف خانوس في المكسيك.‏ وكانت والدة جيرونيمو،‏ وزوجته الشابة،‏ وأولاده الثلاثة بين هؤلاء.‏ ويقال ان «جيرونيمو كره جميع المكسيكيين طوال باقي حياته».‏ ورغبة في الثأر،‏ صار احد اكثر زعماء الأپاتشي رهبة.‏

ولكن ماذا نعرف عن الهنود الأپاتشي،‏ الذين غالبا ما تصوِّرهم افلام هوليوود كأشرار؟‏ هل لا يزال لهم وجود؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فكيف يعيشون وأيّ مستقبل ينتظرهم؟‏

‏«النمور البشرية»‏

كان الأپاتشي (‏الذين يشتق اسمهم كما يَظهر من كلمة أپاتشو بلغة هنود الزُّوني،‏ وهي تعني «العدوّ»)‏ يُعرفون بأنهم محاربون بواسل وواسعو الحيلة.‏ ولقَّبهم جورج كروك،‏ محارب الهنود الشهير في القرن الـ‍ ١٩،‏ بـ‍ «النمور البشرية».‏ لكنَّ احد المراجع يقول انه «بعد سنة ١٥٠٠ لم يكن عدد الأپاتشي في جميع قبائلهم يزيد على الستة آلاف شخص».‏ ولكن كان بإمكان عشرات قليلة من المحاربين ان يوقِعوا بجيش كامل للعدو في حرب عصابات.‏

لكنَّ مصدرا تابعا للأپاتشي يذكر:‏ «خلافا للمفاهيم الشائعة التي اطلقها الاسپان،‏ المكسيكيون،‏ والاميركيون،‏ لم يكن الأپاتشي رجالا متوحشين وعدائيين ومتعطشين الى الدم.‏ كنا نُغِير على الآخرين لأخذ الطعام فقط حين نعاني نقصا فيه.‏ ولم تكن الحروب تُشَنّ عشوائيا،‏ ولكنها كانت عموما حملات مخطَّطا لها جيدا انتقاما للمظالم المرتكبة ضدنا».‏ وما اكثر تلك المظالم!‏

ان معرضا في مركز سان كارلوس الثقافي للأپاتشي،‏ في پيريدوت،‏ آريزونا،‏ يفسّر تاريخ الأپاتشي من وجهة نظرهم الخاصة:‏ «ان وصول الغرباء الى المنطقة حمل معه الحرب والتغيير.‏ فلم يكن للوافدين الجدد احترام لروابطنا الاصلية بالارض.‏ وفي محاولة لحماية تقاليدنا وحضارتنا،‏ شنّ اسلافنا معارك عديدة وانتصروا فيها على جنود ومواطني اسپانيا،‏ المكسيك،‏ والولايات المتحدة.‏ ولكن بسبب تفوُّق هؤلاء في العدد والتكنولوجيا،‏ أُجبر اسلافنا في النهاية على الاذعان لمطالب الحكومة الاميركية.‏ لقد أُجبرنا على التخلي عن حياة التنقل التي كنا نعيشها والاقامة بمحميات».‏ وعبارة ‹الإجبار على الاقامة بمحميات› تؤجج شعورا عميقا عند نحو نصف مليون شخص يقيمون بالمحميات (‏من بين اكثر من مليونَي اميركي اصلي)‏،‏ منتشرين في القبائل الـ‍ ٥٥٤ في الولايات المتحدة والمجموعات الـ‍ ٦٣٣ في انحاء كندا.‏ ويبلغ عدد الأپاتشي نحو ٠٠٠‏,٥٠.‏a

حياتهم الباكرة

ان معظم الخبراء بالتاريخ الباكر للاميركيين الاصليين يقبلون النظرية القائلة ان القبائل الاصلية اتت من آسيا عبر مضيق بيرنڠ وانتشرت تدريجيا جنوبا وشرقا.‏ ويربط اللغويون لغة الأپاتشي بلغة الشعوب الناطقة بلغة الأثَپاسكَن في ألاسكا وكندا.‏ يكتب توماس مَيْلز:‏ «يُقدَّر حاليا انهم وصلوا الى الجنوب الغربي الاميركي بين سنة ١٠٠٠ و ١٥٠٠ ب‌م.‏ أما الطريق الفعلية التي سلكوها وسرعة هجرتهم فلم يتفق عليهما بعد علماء الانسان».‏ —‏ الشعب المدعو أپاتشي (‏بالانكليزية)‏.‏

في تلك القرون الباكرة كان الأپاتشي يعيشون في اغلب الاحيان عن طريق تنظيم فرق تهاجم جيرانهم الاسپان المكسيكيين.‏ يكتب توماس مَيْلز:‏ «تواصلت هذه الهجمات نحو مئتي سنة،‏ ابتداء من سنة ١٦٩٠ تقريبا حتى نحو سنة ١٨٧٠.‏ وليست هذه الهجمات امرا مدهشا،‏ لأن المكسيك كانت تزخر فعلا بالمواد الغذائية التي كانوا يحتاجون اليها».‏

مَن كانوا اول مَن سلخ فروة الرأس؟‏

بسبب الصراعات المتواصلة بين المكسيك والأپاتشي،‏ لجأت حكومة ولاية سونورا،‏ في المكسيك،‏ الى «الاسلوب الاسپاني القديم»،‏ الذي تُقدَّم فيه جوائز مقابل فراء الرأس.‏ ولم يكن ذلك اختراعا مقصورا على اسپانيا،‏ فقد سبق ان لجأ البريطانيون والفرنسيون الى هذه العادة.‏

كان المكسيكيون يسلخون فروة الرأس ليطالبوا بجائزة نقدية،‏ وأحيانا لم يكن مهمًّا اذا كانت الفروة لشخص من الأپاتشي او لا.‏ وفي سنة ١٨٣٥ صدر في المكسيك قانون الجوائز مقابل فراء الرأس،‏ يُقدَّم بمقتضاه ١٠٠ پيزو مقابل كل فروة من رأس محارب.‏ وبعد سنتين اشتملت الجائزة على ٥٠ پيزو مقابل فروة رأس امرأة و ٢٥ مقابل فروة رأس ولد!‏ وفي كتاب غزو اراضي الأپاتشي (‏بالانكليزية)‏،‏ يكتب دان ثراپ:‏ «كانت هذه سياسة واضحة لإفنائهم،‏ وهي دليل على ان الابادة الجماعية لها اصول متشعبة وليست اختراعا حديثا اوجدته امة ما».‏ ويتابع قائلا:‏ «ان الأپاتشي انفسهم لم يقوموا بسلخ الفروة».‏ لكنَّ مَيْلز يقول ان قبيلة تشيريكاوا كانت تسلخ الفراء في بعض الاحيان —‏ ولكن ليس دائما «بسبب خوفهم من الموت والاشباح».‏ ويضيف:‏ «لم تكن فراء الرأس تُسلخ الا انتقاما بعدما بدأ المكسيكيون باستخدام هذه الطريقة».‏

ويقول ثراپ ان عمال المناجم «غالبا ما كانوا يجتمعون .‏ .‏ .‏ ثم ينطلقون في حملة لمطاردة الهنود.‏ وعندما يتمكنون من الامساك بهم،‏ كانوا يقتلون كل الرجال،‏ وأحيانا كل النساء والاولاد.‏ فكان من الطبيعي ان يفعل الهنود الامر نفسه للبيض وللقبائل الاخرى».‏

وكما يقول تشارلز لمِس،‏ بلغت الحرب ضد الأپاتشي حدًّا صارت عنده مُربِحة لولاية آريزونا،‏ لأن «استمرار الحروب ضد الأپاتشي [عنى] ان وزارة الحرب كانت ستنفق اكثر من مليونَي دولار سنويا ضمن حدود آريزونا».‏ ويذكر ثراپ:‏ «كانت هنالك مصالح قوية وعديمة الضمير لا تريد صلحا مع الأپاتشي،‏ لأن احلال السلام كان يعني انقطاع سيول الاموال التي يصرفها العسكريون».‏

هل كانت المحميات هي الحل؟‏

ان الصدام المتواصل بين المستوطِنين البيض الغزاة والسكان الأپاتشي جعل الحكومة الفدرالية تحلّ المسألة بحجز الهنود في محميات —‏ وغالبا ما كانت هذه عبارة عن اراضٍ ماحلة أُجبروا على العيش فيها.‏ وفي ١٨٧١-‏١٨٧٢،‏ أُنشئت محميات للأپاتشي.‏

ومن سنة ١٨٧٢ الى سنة ١٨٧٦،‏ كانت لأپاتشي تشيريكاوا محميتهم الخاصة.‏ فشعر هؤلاء الرُّحَّل،‏ الذين تعوَّدوا الجولان بحرية،‏ بأنهم مأسورون.‏ ومع انه كان لديهم ٠٠٠‏,٧٣٦‏,٢ اكر لما يتراوح بين ٤٠٠ و ٦٠٠ شخص،‏ لم تكن هذه الارض القاحلة بمعظمها كافية ليحصلوا على الطعام من الصيد وتجميع الثمار.‏ فقد اضطرت الحكومة ان تزود حصصا غذائية كل ١٥ يوما لتفادي حصول مجاعة.‏

ومع ذلك،‏ رأى المستوطنون البيض ان تخصيص محمية للتشيريكاوا وحدهم كان هدرا للاراضي،‏ وأنه يجب ان يوضَع الأپاتشي في محمية واحدة.‏ وتفاقم امتعاض المستوطنين البيض بعد موت الزعيم المحترم كوتْشيس سنة ١٨٧٤.‏ فراحوا يبحثون عن ذريعة لطرد أپاتشي تشيريكاوا من المحمية.‏ وماذا حدث؟‏ «في سنة ١٨٧٦ توفرت الحجة.‏ فقد قتل اثنان من هنود تشيريكاوا بائعَين للوسكي غير شرعيين لأنهما رفضا بيعهما المزيد [من الوسكي].‏ وبدلا من اعتقال المشتبه فيهما،‏ اتى ممثل [الحكومة] في محمية سان كارلوس على رأس مجموعة من المسلحين وأخذ [قبيلة] تشيريكاوا الى سان كارلوس.‏ وأُغلقت محمية التشيريكاوا».‏

لكنَّ الهنود لم يُمنعوا من الجولان بحرية خارج حدود المحميات.‏ فلم ترق هذه السياسة المستوطنين البيض.‏ «استجابة لمطالب المستوطنين،‏ نقلت الحكومة أپاتشي سان كارلوس،‏ الجبل الابيض،‏ سيبَكْوي،‏ وتونْتو،‏ بالاضافة الى فرق عديدة تؤلف أپاتشي تشيريكاوا،‏ الى مديرية سان كارلوس».‏ —‏ رحلة الخَلق —‏ هوية الاميركيين الاصليين وإيمانهم (‏بالانكليزية)‏.‏

وفي احدى المراحل وُضع الآلاف من أپاتشي ياڤاپاي وتشيريكاوا والأپاتشي الغربيين في المحمية.‏ وأدى ذلك الى جو من التوتر والريبة،‏ لأن بين بعض هذه القبائل عداوة منذ زمن طويل.‏ وماذا كان رد فعلهم للقيود المفروضة في المحمية؟‏ ان جواب الأپاتشي هو:‏ «عندما حُرمنا من طريقتنا التقليدية في العيش،‏ عانينا جوعا جسديا،‏ عاطفيا،‏ وروحيا.‏ لقد أخذوا منا حريتنا».‏

لكنَّ مجموعة من التشيريكاوا،‏ بقيادة الزعيم الحربي الشهير جيرونيمو،‏ هربت من المحمية سنة ١٨٨٥ وتوجهت الى المكسيك.‏ فطاردهم الجنرال نيلسون مايلز مع ٠٠٠‏,٥ جندي تقريبا،‏ بالاضافة الى ٤٠٠ كشاف من الأپاتشي —‏ وجميعهم كانوا يحاولون العثور،‏ بحلول ذلك الوقت،‏ على ١٦ محاربا،‏ ١٢ امرأة،‏ و ٦ اولاد فقط!‏

وأخيرا،‏ في ٤ ايلول ١٨٨٦،‏ استسلم جيرونيمو.‏ وأبدى رغبته في العودة الى محمية سان كارلوس.‏ لكنَّ هذا لم يحدث.‏ فقد قيل له ان جميع الأپاتشي هناك أُخذوا شرقا كسجناء الى فلوريدا،‏ حيث سيذهب هو ايضا.‏ فقال بلغة الأپاتشي:‏ ‏”Łahn dádzaayú nahikai łeh niʹ nyelíí k’ehge“‏ التي تعني «كنا قبلا نجول كالريح».‏ فلم يعد بإمكان جيرونيمو السجين الآن،‏ صاحب الانفة والدهاء،‏ ان يجول بحرية كالريح.‏

وفي النهاية سُمح له بالذهاب غربا،‏ الى حدود فورت سيل في اوكلاهوما،‏ حيث مات سنة ١٩٠٩.‏ وككثيرين غيره من زعماء الاميركيين الاصليين،‏ أُجبر زعيم الأپاتشي هذا على تحمُّل ظروف الحياة الخانقة في السجون والمحميات.‏

اية مشاكل يواجهونها اليوم؟‏

يشغل الأپاتشي عدة محميات في آريزونا ونيو مكسيكو.‏ وقد قامت استيقظ!‏ بزيارة محمية سان كارلوس وقابلت عددا من زعماء الأپاتشي.‏ وإليكم تقريرا عن الزيارة.‏

بُعيد دخولنا المحمية في يوم حار وجاف من ايام شهر ايار،‏ استضافنا هاريسون تالڠو وزوجته.‏ هاريسون هو عضو في مجلس سان كارلوس القبلي وخطيب ماهر طوله اكثر من ١٨٣ سنتمترا (‏٦ اقدام)‏ وله شاربان كثيفان.‏ فسألناه:‏ «ما هي بعض المشاكل التي تواجه الأپاتشي اليوم؟‏».‏

‏«نحن نفقد قيمنا التقليدية.‏ وللتلفزيون تأثير سلبي كبير،‏ خصوصا على احداثنا.‏ وأحد الامثلة هو انهم لا يتعلمون لغتنا.‏ والمشكلة الكبيرة الثانية هي البطالة التي تصل الى ٦٠ في المئة في بعض المناطق.‏ صحيح اننا ندير كازينوات للمقامرة،‏ لكنها لا تؤمّن العمل لكثيرين من شعبنا.‏ والجانب السلبي ايضا هو ان كثيرين من شعبنا يذهبون الى هناك ويقامرون بشيكات المساعدة العامة التي يتلقونها،‏ وهي مال مخصص للايجار والطعام».‏

وعندما سألْنا عن المشاكل الصحية في القبيلة،‏ لم يتردد هاريسون في الاجابة:‏ «الداء السكري.‏ فأكثر من ٢٠ في المئة من شعبنا مصاب بهذا المرض.‏ والنسبة في بعض المناطق تزيد على ٥٠ في المئة».‏ واعترف ان المشكلة الكبيرة الاخرى هي البلوى التي ادخلها الرجل الابيض قبل اكثر من ١٠٠ سنة —‏ المشروبات الكحولية.‏ «والمخدِّرات تؤثر في شعبنا ايضا».‏ واللافتات المنتشرة في طرقات المحمية هي شهادة قوية على وجود هذه المشاكل،‏ اذ يُكتب عليها:‏ «اصحُ من سكرك ولا تستسلم —‏ ابتعد عن المخدِّرات»،‏ و «حافظوا على ارضنا.‏ حافظوا على صحتنا.‏ لا تدمروا ثروتنا».‏

وسألناه هل للأيدز تأثير في القبيلة.‏ فأجاب باشمئزاز واضح:‏ «الخطر يكمن في مضاجعة النظير.‏ فمضاجعة النظير تتسلل الى المحمية.‏ والتلفزيون ورذائل الرجل الابيض تُضعف بعض الاحداث الأپاتشي من شعبنا».‏

وسألناه كيف تغير الوضع في المحمية في السنوات الاخيرة.‏ فأجاب هاريسون:‏ «في الخمسينات كان ترتيب الاولويات والتأثيرات كالتالي:‏ اولا الدين،‏ ثانيا العائلة،‏ ثالثا الثقافة،‏ رابعا ضغط النظير،‏ وأخيرا التلفزيون.‏ أما اليوم فقد انعكس هذا الترتيب،‏ وصار للتلفزيون التأثير الاكبر.‏ وضغط النظير هو ثاني اقوى تأثير —‏ وهو الضغط لهجر انماط الأپاتشي ومماشاة التيار الاميركي.‏ ولا تزال الثقافة تحتل المرتبة الثالثة،‏ وكثيرون من الأپاتشي يستفيدون من الفرص التي تمنحها المعاهد ومن ازدياد عدد المدارس والثانويات في المحميات».‏

وسألناه:‏ «ماذا عن التأثير العائلي؟‏

‏—‏ للاسف،‏ أُنزلت العائلة الى المرتبة الرابعة،‏ والدين هو الآن الاخير،‏ سواء كان ديننا التقليدي او اديان الرجل الابيض.‏

‏—‏ وكيف تنظرون الى اديان العالم المسيحي؟‏

‏—‏ لسنا مسرورين بمحاولة الكنائس تحويل شعبنا عن المعتقدات التقليدية.‏b للّوثريين والكاثوليك ارساليات هنا منذ اكثر من ١٠٠ سنة.‏ وهنالك ايضا جماعات خمسينية لها بعض الجاذبية العاطفية.‏

‏«يجب ان نسترجع هويتنا الحضارية من خلال العائلة ونعيد استعمال لغة الأپاتشي.‏ فهي تُفقَد في الوقت الحاضر».‏

التقدم الاقتصادي عند الأپاتشي

زرنا خبيرا آخر من الأپاتشي،‏ فتحدث بثقة عن التوقعات الاقتصادية الجيدة التي تنتظر محمية سان كارلوس.‏ لكنه اوضح انه ليس سهلا حمل المستثمرين على استثمار اموالهم في مشاريع هنا.‏ وإحدى الدلائل المبشرة بالخير هي اتفاق مع شركة هاتف كبيرة لتشكيل «شركة أپاتشي سان كارلوس للاتصالات».‏ وستموِّلها «الجمعية الاقتصادية الريفية» وستفتح مجالات العمل امام المزيد من العمال الأپاتشي،‏ بالاضافة الى توسيع وتحسين شبكة الهاتف الرديئة في المحمية.‏

وتحدث هذا المسؤول ايضا بفخر عن مركز التَّحال الذي سيجري انشاؤه في مستشفى المحمية،‏ والذي سيمنح رعاية طبية شخصية افضل.‏ ثم أرانا خرائط لإعادة تطوير المركز التجاري في سان كارلوس،‏ والذي ينبغي ان يبتدئ بناؤه قريبا.‏ وكان متفائلا بشأن المستقبل،‏ ولكنه شدد على القول ان الثقافة يجب ان تكون هي الاساس.‏ ‹الثقافة تعني اجورا افضل،‏ ويؤدي ذلك الى تحسين مستوى المعيشة›.‏

تشتهر النساء بين الأپاتشي بمهارتهن في حبك السلال.‏ ويقول كتاب دليل للسياح ان «صيد الطرائد،‏ صيد السمك،‏ تربية المواشي،‏ قطع الاشجار،‏ التعدين،‏ الاستجمام في الهواء الطلق والسياحة» هي عوامل رئيسية في الاقتصاد المحلي.‏

يحاول الأپاتشي مماشاة العالم الخارجي في تطوره،‏ رغم ان الظروف تعاكسهم كثيرا.‏ وككثيرين من الناس،‏ يريدون العدل،‏ الاحترام،‏ وحياة كريمة.‏

حين يسود عدل حقيقي

يزور شهود يهوه شعب الأپاتشي ليخبروهم بالعالم الجديد الذي وعد به يهوه اللّٰه بشأن ارضنا،‏ وهنالك وصف رائع لهذا الوعد في سفر اشعياء في الكتاب المقدس:‏ «هأنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة فلا تُذكر الاولى ولا تخطر على بال.‏ ويبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون اثمارها.‏ لا يتعبون باطلا».‏ —‏ اشعياء ٦٥:‏١٧،‏ ٢١،‏ ٢٣؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ رؤيا ٢١:‏١-‏٤‏.‏

وقريبا سيتخذ يهوه اللّٰه اجراء ليطهّر العالم من كل انانية وفساد وإساءة الى الارض.‏ (‏انظروا متى ٢٤،‏ مرقس ١٣،‏ لوقا ٢١‏.‏)‏ وبإمكان اناس من جميع الامم،‏ بمن فيهم قبائل الاميركيين الاصليين،‏ ان يتباركوا بالالتجاء الى الاله الحقيقي يهوه،‏ بواسطة المسيح يسوع.‏ (‏تكوين ٢٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ويقدِّم شهود يهوه تعليما مجانيا من الكتاب المقدس للودعاء الذين يريدون ان يرثوا ارضا مستردة والذين يرغبون في اطاعة اللّٰه.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١١،‏ ١٩‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

a ينقسم الأپاتشي الى مجموعات فرعية قبلية مختلفة مثل الأپاتشي الغربيين،‏ الذين يشملون تونْتو الشماليين والجنوبيين،‏ ميمْبرينْيو،‏ و كويوتيرو.‏ ويتألف الأپاتشي الشرقيون من أپاتشي تشيريكاوا،‏ مسكاليرو،‏ هيكارِيا،‏ ليپان،‏ وكِيُووا.‏ والتقسيمات الاخرى هي أپاتشي الجبل الابيض وأپاتشي سان كارلوس.‏ وتعيش اليوم هذه القبائل بشكل رئيسي في جنوبي شرقي آريزونا وفي نيو مكسيكو.‏ —‏ انظروا الخريطة في الصفحة ١٥.‏

b ان عددا مقبلا من استيقظ!‏ سيتناول موضوع معتقدات الاميركيين الاصليين ودينهم.‏

‏[الخريطتان/‏الصورة في الصفحة ١٥]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

اميركا الشمالية

المنطقة مكبَّرة الى اليمين

محميات الأپاتشي

آريزونا

نيو مكسيكو

فورت أپاتشي (‏الجبل الابيض)‏

هيكارِيا

سان كارلوس

مسكاليرو

‏[مصدر الصورة]‏

Mountain High Maps® Copyright © 1997 Digital Wisdom,‎ Inc.‎

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

جيرونيمو

‏[مصدر الصورة]‏

Courtesy of the Arizona Historical Society/Tucson,‎ AHS#78167

‏[الصورتان في الصفحة ١٧]‏

هاريسون تالْڠو،‏ عضو في المجلس القبلي

‏[الصورتان في الصفحة ١٦]‏

دُفن الزعيم كوتْشيس في معقله التابع للتشيريكاوا

اطباق الاقمار الاصطناعية تجلب البرامج التلفزيونية الى المحمية

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

في مدافن الأپاتشي يضع الاقرباء حجارة حول القبر.‏ والشُّرُط في مهب الريح تشير الى الجهات الاربع الاصلية

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة