مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٩ ٢٢/‏١٠ ص ٢٠-‏٢٤
  • تربية اولاد في افريقيا خلال الاوقات العصيبة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تربية اولاد في افريقيا خلال الاوقات العصيبة
  • استيقظ!‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الى افريقيا،‏ ثم الزواج
  • انتقالنا الى روديسيا الجنوبية
  • سجني انا وبيرتي
  • خدمتنا لفترة ما بعد الحرب
  • تعيين كرازي جديد
  • عودة تنطوي على مخاطرة
  • مبارَكة بعائلة مُحبة
  • رأيت ذلك ينمو في افريقيا الجنوبية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • اخوّتنا العالمية تمدّني بالقوة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
  • النمو مع هيئة يهوه في جنوب افريقيا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • التمتع كاملا ‹بالحياة الحاضرة›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٥
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٩
ع٩٩ ٢٢/‏١٠ ص ٢٠-‏٢٤

تربية اولاد في افريقيا خلال الاوقات العصيبة

كما روته كارمن ماكلوكي

في سنة ١٩٤١،‏ كانت الحرب العالمية الثانية محتدمة.‏ وكنت امًّا اوسترالية تبلغ الـ‍ ٢٣ من عمرها،‏ ولكنني كنت وطفلتي البالغة خمسة اشهر في السجن في ڠويلو،‏ روديسيا الجنوبية (‏الآن ڠويرو،‏ زمبابوي)‏.‏ أما زوجي فكان في السجن في سولزبوري (‏الآن هاراري)‏.‏ وكان ولدانا الآخران —‏ اللذان يبلغان سنتين وثلاث سنوات من عمرهما —‏ في عهدة ولدَي زوجي المراهقَين.‏ فدعوني اوضح لكم كيف صرت في هذا الوضع.‏

كنت اعيش مع امي وأبي في پورت كيمبلا،‏ على بعد نحو ٥٠ كيلومترا (‏٣٠ ميلا)‏ من جنوب سيدني في اوستراليا.‏ وفي سنة ١٩٢٤،‏ زارت كلار هونيسِت امي وأثارت اهتمامها بتعاليم الكتاب المقدس عندما سألتها هل تفهم معنى الصلاة الربانية.‏ ثم اوضحت لها كلار ما يعنيه تقديس اسم اللّٰه،‏ وأخبرتها كيف سيجعل الملكوت مشيئة اللّٰه تسود على الارض.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وهذا ما اذهلها.‏ ورغم مقاومة ابي،‏ ابتدأت امي تسبر غور حقائق كهذه من الكتاب المقدس.‏

بعيد ذلك،‏ انتقلنا الى احدى ضواحي سيدني.‏ وكنا انا وأمي نسير من هناك نحو ٥ كيلومترات (‏٣ اميال)‏ لنصل الى اجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس،‏ كما كان شهود يهوه يدعون آنذاك.‏ ورغم ان ابي لم يصر شاهدا،‏ فقد سمح ان تُعقَد في بيتنا دروس الكتاب المقدس.‏ وصار اثنان من اخوته —‏ ماكس وأوسكار زايدِل —‏ شاهدين،‏ وكذلك اعضاء من عائلة ماكس،‏ اخي الاصغر تيري،‏ وأختي الصغرى ميلدا.‏

في سنة ١٩٣٠،‏ اشترت جمعية برج المراقبة مركبا شراعيا طوله ١٦ مترا (‏٥٢ قدما)‏،‏ اعادت تسميته لاحقا حامل النور.‏ وطوال سنتين كان هذا المركب يرسو بمحاذاة مِلكيَّتنا على نهر جورجز.‏ وهناك كان يجري إصلاحه بغية ان يستعمله شهود يهوه في عمل الكرازة في جزر إندونيسيا.‏ وأحيانا كنا انا وأختي كورال ننظف مقصورة المركب وظهره،‏ وكنا نأخذ قنديل الصاري لنصطاد القريدس.‏

الى افريقيا،‏ ثم الزواج

اجتاح اوستراليا ركود اقتصادي في اواسط ثلاثينات هذا القرن،‏ فسافرنا انا وأمي الى جنوب افريقيا لنرى هل من الملائم ان تستقر عائلتنا هناك.‏ فحملنا رسالة تعريف من مكتب فرع شهود يهوه في اوستراليا موجَّهة الى جورج فيلپس،‏ الذي كان آنذاك المشرف على عمل الكرازة في افريقيا الجنوبية.‏ وكان جورج عند رصيف الميناء في كَيپ تاون عندما رست سفينتنا.‏ ولكي نعرفه،‏ حمل تحت ابطه كتابا من اصدار جمعية برج المراقبة عنوانه:‏ الغنى.‏ وفي ذلك اليوم عينه،‏ في ٦ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٣٦،‏ عرَّفنا بالاعضاء الخمسة العاملين في الفرع،‏ بمن فيهم روبرت أ.‏ ماكلوكي.‏a وفي غضون سنة،‏ تزوجت بيرتي —‏ كما كنا جميعا ندعوه.‏

اتى ابو جد بيرتي،‏ وليَم ماكلوكي،‏ الى افريقيا سنة ١٨١٧ من پايزلي،‏ اسكتلندا.‏ وفي رحلاته الاولى،‏ تعرف وليَم بروبرت موفات،‏ الرجل الذي وضع اللغة التشوانية في شكل مكتوب وترجم الكتاب المقدس بهذه اللغة.‏b وفي تلك الايام الباكرة،‏ كان وليَم ورفيقه روبرت سْكُون الرجلَين الابيضَين الوحيدَين اللذين وثق بهما مزيليكازي،‏ محارب بارز في جيش القائد الزولوي الشهير شاكا.‏ فكان وليَم وروبرت الابيضَين الوحيدَين اللذين سُمح لهما بدخول قرية مزيليكازي،‏ حيث تقوم الآن مدينة پريتوريا في جنوب افريقيا.‏ ولاحقا،‏ صار مزيليكايزي رجلا سياسيا وضمّ في اواسط القرن الـ‍ ١٩ قبائل عديدة في حكومة افريقية مركزية.‏

عندما التقيت بيرتي،‏ كان ارملا وله ابنة،‏ لايال البالغة ١٢ سنة من العمر،‏ وابن،‏ دونوڤان البالغ ١١ سنة من العمر.‏ وكان بيرتي قد عرف حقائق الكتاب المقدس سنة ١٩٢٧،‏ بعد اشهر قليلة من موت زوجته إدنا.‏ وخلال السنوات التسع التالية،‏ كرز ببشارة الملكوت في جزر موريشيوس ومدغشقر،‏ وكذلك في كل انحاء نياسالَند (‏الآن ملاوي)‏،‏ شرق افريقيا الپرتغالية (‏الآن موزمبيق)‏،‏ وجنوب افريقيا.‏

بعد اشهر قليلة من زواجي ببيرتي،‏ انتقلنا مع لايال ودونوڤان الى جوهانسبورڠ،‏ حيث كان من الاسهل على بيرتي ان يجد عملا.‏ وخدمت لفترة من الوقت كفاتحة،‏ كما يُدعى الخدام كامل الوقت عند شهود يهوه.‏ ثم صرت حبلى بپيتر.‏

انتقالنا الى روديسيا الجنوبية

دعانا جاك اخو بيرتي الى الانضمام اليه في مغامرة لحفر منجم للذهب قرب فيلابوسي،‏ في روديسيا الجنوبية.‏ فسافرنا انا وبيرتي مع پيتر،‏ الذي كان عمره آنذاك سنة واحدة،‏ فيما اعتنت امي مؤقتا بلايال ودونوڤان.‏ وعندما وصلنا الى نهر مزِينڠواني،‏ كان في مرحلة الفيضان،‏ فاضطررنا ان نعبره في صندوق يُجرّ بواسطة حبل يمتد من ضفة النهر الى الضفة الاخرى.‏ كنت آنذاك حبلى بپولين في الشهر السادس واضطررت ان امسك پيتر وأضمه الى صدري بإحكام!‏ كان الامر مخيفا،‏ وخصوصا عندما كاد الحبل يلامس الماء في وسط النهر.‏ وإضافة الى ذلك،‏ كنا في منتصف الليل والمطر يهطل بغزارة!‏ وبعد عبور النهر،‏ اضطررنا الى السير نحو كيلومترين (‏١ ميلا)‏ لنصل الى بيت احد اقاربنا.‏

لاحقا،‏ استأجرنا بيتا قديما في مزرعة لتربية المواشي ملآنة بالنمل الابيض.‏ ولم يكن في بيتنا ما يكفي من الاثاث —‏ فقد صنعنا بعضا من الاثاث من صناديق تُستعمل للديناميت والمفرقعات.‏ وكثيرا ما كانت پولين تُصاب بالخانوق،‏ ولم نستطع تحمل نفقات الدواء.‏ فكان قلبي مسحوقا،‏ ولكننا كنا نسرّ كلما تعافت.‏

سجني انا وبيرتي

كنا نسافر مرة كل شهر الى مدينة بولاوايو،‏ التي تبعد عنا نحو ٨٠ كيلومترا (‏٥٠ ميلا)‏،‏ لنبيع ذهبنا في المصرف.‏ وكنا نذهب ايضا الى ڠواندا،‏ بلدة صغيرة اقرب الى فيلابوسي،‏ للحصول على مؤن الطعام والاشتراك في الخدمة.‏ وبعد سنة من ابتداء الحرب العالمية الثانية،‏ سنة ١٩٤٠،‏ حُظر عملنا الكرازي في روديسيا الجنوبية.‏

وبعيد ذلك،‏ اعتُقلت وأنا اكرز في ڠواندا.‏ وكنت آنذاك حبلى للمرة الثالثة بابنتي إستريلا.‏ وعندما كان يُنظر في الاستئناف الذي قدمته،‏ اعتُقل بيرتي بسبب الكرازة وسُجن في سولزبوري،‏ مدينة تبعد اكثر من ٣٠٠ كيلومتر (‏٢٠٠ ميل)‏ عن مكان سكننا.‏

وهذا كان وضعنا آنذاك:‏ كان پيتر في المستشفى في بولاوايو بسبب الخانوق،‏ مع وجود شك في امكانية نجاته.‏ اما انا فكنت قد ولدت لتوي إستريلا،‏ وأخذني احد اصدقائنا من المستشفى الى السجن ليري بيرتي ابنته الجديدة.‏ في ما بعد،‏ عندما رُفض استئنافي،‏ تكرَّم احد الهنود الاميركيين الاثرياء الذي كان صاحب مستودع ودفع كفالتي.‏ وبعد فترة،‏ اتى ثلاثة شرطيين الى المنجم لأخذي الى السجن.‏ وقد خيَّروني بين امرين:‏ إما ان آخذ طفلتي البالغة خمسة اشهر معي الى السجن او ان اتركها في عهدة ولدَي زوجي المراهقين،‏ لايال ودونوڤان.‏ فقررت ان آخذها معي.‏

هناك،‏ عيِّنت للعمل في رَتْق الثياب والتنظيف.‏ وقد جلبوا لي حاضنة لمساعدتي على الاعتناء بإستريلا.‏ كانت شابة سجينة اسمها ماتوسي تقضي عقوبة مدى الحياة لأنها قتلت زوجها.‏ وعندما أُطلق سراحي،‏ بكت ماتوسي لأنها لن تستطيع الاعتناء بإستريلا في ما بعد.‏ وأخذتني السجّانة الى بيتها لتناول الغداء ثم ارسلتني في قطار لزيارة بيرتي في سجن سولزبوري.‏

عندما كنا انا وبيرتي في السجن،‏ كان پيتر وپولين الصغيران في عهدة لايال ودونوڤان.‏ ورغم ان دونوڤان لم يكن قد تجاوز الـ‍ ١٦ من العمر،‏ فقد استمر في العمل في المنجم.‏ وعندما أُطلق سراح بيرتي من السجن،‏ قررنا ان ننتقل الى بولاوايو،‏ لأننا لم نكن نجني ما يكفي من العمل في المنجم.‏ فحصل بيرتي على وظيفة في شركة السكك الحديدية،‏ وكنت انا اساهم في المدخول باستخدام مهارة الخياطة التي تعلمتها حديثا.‏

ولأن عمل بيرتي كموظف يهتم بتثبيت المسامير في السكك الحديدية كان يُعتبَر مهما،‏ أُعفي من الخدمة العسكرية.‏ وخلال سنوات الحرب تلك،‏ كان الاخوة البيض الذين يبلغ عددهم نحو اثني عشر يجتمعون في بيتنا الصغير المؤلف من غرفة نوم واحدة،‏ وإخوتنا وأخواتنا السود القليلون كانوا يجتمعون في مكان آخر من المدينة.‏ أما الآن فهنالك اكثر من ٤٦ جماعة لشهود يهوه مؤلفة من السود والبيض في بولاوايو!‏

خدمتنا لفترة ما بعد الحرب

عقب الحرب،‏ طلب بيرتي من شركة السكك الحديدية ان تنقله الى اومتالي (‏الآن موتاراي)‏،‏ بلدة جميلة على حدود موزمبيق.‏ فقد اردنا ان نخدم حيث الحاجة اعظم الى مبشرين بالملكوت،‏ وبدت اومتالي المكان المناسب،‏ لأنه لم يكن فيها ايّ شاهد.‏ وخلال اقامتنا القصيرة،‏ صارت عائلة هولتسهاوزن،‏ التي لها خمسة ابناء،‏ من شهود يهوه.‏ والآن هنالك ١٣ جماعة في هذه المدينة!‏

في سنة ١٩٤٧،‏ ناقشت عائلتنا امكانية عودة بيرتي الى عمل الفتح.‏ وقد دعمت لايال،‏ العائدة من الفتح في جنوب افريقيا،‏ هذه الفكرة.‏ وكان دونوڤان آنذاك يخدم كفاتح في جنوب افريقيا.‏ وعندما علم فرع كَيپ تاون برغبة بيرتي في العودة الى الفتح،‏ طلب منه بدلا من ذلك فتح مخزن مطبوعات في بولاوايو.‏ فاستقال من شركة السكك الحديدية،‏ ورجعنا الى هناك.‏ بعيد ذلك،‏ وصل المرسلون الاولون الى روديسيا الجنوبية وأقاموا في بولاوايو،‏ بمن فيهم اريك كوك،‏ جورج وروبي برادلي،‏ فيلِس كايت،‏ وميرتل تايلور.‏

في سنة ١٩٤٨،‏ زار بولاوايو ناثان ه‍.‏ نور،‏ الرئيس الثالث لجمعية برج المراقبة،‏ مع سكرتيره،‏ ميلتون ج.‏ هنشل،‏ ورتَّب لتحويل المخزن الى فرع ولجعل الاخ كوك الناظر.‏ في السنة التالية،‏ وُلدت ابنتنا لينزي.‏ ثم في سنة ١٩٥٠،‏ نُقل الفرع الى سولزبوري،‏ عاصمة روديسيا الجنوبية،‏ فانتقلنا الى هناك ايضا.‏ واشترينا بيتا كبيرا سكنّا فيه سنوات عديدة.‏ وكنا دائما نستقبل الفاتحين والزائرين،‏ لذلك صار منزلنا معروفا بفندق ماكلوكي!‏

في سنة ١٩٥٣،‏ حضرنا انا وبيرتي محفل شهود يهوه الاممي في يانكي ستاديوم في مدينة نيويورك.‏ وكم كانت هذه مناسبة بارزة!‏ وبعد خمس سنوات،‏ كانت لايال،‏ إستريلا،‏ لينزي،‏ وجيريمي البالغ من العمر ١٦ شهرا،‏ معنا طوال الايام الثمانية من المحفل الاممي الضخم الذي عقد سنة ١٩٥٨ في يانكي ستاديوم وپولو ڠراوندز المجاور.‏ وقد بلغ عدد حضور الخطاب العام في اليوم الاخير رقما قياسيا اذ حضر اكثر من ربع مليون شخص!‏

تعيين كرازي جديد

خدم بيرتي نحو ١٤ سنة كمساعد في مكتب الفرع في سولزبوري،‏ ثم قرَّرنا الخدمة حيث الحاجة اعظم في جزر سايشل.‏ فبعنا منزلنا وأثاثنا وحزمنا باقي ممتلكاتنا في سيارتنا الـ‍ اوپل «الستايشن».‏ كان عمر لينزي ١٢ سنة وجيريمي ٥ سنوات عندما سافرنا نحو ٠٠٠‏,٣ كيلومتر (‏٨٠٠‏,١ ميل)‏ في طرقات وعرة جدا وغير مرصوفة عبر روديسيا الشمالية (‏الآن زامبيا)‏،‏ تانجانيكا (‏الآن جزء من تنزانيا)‏،‏ وكينيا،‏ لنصل اخيرا الى المدينة المرفإ،‏ مومباسّا.‏

كان الحرّ في مومباسّا لا يُطاق،‏ أما شواطئها فجميلة.‏ تركنا سيارتنا عند شاهد محلي وشرعنا في رحلة بالقارب دامت ثلاثة ايام الى جزر سايشل.‏ وعندما وصلنا استقبلنا نورمان ڠاردنر،‏ رجل اخذ المعرفة الاساسية لحق الكتاب المقدس من شاهد في دار السلام،‏ تانجانيكا.‏ فرتَّب ان نستأجر بيتا في ممر سان سوسي كان قد شيِّد للشرطة التي كانت تحمي رئيس الاساقفة الارثوذكسي اليوناني مكاريوس،‏ الذي كان قد نُفي من قبرص سنة ١٩٥٦.‏

وبما ان بيتنا كان منعزلا جدا،‏ انتقلنا بعد شهر الى بيت على الشاطئ في بوڤالون.‏ وهناك كنا ندعو الناس الى سماع خطابات يلقيها بيرتي من على شرفتنا.‏ وقد ابتدأنا بدرس في الكتاب المقدس مع عائلة بيندشِدلِر.‏ وبعد اشهر قليلة،‏ عمَّد بيرتي الزوج والزوجة وابنتهما بالتبني بالاضافة الى نورمان ڠاردنر وزوجته.‏ وسافرنا ايضا مع نورمان في قاربه الى جزيرة سِرف،‏ حيث القى بيرتي خطابات من الكتاب المقدس في حظيرة القوارب.‏

وبعد ان قضينا نحو اربعة اشهر في جزر سايشل،‏ قال لنا رئيس الشرطة انه يجب ان نتوقف عن الكرازة وإلا فسنرحَّل.‏ كانت مواردنا المالية ضئيلة وأنا حبلى مجدَّدا.‏ قررنا الاستمرار في كرازتنا العلنية.‏ وعلى كل حال،‏ كنا نعرف اننا سنغادر قريبا.‏ وقد غادرنا عندما وصل القارب التالي من الهند بعد نحو شهر.‏

عودة تنطوي على مخاطرة

عندما وصلنا الى مومباسّا،‏ اخذنا سيارتنا وتوجَّهنا جنوبا على طول الطريق الساحلي الرملي.‏ وعندما وصلنا الى طنجه،‏ توقف محرك سيارتنا.‏ وكانت مواردنا المالية قد نفدت تقريبا،‏ لكنَّ احد اقربائنا وشاهدا آخر ساعدانا.‏ وخلال وجودنا في مومباسّا،‏ عرض اخ ان يموِّلنا اذا اردنا الذهاب شمالا الى الصومال للكرازة.‏ لكنني كنت متوعكة،‏ لذلك قررنا الرجوع الى بيتنا في روديسيا الجنوبية.‏

عبرنا من تانجانيكا الى نياسالَند وسافرنا نزولا بمحاذاة الضفة الغربية لبحيرة نياسا،‏ التي تُدعى الآن بحيرة ملاوي.‏ وقد اشتدّ مرضي،‏ حتى انني طلبت من بيرتي ان ينزلني من السيارة على جانب الطريق لأموت!‏ كنا قرب مدينة ليلونْڠواي،‏ فنقلني الى المستشفى هناك.‏ فأراحتني حقن المورفين التي اعطوني اياها.‏ وبما انه لم يكن بإمكاني متابعة الرحلة في السيارة،‏ تابع بيرتي والاولاد في السيارة مسافة نحو ٤٠٠ كيلومتر (‏٢٥٠ ميلا)‏ الى بلانتاير.‏ ورتَّب احد اقربائنا ان اسافر انا جوًّا الى هناك بعد ايام قليلة لأنضم اليهم.‏ ومن بلانتاير سافرت جوًّا عائدة الى سولزبوري،‏ وأكمل بيرتي والاولاد الرحلة الى البيت في السيارة.‏

وكم شعرنا جميعا بالراحة عندما وصلنا الى سولزبوري الى بيت ابنتنا پولين وزوجها!‏ وقد وُلد ابننا الاخير آندرو سنة ١٩٦٣.‏ وكان يعاني انخماص الرئة وظننا انه سيموت،‏ ولكن من المفرح انه بقي على قيد الحياة.‏ وأخيرا،‏ انتقلنا الى جنوب افريقيا ووصلنا الى بيتنا في پيترماريتسبورڠ.‏

مبارَكة بعائلة مُحبة

سنة ١٩٩٥،‏ مات بيرتي بسلام عن عمر ٩٤ سنة،‏ ومذّاك اعيش وحدي في بيتنا هنا.‏ ولكنني لست وحيدة على الاطلاق!‏ فلايال وپولين تخدمان يهوه مع عائلتيهما هنا في جنوب افريقيا،‏ ويعيش افراد من عائلتيهما هنا في پيترماريتسبورڠ.‏ ولينزي وعائلتها هم جميعا شهود نشاطى في كاليفورنيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وقد انتقل ابنانا الاصغران،‏ جيريمي وآندرو،‏ الى اوستراليا،‏ حيث يعيشان بسعادة مع زوجتيهما ويخدمان كشيخَين في جماعتيهما.‏

لقد انخرط اولادنا الثمانية جميعهم في وقت ما في خدمة الفتح،‏ وستة منهم خدموا في مكاتب فروع جمعية برج المراقبة.‏ وتخرَّج دونوڤان من الصف الـ‍ ١٦ لمدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٥١ وخدم كناظر جائل في الولايات المتحدة قبل العودة الى العمل في مكتب فرع جنوب افريقيا.‏ وهو الآن شيخ مسيحي في كليركسدورپ،‏ التي تبعد نحو ٧٠٠ كيلومتر (‏٤٢٠ ميلا)‏ عن پيترماريتسبورڠ.‏ وتعيش إستريلا مع زوجها جاك جونز،‏ في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه في بروكلين،‏ نيويورك.‏

أما ابني البكر پيتر فقد قضى عدة سنوات في الخدمة كامل الوقت،‏ في عمل الفتح وفي مكتب فرع برج المراقبة في روديسيا.‏ ولكن منذ سنوات قليلة،‏ حزنت عندما ترك معاشرة الجماعة المسيحية.‏

اذ اتذكر حياتي،‏ يمكنني القول انني سعيدة حقا لمجيئي مع امي الى افريقيا في مراهقتي.‏ صحيح ان الحياة لم تكن سهلة دائما،‏ إلا انه كان امتيازا لي ان اكون داعمة لزوجي وأن اربّي عائلة كانت في طليعة الكارزين ببشارة ملكوت اللّٰه في جنوب افريقيا.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

a تظهر سيرة روبرت ماكلوكي الذاتية في عدد ١ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٩٠،‏ الصفحات ٢٦-‏٣١ من برج المراقبة‏.‏

b انظروا الصفحة ١١ من كراسة كتاب لكل الناس‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

‏[الخريطة في الصفحتين ٢٢ و ٢٣]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

جنوب افريقيا

كَيپ تاون

پيترماريتسبورڠ

كليركسدورپ

جوهانسبورڠ

پريتوريا

زمبابوي

ڠواندا

بولاوايو

فيلابوسي

ڠوارو

موتاراي

هاراري

زامبيا

موزمبيق

ملاوي

بلانتاير

ليلونْڠواي

تنزانيا

دار السلام

طنجه

كينيا

مومباسّا

جزر سايشل

الصومال

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

مع پيتر،‏ پولين،‏ وإستريلا،‏ قبل اخذ إستريلا معي الى السجن

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

لايال ودونوڤان امام بيتنا في المزرعة قرب فيلابوسي

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

مع بيرتي،‏ لايال،‏ پولين،‏ پيتر،‏ ودونوڤان سنة ١٩٤٠

‏[الصور في الصفحة ٢٤]‏

كارمن وخمسة من اولادها (‏بحسب دوران عقارب الساعة ابتداء من يسار الصورة)‏:‏ دونوڤان،‏ عندما كان في جلعاد سنة ١٩٥١،‏ جيريمي،‏ لينزي،‏ إستريلا،‏ وآندرو اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة